المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موسوعة اشعار أبو فراس الحمداني....


عطر الزنبق
11-26-2019, 10:07 PM
https://www.assawsana.com/portal/image/imgid338977.jpg
هو الحارث بن سعيد بن حمدان، كنيته "أبو فراس".
ولد في الموصل واغتيل والده وهو في الثالثة من عمره
على يد ابن أخيه جرّاء طموحه السياسي،
لكنّ سيف الدولة قام برعاية أبي فراس.
استقرّ أبو فراس في بلاد الحمدانيين في حلب.
درس الأدب والفروسية، ثم تولّى منبج وأخذ يرصد تحرّكات الروم.
وقع مرتين في أسر الروم.
وطال به الأسر وهو أمير ، فكاتب ابن عمه سيف الدولة ليفتديه،
لكنّ سيف الدولة تباطأ وظلّ يهمله.
كانت مدة الأسر الأولى سبع سنين وأشهراً على الأرجح. وقد استطاع النجاة
بأن فرّ من سجنه في خرشنة، وهي حصن على الفرات.
أما الأسر الثاني فكان سنة 962 م.
وقد حمله الروم إلى القسطنطينية، فكاتب سيف الدولة وحاول استعطافه
وحثّه على افتدائه، وراسل الخصوم .
وفي سنة (966) م تم تحريره. وفي سجنه نظم الروميات،
وهي من أروع الشعر الإنساني وأصدقه.

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:18 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721720_868.gif


كَأَنَّما تَساقُطُ ال

ثَلجِ بِعَينَي مَن رَأى

أَوراقُ وَردٍ أَبيَضٍ

وَالناسُ في شاذِكُلى

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:18 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721720_868.gif


أَما يَردَعُ المَوتُ أَهلَ النُهى

وَيَمنَعُ عَن غِيِّهِ مَن غَوى

أَما عالِمٌ عارِفٌ بِالزَمانِ

يَروحُ وَيَغدو قَصيرَ الخُطا

فَيا لاهِياً آمِناً وَالحِمامُ

إِلَيهِ سَريعٌ قَريبُ المَدى

يُسَرُّ بِشَيءٍ كَأَن قَد مَضى

وَيَأمَنُ شَيئاً كَأَن قَد أَتى

إِذا مامَرَرتَ بِأَهلِ القُبورِ

تَيَقَّنتَ أَنَّكَ مِنهُم غَدا

وَأَنَّ العَزيزَ بَها وَالذَليلَ

سَواءٌ إِذا أُسلِما لِلبِلى

غَريبَينِ مالَهُما مُؤنِسٌ

وَحيدَينِ تَحتَ طِباقِ الثَرى

فَلا أَمَلٌ غَيرَ عَفوِ الإِلَهِ

وَلا عَمَلٌ غَيرُ ماقَد مَضى

فَإِن كانَ خَيراً فَخَيراً تَنالُ

وَإِن كانَ شَرّاً فَشَرّاً تَرى

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:19 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721720_868.gif


صاحِبٌ لَمّا أَساءَ

أَتبَعَ الدَلوَ الرَشاءَ

رُبَّ داءٍ لا أَرى مِن

هُ سِوى الصَبرِ شِفاءَ

أَحمَدُ اللَهَ عَلى ما

سَرَّ مِن أَمري وَساءَ

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:19 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721720_868.gif


أَقَناعَةً مِن بَعدِ طولِ جَفاءِ

بِدُنُوِّ طَيفٍ مِن حَبيبٍ ناءِ

بِأَبي وَأُمّي شادِنٌ قُلنا لَهُ

نَفديكَ بِالأَمّاتِ وَالآباءِ

رَشَأٌ إِذا لَحَظَ العَفيفَ بِنَظرَةٍ

كانَت لَهُ سَبَباً إِلى الفَحشاءِ

وَجَناتُهُ تَجني عَلى عُشّاقِهِ

بِبَديعِ ما فيها مِنَ اللَألاءِ

بيضٌ عَلَتها حُمرَةٌ فَتَوَرَّدَت

مِثلَ المُدامِ خَلَطتَها بِالماءِ

فَكَأَنَّها بَرَزَت لَنا بِغَلالَةٍ

بَيضاءَ تَحتَ غِلالَةٍ حَمراءِ

كَيفَ اِتِّقاءُ لِحاظِهِ وَعُيونُنا

طُرُقٌ لِأَسهُمِها إِلى الأَحشاءِ

صَبَغَ الحَيا خَدَّيهِ لَونَ مَدامِعي

فَكَأَنَّهُ يَبكي بِمِثلِ بُكائي

كَيفَ اِتِّقاءُ جَآذِرٍ يَرمينَنا

بِظُبى الصَوارِمِ مِن عُيونِ ظِباءِ

يارَبَّ تِلكَ المُقلَةِ النَجلاءِ

حاشاكَ مِمّا ضُمِّنَت أَحشائي

جازَيتَني بُعداً بِقُربي في الهَوى

وَمَنَحتَني غَدراً بِحُسنِ وَفائي

جادَت عِراصَكِ يا شَآمُ سَحابَةٌ

عَرّاضَةٌ مِن أَصدَقِ الأَنواءِ

بَلَدُ المَجانَةِ وَالخَلاعَةِ وَالصِبا

وَمَحَلِّ كُلِّ فُتُوَّةٍ وَفَتاءِ

أَنواعُ زَهرٍ وَاِلتِفافُ حَدائِقٍ

وَصَفاءُ ماءٍ وَاِعتِدالُ هَواءِ

وَخَرائِدٌ مِثلُ الدُمى يَسقينَنا

كَأَسَينِ مِن لَحظٍ وَمِن صَهباءِ

وَإِذا أَدَرنَ عَلى النَدامى كَأسَها

غَنَّينَنا شِعرَ اِبنِ أَوسِ الطائي

فارَقتُ حينَ شَخَصتُ عَنها لِذَّتي

وَتَرَكتُ أَحوالَ السُرورِ وَرائي

وَنَزَلتُ مِن بَلَدِ الجَزيرَةِ مَنزِلاً

خِلواً مِنَ الخُلَطاءِ وَالنُدَماءِ

فَيُمِرُّ عِندي كُلُّ طَعمٍ طَيِّبٍ

مِن رِبقِها وَيَضيقُ كُلُّ فَضاءِ

الشامُ لابَلَدُ الجَزيرَةِ لَذَّتي

وَيَزيدُ لاماءُ الفُراتِ مُنائي

وَأَبيتُ مُرتَهَنَ الفُؤادِ بِمَنبِجَ ال

سَو داءِ لا بِالرَقَّةَ البَيضاءِ

مَن مُبلِغُ النَدماءَ أَنّي بَعدَهُم

أُمسي نَديمَ كَواكِبِ الجَوزاءِ

وَلَقَد رَعَيتُ فَلَيتَ شِعري مَن رَعى

مِنكُم عَلى بُعدِ الدِيارِ إِخائي

فَحمَ الغَبِيُّ وَقُلتُ غَيرَ مُلَجلِجٍ

إِنّي لَمُشتاقٌ إِلى العَلياءِ

وَصِناعَتي ضَربُ السُيوفِ وَإِنَّني

مُتَعَرِّضٌ في الشِعرِ بِالشُعَراءِ

وَاللَهُ يَجمَعُنا بِعِزٍّ دائِمٍ

وَسَلامَةٍ مَوصولَةٍ بِبَقاءِ

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:19 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721720_868.gif


أَبَت عَبَراتُهُ إِلّا اِنسِكابا

وَنارُ غَرامِهِ إِلّا اِلتِهابا

وَمِن حَقِّ الطُلولِ عَلَيَّ أَلّا

أُغِبَّ مِنَ الدُموعِ لَها سَحابا

وَما قَصَّرتُ في تَسآلِ رَبعٍ

وَلَكِنّي سَأَلتُ فَما أَجابا

رَأَيتُ الشَيبَ لاحَ فَقُلتُ أَهلاً

وَوَدَّعتُ الغَوايَةَ وَالشَبابا

وَما إِن شِبتُ مِن كِبَرٍ وَلَكِن

رَأَيتُ مِنَ الأَحِبَّةِ ما أَشابا

بَعَثنَ مِنَ الهُمومِ إِلَيَّ رَكباً

وَصَيَّرنَ الصُدودَ لَها رِكابا

أَلَم تَرَنا أَعَزَّ الناسِ جاراً

وَأَمرَعُهُم وَأَمنَعُهُم جَنابا

لَنا الجَبَلُ المُطِلُّ عَلى نِزارٍ

حَلَلنا النَجدَ مِنهُ وَالهِضابا

تُفَضِّلُنا الأَنامُ وَلا تُحاشي

وَنوصَفُ بِالجَميلِ وَلا نُحابى

وَقَد عَلِمَت رَبيعَةُ بَل نِزارٌ

بِأَنّا الرَأسُ وَالناسُ الذُنابى

وَلَمّا أَن طَغَت سُفَهاءُ كَعبٍ

فَتَحنا بَينَنا لِلحَربِ بابا

مَنَحناها الحَرائِبَ غَيرَ أَنّا

إِذا جارَت مَنَحناها الحِرابا

وَلَمّا ثارَ سَيفُ الدينِ ثُرنا

كَما هَيَّجتَ آساداً غِضابا

أَسِنَّتُهُ إِذا لاقى طِعاناً

صَوارِمُهُ إِذا لاقى ضِرابا

دَعانا وَالأَسِنَّةُ مُشرَعاتٌ

فَكُنّا عِندَ دَعوَتِهِ الجَوابا

صَنائِعُ فاقَ صانِعُها فَفاقَت

وَغَرسٌ طابَ غارِسُهُ فَطابا

وَكُنّا كَالسِهامِ إِذا أَصابَت

مَراميها فَراميها أَصابا

قَطَعنَ إِلى الجِبارِ بِنا مَعاناً

وَنَكَّبنَ الصُبَيرَةَ وَالقِبابا

وَجاوَزنَ البَدِيَّةَ صادِياتٍ

يُلاحِظنَ السَرابَ وَلا سَرابا

عَبَرنَ بِماسِحٍ وَاللَيلُ طِفلٌ

وَجِئنَ إِلى سَلَميَةَ حينَ شابا

وَقادَ نَدي بنُ جَعفَرَ مِن عُقَيلٍ

شُعوباً قَد أَسالَ بِها الشِعابا

فَما شَعَروا بِها إِلّا ثَباتاً

دُوَينَ الشَدَّ تَصطَخِبُ اِصطِخابا

تَناهَبنَ الثَناءَ بِصَبرِ يَومٍ

بِهِ الأَرواحُ تُنتَهَبُ اِنتِهابا

تَنادَوا فَاِنبَرَت مِن كُلِّ فَجٍّ

سَوابِقُ يُنتَجَبنَ لَنا اِنتِجابا

فَما كانوا لَنا إِلّا أَسارى

وَما كانَت لَنا إِلّا نِهابا

كَأَنَّ نَدي بنَ جَعفَرَ قادَ مِنهُم

هَدايا لَم يُرِغ عَنها ثَوابا

وَشَدّوا رَأيَهُم بِبَني قُرَيعٍ

فَخابوا لا أَبا لَهُم وَخابا

وَسُقناهُم إِلى الحيرانِ سَوقاً

كَما نَستاقُ آبالاً صِعابا

سَقَينا بِالرِماحِ بَني قُشَيرٍ

بِبَطنِ العُثيَرِ السُمَّ المُذابا

فَلَمّا اِشتَدَّتِ الهَيجاءُ كُنّا

أَشَدَّ مَخالِباً وَأَحَدَّ نابا

وَأَمنَعَ جانِباً وَأَعَزَّ جاراً

وَأَوفى ذِمَّةً وَأَقَلَّ عابا

وَنَكَّبنا الفُرُقلُسَ لَم نَرِدهُ

كَأَنَّ بِنا عَنِ الماءِ اِجتِنابا

وَأَمطَرنَ الجِباهَ بِمُرجَحِنَّ

وَلَكِن بِالطِعانِ المُرِّ صابا

وَجُزنَ الصَحصَحانِ يَخِدنَ وَخداً

وَيَجتَبنَ الفَلاةَ بِنا اِجتِنابا

وَمِلنَ عَنِ الغُوَيرِ وَسِرنَ حَتّى

وَرَدنَ عُيونَ تَدمُرَ وَالجِبابا

قَرَينا بِالسَماوَةِ مِن عُقَيلٍ

سِباعَ الأَرضِ وَالطَيرِ السِغابا

وَبِالصَبّاحِ وَالصَبّاحُ عَبدٌ

قَتَلنا مِن لُبابِهِمُ اللُبابا

تَرَكنا في بُيوتِ بَني المُهَنّا

نَوادِبَ يَنتَحِبنَ بِها اِنتِحابا

شَفَت فيها بَنو بَكرٍ حُقوداً

وَغادَرَتِ الضَبابَ بِها ضَبابا

وَأَبعَدنا لِسوءِ الفِعلِ كَعباً

وَأَدنَينا لِطاعَتِها كِلابا

وَشَرَّدنا إِلى الجَولانِ طَيئاً

وَجَنَّبنا سَماوَتَها جِنابا

سَحابٌ ما أَناخَ عَلى عُقَيلٍ

وَجَرَّ عَلى جِوارِهِمُ ذُبابا

وَمِلنا بِالخُيولِ إِلى نُمَيرٍ

تُجاذِبُنا أَعِنَّتَها جِذابا

بِكُلِّ مُشَيِّعٍ سَمحٍ بِنَفسٍ

يَعِزُّ عَلى العَشيرَةِ أَن يُصابا

وَما ضاقَت مَذاهِبُهُ وَلَكِن

يُهابُ مِنَ الحَمِيَّةِ أَن يُهابا

وَيَأمُرَنا فَنَكفيهِ الأَعادي

هُمامٌ لَو يَشاءُ كَفى وَنابا

فَلَمّا أَيقَنوا أَن لاغِياثٌ

دَعَوهُ لِلمَغوثَةِ فَاِستَجابا

وَعادَ إِلى الجَميلِ لَهُم فَعادوا

وَقَد مَدّوا لِصارِمِهِ الرِقابا

أَمَرَّ عَلَيهِمُ خَوفاً وَأَمناً

أَذاقَهُمُ بِهِ أَرياً وَصابا

أَحَلَّهُمُ الجَزيرَةَ بَعدَ يَأسٍ

أَخو حِلمٍ إِذا مَلَكَ العِقابا

دِيارُهُمُ اِنتَزَعناها اِنتِزاعاً

وَأَرضُهُمُ اِغتَصَبناها اِغتِصابا

وَلَو شِئنا حَمَيناها البَوادي

كَما تَحمي أُسودُ الغابِ غابا

إِذا ما أَنهَضَ الأُمراءُ جَيشاً

إِلى الأَعداءِ أَنفَذنا كِتابا

أَنا اِبنُ الضارِبينَ الهامَ قِدماً

إِذا كَرِهَ المُحامونَ الضِرابا

أَلَم تَعلَم وَمِثلُكَ قالَ حَقّاً

بِأَنّي كُنتُ أَثقَبَها شِهابا

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:20 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721720_868.gif


وَما أَنسَ لا أَنسَ يَومَ المَغارِ

مُحَجَّبَةً لَفَظَتها الحُجُب

دَعاكَ ذَوُوها بِسوءِ الفِعالِ

لِما لاتَشاءُ وَما لاتُحِب

فَوافَتكَ تَعثُرُ في مَرطِها

وَقَد رَأَتِ المَوتَ مِن عَن كَثَب

وَقَد خَلَطَ الخَوفُ لَمّا طَلَع

تَ دَلَّ الجَمالِ بِذُلِّ الرُعُب

تُسارِعُ في الخَطوِ لاخِفَّةً

وَتَهتَزُّ في المَشيِ لامِن طَرَب

فَلَمّا بَدَت لَكَ دونَ البُيوتِ

بَدا لَكَ مِنهُنَّ جَيشٌ لَجِب

فَكُنتَ أَخاهُنَّ إِذ لا أَخٌ

وَكُنتَ أَباهُنَّ إِذ لَيسَ أَب

وَما زِلتَ مُذ كُنتَ تَأتي الجَميلَ

وَتَحمي الحَريمَ وَتَرعى النَسَب

وَتَغضَبُ حَتّى إِذا مامَلَكتَ

أَطَعتَ الرِضا وَعَصَيتَ الغَضَب

فَوَلَّينَ عَنكَ يُفَدَّينَها

وَيَرفَعنَ مِن ذَيلِها ما اِنسَحَب

يُنادينَ بَينَ خِلالِ البُيو

تِ لايَقطَعِ اللَهُ نَسلَ العَرَب

أَمَرتَ وَأَنتَ المُطاعُ الكَريمُ

بِبَذلِ الأَمانِ وَرَدِّ السَلَب

وَقَد رُحنَ مِن مُهَجاتِ القُلوبِ

بِأَوفَرِ غُنمٍ وَأَغلى نَشَب

فَإِن هُنَّ يا اِبنَ السَراةِ الكِرامِ

رَدَدنَ القُلوبَ رَدَدنا النَهَب

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:20 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721720_868.gif


وَعِلَّةٍ لَم تَدَع قَلباً بِلا أَلَمٍ

سَرَت إِلى طَلَبِ العَليا وَغارِبَها

هَل تُقبَلُ النَفسُ عَن نَفسٍ فَأَفدِيَهُ

اللَهُ يَعلَمُ ماتَغلو عَلَيَّ بِها

لَئِن وَهَبتُكَ نَفساً لا نَظيرَ لَها

فَما سَمَحتُ بِها إِلّا لِواهِبِها

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:20 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721720_868.gif


الشِعرُ ديوانُ العَرَب

أَبَداً وَعُنوانُ الأَدَب

لَم أَعدُ فيهِ مَفاخِري

وَمَديحَ آبائي النُجُب

وَمُقَطَّعاتٍ رُبَّما

حَلَّيتُ مِنهُنَّ الكُتُب

لا في المَديحِ وَلا الهِجا

ءِ وَلا المُجونِ وَلا اللَعِب

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:20 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721720_868.gif


أَما لِجَميلٍ عِندَكُنَّ ثَوابُ

وَلا لِمُسيءٍ عِندَكُنَّ مَتابُ

لَقَد ضَلَّ مَن تَحوي هَواهُ خَريدَةٌ

وَقَد ذَلَّ مَن تَقضي عَلَيهِ كَعابُ

وَلَكِنَّني وَالحَمدُ لِلَّهِ حازِمٌ

أَعِزُّ إِذا ذَلَّت لَهُنَّ رِقابُ

وَلا تَملِكُ الحَسناءُ قَلبِيَ كُلَّهُ

وَإِن شَمِلَتها رِقَّةٌ وَشَبابُ

وَأَجري فَلا أُعطي الهَوى فَضلَ مِقوَدي

وَأَهفو وَلا يَخفى عَلَيَّ صَوابُ

إِذا الخِلُّ لَم يَهجُركَ إِلّا مَلالَةً

فَلَيسَ لَهُ إِلّا الفِراقَ عِتابُ

إِذا لَم أَجِد مِن خُلَّةٍ ما أُريدُهُ

فَعِندي لِأُخرى عَزمَةٌ ورِكابُ

وَلَيسَ فِراقٌ ما اِستَطَعتُ فَإِن يَكُن

فِراقٌ عَلى حالٍ فَلَيسَ إِيابُ

صَبورٌ وَلو لَم تَبقَ مِنّي بَقِيَّةٌ

قَؤولٌ وَلَو أَنَّ السُيوفَ جَوابُ

وَقورٌ وَأَحداثُ الزَمانِ تَنوشُني

وَلِلمَوتِ حَولي جيئَةٌ وَذَهابُ

وَأَلحَظُ أَحوالَ الزَمانِ بِمُقلَةٍ

بِها الصُدقُ صِدقٌ وَالكِذابُ كِذابُ

بِمَن يَثِقُ الإِنسانُ فيما يَنوبُهُ

وَمِن أَينَ لِلحُرِّ الكَريمِ صِحابُ

وَقَد صارَ هَذا الناسُ إِلّا أَقَلَّهُم

ذِئاباً عَلى أَجسادِهِنَّ ثِيابُ

تَغابَيتُ عَن قَومي فَظَنّوا غَباوَتي

بِمَفرِقِ أَغبانا حَصىً وَتُرابُ

وَلَو عَرَفوني حَقَّ مَعرِفَتي بِهِم

إِذاً عَلِموا أَنّي شَهِدتُ وَغابوا

وَما كُلُّ فَعّالٍ يُجازى بِفِعلِهِ

وَلا كُلُّ قَوّالٍ لَدَيَّ يُجابُ

وَرُبَّ كَلامٍ مَرَّ فَوقَ مَسامِعي

كَما طَنَّ في لَوحِ الهَجيرِ ذُبابُ

إِلى اللَهِ أَشكو أَنَّنا بِمَنازِلٍ

تَحَكَّمُ في آسادِهِنَّ كِلابُ

تَمُرُّ اللَيالي لَيسَ لِلنَفعِ مَوضِعٌ

لَدَيَّ وَلا لِلمُعتَفينَ جَنابُ

وَلا شُدَّ لي سَرجٌ عَلى ظَهرِ سابِحٍ

وَلا ضُرِبَت لي بِالعَراءِ قِبابُ

وَلا بَرَقَت لي في اللِقاءِ قَواطِعٌ

وَلا لَمَعَت لي في الحُروبِ حِرابُ

سَتَذكُرُ أَيّامي نُمَيرٌ وَعامِرٌ

وَكَعبٌ عَلى عِلّاتِها وَكِلابُ

أَنا الجارُ لازادي بَطيءٌ عَلَيهُمُ

وَلا دونَ مالي لِلحَوادِثِ بابُ

وَلا أَطلُبُ العَوراءَ مِنهُم أُصيبُها

وَلا عَورَتي لِلطالِبينَ تُصابُ

وَأَسطو وَحُبّي ثابِتٌ في صُدورِهِم

وَأَحلَمُ عَن جُهّالِهِم وَأُهابُ

بَني عَمِّنا ما يَصنَعُ السَيفُ في الوَغى

إِذا فُلَّ مِنهُ مَضرِبٌ وَذُبابُ

بَني عَمِّنا لا تُنكِروا الحَقَّ إِنَّنا

شِدادٌ عَلى غَيرِ الهَوانِ صِلابُ

بَني عَمِّنا نَحنُ السَواعِدُ وَالظُبى

وَيوشِكُ يَوماً أَن يَكونَ ضِرابُ

وَإِنَّ رِجالاً ما اِبنَكُم كَاِبنِ أُختِهِم

حَرِيّونَ أَن يُقضى لَهُم وَيُهابوا

فَعَن أَيِّ عُذرٍ إِن دُعوا وَدُعيتُم

أَبَيتُم بَني أَعمامِنا وَأَجابوا

وَما أَدَّعي مايَعلَمُ اللَهُ غَيرَهُ

رِحابُ عَلِيٍّ لِلعُفاةِ رِحابُ

وَأَفعالُهُ لِلراغِبينَ كَريمَةٌ

وَأَموالُهُ لِلطالِبينَ نِهابُ

وَلَكِن نَبا مِنهُ بِكَفَّيَّ صارِمٌ

وَأَظلَمَ في عَينَيَّ مِنهُ شِهابُ

وَأَبطَأَ عَنّي وَالمَنايا سَريعَةٌ

وَلِلمَوتِ ظُفرٌ قَد أَطَلَّ وَنابُ

فَإِن لَم يَكُن وُدٌّ قَديمٌ نَعُدُّهُ

وَلا نَسَبٌ بَينَ الرِجالِ قُرابُ

فَأَحوَطُ لِلإِسلامِ أَن لا يُضيعَني

وَلي عَنكَ فيهِ حَوطَةٌ وَمَنابُ

وَلَكِنَّني راضٍ عَلى كُلِّ حالَةٍ

لِيُعلَمَ أَيُّ الحالَتَينِ سَرابُ

وَما زِلتُ أَرضى بِالقَليلِ مَحَبَّةً

لَدَيكَ وَما دونَ الكَثيرِ حِجابُ

وَأَطلُبُ إِبقاءً عَلى الوُدِّ أَرضَهُ

وَذِكري مُنىً في غَيرِها وَطِلابُ

كَذاكَ الوِدادُ المَحضُ لايُرتَجى لَهُ

ثَوابٌ وَلا يُخشى عَلَيهِ عِقابُ

وَقَد كُنتُ أَخشى الهَجرَ وَالشَملُ جامِعٌ

وَفي كُلِّ يَومٍ لَفتَةٌ وَخِطابُ

فَكَيفَ وَفيما بَينَنا مُلكُ قَيصَرٍ

وَلِلبَحرِ حَولي زَخرَةٌ وَعُبابُ

أَمِن بَعدِ بَذلِ النَفسِ فيما تُريدُهُ

أُثابُ بِمُرِّ العَتبِ حينَ أُثابُ

فَلَيتَكَ تَحلو وَالحَياةُ مَريرَةٌ

وَلَيتَكَ تَرضى وَالأَنامُ غِضابُ

وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ

وَبَيني وَبَينَ العالَمينَ خَرابُ

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:20 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721720_868.gif


أَسَيفَ الهُدى وَقَريعَ العَرَب

عَلامَ الجَفاءُ وَفيمَ الغَضَب

وَما بالُ كُتبِكَ قَد أَصبَحَت

تَنَكَّبُني مَعَ هَذا النَكَب

وَأَنتَ الكَريمُ وَأَنتَ الحَليمُ

وَأَنتَ العَطوفُ وَأَنتَ الحَدِب

وَما زِلتَ تَسبِقُني بِالجَميلِ

وَتُنزِلُني بِالجَنابِ الخَصِب

وَتَدفَعُ عَن حَوزَتَيَّ الخُطوبَ

وَتَكشِفُ عَن ناظِرَيَّ الكُرَب

وَإِنَّكَ لَلجَبَلُ المُشمَخِر

رُ لي بَل لِقَومِكَ بَل لِلعَرَب

عُلىً تُستَفادُ وَمالٌ يُفادُ

وَعِزٌّ يُشادُ وَنُعمى تُرَب

وَما غَضَّ مِنِّيَ هَذا الإِسارُ

وَلكِن خَلَصتُ خُلوصَ الذَهَب

فَفيمَ يُقَرِّعُني بِالخُمو

لِ مَولىً بِهِ نِلتُ أَعلى الرُتَب

وَكانَ عَتيداً لَدَيَّ الجَوابُ

وَلَكِن لِهَيبَتِهِ لَم أُجَب

أَتُنكِرُ أَنّي شَكَوتُ الزَمانَ

وَأَنّي عَتَبتُكَ فيمَن عَتَب

فَأَلّا رَجَعتَ فَأَعتَبتَني

وَصَيَّرتَ لي وَلِقَولي الغَلَب

فَلا تَنسِبَنَّ إِلَيَّ الخُمولَ

عَلَيكَ أَقَمتُ فَلَم أَغتَرِب

وَأَصبَحتُ مِنكَ فَإِن كانَ فَضلٌ

وَإِن كانَ نَقصٌ فَأَنتَ السَبَب

وَما شَكَّكَتنِيَ فيكَ الخُطوبُ

وَلا غَيَّرَتني عَلَيكَ النُوَب

فَأَشكَرُ ماكُنتُ في ضَجرَتي

وَأَحلَمُ ماكُنتُ عِندَ الغَضَب

وَإِنَّ خُراسانَ إِن أَنكَرَت

عُلايَ فَقَد عَرَفَتها حَلَب

وَمِن أَينَ يُنكِرُني الأَبعَدونَ

أَمِن نَقصِ جَدٍّ أَمِن نَقصِ أَب

أَلَستُ وَإِيّاكَ مِن أُسرَةٍ

وَبَيني وَبَينَكَ فَوقَ النَسَب

وَدادٌ تَناسَبُ فيهِ الكِرامُ

وَتَربِيَةٌ وَمَحَلٌّ أَشِب

وَنَفسٌ تَكَبَّرُ إِلّا عَلَيكَ

وَتَرغَبُ إِلّاكَ عَمَّن رَغِب

فَلا تَعدِلَنَّ فِداكَ اِبنُ عَمِّ

كَ لابَل غُلامُكَ عَمّا يَجِب

وَأَنصِف فَتاكَ فَإِنصافُهُ

مِنَ الفَضلِ وَالشَرَفِ المُكتَسَب

وَكُنتَ الحَبيبَ وَكُنتَ القَريبَ

لَيالِيَ أَدعوكَ مِن عَن كَثَب

فَلَمّا بَعُدتُ بَدَت جَفوَةٌ

وَلاحَ مِنَ الأَمرِ ما لا أُحِب

فَلَو لَم أَكُن بِكَ ذا خِبرَةٍ

لَقُلتُ صَديقُكَ مَن لَم يَغِب

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:27 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721725_331.gif
إِنَّ في الأَسرِ لَصَبّاً

دَمعُهُ في الخَدِّ صَبُّ

هُوَ في الرومِ مُقيمٌ

وَلَهُ في الشامِ قَلبُ

مُستَجِدّاً لَم يُصادِف

عِوَضاً مِمَّن يُحِبُّ

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:27 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721725_331.gif
زَمانِيَ كُلَّهُ غَضَبٌ وَعَتبُ

وَأَنتَ عَلَيَّ وَالأَيّامُ إِلبُ

وَعَيشُ العالَمينَ لَدَيكَ سَهلٌ

وَعَيشي وَحدَهُ بِفَناكَ صَعبُ

وَأَنتَ وَأَنتَ دافِعُ كُلِّ خَطبٍ

مَعَ الخَطبِ المُلِمِّ عَلَيَّ خَطبُ

إِلى كَم ذا العِقابُ وَلَيسَ جُرمٌ

وَكَم ذا الاِعتِذارُ وَلَيسَ ذَنبُ

فَلا بِالشامِ لَذَّ بَفِيِّ شُربٍ

وَلا في الأَسرِ رَقَّ عَلَيَّ قَلبُ

فَلا تَحمِل عَلى قَلبٍ جَريحٍ

بِهِ لِحَوادِثِ الأَيّامِ نَدبُ

أَمِثلي تُقبِلُ الأَقوالُ فيهِ

وَمِثلُكَ يَستَمِرُّ عَلَيهِ كِذبُ

جَنانِيَ ما عَلِمتَ وَلي لِسانٌ

يَقُدُّ الدَرعَ وَالإِنسانَ عَضبُ

وَزَندي وَهوَ زَندُكَ لَيسَ يَكبو

وَناري وَهيَ نارُكَ لَيسَ تَخبو

وَفَرعي فَرعُكَ السامي المُعَلّى

وَأَصلي أَصلُكَ الزاكي وَحَسبُ

لِإِسمَعيلَ بي وَبَنيهِ فَخرٌ

وَفي إِسحَقَ بي وَبَنيهِ عُجبُ

وَأَعمامي رَبيعَةُ وَهيَ رَصَيدٌ

وَأَخوالي بَلَصفَرَ وَهيَ غُلبُ

وَفَضلي تَعجِزُ الفُضَلاءُ عَنهُ

لِأَنَّكَ أَصلُهُ وَالمَجدُ تِربُ

فَدَت نَفسي الأَميرَ كَأَنَّ حَظّي

وَقُربي عِندَهُ مادامَ قُربُ

فَلَمّا حالَتِ الأَعداءُ دوني

وَأَصبَحَ بَينَنا بَحرٌ وَدَربُ

ظَلِلتَ تُبَدِّلُ الأَقوالَ بَعدي

وَيَبلُغُني اِغتِيابُكَ ما يُغِبُّ

فَقُل ماشِئتَ فِيَّ فَلي لِسانٌ

مَليءٌ بِالثَناءِ عَلَيكَ رَطبُ

وَعامِلني بِإِنصافٍ وَظُلمٍ

تَجِدني في الجَميعِ كَما تُحِبُّ

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:27 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721725_331.gif
فَلا تَصِفَنَّ الحَربَ عِندي فَإِنَّها

طَعامِيَ مُذ بِعتُ الصِبا وَشَرابي

وَقَد عَرَفَت وَقعَ المَساميرِ مُهجَتي

وَشُقَّقَ عَن رُزقِ النُصولِ إِهابي

وَلَجَّجتُ في حُلوِ الزَمانِ وَمُرِّهِ

وَأَنفَقتُ مِن عُمري بِغَيرِ حِسابِ

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:28 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721725_331.gif
يا عيدُ ما عُدتَ بِمَحبوبٍ

عَلى مُعَنّى القَلبِ مَكروبِ

ياعيدُ قَد عُدتَ عَلى ناظِرٍ

عَن كُلِّ حُسنٍ فيكَ مَحجوبِ

ياوَحشَةَ الدارِ الَّتي رَبُّها

أَصبَحَ في أَثوابِ مَربوبِ

قَد طَلَعَ العيدُ عَلى أَهلِهِ

بِوَجهِ لاحُسنٍ وَلا طيبِ

مالي وَلِلدَهرِ وَأَحداثِهِ

لَقَد رَماني بِالأَعاجيبِ

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:28 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721725_331.gif
نَدَبتَ لِحُسنِ الصَبرِ قَلبَ نَجيبِ

وَنادَيتَ بِالتَسليمِ خَيرَ مُجيبِ

وَلَم يَبقَ مِنّي غَيرُ قَلبٍ مُشَيِّعٍ

وَعودٍ عَلى نابِ الزَمانِ صَليبِ

وَقَد عَلِمَت أُمّي بِأَنَّ مَنِيَّتي

بِحَدِّ سِنانٍ أَو بِحَدِّ قَضيبِ

كَما عَلِمَت مِن قَبلِ أَن يَغرَقَ اِبنُها

بِمَهلَكِهِ في الماءِ أُمُّ شَبيبِ

تَجَشَّمتُ خَوفَ العارِ أَعظَمَ خُطَّةٍ

وَأَمَّلتُ نَصراً كانَ غَيرَ قَريبِ

وَلِلعارِ خَلّى رَبُّ غَسّانَ مُلكَهُ

وَفارَقَ دينَ اللَهِ غَيرَ مُصيبِ

وَلَم يَرتَغِب في العَيشِ عيسى اِبنُ مُصعِبٍ

وَلا خَفَّ خَوفَ الحَربِ قَلبُ حَبيبِ

رَضيتُ لِنَفسي كانَ غَيرَ مُوَفَّقٍ

وَلَم تَرضَ نَفسي كانَ غَيرَ نَجيبِ

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:32 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721725_331.gif
أَتَزعَمُ ياضَخمَ اللَغاديدِ أَنَّنا

وَنَحنُ أُسودُ الحَربِ لانَعرِفُ الحَربا

فَوَيلَكَ مَن لِلحَربِ إِن لَم نَكُن لَها

وَمَن ذا الَّذي يُمسي وَيُضحي لَها تِربا

وَمَن ذا يَلُفُّ الجَيشَ مِن جَنَباتِهِ

وَمَن ذا يَقودُ الشُمَّ أَو يَصدُمُ القَلبا

وَوَيلَكَ مَن أَدى أَخاكَ بِمَرعَشٍ

وَجَلَّلَ ضَرباً وَجهَ والِدِكَ العَضبا

وَوَيلَكَ مَن خَلّى اِبنَ أُختِكَ موثِقاً

وَخَلّاكَ بِاللَقّانِ تَبتَدِرُ الشَعبا

أَتوعِدُنا بِالحَربِ حَتّى كَأَنَّنا

وَإِيّاكَ لَم يُعصَب بِها قَلبُنا عَصبا

لَقَد جَمَعَتنا الحَربُ مِن قَبلِ هَذِهِ

فَكُنّا بِها أُسداً وَكُنتَ بِها كَلبا

فَسَل بَردَساً عَنّا أَخاكَ وَصِهرَهُ

وَسَل آلَ بَرداليسَ أَعظَمُكُم خَطبا

وَسَل قُقُواساً وَالشَميشَقَ صِهرَهُ

وَسَل سِبطَهُ البَطريقَ أَثبَتُكُم قَلبا

وَسَل صيدَكُم آلَ المَلايِنِ إِنَّنا

نَهَبنا بِبيضِ الهِندِ عِزَّهُمُ نَهبا

وَسَل آلَ بَهرامٍ وَآلَ بَلَنطَسٍ

وَسَل آلَ مَنوالَ الجَحاجِحَةَ الغُلبا

وَسَل بِالبُرُطسيسِ العَساكِرَ كُلَّها

وَسَل بِالمُنَسطَرياطِسِ الرومَ وَالعُربا

أَلَم تُفنِهِم قَتلاً وَأَسراً سُيوفُنا

وَأُسدَ الشَرى المَلأى وَإِن جَمُدَت رُعبا

بِأَقلامِنا أُجحِرتَ أَم بِسُيوفِنا

وَأُسدَ الشَرى قُدنا إِلَيكَ أَمِ الكُتبا

تَرَكناكَ في بَطنِ الفَلاةِ تَجوبُها

كَما اِنتَفَقَ اليَربوعُ يَلتَثِمُ التُربا

تُفاخِرُنا بِالطَعنِ وَالضَربِ في الوَغى

لَقَد أَوسَعَتكَ النَفسُ يا اِبنُ اِستِها كِذبا

رَعى اللَهُ أَوفانا إِذا قالَ ذِمَّةً

وَأَنفَذَنا طَعناً وَأَثبَتَنا قَلبا

وَجَدتُ أَباكَ العِلجَ لَمّا خَبَرتُهُ

أَقَلُّكُمُ خَيراً وَأَكثَرَكُم عُجبا

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:32 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721725_331.gif


وَلَمّا أَن جَعَلتُ اللَ

هَ لي سِتراً مِنَ النُوَبِ

رَمَتني كُلُّ حادِثَةٍ

فَأَخطَتني وَلَم تُصِبِ

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:32 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721725_331.gif
أَساءَ فَزادَتهُ الإِساءَةُ حُظوَةً

حَبيبٌ عَلى ماكانَ مِنهُ حَبيبُ

يَعُدُّ عَليَّ العاذِلونَ ذُنوبَهُ

وَمِن أَينَ لِلوَجهِ المَليحِ ذُنوبُ

فَيا أَيُّها الجافي وَنَسأَلُهُ الرِضا

وَيا أَيُّها الجاني وَنَحنُ نَتوبُ

لَحى اللَهُ مَن يَرعاكَ في القُربِ وَحدَهُ

وَمَن لايَحوطُ الغَيبَ حينَ تَغيبُ

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:33 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721725_331.gif
لَبِسنا رِداءَ اللَيلِ وَاللَيلُ راضِعٌ

إِلى أَن تَرَدّى رَأسُهُ بِمَشيبِ

وَبِتنا كَغُصنَي بانَةٍ عابَثَتهُما

إِلى الصُبحِ ريحا شَمأَلٍ وَجَنوبِ

بِحالٍ تُرَدُّ الحاسِدينَ بِغَيظِهِم

وَتَطرِفُ عَنّا عَينَ كُلِّ رَقيبِ

إِلى أَن بَدا ضَوءُ الصَباحِ كَأَنَّهُ

مَبادي نُصولٍ في عِذارِ خَضيبِ

فَيا لَيلُ قَد فارَقتَ غَيرَ مُذَمِّمٍ

وَيا صُبحُ قَد أَقبَلتَ غَيرَ حَبيبِ

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:33 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721725_331.gif


نُدِلُّ عَلى مَوالينا وَنَجفو

وَنُعتِبُهُم وَإِن لَنا الذُنوبا

بِأَقوالٍ يُجانِبنَ المَعاني

وَأَلسِنَةٍ يُخالِفنَ القُلوبا

عطر الزنبق
11-26-2019, 10:33 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721725_331.gif


مَن لي بِكِتمانِ هَوى شادِنٍ

عَيني لَهُ عَونٌ عَلى قَلبي

عَرَّضتُ صَبري وَسُلُوّي لَهُ

فَاِستَشهَدا في طاعَةِ الحُبِّ

عطر الزنبق
11-26-2019, 11:31 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721725_331.gif







