مشاهدة النسخة كاملة : على فراش الموت


خلف الشبلي
09-25-2019, 02:32 PM
هارون الرشيد ذاك الذي ملك الأرض وملأها جنوداً .. ذاك الذي كان يرفع رأسه .. فيقول للسحابة : أمطري في الهند أو في الصين .. أو حيث شئت .. فوالله ما تمطرين في أرض إلا وهي تحت ملكي .. هارون الرشيد .. خرج يوماً في رحلة صيد فمرّ برجل يقال له بُهلول .. فقال هارون : عظني يا بُهلول .. قال : يا أمير المؤمنين !! أين آباؤك وأجدادك ؟ من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبيك؟ قال هارون : ماتوا .. قال : فأين قصورهم ..؟ قال : تلك قصورهم .. قال : وأين قبورهم ؟ قال : هذه قبورهم .. فقال بُهلول : تلك قصورهم .. وهذه قبورهم .. فما نفعتهم قصورهم في قبورهم ؟ قال : صدقت .. زدني يا بهلول .. قال :أما قصورك في الدنيا فواسعة * فليت قبرك بعد الموت يتسع فبكى هارون وقال : زدني .. فقال : يا أمير المؤمنين : هب أنك ملكت كنوز كسرى وعُمرت السنين فكان ماذا أليس القـبر غـاية كـل حيٍ وتُسأل بعده عن كل هذا ؟ قال : بلى .. ثم رجع هارون .. وانطرح على فراشه مريضاً .. ولم تمضِ عليه أيام حتى نزل به الموت فلما حضرته الوفاة .. وعاين السكرات .. صاح .. بقواده وحجابه : اجمعوا جيوشي .. فجاؤوا بهم .. بسيوفهم .. ودروعهم .. لا يكاد يحصي عددهم إلا الله .. كلهم تحت قيادته وأمره .. فلما رآهم .. بكى .. ثم قال : يا من لا يزول ملكه .. ارحم من قد زال ملكه .. ثم لم يزل يبكي حتى مات .. فلما مات ..أخذ هذا الخليفة .. الذي ملك الدنيا وأودع حفرة ضيقة .. لم يصاحبه فيها وزراؤه .. ولم يساكنه ندماؤه .. لم يدفنوا معه طعاماً .. ولم يفرشوا له فراشا ما أغنى عنه ملكه وماله .. سبحان الملك الذي لايفنى سبحان الواحد الأحد سل الخليفـــــة إذ وافـــت منيتــــــه أين الجنود أين الخيل والخــــــول أين الكنوز التي كانت مفاتحهـــــا تنوء بالعصبة المقوين لو حملوا أن الجيوش التي أرصدتها عــدداً أين الحديد وأين البيض والأســل لا تنكرن فما دامت على أحـــــــد إلا أناخ عليه الموت والوجـــــــل

خلف الشبلي
09-25-2019, 02:33 PM
عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري رضي الله عنه قال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فقال : ((( مستريح ومستراح منه )))) قالوا: يارسول الله ماالمستريح وما المستراح منه ؟؟؟ قال العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها الى رحمة الله والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب ))) رواه البخاري الموت لا يفرق بين كبير وصغير .. ولا غني وفقير .. ولا عبد وأمير .

خلف الشبلي
09-25-2019, 02:35 PM
أما الخليفة (((( عبد الملك بن مروان ))))) فإنه لما نزل به الموت ......جعل يتغشاه الكرب ويضيق عليه النفس ......فأمر بنوافذ غرفته ففتحت..... فالتفت فرأى غسالا فقيرا في دكانه..... فبكى عبد الملك فقال : ياليتني كنت غسالا...... ياليتني كنت نجارا .....ياليتني كنت حمالا .....ياليتني لم أولى من أمر المؤمنين شيئا .... ثم مات رحمه الله عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري رضي الله عنه قال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فقال : ((( مستريح ومستراح منه )))) قالوا: يارسول الله ماالمستريح وما المستراح منه ؟؟؟ قال العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها الى رحمة الله والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب ))) رواه البخاري الموت لا يفرق بين كبير وصغير .. ولا غني وفقير .. ولا عبد وأمير

خلف الشبلي
09-25-2019, 02:40 PM
وهذا عمرو بن العاص رضي الله عنه كان من دهاة العرب وكان يقول دائما : عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه ؟؟؟ فلما نزل به الموت جزع جزعا شديدا فذكره ابنه بقوله وقال : صف لن الموت يا أبتي ؟ فقال يابني الموت يابني أجل ان يوصف ولكني سأقربه لك اجدني كان جبل رضوى على عنقي وكان في جوفي الشوك واجدني كأن نفسي تخرج من ثقب إبرة فقال له إبنه عبد الله : ياأبت ماهذا الجزع وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدنيك ويستعملك قال أي بني قد كان ذلك وسأخبرك إني والله ما ادري احبا كان ام تألفا .. فلما جد به وضع يده على ذقنه وقال اللهم امرتنا فتركنا ونهيتنا فركبنا ولا يسعنا الا مغفرتك ثم بدأ يردد لا إله الا الله حتى خرجت روحه وفارق الدنيا

خلف الشبلي
09-25-2019, 02:45 PM
سل الخليفـــــة إذ وافـــت منيتــــــه
أين الجنود أين الخيل والخــــــول
أين الكنوز التي كانت مفاتحهـــــا
تنوء بالعصبة المقوين لو حملوا
أن الجيوش التي أرصدتها عــدداً
أين الحديد وأين البيض والأســل
لا تنكرن فما دامت على أحـــــــد
إلا أناخ عليه الموت والوجـــــــل

نهيان
09-25-2019, 04:44 PM
جزاك الله بخير الجزاء
والدرجة الرفيعه من الجنه
بارك الله فيك ونفع بك
دمت في رعاية الله وحفظه