مشاهدة النسخة كاملة : عنجهية الانسان


خلف الشبلي
09-14-2019, 01:31 PM
عنجهيه الانسان
الانسان منذ ولادته الي يوم وفاته شاغل الدنيا ومقعدها
فهو منذ خروجه من رحم امه للدنيا وهو يصرخ الى ان يموت وهو يصرخ
حيث يبدأ حياته بالصراخ والبكي غير راغب بحياته الجديدة
و يفضل البقاء بعيشته وحياته التي كان فيها في بطن امه لانه توطن فيه
واعتاد المكوث داخله فاصبح له وطن والوطن عزيز دائما
كذلك لايشقى ولايتعب في عيشته لان اسباب الرزق موجوده عنده دون ان يتعب بها
فلمايراه اهله يضحكون من الفرح والسعادة بقدومه لهم ونزوله بارضهم
وخلال حياته الطويله اوالقصيرة على حسب المدة الزمنيه التي بعيشها على ظهر الارض
يملآ الدنيا صياحا وعويلا ومشاكل وقتل وحش ونميمه وغيبه وسرقات واستغلال سلطة
ومنصب وحقد وحسد والحصول على المال بطرق غير مشروعه ونهب من المال العام
ورشوة وتزوير فهو يملآ الدنيا ضجيجا وحركة وهيلمة وبروزا لاسمه بين الناس
وعلى هذا المنوال وفجاءة يموت فتنتهي معه كل تلك الهيلمة والسلطان والطغيان لان الموت يقطع كل شي بالدنيا
وقد اشغال الناس باعماله واسمه وهو حي
فلمايوارى التراب ينساه الناس كليه وتنسى افعاله واعماله وتاريخه حتى اسمه يزول عنه
ويصبح خبر بعد عين ياحسرة عليه وعلى امثاله(ياحسرة على العباد*
فهو لم يدرك حقيقة الفناء الذي يعتبر من مكونات الانسان حيث كان يعتقد انه باقي بالدنيا
التي ملآها زعيقا وبكاء وضحكا واستهزاءا وسخريه الى الابد
نسي الحفرة المسكن الاكثر مكوثا فيها الى يوم القيامه
نسي هذا المصير ونسي انه سب هذا وضرب هذا واكل مال هذا
مسكين هذا الانسان رجلا اوامراءة
لذلك يجب ان نحرص على اننا اذا متنا نضحك عندما يبكي من حولنا اهلنا على فراقنا
أنت الّذي ولدتك أمّك باكيًا* والقوم حولك يضحكون سرورا
فاحرص على عملٍ تكون أذا بكوا* في يوم موتك ضاحكًا مسرورًا
فمن يملا العالم هياطا وكلاما ماخوذ خيره وتصريحات عشوائيه
لاينفعه ذلك يوم لاينفع مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم
لكن الانسان المسلم الذي يملا الدنيا خيرا وكلاما طيبا ويساعد الضعفاء ويهب لنجدتهم
ويمشي لحاجاتهم ولفقيرهم فلمايموت كل تلك الاعمال تشفع له عند الناس وعند الله
فيترحمون عليه ولما يتركهم يكونون راضين عنه
ويغفر الله له بسبب دعائهم له
المناسبه ان احدهم فعل خير باخر لكن كان رد الجميل مخيبا للامال والتوقعات ولم يسلم فاعل الخير من شر ذلك الانسان
المفعول الخير لاجله يقول المثل اتق شر من احسنت اليه
وعلى العكس يقول المثل ايضا اثنان لاتذكرهما معروفك على الناس واساءة الناس اليك
الشاهد ان الانسان اصل الحياة فهو منذ ولادته الى وفاته وهو مالي الدنيا وشاعلها
الى يوم القيامه فهويولد على الفطرة فابواه يهودانه اوينصرانه اويمجسانه