وَزائِرٍ حَبَّبَهُ إِغبابُهُ

طالَ عَلى رَغمِ السُرى اِجتِنابُهُ

وافاهُ دَهرٌ عُصُلٌ أَنيابُهُ

وَاِجتابَ بُطنانَ العَجاجِ جابُهُ

يَدأَبُ مارَدَّ الزَمانُ دابُهُ

وَأَرفَدَت خَيراتُهُ وَرابُهُ

وافى أَمامَ هَطلِهِ رَبابُهُ

باكٍ حَزينٌ رَعدُهُ اِنتِحابُهُ

جادَت بِهِ مُسبِلَةً أَهدابُهُ

رائِحَةٌ هُبوبُها هِبابُهُ

ذَيّالَةً ذَلَّت لَها صِعابُهُ

رَكبُ هَياهُ وَالصِبا رِكابُهُ

حَتّى إِذا ما اِتَّصَلَت أَسبابُهُ

وَضُرِبَت عَلى الثَرى عُقابُهُ

وَضُرِبَت عَلى الرُبى قِبابُهُ

وَاِمتَدَّ في أَرجائِهِ أَطنابُهُ

وَتَبِعَ اِنسِجامُهُ اِنسِكابُهُ

وَرَدَفَ اِصطِقافُهُ اِضطِرابُهُ

كَأَنَّما قَد حُمِّلَت سَحابُهُ

رُكنَ شَرورى وَاِصطَفَت هِضابُهُ

جَلّى عَلى وَجهِ الثَرى كِتابُهُ

وَشَرِقَت بِمائِها شِعابُهُ

وَحَلِيَت بِنورِها رِحابُهُ

كَأَنَّهُ لَمّا اِنجَلى مُنجابُهُ

وَلَم يُؤَمِّن فَقدَهُ إِيابُهُ

شَيخٌ كَبيرٌ عادَهُ شَبابُهُ

عطر الزنبق
11-26-2019, 11:31 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721725_331.gif
فَعَلَ الجَميلَ وَلَم يَكُن مِن قَصدِهِ

فَقَبِلتُهُ وَقَرَنتُهُ بِذُنوبِهِ

وَلَرُبَّ فِعلٍ جاءَني مِن فاعِلٍ

أَحمَدتُهُ وَذَمَمتُ مَن يَأتي بِهِ

عطر الزنبق
11-26-2019, 11:32 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721725_331.gif
لَقَد عَلِمَت قَيسُ اِبنُ عَيلانَ أَنَّنا

بِنا يُدرَكُ الثَأرُ الَّذي قَلَّ طالِبُه

وَأَنّا نَزَعنا المُلكَ مِن عُقرِ دارِهِ

وَنَنتَهِكُ القَرمَ المُمَنَّعَ جانِبُه

وَأَنّا فَتَكنا بِالأَغَرِّ اِبنِ رائِقٍ

عَشِيَّةَ دَبَّت بِالفَسادِ عَقارِبُه

أَخَذنا لَكُم بِالثَأرِ ثارَ عُمارَةٍ

وَقَد نامَ لَم يَنهَد إِلى الثَأرِ صاحِبُه

عطر الزنبق
11-26-2019, 11:32 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721725_331.gif
يا ضارِبَ الجَيشِ بي في وَسطِ مَفرِقِهِ

لَقَد ضَرَبتَ بِعَينِ الصارِمِ العَضَبِ

لاتَحرُزُ الدُرعُ عَنّي نَفسَ صاحِبِها

وَلا أُجيرُ ذِمامَ البيضِ وَاليَلَبِ

وَلا أَعودُ بِرُمحي غَيرَ مُنحَطِمٍ

وَلا أَروحُ بِسَيفي غَيرَ مُختَضِبِ

حَتّى تَقولَ لَكَ الأَعداءُ راغِمَةً

أَضحى اِبنُ عَمِّكَ هَذا فارِسُ العَرَبِ

هَيهاتَ لا أَجحَدُ النَعماءَ مُنعِمَها

خَلَفتَ يا اِبنَ أَبي الهَيجاءِ فِيَّ أَبي

يامَن يُحاذِرُ أَن تَمضي عَلَيَّ يَدٌ

مالي أَراكَ لِبيضِ الهِندِ تَسمَحُ بي

وَأَنتَ بي مِن أَضَنِّ الناسِ كُلِّهِمِ

فَكَيفَ تَبذُلُني لِلسُمرِ وَالقُضُبِ

ما زِلتُ أَجهَلُهُ فَضلاً وَأُنكِرُهُ

وَأوسِعُ النَفسَ مِن عُذرٍ وَمِن عَجَبِ

حَتّى رَأَيتُكَ بَينَ الناسِ مُجتَنِباً

تُثني عَلَيَّ بِوَجهٍ غَيرِ مُتَّإِبِ

فَعِندَها وَعُيونُ الناسِ تَرمُقُني

عَلِمتُ أَنَّكَ لَم تُخطِئ وَلَم أُصِبِ

عطر الزنبق
11-26-2019, 11:33 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721725_331.gif
وَقَفَتني عَلى الأَسى وَالنَحيبِ

مُقلَتا ذَلِكَ الغَزالِ الرَبيبِ

كُلَّما عادَني السُلُوُّ رَماني

غَنجُ أَلحاظِهِ بِسَهمٍ مُصيبِ

فاتِراتٍ قَواتِلٍ فاتِناتٍ

فاتِكاتٍ سِهامُها في القُلوبِ

هَل لِصَبٍّ مُتَيَّمٍ مِن مُعينٍ

وَلِداءٍ مُخامِرٍ مِن طَبيبِ

أَيُّها المُذنِبُ المُعاتِبُ حَتّى

خِلتُ أَنَّ الذُنوبَ كانَت ذُنوبي

كُن كَما شِئتَ مِن وِصالٍ وَهَجرٍ

غَيرَ قَلبي عَلَيكَ غَيرُ كَئيبِ

لَكَ جِسمُ الهَوى وَثَغرُ الأَقاحي

وَنَسيمُ الصِبا وَقَدُّ القَضيبِ

قَد جَحَدتَ الهَوى وَلَكِن أَقَرَّت

سيمِياءُ الهَوى وَلَحظُ المُريبِ

أَنا في حالَتَي وِصالي وَهَجري

مِن أَذى الحُبِّ في عَذابٍ مُذيبِ

بَينَ قُربٍ مُنَغَّصٍ بِصُدودٍ

وَوِصالٍ مُنَغَّصٍ بِرَقيبِ

ياخَليلَيَّ خَلِّياني وَدَمعي

إِنَّ في الدَمعِ راحَةَ المَكروبِ

ماتَقولانِ في جِهادِ مُحِبٍّ

وَقَفَ القَلبَ في سَبيلِ الحَبيبِ

هَل مِنَ الظاعِنينَ مُهدٍ سَلامي

لِلفَتى الماجِدِ الأَريبِ الأَديبِ

اِبنُ عَمّي الداني عَلى شَحطِ دارٍ

وَالقَريبُ المَحَلُّ غَيرُ قَريبِ

خالِصُ الوِدِّ صادِقُ الوَعدِ أُنسي

في حُضوري مُحافِظٌ في غِيابي

كُلَّ يَومٍ يُهدي إِلَيَّ رِياضاً

جادَها فِكرُهُ بِغَيثٍ سَكوبِ

وارِداتٌ بِكُلِّ أُنسٍ وَبِرٍّ

وافِداتٌ بِكُلِّ حُسنٍ وَطيبِ

يا اِبنَ نَصرٍ وَقَّيتَ بُؤسَ اللَيالي

وَصُروفَ الرَدى وَكَرِّ الخُطوبِ

بانَ صَبري لَمّا تَأَمَّلَ طَرفي

بانَ صَبري بِبَينِ ظَبيٍ رَبيبِ

عطر الزنبق
11-26-2019, 11:33 PM
https://vb.almstba.com/imgcache/almstba.com_1357721725_331.gif


أَبُنَيَّتي لاتَحزَني

كُلُّ الأَنامِ إِلى ذَهابِ

أَبُنَيَّتي صَبراً جَمي

لاً لِلجَليلِ مِنَ المُصابِ

نوحي عَلَيَّ بِحَسرَةٍ

مِن خَلفِ سِترِكِ وَالحِجابِ

قولي إِذا نادَيتِني

وَعَيَيتِ عَن رَدِّ الجَوابِ

زَينُ الشَبابِ أَبو فِرا

سٍ لَم يُمَتَّع بِالشَبابِ

عطر الزنبق
11-28-2019, 12:25 AM
https://static.blog4ever.com/2010/02/387543/artfichier_387543_4486525_201501265319345.gif


أُقِرُّ لَهُ بِالذَنبِ وَالذَنبُ ذَنبُهُ

وَيَزعَمُ أَنّي ظالِمٌ فَأَتوبُ

وَيَقصِدُني بِالهَجرِ عِلماً بِأَنَّهُ

إِلَيَّ عَلى ماكانَ مِنهُ حَبيبُ

وَمِن كُلِّ دَمعٍ في جُفوني سَحابَةٌ

وَمِن كُلِّ وَجدٍ في حَشايَ لَهيبُ

عطر الزنبق
11-28-2019, 12:25 AM
https://static.blog4ever.com/2010/02/387543/artfichier_387543_4486525_201501265319345.gif
اِحذَر مُقارَبَةَ اللِئامِ فَإِنَّهُ

يُنبيكَ عَنهُم في الأُمورِ مُجَرِّبُ

قَومٌ إِذا أَيسَرتَ كانوا إِخوَةً

وَإِذا تَرِبتَ تَفَرَّقوا وَتَجَنَّبوا

اِصبِر عَلى ريبِ الزَمانِ فَإِنَّهُ

بِالصَبرِ تُدرِكُ كُلَّ ماتَتَطَلَّبُ

عطر الزنبق
11-28-2019, 12:25 AM
https://static.blog4ever.com/2010/02/387543/artfichier_387543_4486525_201501265319345.gif
يا لَيلُ ما أَغفَلُ عَمّا بي

حَبائِبي فيكَ وَأَحبابي

يا لَيلُ نامَ الناسُ عَن موجَعٍ

ناءٍ عَلى مَضجَعِهِ نابي

هَبَّت لَهُ ريحٌ شَآمِيَّةٌ

مَتَّت إِلى القَلبِ بِأَسبابِ

أَدَّت رِسالاتِ حَبيبٍ لَنا

فَهِمتُها مِن بَينِ أَصحابي

عطر الزنبق
11-28-2019, 12:26 AM
https://static.blog4ever.com/2010/02/387543/artfichier_387543_4486525_201501265319345.gif


أَتَعجَبُ أَن مَلَكنا الأَرضَ قَسراً

وَأَن تُمسي وَسائِدَنا الرِقابُ

وَتُربَطُ في مَجالِسِنا المَذاكي

وَتَبرُكُ بَينَ أَرجُلِنا الرِكابُ

فَهَذا العِزُّ أَورَثَنا العَوالي

وَهَذا المُلكُ مَكَّنَهُ الضِرابُ

وَأَمثالُ القَسِيِّ مِنَ المَطايا

يَجُبُّ غِراسَها الخَيلُ العِرابُ

فَقَصراً إِنَّ حالاً مَلَّكَتنا

لَحالٌ لا تُذَمُّ وَلا تُعابُ

عطر الزنبق
11-28-2019, 12:26 AM
https://static.blog4ever.com/2010/02/387543/artfichier_387543_4486525_201501265319345.gif
أَلا إِنَّما الدُنيا مَطِيَّةُ راكِبٍ

عَلا راكِبوها ظَهرَ أَعوَجَ أَحدَبا

شُموسٌ مَتى أَعطَتكَ طَوعاً زِمامَها

فَكُن لِلأَذى مِن عَقِّها مُتَرَقِّبا

عطر الزنبق
11-28-2019, 12:26 AM
https://static.blog4ever.com/2010/02/387543/artfichier_387543_4486525_201501265319345.gif


فَدَيتُكَ ما الغَدرُ مِن شيمَتي

قَديماً وَلا الهَجرُ مِن مَذهَبي

وَهَبني كَما تَدَّعي مُذنِباً

أَما يُقبَلُ العُذرُ مِن مُذنِبِ

وَأَولى الرِجالِ بِعَتبٍ أَخٌ

يَكُرُّ العِتابَ عَلى مُعتِبِ

عطر الزنبق
11-28-2019, 12:26 AM
https://static.blog4ever.com/2010/02/387543/artfichier_387543_4486525_201501265319345.gif
أَلزَمَني ذَنباً بِلا ذَنبِ

وَلَجَّ في الهِجرانِ وَالعَتبِ

أُحاوِلُ الصَبرَ عَلى هَجرِهِ

وَالصَبرُ مَحظورٌ عَلى الصَبِّ

وَأَكتُمُ الوَجدَ وَقَد أَصبَحَت

عَيناهُ عَينَينِ عَلى القَلبِ

قَد كُنتُ ذا صَبرٍ وَذا سَلوَةٍ

فَاِستَشهِدا في طاعَةِ الحُبِّ

عطر الزنبق
11-28-2019, 12:27 AM
https://static.blog4ever.com/2010/02/387543/artfichier_387543_4486525_201501265319345.gif
وَمُعَوَّدٍ لِلكَرِّ في حَمَسِ الوَغى

غادَرتُهُ وَالفَرُّ مِن عاداتِهِ

حَمَلَ القَناةَ عَلى أَغَرَّ سَمَيذَعٍ

دَخّالِ مابَينَ الفَتى وَقَناتِهِ

لا أَطلُبُ الرِزقَ الذَليلَ مَنالُهُ

فَوتُ الهَوانِ أَذَلُّ مِن مَقناتِهِ

عَلِقَت بَناتُ الدَهرِ تَطرُقُ ساحَتي

لَمّا فَضَلتُ بَنيهِ في حالاتِهِ

فَالحَربُ تَرميني بِبيضِ رِجالِها

وَالدَهرُ يَطرُقُني بِسودِ بَناتِهِ

عطر الزنبق
11-28-2019, 12:27 AM
https://static.blog4ever.com/2010/02/387543/artfichier_387543_4486525_201501265319345.gif
أَلا لَيتَ قَومي وَالأَماني كَثيرَةٌ

شُهودِيَ وَالأَرواحُ غَيرُ لَوابِثِ

غَداةَ تُناديني الفَوارِسُ وَالقَنا

تَرُدُّ إِلى حَدِّ الظُبى كُلَّ ناكِثِ

أَحارِثُ إِن لَم تُصدِرِ الرَمحَ قانِياً

وَلَم تَدفَعِ الجُلى فَلَستَ بِحارِثِ

عطر الزنبق
11-28-2019, 12:27 AM
https://static.blog4ever.com/2010/02/387543/artfichier_387543_4486525_201501265319345.gif



وَما هُوَ إِلّا أَن جَرَت بِفِراقِنا

يَدُ الدَهرِ حَتّى قيلَ مَن هُوَ حارِثُ

يُذَكِّرُنا بُعدُ الفِراقِ عُهودَهُ

وَتِلكَ عُهودٌ قَد بَلينَ رَثائِثُ

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:26 PM
https://static.blog4ever.com/2010/02/387543/artfichier_387543_4486525_201501265319345.gif
جارِيَةٌ كَحلاءُ مَمشوقَةٌ

في صَدرِها حُقّانِ مِن عاجِ

شَجا فُؤادي طَرفُها الساجي

وَكُلُّ ساجٍ طَرفُهُ شاجِ

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:27 PM
https://static.blog4ever.com/2010/02/387543/artfichier_387543_4486525_201501265319345.gif
قامَت إِلى جارَتِها

تَشكو بِذُلٍّ وَشجا

أَما تَرَينَ ذا الفَتى

مَرَّ بِنا ما عَرَّجا

إِن كانَ ما ذاقَ الهَوى

فَلا نَجَوتُ إِن نَجا

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:27 PM
https://static.blog4ever.com/2010/02/387543/artfichier_387543_4486525_201501265319345.gif
أَيَلحاني عَلى العَبَراتِ لاحِ

وَقَد يَإِسَ العَواذِلُ مِن صَلاحي

تَمَلَّكَني الهَوى بَعدَ التَأَبّي

وَراضَني الهَوى بَعدَ الجِماحِ

أَسَكرى اللَحظِ طَيِّبَةَ الثَنايا

هَضيمَ الكَشحِ جائِلَةَ الوِشاحِ

رَمَتني نَحوَ دارِكِ كُلَّ عَنسٍ

وَصَلتُ لَها غُدُوّي بِالرَواحِ

تَطاوَلَ فَضلُ نِسعَتِها وَقَلَّت

فُضولُ زِمامِها عِندَ المَراحِ

حَمَلنَ إِلَيكِ صَبّاً ذا اِرتِياحٍ

لِقُربِكِ أَو مُساعِدَ ذي اِرتِياحِ

أَخا عِشرينَ شَيَّبَ عارِضَيهِ

مَريضُ اللَحظِ في الحَدَقِ الصِحاحِ

نَزَحنَ مِنَ الرَصافَةِ عامِداتٍ

بِأَرضِ الحَيِّ حَيُّ اِبنِ فَلاحِ

إِذا ماعَنَّ لي أَرَبٌ بِأَرضٍ

رَكِبتُ لَهُ ضَميناتِ النَجاحِ

وَلي عِندَ العُداةِ بِكُلِّ أَرضٍ

دُيونٌ في كَفالاتِ الرِماحِ

إِذا اِلتَفَّت عَلَيَّ سَراةُ قَومي

وَلاقَينا الفَوارِسَ في الصَباحِ

يَخِفُّ بِها إِلى الغَمَراتِ طَودٌ

مِنَ الأَطوادِ مُمتَنَعُ النَواحِ

أَشَدُّ الفارِسينَ وَإِن أَبَرّوا

أَخَفَّ الفارِسينَ إِلى الصِياحِ

لِسَيفِ الدَولَةِ القِدحُ المُعَلّى

إِذا اِستَبَقَ المُلوكُ إِلى القِداحِ

لِأَوسَعِهِم مَذانِبِ ماءِ وادٍ

وَأَغزَرِهِم مَدافِعِ سَيبِ راحِ

وَقائِدِها إِلى الغَمَراتِ شُعثاً

بَناتِ السَبقِ تَحتَ بَني الكِفاحِ

تَكَدَّرَ نَقعُهُ وَالجَوُّ صافٍ

وَأَظلَمَ وَقتُهُ وَاليَومُ صاحِ

وَكُلُّ مُعَذَّلٍ في الحَيِّ آبٍ

عَلى العُذّالِ عَصّاءُ اللَواحي

وَهُم أَصلٌ لِهَذا الفَرعِ طابَت

أُرومَتُهُ وَمَنبَعُ لِلسَماحِ

بَقاءُ البيضِ عُمرُ السُمرِ فيهِم

وَحَطُّ السَيفِ أَعمارُ اللِقاحِ

أَسَيفَ الدَولَةِ الحَكَمَ المُرَجّى

أَفي مَدحي لِقَومي مِن جُناحِ

وَلَستُ وَإِن صَبَرتُ عَلى الرَزايا

أُلاحي مَعشَري وَبِهِم أُلاحي

وَلَو أَنّي اِقتَرَحتُ عَلى زَماني

لَكُنتُم يابَني وَرقا اِقتِراحي

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:27 PM
https://static.blog4ever.com/2010/02/387543/artfichier_387543_4486525_201501265319345.gif


أَأَبا العَشائِرِ لا مَحَلَّكَ دارِسٌ

بَينَ الضُلوعِ وَلا مَكانِكَ نازِحُ

إِنّي لَأَعلَمُ بَعدَ مَوتِكَ أَنَّهُ

ما مَرَّ لِلأَسَراءِ يَومٌ صالِحُ

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:28 PM
https://static.blog4ever.com/2010/02/387543/artfichier_387543_4486525_201501265319345.gif


عَلَونا جَوشَناً بِأَشَدَّ مِنهُ

وَأَثبَتَ عِندَ مُشتَجَرِ الرِماحِ

بِجَيشٍ جاشَ بِالفُرسانِ حَتّى

ظَنَنتَ البَرَّ بَحراً مِن سِلاحِ

وَأَلسِنَةٍ مِنَ العَذَباتِ حُمرٌ

تُخاطِبُنا بِأَفواهِ الرِماحِ

وَأَروَعَ جَيشُهُ لَيلٌ بَهيمٌ

وَغُرَّتُهُ عَمودٌ مِن صَباحِ

صَفوحٌ عِندَ قُدرَتِهِ كَريمٌ

قَليلُ الصَفحِ مابَينَ الصِفاحِ

فَكانَ ثَباتُهُ لِلقَلبِ قَلباً

وَهَيبَتُهُ جَناحاً لِلجَناحِ

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:28 PM
https://static.blog4ever.com/2010/02/387543/artfichier_387543_4486525_201501265319345.gif


عَجِبتُ وَقَد لَقيتُ بَني كِلابٍ

وَأَرواحُ الفَوارِسِ تُستَباحُ

فَكَيفَ رَدَدتَ غَربَ الجَيشِ عَنهُم

وَقَد أَخَذَت مَآخِذَها الرِماحُ

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:28 PM
https://static.blog4ever.com/2010/02/387543/artfichier_387543_4486525_201501265319345.gif


لَم أُؤاخِذكَ بِالجَفاءِ لِأَنّي

واثِقٌ مِنكَ بِالوَفاءِ الصَحيحِ

فَجَميلُ العَدُوِّ غَيرُ جَميلٍ

وَقَبيحُ الصَديقِ غَيرُ قَبيحِ

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:29 PM
https://static.blog4ever.com/2010/02/387543/artfichier_387543_4486525_201501265319345.gif


أَغَصُّ لِذِكرِهِ أَبَداً بِريقي

وَأَشرَقُ مِنهُ بِالماءِ القَراحِ

وَتَمنَعُني مُراقَبَةُ الأَعادي

غُدوّي لِلزِيارَةِ أَو رَواحي

وَلَو أَنّي أُمَلَّكُ فيهِ أَمري

رَكِبتُ إِلَيهِ أَعناقَ الرِياحِ

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:29 PM
https://static.blog4ever.com/2010/02/387543/artfichier_387543_4486525_201501265319345.gif


تَبَسَّمَ إِذ تَبَسَّمَ عَن أَقاحِ

وَأَسفَرَ حينَ أَسفَرَ عَن صَباحِ

وَأَتحَفَني بِكَأسٍ مِن رُضابٍ

وَكَأسٍ مِن جَنى خَدٍّ وَراحِ

فَمِن لَألاءِ غُرَّتِهِ صَباحي

وَمِن صَهباءِ ريقَتِهِ اِصطِباحي

فَلا تَعجَل إِلى تَسريحِ روحي

فَمَوتي فيكَ أَيسَرُ مِن سَراحي

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:29 PM
https://static.blog4ever.com/2010/02/387543/artfichier_387543_4486525_201501265319345.gif


عَدَتني عَن زِيارَتِكُم عَوادٍ

أَقَلُّ مَخوفِها سُمرُ الرِماحِ

وَإِنَّ لِقائَها لَيَهونُ عِندي

إِذا كانَ الوُصولُ إِلى نَجاحِ

وَلَكِن بَينَنا بَينٌ وَهَجرٌ

أَأَرجو بَعدَ ذَلِكَ مِن صَلاحِ

أَقَمتُ وَلَو رَطَعتُ رَسيسَ شَوقي

رَكِبتُ إِلَيكَ أَعناقَ الرِياحي

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:50 PM
http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


وَقَد أَروحُ قَريرَ العَينِ مُغتَبِطاً

بِصاحِبٍ مِثلِ نَصلِ السَيفِ وَضّاحِ

عَذبِ الخَلائِقِ مَحمودٍ طَرائِقُهُ

عَفَّ المَسامِعِ حَتّى يَرغَمَ اللاحي

لَمّا رَأى لَحَظاتي في عَوارِضِهِ

فيما أَشاءُ مِنَ الرَيحانِ وَالراحِ

لاثَ اللِثامَ عَلى وَجهٍ أَسِرَّتُهُ

كَأَنَّها قَمَرٌ أَو ضَوءُ مِصباحِ

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:50 PM
http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


أَلا أَبلِغ سَراةَ بَني كِلابٍ

إِذا نَدَبَت نَوادِبُهُم صَباحا

جَزَيتُ سَفيهَهُم سوءً بِسوءٍ

فَلا حَرَجاً أَتَيتُ وَلا جُناحا

قَتَلتُ فَتى بَني عَمرِ اِبنِ عَبدٍ

وَأَوسَعَهُم عَلى الضَيفانِ ساحا

قَتَلتُ مُعَوِّداً عَلَلَ العَشايا

تَخَيَّرَتِ العَبيدُ لَهُ اللِقاحا

وَلَستُ أَرى فَساداً في فَسادٍ

يَجُرُّ عَلى طَريقَتِهِ صَلاحا

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:50 PM
http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


أَقبَلَت كَالبَدرِ تَسعى

غَلَساً نَحوي بِراحِ

قُلتُ أَهلاً بِفَتاةٍ

حَمَلَت نورَ الصَباحِ

عَلِّلي بِالكَأسِ مَن أَص

بَحَ مِنها غَيرَ صاحِ

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:51 PM
http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


أوصيكَ بِالحُزنِ لا أوصيكَ بِالجَلَدِ

جَلَّ المُصابُ عَنِ التَعنيفِ وَالفَنَدِ

إِنّي أُجِلُّكَ أَن تُكفى بِتَعزِيَةٍ

عَن خَيرِ مُفتَقِدٍ ياخَيرَ مُفتَقِدِ

هِيَ الرَزِيَّةُ إِن ضَنَّت بِما مَلَكَت

مِنها الجُفونُ فَما تَسخو عَلى رَحَدِ

بي مِثلُ مابِكَ مِن حُزنٍ وَمِن جَزَعٍ

وَقَد لَجَأتُ إِلى صَبرٍ فَلَم أَجِدِ

لَم يَنتَقِصنِيَ بُعدي عَنكَ مِن حُزُنٍ

هِيَ المُواساةُ في قُربٍ وَفي بُعُدِ

لَأَشرِكَنَّكَ في اللَأواءِ إِن طَرَقَت

كَما شَرِكتُكَ في النَعماءِ وَالرَغَدِ

أَبكي بِدَمعٍ لَهُ مِن حَسرَتي مَدَدٌ

وَأَستَريحُ إِلى صَبرٍ بِلا مَدَدِ

وَلا أُسَوِّغُ نَفسي فَرحَةً أَبَداً

وَقَد عَرَفتُ الَّذي تَلقاهُ مِن كَمَدِ

وَأَمنَعُ النَومَ عَيني أَن يُلِمَّ بِها

عِلماً بِأَنَّكَ مَوقوفٌ عَلى السُهُدِ

يامُفرَداً باتَ يَبكي لامُعينَ لَهُ

أَعانَكَ اللَهُ بِالتَسليمِ وَالجَلَدِ

هَذا الأَسيرُ المُبَقّى لافِداءَ لَهُ

يَفديكَ بِالنَفسِ وَالأَهلينِ وَالوَلَدِ

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:51 PM
http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


قولا لِهَذا السَيِّدِ الماجِدِ

قَولَ حَزينٍ مِثلِهِ فاقِدِ

هَيهاتَ مافي الناسِ مِن خالِدِ

لابُدَّ مِن فَقدٍ وَمِن فاقِدِ

كُنِ المُعَزّى لا المُعَزّى بِهِ

إِن كانَ لابُدَّ مِنَ الواحِدِ

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:51 PM
http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


هَل لِلفَصاحَةِ وَالسَما

حَةِ وَالعُلى عَنّي مَحيدُ

إِذ أَنتَ سَيِّدي الَّذي

رَبَّيتَني وَأَبي سَعيدُ

في كُلِّ يَومٍ أَستَفي

دُ مِنَ العَلاءِ وَأَستَزيدُ

وَيَزيدُ فِيَّ إِذا رَأَي

تُكَ في النَدى خُلُقٌ جَديدُ

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:52 PM
http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


إِنّي مُنِعتُ مِنَ المَسيرِ إِلَيكُمُ

وَلَوِ اِستَطَعتُ لَكُنتُ أَوَّلَ وارِدِ

أَخكو وَهَل أَخكو جِنايَةَ مُنعِمٍ

غَيظُ العَدُوِّ بِهِ وَكَبتُ الحاسِدِ

قَد كُنتَ عُدَّتي الَّتي أَسطو بِها

وَيَدي إِذا اِشتَدَّ الزَمانُ وَساعِدي

فَرُميتُ مِنكَ بِغَيرِ ما أَمَّلتُهُ

وَالمَرءُ يَشرَقُ بِالزُلالِ البارِدِ

لَكِنأَتَت دونَ السُرورِ مَساءَةً

وَصَلَت لَها كَفُّ القَبولِ بِساعِدِ

فَصَبَرتُ كَالوَلَدِ التَقِيِّ لِبَرِّهِ

أَغضى عَلى أَلَمٍ لِضَربِ الوالِدِ

وَنَقَضتُ عَهداً كَيفَ لي بِوَفائِهِ

وَسُقيتُ دونَكَ كَأسَ هَمٍّ صارِدِ

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:53 PM
http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


وَداعٍ دَعاني وَالأَسِنَّةُ دونَهُ

صَبَبتُ عَلَيهِ بِالجَوابِ جَوادي

جَنَبتُ إِلى مَهري المَنيعِيِّ مُهرَهُ

وَجَلَّلتُ مِنهُ بِالنَجيعِ نِجادِ

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:53 PM
http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


لَقَد كُنتُ أَشكو البُعدَ مِنكَ وَبَينَنا

بِلادٌ إِذا ما شِئتُ قَرَّبَها الوَخدُ

فَكَيفَ وَفيما بَينَنا مُلكُ قَيصَرٍ

وَلا أَمَلٌ يُحيّ النُفوسَ وَلا وَعدُ

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:53 PM
http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


إِلى اللَهِ أَشكو ما أَرى مِن عَشائِرٍ

إِذا مادَنَونا زادَ جاهِلُهُم بُعدا

وَإِنّا لَتَثنينا عَواطِفُ حِلمِنا

عَلَيهِم وَإِن ساءَت طَرائِقُهُم جِدّا

وَيَمنَعُنا ظُلمُ العَشيرَةِ أَنَّنا

إِلى ضُرِّها لَو نَبتَغي ضُرِّها أَهدى

وَإِنّا إِذا شِئنا بِعادَ قَبيلَةٍ

جَعَلنا عِجالاً دونَ أَهلِهِمُ نَجدا

وَلَو عَرَفَت هَذي العَشائِرُ رُشدَها

إِذاً جَعَلَتنا دونَ أَعدائِها سَدّا

وَلكِن أَراها أَصلَحَ اللَهُ حالَها

وَأَخلَفَها بِالرُشدِ قَد عَدِمَت رُشدا

إِلى كَم نَرُدُّ البيضَ عَنهُم صَوادِيا

وَنَثني صُدورَ الخَيلِ قَد مُلِأَت حِقدا

وَنَغلِبُ بِالحِلمِ الحَمِيَّةَ مِنهُمُ

وَنَرعى رِجالاً لَيسَ نَرعى لَهُم عَهدا

أَخافُ عَلى نَفسي وَلِلحَربِ سَورَةٌ

بَوادِرَ أَمرٍ لانُطيقُ لَها رَدّا

وَجَولَةَ حَربٍ يَهلِكُ الحِلمُ دونَها

وَصَولَةُ بَأسٍ تَجمَعُ الحُرَّ وَالعَبدا

وَإِنّا لَنَرمي الجَهلَ بِالجَهلِ مَرَّةً

إِذا لَم نَجِد مِنهُ عَلى حالَةٍ بُدّا

عطر الزنبق
11-28-2019, 06:54 PM
http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png
يامُعجَباً بِنُجومِهِ

لا النَحسُ مِنكَ وَلا السَعادَه

اللَهُ يَنقُصُ ما يَشا

ءُ وَفي يَدِ اللَهِ الزِيادَه

دَع ما أُريدُ وَما تُري

دُ فَإِنَّ لِلَّهِ الإِرادَه

عطر الزنبق
11-28-2019, 07:00 PM
http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


دَعوتُكَ لِلجَفنِ القَريحِ المُسَهَّدِ

لَدَيَّ وَلِلنَومِ القَليلِ المُشَرَّدِ

وَما ذاكَ بُخلاً بِالحَياةِ وَإِنَّها

لَأَوَّلُ مَبذولٍ لِأَوَّلِ مُجتَدِ

وَما الأَسرُ مِمّا ضِقتُ ذَرعاً بِحَملِهِ

وَما الخَطبُ مِمّا أَن أَقولَ لَهُ قَدي

وَما زَلَّ عَنّي أَنَّ شَخصاً مُعَرَّضاً

لِنَبلِ العِدى إِن لَم يُصَب فَكَأَن قَدِ

وَلَكِنَّني أَختارُ مَوتَ بَني أَبي

عَلى صَهَواتِ الخَيلِ غَيرِ مُوَسَّدِ

وَتَأبى وَآبى أَن أَموتَ مُوَسَّداً

بِأَيدي النَصارى مَوتَ أَكمُدَ أَكبَدِ

نَضَوتُ عَلى الأَيّامِ ثَوبَ جَلادَتي

وَلَكِنَّني لَم أَنضَ ثَوبَ التَجَلُّدِ

وَما أَنا إِلّا بَينَ أَمرٍ وَضِدَّهُ

يُجَدَّدُ لي في كُلِّ يَومٍ مَجَدَّدِ

فَمِن حُسنِ صَبرٍ بِالسَلامَةِ واعِدي

وَمِن رَيبِ دَهرٍ بِالرَدى مُتَوَعَّدي

أُقَلِّبُ طَرفي بَينَ خِلٍّ مُكَبَّلٍ

وَبَينَ صَفِيٍّ بِالحَديدِ مُصَفَّدِ

دَعَوتُكَ وَالأَبوابُ تُرتَجُ دونَنا

فَكُن خَيرَ مَدعُوٍّ وَأَكرَمَ مُنجِدِ

فَمِثلُكَ مَن يُدعى لِكُلِّ عَظيمَةٍ

وَمِثلِيَ مَن يُفدى بِكُلِّ مُسَوَّدِ

أُناديكَ لا أَنّي أَخافُ مِنَ الرَدى

وَلا أَرتَجي تَأخيرَ يَومٍ إِلى غَدِ

وَقَد حُطِّمَ الخَطِّيُّ وَاِختَرَمَ العِدى

وَفُلَّلَ حَدُّ المَشرَفيِّ المُهَنَّدِ

وَلَكِن أَنِفتُ المَوتَ في دارِ غُربَةٍ

بِأَيدي النَصارى الغُلفُ ميتَةَ أَكمَدِ

فَلا تَترُكِ الأَعداءَ حَولي لِيَفرَحوا

وَلا تَقطَعِ التَسآلَ عَنّي وَتَقعُدِ

وَلا تَقعُدَن عَنّي وَقَد سيمَ فِديَتي

فَلَستَ عَنِ الفِعلِ الكَريمِ بِمُقعَدِ

فَكَم لَكَ عِندي مِن إِيادٍ وَأَنعُمٍ

رَفَعتَ بِها قَدري وَأَكثَرتَ حُسَّدي

تَشَبَّث بِها أُكرومَةً قَبلَ فَوتِها

وَقُم في خَلاصي صادِقَ العَزمِ وَاِقعُدِ

فَإِن مُتَّ بَعدَ اليَومِ عابَكَ مَهلَكي

مَعابَ النِزارِيِّنَ مَهلَكَ مَعبَدِ

هُمُ عَضَلوا عَنهُ الفِداءَ فَأَصبَحوا

وَهُذّونَ أَطرافَ القَريضِ المُقَصَّدِ

وَلَم يَكُ بِدعاً هُلكُهُ غَيرَ أَنَّهُم

يُعابونَ إِذ سيمَ الفِداءُ وَما فُدي

فَلا كانَ كَلبُ الرومِ أَرأَفَ مِنكُمُ

وَأَرغَبَ في كَسبِ الثَناءِ المُخَلَّدِ

وَلا بَلَغَ الأَعداءُ أَن يَتَناهَضوا

وَتَقعُدَ عَن هَذا العَلاءِ المُشَيَّدِ

أَأَضحَوا عَلى أَسراهُمُ بِيَ عُوَّداً

وَأَنتُم عَلى أَسراكُمُ غَيرُ عُوَّدِ

مَتى تُخلِفُ الأَيّامُ مِثلي لَكُم فَتىً

طَويلَ نِجادِ السَيفِ رَحبَ المُقَلَّدِ

مَتى تَلِدُ الأَيّامُ مِثلي لَكُم فَتىً

شَديداً عَلى البَأساءِ غَيرَ مُلَهَّدِ

فَإِن تَفتَدوني تَفتَدوا شَرَفَ العُلا

وَأَسرَعَ عَوّادٍ إِلَيها مُعَوَّدِ

وَإِن تَفتَدوني تَفتَدوا لِعُلاكُم

فَتىً غَيرَ مَردودِ اللِسانِ أَوِ اليَدِ

يُدافِعُ عَن أَعراضِكُم بِلِسانِهِ

وَيَضرِبُ عَنكُم بِالحُسامِ المُهَنَّدِ

فَما كُلُّ مَن شاءَ المَعالي يَنالُها

وَلا كُلُّ سَيّارٍ إِلى المَجدِ يَهتَدي

أَقِلني أَقِلني عَثرَةَ الدَهرِ إِنَّهُ

رَماني بِسَهمٍ صائِبِ النَصلِ مُقصِدِ

وَلَو لَم تَنَل نَفسي وَلاءَكَ لَم أَكُن

لِؤورِدَها في نَصرِهِ كُلَّ مَورِدِ

وَلا كُنتُ أَلقى الأَلفَ زُرقاً عُيونُها

بِسَبعينَ فيهِم كُلَّ أَشأَمَ أَنكَدِ

فَلا وَأَبي ما ساعِدانِ كَساعِدٍ

وَلا وَأَبي ما سَيِّدانِ كَسَيِّدِ

وَلا وَأَبي ما يَفتُقُ الدَهرُ جانِباً

فَيَرتُقُهُ إِلّا بِأَمرٍ مُسَدَّدِ

وَإِنَّكَ لِلمَولى الَّذي بِكَ أَقتَدي

وَإِنَّكَ لِلنَجمِ الَّذي بِكَ أَهتَدي

وَأَنتَ الَّذي عَرَّفتَني طُرُقَ العُلا

وَأَنتَ الَّذي أَهدَيتَني كُلَّ مَقصَدِ

وَأَنتَ الَّذي بَلَّغتَني كُلَّ رُتبَةٍ

مَشيتُ إِلَيها فَوقَ أَعناقِ حُسَّدي

فَيا مُلبِسي النُعمى الَّتي جَلَّ قَدرُها

لَقَد أَخلَقَت تِلكَ الثِيابُ فَجَدِّدِ

أَلَم تَرَ أَنّي فيكَ صافَحتُ حَدَّها

وَفيكَ شَرِبتُ المَوتُ غَيرَ مُصَرَّدِ

يَقولونُ جَنِّب عادَةً ما عَرَفتَها

شَديدٌ عَلى الإِنسانِ مالَم يُعَوَّدِ

فَقُلتُ أَما وَاللَهِ لاقالَ قائِلٌ

شَهِدتُ لَهُ في الحَربِ أَلأَمَ مَشهَدِ

وَلَكِن سَأَلقاها فَإِمّا مَنِيَّةٌ

هِيَ الظَنُّ أَو بُنيانُ عِزٍّ مُوَطَّدِ

وَلَم أَدرِ أَنَّ الدَهرَ في عَدَدِ العِدى

وَأَنَّ المَنايا السودَ يَرمَينَ عَن يَدِ

بَقيتَ اِبنَ عَبدِ اللَهِ تُحمى مِنَ الرَدى

وَيَفديكَ مِنّا سَيِّدٌ بَعدَ سَيِّدِ

بِعيشَةِ مَسعودٍ وَأَيّامِ سالِمٍ

وَنِعمَةِ مَغبوطٍ وَحالِ مُحَسَّدِ

وَلا يَحرَمَنّي اللَهُ قُربَكَ إِنَّهُ

مُرادي مِنَ الدُنيا وَحَظّي وَسُؤدَدي

عطر الزنبق
11-28-2019, 07:00 PM
http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


