مشاهدة النسخة كاملة : المدينة الفاضلة


ابراهيم عثمان
04-19-2016, 06:52 AM
[frame="9 10"]رسم الإسراء والمعراج للمسلمين معالم المدينة الفاضلة والمجتمع المثالي النبيل الذي ننشده جميعاً، ونتمنى أن نعيش فيه ولو أياماً قليلة.

وقد ظن أهل الكفر في عصرنا أن المجتمع الفاضل هو الذي يعمر بالبنايات ويشيد بالمنشآت وتقام أسسه على المال والثراء المادي والعلم العصري، ونسوا أن ذلك كله لا يفيد إذا لم ينصلح الإنسان من داخله، فهو الذي يعمر تلك البنايات، وهو الذي يشيد تلك الإنشاءات، وهو الذي يتولى تشغيل جميع هذه الهيئات، فلو لم يبني المجتمع نفسه هذا الإنسان على المكارم العالية التي جاءت بها الأديان، فإنه يفسد في لحظة ما بناه الإنسان في آلاف الأعوام. ما الذي يقيم لنا عمارة لا تتأثر بالزلازل ولا بالكوارث؟
ليس نوع الأسمنت، ولا صنف الحديد ولا الرسم الهندسي إلا إذا صاحبها الضمير النقي عند التنفيذ، لكن لو أحضرنا جميع مستجهزات العصر ولو أحضرنا الذين بنوا ناطحات السحاب بمعداتهم وتجهيزاتهم والمواد التي استخدموها في بنائهم،
ولم نستطيع أن نجهز الإنسان بضمير يراقب الديان عزَّ وجلَّ فسيشيد بناءاً واهياً لأنه ينهب ويسرق الأساس والمعدات والتجهيزات،
أو لا يتقن العمل، أو يجتهد في الغش وذلك أمر لا تصلحه قوانين الأرض وإنما قوانين خالق السماء والأرض عزَّ وجلَّ.
مهما اجتهدنا في أي ميدان: مدارس، مستشفيات، جامعات، مصانع هيئات، وأقمناها على أحدث طراز عصري، من الذي يُشغل الأجهزة؟ ومن الذي يدير الأعمال؟ إنهم هم أفراد هذا المجتمع، وفيهم يقول الله عزَّ وجلَّ:
{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } (11الرعد).
لم يقل يغيروا أنفسهم لأن النفوس لا تتغير ولكن يغيروا ما بها
ولذلك عندما دعا حبيبه ومصطفاة ليفرض عليه وعلينا الصلاة كان أول شئ أمر به أن أمر ملائكته الكرام أن يوقظوه من النوم ويأخذوه إلى جوار الكعبة ويرقدوه على ظهره ثم شقّوا عن بطنه ويخرجوا قلبه ويضعوه في طست من ذهب، ويخرجوا منه حظ الشيطان، ويغسلوه بماء زمزم، ثم جاءوا بطست مملوء إيماناً وحكمة وحشو قلبه صلَّى الله عليه وسلَّم به، ثم ردوه إلى حاله، وبدأ بعد ذلك حادث الإسراء.
وذلكم يا جماعة المؤمنين هو باب تحقيق المجتمع الفاضل. ليس بالصلاة ولكن بتطهير القلوب من حظ الشيطان، وما حظ الشيطان في بني الإنسان؟ الغش والمكر والخداع، واللؤم والخيانة، والخسة والندالة، والتهور، والجبن، والحيل، والنميمة، والغيبة، والمشي بين الناس بالوقيعة، والهمز واللمز والغمز. كل ذلك وغيره حظ الشيطان الذي دعا إلى تطهير القلب منه الرحمن قبل أن ينضم الإنسان إلى صفوف أهل الإيمان. ماذا قال في ذلك عزَّ وجلَّ؟
{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ } (47الحجر).
إذا تم ذلك كيف يكون وصفهم:
{إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ }(47الحجر).
لا تنفع قوة المؤمنين إذا كانت القلوب مملوءة بالغش والعيون يلوح منها الخيانة، والفم يظهر عليه الابتسامة الخادعة الصفراء، والقلوب تفكر في الحيل للاستيلاء على قلوب الضعفاء، ويصبح شرار المجتمع شوكة في جانب الشرفاء لأنهم يستطيعون إقلاق مضاجعهم بشئ لم يجنوه أو ألم لم يرتكبوه. فإذا منع إنسان شريف إنساناً شريراً من حق ليس له، ما أسرع أن يذهب ليأتي بتقرير طبي مزور يلصقه بالشريف ويقيم عليه تهمة لا يدري لها ولا عنها شيئاً ولا يستطيع أن يدافع عن نفسه، لأنه تقرير طبي، ولا يستطيع أن يفعل مثل ما فعل لأن ضميره يأبى عليه ذلك.

نهيان
04-19-2016, 11:20 PM
ابراهيم
جزاك الله عنا بكل الخير والجنه
بارك الله فيك ونفع بك

ملكة الحنان
08-28-2016, 12:04 PM
ارجو الانتباه صوفي دجال فوزي محمد ابو زيد

يجب الحذر منه
يحذف الموضوع ويحظر واضعه