مشاهدة النسخة كاملة : دور أبي بكر وأهله في الهجرة..


عطر الزنبق
02-11-2019, 01:25 AM
عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: هَاجَرَ نَاسٌ إِلَى الحَبَشَةِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا
فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عَلَى رِسْلِكَ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي" فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:
أَوَتَرْجُوهُ بِأَبِي أَنْتَ؟ قَالَ: "نَعَمْ" فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ نَفْسَهُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِصُحْبَتِهِ
وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ كَانَتَا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَبَيْنَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسٌ فِي بَيْتِنَا
فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ[1]، فَقَالَ قَائِلٌ لِأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُقْبِلًا مُتَقَنِّعًا
فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِدًا لَكَ أَبِي وَأُمِّي، وَاللَّهِ إِنْ جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ
إِلَّا لِأَمْرٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ، فَقَالَ حِينَ دَخَلَ لِأَبِي بَكْرٍ:
"أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ" قَالَ: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "فَإِنِّي قَدْ أُذِنَ لِي فِي الخُرُوجِ"
قَالَ: فَالصُّحْبَةُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "نَعَمْ" قَالَ: فَخُذْ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ
إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ، قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بِالثَّمَنِ" قَالَتْ: فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الجِهَازِ
وَضَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً فِي جِرَابٍ، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا، فَأَوْكَأَتْ بِهِ الجِرَابَ
وَلِذَلِكَ كَانَتْ تُسَمَّى ذَاتَ النِّطَاقِين. ثُمَّ لَحِقَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلٍ
يُقَالُ لَهُ ثَوْرٌ، فَمَكُثَ فِيهِ ثَلاَثَ لَيَالٍ، يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَهُوَ غُلاَمٌ شَابٌّ لَقِنٌ ثَقِفٌ
فَيَرْحَلُ مِنْ عِنْدِهِمَا سَحَرًا، فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ، فَلاَ يَسْمَعُ أَمْرًا يُكَادَانِ
بِهِ إِلَّا وَعَاهُ، حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ[2].

من فوائد الحديث:
1- أن عائشة - رضي الله عنها - عاصرت هده القصة؛ وهي لا زالت صغيرة، وروتها لنا بعدما كبرت.
2- شارك في الإعداد والتحهيز لهذه الرحلة مجموعة ص صغار السن، ومن عائلة واحدة، وهم عائشة
وأسماء، وعبدالله، من أسرة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - فكان لهم الشرف والفخر بذلك.
3- تذكر لنا أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -، وصف هحرة النبي - صلى الله عليه وسلم
- وصفًا دقيقًا، مع ذكر التفاصيل التي تشخص الحدث وكأنه وليد اللحظة.
4- حب النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر - رضي الله عنه - وحب أبي بكر
للنبي - صلى الله عليه وسلم - يتجلى واضحًا في هذا الحديث.
5- مدح عائشة - رضي الله عنها - لأخيها، فذكرته بأربع صفات، هي: غلام، شاب، لقن، ثقف[3].
6- شدة الحفظ لدى الصغار، والكثير منهم يتغير حفظه بعدما يكبر، لكثرة
المشاغل، والارتباطات، والمسؤوليات وغير ذلك، ونجد أن عائشة - رضي الله
عنها -، أكثر النساء رواية وفقهًا للحديث على الإطلاق.
7- كان عبدالله بن أبي بكر عينًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - يتابع أخبار
قريش، فهو شاب فطن ذكي، وفقه الله في أداء مهمته.
8- فيه ما خصن الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - من الفضيلة والرفعة والكرامة، وعلو المنزلة.
9- المنقبة العظيمة لأبي بكر - رضي الله عنه - من صحبة النبي - صلى الله عليه وسلم -
واختياره من دون سائر عشيرته، لموضع سره، وملازمته في السفر.
10- الأحذ بالأسباب، وأن ذلك لا ينافي التوكل على الله[4].
11- خطورة مهمة هدا الغلام، أعني عبدالله بن أبي بكر - رضي الله عنه -
حيث إنه يخالط الناس ويسمع مايدور في الساحة، ثم يأتي ويخبر النبي - صلى
الله عليه وسلم - وصاحبه، فهو في عمله هذا حريص على ألا يتبعه أحد
ويعرف مكان النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه وفي الوقت نفسه حذر على نفسه
أن تتلف، ومع ذلك ضحى بذلك، فحفظه الله بحسن نيته، وإخلاصه في مهمته.

[1] نحر الظهيرة أي: أول الزوال (فتح الباري 7/235).
[2] البخاري 5807.
[3] لقن أي: فَهِم وحافظ (فتح الباري 1/184) وثَقِف أي:
الفطن الحاذق (المرجع السابق 1/95، 7/237).
[4] من 8- 10 مستفاد من شرح البخاري لابن بطال 9/92- 97.

د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان.

منصور
02-11-2019, 01:29 AM
جزاك الله خيرا و بـــارك الله فيــك
على طرحك القيم
ألف شكر لك على مجهــودك
الله يعطيــك العافيـــة
تحياتي

فطوووم
02-11-2019, 06:54 AM
بارك الله فيك وجزاك كل خير
على الطرح القيم
وجعله بموازين حسناتك

عطر الزنبق
02-11-2019, 03:10 PM
أسعد الله قلوبكم وأمتعها بالخير دوماً
أسعدني كثيراً مروركم وتعطيركم هذه الصفحه
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخير وعافيه

نهيان
03-05-2019, 09:51 AM
وتــــــــــــر

جزاك الله عنا بخير الجزاء
والدرجة الرفيه من الجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في موازين حسانتك
دمتي في رعاية الله وحفظه
وبسعاده لاتفارقك ماحييتي

اعجابي+نجووم+يرفع للتنبيهات

همس الغمآم
03-06-2019, 04:08 PM
جزاك الله خير وبارك الله فيك خيتي وتر..
وجعل ما طرحتيه بميزان حسناتك ..

عطر الزنبق
03-06-2019, 04:51 PM
جزاك الله خير وبارك الله فيك خيتي وتر..
وجعل ما طرحتيه بميزان حسناتك ..

http://img.rjeem.com/imgcache/2012/12/6783.gif

عطر الزنبق
03-06-2019, 04:51 PM
وتــــــــــــر

جزاك الله عنا بخير الجزاء
والدرجة الرفيه من الجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في موازين حسانتك
دمتي في رعاية الله وحفظه
وبسعاده لاتفارقك ماحييتي

اعجابي+نجووم+يرفع للتنبيهات
http://img.rjeem.com/imgcache/2012/12/6783.gif

قطرات المطر
03-08-2019, 04:18 AM
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز وفي انتظار جديدك الأروع والمميز لك مني أجمل التحيات وكل التوفيق لك يا رب

عطر الزنبق
04-03-2019, 12:24 AM
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز وفي انتظار جديدك الأروع والمميز لك مني أجمل التحيات وكل التوفيق لك يا رب
http://cocodesiles.unblog.fr/files/2009/03/1wtg06im.gif

نبراس القلم
04-14-2019, 03:26 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_05_15_c25e_13256119281.gif

عطر الزنبق
04-14-2019, 03:28 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_05_15_c25e_13256119281.gif
http://cocodesiles.unblog.fr/files/2009/03/1wtg06im.gif