لِمَن جاهَدَ الحُسّادُ أَجرُ المُجاهِدِ

وَأَعجَزُ ما حاوَلتُ إِرضاءُ حاسِدِ

وَلَم أَرَ مِثلي اليَومَ أَكثَرَ حاسِداً

كَأَنَّ قُلوبَ الناسِ لي قَلبُ واجِدِ

أَلَم يَرَ هَذا الناسُ غَيرِيَ فاضِلاً

وَلَم يَظفَرِ الحُسّادُ قَبلي بِماجِدِ

أَرى الغِلَّ مِن تَحتِ النِفاقِ وَأَجتَني

مِنَ العَسَلِ الماذِيَّ سُمَّ الأَساوِدِ

وَأَصبِرُ مالَم يُحسَبُ الصَبرُ ذِلَّةً

وَأَلبَسُ لِلمَذمومِ حُلَّةَ حامِدِ

قَليلُ اِعتِذارٍ مَن يَبيتُ ذُنوبُهُ

طِلابُ المَعالي وَاِكتِسابُ المَحامِدِ

وَأَعلَمُ إِن فارَقتُ خِلّاً عَرَفتُهُ

وَحاوَلتُ خِلّاً أَنَّني غَيرُ واجِدِ

وَهَل غَضَّ مِنّي الأَسرُ إِذ خَفَّ ناصِري

وَقَلَّ عَلى تِلكَ الأُمورِ مُساعِدي

أَلا لا يُسَرُّ الشامِتونَ فَإِنَّها

مَوارِدُ آبائي الأُلى وَمَوارِدي

وَكَم مِن خَليلٍ حينَ جانَبتُ زاهِداً

إِلى غَيرِهِ عاوَدتُهُ غَيرَ زاهِدِ

وَما كُلُّ أَنصاري مِنَ الناسِ ناصِري

وَلا كُلُّ أَعضادِ مِنَ الناسِ عاضِدي

وَهَل نافِعي إِن عَضَّني الدَهرُ مُفرَداً

إِذا كانَ لي قَومٌ طِوالُ السَواعِدِ

وَهَل أَنا مَسرورٌ بِقُربِ أَقارِبي

إِذا كانَ لي مِنهُم قُلوبُ الأَباعِدِ

أَيا جاهِداً في نَيلِ مانِلتُ مِن عُلاً

رُوَيدَكَ إِنّي نِلتُها غَيرَ جاهِدِ

لَعَمرُكَ ما طُرقُ المَعالي خَفِيَّةٌ

وَلَكِنَّ بَعضَ السَيرِ لَيسَ بِقاصِدِ

وَيا ساهِدَ العَينَينِ فيما يُريبُني

أَلا أَنَّ طَرفي في الأَذى غَيرُ ساهِدِ

غَفَلتُ عَنِ الحُسّادِ مِن غَيرِ غَفلَةٍ

وَبِتُّ طَويلَ النَومِ عَن غَيرِ راقِدِ

خَليلَيَّ ما أَعدَدتُما لِمُتَيَّمٍ

أَسيرٍ لَدى الأَعداءِ جافي المَراقِدِ

فَريدٍ عَنِ الأَحبابِ صَبٍّ دُموعُهُ

مَثانٍ عَلى الخَدَّينِ غَيرُ فَرائِدِ

إِذا شِئتَ جاهَرتُ العَدُوَّ وَلَم أَبِت

أُقَلِّبُ فِكري في وُجوهِ المَكائِدِ

صَبَرتُ عَلى اللَأواءِ صَبرَ اِبنِ حُرَّةٍ

كَثيرِ العِدى فيها قَليلِ المُساعِدِ

فَطارَدتُ حَتّى أَبهَرَ الجَريُ أَشقَري

وَضارَبتُ حَتّى أَوهَنَ الضَربُ ساعِدي

وَكُنّا نَرى أَن لَم يُصِب مَن تَصَرَّمَت

مَواقِفُهُ عَن مِثلِ هَذي الشَدائِدِ

جَمَعتُ سُيوفَ الهِندِ مِن كُلِّ بَلدَةٍ

وَأَعدَدتُ لِلهَيجاءِ كُلَّ مُجالِدِ

وَأَكثَرتُ لِلغاراتِ بَيني وَبَينَهُم

بَناتِ البُكَيرِيّاتِ حَولَ المَزاوِدِ

إِذا كانَ غَيرُ اللَهِ لِلمَرءِ عُدَّةً

أَتَتهُ الرَزايا مِن وُجوهِ الفَوائِدِ

فَقَد جَرَّتِ الحَنفاءُ حَتفَ حُذَيفَةٍ

وَكانَ يَراها حُدَّةً لِلشَدائِدِ

وَجَرَّت مَنايا مالِكِ اِبنِ نُوَيرَةٍ

عَقيلَتُهُ الحَسناءُ أَيّامَ خالِدِ

وَأَردى ذُؤاباً في بُيوتِ عُتَيبَةٍ

بَنوهُ وَأَهلوهُ بِشَدوِ القَصائِدِ

عَسى اللَهُ أَن يَأتي بِخَيرٍ فَإِنَّ لي

عَوائِدَ مِن نُعماهُ غَيرُ بَوائِدِ

فَكَم شالَني مِن قَعرِ ظَلماءَ لَم يَكُن

لِيُنقِذَني مِن قَعرِها حَشدُ حاشِدِ

فَإِن عُدتُ يَوماً عادَ لِلحَربِ وَالعُلا

وَبَذلِ النَدى وَالجودِ أَكرَمُ عائِدِ

مَريرٌ عَلى الأَعداءِ لَكِنَّ جارَهُ

إِلى خَصِبِ الأَكنافِ عَذبِ المَوارِدِ

مُشَهّىً بِأَطرافِ النَهارِ وَبَينَها

لَهُ ما تَشَهّى مِن طَريفٍ وَتالِدِ

مَنَعتُ حِمى قَومي وَسُدتُ عَشيرَتي

وَقَلَّدتُ أَهلي غُرَّ هَذي القَلائِدِ

خَلائِقُ لا يوجَدنَ في كُلِّ ماجِدِ

وَلكِنَّها في الماجِدِ اِبنِ الأَماجِدِ

عطر الزنبق
11-28-2019, 07:06 PM
http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png
تَمَنَّيتُمُ أَن تَفقِدوني وَإِنَّما

تَمَنَّيتُمُ أَن تَفقِدوا العِزَّ أَصيَدا

أَما أَنا أَعلى مَن تَعُدّونَ هِمَّةً

وَإِن كُنتُ أَدنى مَن تَعُدّونَ مَولِدا

إِلى اللَهِ أَشكو عُصبَةً مِن عَشيرَتي

يُسيؤونَ لي في القَولِ غَيباً وَمَشهَدا

وَإِن حارَبوا كُنتُ المِجَنَّ أَمامُهُم

وَإِن ضارَبوا كُنتُ المُهَنَّدَ وَاليَدا

وَإِن نابَ خَطبٌ أَو أَلَمَّت مُلِمَّةٌ

جَعَلتُ لَهُم نَفسي وَما مَلَكَت فِدا

يَوَدّونَ أَن لُيُبصِروني سَفاهَةً

وَلَو غِبتُ عَن أَمرٍ تَرَكتُهُمُ سُدى

مَعالٍ لَهُم لَو أَنصَفوا في جَمالِها

وَحَظٌّ لِنَفسي اليَومَ وَهوَ لَهُم غَدا

فَلا تَعِدوني نِعمَةً فَمَتى غَدَت

فَأَهلي بِها أَولى وَإِن أَصبَحوا عِدا

عطر الزنبق
11-28-2019, 07:06 PM
http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


عَطِفتُ عَلى عَمرِ اِبنِ تَغلِبَ بَعدَما

تَعَرَّضَ مِنّي جانِبٌ لَهُمُ صَلدُ

وَلا خَيرَ في هَجرِ العَشيرَةِ لِاِمرِئٍ

يَروحُ عَلى ذَمِّ العَشيرَةِ أَو يَغدو

وَلَكِن دُنُوُّ لايُوَلَّدُ هِجرَةً

وَهَجرٌ رَفيقٌ لايُصاحِبُهُ زُهدُ

نُباعِدُهُم طَوراً كَما يُبعَدُ العِدى

وَنِكرِمُهُم طَوراً كَما يُكرَمُ الوَفدُ

عطر الزنبق
11-28-2019, 07:06 PM
http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


وَلَقَد عَلِمتُ وَما عَلِم

تَ وَإِن أَقَمتُ عَلى صُدودِه

أَنَّ الغَزالَةَ وَالغَزا

لَ لَفي ثَناياهُ وَجيدِه

عطر الزنبق
11-28-2019, 07:07 PM
http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


سَلامٌ رائِحٌ غادِ

عَلى ساكِنَةِ الوادي

عَلى مَن حُبَّها الهادي

إِذا ما زُرتُ وَالحادي

أُحِبُّ البَدوَ مِن أَجلِ

غَزالٍ فِحِمُ بادِ

أَلا يا رَبَّةَ الحَليِ

عَلى العاتِقِ وَالهادي

لَقَد أَبهَجتِ أَعدائي

وَقَد أَشمَتِّ حُسّادي

بِسُقمٍ مالَهُ شافٍ

وَأَسرٍ مالَهُ فادِ

فَإِخواني وَنُدماني

وَعُذّالي وَعُوّادي

فَما أَنفَكُّ عَن ذِكرا

كِ في نَومٍ وَتَسهادِ

بِشَوقٍ مِنكِ مُعتادِ

وَطَيفٍ غَيرِ مُعتادِ

أَلا يا زائِرَ الموصِ

لِ حَيِّ ذَلِكَ النادي

فَبِالموصِلِ إِخواني

وَبِالموصِلِ أَعضادي

فَقُل لِلقَومِ يَأتونِ

يَ مِن مَثنىً وَأَفرادِ

فَعِندي خِصبُ زُوّارٍ

وَعِندي رَيُّ وَرّادِ

وَعِندي الظِلَّ مَمدوداً

عَلى الحاضِرِ وَالبادي

أَلا لا يَقعُدِ العَجزُ

بِكُم عَن مَنهَلِ الصادي

فَإِنَّ الحَجَّ مَفروضٌ

مَعَ الناقَةِ وَالزادِ

كَفاني سَطوَةَ الدَهرِ

جَوادٌ نَسلُ أَجوادِ

مَناهُ خَيرُ آباءٍ

نَمَتهُم خَيرُ أَجدادِ

فَما يَصبو إِلى أَرضٍ

سِوى أَرضي وَرُوّادي

وَقاهُ اللَهُ فيما عا

شَ شَرَّ الزَمَنِ العادي

عطر الزنبق
11-28-2019, 07:07 PM
http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


دَعَوناكَ وَالهِجرانُ دونَكَ دَعوَةً

أَتاكَ بِها يَقظانَ فِكرُكَ لا البُردُ

فَأَصبَحتَ مابَينَ العَدُوِّ وَبَينَنا

تَجارى بِكَ الخَيلُ المُسَوَّمَةُ الجُردُ

أَتَيناكَ أَدنى مانُجيبُكَ جُهدَنا

فَأَهوَنَ سَيرِ الخَيلِ مِن تَحتِنا الشَدُّ

بِكُلِّ نِزارِيٍّ أَتَتكَ بِشَخصِهِ

عَوائِدُ مِن حالَيكَ لَيسَ لَها رَدُّ

نُباعِدُهُم وَقتاً كَما يُبعَدُ العِدى

وَنُكرِمُهُم وَقتاً كَما يُكرَمُ الوَفدُ

وَنَدنو دُنُوّاً لا يُوَلَّدُ جُرأَةً

وَنَجفو جَفاءً لايُوَلِّدُهُ زُهدُ

أَفضَت عَلَيهِ الجودَ مِن قَبلِ هَذِهِ

وَأَفضَلُ مِنهُ ما يُؤَمِّلُهُ بَعدُ

وَحُمرِ سُيوفٍ لا تَجِفُّ لَها ظُبىً

بِأَيدي رِجالٍ لا يُحَطُّ لَها لِبدُ

وَزُرقٍ تَشُقُّ البُردَ عَن مُهَجِ العِدى

وَتَسكُنُ مِنهُم أَينَما سَكَنَ الحِقدُ

وَمُصطَحَباتٍ قارَبَ الرَكضُ بَينَها

وَلَكِن بِها عَن غَيرِها أَبَداً بُعدُ

نُشَرِّدُهُم ضَرباً كَما شَرَّدَ القَطا

وَنَنظِمُهُم طَعناً كَما نُظِمَ العِقدُ

لَئِن خانَكَ المَقدورُ فيما نَوَيتَهُ

فَما خانَكَ الرَكضُ المَواصِلُ وَالجُهدُ

تُعادُ كَما عَوَّدتَ وَالهامُ صَخرُها

وَيُبنى بِها المَجدُ المُؤَثَّلُ وَالحَمدُ

فَفي كَفِّكَ الدُنيا وَشيمَتُكَ العُلا

وَطائِرُكَ الأَعلى وَكَوكَبَكَ السَعدُ

عطر الزنبق
11-28-2019, 07:08 PM
http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png


وَلَمّا تَخَيَّرتِ الأَخِلّاءَ لَم أَجِد

صَبوراً عَلى حِفظِ المَوَدَّةِ وَالعَهدِ

سَليماً عَلى طَيِّ الزَمانِ وَنَشرِهِ

أَميناً عَلى النَجوى صَحيحاً عَلى البُعدِ

وَلَمّا أَساءَ الظَنَّ بي مَن جَعَلتُهُ

وَإِيّايَ مِثلَ الكَفِّ نيطَت إِلى الزِندِ

حَمَلتُ عَلى ضَنّي بِهِ سوءَ ظَنِّهِ

وَأَيقَنتُ أَنّي بِالوَفا أُمَّةٌ وَحدي

وَأَنّي عَلى الحالَينِ في العَتبِ وَالرِضى

مُقيمٌ عَلى ماكانَ يَعرِفُ مَن وُدّي

عطر الزنبق
11-28-2019, 07:08 PM
http://ekladata.com/81-Nwto-2TYRVlk-FyD2538YcfY.png





لَيسَ جوداً عَطِيَّةٌ بِسُؤالِ

قَد يَهُزُّ السُؤالُ غَيرَ الجَوادِ

إِنَّما الجودُ ما أَتاكَ اِبتِداءً

لَم تَذُق فيهِ ذِلَّةَ التَردادِ

عطر الزنبق
11-28-2019, 07:18 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/8f0a2ff3.png


وَزِيارَةٍ مِن غَيرِ وَعدِ

في لَيلَةٍ طُرِقَت بِسَعدِ

باتَ الحَبيبُ إِلى الصَبا

حِ مُعانِقي خَدّاً لِخَدِّ

يَمتارُ فِيَّ وَناظِري

ماشِئتَ مِن خَمرٍ وَوَردِ

قَد كانَ مَولايَ الأَجَل

لَ فَصَيَّرَتهُ الراحُ عَبدي

لَيسَت بِأَوَّلِ مِنَّةٍ

مَشكورَةٍ لِلراحِ عِندي

عطر الزنبق
11-28-2019, 07:18 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/8f0a2ff3.png


وَإِذا يَإِستُ مِنَ الدُنُو

وِ رَغِبتُ في فَرطِ البِعادِ

أَرجو الشَهادَةَ في هَوا

كَ لِأَنَّ قَلبي في جِهادِ

عطر الزنبق
11-28-2019, 07:19 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/8f0a2ff3.png




لَئِن خُلِقَ الأَنامُ لَحَسوِ كَأسٍ

وَمِزمارٍ وَطُنبورٍ وَعودِ

فَلَم يُخلَق بَنو حَمدانَ إِلّا

لِمَجدٍ أَو لِبَأسٍ أَو لِجودِ

عطر الزنبق
11-28-2019, 07:19 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/8f0a2ff3.png




يا جاحِداً فَرطَ غَرامي بِهِ

وَلَستُ بِالناسي وَلا الجاحِدِ

أَقرَرتُ في الحُبِّ بِما تَدَّعي

فَلَستُ مُحتاجاً إِلى شاهِدِ

عطر الزنبق
11-28-2019, 07:19 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/8f0a2ff3.png




ياطولَ شَوقِيَ إِن قالوا الرَحيلُ غَدا

لَفَرَّقَ اللَهُ فيما بَينَنا أَبَدا

يامَن أُصافيهِ في قُربٍ وَفي بُعدٍ

وَمَن أُخالِصُهُ إِن غابَ أَو شَهِدا

لا يُبعِدِ اللَهُ شَخصاً لا أَرى أَنَساً

وَلا تَطيبُ لِيَ الدُنيا إِذا بَعُدا

راعَ الفِراقُ فُؤاداً كُنتَ تُؤنِسُهُ

وَذَرَّ بَينَ الجُفونِ الدَمعَ وَالسَهَدا

أَضحى وَأَضحَيتُ في سِرٍّ وَفي عَلَنٍ

أَعُدُّهُ والِداً إِذ عَدَّني وَلَدا

مازالَ يَنظِمُ فِيَّ الشِعرَ مُجتَهِداً

فَضلاً وَأَنظِمُ فيهِ الشِعرَ مُجتَهِدا

حَتّى اِعتَرَفتُ وَعَزَّتني فَضائِلُهُ

وَفاتَ سَبقاً وَحازَ الفَضلَ مُنفَرِدا

إِن قَصَّرَ الجُهدُ عَن إِدراكِ غايَتِهِ

فَأَعذَرُ الناسِ مَن أَعطاكَ ماوَجَدا

أَبقى لَنا اللَهُ مَولانا وَلا بَرِحَت

أَيّامُنا أَبَداً في ظِلِّهِ جُدَدا

لايَترُقِ النازِلُ المَحذورُ ساحَتَهُ

وَلا تَمُدُّ إِلَيهِ الحادِثاتُ يَدا

الحَمدُ لِلَّهِ حَمداً دائِماً أَبَدا

أَعطانِيَ الدَهرُ مالَم يُعطِهِ أَحَدا

عطر الزنبق
11-28-2019, 07:20 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/8f0a2ff3.png







أَيا عاتِباً لا أَحمِلُ الدَهرَ عَتبَهُ

عَلَيَّ وَلا عِندي لِأَنعُمِهِ جَحدُ

سَأَسكُتُ إِجلالاً لِعِلمِكَ أَنَّني

إِذا لَم تَكُن خَصمي لِيَ الحُجَجُ اللُدُّ

عطر الزنبق
11-28-2019, 07:52 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/8f0a2ff3.png

























أَيا قَومَنا لاتَنشُبوا الحَربَ بَينَنا

أَيا قَومَنا لاتَقطَعوا اليَدَ بِاليَدِ

عَداوَةُ ذي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً

عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ

فَيا لَيتَ داني الرَحمِ مِنّا وَمِنكُمُ

إِذا لَم يُقَرِّب بَينَنا لَم يُبَعِّدِ

عطر الزنبق
11-28-2019, 07:53 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/8f0a2ff3.png
أَهدى إِلَيَّ صَبابَةً وَكَآبَةً

فَأَعادَني كَلِفَ الفُؤادِ عَميدا

إِنَّ الغَزالَةَ وَالغَزالَةَ أَهدَتا

وَجهاً إِلَيكَ إِذا طَلَعتَ وَجيدا

عطر الزنبق
11-28-2019, 07:53 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/8f0a2ff3.png
نَبوَةَ الإِدلالِ لَيسَت

عِندَنا ذَنباً يُعَدُّ

قُل لِمَن لَيسَ لَهُ عَه

دٌ لَنا عَهدٌ وَعَقدُ

جُملَةٌ نُغني عَنِ التَف

صيلِ مالي عَنكَ بُدُّ

إِن تَغَيَّرتَ فَما غُي

يِرَ مِنّا لَكَ عَهدُ

عطر الزنبق
11-28-2019, 07:53 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/8f0a2ff3.png