والله اعلم

مع تحياتي

بقلمي

عطر الزنبق
09-14-2019, 02:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والدي الحبيب ..... هناك فئة من البشر تحافظ على
فطرتها ووداعتها وخيرها، غير أن الفئة الغالبة في بني البشر
هي صفة التحول والتبدل إلى درجة قد تصل إلى حد
التوحش والهمجية..
وهذه الصفة قد يتفرد بها الإنسان دونما الكائنات الحية
الأخرى، فتلك الكائنات تولد بطبيعتها ولا تتبدل إلا فيما
يقبل التدريب والترويض، وإن كان ترويضا لا يخرجها من
طبيعتها بقدر ما يجعلها قادرة على شبه التفاهم الضيق مع
الإنسان..
أما الغالب فيها فتولد وتكبر على ماهيتها الأولى..
فابن الأسد يحاول الافتراس والصيد منذ أيامه الأولى،
وفراخ الصقور تختلف بطبيعتها عن فراخ الحمام والدجاج..
أما الإنسان فهو متطور منذ ولادته إلى موته يتطور ويتبدل.
ويعني ذلك التطور الإدراكي، وربما أن نزعة حب التملك
والسيطرة، والتحكم، والاستجابة لنزعات الشهوة والرغبة
وراء تحولاته الدائمة..
والإنسان في نموه يستفيد من تجارب وسلوك الكائنات
الأخرى من حوله فهو يحاول أن يقلد الأسد في شجاعته،
والذئب في إفساده، والثعلب في مكره، والصقر في
شموخه، والجمل في تحمله، والحصان في كبريائه،
والثعبان في إماتته..
بينما تلك المخلوقات تمارس أفعالها بلا قصد للخطيئة..
فضلاً عن استفادة الإنسان من معطيات الطبيعة؛ حيث
يوظف كل تلك الأشياء في سبيل الوصول إلى غاياته
وأهدافه، وهكذا يبدأ الإنسان يخرج من فطرته من حيث
يشعر أو من حيث لا يشعر إلى أن ينسلخ من إنسانيته
الأولى أو يكاد..
ومنذ الأزل والفلاسفة يحاولون تعديل سلوك الإنسان،
ومحاولة سد كل الذرائع، كي لا يخرج من شرنقة
الإنسانية، ولكن أولئك فشلوا في مجمل محاولاتهم..
وقد جاء الدين ليرتقي بالإنسان من انحطاط المعاش
الجسدي إلى التسامي به نحو أعلى درجات النقاء
والسلوك الروحي، المتمثل في عبادة الله، كي تكون رسالته
فوق صغائر الحياة الفانية والتي يعيشها ولا يعي نهايتها
البائسة..
فهو يولد كي يموت، وهو دائماً يذرف الدموع على
الموتى، ويمشي وراء الجنائز، ومع هذا يزداد في طغيانه
وتجبره وتعاليه..
غير أن الإنسان في كثير من الأحيان يتمرد على التعاليم
الدينية النقية التي ترفعه إلى درجة الاتصال بخالقه، فلا
يجزع ولا يخاف ولا يخضع لأي مخلوق إلا لخالقه، فيكبر
في ذات نفسه، ويتجنب الشطط والميل إلى نزعة الشر
والإفساد في الأرض أو الرياء، والمداهنة، والنفاق..
ورغم التطور الإنساني الذي وصل إليه في الصناعة
والابتكار إلا أنه يزداد طمعا وجشعا، وتزداد لديه نزعة
التملك والاستحواذ والاستبداد، بل وسفك الدماء فسخر
هذه الصناعة في كثير من الأحيان لتحقيق رغباته، وأهوائه،
ومطامعه، التي لا تنتهي إلى حد، بل ربما أن التطور
الصناعي أو الحضارة الصناعية أتى على البقية الباقية من
الفضيلة الإنسانية..
فالملاحظ أن الإنسان يتقدم صناعيا في كل شيء بشكل
تصاعدي ولكنه في المقابل ينحدر أخلاقيا بشكل تهابطي
سريع.. فنرى أن الأخلاق، والمثل، والفضائل الإنسانية،
تنحدر يوماً بعد يوم.
لقد خلق الله الإنسان وجعله متغيرا متباينا في سلوكه مختلفا
في مزاجه وأهوائه، وزوده بعقل يحكم هذه الأهواء، وطلب
إليه المحبة والشفقة والرحمة والإنصاف والعدل في
الأرض، ونهاه عن الإيغال وراء شهوات النفس ورغباتها التي
تقوده إلى الجهالة والعمى.. الجهالة بالحق الإنساني
والعمى عن فعل الخير وفعل العدل ومحاربة الظلم
والجور..
غير أن الإنسان يبتعد بفطرته من تلقاء نفسه منبهرا بما
حوله من زخرف الحياة ومتاعها ولذتها منحرفا بتكوينه
الإنساني ومن نقائه وبراءته إلى الهمجية والشذوذ والقتل
والإبادة..
متحولا من فراشة جميلة إلى دودة ضخمة تأكل كل ما
حولها حتى تموت فيخرج منها دود يأكلها..