لَعَلَّ خَيالَ العامِرِيَّةِ زائِرُ

فَيُسعَدَ مَهجورٌ وَيُسعَدَ هاجِرُ

وَقَد كُنتُ لا أَرضى مِنَ الوَصلِ بِالرِضا

لَيالِيَ ما بَيني وَبَينَكَ عامِرُ

وَإِنّي عَلى طولِ الشِماسِ عَنِ الصِبا

أَحِنُّ وَتُصبيني إِلَيكِ الجَآذِرُ

وَإِنّي إِذا لَم أَرجُ يَقظانَ وَصلَها

لَيُقنِعُني مِنها الخَيالُ المُزاوِرُ

وَفي كِلَّتَي ذاكَ الخِباءِ خَريدَةٌ

لَها مِن طِعانِ الدارِعينَ سَتائِرُ

تَقولُ إِذا ماجِئتُها مُتَدَرِّعاً

أَزائِرُ شَوقٍ أَنتَ أَم أَنتَ ثائِرُ

فَقُلتُ لَها كَلّا وَلَكِن زِيارَةٌ

تُخاضُ الحُتوفُ دونَها وَالمَحاذِرُ

تَثَنَّت فَغُصنٌ ناعِمٌ أَم شَمائِلٌ

وَوَلَّت فَلَيلٌ فاحِمٌ أَم غَدائِرُ

فَأَمّا وَقَد طالَ الصُدودُ فَإِنَّهُ

يَقَرُّ بِعَينَيَّ الخَيالُ المُزاوِرُ

تَنامُ فَتاةُ الحَيِّ عَنّي خَلِيَّةً

وَقَد كَثُرَت حَولي البَواكي السَواهِرُ

وَتُسعِدُني غُبرُ البَوادي لِأَجلِها

وَإِن رَغِمَت بَينَ البُيوتِ الحَواضِرُ

وَما هِيَ إِلّا نَظرَةٌ ما اِحتَسَبتُها

بِعَدّانَ صارَت بي إِلَيها المَصايِرُ

طَلَعتُ بِها وَالرَكبُ وَالحَيُّ كُلَّهُ

حَيارى إِلى وَجهٍ بِهِ الحُسنُ حائِرُ

وَما سَفَرَت عَن رَيِّقِ الحُسنِ إِنَّما

نَمَمنَ عَلى ما تَحتَهُنَّ المَعاجِرُ

فَيا نَفسُ مالاقَيتِ مِن لاعِجِ الهَوى

وَياقَلبُ ماجَرَّت عَلَيكَ النَواظِرُ

وَيا عِفَّتي مالي وَما لَكَ كُلَّما

هَمَمتُ بِأَمرٍ هَمَّ لي مِنكَ زاجِرُ

كَأَنَّ الحِجا وَالصَونُ وَالعَقلُ وَالتُقى

لَدَيَّ لِرَبّاتِ الخُدورِ ضَرائِرُ

وَهُنَّ وَإِن جانَبتُ ما يَشتَهينَهُ

حَبائِبُ عِندي مُنذُ كُنَّ أَثائِرُ

وَكَم لَيلَةٍ خُضتُ الأَسِنَّةَ نَحوَها

وَما هَدَأَت عَينٌ وَلا نامَ سامِرُ

فَلَمّا خَلَونا يَعلَمُ اللَهُ وَحدَهُ

لَقَد كَرُمَت نَجوى وَعَفَّت سَرائِرُ

وَبِتُّ يَظُنُّ الناسُ فِيَّ ظُنونَهُم

وَثَوبِيَ مِمّا يَرجُمُ الناسُ طاهِرُ

وَكَم لَيلَةٍ ماشَيتُ بَدرَ تَمامِها

إِلى الصُبحِ لَم يَشعُر بِأَمرِيَ شاعِرُ

وَلا رَيبَةٌ إِلّا الحَديثُ كَأَنَّهُ

جُمانٌ وَهى أَو لُؤلُؤٌ مُتَناثِرُ

أَقولُ وَقَد ضَجَّ الحُلِيُّ وَأَشرَفَت

وَلَم أُروَ مِنها لِلصَباحِ بَشائِرُ

أَيا رَبِّ حَتّى الحَليُ مِمّا نَخافُهُ

وَحَتّى بَياضُ الصُبحِ مِمّا نُحاذِرِ

وَلي فيكِ مِن فَرطِ الصَبابَةِ آمِرٌ

وَدونَكِ مِن حُسنِ الصَيانَةِ زاجِرُ

عَفافُكَ غَيٌّ إِنَّما عِفَّةُ الفَتى

إِذا عَفَّ عَن لَذّاتِهِ وَهوَ قادِرُ

نَفى الهَمَّ عَنّي هِمَّةٌ عَدَوِيَّةٌ

وَقَلبٌ عَلى ماشِئتُ مِنهُ مُظاهِرُ

وَأَسمَرُ مِمّا يُنبِتُ الخَطُّ ذابِلٌ

وَأَبيَضُ مِمّا تَطبَعُ الهِندُ باتِرُ

وَنَفسٌ لَها في كُلِّ أَرضٍ لُبانَةً

وَفي كُلِّ حَيٍّ أُسرَةٌ وَمَعاشِرُ

وَقَلبٌ يُقِرُّ الحَربَ وَهوَ مُحارِبٌ

وَعَزمٌ يُقيمُ الجِسمَ وَهوَ مُسافِرُ

إِذا لَم أَجِد في كُلِّ فَجٍّ عَشيرَةً

فَإِنَّ الكِرامَ لِلكِرامِن عَشائِرُ

وَلاحِقَةِ الإِطلَينِ مِن نَسلِ لاحِقٍ

أَمينَةَ ما نِطَت إِلَيهِ الحَوافِرُ

مِنَ اللاءِ تَأبى أَن تُعانِدَ رَبَّها

إِذا حُسِرَت عِندَ المُغارِ المَآزِرُ

وَخَرقاءُ وَرقاءُ بَطيءٌ كَلالُها

تَكَلَّفُ بي ما لا تُطيقُ الأَباعِرُ

غُرَيرِيَّةٌ صافَت شَقائِقَ دابِقٍ

مَدى قَيظَها حَتّى تَصَرَّمَ ناجِرُ

وَحَمَّضَها الراعي بِمَيثاءِ بُرهَةً

تَناوَلَ مِن خِذرافِهِ وَتُغادِرُ

أَقامَت بِها شَيبانَ ثُمَّ تَضَمَّنَت

بَقِيَّةَ صَفوانٍ قِراها المَناظِرُ

وَخَوَّضَها بَطنَ السَلَوطَحِ رَيثَما

أُديرَت بِمِلحانَ الشُهورُ الدَوائِرُ

فَجاءَ بِكَوماءٍ إِذا هِيَ أَقبَلَت

حَسِبتَ عَلَيها رَحلَها وَهيَ حاسِرُ

فَيا بُعدَ نابَينَ الكَلالِ وَبَينَها

وَياقُربَ مايَرجو عَلَيها المُسافِرُ

دَعِ الوَطَنَ المَألوفَ رابَكَ أَهلُهُ

وَعُدَّ عَنِ الأَهلِ الَّذينَ تَكاثَروا

فَأَهلُكَ مَن أَصفى وَوُدُّكَ ماصَفا

وَإِن نَزَحَت دارٌ وَقَلَّت عَشائِرُ

تَبَوَّأتُ مِن قَرمَي مَعَدٍّ كِلَيهِما

مَكاناً أَراني كَيفَ تُبنى المَفاخِرُ

لَئِن كانَ أَصلي مِن سَعيدٍ نِجارُهُ

فَفَرعي لِسَيفِ الدَولَةِ القَرمِ ناصِرُ

وَما كانَ لَولاهُ لِيَنفَعَ أَوَّلٌ

إِذا لَم يُزَيِّن أَوَّلَ المَجدِ آخِرُ

لَعَمرُكَ ما الأَبصارُ تَنفَعُ أَهلَها

إِذا لَم يَكُن لِلمُبصِرينَ بَصائِرُ

وَهَل يَنفَعُ الخَطِّيُّ غَيرَ مُثَقَّفٍ

وَتَظهَرُ إِلّا بِالصَقالِ الجَواهِرُ

أُناضِلُ عَن أَحسابِ قَومي بِفَضلِهِ

وَأَفخَرُ حَتّى لا أَرى مَن يُفاخِرُ

وَأَسعى لِأَمرٍ عُدَّتي لِمَنالِهِ

أَواخَيَّ مِن آرائِهِ وَأَواصِرُ

أَيا راكِباً تُحدى بِأَعوادِ رَحلِهِ

عُذافِرَةٌ عَيرانَةٌ وَعُذافِرُ

أَلِكني إِلى أَفناءِ بَكرٍ رِسالَةً

عَلى نَأيِها وَهيَ القَوافي السَوائِرُ

لَئِن باعَدَتكُم نِيَّةٌ طالَ شَحطُها

لَقَد قَرَّبَتكُم نِيَّةٌ وَضَمائِرُ

وَنَشرُ ثَناءٍ لايَغِبُّ كَأَنَّما

بِهِ نَشَرَ العَصبَ اليَمانِيَّ ناشِرُ

وَيَجمَعُنا في وائِلٍ عَشَرِيَّةٌ

وَوِدٌّ وَأَرحامٌ هُناكَ شَواجِرُ

فَقُل لِبَني وَرقاءَ إِن شَطَّ مَنزِلٌ

فَلا العَهدُ مَنسِيٌّ وَلا الوِدُّ داثِرُ

وَكَيفَ يَرِثُّ الحَبلُ أَو تَضعُفُ القِوى

وَقَد قَرُبَت قُربى وَشُدَّت أَواصِرُ

أَبا أَحمَدٍ مَهلاً إِذا الفَرعُ لَم يَطِب

فَلا طِبنَ يَومَ الإِفتِخارِ العَناصِرُ

أَتَسمو بِما شادَت أَوائِلُ وائِلٍ

وَقَد غَمَرَت تِلكَ الأَوالي الأَواخِرُ

أَيَشغَلُكُم وَصفُ القَديمِ وَدونَهُ

مَفاخِرُ فيها شاغِلٌ وَمَآثِرُ

لَنا أَوَّلٌ في المَكرُماتِ وَآخِرٌ

وَباطِنُ مَجدٍ تَغلَبِيٍّ وَظاهِرُ

وَهَل يُطلَبُ العِزُّ الَّذي هُوَ غائِبٌ

وَيُترَكُ ذا العِزُّ الَّذي هُوَ حاضِرُ

عَلَيَّ لِأَبكارِ الكَلامِ وَعَونِهِ

مَفاخِرُ تُفنيهِ وَتَبقى مَفاخِرُ

أَنا الحارِثُ المُختارُ مِن نَسلِ حارِثٍ

إِذا لَم يَسُد في القَومِ إِلّا الأَخايِرُ

فَجَدّي الَّذي لَمَّ العَشيرَةَ جودُهُ

وَقَد طارَ فيها بِالتَفَرُّقِ طائِرُ

تَحَمَّلَ قَتلاها وَساقَ دِياتِها

حَمولٌ لِما جَرَّت عَلَيهِ الجَرائِرُ

وَدى ماءَةً لَولاهُ جَرَّت دِمائُهُم

مَوارِدَ مَوتٍ مالَهُنَّ مَصادِرُ

وَمِنّا الَّذي ضافَ الإِمامَ وَجَيشِهِ

وَلا جودَ إِلّا أَن تَضيفَ العَساكِرُ

وَجَدّي الَّذي اِنتاشَ الدِيارَ وَأَهلَها

وَلِلدَهرِ نابٌ فيهِمُ وَأَظافِرُ

ثَلاثَةُ أَعوامٍ يُكابِدُ مَحلَها

أَشَمُّ طَويلُ الساعِدَينِ عُراعِرُ

فَآبوا بِجَدواهُ وَآبَ بِشُكرِهِم

وَما مِنهُمُ في صَفقَةِ المَجدِ خاسِرُ

وَكَيفَ يُنالُ المَجدُ وَالجِسمُ وادِعٌ

وَكَيفَ يُحازُ الحَمدُ وَالوَفرُ وافِرُ

أَساداءَ ثَغرٍ كانَ أَعيا دَوائُهُ

وَفي قَلبِ مَلكِ الرومِ داءٌ مُخامِرُ

بَنى ثَغرَها الباقي عَلى الدَهرِ ذِكرُهُ

نَتائِجُ فيها السابِقاتُ الضَوامِرُ

وَسَوفَ عَلى رَغمِ العَدُوِّ يُعيدُها

مُعَوَّدُ رَدِّ الثَغرِ وَالثَغرُ دائِرُ

وَلَمّا أَلَمَّت بِالدِيارَينِ أَزمَةٌ

جَلاها وَنابَ المَوتِ بِالمَوتِ كاشِرُ

كَفَت غَدَواتِ الغَيثِ دِرّاتُ كَفِّهِ

فَأَمرَعَ بادٍ وَاِجتَنى العَيشَ حاضِرُ

أَناخوا بِوَهّابِ النَفائيسِ ماجِدٍ

يُقاسِمُهُم أَموالَهُ وَيُشاطِرُ

وَعَمّي الَّذي أَردى الوَزيرَ وَفاتِكاً

وَما الفارِسُ الفَتّاكُ إِلّا المُجاهِرُ

أَذاقَهُما كَأسَ الحِمامِ مُشَيَّعٌ

مُثَوِرُ غاراتِ الزَمانِ مُساوِرُ

يُطيعُهُمُ ما أَصبَحَ العَدلُ فيهِمُ

وَلا طاعَةٌ لِلمَرءِ وَالمَرءُ جائِرُ

لَنا في خِلافِ الناسِ عُثمانَ أُسوَةٌ

وَقَد جَرَّتِ البَلوى عَلَيهِ الجَرائِرُ

وَسارَ إِلى دارِ الخِلافَةِ عَنوَةً

فَحَرَّقَها وَالجَيشُ بِالدارِ دائِرُ

أَذَلَّ تَميماً بَعدَ عِزٍّ وَطالَما

أُذِلَّ بِنا الباغي وَعَزَّ المُجاوِرُ

وَصَدَّقَ في بَكرٍ مَواعيدَ ضَيفِهِ

وَثَوَّرَ بِاِبنِ الغَمرِ وَالنَقعُ ثائِرُ

وَأَقبَلَ بِالشاري يُقادُ أَمامَهُ

وَلِلقَيدِ في كِلتا يَدَيهِ ضَفائِرُ

وَشَنَّ عَلى ذي الخالِ خَيلاً تَناهَبَت

سَماوَةُ كَلبٍ بَينَها وَعُراعِرُ

أَضَقنَ عَلَيهِ البيدَ وَهيَ فَضافِضٌ

وَأَضلَلنَهُ عَن سُبلِهِ وَهوَ خابِرُ

أَماطَ عَنِ الأَعرابِ ذُلُّ إِتاوَةٍ

تَساوى البَوادي عِندَها وَالحَواضِرُ

وَأَجلَت لَهُ عَن فَتحِ مِصرَ سَحائِبٌ

مِنَ الطَعنِ سُقياها المَنايا الحَواضِرُ

تَخالَطَ فيها الجَحفَلانِ كِلاهُما

فَغِبنَ القَنا عَنّا وَنُبنَ البَواتِرُ

وَقادَ إِلى أَرضِ السَبَكرِيِّ جَحفَلاً

يُسافِرُ فيهِ الطَرفُ حينَ يُسافِرُ

تَناسى بِهِ القَتّالُ في القَدِّ قَتلَهُ

وَدارَت بِرَبِّ الجَيشِ فيهِ الدَوائِرُ

وَعَمّي الَّذي سُلَّت بِنَجدٍ سُيوفُهُ

فَرَوَّعَ بِالغَورَينِ مَن هُوَ غائيرُ

تَناصَرَتِ الأَحياءُ مِن كُلِّ وِجهَةٍ

وَلَيسَ لَهُ إِلّا مِنَ اللَهِ ناصِرُ

فَلَم وِبقِ غَمراً طَعنُهُ الغَمرُ فيهِمُ

وَلَم يُبقِ وِتراً ضَربُهُ المُتَواتِرُ

وَساقَ إِلى اِبنِ الدَيدَواذِ كَتيبَةً

لَها لَجَبٌ مِن دونِها وَزَماجِرُ

جَلاها وَقَد ضاقَ الخِناقُ بِضَربَةٍ

لَها مِن يَدَيهِ في المُلوكِ نَظائِرُ

بِحَيثُ الحُسامُ الهِندُوانِيُّ خاطِبٌ

بَليغٌ وَهاماتُ المُلوكِ مَنابِرُ

وَعَمّي الَّذي سَمَّتهُ قَيسٌ مُزَرنَفاً

وَقَد شَجَرَت فيهِ الرِماحُ الشَواجِرُ

وَرَدَّ اِبنَ مَزروعٍ يَنوءُ بِصَدرِهِ

وَفي صَدرِهِ مالاتَنالُ المَسابِرُ

وَعَمّي الَّذي أَفنى الشُراةَ بِوَقعَةٍ

شَهيدانِ فيها الرائِبانِ وَجازِرُ

أَصَبنَ وَراءَ السِنِّ صالِحَ وَاِبنَهُ

وَمِنهُنَّ نَوءٌ بِالبَوازيجِ ماطِرُ

كَفاهُ أَخي وَالخَيلُ فَوضى كَأَنَّها

وَقَد غَصَّتِ الحَربُ النِعامُ النَوافِرُ

غَداةَ وَأَحزابُ الشُراةِ بِمَنزِلٍ

يُعاشِرُ فيهِ المَرءُ مَن لايُعاشِرُ

وَعَمّي الَّذي ذَلَّت حَبيبٌ لِسَيفِهِ

وَكانَت وَمَرعاها مِنَ العِزِّ ناضِرُ

وَعَمّي الحَرونُ عِندَ كُلِّ كَتيبَةٍ

تَخِفُّ جِبالٌ وَهوَ لِلمَوتِ صابِرُ

أولَئِكَ أَعمامي وَوالِدِيَ الَّذي

حَمى جَنَباتِ المُلكِ وَالمُلكُ شاغِرُ

بِحَيثُ نِساءُ الغادِرينَ طَوالِقٌ

وَحَيثُ إِماءُ الناكِثينَ حَرائِرُ

لَهُ بِسُلَيمٍ وَقعَةٌ جاهِلِيَّةٌ

تُقِرُّ بِها فَيدٌ وَتَشهَدُ حاجِرُ

وَأَذكَت مَذاكيهِ بِسَرحٍ وَأَرضِها

مِنَ الضَربِ ناراً جَمرُها مُتَطايِرُ

شَفَت مِن عُقَيلٍ أَنفُساً شَفَّها السُرى

فَهَوَّمَ عَجلانٌ وَنَوَّمَ ساهِرُ

وَأَوَّلُ مَن شَدَّ المَجيدُ بِعَينِهِ

وَأَوَّلُ مَن قَدَّ الكَمِيُّ المُظاهِرُ

غَزا الرومَ لَم يَقصِد جَوانِبَ غِرَّةٍ

وَلا سَبَقَتهُ بِالمُرادِ النَذائِرُ

فَلَم تَرَ إِلّا فالِقاً هامَ فَيلَقٍ

وَبَحراً لَهُ تَحتَ العَجاجَةِ ماخِرُ

وَمُستَردَفاتٍ مِن نِساءٍ وَصِبيَةٍ

تَثَنّى عَلى أَكتافِهِنَّ الضَفائِرُ

بُنَيّاتُ أَملاكٍ أُتينَ فُجاءَةً

قُهِرنَ وَفي أَعناقِهِنَّ الجَواهِرُ

فَإِن تَمضِ أَشياخي فَلَم يَمضِ مَجدَها

وَلا دَثَرَت تِلكَ العُلى وَالمَآثِرُ

نَشيدُ كَما شادوا وَنَبني كَما بَنَوا

لَنا شَرَفٌ ماضٍ وَآخَرُ حاضِرُ

فَفينا لِدينِ اللَهِ عِزٌّ وَمَنعَةٌ

وَفينا لِدينِ اللَهِ سَيفٌ وَناصِرُ

هُما وَأَميرُ المُؤمِنينَ مُشَرَّدٌ

أَجاراهُ لَمّا لَم يَجِد مَن يُجاوِرُ

وَرَدّاهُ حَتّى مَلَّكاهُ سَريرَهُ

بِعِشرينَ أَلفاً بَينَها المَوتُ سافِرُ

وَساسا أُمورَ المُسلِمينَ سِياسَةً

لَها اللَهُ وَالإِسلامُ وَالدينُ شاكِرُ

وَلَمّا طَغى عِلجُ العِراقِ اِبنُ رائِقٍ

شَفى مِنهُ لاطاغٍ وَلا مُتَكاثِرُ

إِذِ العَرَبُ العَرباءُ تَبني عِمادَهُ

وَمِنّا لَهُ طاوٍ عَلى الثَأرِ ذاكِرُ

أَذاقَ العَلاءَ التَغلِبِيَّ وَرَهطَهُ

عَواقِبَ ماجَرَّت عَلَيهِ الجَرائِرُ

وَأَوطَأَ حِصنَي وَرتَنيسَ خُيولُهُ

وَقَبلَهُما لَم يَقرَعِ النَجمَ حافِرُ

فَآبَ بِأَسراها تُغَنّي كُبولَها

وَتِلكَ غَوانٍ مالَهُنَّ مَزاهِرُ

وَأَطلَقَها فَوضى عَلى مَرجِ قِلِّزٍ

حَوادِرَ في أَشباحِهِنَّ المَحاذِرُ

وَصَبَّ عَلى الأَتراكِ نِقمَةَ مُنعِمٍ

رَماهُ بِكُفرانِ الصَنيعَةِ غادِرُ

وَإِنَّ مَعاليهِ لَكُثرٌ غَوالِبٌ

وَإِنَّ أَياديهِ لَغُرٌّ غَرائِرُ

وَلَكِنَّ قَولي لَيسَ يَفضُلُ عَنفَتىً

عَلى كُلِّ قَولٍ مِن مَعاليهِ خاطِرُ

أَلا قُل لِسَيفِ الدَولَةِ القَرمِ إِنَّني

عَلى كُلِّ شَيءٍ غَيرِ وَصفِكَ قادِرُ

فَلا تُلزَمَنّي خِطَّةً لا أُطيقُها

فَمَجدُكَ غَلّابٌ وَفَضلُكَ باهِرُ

وَلَو لَم يَكُن فَخري وَفَخرُكَ واحِداً

لَما سارَ عَنّي بِالمَدائِحِ سائِرُ

وَلَكِنَّني لا أُغفِلُ القَولَ عَن فَتىً

أُساهِمُ في عَليائِهِ وَأُشاطِرُ

وَعَن ذِكرِ أَيّامٍ مَضَت وَمَواقِفٍ

مَكانِيَ مِنها بَيِّنُ الفَضلِ ظاهِرُ

مَساعٍ يَضِلُّ القَولُ فيهِنَّ جَهدُهُ

وَتُهلِكُ في أَوصافِهِنَّ الخَواطِرُ

بَناهُنَّ باني الثَغرِ وَالثَغرُ دارِسٌ

وَعامِرُ دينِ اللَهِ وَالدينُ داثِرُ

وَنازَلَ مِنهُ الدَيلَمِيَّ بِأَرزَنٍ

لَجوجٌ إِذا ناوى مَطولٌ مُصابِرُ

وَذَلَّت لَهُ بِالسَيفِ بَعدَ إِبائِها

مُلوكُ بَني الجَحّافِ تِلكَ المَساعِرُ

وَشَقَّ إِلى نَفسِ الدُمُستُقِ جَيشُهُ

بِأَرضِ سُلامٍ وَالقَنا مُتَشاجِرُ

سَقى أَسَناساً مِثلَهُ مِن دِمائِهِم

عَشِيَّةَ غَصَّت بِالقُلوبِ الحَناجِرُ

وَباتَ يُديرُ الرَأيَ مِن كُلِّ وِجهَةٍ

وَذو الحَزمِ ناهيهِ وَذو العَزمِ آمِرُ

وَأَورَدَها أَعلى قَلونِيَّةَ اِمرُؤٌ

بَعيدُ مُغارِ الجَيشِ أَلوى مُخاطِرُ

وَساقَ نُمَيراً أَعنَفَ السَوقِ بِالقَنا

فَلَم يُمسِ شامِيٌّ وَلَم يُضحِ حادِرُ

وَناهَضَ أَهلَ الشامِ مِنهُ مُشَيَّعٌ

يُسايِرُهُ الإِقبالُ فيمَن يُسايِرُ

لَهُ وَعَلَيهِ وَقعَةٌ بَعدَ وَقعَةٍ

وَلودٌ بِأَطرافِ الأَسِنَّةِ عاقِرُ

فَلا هُوَ فيما سَرَّهُ مُتَطاوِلٌ

وَلا هُوَ فيما سائَهُ مُتَقاصِرُ

فَلَمّا رَأى الإِخشيدُ ماقَد أَظَلَّهُ

تَلافاهُ يَثني غَربَهُ وَيُكاشِرُ

رَأى الصِهرَ وَالرُسلَ الَّذي هُوَ عاقِدٌ

يُنالُ بِهِ ما لاتَنالُ العَساكِرُ

وَأَوقَعَ في جُلباطَ بِالرومِ وَقعَةً

بِها العَمقُ وَاللُكّامُ وَالبُرجُ فاخِرُ

وَأَوطَأَها بَطنَ اللُقانِ وَظَهرَهُ

يَطَأنَ بِهِ القَتلى خِفافٌ خَوادِرُ

أَخَذنَ بِأَنفاسِ الدُمُستُقِ وَاِبنِهِ

وَعَبَّرنَ بِالتيجانِ مَن هُوَ عابِرُ

وَجُبنَ بِلادَ الرومِ سِتّينَ لَيلَةً

تُغاوِرُ مَلكَ الرومِ فيمَن تُغاوِرُ

تَخِرَّ لَنا تِلكَ المَعاقِلُ سُجَّداً

وَتَرمي لَنا بِالأَهلِ تِلكَ المَطامِرُ

وَما زالَ مِنّا جارَ شَرشَنَةَ اِمرُؤٌ

يُراوِحُها في غارَةٍ وَيُباكِرُ

وَلَمّا وَرَدنا الدَربَ وَالرومُ فَوقَهُ

وَقَدَّرَ قُسطَنطينُ أَن لَيسَ صادِرُ

ضَرَبنا بِها عُرضَ الفُراتِ كَأَنَّما

تَسيرُ بِنا تَحتَ السُروجِ جَزائِرُ

إِلى أَن وَرَدنا أَرقَنينَ نَسوقُها

وَقَد نَكَلَت أَعقابُها وَالمَحاضِرُ

وَمالَ بِها ذاتَ اليَمينِ لِمَرعَشٍ

مَجاهيدُ يَتلو الصابِرَ المُتَصابِرُ

فَلَمّا رَأَت جَيشَ الدُمُستُقِ راجَعَت

عَزائِمَها وَاِستَنهَضَتها البَصائِرُ

وَما زِلنَ يَحمِلنَ النُفوسَ عَلى الوَجى

إِلى أَن خُضِبنَ بِالدِماءِ الأَشاعِرُ

وَأُبنَ بِقُسطَنطينَ وَهوَ مُكَبَّلٌ

تَحُفُّ بَطاريقٌ بِهِ وَزَراوِرُ

وَوَلّى عَلى الرَسمِ الدُمُستُقُ هارِباً

وَفي وَجهِهِ عُذرٌ مِنَ السَيفِ عاذِرُ

فَدى نَفسَهُ بِاِبنٍ عَلَيهِ كَنَفسِهِ

وَلِلشِدَّةِ الصَمّاءِ تُقنى الذَخائِرُ

وَقَد يُقطَعُ العُضوُ النَفيسُ لِغَيرِهِ

وَتُدفَعُ بِالأَمرِ الكَبيرِ الكَبائِرُ

وَحَسبي بِها يَومَ الأَحَيدِبِ وَقعَةً

عَلى مِثلِها في العِزِّ تُثنى الخَناصِرُ

عَدَلنا بِها في قِسمَةِ المَوتِ بَينَهُم

وَلِلسَيفِ حُكمٌ في الكَتيبَةِ جائِرُ

إِذِ الشَيخُ لا يَلوي وَنَقفورُ مُجحِرٌ

وَفي القَيدِ أَلفٌ كَاللُيوثِ قَساوِرُ

وَلَم يَبقَ إِلّا صِهرُهُ وَاِبنُ بِنتِهِ

وَثَوَّرَ بِالباقينَ مَن هُوَ ثائِرُ

وَأَجلى إِلى الجَولانِ كَلباً وَطَيِّئً

وَأَقفَرَ عَجبٌ مِنهُمُ وَأَشاعِرُ

وَباتَت نِزارٌ يُقسِمُ الشامَ بَينَها

كَريمُ المُحَيّا لَوذَعِيُّ مُغاوِرُ

عَلاءَةُ كَلبٍ لِلضَبابِ عَلاءَةٌ

وَحاضِرُ طَيءٍ لِلجَعافِرِ حاضِرُ

وَأَنقَذَ مِن مَسِّ الحَديدِ وَثِقلِهِ

أَبا وائِلٍ وَالدَهرُ أَجدَعُ صاغِرُ

وَآبَ وَرَأسُ القَرمَطِيُّ أَمامَهُ

لَهُ جَسَدٌ مِن أَكعُبِ الرِمحِ ضامِرُ

وَقَد يَكبُرُ الخَطبُ اليَسيرُ وَتَجتَني

أَكابِرُ قَومٍ ماجَناهُ الأَصاغِرُ

كَما أَهلَكَت كَلباً غُواةُ جُناتِها

وَعَمَّ كِلاباً ما جَنَتهُ الجَعافِرُ

شَرَينا وَبِعنا بِالسُيوفِ نُفوسَهُم

وَنَحنُ أُناسٌ بِالسُيوفِ نُتاجِرُ

وَصُنّا نِساءً نَحنَ أَولى بِصَونِها

رَجَعنَ وَلَم تُكشَف لَهُنَّ سَتائِرُ

يُنادينَهُ وَالعيسُ تُزجى كَأَنَّها

عَلى شُرُفاتِ الرومِ نَخلٌ مُواقِرُ

أَلا إِنَّ مَن أَبقَيتَ ياخَيرَ مُنعِمٍ

عَبيدُكَ ماناحَ الحَمامُ السَواجِرُ

فَنَرجوكَ إِحساناً وَنَخشاكَ صَولَةً

لِأَنَّكَ جَبّارٌ وَأَنَّكَ جابِرُ

وَجَشَّمَها بَطنَ السَماوَةِ قائِظاً

وَقَد أوقِدَت نارَ السُمومِ الهَواجِرُ

فَيَطرُدُ كَعباً حَيثُ لاماءَ يُرتَجى

لِتَعلَمَ كَعبٌ أَيُّ قَرمٍ تُصابِرُ

وَيَطلُبُ كَعباً حَيثُ لا الإِثرُ يُقتَفى

لِتَعلَمَ كَعبٌ أَيَّ عودٍ تُكاسِرُ

فَجَعنا بِنِصفِ الجَيشِ جَونَةَ كُلَّها

وَأَرهَقَ جَرّاحٌ وَوَلّى مُغاوِرُ

أَبو الفَيضِ مارى الناسَ حَولاً مُجَرَّماً

وَكانَ لَهُ جَدٌّ مِنَ القَومِ مائِرُ

فَإِنّا وَإِيّاكُم ذُراها وَهامُها

إِذِ الناسُ أَعناقٌ لَها وَكَراكِرُ

فَإِنّا وَإِيّاكُم ذُراها وَهامُها

إِذِ الناسُ أَعناقٌ لَها وَكَراكِرُ

تَرى أَيَّنا لاقَيتَهُ مِن بَني أَبي

لَهُ حالِبٌ لايَستَفيقُ وَجازِرُ

وَكانَ أَخي إِن رامَ أَمراً بِنَفسِهِ

فَلا الخَوفُ مَوجودٌ وَلا العَجزُ حاضِرُ

وَكانَ أَخي إِن يَسعَ ساعٍ بِمَجدِهِ

فَلا المَوتُ مَحذورٌ وَلا السُمُّ ضائِرُ

فَإِن جَدَّ أَو لَفَّ الأُمورَ بِعَزمِهِ

فَقُل هُوَ مَوتورُ الحَشى وَهوَ واتِرُ

أَزالَ العِدى عَن أَردَبيلَ بِوَقعَةٍ

صَريعانِ فيها عاذِلٌ وَمُساوِرُ

وَجازَ أَراضي أَذرَبَيجانَ بِالقَنا

لِوادٍ إِلَيهِ المَرزُبانَ مُسافِرُ

وَناهَضَ مِنهُ الرَقَّتَينِ مُشَيَّعٌ

بَعيدُ المَدى عَبلُ الذِراعَينِ قاهِرُ

فَلَمّا اِستَقَرَّت بِالجَزيرَةِ خَيلُهُ

تَضَعضَعَ بادٍ بِالشَآمِ وَحاضِرُ

مَمالِكُها لِلبيضِ بيضِ سُيوفِنا

سَبايا وَهُنَّ لِلمُلوكِ مَهابِرُ

وَحَلَّ بِبالِيّا عُرى الجَيشِ كُلَّهُ

وَحُكَّمَ حَرّانَ وَمولاهُ داغِرُ

لَهُ يَومَ عَدلٍ مَوقِفٌ بَل مَواقِفٌ

رَدَدنا إِلَينا العِزَّ وَالعِزُّ نافِرُ

غَداةَ يُصَبُّ الجَيشَ مِن كُلِّ جانِبٍ

بَصيرٌ بِضَربِ الخَيلِ وَالجَيشِ ماهِرُ

بِكُلِّ حُسامٍ بَينَ حَدَّيهِ شُعلَةٌ

بِكَفِّ غُلامٍ حَشوُ دِرعَيهِ خادِرُ

عَلى كُلِّ طَيّارِ الضُلوعِ كَأَنَّهُ

إِذا اِنقَضَّ مِن عَلياءَ فَتخاءُ كاسِرُ

إِذا ذُكِرَت يَوماً غَطاريفُ وائِلٍ

فَنَحنُ أَعاليها وَنَحنُ الجَماهِرُ

وَمِنّا الفَتى يَحيى وَمِنّا اِبنُ عَمِّهِ

هُما ماهُما لِلعِزِّ سَمعٌ وَناظِرُ

لَهُ بِالهُمامِ اِبنِ المُعَمَّرِ فَتكَةٌ

وَفي السَيفُ فيها وَالرِماحُ غَوادِرُ

وَمِنّا أَبو اليَقظانِ مُنتاشَ خالِدٍ

وَمِنّا أَخوهُ الأُفعُوانُ المُساوِرُ

شَفى النَفسَ يَومَ الخالِدِيَّةِ بَعدَما

حَلَلنَ بِإِحدى جانِبَيهِ البَواتِرُ

وَمِنّا اِبنُ قَنّاصِ الفَوارِسِ أَحمَدٌ

غُلامٌ كَمِثلِ السَيفِ أَبلَجُ زاهِرُ

فَتىً حازَ أَسبابَ المَكارِمِ كُلَّها

وَما شَعِرَت مِنهُ الخُدودُ النَواضِرُ

وَمِنّا أَبو عَدنانَ سَيِّدُ قَومِهِ

وَمِنّا قَريعا العِزِّ جَبرٌ وَجابِرُ

فَهَذا الَّذي التاجَ المُعَصَّبَ قاتِلٌ

وَهَذا الَّذي البَيتَ المُمَنَّعَ آسِرُ

وَمِنّا الأَغَرَّ اِبنُ الأَغَرَّ مُهَلهَلٌ

خَليلِيَ إِن ذُمَّ الخَليلُ المُعاشِرُ

فَإِن أَدعُ في اللَأواءِ فَهوَ مُحارِبٌ

وَإِن أَسعَ لِلعَلياءِ فَهوَ مُظاهِرُ

وَلَمّا أَظَلَّ الخَوفُ دارَ رَبيعَةٍ

وَلَم يَبقَ إِلّا ماحَوَتهُ الحَفائِرُ

شَفى دائَها يَومَ الشُراةِ بِوَقعَةٍ

جُدودُ بَني شَيبانَ فيها العَواثِرُ

وَمِنّا عَلَيَّ فارِسُ الخَيلِ صِنوُهُ

عَلَيَّ اِبنُ نَصرٍ خَيرُ مَن زارَ زائِرُ

وَمِنّا الحُسَينُ القَرمُ مُشبِهُ جَدِّهِ

حَمى نَفسَهُ وَالجَيشُ لِلجَيشِ غامِرُ

لَنا في بَني عَمّي وَأَحياءِ إِخوَتي

عُلىً حَيثُ سارَ النَيِّرانِ سَوائِرُ

إِنَّهُمُ الساداتُ وَالغُرَرُ الَّتي

أَطولُ عَلى خَصمي بِها وَأُكاثِرُ

وَلَولا اِجتِنابي العَتبَ مِن غَيرِ مُنصِفٍ

لَما عَزَّني قَولٌ وَلا خانَ خاطِرُ

وَلا أَنا فيما قَد تَقَدَّمَ طالِبٌ

جَزاءَ وَلا فيما تَأَخَّرَ وازِرُ

يُسَرُّ صَديقي أَنَّ أَكثَرَ واصِفي

عَدُوّي وَإِن ساءَتهُ تِلكَ المَفاخِرُ

نَطَقتُ بِفَضلي وَاِمتَدَحتُ عَشيرَتي

وَما أَنا مَدّاحٌ وَلا أَنا شاعِرُ

وَهَل تَجحَدُ الشَمسُ المُنيرَةُ ضَوءُها

وَيُستَرُ نورُ البَدرِ وَالبَدرُ زاهِرُ

عطر الزنبق
12-04-2019, 10:09 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/8f0a2ff3.png


مُستَجيرُ الهَوى بِغَيرِ مُجيرِ

وَمُضامُ الهَوى بِغَيرِ نَصيرِ

ما لِمَن وَكَّلُ الهَوى مُقلَتَيهِ

بِاِنسِكابٍ وَقَلبَهُ بِزَفيرِ

فَهوَ مابَينَ عُمرِ لَيلٍ طَويلٍ

يَتَلَظّى وَعُمرِ يَومٍ قَصيرِ

لا أَقولُ المَسيرُ أَرَّقَ عَيني

قَد تَناهى البَلاءُ قَبلَ المَسيرِ

ياكَثيباً مِن تَحتِ غُصنٍ رَطيبٍ

يَتَثَنّى مِن تَحتِ بَدرٍ مُنيرِ

شَدَّ ماغَيَّرَتكَ بَعدي اللَيالي

يا قَليلَ الوَفا قَليلَ النَظيرِ

لَكَ وَصفي وَفيكَ شِعري وَلا أَع

رِفُ وَصفَ المَوّارَةِ العَيسَجورِ

وَلِقَلبي مِن حُسنِ وَجهِكَ شُغلٌ

عَن هَوى قاصِراتِ تِلكَ القُصورِ

قَد مَنَحتُ الرُقادَ عَينَ خَلِيٍّ

باتَ خِلواً مِمّا يُجِنُّ ضَميري

لابَلا اللَهُ مَن أُحِبُّ بِحُبٍّ

وَشَفى كُلَّ عاشِقٍ مَهجورِ

إِنَّ لي مُذ نَأَيتَ جِسمَ مَريضٍ

وَبَكا ثاكِلٍ وَذُلَّ أَسيرِ

يا أَخي يا أَبا زُهَيرٍ أَلي عِن

دَكَ عَونٌ عَلى الغَزالِ الغَريرِ

لَم تَزَل مُشتَكايَ في كُلِّ أَمرٍ

وَمُعيني وَعُدَّتي وَنَصيري

وَرَدَت مِنكَ يا اِبنَ عَمّي هَدايا

تَتَهادى في سُندُسٍ وَحَريرِ

بِقَوافٍ أَلَذُّ مِن بارِدِ الما

ءِ وَلَفظٍ كَاللُؤلُؤِ المَنثورِ

مُحكَمٌ قَصَّرَ الفَرَزدَقُ وَالأَخ

طَلُ عَنهُ وَفاقَ شِعرَ جَريرِ

أَنتَ لَيثُ الوَغى وَحَتفُ الأَعادي

وَغِياثُ المَلهوفِ وَالمُستَجيرِ

طُلتَ في الضَربِ لِلطُلا عَن شَبيهٍ

وَتَعالَيتَ في العُلا عَن نَظيرِ

كُنتَ جَرَّبتَني وَأَنتَ كَثيرُ ال

كَيسِ طَبٌّ بِكُلِّ أَمرٍ كَبيرِ

وَإِذا كُنتَ يا اِبنَ عَمّي قَنوعاً

بِجَوابي قَنِعتَ بِالمَيسورِ

هاجَ شَوقي إِلَيكَ حينَ أَتَتني

هاجَ شَوقُ المُتَيَّمِ المَهجورِ

عطر الزنبق
12-04-2019, 10:10 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/8f0a2ff3.png




وَما نِعمَةٌ مَشكورَةٌ قَد صَنَعتُها

إِلى غَيرِ ذي شُكرٍ بِمانِعَتي أُخرى

سَآتي جَميلاً ما حَيِيتُ فَإِنَّني

إِذا لَم أُفِد شُكراً أَفَدتُ بِهِ أَجرا

عطر الزنبق
12-04-2019, 10:11 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/8f0a2ff3.png




الآنَ حينَ عَرَفتُ رُش

دي وَاِغتَدَيتُ عَلى حَذَر

وَنَهَيتُ نَفسي فَاِنتَهَت

وَزَجَرتُ قَلبي فَاِنزَجَر

وَلَقَد أَقامَ عَلى الضَلا

لَةِ ثُمَّ أَذعَنَ وَاِستَمَر

هَيهاتَ لَستُ أَبا فِرا

سٍ إِن وَفَيتُ لِمَن غَدَر

عطر الزنبق
12-04-2019, 10:12 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/8f0a2ff3.png


وُقوفُكَ في الدِيارِ عَلَيكَ عارُ

وَقَد رُدَّ الشَبابُ المُستَعارُ

أَبَعدَ الأَربَعينَ مُجَرَّماتٌ

تَمادٍ في الصَبابَةِ وَاِغتِرارُ

نَزَعتُ عَنِ الصِبا إِلّا بَقايا

يُحَفِّدُها عَلى الشَيبِ العُقارُ

وَقالَ الغانِياتُ سَلا غُلاماً

فَكَيفَ بِهِ وَقَد شابَ العِذارُ

وَما أَنسى الزِيارَةَ مِنكِ وَهناً

وَمَوعِدُنا مَعانٌ وَالحِيارُ

وَطالَ اللَيلُ بي وَلَرُبَّ دَهرٍ

نَعِمتُ بِهِ لَياليهِ قِصارُ

عَشِقتُ بِها عَوارِيَّ اللَيالي

أَحَقَّ الخَيلَ بِالرَكضِ المِعارُ

وَنَدماني السَريعُ إِلى لِقائي

عَلى عَجَلٍ وَأَقداحي الكِبارُ

وَكَم مِن لَيلَةٍ لَم أُروَ مِنها

حَنَنتُ لَها وَأَرَّقَني اِدِّكارُ

قَضاني الدَينَ ماطِلُهُ وَوافى

إِلَيَّ بِها الفُؤادُ المُستَطارُ

فَبِتُّ أُعَلُّ خَمراً مِن رُضابٍ

لَها سُكرٌ وَلَيسَ لَها خُمارُ

إِلى أَن رَقَّ ثَوبُ اللَيلِ عَنّا

وَقالَت قُم فَقَد بَرَدَ السُوارُ

وَوَلَّت تَسرُقُ اللَحَظاتِ نَحوي

عَلى فَرَقٍ كَما اِلتَفَتَ الصُوارُ

دَنا ذاكَ الصَباحُ فَلَستُ أَدري

أَشَوقٌ كانَ مِنهُ أَم ضِرارُ

وَقَد عادَيتُ ضَوءَ الصُبحِ حَتّى

لِطَرفي عَن مَطالِعِهِ اِزوِرارُ

وَمُضطَغِنٍ يُراوِدُ فِيَّ عَيباً

سَيَلقاهُ إِذا سُكِنَت وَبارُ

وَأَحسِبُ أَنَّهُ سَيَجُرُّ حَرباً

عَلى قَومٍ ذُنوبُهُمُ صِغارُ

كَما خَزِيَت بِراعيها نُمَيرٌ

وَجَرَّ عَلى بَني أَسَدٍ يَسارُ

وَكَم يَومٍ وَصَلتُ بِفَجرِ لَيلٍ

كَأَنَّ الرَكبَ تَحتَهُما صِدارُ

إِذا اِنحَسَرَ الظَلامُ اِمتَدَّ آلٌ

كَأَنّا دُرَّهُ وَهوَ البِحارُ

يَموجُ عَلى النَواظِرِ فَهوَ ماءٌ

وَيَلفَحُ بِالهَواجِرِ فَهوَ نارُ

إِذا ما العِزُّ أَصبَحَ في مَكانٍ

سَمَوتُ لَهُ وَإِن بَعُدَ المَزارُ

مُقامي حَيثُ لا أَهوى قَليلٌ

وَنَومي عِندَ مَن أَقلي غِرارُ

أَبَت لي هِمَّتي وَغِرارُ سَيفي

وَعَزمي وَالمَطِيَّةُ وَالقِفارُ

وَنَفسٌ لاتُجاوِرُها الدَنايا

وَعِرضٌ لايَرِفُّ عَلَيهِ عارُ

وَقَومٌ مِثلُ مَن صَحِبوا كِرامٌ

وَخَيلٌ مِثلُ مَن حَمَلَت خِيارُ

وَكَم بَلَدٍ شَتَتناهُنَّ فيهِ

ضُحىً وَعَلا مَنابِرَهُ الغُبارُ

وَخَيلٍ خَفَّ جانِبُها فَلَمّا

ذُكِرنا بَينَها نُسِيَ الفِرارُ

وَكَم مَلِكٍ نَزَعنا المُلكَ عَنهُ

وَجَبّارٍ بِها دَمُهُ جُبارُ

وَكُنَّ إِذا أَغَرنَ عَلى دِيارٍ

رَجَعنَ وَمِن طَرائِدِها الدِيارُ

فَقَد أَصبَحنَ وَالدُنيا جَميعاً

لَنا دارٌ وَمَن تَحويهِ جارُ

إِذا أَمسَت نِزارُ لَنا عَبيداً

فَإِنَ الناسَ كُلُّهُمُ نِزارُ

عطر الزنبق
12-04-2019, 10:22 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/8f0a2ff3.png


كَيفَ السَبيلُ إِلى طَيفٍ يُزاوِرُهُ

وَالنَومُ في جُملَةِ الأَحبابِ هاجِرُهُ

الحُبُّ آمِرُهُ وَالصَونُ زاجِرُهُ

وَالصَبرُ أَوَّلُ ماتَأتي أَواخِرُهُ

أَنا الَّذي إِن صَبا أَو شَفَّهُ غَزَلٌ

فَلِلعَفافِ وَلِلتَقوى مَآزِرُهُ

وَأَشرَفُ الناسِ أَهلُ الحُبِّ مَنزِلَةٍ

وَأَشرَفُ الحُبِّ ماعَفَّت سَرائِرُهُ

ما بالُ لَيلِيَ لا تَسري كَواكِبُهُ

وَطَيفُ عَزَّةَ لا يَعتادُ زائِرُهُ

مَن لا يَنامُ فَلا صَبرٌ يُؤازِرُهُ

وَلا خَيالٌ عَلى شَحطٍ يُزاوِرُهُ

ياساهِراً لَعِبَت أَيدي الفِراقِ بِهِ

فَالصَبرُ خاذِلُهُ وَالدَمعُ ناصِرُهُ

إِنَّ الحَبيبَ الَّذي هامَ الفُؤادُ بِهِ

يَنامُ عَن طولِ لَيلٍ أَنتَ ساهِرُهُ

ما أَنسَ لا أَنسَ يَومَ البَينِ مَوقِفَنا

وَالشَوقُ يَنهى البُكى عَنّي وَيَأمُرُهُ

وَقَولَها وَدُموعُ العَينِ واكِفَةٌ

هَذا الفِراقُ الَّذي كُنّا نُحاذِرُهُ

هَل أَنتِ يارِفقَةَ العُشّاقِ مُخبِرَتي

عَنِ الخَليطِ الَّذي زُمَّت أَباعِرُهُ

وَهَل رَأَيتِ أَمامَ الحَيِّ جارِيَةً

كَالجُؤذَرِ الفَردِ تَقفوهُ جَآذِرُهُ

وَأَنتَ يا راكِباً يُزجي مَطِيَّتُهُ

يَستَطرِقُ الحَيَّ لَيلاً أَو يُباكِرُهُ

إِذا وَصَلتَ فَعَرِّض بي وَقُل لَهُمُ

هَل واعِدُ الوَعدِ يَومَ البَينِ ذاكِرُهُ

ما أَعجَبَ الحُبَّ يُمسي طَوعَ جارِيَةٍ

في الحَيِّ مَن عَجَزَت عَنهُ مَساعِرُهُ

وَيَتَّقي الحَيَّ مِن جاءٍ وَغادِيَةٍ

كَيفَ الوُصولُ إِذا مانامَ سامِرُهُ

يا أَيُّها العاذِلُ الراجي إِنابَتَهُ

وَالحُبُّ قَد نَشِبَت فيهِ أَظافِرُهُ

لاتُشعِلَنَّ فَما يَدري بِحُرقَتِهِ

أَأَنتَ عاذِلُهُ أَم أَنتَ عاذِرُهُ

وَراحِلٍ أَوحَشَ الدُنيا بِرِحلَتِهِ

وَإِن غَداً مَعَهُ قَلبي يُسايِرُهُ

هَل أَنتَ مُبلِغُهُ عَنّي بِأَنَّ لَهُ

وُدّاً تَمَكَّنَ في قَلبي يُجاوِرُهُ

وَأَنَّني مَن صَفَت مِنهُ سَرائِرُهُ

وَصَحَّ باطِنُهُ مِنهُ وَظاهِرُهُ

وَما أَخوكَ الَّذي يَدنو بِهِ نَسَبٌ

لَكِن أَخوكَ الَّذي تَصفو ضَمائِرُهُ

وَأَنَّني واصِلٌ مَن أَنتَ واصِلُهُ

وَأَنَّني هاجِرٌ مَن أَنتَ هاجِرُهُ

وَلَستُ واجِدَ شَيءٍ أَنتَ عادِمُهُ

وَلَستُ غائِبَ شَيءٍ أَنتَ حاضِرُهُ

وافى كِتابُكَ مَطوِيّاً عَلى نُزَهٍ

يَحارُ سامِعُهُ فيهِ وَناظِرُهُ

فَالعَينُ تَرتَعُ فيما خَطَّ كاتِبُهُ

وَالسَمعُ يَنعَمُ فيما قالَ شاعِرُهُ

فَإِن وَقَفتُ أَمامَ الحَيِّ أُنشِدُهُ

وَدَّ الخَرائِدُ لَو تُقنى جَواهِرُهُ

أَبا الحُصَينِ وَخَيرُ القَولِ أَصدَقُهُ

أَنتَ الصَديقُ الَّذي طابَت مَخابِرُهُ

لَولا اِعتِذارُ أَخِلّائي بِكَ اِنصَرَفوا

بِوَجهِ خَزيانَ لَم تُقبَل مَعاذِرُهُ

أَينَ الخَليلُ الَّذي يُرضيكَ باطِنُهُ

مَعَ الخُطوبِ كَما يُرضيكَ ظاهِرُهُ

أَمّا الكِتابُ فَإِنّي لَستُ أَقرَؤُهُ

إِلّا تَبادَرَ فَوقَ الدُرِّ ناثِرُهُ

يَجري الجُمانُ عَلى مِثلِ الجُمانِ بِهِ

وَيَنشُرُ الدُرَّ فَوقَ الدُرِّ ناثِرُهُ

أَنا الَّذي لايُصيبُ الدَهرُ عِترَتَهُ

وَلا يَبيتُ عَلى خَوفٍ مُجاوِرُهُ

يُمسي وَكُلُّ بِلادٍ حَلَّها وَطَنٌ

وَكُلُّ قَومٍ غَدا فيهِم عَشائِرُهُ

وَما تُمَدُّ لَهُ الأَطنابُ في بَلَدٍ

إِلّا تَضَعضَعَ باديهِ وَحاضِرُهُ

لِيَ التَخَيُّرُ مُشتَطّاً وَمُنتَصِفاً

وَلِلأَفاضِلِ بَعدي ما أُغادِرُهُ

وَكَيفَ تَنتَصِفُ الأَعداءُ مِن رَجُلٍ

العِزُّ أَوَّلُهُ وَالمَجدُ آخِرُهُ

زاكي الأُصولِ كَريمُ النَبعَتَينِ وَمَن

زَكَت أَوائِلُهُ طابَت أَواخِرُهُ

فَمِن سَعيدِ بنِ حَمدانٍ وِلادَتُهُ

وَمِن عَلِيِّ بنِ عَبدِ اللَهِ سائِرُهُ

القائِلُ الفاعِلُ المَأمونُ نَبوَتُهُ

وَالسَيِّدُ الأَيِّدُ المَيمونُ طائِرُهُ

بَنى لَنا العِزَّ مَرفوعاً دَعائِمُهُ

وَشَيَّدَ المَجدَ مُشتَدّاً مَرائِرُهُ

فَما فَضائِلُنا إِلّا فَضائِلُهُ

وَلا مَفاخِرُنا إِلّا مَفاخِرُهُ

لَقَد فَقَدتُ أَبي طِفلاً فَكانَ أَبي

مِنَ الرِجالِ كَريمُ العودِ ناضِرُهُ

فَهوَ اِبنُ عَمِّيَ دُنيا حينَ أَنسُبُهُ

لَكِنَّهُ لِيَ مَولىً لا أُناكِرُهُ

مازالَ لي نَجوَةً مِمّا أُحاذِرُهُ

لازالَ في نَجوَةٍ مِمّا يُحاذِرُهُ

وَإِنَّما وَقَّتِ الدُنيا مُوَقِّتَها

مِنهُ وَعُمِّرَ لِلإِسلامِ عامِرُهُ

هَذا كِتابُ مَشوقِ القَلبِ مُكتَئِبٍ

لَم يَألُ ناظِمُهُ جُهداً وَناثِرُهُ

وَقَد سَمَحتُ غَداةَ البَينِ مُبتَدِئاً

مِنَ الجَوابِ بِوَعدٍ أَنتَ ذاكِرُهُ

بَقيتَ ما غَرَّدَت وُرقُ الحَمامِ وَما اِس

تَهَلَّ مِن مونَقِ الوَسمِيِّ باكِرُهُ

حَتّى تُبَلَّغَ أَقصى ماتُؤَمِّلُهُ

مِنَ الأُمورِ وَتُكفى ماتُحاذِرُهُ

عطر الزنبق
12-04-2019, 10:22 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/8f0a2ff3.png


أَيَحلو لِمَن لا صَبرَ يُنجِدُهُ صَبرُ

إِذا ما اِنقَضى فِكرٌ أَلَمَّ بِهِ فِكرُ

أَمُمعِنَةً في العَذلِ رِفقاً بِقَلبِهِ

أَيَحمِلُ ذا قَلبٌ وَلو أَنَّهُ صَخرُ

عَذيري مِنَ اللائي يَلُمنَ عَلى اَلهَوى

أَما في الهَوى لَو ذُقنَ طَعمَ الهَوى عُذرُ

أَطَلنَ عَلَيهِ اللَومَ حَتّى تَرَكنَهُ

وَساعَتُهُ شَهرٌ وَلَيلَتُهُ دَهرُ

وَمِنكِرَةٌ ماعايَنَت مِن شُحوبِهِ

وَلا عَجَبٌ ما عايَنَتهُ وَلا نُكرُ

وَيُحمَدُ في العَضبِ البِلى وَهوَ قاطِعٌ

وَيَحسُنُ في الخَيلِ المُسَوَّمَةِ الضُمرُ

وَقائِلَةٍ ماذا دَهاكَ تَعَجُّباً

فَقُلتُ لَها ياهَذِهِ أَنتِ وَالدَهرِ

أَبِالبَينِ أَم بِالهَجرِ أَم بِكِلَيهِما

تَشارَكَ فيما ساءَني البَينُ وَالهَجرُ

يُذَكِّرُني نَجداً حَبيبٌ بِأَرضِها

أَيا صاحِبي نَجوايَ هَل يَنفَعُ الذِكرُ

تَطاوَلَتِ الكُثبانُ بَيني وَبَينَهُ

وَباعَدَ فيما بَينَنا البَلَدُ القَفرُ

مَفاوِزُ لا يُعجِزنَ صاحِبَ هِمَّةٍ

وَإِن عَجَزَت عَنها الغُرَيرِيَّةُ الصُبرُ

كَأَنَّ سَفيناً بَينَ فَيدٍ وَحاجِزٍ

يَحُفُّ بِهِ مِن آلِ قيعانِهِ بَحرُ

عَدانِيَ عَنهُ ذَودُ أَعداءِ مَنهَلٍ

كَثيرٌ إِلى وُرّادِهِ النَظَرُ الشَزرُ

وَسُمرُ أَعادٍ تَلمَعُ البيضُ بَينَهُم

وَبيضُ أَعادٍ في أَكُفِّهِمُ السُمرُ

وَقَومٌ مَتى ما أَلقَهُم رَوِيَ القَنا

وَأَرضٌ مَتى ما أَغزُها شَبِعَ النَسرُ

وَخَيلٌ يَلوحُ الخَيرُ بَينَ عُيونِها

وَنَصلٌ مَتى ماشِمتُهُ نَزَلَ النَصرُ

إِذا ما الفَتى أَذكى مُغاوَرَةَ العِدى

فَكُلُّ بِلادٍ حَلَّ ساحَتَها ثَغرُ

وَيَومٍ كَأَنَّ الأَرضَ شابَت لِهَولِهِ

قَطَعتُ بِخَيلٍ حَشوُ فُرسانِها صَبرُ

تَسيرُ عَلى مِثلِ المُلاءِ مُنَشَّراً

وَآثارُها طَرزٌ لِأَطرافِها حُمرُ

أُشَيِّعُهُ وَالدَمعُ مِن شِدَّةِ الأَسى

عَلى خَدِّهِ نَظمٌ وَفي نَحرِهِ نَثرُ

وَعُدتُ وَقَلبي في سِجافِ غَبيطَهُ

وَلي لَفَتاتٌ نَحوَ هَودَجِهِ كُثرُ

وَفيمَن حَوى ذاكَ الحَجيجُ خَريدَةٌ

لَها دونَ عَطفِ السَترِ مِن صَونِها سِترُ

وَفي الكُمِّ كَفٌّ لا يَراها عَديلُها

وَفي الخِدرِ وَجهٌ لَيسَ يَعرِفُهُ الخِدرُ

فَهَل عَرَفاتٌ عارِفاتٌ بِزَورِها

وَهَل شَعَرَت تِلكَ المَشاعِرُ وَالحِجرُ

أَما اِخضَرَّ مِن بُطنانِ مَكَّةَ ماذَوى

أَما أَعشَبَ الوادي أَما أَنبَتَ الصَخرُ

سَقى اللَهُ قَوماً حَلَّ رَحلُكَ فيهِمُ

سَحائِبَ لاقُلٌّ جَداها وَلا نَزرُ

عطر الزنبق
12-04-2019, 10:24 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/8f0a2ff3.png


بَكَيتُ فَلَمّا لَم أَرَ الدَمعَ نافِعي

رَجَعتُ إِلى صَبرٍ أَمَرَّ مِنَ الصَبرِ

وَقَدَّرتُ أَنَّ الصَبرَ بَعدَ فِراقِهِم

يُساعِدُني وَقتاً فَعُزّيتُ عَن صَبري

عطر الزنبق
12-04-2019, 10:24 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/8f0a2ff3.png


دَعِ العَبراتِ تَنهَمِرُ اِنهِمارا

وَنارَ الوَجدِ تَستَعِرُ اِستِعارا

أَتُطفَأُ حَسرَتي وَتَقَرُّ عَيني

وَلَم أوقِد مَعَ الغازينَ نارا

رَأَيتُ الصَبرَ أَبعَدَ مايُرَجّى

إِذا ما الجَيشُ بِالغازينَ سارا

وَأَعدَدتُ الكَتائِبَ مُعلَماتٍ

تُنادي كُلَّ آنٍ بي سَعارا

وَقَد ثَقَّفتُ لِلهَيجاءِ رُمحي

وَأَضمَرتُ المَهاري وَالمِهارا

وَكانَ إِذا دَعانا الأَمرُ حَفَّت

بِنا الفِتيانُ تَبتَدِرُ اِبتِدارا

بِخَيلٍ لاتُعانِدُ مَن عَلَيها

وَقَومٍ لايَرونَ المَوتَ عارا

وَراءَ القافِلينَ بِكُلِّ أَرضٍ

وَأَوَّلُ مَن يُغيرُ إِذا أَغارا

سَتَذكُرُني إِذا طَرَدَت رِجالٌ

دَقَقتُ الرُمحَ بَينَهُمُ مِرارا

وَأَرضٌ كُنتُ أَملَؤُها خُيولاً

وَجَوٌّ كُنتُ أُرهِجُهُ غُبارا

لَعَلَّ اللَهَ يُعقِبُني صَلاحاً

قَويماً أَو يُقيلُني العِثارا

فَأَشفي مِن طِعانِ الخَيلِ صَدراً

وَأُدرِكُ مِن صُروفِ الدَهرِ ثارا

أَقَمتُ عَلى الأَميرِ وَكُنتُ مِمَّن

يَعُزُّ عَلَيهِ فُرقَتُهُ اِختِيارا

إِذا سارَ الأَميرُ فَلا هُدوءٌ

لِنَفسي أَو يَأوبُ وَلا قَرارا

أُكابِدُ بَعدَهُ هَمّاً وَغَمّاً

وَنَوماً لا أَلَذُّ بِهِ غِرارا

وَكُنتُ بِهِ أَشَدَّ ذَوِيِّ بَطشاً

وَأَبعَدَهُم إِذا رَكِبوا مَغارا

أَشُقُّ وَراءَهُ الجَيشَ المُعَبّا

وَأَخرُقُ بَعدَهُ الرَهَجَ المُثارا

إِذا بَقِيَ الأَميرُ قَريرَ عَينٍ

فَدَيناهُ اِختِياراً لا اِضطِرارا

أَبٌ بَرٌّ وَمَولىً وَاِبنُ عَمٍّ

وَمُستَنَدٌ إِذا ما الخَطبُ جارا

يَمُدُّ عَلى أَكابِرِنا جَناحاً

وَيَكفُلُ في مَواطِنِنا الصِغارا

أَراني اللَهُ طَلعَتُهُ سَريعاً

وَأَصحَبَهُ السَلامَةَ حَيثُ سارا

وَبَلَّغَهُ أَمانِيَهُ جَميعاً

وَكانَ لَهُ مِنَ الحَدَثانِ جارا

عطر الزنبق
12-04-2019, 10:25 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/8f0a2ff3.png


جَنى جانٍ وَأَنتَ عَلَيهِ حانٍ

وَعادَ فَعُدتُ بِالكَرمِ الغَزيرِ

صَبَرتُ عَلَيهِ حَتّى جاءَ طَوعاً

إِلَيكَ وَتِلكَ عاقِبَةُ الصَبورِ

فَإِن تَكُ عَدلَةٌ في الجِسمِ كانَت

فَما عَدَلَ الضَميرُ عَنِ الضَميرِ

وَمِثلُ أَبي فِراسٍ مَن تَجافى

لَهُ عَن فِعلِهِ مِثلُ الأَميرِ

عطر الزنبق
12-04-2019, 10:25 PM
http://recueil-de-png.r.e.pic.centerblog.net/8f0a2ff3.png





سَبَقَ الناسَ في الهَوى مَنصورُ

فَسِواهُ المُكَلَّفُ المَغرورُ

لَحِقَ العودَ ناعِماً فَثَناهُ

وَهوَ صَعبٌ عَلى سِواهُ عَسيرُ

إِنَّ حُبَّ الصِبا وَإِن طالَ لايَق

دَحُ فيهِ عَلى الدُهورِ دُثورُ

فَهوَ في أَضلُعِ الصَغيرِ صَغيرٌ

وَهوَ في أَضلُعِ الكَبيرِ كَبيرُ

عطر الزنبق
12-04-2019, 11:34 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
وَلي في كُلِّ يَومٍ مِنكَ عَتبٌ

أَقومُ بِهِ مَقامَ الإِعتِذارِ

حَمَلتُ جَفاكَ لاجَلَداً وَلَكِن

صَبَرتُ عَلى اِختِيارِكَ وَاِضطِراري

عطر الزنبق
12-04-2019, 11:34 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
ياطيبَ لَيلَةِ ميلادٍ لَهَوتُ بِها

بِأَحوَرٍ ساحِرِ العَينَينِ مَكمورِ

وَالجَوُّ يَنثُرُ دُرّاً غَيرِ مُنتَظِمٍ

وَالأَرضُ بارِزَةٌ في ثَوبِ كافورِ

وَالنَرجِسُ الغَضُّ يَحكي حُسنُ مَنظَرِهِ

صَفراءَ صافِيَةٍ في كَأسِ بَلَّورِ

عطر الزنبق
12-04-2019, 11:35 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


سَأَثني عَلى تِلكَ الثَنايا لِأَنَّني

أَقولُ عَلى عِلمٍ وَأَنطِقُ عَن خُبرِ

وَأُنصِفُها لا أَكذِبُ اللَهَ أَنَّني

رَشَفتُ بِها ريقاً أَلَذُّ مِنَ الخَمرِ

عطر الزنبق
12-04-2019, 11:35 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


وَوَاللَهِ ما أَضمَرتُ في الحُبِّ سَلوَةً

وَوَاللَهِ ما حَدَّثتِ نَفسِيَ بِالصَبرِ

فَإِنَّكَ في عَيني لَأَبهى مِنَ الغِنى

وَإِنَّكَ في قَلبي لَأَحلى مِنَ النَصرِ

فَيا حَكَمي المَأمولَ جُرتَ مَعَ الهَوى

وَيا ثِقَتي المَأمونَ خُنتَ مَعَ الدَهرِ

عطر الزنبق
12-04-2019, 11:35 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif




وَيَومٍ جَلا فيهِ الرَبيعُ رِياضَهُ

بِأَنواعِ حَليٍ فَوقَ أَثوابِهِ الخُضرِ

كَأَنَّ ذُيولَ الجُلَّنارِ مُطِلَّةً

فُضولُ ذُيولِ الغانِياتِ مِنَ الأُزرِ

عطر الزنبق
12-04-2019, 11:35 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
وَكُنتُ إِذا مانابَني مِنهُ نائِبٌ

لَطَفتُ لِقَلبي أَو يُقيمَ لَهُ عُذرا

وَأَكرَهُ إِعلامَ الوُشاةِ بِهَجرِهِ

فَأَعتِبُهُ سِرّاً وَأَشكُرُهُ جَهرا

وَهَبتُ لِضَنّي سوءَ ظَنّي وَلَم أَدَع

عَلى حالِهِ قَلبي يُسِرُّ لَهُ شَرّا

عطر الزنبق
12-04-2019, 11:35 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif




يامَعشَرَ الناسِ هَل لي

مِمّا لَقيتُ مُجيرُ

أَصابَ غِرَّةَ قَلبي

هَذا الغَزالُ الغَريرُ

فَعُمرُ لَيلي طَويلٌ

وَعُمرُ نَومي قَصيرُ

أَسَرتَ مِنّي فُؤادي

يَفديكَ ذاكَ الأَسيرُ

عطر الزنبق
12-04-2019, 11:36 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


قَمَرٌ دونَ حُسنِهِ الأَقمارُ

وَكَثيبٌ مِنَ النَقا مُستَعارُ

وَغَزالٌ فيهِ نِفارٌ وَلا بِد

عَ فَمِن شيمَةِ الظِباءِ النَفارُ

لا أُعاصيهِ في اِجتِراحِ المَعاصي

في هَوى مِثلِهِ تَطيبُ النارُ

قَد حَذِرتُ المِلاحَ دَهراً وَلَكِن

ساقَني نَحوَ حُبِّهِ المِقدارُ

كَم أَرَدتُ السُلُوَّ فَاِستَعطَفَتني

رُقيَةٌ مِن رُقاكَ يا عَيّارُ

عطر الزنبق
12-04-2019, 11:36 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


وَجُلَّنارٍ مُشرِقٍ

عَلى أَعالي شَجَرَه

كَأَنَّ في رُؤوسِهِ

أَصفَرَهُ وَأَحمَرَه

فُراضَةً مِن ذَهَبٍ

في خِرَقٍ مُعَصفَرَه

عطر الزنبق
12-04-2019, 11:36 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


ما زالَ مُعتَلِجُ الهُمومِ بِصَدرِهِ

حَتّى أَباحَكَ ماطَوى مِن سِرِّهِ

أَضمَرتُ حُبَّكَ وَالدُموعُ تُذيعُهُ

وَطَوَيتُ وَجدَكَ وَالهَوى في نَشرِهِ

تَرِدُ الدُموعُ لِما تُجِنُّ ضُلوعُهُ

تَترى إِلى وَجَناتِهِ أَو نَحرِهِ

مَن لي بِعَطفِهِ ظالِمٍ مِن شَأنِهِ

نِسيانُ مُشتَغِلِ اللِسانِ بِذِكرِهِ

يالَيتَ مُؤمِنَةُ سُلُوّي مادَعَت

وُرقَ الحَمامِ مُؤَمِّني مِن هَجرِهِ

مَن لي بِرَدِّ الدَمعِ قَسراً وَالهَوى

يَغدو عَلَيهِ مُشَمِّراً في نَصرِهِ

أَعيا عَلَيَّ أَخٌ وَثِقتُ بِوُدِّهِ

وَأَمِنتُ في الحالاتِ عُقبى غَدرِهِ

وَخَبَرتُ هَذا الدَهرَ خِبرَةَ ناقِدٍ

حَتّى أَنِستُ بِخَيرِهِ وَبِشَرِّهِ

لا أَشتَري بَعدَ التَجَرُّبِ صاحِباً

إِلّا وَدِدتُ بِأَنَّني لَم أَشرِهِ

مِن كُلِّ غَدّارٍ يُقِرُّ بِذَنبِهِ

فَيَكونُ أَعظَمُ ذَنبِهِ في عُذرِهِ

وَيَجيءُ طَوراً ضُرُّهُ في نَفعِهِ

جَهلاً وَطَوراً نَفعُهُ في ضُرِّهِ

فَصَبَرتُ لَم أَقطَع حِبالَ وِدادِهِ

وَسَتَرتُ مِنهُ ما اِستَطَعتُ بِسَترِهِ

وَأَخٍ أَطَعتُ فَما رَأى لي طاعَتي

حَتّى خَرَجتُ بِأَمرِهِ عَن أَمرِهِ

وَتَرَكتُ حُلوَ العَيشِ لَم أَحفِل بِهِ

لَمّا رَأَيتُ أَعَزَّهُ في مُرِّهِ

وَالمَرءُ لَيسَ بِبالِغٍ في أَرضِهِ

كَالصَقرِ لَيسَ بِصائِدٍ في وَكرِهِ

أَنفِق مِنَ الصَبرِ الجَميلِ فَإِنَّهُ

لَم يَخشَ فَقراً مُنفِقٌ مِن صَبرِهِ

وَاِحلَم وَإِن سَفِهَ الجَليسُ وَقُل لَهُ

حُسنَ المَقالِ إِذا أَتاكَ بِهُجرِهِ

وَأَحَبُّ إِخواني إِلَيَّ أَبَشَّهُم

بِصَديقِهِ في سِرِّهِ أَو جَهرِهِ

لاخَيرَ في بِرِّ الفَتى مالَم يَكُن

أَصفى مَشارِبِ بِرِّهِ في بِشرِهِ

أَلقى الفَتى فَأُريدُ فائِضَ بِشرِهِ

وَأَجِلُّ أَن أَرضى بِفائِضِ بِرِّهِ

يارَبُّ مُضطَغِنِ الفُؤادِ لَقيتُهُ

بِطَلاقَةٍ فَسَلَلتُ مافي صَدرِهِ

عطر الزنبق
12-04-2019, 11:37 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
إِذا شِئتَ أَن تَلقى أُسوداً قَساوِرا

لِنُعماهُمُ الصَفوُ الَّذي لَن يُكَدَّرا

يُلاقيكَ مِنّا كُلُّ قَرمٍ سَمَيذَعٍ

يُطاعِنُ حَتّى يُحسَبَ الجَونُ أَشقَرا

بِدَولَةِ سَيفِ اللَهِ طُلنا عَلى الوَرى

وَفي عِزِّهِ صُلنا عَلى مَن تَجَبَّرا

حَمَلنا عَلى الأَعداءِ وَسطَ دِيارِهِم

بِضَربٍ يُرى مِن وَقعِهِ الجَوَّ أَغبَرا

فَسائِل كِلاباً يَومَ غَزوَةِ بالِسٍ

أَلَم يَترُكوا النُسوانَ في القاعِ حُسَّرا

وَسائِل نُمَيراً يَومَ سارَ إِلَيهِمُ

أَلَم يوقِنوا بِالمَوتِ لَمّا تَنَمَّرا

وَسائِل عُقَيلاً حينَ لاذَت بِتَدمُرٍ

أَلَم نُقرِها ضَرباً يُقَدُّ السَنَوَّرا

وَسائِل قُشَيراً حينَ جَفَّت حُلوقُها

أَلَم نَسقِها كَأساً مِنَ المَوتِ أَحمَرا

وَفي طَيِّئٍ لَمّا أَثارَت سُيوفُهُ

كُماتُهُمُ مَرأىً لِمَن كانَ مُبصِرا

وَكَلبٌ غَداةَ اِستَعصَموا بِحِبالِهِم

رَماهُم بِها شُعثاً شَوازِبَ ضُمَّرا

فَأَشبَعَ مِن أَبطالِهِم كُلَّ طائِرٍ

وَذِئبٍ غَدا يَطوي البَسيطَةَ أَعفَرا

عطر الزنبق
12-04-2019, 11:37 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
إِن لَم تُجافِ عَنِ الذُنو

بِ وَجَدتَها فينا كَثيرَه

لَكِنَّ عادَتَكَ الجَمي

لَةَ أَن تَغُضَّ عَلى بَصيرَه

عطر الزنبق
12-04-2019, 11:37 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
وَلي مِنَّةٌ في رِقابِ الضَبابِ

وَأُخرى تَخُصُّ بَني جَعفَرِ

عَشِيَّةَ رَوَّحنَ مِن عَرقَةٍ

وَأَصبَحنَ فَوضى عَلى شَيزَرِ

وَقَد طالَ ماوَرَدَت بِالجِباةِ

وَعاوَدَتِ الماءَ في تَدمُرِ

قَدَدنَ البَقيعَةَ قَدَّ الأَدي

مِ وَالغَربُ في شَبَهِ الأَشقَرِ

وَجاوَزنَ حِمصَ فَلَم يَنتَظِر

نَ عَلى مَورِدٍ أَو عَلى مَصدَرِ

وَبِالرَستَنِ اِستَلَبَت مَورِداً

كَوِردِ الحَمامَةِ أَو أَنزَرِ

وَجُزنَ المُروجَ وَقَرنَي حَماةَ

وَشَيزَرَ وَالفَجرُ لَم يُسفِرِ

وَغامَضَتِ الشَمسُ إِشراقَها

فَلَفَّت كَفَرطابَ بِالعَسكَرِ

تَلاقَت بِها عُصَبُ الدارِعي

نَ بِكُلِّ مَنيعِ الحِمى مُسعِرِ

عَلى كُلِّ سابِقَةٍ بِالرَديفِ

وَكُلِّ شَبيهٍ بِها مُجفَرِ

فَلَمّا اِعتَفَرنَ وَلَمّا عَرِقنَ

خَرَجنَ سِراعاً مِنَ العِثيَرِ

نُنَكِّبُ عَنهُنَّ فُرسانُهُنَّ

وَنَبدَأُ بِالأَخيَرِ الأَخيَرِ

فَلَمّا سَمِعتُ ضَجيجَ النِسا

ءِ نادَيتُ حارِ أَلا فَاِقصِرِ

أُحارِثُ مَن صافِحٌ غافِرٌ

لَهُنَّ إِذا أَنتَ لَم تَغفِرِ

رَأى اِبنُ عُلَيّانَ ما سَرَّهُ

فَقُلتُ رُوَيدَكَ لاتُسرَرِ

فَإِنّي أَقومُ بِحَقِّ الجِوا

رِ ثُمَّ أَعودُ إِلى العُنصُرِ

عطر الزنبق
12-04-2019, 11:38 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


وَوارِدٍ مورِدٍ أُنساً يُؤَكِّدُهُ

صُدورُهُ عَن سَليمِ الوِردِ وَالصَدرِ

شُدَّت سَحائِبُهُ مِنهُ عَلى نُزَهٍ

تَقَسَّمَ الحُسنُ بَينَ السَمعِ وَالبَصَرِ

عُذوبَةٌ صَدَرَت عَن مَنطِقٍ جَدَدٍ

كَالماءِ يَخرُجُ يُنبوعاً مِنَ الحَجَرِ

وَرَوضَةٌ مِن رِياضِ الفِكرِ دَبَّجَها

صَوبُ القَرائِحِ لاصَوبٌ مِنَ المَطَرِ

كَأَنَّما نَشَرَت أَيدي الرَبيعِ بِها

بُرداً مِنَ الوَشيِ أَو ثَوباً مِنَ الحِبرِ

عطر الزنبق
12-04-2019, 11:38 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


لَقَد نافَسَني الدَهرُ

بِتَأخيري عَنِ الحَضَرَه

فَما أَلقى مِنَ العِلَّ

ةِ ما أَلقى مِنَ الحَسرَه

عطر الزنبق
12-04-2019, 11:38 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
مِن أَينَ لِلرَشا الغَريرِ الأَحوَرِ

في الخَدِّ مِثلُ عِذارِهِ المُتَحَدِّرِ

قَمَرٌ كَأَنَّ بِعارِضَيهِ كِلَيهِما

مِسكاً تَساقَطَ فَوقَ وَردٍ أَحمَرِ

عطر الزنبق
12-04-2019, 11:39 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif




وَظَبيٍ غَريرٍ في فُؤادي كِناسُهُ

إِذا اِكتَنَسَ العَينُ الفَلاةَ وَحَورُها

تُقِرُّ لَهُ بيضُ الظِباءِ وَأُدمُها

وَيَحكيهِ في بَعضِ الأُمورِ غَريرُها

فَمِن خَلقِهِ لِبّاتُها وَنُحورُها

وَمِن خُلقِهِ عِصيانُها وَنُفورُها

عطر الزنبق
12-04-2019, 11:39 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
أَتَتني عَنكَ أَخبارُ

وَبانَت مِنكَ أَسرارُ

وَلاحَت لي مِنَ السَلوَ

ةِ آياتٌ وَآثارُ

أَراها مِنكَ بِالقَلبِ

وَلِلأَحشاءِ أَبصارُ

إِذا مابَرَدَ الحُبُّ

فَما تُسخِنُهُ النارُ

عطر الزنبق
12-04-2019, 11:39 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


وَكَأَنَّما البِرَكُ المِلاءُ تَحُفُّها

أَنواعُ ذاكَ الرَوضِ وَالزَهرِ

بُسطٌ مِنَ الديباجِ بيضٌ فُروِزَت

أَطرافُها بِفَراوزٍ خُضرِ

عطر الزنبق
12-04-2019, 11:39 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif





هَل تَرى النِعمَةَ دامَت

لِصَغيرٍ أَو كَبيرِ

أَو تَرى أَمرَينِ جاءا

أَوَّلاً مِثلَ أَخيرِ

إِنَّما تَجري التَصاري

فُ بِتَقليبِ الدُهورِ

فَفَقيرٌ مِن غَنِيٍّ

وَغَنِيٍّ مِن فَقيرِ

عطر الزنبق
12-10-2019, 01:15 AM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


ما آنَ أَن أَرتاعَ لِل

شَيبِ المُفَوَّفِ في عِذاري

وَأَكُفُّ عَن سُبُلِ الضَلا

لِ وَأَكتَسي ثَوبَ الوَقارِ

أَم قَد أَمِنتُ الحادِثا

تِ مِنَ الغَوادي وَالسَواري

إِنّي أَعوذُ بِحُسنِ عَف

وِ اللَهِ مِن سوءِ اِختِياري

عطر الزنبق
12-10-2019, 01:17 AM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
مُغرَمٌ مُؤلَمٌ جَريحٌ أَسيرُ

إِنَّ قَلباً يُطيقُ ذا لَصَبورُ

وَكَثيرٌ مِنَ الرِجالِ حَديدٌ

وَكَثيرٌ مِنَ القُلوبِ صُخورُ

قُل لِمَن حَلَّ بِالشَآمِ طَليقاً

بِأَبي قَلبُكَ الطَليقُ الأَسيرُ

أَنا أَصبَحتُ لا أُطيقُ حَراكاً

كَيفَ أَصبَحتَ أَنتَ يا مَنصورُ

عطر الزنبق
12-10-2019, 01:17 AM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


لِأَيِّكُمُ أَذكُرُ

وَفي أَيِّكُم أَفكِرُ

وَكَم لي عَلى بَلدَةٍ

بُكاءٌ وَمُستَعبَرُ

فَفي حَلَبٍ عُدَّتي

وَعِزِّيَ وَالمَفخَرُ

وَفي مَنبِجٍ مَن رِضا

هُ أَنفَسُ ما أَذخَرُ

وَمَن حُبُّهُ زُلفَةٌ

بِها يُكرَمُ المَحشَرُ

وَأَصبِيَةٌ كَالفِرا

خِ أَكبَرُهُم أَصغَرُ

وَقَومٌ أَلِفناهُمُ

وَغُصنُ الصِبا أَخضَرُ

يُخَيَّلُ لي أَمرُهُم

كَأَنَّهُمُ حُضَّرُ

فَحُزنِيَ لا يَنقَضي

وَدَمعِيَ ما يَفتُرُ

وَما هَذِهِ أَدمُعي

وَلا ذا الَّذي أُضمِرُ

وَلَكِن أُداري الدُمو

عَ وَأَستُرُ ما أَستُرُ

مَخافَةَ قَولِ الوُشا

ةِ مِثلُكَ لا يَصبِرُ

أَيا غَفلَتا كَيفَ لا

أُرَجّي الَّذي أَحذَرُ

وَماذا القُنوطُ الَّذي

أَراهُ فَأَستَشعِرُ

أَما مَن بَلاني بِهِ

عَلى كَشفِهِ أَقدَرُ

بَلى إِنَّ لي سَيِّداً

مَواهِبُهُ أَكثَرُ

وَإِنّي غَزيرُ الذُنوبِ

وَإِحسانُهُ أَغزَرُ

بِذَنبِيَ أَورَدتَني

وَمِن فَضلِكَ المَصدَرُ

عطر الزنبق
12-10-2019, 01:18 AM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


إِرثِ لِصَبٍّ فيكَ قَد زِدتَهُ

عَلى بَلايا أَسرِهِ أَسرا

قَد عَدِمَ الدُنيا وَلَذّاتِها

لَكِنَّهُ ما عَدِمَ الصَبرا

فَهوَ أَسيرُ الجِسمِ في بَلدَةٍ

وَهوَ أَسيرُ القَلبِ في أُخرى

عطر الزنبق
12-10-2019, 01:18 AM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
أَراكَ عَصِيَّ الدَمعِ شيمَتُكَ الصَبرُ

أَما لِلهَوى نَهيٌ عَلَيكَ وَلا أَمرُ

بَلى أَنا مُشتاقٌ وَعِندِيَ لَوعَةٌ

وَلَكِنَّ مِثلي لايُذاعُ لَهُ سِرُّ

إِذا اللَيلُ أَضواني بَسَطتُ يَدَ الهَوى

وَأَذلَلتُ دَمعاً مِن خَلائِقِهِ الكِبرُ

تَكادُ تُضيءُ النارُ بَينَ جَوانِحي

إِذا هِيَ أَذكَتها الصَبابَةُ وَالفِكرُ

مُعَلِّلَتي بِالوَصلِ وَالمَوتُ دونَهُ

إِذا مِتَّ ظَمآناً فَلا نَزَلَ القَطرُ

حَفِظتُ وَضَيَّعتِ المَوَدَّةَ بَينَنا

وَأَحسَنَ مِن بَعضِ الوَفاءِ لَكِ العُذرُ

وَما هَذِهِ الأَيّامُ إِلّا صَحائِفٌ

لِأَحرُفِها مِن كَفِّ كاتِبِها بَشرُ

بِنَفسي مِنَ الغادينَ في الحَيِّ غادَةً

هَوايَ لَها ذَنبٌ وَبَهجَتُها عُذرُ

تَروغُ إِلى الواشينَ فِيَّ وَإِنَّ لي

لَأُذناً بِها عَن كُلِّ واشِيَةٍ وَقرُ

بَدَوتُ وَأَهلي حاضِرونَ لِأَنَّني

أَرى أَنَّ داراً لَستِ مِن أَهلِها قَفرُ

وَحارَبتُ قَومي في هَواكِ وَإِنَّهُم

وَإِيّايَ لَولا حُبَّكِ الماءُ وَالخَمرُ

فَإِن يَكُ ماقالَ الوُشاةُ وَلَم يَكُن

فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ ماشَيَّدَ الكُفرُ

وَفَيتُ وَفي بَعضِ الوَفاءِ مَذَلَّةٌ

لِإِنسانَةٍ في الحَيِّ شيمَتُها الغَدرُ

وَقورٌ وَرَيعانُ الصِبا يَستَفِزُّها

فَتَأرَنُ أَحياناً كَما أَرِنَ المُهرُ

تُسائِلُني مَن أَنتَ وَهيَ عَليمَةٌ

وَهَل بِفَتىً مِثلي عَلى حالِهِ نُكرُ

فَقُلتُ كَما شاءَت وَشاءَ لَها الهَوى

قَتيلُكِ قالَت أَيَّهُم فَهُمُ كُثرُ

فَقُلتُ لَها لَو شِئتِ لَم تَتَعَنَّتي

وَلَم تَسأَلي عَنّي وَعِندَكِ بي خُبرُ

فَقالَت لَقَد أَزرى بِكَ الدَهرُ بَعدَنا

فَقُلتُ مَعاذَ اللَهِ بَل أَنتِ لا الدَهرُ

وَما كانَ لِلأَحزانِ لَولاكِ مَسلَكٌ

إِلى القَلبِ لَكِنَّ الهَوى لِلبِلى جِسرُ

وَتَهلِكُ بَينَ الهَزلِ وَالجَدِّ مُهجَةٌ

إِذا ماعَداها البَينُ عَذَّبَها الهَجرُ

فَأَيقَنتُ أَن لاعِزَّ بَعدي لِعاشِقٍ

وَأَنَّ يَدي مِمّا عَلِقتُ بِهِ صِفرُ

وَقَلَّبتُ أَمري لا أَرى لِيَ راحَةً

إِذا البَينُ أَنساني أَلَحَّ بِيَ الهَجرُ

فَعُدتُ إِلى حُكمِ الزَمانِ وَحُكمِها

لَها الذَنبُ لاتُجزى بِهِ وَلِيَ العُذرُ

كَأَنّي أُنادي دونَ مَيثاءَ ظَبيَةً

عَلى شَرَفٍ ظَمياءَ جَلَّلَها الذُعرُ

تَجَفَّلُ حيناً ثُمَّ تَرنو كَأَنَّها

تُنادي طَلاً بِالوادِ أَعجَزَهُ الخُضرُ

فَلا تُنكِريني يا اِبنَةَ العَمِّ إِنَّهُ

لِيَعرِفُ مَن أَنكَرتِهِ البَدوُ وَالحَضرُ

وَلا تُنكِريني إِنَّني غَيرُ مُنكِرٍ

إِذا زَلَّتِ الأَقدامُ وَاِستُنزِلَ النَصرُ

وَإِنّي لَجَرّارٌ لِكُلِّ كَتيبَةٍ

مُعَوَّدَةٍ أَن لايُخِلَّ بِها النَصرُ

وَإِنّي لَنَزّالٌ بِكُلِّ مَخوفَةٍ

كَثيرٌ إِلى نُزّالِها النَظَرُ الشَزرُ

فَأَظمَأُ حَتّى تَرتَوي البيضُ وَالقَنا

وَأَسغَبُ حَتّى يَشبَعَ الذِئبُ وَالنَسرُ

وَلا أُصبِحُ الحَيَّ الخَلوفَ بِغارَةٍ

وَلا الجَيشَ مالَم تَأتِهِ قَبلِيَ النُذرُ

وَيارُبَّ دارٍ لَم تَخَفني مَنيعَةٍ

طَلَعتُ عَلَيها بِالرَدى أَنا وَالفَجرُ

وَحَيٍّ رَدَدتُ الخَيلَ حَتّى مَلَكتُهُ

هَزيماً وَرَدَّتني البَراقِعُ وَالخُمرُ

وَساحِبَةِ الأَذيالِ نَحوي لَقيتُها

فَلَم يَلقَها جافي اللِقاءِ وَلا وَعرُ

وَهَبتُ لَها ما حازَهُ الجَيشُ كُلَّهُ

وَرُحتُ وَلَم يُكشَف لِأَبياتِها سِترُ

وَلا راحَ يُطغيني بِأَثوابِهِ الغِنى

وَلا باتَ يَثنيني عَنِ الكَرَمِ الفَقرُ

وَما حاجَتي بِالمالِ أَبغي وُفورَهُ

إِذا لَم أَفِر عِرضي فَلا وَفَرَ الوَفرُ

أَسِرتُ وَما صَحبي بِعُزلٍ لَدى الوَغى

وَلا فَرَسي مُهرٌ وَلا رَبُّهُ غَمرُ

وَلَكِن إِذا حُمَّ القَضاءُ عَلى اِمرِئٍ

فَلَيسَ لَهُ بَرٌّ يَقيهِ وَلا بَحرُ

وَقالَ أُصَيحابي الفِرارُ أَوِ الرَدى

فَقُلتُ هُما أَمرانِ أَحلاهُما مُرُّ

وَلَكِنَّني أَمضي لِما لايُعيبُني

وَحَسبُكَ مِن أَمرَينِ خَيرَهُما الأَسرُ

يَقولونَ لي بِعتَ السَلامَةَ بِالرَدى

فَقُلتُ أَما وَاللَهِ مانالَني خُسرُ

وَهَل يَتَجافى عَنِّيَ المَوتُ ساعَةً

إِذا ماتَجافى عَنِّيَ الأَسرُ وَالضَرُّ

هُوَ المَوتُ فَاِختَر ماعَلا لَكَ ذِكرُهُ

فَلَم يَمُتِ الإِنسانُ ماحَيِيَ الذِكرُ

وَلا خَيرَ في دَفعِ الرَدى بِمَذَلَّةٍ

كَما رَدَّها يَوماً بِسَوءَتِهِ عَمروُ

يَمُنّونَ أَن خَلّوا ثِيابي وَإِنَّما

عَلَيَّ ثِيابٌ مِن دِمائِهِمُ حُمرُ

وَقائِمُ سَيفٍ فيهِمُ اندَقَّ نَصلُهُ

وَأَعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطَّمُ الصَدرُ

سَيَذكُرُني قَومي إِذا جَدَّ جِدُّهُم

وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ

فَإِن عِشتُ فَالطَعنُ الَّذي يَعرِفونَهُ

وَتِلكَ القَنا وَالبيضُ وَالضُمَّرُ الشُقرُ

وَإِن مُتُّ فَالإِنسانُ لابُدَّ مَيِّتٌ

وَإِن طالَتِ الأَيّامُ وَاِنفَسَحَ العُمرُ

وَلَو سَدَّ غَيري ماسَدَدتُ اِكتَفوا بِهِ

وَما كانَ يَغلو التِبرُ لَو نَفَقَ الصُفرُ

وَنَحنُ أُناسٌ لا تَوَسُّطَ عِندَنا

لَنا الصَدرُ دونَ العالَمينَ أَوِ القَبرُ

تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا

وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ

أَعَزُّ بَني الدُنيا وَأَعلى ذَوي العُلا

وَأَكرَمُ مَن فَوقَ التُرابِ وَلا فَخرُ

عطر الزنبق
12-10-2019, 01:18 AM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


أَيا أُمَّ الأَسيرِ سَقاكِ غَيثٌ

بِكُرهٍ مِنكِ ما لَقِيَ الأَسيرُ

أَيا أُمَّ الأَسيرِ سَقاكِ غَيثٌ

تَحَيَّرَ لايُقيمُ وَلا يَسيرُ

أَيا أُمَّ الأَسيرِ سَقاكِ غَيثٌ

إِلى مَن بِالفِدا يَأتي البَشيرُ

أَيا أُمَّ الأَسيرِ لِمَن تُرَبّى

وَقَد مُتِّ الذَوائِبَ وَالشُعورُ

إِذا اِبنُكِ سارَ في بَرٍّ وَبَحرٍ

فَمَن يَدعو لَهُ أَو يَستَجيرُ

حَرامٌ أَن يَبيتَ قَريرَ عَينٍ

وَلُؤمٌ أَن يُلِمُّ بِهِ السُرورُ

وَقَد ذُقتِ الرَزايا وَالمَنايا

وَلا وَلَدٌ لَدَيكِ وَلا عَشيرُ

وَغابَ حَبيبُ قَلبِكِ عَن مَكانٍ

مَلائِكَةُ السَماءِ بِهِ حُضورُ

لِيَبكِكِ كُلُّ يَومٍ صُمتِ فيهِ

مُصابَرَةً وَقَد حَمِيَ الهَجيرُ

لِيَبكِكِ كُلَّ لَيلٍ قُمتِ فيهِ

إِلى أَن يَبتَدي الفَجرُ المُنيرُ

لِيَبكِكِ كُلَّ مُضطَهَدٍ مَخوفٍ

أَجَرتيهِ وَقَد عَزَّ المُجيرُ

لِيَبكِكِ كُلَّ مِسكينٍ فَقيرٍ

أَغَثتيهِ وَما في العَظمِ زيرُ

أَيا أُمّاهُ كَم هَمٍّ طَويلٍ

مَضى بِكِ لَم يَكُن مِنهُ نَصيرُ

أَيا أُمّاهُ كَم سِرٍ مَصونٍ

بِقَلبِكِ ماتَ لَيسَ لَهُ ظُهورُ

أَيا أُمّاهُ كَم بُشرى بِقُربي

أَتَتكِ وَدونَها الأَجَلُ القَصيرُ

إِلى مَن أَشتَكي وَلِمَن أُناجي

إِذا ضاقَت بِما فيها الصُدورُ

بِأَيِّ دُعاءِ داعِيَةٍ أُوَقّى

بِأَيِّ ضِياءِ وَجهٍ أَستَنيرُ

بِمَن يُستَدفَعُ القَدرَ المُوَفّى

بِمَن يُستَفتَحُ الأَمرُ العَسيرُ

نُسَلّى عَنكِ أَنّا عَن قَليلٍ

إِلى ماصِرتِ في الأُخرى نَصيرِ

عطر الزنبق
12-10-2019, 01:19 AM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
لا تَطلُبَنَّ دُنُوَّ دار

من حَبيبٍ أَو مُعاشِر

أَبقى لِأَسبابِ المَوَد

دَةِ أَن تَزورَ وَلا تُجاوِر

عطر الزنبق
12-10-2019, 01:19 AM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


قَد عَرَفنا مَغزاكَ ياعَيّارُ

وَتَلَظَّت كَما أَرَدتَ النارُ

لَم أَزَل ثابِتاً عَلى الهَجرِ حَتّى

خَفَّ صَبري وَقَلَّتِ الأَنصارُ

وَإِذا أَحدَثَ الحَبيبانِ أَمراً

كانَ فيهِ عَلى المُحِبِّ الخِيارُ

عطر الزنبق
12-10-2019, 01:19 AM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


أَلا ما لِمَن أَمسى يَراكَ وَلِلبَدرُ

وَما لِمَكانٍ أَنتَ فيهِ وَلِلقَطرِ

تَجَلَّلتَ بِالتَقوى وَأُفرِدتَ بِالعُلا

وَأُهَّلتَ لِلجُلّى وَحُلّيتَ بِالفَخرِ

وَقَلَّدتَني لَمّا اِبتَدَأتَ بِمِدحَتي

يَداً لا أُوَفّي شُكرَها أَبَدَ الدَهرِ

فَإِن أَنا لَم أَمنَحكَ صِدقَ مَوَدَّتي

فَما لي إِلى المَجدِ المُؤَثَّلِ مِن عُذرِ

أَيا اِبنَ الكِرامِ الصَيدِ جاءَت كَريمَةً

أَيا اِبنَ الكِرامِ الصَيدِ وَالسادَةِ الغُرِّ

فَضَلتَ بِها أَهلَ القَريضِ فَأَصبَحَت

تَحِيَّةَ أَهلِ البَدوِ مُؤنِسَةَ الحَضرِ

وَمِثلُكَ مَعدومُ النَظيرِ مِنَ الوَرى

وَشِعرُكَ مَعدومُ الشَبيهِ مِنَ الشِعرِ

كَأَنَّ عَلى أَلفاظِهِ وَنِظامِهِ

بَدائِعَ ماحاكَ الرَبيعُ مِنَ الزَهرِ

تَنَفَّسَ فيهِ الرَوضُ فَاِخضَلَّ بِالنَدى

وَهَبَّ نَسيمُ الرَوضِ يُخبِرُ بِالفَجرِ

إِلى اللَهِ أَشكو مِن فِراقِكَ لَوعَةً

طَوَيتُ لَها مِنّي الضُلوعَ عَلى جَمرِ

وَحَسرَةَ مُرتاحٍ إِذا اِشتاقَ قَلبُهُ

تَعَلَّلَ بِالشَكوى وَعادَ إِلى الصَبرِ

فَعُد يازَمانَ القُربِ في خَيرِ عيشَةٍ

وَأَنعَمِ بالٍ مابَدا كَوكَبٌ دُرّي

وَعِش يا اِبنَ نَصرٍ ما اِستَهَلَّت غَمامَةٌ

تَروحُ إِلى عِزٍّ وَتَغدو عَلى نَصرِ

عطر الزنبق
12-10-2019, 01:19 AM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


صَبَرتُ عَلى اِختِيارِكَ وَاِضطِراري

وَقَلَّ مَعَ الهَوى فيكَ اِنتِصاري

وَكانَ يَعافُ حَملَ الضَيمِ قَلبي

فَقَرَّ عَلى تَحَمُّلِهِ قَراري

فَدَيتُكَ طالَ ظُلمُكَ وَاِحتِمالي

كَما كَثُرَت ذُنوبُكَ وَاِغتِفاري

عطر الزنبق
12-10-2019, 01:20 AM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


عَذيرِيَ مِن طَوالِعَ في عِذاري

وَمِن رَدِّ الشَبابِ المُستَعارِ

وَثَوبٍ كُنتُ أَلبَسُهُ أَنيقٍ

أُجَرِّرُ ذَيلَهُ بَينَ الجَواري

وَما زادَت عَلى العِشرينَ سِنّي

فَما عُذرُ المَشيبِ إِلى عِذاري

وَما اِستَمتَعتُ مِن داعي التَصابي

إِلى أَن جاءَني داعي الوَقارِ

أَيا شَيبي ظَلَمتَ وَياشَبابي

لَقَد جاوَرتُ مِنكَ بِشَرِّ جارِ

يُرَحِّلُ كُلَّ مَن يَأوي إِلَيهِ

وَيَختِمُها بِتَرحيلِ الدِيارِ

أَمَرتُ بِقَصِّهِ وَكَفَفتُ عَنهُ

وَقَرَّ عَلى تَحَمُّلِهِ قَراري

وَقُلتُ الشَيبُ أَهوَنُ ما أُلاقي

مِنَ الدُنيا وَأَيسَرُ ما أُداري

وَلا يَبقى رَفيقي الفَجرُ حَتّى

يُضَمُّ إِلَيهِ مُنبَلِجَ النَهارِ

وَإِنّي مافُجِعتُ بِهِ لَأَلقى

بِهِ مَلقى العِثارِ مِنَ الشِعارِ

وَكَم مِن زائِرٍ بِالكُرهِ مِنّي

كَرِهتُ فِراقَهُ بَعدَ المَزارِ

مَتى أَسلو بِلا خِلٍّ وَصولٍ

يُوافِقني وَلا قَدَحٍ مُدارِ

وَكُنتُ إِذا الهُمومُ تَناوَبَتني

فَزِعتُ مِنَ الهُمومِ إِلى العُقارِ

أَنَختُ وَصاحِبايَ بِذي طُلوحٍ

طَلائِحَ شَفَّها وَخدُ القِفارِ

وَلا ماءٌ سِوى نُطفِ الأَداوي

وَلا زادٌ سِوى القَنَصِ المُثارِ

فَلَمّا لاحَ بَعدَ الأَينِ سَلعٌ

ذَكَرتُ مَنازِلي وَعَرَفتُ داري

أَلَمَّ بِنا وَجُنحُ اللَيلِ داجٍ

خَيالٌ زارَ وَهناً مِن نَوارِ

أَباخِلَةٌ عَلَيَّ وَأَنتِ جارٌ

وَواصِلَةٌ عَلى بُعدِ المَزارِ

تَلاعَبُ بي عَلى هَوجِ المَطايا

خَلائِقُ لاتَقُرُّ عَلى الصَغارِ

وَنَفسٌ دونَ مَطلَبِها الثُرَيّا

وَكَفٌّ دونَها فَيضُ البِحارِ

أَرى نَفسي تُطالِبُني بِأَمرٍ

قَليلٌ دونَ غايَتِهِ اِقتِصاري

وَما يُغنيكَ مِن هِمَمٍ طِوالٍ

إِذا قُرِنَت بِأَعمارٍ قِصارِ

وَمُعتَكِفٍ عَلى حَلَبٍ بَكِيٌّ

يَقوتُ عِطاشَ آمالٍ غِزارِ

يَقولُ لِيَ اِنتَظِر فَرَجاً وَمَن لي

بِأَنَّ المَوتَ يَنتَظِرُ اِنتِظاري

عَلَيَّ لِكُلِّ هَمٍّ كُلُّ عيسٍ

أَمونُ الرَحلِ مُؤجَدَةُ الفَقارِ

وَخَرّاجٌ مِنَ الغَمَراتِ خِرقٌ

أَبو شِبلَينِ مَحمِيُّ الذِمارِ

شَديدُ تَجَنُّبِ الآثامِ وافٍ

عَلى عِلّاتِهِ عَفُّ الإِزارِ

فَلا نَزَلَت بِيَ الجيرانُ إِن لَم

أُجاوِرها مُجاوَرَةَ البِحارِ

وَلا صَحِبَتنِيَ الفُرسانُ إِن لَم

أُصاحِبها بِمَأمونِ الفِرارِ

وَلا خافَتنِيَ الأَملاكُ إِن لَم

أُصَبِّحها بِمُلتَفِّ الغُبارِ

بِجَيشٍ لايَحِلُّ بِهِم مُغيرٌ

وَرَأيٍ لايَغِبُّهُمُ مُغارِ

شَدَدتُ عَلى الحَمامَةِ كورَ رَحلٍ

بَعيدٌ حَلُّهُ دونَ اليَسارِ

تَحُفُّ بِهِ الأَسِنَّةُ وَالعَوالي

وَمُضمَرَةُ المَهارى وَالمَهاري

يَعُدنَ بُعَيدَ طولِ الصَونِ شُعثاً

لِما كُلِّفنَ مِن بُعدِ المَغارِ

وَتَخفِقُ حَولِيَ الراياتُ حُمراً

وَتَتبَعُني الخَضارِمُ مِن نِزارِ

وَإِن طُرِقَت بِداهِيَةٍ نَآدٍ

تُدافِعُها الرِجالُ بِكُلِّ جارِ

عَزيزٌ حَيثُ حَطَّ السَيرُ رَحلي

تُداريني الأَنامُ وَلا أُداري

وَأَهلي مَن أَنَختُ إِلَيهِ عيسي

وَداري حَيثُ كُنتُ مِنَ الدِيارِ

عطر الزنبق
12-10-2019, 01:20 AM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
وَشادِنٍ مِن بَني كِسرى شُغِفتُ بِهِ

لَو كانَ أَنصَفَني في الحُبِّ ماجارا

إِن زارَ قَصَّرَ لَيلي في زِيارَتِهِ

وَإِن جَفاني أَطالَ اللَيلَ أَعمارا

كَأَنَّما الشَمسُ بي في القَوسِ نازِلَةٌ

إِن لَم يَزُرني وَفي الجَوزاءِ إِن زارا

عطر الزنبق
12-10-2019, 01:20 AM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


كَأَنَّما الماءُ عَلَيهِ الجِسرُ

دَرجُ بَياضٍ خُطَّ فيهِ سَطرُ

كَأَنَّنا لَمّا اِستَتَبَّ العَبرُ

أُسرَةُ موسى يَومَ شُقَّ البَحرُ

عطر الزنبق
12-10-2019, 01:21 AM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
يامَن يَلومُ عَلى هَواهُ جَهالَةً

اِنظُر إِلى تِلكَ السَوالِفِ وَاِعذُرِ

حَسُنَت وَطابَ نَسيمُها فَكَأَنَّها

مِسكٌ تَساقَطَ فَوقَ وَردٍ أَحمَرِ

عطر الزنبق
12-10-2019, 01:21 AM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
وَيَدٍ يَراها الدَهرُ غَيرَ ذَميمَةٍ

تَمحو إِساءَتَهُ إِلَيَّ وَتَغفِرُ

أَهدَت إِلَيَّ مَوَدَّةً مِن صاحِبٍ

تَزكو المَوَدَّةُ في ثَراهُ وَتُثمِرُ

عَلِقَت يَدي مِنهُ بِعِلقِ مَضَنَّةٍ

مِمّا يُصانُ عَلى الزَمانِ وَيُدخَرُ

إِنّي عَلَيكَ أَبا حُصَينٍ عاتِبٌ

وَالحُرُّ يَحتَمِلُ الصَديقَ وَيَصبِرُ

وَإِذا وَجَدتُ عَلى الصَديقِ شَكَوتُهُ

سِرّاً إِلَيهِ وَفي المَحافِلِ أَشكُرُ

ما بالُ شِعري لاتَرُدُّ جَوابَهُ

سَحبانُ عِندَكَ باقِلٌ لا أَعذُرُ

عطر الزنبق
12-10-2019, 01:22 AM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


تَواعَدنا بِآذارَ

لِمَسعىً غَيرِ مُختارِ

وَقُمنا نَسحَبُ الرَيطَ

إِلى حانَةِ خَمّارِ

فَلَم نَدرِ وَقَد فاحَت

لَنا مِن جانِبِ الدارِ

بِخَمّارٍ مِنَ القَومِ

نَزَلنا أَم بِعَطّارِ

فَلَمّا أُلبِسَ اللَيلُ

لَنا ثَوباً مِنَ القارِ

وَقُلنا أَوقِدِ النارَ

لِطُرّاقٍ وَزُوّارِ

وَجا خاصِرَةَ الدَنِّ

فَأَغنانا عَنِ النارِ

وَما في طَلَبِ اللَهوِ

عَلى الفِتيانِ مِن عارِ

عطر الزنبق
12-10-2019, 01:22 AM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
ما أَنسَ قَولَتَهُنَّ يَومَ لَقينَني

أَزرى السِنانُ بِوَجهِ هَذا البائِسُ

قالَت لَهُنَّ وَأَنكَرَت ماقُلنَهُ

أَجَميعُكُنَّ عَلى هَواهُ مُنافِسي

إِنّي لَيُعجِبُني إِذا عايَنتُهُ

أَثَرُ السَنانِ بِصَحنِ خَدِّ الفارِسِ

عطر الزنبق
12-10-2019, 01:22 AM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif




لَمّا رَأَت أَثَرَ السَنانِ بِخَدِّهِ

ظَلَّت تُقابِلُهُ بِوَجهٍ عابِسِ

خَلَفَ السِنانُ بِهِ مَواقِعَ لَثمِها

بِئسَ الخِلافَةُ لِلمُحِبِّ البائِسِ

عطر الزنبق
12-10-2019, 01:22 AM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


المَرءُ رَهنُ مَصائِبٍ لاتَنقَضي

حَتّى يُوارى جِسمُهُ في رَمسِهِ

فَمُؤَجَّلٌ يَلقى الرَدى في أَهلِهِ

وَمُعَجَّلٌ يَلقى الرَدى في نَفسِهِ

عطر الزنبق
12-10-2019, 01:22 AM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif





لِمَن أُعاتِبُ مالي أَينَ يُذهَبُ بي

قَد صَرَّحَ الدَهرُ لي بِالمَنعِ وَالياسِ

أَبغي الوَفاءَ بِدَهرٍ لا وَفاءَ لَهُ

كَأَنَّني جاهِلٌ بِالدَهرِ وَالناسِ

عطر الزنبق
02-15-2020, 02:48 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif




وَما كُنتُ أَخشى أَن أَبيتَ وَبَينَنا

خَليجانِ وَالدَربُ الأَشَمُّ وَآلِسُ

وَلا أَنَّني أَستَصحِبُ الصَبرَ ساعَةً

وَلي عَنكَ مَنّاعٌ وَدونَكَ حابِسُ

يُنافِسُني فيكَ الزَمانُ وَأَهلُهُ

وَكُلُّ زَمانٍ لي عَلَيكَ مُنافِسُ

شَرَيتُكَ مِن دَهري بِذي الناسِ كُلِّهُم

فَلا أَنا مَبخوسٌ وَلا الدَهرُ باخِسُ

وَمَلَّكتُكَ النَفسَ النَفيسَةَ طائِعاً

وَتُبذَلُ لِلمَولى النُفوسُ النَفائِسُ

تَشَوَّقَني الأَهلُ الكِرامُ وَأَوحَشَت

مَواكِبُ بَعدي عِندَهُم وَمَجالِسُ

وَرُبَّتَما زانَ الأَماجِدَ ماجِدٌ

وَرُبَّتَما زانَ الفَوارِسَ فارِسُ

رَفَعتُ عَلى الحُسّادِ نَفسي وَهَل هُمُ

وَما جَمَعوا لَو شِئتُ إِلّا فَرائِسُ

أَيُدرِكُ ما أَدرَكتُ إِلّا اِبنُ هِمَّةٍ

يُمارِسُ في كَسبِ العُلا ما أُمارِسُ

يَضيقُ مَكاني عَن سِوايَ لِأَنَّني

عَلى قِمَّةِ المَجدِ المُؤَثَّلِ جالِسُ

سَبَقتُ وَقَومي بِالمَكارِمِ وَالعُلا

وَإِن رَغِمَت مِن آخَرينَ المَعاطِسُ

عطر الزنبق
02-15-2020, 02:57 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
سَقى ثَرى حَلَبٍ ما دُمتَ ساكِنَها

يا بَدرُ غَيثانِ مُنهَلٌّ وَمُنبَجِسُ

أَسيرُ عَنها وَقَلبي في المَقامِ بِها

كَأَنَّ مُهري لِثُقلِ السَيرِ مُحتَبَسُ

هَذا وَلَولا الَّذي في قَلبِ صاحِبِهِ

مِنَ البَلابِلِ لَم يَقلَق بِهِ فَرَسُ

كَأَنَّما الأَرضُ وَالبُلدانُ موحِشَةٌ

وَرَبعُها دونَهُنَّ العامِرُ الأَنِسُ

مِثلُ الحَصاةِ الَّتي يُرمى بِها أَبَداً

إِلى السَماءِ فَتَرقى ثُمَّ تَنعَكِسُ

عطر الزنبق
02-15-2020, 02:57 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
تَناهَضَ القَومُ لِلمَعالي

لَمّا رَأوا نَحوَها نُهوضي

تَكَلَّفوا المَكرُماتِ كَدّاً

تَكَلُّفَ الشِعرِ بِالعَروضِ

عطر الزنبق
02-15-2020, 02:57 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
لَئِن جَمَعَتنا غَدوَةً أَرضُ بالِسٍ

فَإِنَّ لَها عِندي يَداً لا أُضيعُها

أَحَبُّ بِلادِ اللَهِ أَرضٌ تَحُلُّها

إِلَيَّ وَدارٌ تَحتَويكَ رُبوعُها

أَفي كُلِّ يَومٍ رِحلَةٌ بَعدَ رِحلَةٍ

تَجَرَّعُ نَفسي حَسرَةً وَتَروعُها

فَلي أَبَداً قَلبٌ كَثيرٌ نِزاعُهُ

وَلي أَبَداً نَفسٌ قَليلٌ نُزوعُها

لَحى اللَهُ قَلباً لايَهيمُ صَبابَةً

إِلَيكَ وَعَيناً لاتَفيضُ دُموعُها

عطر الزنبق
02-15-2020, 02:58 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


مَحَلُّكَ الجَوزاءُ بَل أَرفَعُ

وَصَدرُكَ الدَهناءُ بَل أَوسَعُ

وَقَلبُكَ الرَحبُ الَّذي لَم يَزَل

لِلجِدِّ وَالهَزلِ بِهِ مَوضِعُ

رَفِّه بِقَرعِ العودِ سَمعاً غَدا

قَرعُ العَوالي جُلَّ مايُسمَعُ

عطر الزنبق
02-15-2020, 02:58 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
وَلَقَد أَبيتُ وَجُلُّ ما أَدعو بِهِ

حَتّى الصَباحِ وَقَد أَقُضُّ المَضجَعُ

لاهَمُّ إِنَّ أَخي لَدَيكَ وَديعَةٌ

مِنّي وَلَيسَ يَضيعُ ماتَستَودِعُ

عطر الزنبق
02-15-2020, 02:58 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
كَيفَ أَرجو الصَلاحَ مِن أَمرِ قَومٍ

ضَيَّعوا الحَزمَ فيهِ أَيُّ ضَياعِ

فَمُطاعُ المَقالِ غَيرُ سَديدٍ

وَسَديدُ المَقالِ غَيرُ مُطاعِ

عطر الزنبق
02-15-2020, 02:58 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
وَبُقعَةٍ مِن أَحسَنِ البِقاعِ

يُبَشِّرُ الرائِدُ فيها الراعي

بِالخَصبِ وَالمَرتَعِ وَالوَساعِ

كَأَنَّما يَستُرُ وَجهَ القاعِ

مِن سائِرِ الأَلوانِ وَالأَنواعِ

مانَسَجَ الرومُ لِذي الكِلاعِ

مِن صَنعَةِ الخالِقِ لا الصُنّاعِ

وَالماءُ مُنحَطٌّ مِنَ التِلاعِ

كَما تُسَلُّ البيضُ لِلقِراعِ

وَغَرَّدَ القُمرِيَّ لِلسِماعِ

وَرَقَصَ الماءُ عَلى الإيقاعِ

وَنُشِرَ البَهارُ في البِقاعِ

كَأَنَّهُ القُسورَ في الأَسباعِ

عطر الزنبق
02-15-2020, 02:59 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


أَبى غَربُ هَذا الدَمعِ إِلّا تَسَرُّعا

وَمَكنونُ هَذا الحُبِّ إِلّا تَضَوُّعا

وَكُنتُ أَرى أَنّي مَعَ الحَزمِ واحِدٌ

إِذا شِئتُ لي مَمضىً وَإِن شِئتُ مَرجِعا

فَلَمّا اِستَمَرَّ الحُبُّ في غُلَوائِهِ

رَعَيتُ مَعَ المِضياعَةِ الحُبَّ ما رَعى

فَحُزنِيَ حُزنُ الهائِمينَ مُبَرِّحاً

وَسِرِّيَ سِرُّ العاشِقينَ مُضَيَّعا

خَليلَيَّ لِم لا تَبكِياني صَبابَةً

أَأَبدَلتُما بِالأَجرَعِ الفَردِ أَجرَعا

عَلَيَّ لِمَن ضَنَّت عَلَيَّ جُفونُهُ

غَوارِبُ دَمعٍ يَشمَلُ الحَيَّ أَجمَعا

وَهَبتُ شَبابي وَالشَبابُ مَضِنَّةٌ

لِأَبلَجَ مِن أَبناءِ عَمِّيَ أَجمَعا

أَبيتُ مُعَنّىً مِن مَخافَةِ عَتبِهِ

وَأُصبِحُ مَحزوناً وَأُمسي مُرَوَّعا

فَلَمّا مَضى عَصرُ الشَبيبَةِ كُلَّهُ

وَفارَقَني شَرخُ الشَبابِ مُوَدَّعا

تَطَلَّبتُ بَينَ الهَجرِ وَالعَتبِ فُرجَةً

فَحاوَلتُ أَمراً لايُرامُ مُمَنَّعا

وَصِرتُ إِذا مارُمتُ في الخَيرِ لَذَّةً

تَتَبَّعتُها بَينَ الهُمومُ تَتَبُّعا

وَها أَنا قَد حَلّى الزَمانُ مَفارِقي

وَتَوَّجَني بِالشَيبِ تاجاً مُرَصَّعا

فَلَو أَنَّني مُكِّنتُ مِمّا أُريدُهُ

مِنَ العَيشِ يَوماً لَم يَجِد فِيَّ مَوضِعاً

أَما لَيلَةٌ تَمضي وَلا بَعضُ لَيلَةٍ

أُسَرُّ بِها هَذا الفُؤادَ المُفَجَّعا

أَما صاحِبٌ فَردٌ يَدومُ وَفاؤُهُ

فَيُصفي لِمَن أَصفى وَيَرعى لِمَن رَعى

أَفي كُلِّ دارٍ لي صَديقٌ أَوَدُّهُ

إِذا ماتَفَرَّقنا حَفِظتُ وَضَيَّعا

أَقَمتُ بِأَرضِ الرومِ عامَينِ لا أَرى

مِنَ الناسِ مَحزوناً وَلا مُتَصَنِّعا

إِذا خِفتُ مِن أَخوالِيَ الرومِ خُطَّةً

تَخَوَّفتُ مِن أَعمامِيَ العُربِ أَربَعا

وَإِن أَوجَعَتني مِن أَعادِيَّ شيمَةٌ

لَقيتُ مِنَ الأَحبابِ أَدهى وَأَوجَعا

وَلَو قَد رَجَوتُ اللَهَ لاشَيءَ غَيرَهُ

رَجَعتُ إِلى أَعلى وَأَمَّلتُ أَوسَعا

لَقَد قَنِعوا بَعدي مِنَ القَطرِ بِالنَدى

وَمَن لَم يَجِد إِلّا القُنوعَ تَقَنَّعا

وَما مَرَّ إِنسانٌ فَأَخلَفَ مِثلَهُ

وَلَكِن يُزَجّي الناسُ أَمراً مُوَقَّعا

تَنَكَّرَ سَيفُ الدينِ لَمّا عَتَبتُهُ

وَعَرَّضَ بي تَحتَ الكَلامِ وَقَرَّعا

فَقولا لَهُ مِن أَصدَقِ الوُدِّ أَنَّني

جَعَلتُكَ مِمّا رابَني الدَهرَ مَفزَعا

وَلَو أَنَّني أَكنَنتُهُ في جَوانِحي

لَأَورَقَ ما بَينَ الضُلوعِ وَفَرَّعا

فَلا تَغتَرِر بِالناسِ ماكُلُّ مَن تَرى

أَخوكَ إِذا أَوضَعتَ في الأَمرِ أَوضَعا

وَلا تَتَقَلَّد مايَروعُكَ حَليُهُ

تَقَلَّد إِذا حارَبتَ ماكانَ أَقطَعا

وَلاتَقبَلَنَّ القَولَ مِن كُلِّ قائِلٍ

سَأُرضيكَ مَرأىً لَستُ أُرضيكَ مَسمَعا

فَلِلَّهِ إِحسانٌ إِلَيَّ وَنِعمَةٌ

وَلِلَّهِ صُنعٌ قَد كَفاني التَصَنُّعا

أَراني طَريقَ المَكرُماتِ كَما رَأى

عَلِيُّ وَأَسماني عَلى كُلِّ مَن سَعى

فَإِن يَكُ بُطءٌ مَرَّةً فَلَطالَما

تَعَجَّلَ نَحوي بِالجَميلِ وَأَسرَعا

وَإِن يَجفُ في بَعضِ الأُمورِ فَإِنَّني

لَأَشكُرُهُ النُعمى الَّتي كانَ أَودَعا

وَإِن يَستَجِدَّ الناسَ بَعدي فَلا يَزَل

بِذاكَ البَديلِ المُستَجَدِّ مُمَتَّعا

عطر الزنبق
02-15-2020, 02:59 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


المَجدُ بِالرَقَّةِ مَجموعُ

وَالفَضلُ مَرئِيٌّ وَمَسموعُ

إِنَّ بِها كُلَّ عَميمِ النَدى

يَداهُ لِلجودِ يَنابيعُ

وَكُلَّ مَبذولِ القِرى بَيتُهُ

عَلى عُلا العَلياءِ مَرفوعُ

لَكِن أَتاني نَبَأٌ رائِعٌ

يَضيقُ عَنهُ السَمعُ وَالرَوعُ

أَنَّ بَني عَمّي وَحاشاهُمُ

شَعبُهُم بِالخُلفِ مَصدوعُ

ما لِعَصا قَومِيَ قَد شَقَّها

تَفارُطٌ مِنهُم وَتَضيِيعُ

بَني أَبي فَرَّقَ ما بَينَكُمُ

واشٍ عَلى الشَحناءِ مَطبوعُ

عودوا إِلى أَحسَنِ ماكُنتُمُ

فَأَنتُمُ الغُرُّ المَرابيعُ

لا يَكمُلُ السُؤدُدُ في ماجِدٍ

لَيسَ لَهُ عَودٌ وَمَرجوعُ

أَنَبذِلُ الوُدَّ لِأَعدائِنا

وَهوَ عَنِ الإِخَوَةِ مَمنوعُ

أَو نَصِلُ الأَبعَدَ مِن قَومِنا

وَالنَسَبُ الأَقرَبُ مَقطوعُ

لايَثبُتُ العِزُّ عَلى فُرقَةٍ

غَيرُكَ بِالباطِلِ مَخدوعُ

عطر الزنبق
02-15-2020, 02:59 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif





هِيَ الدارُ مِن سَلمى وَهاتي المَرابِعُ

فَحَتّى مَتى ياعَينُ دَمعُكِ هامِعٌ

أَلَم يَنهَكِ الشَيبُ الَّذي حَلَّ نازِلاً

وَلِلشَيبِ بَعدَ الجَهلِ لِلمَرءِ رادِعُ

لَئِن وَصَلَت سَلمى حِبالَ مَوَدَّتي

فَإِنَّ وَشيكَ البَينِ لاشَكَّ قاطِعُ

وَإِن حَجَبَت عَنّا النَوى أُمَّ مالِكٍ

لَقَد ساعَدَتها كِلَّةٌ وَبَراقِعُ

وَإِن ظَمِئَت نَفسي إِلى طيبِ ريقِها

لَقَد رَوِيَت بِالدَمعِ مِنّي المَدامِعُ

وَإِن أَفَلَت تِلكَ البُدورُ عَشِيَّةً

فَإِنَّ نُحوسي بِالفِراقِ طَوالِعُ

وَلَمّا وَقَفنا لِلوَداعِ غَدِيَّةً

أَشارَت إِلَينا أَعيُنٌ وَأَصابِعُ

وَقالَت أَتَنسى العَهدَ بِالجِزعِ وَاللِوى

وَما ضَمَّهُ مِنّا النَقا وَالأَجارِعُ

وَأَجرَت دُموعاً مِن جُفونٍ لِحاظُها

شِفارٌ عَلى قَلبِ المُحِبِّ قَواطِعُ

فَقُلتُ لَها مَهلاً فَما الدَمعُ رائِعي

وَما هُوَ لِلقَرمِ المُصَمِّمِ رائِعُ

لَئِن لَم أُخَلِّ العيسَ وَهيَ لَواغِبٌ

حَدابيرَ مِن طولِ السَرى وَظَوالِعُ

فَما أَنا مِن حَمدانَ في الشَرَفِ الَّذي

لَهُ مَنزِلٌ بَينَ السَماكَينِ طالِعُ.

عطر الزنبق
02-15-2020, 03:06 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


أَيا قَلبي أَما تَخشَع

وَيا عِلمي أَما تَنفَع

أَما حَقّي بِأَن أَنظُ

رَ لِلدُنيا وَما تَصنَع

أَما شَيَّعتُ أَمثالي

إِلى ضيقٍ مِنَ المَضجَع

أَما أَعلَمُ أَن لا بُد

دَ لي مِن ذالِكَ المَصرَع

أَيا غَوَثاهُ بِاللا

هِ هَذا الأَمرُ ما أَفظَع

عطر الزنبق
02-15-2020, 03:06 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


ما لِعَبيدِ مِنَ الَّذي

يَقضي بِهِ اللَهُ اِمتِناعُ

ذُدتُ الأُسودَ عَنِ الفَرا

ئِسِ ثُمَّ تَفرِسُني الضِباعُ

عطر الزنبق
02-15-2020, 03:06 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


وَما تَعَرَّضَ لي يَأسٌ سَلَوتُ بِهِ

إِلّا تَجَدَّدَ لي في إِثرِهِ طَمَعُ

وَلا تَناهَيتُ في شَكوى مَحَبَّتِهِ

إِلّا وَأَكثَرَ مِمّا قُلتُ ما أَدعُ

عطر الزنبق
02-15-2020, 03:06 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


أُنظُر إِلى زَهرِ الرَبيعِ

وَالماءِ في بِرَكِ البَديعِ

وَإِذا الرِياحُ جَرَت عَلَي

هِ في الذَهابِ وَفي الرُجوعِ

جَرَّت عَلى بيضِ الصَفا

ئِحِ بَينَنا حَلَقَ الدُروعِ

عطر الزنبق
02-15-2020, 03:07 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


مِن بَحرِ شِعرِكَ أَغتَرِف

وَبِفَضلِ عِلمِكَ أَعتَرِف

أَنشَدتَني فَكَأَنَّما

شَقَقتَ عَن دُرٍّ صَدَف

شِعراً إِذا ماقِستُهُ

بِجَميعِ أَشعارِ السَلَف

قَصَّرنَ دونَ مَداهُ تَق

صيرَ الحُروفِ عَنِ الأَلِف

عطر الزنبق
02-15-2020, 03:07 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


غَيري يُغَيِّرُهُ الفَعالُ الجافي

وَيَحولُ عَن شِيَمِ الكَريمِ الوافي

لا أَرتَضي وُدّاً إِذا هُوَ لَم يَدُم

عِندَ الجَفاءِ وَقِلَّةِ الإِنصافِ

تَعِسَ الحَريصُ وَقَلَّ ما يَأتي بِهِ

عِوَضاً مِنَ الإِلحاحِ وَالإِلحافِ

إِنَّ الغَنِيَّ هُوَ الغَنِيُّ بِنَفسِهِ

وَلَوَ أَنَّهُ عاري المَناكِبِ حافِ

ماكُلُّ مافَوقَ البَسيطَةِ كافِياً

فَإِذا قَنِعتَ فَكُلُّ شَيءٍ كافِ

وَتَعافُ لي طَمَعَ الحَريصِ أُبُوَّتي

وَمُروءَتي وَقَناعَتي وَعَفافي

ماكَثرَةُ الخَيلِ الجِيادِ بِزائِدي

شَرَفاً وَلا عَدَدُ السَوامِ الضافي

خَيلي وَإِن قَلَّت كَثيرٌ نَفعُها

بَينَ الصَوارِمِ وَالقَنا الرَعّافِ

وَمَكارِمي عَدَدُ النُجومِ وَمَنزِلي

مَأوى الكِرامِ وَمَنزِلُ الأَضيافِ

لا أَقتَني لِصُروفِ دَهري عُدَّةً

حَتّى كَأَنَّ صُروفُهُ أَحلافي

شِيَمٌ عُرِفتُ بِهِنَّ مُذ أَنا يافِعٌ

وَلَقَد عَرَفتُ بِمِثلِها أَسلافي

عطر الزنبق
02-15-2020, 03:07 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


أَيا ظالِماً أَمسى يُعاتِبُ مُنصِفاً

أَتُلزِمُني ذَنبَ المُسيءِ تَعَجرُفا

بَدَأتُ بِتَنميقِ العِتابِ مَخافَةَ ال

عِتابِ وَذِكري بِالجَفا خَشيَةَ الجَفا

أُوافى عَلى عُلّاتِ عَتبِكَ صابِراً

وَأُلفى عَلى حالاتِ ظُلمِكَ مُنصِفا

وَكُنتُ إِذا صافَيتُ خِلّاً مَنَحتُهُ

بِهِجرانِهِ وَصلاً وَمِن غَدرِهِ وَفا

فَهَيَّجَ بي هَذا الكِتابُ صَبابَةً

وَجَدَّدَ لي هَذا العِتابُ تَأَسُّفا

فَإِن أَدنَتِ الأَيّامُ داراً بَعيدَةً

شَفى القَلبَ مَظلومٌ مِنَ العَتبِ فَاِشتَفى

فَإِن كُنتُهُ أَقرَرتُ بِالذَنبِ تائِباً

وَإِن لَم أَكُن أَمسَكتُ عَنهُ تَأَلُّفا

عطر الزنبق
02-15-2020, 03:07 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


وَفِتيانِ صِدقٍ أَمَّلوا أَن أَزورَهُم

وَما مِنهُمُ إِلّا كَريمٌ وَمِنصِفُ

فَوافَيتُهُم نَشوانَ وَاللَيلُ زاحِفٌ

إِلى سائِرِ الآفاقِ وَالشَمسُ تَطرِفُ

عطر الزنبق
02-15-2020, 03:08 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
وَمُرتَدٍ بِطُرَّةٍ

مُسبَلَةِ الرَفارِفِ

كَأَنَّها مُرسَلَةٌ

مِن زَرَدٍ مُضاعَفِ

عطر الزنبق
02-15-2020, 03:08 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif









غُلامٌ فَوقَ ما أَصِفُ

كَأَنَّ قَوامَهُ أَلِفُ

إِذا ما مالَ يُرعِبُني

أَخافُ عَلَيهِ يَنقَصِفُ

وَأُشفِقُ مِن تَأَوِّدِهِ

أَخافُ يُذيبُهُ التَرَفُ

سُروري عِندَهُ لُمَعٌ

وَدَهرِيَ كُلَّهُ أَسَفُ

وَأَمري كُلَّهُ أُمَمٌ

وَحُبِّيَ وَحدَهُ سَرَفُ

عطر الزنبق
02-15-2020, 03:19 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif

إِنّي أَقولُ بِما عَلِم

تُ وَلا أَجورُ وَلا أُخيف

أَمّا عَلَيَّ الجَعفَرِي

يَ فَإِنَّهُ الحُرُّ العَفيف

نَسَبٌ شَريفٌ زانَهُ

في أَهلِهِ خُلُقٌ شَريف

عطر الزنبق
02-15-2020, 03:19 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif



أَشاقَكَ الطَيفُ أَلَمَّ طارِقُه

آخِرَ لَيلٍ لَم يَنَمهُ عاشِقُه

وَالصُبحُ في أَعقابِهِ يُساوِقُه

طالِبُ ثَأرٍ مِن ظَلامٍ لاحِقُه

مُزِّقَ عَن ضَبابِهِ سُرادِقُه

وَاِنجابَ عَن ثَوبِ الظَلامِ غاسِقُه

مِن بَعدِ ما سَرَّ مَشوقاً شائِقُه

وَنَعَقَت بِبَينِهِ نَواعِقُه

أَبقى عَلَيهِ مِن جَوىً مُفارِقُه

رَسيسَ حُبٍّ عَلِقَت عَلائِقُه

وَفَيضَ دَمعٍ شَرِقَت مَدافِقُه

مِزاجُهُ مِن أَجَإٍ مُشارِقُه

قَد ضَمِنَت خِذرافَهُ أَبارِقُه

رَعَت بَقايا حَمضِهِ أَيانِقُه

حَتّى تَقَصّى عاذِلٌ فَتايِقُه

وافَقَ مِن مِلحانِ ما يُوافِقُه

ثُمَّ اِطَّباهُ ضارِجٌ فَبارِقُه

إِلى مُلَثٍّ لَم يَكُس يُفارِقُه

مِن أَنَفِ الوَسمِيِّ نَوءُ صادِقُه

مُنبَجِسٌ مُرتَجِسٌ صَواعِقُه

إِذا اِدلَهَمَّ أَو أَضاءَ بارِقُه

وَهَدَرَت عَلى الثَرى شَقاشِقُه

وَالوَحشُ في أَرجائِهِ تُسابِقُه

كَأَنَّها مُجفَلَةٌ وَسائِقُه

أَهدَت إِلى أَربُعِهِ وَدائِقُه

قَشيبَ رَوضٍ دُبِّجَت نَمارِقُه

وَهَبَّ وَسنانُ النَباتِ لاحِقُه

إِذا بَكاهُ ضَحِكَت بَوارِقُه

يَفوحُ كَالمِسكِ اِنتَشاهُ ناشِقُه

كَأَنَّما قَد ضُمِّنَت مَهارِقُه

وَلَبِسَت مِن زَهرِهِ حَدائِقُه

سَموطَ حَليٍ فُصِّلَت عَقائِقُه

وَعُنِيَت بِنَظمِهِ عَواتِقُه

تَأوي إِلى غُدرانِهِ شَوائِقُه

تَكثُرُ في بُطنانِهِ عَقاعِقُه

تَنشَقُّ عَن صُدورِها غَلافِقُه

كَأَنَّما وَراءَها طَرائِقُه

فَرعُ لِواءٍ لِلرِياحِ خافِقُه

وَجُرشَعٍ عالي التَليلِ آفِقُه

خاظي مَجالِ الدَفَّتَينِ ناهِقُه

عَبلِ الشَوى تَقارَبَت مَرافِقُه

أَنجَبَهُ وَجيهُهُ وَلاحِقُه

ضافي القَرا عَناقَهُ عَنائِقُه

تَحسَبُهُ إِذا عَلاكَ فائِقُه

يَمشي بِجَزعٍ مُشرِفٍ غَرانِقُه

نِعمَ الفَتى يَومَ الوَغى مُرافِقُه

إِذا دَجا اللَيلُ وَغابَ شارِقُه

وَضاقَ عَن عَينِ الصَوابِ مُرافِقُه

لَيلُ وَغىً نُجومُهُ يَلامِقُه

وَأَبيَضٍ كَالصُبحِ لاحَ فاتِقُه

رَيّانِ مَتنِ الصَفحَتَينِ رائِقُه

يَكادُ يَجري مِن قَراهُ دافِقُه

يَصحَبُ مِن طولِ السُرى شَقاشِقُه

مُعَوَّدٌ حَملَ الدِياتِ عاتِقُه

جَوّابُ مَرتٍ مُقفِرٍ سَمالِقُه

خَرقٌ لِهَزِّ اليَعمَلاتِ خارِقُه

بَكِيُّ أَمواهِ الرَكِيُّ طارِقُه

كَأَنَّما تَحمِلُهُ نَقانِقُه

لا أَصحَبُ الخَوفَ وَلا أُرافِقُه

وَالمَوتُ حَتمٌ كُلُّ حَيٍّ ذائِقُه

ما أَنا إِن رُمتُ النَجاءَ سابِقُه

في كُلِّ يَومٍ صاحِبٌ أُفارِقُه

وَصاحِبٍ لَم أَبلُهُ أُصادِقُه

هَذا زَمانٌ شَرُسَت خَلائِقُه

وَخَبُثَت عَلى الفَتى طَرائِقُه

أَعدى أَعاديهِ بِهِ يُصادِقُه

أَخلَصُ مَن يَوَدُّهُ يُنافِقُه

في كُلِّ ما يَسُرُّهُ يُوافِقُه

وَكُلُّ ما يَسوءُهُ يُفارِقُه

إِن طَرَقَت مِن زَمَنٍ طَوارِقُه

أَو عاقَ عَن بَعضِ الأُمورِ عائِقُه

أَنبَأَني بِغِلِّهِ حَمالِقُه

إِنّي عَلى عِلّاتِهِ أُرافِقُه

أُصفي لَهُ الوِدَّ وَلا أُماذِقُه

يا مُنيَتي وَإِن بَدَت بَوائِقُه

إِن أَضمَرَ السوءَ فَحَسبِيَ خالِقُه

عطر الزنبق
02-15-2020, 03:20 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif



لي صَديقٌ عَلى الزَمانِ صَديقي

وَرَفيقٌ مَعَ الخُطوبِ رَفيقي

لَو تَراني إِذا اِستَهَلَّت دُموعي

في صَبوحٍ ذَكَرتُهُ أَو غَبوقِ

أَشرَبُ الدَمعَ مَع نَديمي بِكَأسي

وَأُحَلّي عِقيانَها بِعَقيقِ

عطر الزنبق
02-15-2020, 03:20 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
وَلَمّا عَزَّ دَمعُ العَينِ فاضَت

دِماءً عِندَ تَرحالِ الفَريقِ

وَقَد نَظَمَت عَلى خَدّي سُموطاً

مِنَ الدُرِّ المُفَصَّلِ بِالعَقيقِ

عطر الزنبق
02-15-2020, 03:20 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif





هَل تُحِسّانِ لي رَفيقاً رَفيقا

مُخلِصَ الوُدِّ أَو صَديقاً صَديقا

لارَعى اللَهُ ياخَليلَيَّ دَهراً

فَرَّقَتنا صُروفُهُ تَفريقا

كُنتُ مَولاكُما وَما كُنتُ إِلّا

والِداً مُحسِناً وَعَمّاً شَفيقا

فَاِذكُراني وَكَيفَ لاتَذكُراني

كُلَّما اِستَخوَنَ الصَديقُ الصَديقا

بِتُّ أَبكيكُما وَإِنَّ عَجيباً

أَن يَبيتَ الأَسيرُ يَبكي الطَليقا

عطر الزنبق
02-15-2020, 03:21 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif



الحُزنُ مُجتَمِعٌ وَالصَبرُ مُفتَرِقُ

وَالحُبُّ مُختَلِفٌ عِندي وَمُتَّفِقُ

وَلي إِذا كُلَّ عَينٍ نامَ صاحِبُها

عَينٌ تَحالَفَ فيها الدَمعُ وَالأَرَقُ

لَولاكِ يا ظَبيَةَ الإِنسِ الَّتي نَظَرَت

لَما وَصَلنَ إِلى مَكروهِيَ الحَدَقُ

لَكِن نَظَرتُ وَقَد سارَ الخَليطُ ضُحىً

بِناظِرٍ كُلُّ حُسنٍ مِنهُ مُستَرَقُ

عطر الزنبق
02-15-2020, 03:22 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif



يا أَخي قَد وَهَبتُ ذَنبَ زَمانٍ

طَرَقَتني صُروفُهُ بِالمَهالِك

لَم يَهَب لي صُبابَةً مِن رُقادٍ

لَم يَجُد لي فيها بِطَيفِ خَيالِك

قَد قَنِعنا بِذَلِكَ النَزرِ مِنهُ

وَغَفَرنا لَهُ الذُنوبَ لِذَلِك

عطر الزنبق
02-15-2020, 03:22 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif



ياغُلامي بَل سَيِّدي لَن أَمَلَّك

هَب لِمَولاكَ لاعَدِمتُكَ عَدلَك

خَوفَ أَن يَصطَفيكَ غَيرِيَ بَعدي

لا أَرى أَن أَقولَ قُدِّمتُ قَبلَك

عطر الزنبق
02-15-2020, 03:22 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
بِالكُرهِ مِنّي وَاِختِيارِك

أَن لا أَكونَ حَليفَ دارِك

يا تارِكي إِنّي لِذِك

رِكَ ما حَيِيتُ لَغَيرُ تارِك

كُن كَيفَ شِئتَ فَإِنَّني

ذاكَ المُواسي وَالمُشارِك

عطر الزنبق
02-15-2020, 03:23 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif





إِلَيكَ أَشكو مِنكَ ياظالِمي

إِذ لَيسَ في العالَمِ مُعدٍ عَلَيك

أَعانَكَ اللَهُ بِخَيرٍ أَعِن

مَن لَيسَ يَشكو مِنكَ إِلّا إِلَيك

عطر الزنبق
02-15-2020, 04:28 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif



ياقَرحُ لَم يَندَمِلِ الأَوَّلُ

فَهَل بِقَلبي لَكُما مَحمَلُ

جُرحانِ في جِسمٍ ضَعيفِ القِوى

حَيثُ أَصابا فَهُوَ المَقتَلُ

تَقاسَمُ الأَيّامُ أَحبابَنا

وَقِسمُها الأَفضَلُ وَالأَجمَلُ

وَلَيتَها إِذ أَخَذَت قِسمَها

عَن قِسمِنا تُغمِضُ أَو تَغفَلُ

وُقّيتَ في الآخِرِ مِن صَرفِها ال

جائِرِ ما جَرَّعَكَ الأَوَّلُ

فَفِديَةُ المَأسورِ مَقبولَةٌ

وَفِدِيَةُ المَيِيتِ لا تُقبَلُ

لا تَعدَمَنَّ الصَبرَ في حالَةٍ

فَإِنَّهُ لَلخُلُقُ الأَجمَلُ

وَعِشتُ في عِزٍّ وَفي نِعمَةٍ

وَجَدُّكَ المُقتَبِلُ المُقبِلُ

عطر الزنبق
02-15-2020, 04:28 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif




أَيُّ اِصطِبارٍ لَيسَ بِالزائِلِ

وَأَيُّ دَمعٍ لَيسَ بِالهامِلِ

إِنّا فُجِعنا بِفَتى وائِلٍ

لَمّا فُجِعنا بِأَبي وائِلِ

المُشتَري الحَمدَ بِأَموالِهِ

وَالبائِعِ النائِلَ بِالنائِلِ

ماذا أَرادَت سَطَواتُ الرَدى

بِالأَسَدِ اِبنِ الأَسَدِ الباسِلِ

السَيِّدِ اِبنِ السَيِّدِ المُرتَجى

وَالعالِمِ اِبنُ العالِمِ الفاضِلِ

أَقسَمتُ لَو لَم يَحكِهِ ذِكرُهُ

رَجَعنَ عَنهُ بِشَبّاً ثاكِلِ

كَأَنَّما دَمعِيَ مِن بَعدِهِ

صَوبُ سَحابٍ واكِفٍ وابِلِ

ما أَنا أَبكيهِ وَلَكِنَّما

تَبكيهِ أَطرافُ القَنا الذابِلِ

ماكانَ إِلّا حَدَثاً نازِلاً

مُوَكَّلاً بِالحَدَثِ النازِلِ

دانٍ إِلى سُبلِ النَدى وَالعُلا

ناءٍ عَنِ الفَحشاءِ وَالباطِلِ

أَرى المَعالي إِذ قَضى نَحبَهُ

تَبكي بُكاءَ الوالِهِ الثاكِلِ

الأَسَدُ الباسِلُ وَالعارِضُ ال

هاطِلُ عِندَ الزَمَنِ الماحِلِ

لَو كانَ يَفدي مَعشَرٌ هالِكاً

فَداهُ مِن حافٍ وَمِن ناعِلِ

فَكَم حَثا قَبرَكَ مِن راغِبٍ

وَكَم حَشا تُربَكَ مِن آمِلِ

سَقى ثَرىً ضَمَّ أَبا وائِلٍ

صَوبُ عَطايا كَفِّهِ الهاطِلِ

لادَرَّ دَرُّ الدَهرِ مابالُهُ

حَمَّلَني مالَستُ بِالحامِلِ

كانَ اِبنُ عَمّي إِن عَرا حادِثٌ

كَاللَيثِ أَو كَالصارِمِ الصاقِلِ

كانَ اِبنُ عَمّي عالِماً فاضِلاً

وَالدَهرُ لايُبقي عَلى فاضِلِ

كانَ اِبنُ عَمّي بَحرَ جودٍ طَمى

لَكِنَّهُ بَحرٌ بِلا ساحِلِ

مَن كانَ أَمسى قَلبُهُ خالِياً

فَإِنَّني في شُغُلٍ شاغِلِ

عطر الزنبق
02-15-2020, 04:28 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif





ضَلالٌ مارَأَيتُ مِنَ الضَلالِ

مُعاتَبَةُ الكَريمِ عَلى النَوالِ

وَإِنَّ مَسامِعي عَن كُلِّ عَذلٍ

لَفي شُغلٍ بِحَمدٍ أَو سُؤالِ

وَلا وَاللَهِ مابَخِلَت يَميني

وَلا أَصبَحتُ أَشقاكُم بِمالي

وَلا أُمسي يُحَكَّمُ فيهِ بَعدي

قَليلُ الحَمدِ مَذمومَ الفِعالِ

وَلَكِنّي سَأُفنيهِ وَأَقني

ذَخائِرَ مِن ثَوابٍ أَو جَمالِ

وَلِلوُرّاثِ إِرثُ أَبي وَجَدّي

جِيادُ الخَيلِ وَالأَسَلِ الطِوالِ

وَما تَجني سَراةُ بَني أَبينا

سِوى ثَمَراتِ أَطرافِ العَوالي

مَمالِكُنا مَكاسِبُنا إِذا ما

تَوارَثَها رِجالٌ عَن رِجالِ

إِذا لَم تُمسِ لي نارٌ فَإِنّي

أَبيتُ لِنارِ غَيري غَيرَ صالِ

أَوَينا بَينَ أَطنابِ الأَعادي

إِلى بَلَدٍ مِنَ النُصّارِ خالِ

نَمُدُّ بُيوتُنا في كُلِّ فَجٍّ

بِهِ بَينَ الأَراقِمِ وَالصِلالِ

نَعافُ قُطونَهُ وَنَمَلُّ مِنهُ

وَيَمنَعُنا الإِباءُ مِنَ الزِيالِ

مَخافَةَ أَن يُقالَ بِكُلِّ أَرضٍ

بَنو حَمدانَ كَفّوا عَن قِتالِ

أَسَيفَ الدَولَةِ المَأمولَ إِنّي

عَنِ الدُنيا إِذا ماعِشتَ سالِ

وَمَن وَرَدَ المَهالِكَ لَم تَرُعهُ

رَزايا الدَهرِ في أَهلٍ وَمالِ

إِذا قُضِيَ الحِمامُ عَلَيَّ يَوماً

فَفي نَصرِ الهُدى بِيَدِ الضَلالِ

إِذا مالَم تَخُنكَ يَدٌ وَقَلبٌ

فَلَيسَ عَلَيكَ خائِنَةُ اللَيالي

وَأَنتَ أَشَدُّ هَذا الناسِ بَأساً

وَأَصبَرُهُم عَلى نُوَبِ القِتالِ

وَأَهجَمُهُم عَلى جَيشٍ كَثيفٍ

وَأَغوَرُهُم عَلى حَيٍّ حِلالِ

ضَرَبتَ فَلَم تَدَع لِلسَيفِ حَدّاً

وَجُلتَ بِحَيثُ ضاقَ عَنِ المَجالِ

فَقُلتَ وَقَد أَظَلَّ المَوتُ صَبراً

وَإِنَّ الصَبرَ عِندَ سِواكَ غالِ

أَلا هَل مُنكِرٌ يا اِبنَي نِزارٍ

مَقامي يَومَ ذَلِكَ أَو مَقالي

أَلَم أَثبُت لَها وَالخَيلُ فَوضى

بِحَيثُ تَخِفُّ أَحلامُ الرِجالِ

تَرَكتُ ذَوابِلَ المُرّانِ فيها

مُخَضَّبَةً مُحَطَّمَةَ الأَعالي

وَعُدتُ أَجَرُّ رُمحي عَن مَقامٍ

تُحَدِّثُ عَنهُ رَبّاتُ الحِجالِ

فَقائِلَةٍ تَقولُ أَبا فِراسٍ

أُعيذُ عُلاكَ مِن عَينِ الكَمالِ

وَقائِلَةٍ تَقولُ جُزيتَ خَيراً

لَقَد حامَيتَ عَن حَرَمَ المَعالي

وَمُهري لايَمَسُّ الأَرضَ زَهواً

كَأَنَّ تُرابَها قُطبُ النِبالِ

كَأَنَّ الخَيلَ تَعرِفُ مَن عَلَيها

فَفي بَعضٍ عَلى بَعضٍ تُعالي

عَلَينا أَن نُعاوِدَ كُلَّ يَومٍ

رَخيصٍ عِندَهُ المُهَجُ الغَوالي

فَإِن عِشنا ذَخَرناها لِأُخرى

وَإِن مُتنا فَمَوتاتُ الرِجالِ

عطر الزنبق
02-15-2020, 04:28 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
أَيا عَجَباً لِأَمرِ بَني قُشَيرٍ

أَراعونا وَقالوا القَومُ قُلُّ

وَكانوا الكُثرَ يَومَئِذٍ وَلَكِن

كَثُرنا إِذ تَعارَكنا وَقَلّوا

وَقالَ الهامُ لِلأَجسادِ هَذا

يُفَرِّقُ بَينَنا إِن لَم تُوَلّوا

فَوَلَّوا لِلقَنا وَالبيضِ فيهِم

وَفي جيرانِهِم نَهلٌ وَعَلُّ

وَرُحنا بِالقَلائِعِ كُلُّ نَهدٍ

مُطِلٍّ فَوقَهُ نَهدٌ مُطِلُّ

عطر الزنبق
02-15-2020, 04:29 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif


إِباءٌ إِباءُ البَكرِ غَيرُ مُذَلَّلِ

وَعَزمٌ كَحَدِّ السَيفِ غَيرُ مُفَلَّلِ

أَأُغضي عَلى الأَمرِ الَّذي لا أُريدُهُ

وَلَمّا يَقُم بِالعُذرِ رُمحي وَمُنصِلي

أَبى اللَهُ وَالمَهرُ المَنيعِيَّ وَالقَنا

وَأَبيَضُ وَقّاعٌ عَلى كُلِّ مَفصِلِ

وَفِتيانُ صِدقٍ مِن غَطاريفَ وائِلٍ

إِذا قيلَ رَكبُ المَوتِ قالوا لَهُ اِنزِلِ

يَسوسُهُمُ بِالخَيرِ وَالشَرِّ ماجِدٌ

جَرورٌ لِأَذيالِ الخَميسِ المُذَيَّلِ

لَهُ بَطشُ قاسٍ تَحتَهُ قَلبُ راحِمٍ

وَمَنعُ بَخيلٍ تَحتَهُ بَذلُ مُفضِلِ

وَعَزمَةُ خَرّاجٍ مِنَ الضَيمِ فاتِكٍ

وَفِيٍّ أَبِيٍّ يَأخُذُ الأَمرَ مِن عَلِ

عَزوفٌ أَنوفٌ لَيسَ يَقرَعُ سِنَّهُ

جَريءٌ مَتى يَعزِم عَلى الأَمرِ يَفعَلِ

شَديدٌ عَلى طَيِّ المَنازِلِ صَبرُهُ

إِذا هُوَ لَم يَظفَر بِأَكرَمِ مَنزِلِ

بِكُلِّ مُحَلّاةِ السَراةِ بِضَيغَمٍ

وَكُلِّ مُعَلّاةِ الرَحالِ بِأَحدَلِ

كَأَنَّ أَعالي رَأسِها وَسَنامِها

مَنارَةُ قَسّيسٍ قُبالَةَ هَيكَلِ

سَرَيتُ بِها مِن ساحِلِ البَحرِ أَغتَدي

عَلى كَفرِطابٍ صَوبُها لَم يُحَوَّلِ

وَقَدَّمتُ نُذري أَن يَقولوا غَدَرتَنا

وَأَقبَلتُ لَم أُرهِق وَلَم أَتَحَيَّلِ

إِلى عَرَبٍ لاتَختَشي غَلبَ غالِبٍ

ذُؤابَةِ حَيِّ عامِرٍ وَالمُحَجَّلِ

تَواصَت بِمُرِّ الصَبرِ دونَ حَريمِها

فَلَمّا رَأَتنا أَجفَلَت كُلَّ مُجفَلِ

فَبَينَ قَتيلٍ بِالدِماءِ مُضَرَّجٌ

وَبَينَ أَسيرٍ في الحَديدِ مُكَبَّلِ

فَلَمّا أَطَعتُ الجَهلَ وَالغَيظَ ساعَةً

دَعَوتُ بِحِلمي أَيُّها الحِلمُ أَقبِلِ

بُنَيّاتُ عَمّي هُنَّ لَيسَ يَرينَني

بُعَيدَ التَجافي أَو قَليلَ التَفَضُّلِ

شَفيعُ النِزارِيّاتِ غَيرُ مُخَيِّبٍ

وَداعي النِزارِيّاتِ غَيرُ مُخَذَّلِ

رَدَدتُ بِرَغمِ الجَيشِ ماحازَ كُلَّهُ

وَكَلَّفتُ مالي غُرمَ كُلِّ مُضَلِّلِ

فَأَصبَحتُ في الأَعداءِ أَيُّ مُمَدِّحٍ

وَإِن كُنتُ في الأَصحابِ أَيُّ مُعَذَّلِ

مَضى فارِسُ الحَيَّينِ زَيدُ بنُ مَنعَةٍ

وَمَن يَدنُ مِن نارِ الوَقيعَةِ يَصطَلِ

وَقَرما بَني البَنّا تَميمَ اِبنِ غالِبٍ

هُمامانِ طَعّانانِ في كُلِّ جَحفَلِ

وَلَو لَم تَفُتني سَورَةُ الحَربِ فيهِما

جَرَيتُ عَلى رَسمٍ مِنَ الصَفحِ أَوَّلِ

وَعُدتُ كَريمَ البَطشِ وَالعَفوُ ظافِراً

أُحَدِّثُ عَن يَومٍ أَغَرَّ مُحَجَّلِ

عطر الزنبق
02-15-2020, 04:29 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
نَفسي فِداأُكَ قَد بَعَث

تُ بِعُهدَتي بِيَدِ الرَسولِ

أَهدَيتُ نَفسي إِنَّما

يُهدى الجَليلُ إِلى الجَليلِ

وَجَعَلتُ ما مَلَكَت يَدي

بُشرى المُبَشِّرِ بِالقَبولِ

عطر الزنبق
02-15-2020, 04:29 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif



نَعَم تِلكَ بَينَ الوادِيَينِ الخَمايِلُ

وَذَلِكَ شاءٌ دونَهُنَّ وَجامِلُ

فَما كُنتُ إِذ بانوا بِنَفسِكَ فاعِلاً

فَدونَكَ مُت إِنَّ الخَليطَ لَزائِلُ

كَأَنَّ اِبنَةَ القَيسِيِّ في أَخَواتِها

خَذولٌ تُراعيها الظِباءُ الخَواذِلُ

قُشَيرِيَّةٌ قَترِيَّةٌ بَدَوِيَّةٌ

لَها بَينَ أَثناءِ الضُلوعِ مَنازِلُ

وَهَبتُ سُلُوّي ثُمَّ جِئتُ أَرومُهُ

وَمِن دونِ مارُمتُ القَنا وَالقَنابِلُ

هَوانا غَريبٌ شُزَّبُ الخَيلِ وَالقَنا

لَنا كُتُبٌ وَالباتِراتُ رَسائِلُ

أَغَرنَ عَلى قَلبي بِخَيلٍ مِنَ الهَوى

فَطارَدَ عَنهُنَّ الغَزالُ المُغازِلُ

بِأَسهُمِ لَفظٍ لَم تُرَكَّب نِصالُها

وَأَسيافِ لَحظٍ ماجَلَتها الصَياقِلُ

وَقائِعُ قَتلى الحُبِّ فيها كَثيرَةٌ

وَلَم يَشتَهِر سَيفٌ وَلا هُزَّ ذابِلُ

أَرامِيَتي كُلَّ السِهامِ مُصيبَةٌ

وَأَنتِ لِيَ الرامي وَكُلّي مَقاتِلُ

وَإِنّي لَمِقدامٌ وَعِندَكِ هائِبٌ

وَفي الحَيِّ سَحبانٌ وَعِندَكِ باقِلُ

يَضِلُّ عَليَّ القَولُ إِن زُرتُ دارَها

وَيَعزُبُ عَنّي وَجهُ ما أَنا فاعِلُ

وَحُجَّتُها العُليا عَلى كُلِّ حالَةٍ

فَباطِلُها حَقٌّ وَحَقِّيَ باطِلُ

تُطالِبُني بيضُ الصَوارِمِ وَالقَنا

بِما وَعَدَت جَدَّيَّ فِيَّ المَخايِلُ

وَلا ذَنبَ لي إِنَّ الفُؤادَ لَصارِمٌ

وَإِنَّ الحُسامَ المَشرَفِيِّ لَفاصِلُ

وَإِنَّ الحِصانَ الوالِقِيَّ لَضامِرٌ

وَإِنَّ الأَصَمَّ السَمهَرِيَّ لَعاسِلُ

وَلَكِنَّ دَهراً دافَعَتني خُطوبُهُ

كَما دَفَعَ الدَينَ الغَريمُ المُماطِلُ

وَأَخلافُ أَيّامٍ إِذا ما اِنتَجَعتُها

حَلَبتُ بَكِيّاتٍ وَهُنَّ حَوافِلُ

وَلَو نيلَتِ الدُنيا بِفَضلٍ مَنَحتُها

فَضائِلَ تَحويها وَتَبقى فَضائِلُ

وَلَكِنَّها الأَيّامُ تَجري بِما جَرَت

فَيَسفُلُ أَعلاها وَيَعلو الأَسافِلُ

لَقَد قَلَّ أَن تَلقى مِنَ الناسِ مُجمَلاً

وَأَخشى قَريباً أَن يَقِلَّ المُجامِلُ

وَلَستُ بِجَهمِ الوَجهِ في وَجهِ صاحِبي

وَلا قائِلٍ لِلضَيفِ هَل أَنتَ راحِلُ

وَلَكِن قِراهُ ما تَشَهّى وَرِفدُهُ

وَلَو سَأَلَ الأَعمارَ ماهُوَ سائِلُ

يَنالُ اِختِيارَ الصَفحِ عَن كُلِّ مُذنِبٍ

لَهُ عِندَنا مالا تُنالُ الوَسائِلُ

لَنا عَقِبُ الأَمرِ الَّذي في صُدورِهِ

تَطاوَلُ أَعناقُ العِدى وَالكَواهِلُ

أَصاغِرُنا في المَكرُماتِ أَكابِرٌ

أَواخِرُنا في المَأثُراتِ أَوائِلُ

إِذا صُلتُ يَوماً لَم أَجِد لي مُصاوِلاً

وَإِن قُلتُ قَولاً لَم أَجِد مَن يُقاوِلُ

عطر الزنبق
02-15-2020, 04:29 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif
وَيَقولُ فِيَّ الحاسِدونَ تَكَذُّباً

وَيُقالُ في المَحسودِ مالا يَفعَلُ

يَتَطَلَّبونَ إِساءَتي لاذِمَّتي

إِنَّ الحَسودَ بِما يَسوءُ مُوَكَّلُ

عطر الزنبق
02-15-2020, 04:30 PM
http://bella4523.b.e.pic.centerblog.net/257a1b9a.gif








أَقِلّي فَأَيّامُ المُحِبُّ قَلائِلُ

وَفي قَلبِهِ شُغلٌ عَنِ اللَومِ شاغِلُ

وَلِعتِ بِعَذلِ المُستَهامِ عَلى الهَوى

وَأَولَعُ شَيءٍ بِالمُحِبِّ العَواذِلُ

أَرَيتَكِ هَل لي مِن جَوى الحُبِّ مَخلَصٌ

وَقَد نَشِبَت لِلحُبِّ فِيَّ حَبائِلُ

وَبَينَ بُنَيّاتِ الخُدورِ وَبَينَنا

حُروبٌ تَلَظّى نارُها وَتُطاوِلُ

أَغَرنَ عَلى قَلبي بِجَيشٍ مِنَ الهَوى

وَطارَدَ عَنهُنَّ الغَزالُ المُغازِلُ

تَعَمَّدَ بِالسَهمِ المُصيبِ مَقاتِلي

أَلا كُلَّ أَعضائي لَدَيهِ مَقاتِلُ

وَوَاللَهِ ما قَصَّرتُ في طَلَبِ العُلا

وَلَكِن كَأَنَّ الدَهرَ عَنِّيَ غافِلُ

مَواعِدُ أَيّامٍ تُماطِلُني بِها

مُراماةُ أَزمانٍ وَدَهرٌ مُخاتِلُ

تُدافِعُني الأَيّامُ عَمّا أُريدُهُ

كَما دَفَعَ الدَينَ الغَريمُ المُماطِلُ

خَليلَيَّ أَغراضي بَعيدٌ مَنالُها

فَهَل فيكُما عَونٌ عَلى ما أُحاوِلُ

خَليلَيَّ شُدّا لي عَلى ناقَتَيكُما

إِذا مابَدا شَيبٌ مِنَ الفَجرِ ناصِلُ

فَمِثلِيَ مَن نالَ المَعالي بِنَفسِهِ

وَرُبَّتَما غالَتهُ عَنها الغَوائِلُ

وَما كُلُّ طُلّابٍ مِنَ الناسِ بالِغٌ

وَلا كُلُّ سَيّارٍ إِلى المَجدِ واصِلُ

وَإِنَّ مُقيماً مَنهَجَ العَجزِ خائِبٌ

وَإِنَّ مُريغاً خائِبَ الجُهدِ نائِلُ

وَما المَرءُ إِلّا حَيثُ يَجعَلُ نَفسَهُ

وَإِنّي لَها فَوقَ السَماكَينِ جاعِلُ

وَلِلوَفرِ مِتلافٌ وَلِلحَمدِ جامِعٌ

وَلِلشَرِّ تَرّاكٌ وَلِلخَيرِ فاعِلُ

وَما لِيَ لا تُمسي وَتُصبِحُ في يَدي

كَرائِمُ أَموالِ الرِجالِ العَقائِلُ

أُحَكِّمُ في الأَعداءِ مِنها صَوارِماً

أُحَكِّمُها فيها إِذا ضاقَ نازِلُ

وَما نالَ مَحمِيُّ الرَغائِبِ عَنوَةً

سِوى ما أَقَلَّت في الجُفونِ الحَمائِلُ

عطر الزنبق
03-04-2020, 12:56 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png






قَد ضَجَّ جَيشُكَ مِن طولِ القِتالِ بِهِ

وَقَد شَكَتكَ إِلَينا الخَيلُ وَالإِبِلُ

وَقَد دَرى الرومُ مُذ جاوَرتَ أَرضَهُمُ

أَن لَيسَ يَعصِمُهُم سَهلٌ وَلا جَبَلُ

في كُلِّ يَومٍ تَزورُ الثَغرَ لاضَجَرٌ

يَثنيكَ عَنهُ وَلا شُغلٌ وَلا مَلَلُ

فَالنَفسُ جاهِدَةٌ وَالعَينُ ساهِدَةٌ

وَالجَيشُ مُنهَمِكٌ وَالمالُ مُبتَذَلُ

تَوَهَّمَتكَ كِلابٌ غَيرَ قاصِدِها

وَقَد تَكَنَّفَكَ الأَعداءُ وَالشُغُلُ

حَتّى رَأَوكَ أَمامَ الجَيشِ تَقدُمُهُ

وَقَد طَلَعتَ عَلَيهِم دونَ ما أَمِلوا

فَاِستَقبَلوكَ بِفُرسانٍ أَسِنَّتُها

سودُ البَراقِعِ وَالأَكوارُ وَالكِلَلُ

فَكُنتَ أَكرَمَ مَسؤولٍ وَأَفضَلَهُ

إِذا وَهَبتَ فَلا مَنٌّ وَلا بُخُلُ

عطر الزنبق
03-04-2020, 12:57 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png
أَفِرُّ مِنَ السوءِ لا أَفعَلُه

وَمِن مَوقِفِ الضَيمِ لا أَقبَلُه

وَقُربى القَرابَةِ أَرعى لَها

وَفَضلُ أَخي الفَضلِ لا أَجهَلُه

وَأَبذُلُ عَدلِيَ لِلأَضعَفينَ

وَلِلشامِخِ الأَنفِ لا أَبذُلُه

وَأَحسَنُ ماكُنتَ بُقيا إِذا

أَنالَني اللَهُ ما آمُلُه

وَقَد عَلِمَ الحَيُّ حَيَّ الضِبابِ

وَأَصدَقُ قيلِ الفَتى أَفضَلُه

بِأَنّي كَفَفتُ وَأَنّي عَفَفتُ

وَإِن كَرِهَ الجَيشُ ما أَفعَلُه

وَقَد أُرهِقَ الحَيُّ مِن خَلفِهِ

وَأوقِفَ خَوفَ الرَدى أَوَّلُه

فَعادَت عُدَيٌّ بِأَحقادِها

وَقَد عَقَلَ الأَمرَ مَن يَعقِلُه

عطر الزنبق
03-04-2020, 12:57 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png


وَعَطّافٍ عَلى الغَمَراتِ نَحوي

تَحُفُّ بِهِ المُشَقَّفَةُ الطِوالُ

تَرَكتُ الرُمحَ يَخطُرُ في حَشاهُ

لَهُ مابَينَ أَضلُعِهِ مَجالُ

يَقولُ وَقَد تَعَدَّلَ فيهِ رُمحي

لِأَمرٍ ماتَحاماكَ الرِجالُ

عطر الزنبق
03-04-2020, 12:58 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png
الدَهرُ يَومانِ ذا ثَبتٌ وَذا زَلَلُ

وَالعَيشُ طَعمانِ ذا صابٌ وَذا عَسَلُ

كَذا الزَمانُ فَما في نِعمَةٍ بَطَرٌ

لِلعارِفينَ وَلا في نِقمَةٍ فَشَلُ

سَعادَةُ المَرءِ في السَرّاءِ إِن رَجَحَت

وَالعَدلُ أَن يَتَساوى الهَمُّ وَالجَدَلُ

وَما الهُمومُ وَإِن حاذَرتَ ثابِتَةٌ

وَلا السُرورُ وَإِن أَمَّلتَ يَتَّصِلُ

فَما الأَسى لِهُمومٍ لابَقاءَ لَها

وَما السُرورُ بِنُعمى سَوفَ تَنتَقِلُ

لَكِنَّ في الناسِ مَغروراً بِنِعمَتِهِ

ما جائَهُ اليَأسُ حَتّى جائَهُ الأَجَلُ

عطر الزنبق
03-04-2020, 12:58 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png


الفِكرُ فيكَ مُقَصِّرُ الآمالِ

وَالحِرصُ بَعدَكَ غايَةُ الجُهّالِ

لَو كانَ يَخلُدُ بِالفَضائِلِ فاضِلٌ

وُصِلَت لَكَ الآجالُ بِالآجالِ

أَو كُنتَ تُفدى لَاِفتَدَتكَ سَراتُنا

بِنَفائِسِ الأَرواحِ وَالأَموالِ

أَو كانَ يُدفَعُ عَنكَ بَأسٌ أَقبَلَت

شَرعاً تَكَدَّسُ بِالقَنا العَسّالِ

أَعزِز عَلى ساداتِ قَومِكَ أَن تُرى

فَوقَ الفِراشِ مُقَلَّبَ الأَوصالِ

وَالسُمرُ عِندَكَ لَم تُدَقَّ صُدورُها

وَالخَيلُ واقِفَةٌ عَلى الأَطوالِ

وَالسابِغاتُ مَصونَةٌ لَم تُبتَذَل

وَالبيضُ سالِمَةٌ مَعَ الأَبطالِ

وَإِذا المَنِيَّةُ أَقبَلَت لَم يَثنِها

حِرصُ الحَريصِ وَحيلَةُ المُحتالِ

ما لِلخُطوبِ وَما لِأَحداثِ الرَدى

أَعجَلنَ جابِرَ غايَةَ الإِعجالِ

لَمّا تَسَربَلَ بِالفَضائِلِ وَاِرتَدى

بُردَ العُلا وَاِعتَمَّ بِالإِقبالِ

وَتَشاهَدَت صَيدُ المُلوكِ بِفَضلِهِ

وَأَرى المَكارِمَ مِن مَكانٍ عالِ

أَأَبا المُرَجّى غَيرُ حُزنِيَ دارِسٌ

أَبَداً عَلَيكَ وَغَيرُ قَلبِيَ سالِ

لازِلتَ مَغدُوَّ الثَرى مَطروقَهُ

بِسَحابَةٍ مَجرورَةِ الأَذيالِ

وَحُجِبنَ عَنكَ السَيِّئاتُ وَلَم يَزَل

لَكَ صاحِبٌ مِن صالِحِ الأَعمالِ

عطر الزنبق
03-04-2020, 12:58 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png

بِقَلبي عَلى جابِرٍ حَسرَةٌ

تَزولُ الجِبالُ وَلَيسَت تَزولُ

لَهُ مابَقيتُ طَويلُ البُكاءِ

وَحُسنُ الثَناءِ وَهَذا قَليلُ

عطر الزنبق
03-04-2020, 12:59 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png


سَكِرتُ مِن لَحظِهِ لا مِن مُدامَتِهِ

وَمالَ بِالنَومِ عَن عَيني تَمايُلُهُ

وَما السُلافُ دَهَتني بَل سَوالِفُهُ

وَلا الشُمولُ اِزدَهَتني بَل شَمائِلُهُ

أَلوى بِعَزمِيَ أَصداغٌ لُوينَ لَهُ

وَغالَ صَبرِيَ ماتَحوي غَلائِلُهُ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:00 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png
أَجمِلي يا أُمَّ عَمرٍ

زادَكِ اللَهُ جَمالا

لاتَبيعيني بِرُخصٍ

إِنَّ في مِثلي يُغالى

أَنا إِن جُدتِ بِوَصلٍ

أَحسَنُ العالَمِ حالا

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:01 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png


وَما لِيَ لا أُثني عَلَيكَ وَطالَما

وَفَيتَ بِعَهدي وَالوَفاءُ قَليلُ

وَأَوعَدتَني حَتّى إِذا ما مَلَكتَني

صَفَحتَ وَصَفحُ المالِكينَ جَميلُ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:01 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png
أَبا العَشائِرِ إِن أُسِرتَ فَطالَما

أَسَرَت لَكَ البيضُ الخِفافُ رِجالا

لَمّا أَجَلتَ المُهرَ فَوقَ رُؤوسِهِم

نَسَجَت لَهُ حُمرُ الشُعورِ عِقالا

يا مَن إِذا حَمَلَ الحَصانَ عَلى الوَجى

قالَ اِتَّخِذ حُبُكَ التَريكِ نِعالا

ماكُنتَ نَهزَةَ آخِذٍ يَومَ الوَغى

لَو كُنتَ أَوجَدتَ الكُمَيتَ مَجالا

حَمَلَتكَ نَفسٌ حُرَّةٌ وَعَزائِمٌ

قَصَّرنَ مِن قُلَلِ الجِبالِ طِوالا

وَرَأَينَ بَطنَ العَيرِ ظَهرَ عُراعِرٍ

وَالرومَ وَحشاً وَالجِبالَ رِمالا

أَخذوكَ في كَبِدِ المَضايِقِ غيلَةً

مِثلَ النِساءِ تُرَبِّبُ الرِئبالا

أَلّا دَعَوتَ أَخاكَ وَهوَ مُصاقِبٌ

يَكفي العَظيمَ وَيَدفَعُ الأَهوالا

أَلّا دَعَوتَ أَبا فِراسٍ إِنَّهُ

مِمَّن إِذا طَلَبَ المُمَنَّعَ نالا

وَرَدَت بُعَيدَ الفَوتِ أَرضَكَ خَيلَهُ

سَرعى كَأَمثالِ القَطا أَرسالا

زَلَلٌ مِنَ الأَيّامِ فيكَ يُقيلُهُ

مَلِكٌ إِذا عَثَرَ الزَمانُ أَقالا

مازالَ سَيفُ الدَولَةِ القَرمَ الَّذي

يَلقى العَظيمَ وَيَحمِلُ الأَثقالا

بِالخَيلِ ضُمراً وَالسُيوفِ قَواضِباً

وَالسُمرِ لُدناً وَالرِجالِ عِجالا

وَمُعَوَّدٍ فَكَّ العُناةِ مُعاوِدٌ

قَتَلَ العُداةِ إِذا اِستَغارَ أَطالا

صِفنا بِخَرشَنَةٍ وَقَطَّعنا الشَتا

وَبنو البَوادي في قُمَيرَ حِلالا

وَسَمَت بِهِم هِمَمٌ إِلَيكَ مُنيفَةٌ

لَكِنَّهُ حَجَرَ الخَليجُ وَحالا

وَغَداً تَزورُكَ بِالفِكاكِ خُيولُهُ

مُتَثاقِلاتٌ تَنقُلُ الأَبطالا

إِنَّ اِبنَ عَمِّكَ لَيسَ عَمُّ الأَخطَلِ اِج

تاحَ المُلوكَ وَفَكَّكَ الأَغلالا

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:01 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png
سَلي عَنّا سَراةَ بَني كِلابٍ

بِبالِسَ عِندَ مُشتَجَرِ العَوالي

لَقَيناهُم بِأَسيافٍ قِصارٍ

كَفَينَ مَؤونَةَ الأَسَلِ الطِوالِ

وَوَلّى بِاِبنِ عَوسَجَةٍ كَثيرٍ

وَساعُ الخَطوِ في ضَنكِ المَجالِ

يَرى البَرغوثَ إِذ نَجّاهُ مِنّا

أَجَلَّ عَقيلَةٍ وَأَحَبَّ مالِ

تَدورُ بِهِ إِماءٌ مِن قُرَيظٍ

وَتَسأَلُهُ النِساءُ عَنِ الرِجالِ

يَقُلنَ لَهُ السَلامَةُ خَيرُ غُنمٍ

وَإِنَّ الذُلَّ في ذاكَ المَقالِ

وَجُمهانٌ تَجافَت عَنهُ بيضٌ

عَدَلنَ عَنِ الصَريحِ إِلى المَوالي

وَعادوا سامِعينَ لَنا فَعُدنا

إِلى المَعهودِ مِن شَرَفِ الفَعالِ

وَنَحنُ مَتى رَضينا بَعدَ سُخطٍ

أَسَونا ماجَرَحنا بِالنَوالِ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:02 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png مازِلتَ تَسعى بِجِدٍّ

بِرَغمِ شانيكَ مُقبِل

تَرى لِنَفسِكَ أَمراً

وَما يَرى اللَهُ أَفضَل

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:02 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png






قُل لِأَحبابِنا الجُفاةِ رُوَيداً

دَرِّجونا عَلى اِحتِمالِ المَلالِ

إِنَّ ذاكَ الصُدودَ مِن غَيرِ جُرمٍ

لَم يَدَع فِيَّ مَطمَعاً بِالوِصالِ

أَحسِنوا في فِعالِكُم أَو أَسيؤوا

لاعَدِمناكُمُ عَلى كُلِّ حالِ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:03 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png
لِحُبِّكَ مِن قَلبي حِمىً لا يَحُلُّهُ

سِواكَ وَعَقدٌ لَيسَ خَلقٌ يَحُلُّهُ

وَقَد كُنتَ أَطلَقتَ المُنى لي بِمَوعِدٍ

وَقَدَّرتَ لي وَقتاً وَهَذا مَحَلُّهُ

فَفي أَيَّ حُكمٍ أَو عَلى أَيَّ مَذهَبٍ

تُحِلُّ دَمي وَاللَهُ لَيسَ يَحُلُّهُ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:04 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png


وَمُغضٍ لِلمَهابَةِ عَن جَوابي

وَإِنَّ لِسانَهُ العَضبُ الصَقيلُ

أَطَلتُ عِتابُهُ عَنَتاً وَظُلماً

فَجَمجَمَ ثُمَّ قالَ كَما تَقولُ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:04 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png
مُصابي جَليلٌ وَالعَزاءُ جَميلُ

وَظَنّي بِأَنَّ اللَهَ سَوفَ يُديلُ

جِراحٌ تَحاماها الأُساةُ مَخوفَةٌ

وَسُقمانِ بادٍ مِنهُما وَدَخيلُ

وَأَسرٌ أُقاسيهِ وَلَيلٌ نُجومُهُ

أَرى كُلَّ شَيءٍ غَيرَهُنَّ يَزولُ

تَطولُ بِيَ الساعاتُ وَهيَ قَصيرَةٌ

وَفي كُلِّ دَهرٍ لايَسُرُّكَ طولُ

تَناسانِيَ الأَصحابُ إِلّا عُصَيبَةً

سَتَلحَقُ بِالأُخرى غَداً وَتَحولُ

وَمَن ذا الَّذي يَبقى عَلى العَهدِ إِنَّهُم

وَإِن كَثُرَت دَعواهُمُ لَقَليلُ

أُقَلِّبُ طَرفي لا أَرى غَيرَ صاحِبٍ

يَميلُ مَعَ النَعماءِ حَيثُ تَميلُ

وَصِرنا نَرى أَنَّ المُتارِكَ مُحسِنٌ

وَأَنَّ صَديقاً لايُضِرُّ خَليلُ

أَكُلُّ خَليلٍ هَكَذا غَيرُ مُنصِفٍ

وَكُلُّ زَمانٍ بِالكِرامِ بَخيلُ

نَعَم دَعَتِ الدُنيا إِلى الغَدرِ دَعوَةً

أَجابَ إِلَيها عالِمٌ وَجَهولُ

وَفارَقَ عَمروُ بنُ الزُبَيرِ شَقيقُهُ

وَخَلّى أَميرَ المُؤمِنينَ عَقيلُ

فَيا حَسرَتا مَن لي بِخِلٍّ مُوافِقٍ

أَقولُ بِشَجوي مَرَّةً وَيَقولُ

وَإِنَّ وَراءَ السَترِ أُمّاً بُكاؤُها

عَلَيَّ وَإِن طالَ الزَمانُ طَويلُ

فَيا أُمَّتا لاتَعدَمي الصَبرَ إِنَّهُ

إِلى الخَيرِ وَالنُجحِ القَريبِ رَسولُ

وَيا أُمَّتا لاتُخطِئي الأَجرَ إِنَّهُ

عَلى قَدَرِ الصَبرِ الجَميلِ جَزيلُ

أَما لَكِ في ذاتِ النِطاقَينِ أُسوَةٌ

بِمَكَّةَ وَالحَربُ العَوانُ تَجولُ

أَرادَ اِبنُها أَخذَ الأَمانِ فَلَم تُجِب

وَتَعلَمُ عِلماً أَنَّهُ لَقَتيلُ

تَأَسّي كَفاكِ اللَهُ ما تَحذَرينَهُ

فَقَد غالَ هَذا الناسُ قَبلَكِ غولُ

وَكوني كَما كانَت بِأُحدٍ صَفِيَّةٌ

وَلَم يُشفَ مِنها بِالبُكاءِ غَليلُ

وَلَو رَدَّ يَوماً حَمزَةَ الخَيرِ حُزنُها

إِذاً ما عَلَتها رَنَّةٌ وَعَويلُ

لَقيتُ نُجومَ الأُفقِ وَهيَ صَوارِمٌ

وَخُضتُ سَوادَ اللَيلِ وَهوَ خُيولُ

وَلَم أَرعَ لِلنَفسِ الكَريمَةِ خِلَّةً

عَشِيَّةَ لَم يَعطِف عَلَيَّ خَليلُ

وَلَكِن لَقيتُ المَوتَ حَتّى تَرَكتُها

وَفيها وَفي حَدِّ الحُسامِ فُلولُ

وَمَن لَم يُوَقِّ اللَهُ فَهوَ مُمَزَّقٌ

وَمَن لَم يُعِزِّ اللَهُ فَهوَ ذَليلُ

وَما لَم يُرِدهُ اللَهُ في الأَمرِ كُلِّهِ

فَلَيسَ لِمَخلوقٍ إِلَيهِ سَبيلُ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:05 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png
أُرَوِّحُ القَلبَ بِبَعضِ الهَزلِ

تَجاهُلاً مِنّي بِغَيرِ جَهلِ

أَمزَحُ فيهِ مَزحَ أَهلِ الفَضلِ

وَالمَزحُ أَحياناً جَلاءُ العَقلِ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:05 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png
هَل تَعطِفانِ عَلى العَليلِ

لا بِالأَسيرِ وَلا القَتيلِ

باتَت تَقَلُّبُهُ الأَكُف

فُ سَحابَةَ اللَيلِ الطَويلِ

يَرعى النُجومَ السائِرا

تِ مِنَ الطُلوعِ إِلى الأُفولِ

فَقَدَ الضُيوفُ مَكانَهُ

وَبَكاهُ أَبناءُ السَبيلِ

وَاِستَوحَشَت لِفِراقِهِ

يَومَ الوَغى سِربُ الخُيولِ

وَتَعَطَّلَت سُمرُ الرِما

حِ وَأُغمِدَت بيضُ النُصولِ

يافارِجَ الكَربِ العَظي

مِ وَكاشِفَ الخَطبِ الجَليلِ

كُن ياقَوِيُّ لِذا الضَعي

فِ وَيا عَزيزُ لِذا الذَليلِ

قَرِّبهُ مِن سَيفِ الهُدى

في ظِلِّ دَولَتِهِ الظَليلِ

أَوما كَشَفتَ عَنِ اِبنِ دا

وُودٍ ثَقيلاتِ الكُبولِ

لَم أُروَ مِنهُ وَلا شَفي

تُ بِطولِ خِدمَتِهِ غَليلي

اللَهُ يَعلَمُ أَنَّهُ

أَمَلي مِنَ الدُنيا وَسولي

وَلَئِن حَنَنتُ إِلى ذُرا

هُ لَقَد حَنَنتُ إِلى وُصولِ

لابِالغَضوبِ وَلا الكَذو

بِ وَلا القَطوبِ وَلا المَلولِ

ياعُدَّتي في النائِبا

تِ وَظُلَّتي عِندَ المَقيلِ

أَينَ المَحَبَّةُ وَالذِما

مُ وَما وَعَدتَ مِنَ الجَميلِ

أَجمِل عَلى النَفسِ الكَري

مَةِ فِيَّ وَالقَلبِ الحَمولِ

أَمّا المُحِبُّ فَلَيسَ يُص

غي في هَواهُ إِلى عَذولِ

يَمضي بِحالِ وَفائِهِ

وَيَصُدُّ عَن قالٍ وَقيلِ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:05 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png


وَلِلَّهِ عِندي في الإِسارِ وَغَيرِهِ

مَواهِبُ لَم يُخصَص بِها أَحَدٌ قَبلي

حَلَلتُ عُقوداً أَعجَزَ الناسَ حَلُّها

وَما زالَ عَقدي لايُذَمُّ وَلا حَلّي

إِذا عايَنَتني الرومُ كَفَّرَ صَيدُها

كَأَنَّهُمُ أَسرى لَدَيَّ وَفي كَبلي

وَأَوسَعُ أَيّاً ماحَلَلتُ كَرامَةً

كَأَنِّيَ مِن أَهلي نُقِلتُ إِلى أَهلي

فَقُل لِبَني عَمّي وَأَبلِغ بَني أَبي

بِأَنِّيَ في نَعماءَ يَشكُرُها مِثلي

وَماشاءَ رَبّي غَيرَ نَشرِ مَحاسِني

وَأَن يَعرِفوا ماقَد عَرَفتُ مِنَ الفَضلِ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:06 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png
أَقولُ وَقَد ناحَت بِقُربي حَمامَةٌ

أَيا جارَتا هَل تَشعُرينَ بِحالي

مَعاذَ الهَوى ماذُقتِ طارِقَةَ النَوى

وَلا خَطَرَت مِنكِ الهُمومُ بِبالِ

أَتَحمِلُ مَحزونَ الفُؤادِ قَوادِمٌ

عَلى غُصُنٍ نائي المَسافَةِ عالِ

أَيا جارَتا ما أَنصَفَ الدَهرُ بَينَنا

تَعالَي أُقاسِمكِ الهُمومَ تَعالَي

تَعالَي تَرَي روحاً لَدَيَّ ضَعيفَةً

تَرَدَّدُ في جِسمٍ يُعَذِّبُ بالِ

أَيَضحَكُ مَأسورٌ وَتَبكي طَليقَةٌ

وَيَسكُتُ مَحزونٌ وَيَندِبُ سالِ

لَقَد كُنتُ أَولى مِنكِ بِالدَمعِ مُقلَةً

وَلَكِنَّ دَمعي في الحَوادِثِ غالِ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:06 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png


قِف في رُسومِ المُستَجاب

وحَيِّ أَكنافَ المُصَلّى

فَالجَوسَقُ المَيمونِ فَال

سُقيا بِها فَالنَهرُ أَعلى

تِلكَ المَنازِلُ وَالمَلا

عِبُ لا أَراها اللَهُ مَحلا

أوطِنتُها زَمَنَ الصِبا

وَجَعَلتُ مَنبِجَ لي مَحِلّا

حَيثُ اِلتَفَتُّ رَأَيتُ ما

ءً سابِحاً وَسَكَنتُ ظِلّا

تَرَ دارَ وادي عَينِ قا

صِرَ مَنزِلاً رَحباً مُطِلّا

وَتَحَلُّ بِالجِسرِ الجِنا

نِ وَتَسكُنُ الحُصنَ المُعَلّى

تَجلو عَرائِسُهُ لَنا

هَزجَ الذُبابِ إِذا تَجَلّى

وَإِذا نَزَلنا بِالسَوا

جيرِ اِجتَنَينا العَيشَ سَهلا

وَالماءُ يَفصِلُ بَينَ زَه

رِ الرَوضِ في الشَطَّينِ فَصلا

كَبِساطِ وَشيٍ جَرَّدَت

أَيدي القُيونِ عَلَيهِ نَصلا

مَن كانَ سُرَّ بِما عَرا

ني فَليَمُت ضُرّاً وَهَزلا

لَم أَخلُ فيما نابَني

مِن أَن أُعَزَّ وَأَن أُجَلّا

رُعتُ القُلوبَ مَهابَةً

وَمَلَأتُها فَضلاً وَنُبلا

ماغَضَّ مِنّي حادِثٌ

وَالقَرمُ قَرمٌ حَيثُ حَلّا

أَنّى حَلَلتُ فَإِنَّما

يَدعونِيَ السَيفُ المُحَلّى

فَلَئِن خَلَصتُ فَإِنَّني

شَرقُ العِدى طِفلاً وَكَهلا

ماكُنتُ إِلّا السَيفَ زا

دَ عَلى صُروفِ الدَهرِ صَقلا

وَلَئِن قُتِلتُ فَإِنَّما

مَوتُ الكِرامِ الصيدِ قَتلا

يَغتَرُّ بِالدُنيا الجَهو

لُ وَلَيسَ في الدُنيا مُمِلّا

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:07 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png
العُذرُ مِنكَ عَلى الحالاتِ مَقبولُ

وَالعَتبُ مِنكَ عَلى العِلّاتِ مَحمولُ

لَولا اِشتِياقِيَ لَم أَقلَق لِبُعدِكُمُ

وَلا غَدا في زَماني بَعدُكُم طولُ

وَكُلُّ مُنتَظِرٍ إِلّاكَ مُحتَقَرٌ

وَكُلُّ شَيءٍ سِوى لُقياكَ مَملولُ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:08 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png




يا حَسرَةً ما أَكادُ أَحمِلُها

آخِرُها مُزعِجٌ وَأَوَّلُها

عَليلَةٌ بِالشَآمِ مُفرَدَةٌ

باتَ بِأَيدي العِدى مُعَلِّلُها

تُمسِكُ أَحشاءَها عَلى حُرَقٍ

تُطفِئُها وَالهُمومُ تُشعِلُها

إِذا اِطمَأَنَّت وَأَينَ أَو هَدَأَت

عَنَّت لَها ذُكرَةٌ تُقَلقِلُها

تَسأَلُ عَنّا الرُكبانَ جاهِدَةً

بِأَدمُعٍ ماتَكادُ تُمهِلُها

يامَن رَأى لي بِحِصنِ خِرشَنَةٍ

أُسدَ شَرىً في القُيودِ أَرجُلُها

يامَن رَأى لي الدُروبَ شامِخَةً

دونَ لِقاءِ الحَبيبِ أَطوَلُها

يامَن رَأى لي القُيودَ موثَقَةٌ

عَلى حَبيبِ الفُؤادِ أَثقَلُها

يا أَيُّها الراكِبانِ هَل لَكُما

في حَملِ نَجوى يَخِفُّ مَحمَلُها

قولا لَها إِن وَعَت مَقالَكُما

وَإِنَّ ذِكري لَها لَيُذهِلُها

يا أُمَّتا هَذِهِ مَنازِلُنا

نَترِكُها تارَةً وَنَنزِلُها

يا أُمَّتا هَذِهِ مَوارِدُنا

نَعُلُّها تارَةً وَنُنهَلُها

أَسلَمَنا قَومُنا إِلى نُوَبٍ

أَيسَرُها في القُلوبِ أَقتَلُها

وَاِستَبدَلوا بَعدَنا رِجالَ وَغىً

يَوَدُّ أَدنى عُلايَ أَمثَلُها

لَيسَت تَنالُ القُيودُ مِن قَدَمي

وَفي اِتِّباعي رِضاكَ أَحمِلُها

ياسَيِّداً ماتُعَدُّ مَكرُمَةٌ

إِلّا وَفي راحَتَيهِ أَكمَلُها

لاتَتَيَمَّم وَالماءُ تُدرِكُهُ

غَيرُكَ يَرضى الصُغرى وَيَقبَلُها

إِنَّ بَني العَمِّ لَستَ تَخلُفُهُم

إِن عادَتِ الأُسدُ عادَ أَشبُلُها

أَنتَ سَماءٌ وَنَحنُ أَنجُمُها

أَنتَ بِلادٌ وَنَحنُ أَجبُلُها

أَنتَ سَحابٌ وَنَحنُ وابِلُهُ

أَنتَ يَمينٌ وَنَحنُ أَنمُلُها

بِأَيِّ عُذرٍ رَدَدتَ والِهَةً

عَلَيكَ دونَ الوَرى مُعَوَّلُها

جاءَتكَ تَمتاحُ رَدَّ واحِدِها

يَنتَظِرُ الناسُ كَيفَ تُقفِلُها

سَمَحتَ مِنّي بِمُهجَةٍ كَرُمَت

أَنتَ عَلى يَأسِها مُؤَمَّلُها

إِن كُنتَ لَم تَبذِلِ الفِداءَ لَها

فَلَم أَزَل في رِضاكَ أَبذِلُها

تِلكَ المَوَدّاتُ كَيفَ تُهمِلُها

تِلكَ المَواعيدُ كَيفَ تُغفِلُها

تِلكَ العُقودُ الَّتي عَقَدتَ لَنا

كَيفَ وَقَد أُحكِمَت تُحَلِّلُها

أَرحامُنا مِنكَ لِم تُقَطِّعُها

وَلَم تَزَل دائِباً تُوَصِّلُها

أَينَ المَعالي الَّتي عُرِفتَ بِها

تَقولُها دائِماً وَتَفعَلُها

ياواسِعَ الدارِ كَيفَ توسِعُها

وَنَحنُ في صَخرَةٍ نُزَلزِلُها

ياناعِمَ الثَوبِ كَيفَ تُبدِلُهُ

ثِيابُنا الصوفُ مانُبَدِّلُها

ياراكِبَ الخَيلِ لَو بَصُرتَ بِنا

نَحمِلُ أَقيادُنا وَنَنقُلُها

رَأَيتَ في الضُرِّ أَوجُهاً كَرُمَت

فارَقَ فيكَ الجَمالَ أَجمَلُها

قَد أَثَّرَ الدَهرُ في مَحاسِنِها

تَعرِفُها تارَةً وَتَجهَلُها

فَلا تَكِلنا فيها إِلى أَحَدٍ

مُعِلُّها مُحسِناً يُعَلِّلُها

لايَفتَحُ الناسُ بابَ مَكرُمَةٍ

صاحِبُها المُستَغاثُ يُقفِلُها

أَيَنبَري دونَكَ الكِرامُ لَها

وَأَنتَ قَمقامُها وَأَحمَلُها

وَأَنتَ إِن عَنَّ حادِثٌ جَلَلٌ

قُلَّبُها المُرتَجى وَحُوَّلُها

مِنكَ تَرَدّى بِالفَضلِ أَفضَلُها

مِنكَ أَفادَ النَوالَ أَنوَلُها

فَإِن سَأَلنا سِواكَ عارِفَةً

فَبَعدَ قَطعِ الرَجاءِ نَسأَلُها

إِذا رَأَينا أولى الكِرامِ بِها

يُضيعُها جاهِداً وَيُهمِلُها

لَم يَبقَ في الناسِ أُمَّةٌ عُرِفَت

إِلّا وَفَضلُ الأَميرِ يَشمَلُها

نَحنُ أَحَقُّ الوَرى بِرَأفَتِهِ

فَأَينَ عَنّا وَأَينَ مَعدِلُها

يامُنفِقَ المالِ لايُريدُ بِهِ

إِلّا المَعالي الَّتي يُؤَثِّلُها

أَصبَحتَ تَشري مَكارِماً فُضُلاً

فِداؤُنا قَد عَلِمَت أَفضَلُها

لايَقبَلُ اللَهُ قَبلَ فَرضِكَ ذا

نافِلَةً عِندَهُ تُنَفِّلُها

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:08 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png
أَلا لِلَّهِ وَيومُ الدارِ يَوماً

بَعيدَ الذِكرِ مَحمودَ المَآلِ

تَرَكتُ بِهِ نِساءَ بَني كِلابٍ

فَوارِكَ مايُرِغنَ إِلى الرِجالِ

تَرَكنا الشَيخَ شَيخَ بَني قُرَيظٍ

بِبَطنِ القاعِ مَمنوعَ الزَيالِ

مُقاطَعَةٌ أَحِبَّتُهُ وَلَكِن

يَبيتُ مِنَ الخَوامِعِ في وِصالِ

تَخِفُّ إِذا تَطارَدنا كِلابٌ

فَكَيفَ بِها إِذا قُلنا نَزالِ

تَرَكناها وَلَم يُترَكنَ إِلّا

لِأَبناءِ العُمومَةِ وَالمَوالي

فَلَم يَنهَضنَ عَن تِلكَ الحَشايا

وَلَم يَبرُزنَ مِن تِلكَ الحِجالِ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:08 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png قَد عَذُبَ المَوتُ بِأَفواهِنا

وَالمَوتُ خَيرٌ مِن مَقامِ الذَليلِ

إِنّا إِلى اللَهِ لِما نابَنا

وَفي سَبيلِ اللَهِ خَيرِ السَبيلِ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:09 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png






إِذا كانَ فَضلي لا أُسَوَّغُ نَفعُهُ

فَأَفضَلُ مِنهُ أَن أَرى غَيرَ فاضِلِ

وَمِن أَضيَغَ الأَشياءِ مُهجَةُ عاقِلٍ

يَجوزُ عَلى حَوبائِها حُكمُ جاهِلِ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:09 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png
هَواكَ هَوايَ عَلى كُلِّ حالِ

وَإِن مَسَّني فيكَ بَعضُ المَلالِ

وَكَم لَكَ عِندِيَ مِن غَدرَةٍ

وَقَولٍ تُكَذِّبُهُ بِالفِعالِ

وَوَعدٍ يُعَذِّبُ فيهِ الكَريمُ

إِمّا بِخُلفٍ وَإِمّا مِطالِ

صَبَرنا لِسُخطِكَ صَبرَ الكِرامِ

فَهَذا رِضاكَ فَهَل مِن نَوالِ

وَذُقنا مَرارَةَ كَأسِ الصُدودِ

فَأَينَ حَلاوَةُ كَأسِ الوِصالِ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:10 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png
هَواكَ هَوايَ عَلى كُلِّ حالِ

وَإِن مَسَّني فيكَ بَعضُ المَلالِ

وَكَم لَكَ عِندِيَ مِن غَدرَةٍ

وَقَولٍ تُكَذِّبُهُ بِالفِعالِ

وَوَعدٍ يُعَذِّبُ فيهِ الكَريمُ

إِمّا بِخُلفٍ وَإِمّا مِطالِ

صَبَرنا لِسُخطِكَ صَبرَ الكِرامِ

فَهَذا رِضاكَ فَهَل مِن نَوالِ

وَذُقنا مَرارَةَ كَأسِ الصُدودِ

فَأَينَ حَلاوَةُ كَأسِ الوِصالِ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:10 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png
غِنى النَفسِ لِمَن يَعقِ

لُ خَيرٌ مِن غِنى المالِ

وَفَضلُ الناسِ في الأَنفُ

سِ لَيسَ الفَضلُ في الحالِ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:10 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png


غِنى النَفسِ لِمَن يَعقِ

لُ خَيرٌ مِن غِنى المالِ

وَفَضلُ الناسِ في الأَنفُ

سِ لَيسَ الفَضلُ في الحالِ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:10 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png


يَلوحُ بِسيماهُ الفَتى مِن بَني أَبي

وَتَعرِفُهُ مِن غَيرِهِ بِالشَمائِلِ

مُفَدّى مُرَدّى يَكثُرُ الناسُ حَولَهُ

طَويلُ نِجادِ السَيفِ سَبطُ الأَنامِلِ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:11 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png في الناسِ إِن فَتَّشتَهُم

مَن لا يُعِزُّكَ أَو تُذِلُّه

فَاِترُك مُجامَلَةَ اللَئي

مِ فَإِنَّ فيها العَجزَ كُلَّه

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:11 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png




يا مَن أَتانا بِظَهرِ الغَيبِ قَولُهُمُ

لَو شِئتُ غاظَتكُمُ مِنّا الأَقاويلُ

لَكِن أَرى أَنَّ في الأَقوالِ مَنقَصَةً

مالَم تُسَدَّ الأَقاويلُ الأَفاعيلُ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:12 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png
أَيا سافِراً وَرِداءُ الخَجَل

مُقيمٌ بِوَجنَتِهِ لَم يَزَل

بِعَيشِكَ رُدَّ عَلَيكَ اللَثامَ

أَخافُ عَلَيكَ جِراحَ المُقَل

فَما حَقُّ حُسنِكَ أَن يُجتَلى

وَلا حَقُّ وَجهِكَ أَن يُبتَذَل

أَمِنتُ عَلَيكَ صُروفَ الزَمانِ

كَما قَد أَمِنَت عَلَيَّ المَلَل

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:12 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png


أَحِلُّ بِالأَرضِ يَخشى الناسُ جانِبَها

وَلا أُسائِلُ أَنّى يَسرَحُ المالُ

فَهَيبَتي في طِرادِ الخَيلِ واقِعَةٌ

وَالناسُ فَوضى وَمالُ الحَيِّ إِهمالُ

كَذاكَ نَحنُ إِذا ما أَزمَةٌ طَرَقَت

حَيٌّ بِحَيثُ يَخافُ الناسُ حَلّالُ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:13 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png


اللَومُ لِلعاشِقينَ لومُ

لِأَنَّ خَطبَ الهَوى عَظيمُ

فَكَيفَ تَرجونَ لي سُلُوّاً

وَعِندِيَ المُقعِدُ المُقيمُ

وَمُقلَتي مِلؤُها دُموعٌ

وَأَضلُعي حَشوُها كُلومُ

يا قَومِ إِنّي اِمرُؤٌ كَتومٌ

تَصحَبُني مُقلَةٌ نَنمومُ

اللَيلُ لِلعاشِقينَ سِترٌ

يالَيتَ أَوقاتُهُ تَدومُ

نَديمِيَ النَجمُ طولَ لَيلي

حَتّى إِذا غارَتِ النُجومُ

أَسلَمَني الصُبحُ لِلبَلايا

فَلا حَبيبٌ وَلا نَديمُ

بِرَملَتَي عالِجٍ رُسومٌ

يَطولُ مِن دونِها الرَسيمُ

أَنَختُ فيهِنَّ يَعمَلاتٍ

ما عَهدُ إِرقالِها ذَميمُ

آجَدَها قَطعُ كُلِّ وادٍ

أَخصَبَهُ نَبتُهُ العَميمُ

رَدَّت عَلى الدَهرِ في سُراها

ما وَهَبَ النَجمُ وَالنُجومُ

تِلكَ سَجايا مِنَ اللَيالي

لِلبُؤسِ مايَخلُقُ النَعيمُ

بَينَ ضُلوعي هَوىً مُقيمٌ

لِآلِ وَرقاءَ لايَريمُ

يُغَيِّرُ الدَهرُ كُلَّ شَيءٍ

وَهوَ صَحيحٌ لَهُم سَليمُ

أَمَنعُ مَن رامَهُ سِواهُم

مِنهُ كَما تُمنَعُ الحَريمُ

وَهَل يُساويهِم قَريبٌ

أَم هَل يُدانيهِم حَميمُ

وَنَحنُ في عُصبَةٍ وَأَهلٍ

تَضُمُّ أَغصانَنا أَرومُ

لَم تَتَفَرَّق بِنا خُؤولٌ

في جَذمِ عِزٍّ وَلا عُمومُ

سَمَت بِنا وائِلٌ وَفازَت

بِالعِزِّ أَخوالُنا تَميمُ

وَدادُهُم خالِصٌ صَحيحٌ

وَعَهدُهُم ثابِتٌ مُقيمُ

فَذاكَ مِنهُم بِنا حَديثٌ

وَهوَ لِآبائِنا قَديمُ

نَرعاهُ ما طُرِّقَت بِحَملٍ

أُنثى وَما أَطفَلَت بَغومُ

نُدني بَني عَمِّنا إِلَينا

فَضلاً كَما يَفعَلُ الكَريمُ

أَيدٍ لَهُم عِندَ كُلِّ خَطبٍ

يُثنى بِها الفادِحُ الجَسيمُ

وَأَلسُنٌ دونَهُم حِدادٌ

لُدٌّ إِذا قامَتِ الخُصومُ

لَم تَنأَ عَنّا لَهُم قُلوبٌ

وَإِن نَأَت مِنهُمُ جُسومُ

فَلا عَدِمنا لَهُم ثَناءً

كَأَنَّهُ اللُؤلُؤُ النَظيمُ

لَقَد نَمَتنا لَهُم أُصولٌ

مامَسَّ أَعراقَهُنَّ لومُ

تَبقى وَيَبقَونَ في نَعيمٍ

ما بَقِيَ الرُكنُ وَالحَطيمُ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:13 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png
أُسِرتَ فَلَم أَذُق لِلنَومِ طَعماً

وَلا حَلَّ المُقامُ لَنا خُزاما

وَسِرنا مُعلَمينَ إِلَيكَ حَتّى

ضَرَبنا خَلفَ خَرشَنَةَ الخِياما

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:14 AM
https://img.over-blog-kiwi.com/1/49/20/26/20160825/ob_90bf37_522222222222222222.png



إِنّا إِذا اِشتَدَّ الزَمان

نُوَنابَ خَطبٌ وَاِدلَهَم

أَلفَيتَ حَولَ بُيوتِنا

عَدَدَ الشَجاعَةِ وَالكَرَم

لِلِقا العِدى بيضُ السُيو

فِ وَلِلنَدى حُمرُ النَعَم

هَذا وَهَذا دَأبُنا

يودى دَمٌ وَيُراقُ دَم

قُل لِاِبنِ وَرقا جَعفَرٍ

حَتّى يَقولَ بِما عَلِم

إِنّي وَإِن شَطَّ المَزا

رُ وَلَم تَكُن داري أَمَم

أَصبو إِلى تِلكَ الخِلا

لِ وَأَصتَفي تِلكَ الشِيَم

وَأَلومُ عادِيَةَ الفِرا

قِ وَبَينَ أَحشائي أَلَم

وَلَعَلَّ دَهراً يَنثَني

وَلَعَلَّ شَعباً يَلتَئِم

هَل أَنتَ يَوماً مُنصِفي

مِن ظُلمِ عَمِّكَ يا اِبنَ عَم

أَبلِغهُ عَنّي ما أَقو

لُ فَأَنتَ مَن لايُتَّهَم

إِنّي رَضيتُ وَإِن كَرِه

تُ أَبا مُحَمَّدٍ الحَكَم

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:56 AM
http://francheska45.f.r.pic.centerblog.net/2c04d11e.png


الدينُ مُختَرَمٌ وَالحَقُّ مُهتَضَمُ

وَفَيءُ آلِ رَسولِ اللَهِ مُقتَسَمُ

وَالناسُ عِندَكَ لاناسٌ فَيُحفِظهُم

سَومُ الرُعاةِ وَلا شاءٌ وَلا نَعَمُ

إِنّي أَبيتُ قَليلَ النَومِ أَرَّقَني

قَلبٌ تَصارَعَ فيهِ الهَمُّ وَالهِمَمُ

وَعَزمَةٌ لايَنامُ اللَيلَ صاحِبُها

إِلّا عَلى ظَفَرٍ في طَيِّهِ كَرَمُ

يُصانُ مُهري لِأَمرٍ لا أَبوحُ بِهِ

وَالدِرعُ وَالرَمجُ وَالصَمصامَةُ الخَذِمُ

وَكُلُّ مائِرَةِ الضَبعَينِ مَسرَحُها

رِمثُ الجَزيرَةِ وَالخِذرافُ وَالعَنَمُ

وَفِتيَةٌ قَلبُهُم قَلبٌ إِذا رَكِبوا

يَوماً وَرَأيُهُمُ رَأيٌ إِذا عَزَموا

يالِلرِجالِ أَما لِلَّهِ مُنتَصِفٌ

مِنَ الطُغاةِ أَما لِلدينِ مُنتَقِمُ

بَنو عَلِيٍّ رَعايا في دِيارِهِمُ

وَالأَمرُ تَملِكُهُ النِسوانُ وَالخَدَمُ

مُحَلَّثونَ فَأَصفى شُربِهِم وَشَلٌ

عِندَ الوُرودِ وَأَوفى وُدِّهِم لَمَمُ

فَالأَرضُ إِلّا عَلى مُلّاكِها سَعَةٌ

وَالمالُ إِلّا عَلى أَربابِهِ دِيَمُ

وَما السَعيدُ بِها إِلّا الَّذي ظَلَموا

وَما الغَنِيُّ بِها إِلّا الَّذي حَرَموا

لِلمُتَّقينَ مِنَ الدُنيا عَواقِبِها

وَإِن تَعَجَّلَ مِنها الظالِمُ الأَثِمُ

لايُطغِيَنَّ بَني العَبّاسِ مُلكُهُمُ

بَنو عَلِيٍّ مَواليهِم وَإِن زَعَموا

أَتَفخَرونَ عَلَيهِم لا أَبا لَكُمُ

حَتّى كَأَنَّ رَسولَ اللَهِ جَدُّكُمُ

وَما تَوازَنَ يَوماً بَينَكُم شَرَفٌ

وَلا تَساوَت بِكُم في مَوطِنٍ قَدَمُ

وَلا لَكُم مِثلُهُم في المَجدِ مُتَّصِلٌ

وَلا لِجَدِّكُمُ مَسعاةُ جَدِّهِمُ

وَلا لِعِرقِكُمُ مِن عِرقِهِم شَبَهٌ

وَلا نَفيلَتُكُم مِن أُمِّهِم أَمَمُ

قامَ النَبِيُّ بِها يَومَ الغَديرِ لَهُم

وَاللَهُ يَشهَدُ وَالأَملاكُ وَالأُمَمُ

حَتّى إِذا أَصبَحَت في غَيرِ صاحِبِها

باتَت تَنازَعُها الذُؤبانُ وَالرَخَمُ

وَصُيِّرَت بَينَهُم شورى كَأَنَّهُمُ

لا يَعرِفونَ وُلاةُ الحَقِّ أَيَّهُمُ

تَاللَهِ ماجَهِلَ الأَقوامُ مَوضِعَها

لَكِنَّهُم سَتَروا وَجهَ الَّذي عَلِموا

ثُمَّ اِدَّعاها بَنو العَبّاسِ إِرثَهُمُ

وَما لَهُم قَدَمٌ فيها وَلا قِدَمُ

لايُذكَرونَ إِذا مامَعشَرٌ ذُكِروا

وَلا يُحَكَّمُ في أَمرٍ لَهُم حَكَمُ

وَلا رَآهُم أَبو بَكرٍ وَصاحِبُهُ

أَهلاً لِما طَلَبوا مِنها وَما زَعَموا

فَهَل هُمُ مُدَّعوها غَيرَ واجِبَةٍ

أَم هَل أَئِمَّتُهُم في أَخذِها ظَلَموا

أَمّا عَلَيٍّ فَقَد أَدنى قَرابَتَكُم

عِندَ الوِلايَةِ إِن لَم تُكفَرِ النِعَمُ

هَل جاحِدٌ يابَني العَبّاسِ نِعمَتَهُ

أَبوكُمُ أَم عُبَيدُ اللَهِ أَم قُشَمُ

بِئسَ الجَزاءَ جَزَيتُم في بَني حَسَنٍ

أَبوهُمُ العَلَمُ الهادي وَأُمُّهُمُ

لا بَيعَةٌ رَدَعَتكُم عَن دِمائِهِمُ

وَلا يَمينٌ وَلا قُربى وَلا ذِمَمُ

هَلّا صَفَحتُم عَنِ الأَسرى بِلا سَبَبٍ

لِلصافِحينَ بِبَدرٍ عَن أَسيرِكُمُ

هَلّا كَفَفتُم عَنِ الديباجِ أَلسُنَكُم

وَعَن بَناتِ رَسولِ اللَهِ شَتمَكُمُ

مانُزِّهَت لِرَسولِ اللَهِ مُهجَتُهُ

عَنِ السِياطِ فَهَلّا نُزِّهَ الحَرَمُ

مانالَ مِنهُم بَنو حَربٍ وَإِن عَظُمَت

تِلكَ الجَرائِرُ إِلّا دونَ نَيلُكُمُ

كَم غَدرَةٍ لَكُمُ في الدينِ واضِحَةٍ

وَكَم دَمٍ لِرَسولِ اللَهِ عِندَكُمُ

أَأَنتُمُ أَلُهُ فيما تَرَونَ وَفي

أَظفارِكُم مِن بَنيهِ الطاهِرينَ دَمُ

هَيهاتَ لاقَرَّبَت قُربى وَلا رَحِمٌ

يَوماً إِذا أَقصَتِ الأَخلاقُ وَالشِيَمُ

كانَت مَوَدَّةُ سَلمانٍ لَهُ رَحِماً

وَلَم يَكُن بَينَ نوحٍ وَاِبنِهِ رَحِمُ

يا جاهِداً في مَساويهِم يُكَتِّمُها

غَدرُ الرَشيدِ بِيَحيى كَيفَ يَنكَتِمُ

لَيسَ الرَشيدُ كَموسى في القِياسِ وَلا

مَأمونَكُم كَالرِضا إِن أَنصَفَ الحَكمُ

ذاقَ الزُبَيرِيُّ غِبَّ الحِنثِ وَاِنكَشَفَت

عَنِ اِبنِ فاطِمَةَ الأَقوالُ وَالتُهَمُ

باؤوا بِقَتلِ الرِضا مِن بَعدِ بَيعَتِهِ

وَأَبصَروا بَعضَ يَومٍ رُشدَهُم وَعَموا

يا عُصبَةً شَقِيَت مِن بَعدِ ما سَعِدَت

وَمَعشَراً هَلَكوا مِن بَعدِما سَلِموا

لَبِئسَ مالَقِيَت مِنهُم وَإِن بَلِيَت

بِجانِبِ الطَفِّ تِلكَ الأَعظُمُ الرِمَمُ

لاعَن أَبي مُسلِمٍ في نُصحِهِ صَفَحوا

وَلا الهُبَيرِيَّ نَجّى الحِلفُ وَالقَسَمُ

وَلا الأَمانُ لِأَزدِ الموصِلِ اِعتَمَدوا

فيهِ الوَفاءَ وَلا عَن عَمِّهِم حَلِموا

أَبلِغ لَدَيكَ بَني العَبّاسِ مَألُكَةٌ

لا تَدَّعوا مُلكَها مُلّاكُها العَجَمُ

أَيُّ المَفاخِرِ أَمسَت في مَنابِرِكُم

وَغَيرُكُم آمِرٌ فيهِنَّ مُحتَكِمُ

وَهَل يَزيدُكُمُ مِن مَفخَرٍ عَلَمٌ

وَفي الخِلافِ عَلَيكُم يَخفِقُ العَلَمُ

خَلّوا الفَخارَ لِعَلّامينَ إِن سُئِلوا

يَومَ السُؤالِ وَعَمّالينَ إِن عَلِموا

لايَغضَبونَ لِغَيرِ اللَهِ إِن غَضِبوا

وَلا يُضيعونَ حُكمَ اللَهِ إِن حَكَموا

تَبدو التِلاوَةُ مِن أَبياتِهِم أَبَداً

وَفي بُيوتِكُمُ الأَوتارُ وَالنَغَمُ

مِنكُم عُلَيَّةُ أَم مِنهُم وَكانَ لَهُم

شَيخُ المُغَنّينَ إِبراهيمُ أَم لَكُمُ

مافي دِيارِهِمُ لِلخَمرِ مُعتَصَرٌ

وَلا بُيوتُهُمُ لِلسوءِ مُعتَصَمُ

وَلا تَبيتُ لَهُم خُنثى تُنادِمُهُم

وَلا يُرى لَهُمُ قِردٌ لَهُ حَشَمُ

الرُكنُ وَالبَيتُ وَالأَستارُ مَنزِلُهُم

وَزَمزَمٌ وَالصَفا وَالحِجرُ وَالحَرَمُ

صَلّى الإِلَهُ عَلَيهِم أَينَما ذُكِروا

لِأَنَّهُم لِلوَرى كَهفٌ وَمُعتَصَمُ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:56 AM
http://francheska45.f.r.pic.centerblog.net/2c04d11e.png




أَشِدَّةٌ ما أَراهُ مِنكَ أَم كَرَمُ

تَجودُ بِالنَفسِ وَالأَرواحُ تُصطَلَمُ

يا باذِلَ النَفسِ وَالأَموالِ مُبتَسِماً

أَما يَهولُكَ لامَوتٌ وَلا عَدَمُ

لَقَد ظَنَنتُكَ بَينَ الجَحفَلَينِ تَرى

أَنَّ السَلامَةَ مِن وَقعِ القَنا تَصِمُ

نَشَدتُكَ اللَهَ لاتَسمَح بِنَفسِ عُلاً

حَياةُ صاحِبِها تَحيا بِها الأُمَمُ

هِيَ الشَجاعَةُ إِلّا أَنَّها سَرَفٌ

وَكُلُّ فَضلِكَ لاقَصدٌ وَلا أَمَمُ

إِذا لَقيتَ رِقاقَ البيضِ مُنفَرِداً

تَحتَ العَجاجَةِ لَم تُستَكثَرِ الخَدَمُ

تَفدي بِنَفسِكَ أَقواماً صَنَعتَهُمُ

وَكانَ حَقُّهُمُ أَن يَفتَدوكَ هُمُ

وَمَن يُقاتِلُ مَن تَلقى القِتالَ بِهِ

وَلَيسَ يَفضُلُ عَنكَ الخَيلُ وَالبُهُمُ

تَضِنُّ بِالحَربِ عَنّا ضَنَّ ذي بُخَلٍ

وَمِنكَ في كُلِّ حالٍ يُعرَفُ الكَرَمُ

لاتَبخَلَنَّ عَلى قَومٍ إِذا قُتِلوا

أَثنى عَلَيكَ بَنو الهَيجاءِ دونَهُمُ

أُلبِستَ مالَبِسوا أُركِبتَ مارَكِبوا

عُرِّفتَ ماعَرَفوا عُلِّمتَ ماعَلِموا

كَما أُريتَ بِبيضٍ أَنتَ واهِبُها

عَلى خُيولِكَ خاضوا البَحرَ وَهوَ دَمُ

هُمُ الفَوارِسُ في أَيديهِمُ أَسَلٌ

فَإِن رَأَوكَ فَأُسدٌ وَالقَنا أَجَمُ

قالوا المَسيرُ فَهَزَّ الرِمحُ عامِلَهُ

وَاِرتاحَ في جَفنِهِ الصَمصامَةُ الخَذِمُ

وَطالَبَتني بِما ساءَ العُداةَ يَدٌ

عَوَّدتُها ماتَشاءُ الذِئبُ وَالرَخَمُ

حَقّاً لَقَد ساءَني أَمرٌ ذُكِرتُ لَهُ

لَولا فِراقُكَ لَم يوجَد لَهُ أَلَمُ

لا تَشغَلَنّي بِأَمرِ الشامِ أَحرُسُهُ

إِنَّ الشَآمَ عَلى مَن حَلَّهُ حَرَمُ

فَإِنَّ لِلثَغرِ سوراً مِن مَهابَتِهِ

صُحورُهُ مِن أَعادي أَهلِهِ قِمَمُ

لا يَحرِمَنِّيَ سَيفُ الدينِ صُحبَتَهُ

فَهيَ الحَياةُ الَّتي تَحيا بِها النَسَمُ

وَما اِعتَرَضتُ عَلَيهِ في أَوامِرِهِ

لَكِن سَأَلتُ وَمِن عاداتِهِ نَعَمُ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:56 AM
http://francheska45.f.r.pic.centerblog.net/2c04d11e.png


إِبنانِ أَم شِبلانِ ذانِ فَإِنَّني

لَأَرى دِماءَ الدارِعينَ غِذاهُما

تُني الفَراسَةُ أَنَّ في ثَوبَيهِما

لَيثَينِ تَجتَنِبُ اللُيوثُ حِماهُما

لِم لا يَفوقانِ الأَنامَ مَكارِماً

وَالسَيِّدانِ كِلاهُما جَدّاهُما

تَلقى أَبا الهَيجاءِ في هَيجاهُما

وَيُريكَ فَضلَ أَبي العَلاءَ عُلاهُما

زِدناهُما شَرَفاً رَفيعاً سَمكُهُ

ثَبتَ الدَعائِمِ إِذ تَخَوَّلناهُما

مَيَّزتُ بَينَهُما فَلَم يَتَفاضَلا

كَالفَرقَدَينِ تَشاكَلَت حالاهُما

إِنّي وَإِن كانَ التَعَصُّبُ شيمَتي

لا أَدفَعُ الشَرَفَ المُنيفَ أَخاهُما

أَنّى يُقَصِّرُ عَن مَكانٍ في العُلا

وَالمَجدِ مَن أَضحى أَبوهُ أَباهُما

لَكِن لِذَينِ بِنا مَكانٌ باذِخٌ

لا يَدَّعيهِ مِنَ الأَنامِ سِواهُما

طابا وَطابَ أَخو الكِرامِ أَخوهُما

وَالوالِدانِ وَطابَ مَن رَبّاهُما

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:57 AM
http://francheska45.f.r.pic.centerblog.net/2c04d11e.png


يَهني الأَميرَ بِشارَةٌ

قَرَّت بِها عَينُ المَكارِم

أَعلى الوَرى شَرَفاً وَمَن

قَد بَشَّروهُ بِخَيرِ قادِم

إِنّي وَإِن كُنتُ المُشا

رِكَ في الأُبُوَّةِ وَالمُساهِم

لَأَقولُ قَولاً لايُرَدُّ

وَلا يُرى لي فيهِ لا إِم

لِأَبي المَعالي في العُلا

وَأَبي المَكارِمِ في المَكارِم

بَيتٌ رَفيعٌ سَمكُهُ

عالي الذَرى ثَبتُ الدَعائِم

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:57 AM
http://francheska45.f.r.pic.centerblog.net/2c04d11e.png
وَراءَكَ يانُمَيرُ فَلا أَمامُ

فَقَد حَرُمَ الجَزيرَةُ وَالشَآمُ

لَنا الدُنيا فَما شِئنا حَلالٌ

لِساكِنِها وَما شِئنا حَرامُ

وَيَنفُذُ أَمرُنا في كُلِّ حَيٍّ

فَيُدنيهِ وَيُقصيهِ الكَلامُ

أَراجِيَةً خُوَيلَفَةً ذِماماً

وَراءَكِ لا أَمانَ وَلا ذِمامُ

أَلَم تُخبِركِ خَيلُكِ عَن مَقامي

بِبالِسَ يَومَ ضاقَ بِها المَقامُ

وَوَلَّت تَتَّقي بَعضاً بِبَعضٍ

لَهُم وَالأَرضُ واسِعَةٌ زِحامُ

سَرَوا وَاللَيلُ يَجمَعُنا وَلَكِن

يَبوحُ بِهِم وَيَكتُمُنا الظَلامُ

إِلى أَن صَبَّحَتهُم بِالمَنايا

كَرائِمُ فَوقَ أَظهُرِها كِرامُ

مِنَ العَرَشاتِ تَلحَقُ مارَأَتهُ

إِذا طَلَبَت وَتُعطى ماتُسامُ

تَنازَعُ بي وَبِالفُرسانِ حَولي

تُجَفِّلُهُم كَما جَفَلَ النَعامُ

بَطَحنا مِنهُمُ مَرجَ بنَ جَحشٍ

فَلَم يَقِفوا عَلَيهِ وَلَم يُحاموا

أَقولُ لِمُطعِمٍ لَمّا اِلتَقَينا

وَقَد وَلّى وَفي يَدِيَ الحُسامُ

أَتَجعَلُ بَينَنا عِشرينَ كَعباً

وَتَهرُبُ سَوأَةً لَكَ ياغُلامُ

أَحَلَّكُمُ بِدارِ الضَيمِ قَسراً

هُمامٌ لايُضامُ وَلا يُرامُ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:57 AM
http://francheska45.f.r.pic.centerblog.net/2c04d11e.png




أَلا مَن مُبلِغٌ سَرَواتِ قَومي

وَسَيفَ الدَولَةِ المَلِكِ الهُماما

بِأَنّي لَم أَدَع فَتَياتِ قَومي

إِذا حَدَّثنَ جَمجَمنَ الكَلاما

شَرَيتُ ثَنائَهُنَّ بِبَذلِ نَفسي

وَنارُ الحَربِ تَضطَرِمُ اِضطِراما

وَلَمّا لَم أَجِد إِلّا فِراراً

أَشَدَّ مِنَ المَنِيَّةِ أَو حِماما

حَمَلتُ عَلى وُرودِ المَوتِ نَفسي

وَقُلتُ لِعُصبَتي موتوا كِراما

وَعُذتُ بِصارِمٍ وَيَدٍ وَقَلبٍ

حَماني أَن أُلامَ وَأَن أُضاما

وَلَم أَبذُل لِخَوفِهِمُ مَجَنّاً

وَلَم أَلبَس حِذارَ المَوتِ لاما

كَشَفتُ بِهِ صُدورَ الخَيلِ عَنّي

كَما جَفَّلتَ في بيدٍ نَعاما

أَلُفُّهُمُ وَأَنشُرُهُم كَأَنّي

أُطَرِّدُ مِنهُمُ الإِبلَ السَواما

وَأَنتَقِدُ الفَوارِسَ بيدَ أَنّي

رَأَيتُ اللَومَ أَن أَلقى اللِئاما

وَمَدعُوٍّ إِلَيَّ أَجابَ لَمّا

رَأى أَن قَد تَذَمَّمَ وَاِستَلاما

عَقَدتُ عَلى مُقَلَّدِهِ يَميني

وَأَعفَيتُ المُثَقَّفَ وَالحُساما

وَهَل عُذرٌ وَسَيفُ الدينِ رُكني

إِذا لَم أَركَبِ الخُطَطَ العِظاما

وَأَتبَعُ فِعلَهُ في كُلِّ أَمرٍ

وَأَجعَلُ فَضلَهُ أَبداً إِماما

وَقَد أَصبَحتُ مُنتَسِباً إِلَيهِ

وَحَسبي أَن أَكونَ لَهُ غُلاما

أَراني كَيفَ أَكتَسِبُ المَعالي

وَأَعطاني عَلى الدَهرِ الذِماما

وَرَبّاني فَفُقتُ بِهِ البَرايا

وَأَنشَأَني فَسُدتُ بِهِ الأَناما

فَعَمَّرَهُ الإِلَهُ لَنا طَويلاً

وَزادَ اللَهُ نِعمَتَهُ دَواما

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:58 AM
http://francheska45.f.r.pic.centerblog.net/2c04d11e.png


لِمِثلِها يَستَعِدُّ البَأسُ وَالكَرَمُ

وَفي نَظائِرِها تُستَنفَذُ النِعَمُ

هِيَ الرِئاسَةُ لاتُقنى جَواهِرُها

حَتّى يُخاضَ إِلَيها المَوتُ وَالعَدَمُ

تَقاعَسَ الناسُ عَنها فَاِنتَدَبتَ لَها

كَالسَيفِ لانَكَلٌ فيهِ وَلا سَأَمُ

مازالَ يَجحَدُها قَومٌ وَيُنكِرُها

حَتّى أَقَرّوا وَفي آنافِهِم رَغَمُ

شُكراً فَقَد وَفَتِ الأَيّامُ ماوَعَدَت

أَقَرَّ مُمتَنِعٍ وَاِنقادَ مُعتَصِمِ

وَما الرِئاسَةُ إِلّا ما تُقِرُّ بِهِ

شَمسُ المُلوكِ وَتَعنو تَحتَهُ الأُمَمُ

مَغارِمُ المَجدِ يَعتَدُّ المُلوكُ بِها

مَغانِماً في العُلا في طَيِّها نِعَمُ

هَذي شُيوخُ بَني حَمدانَ قاطِبَةً

لاذوا بِدارِكَ عِندَ الخَوفِ وَاِعتَصَموا

حَلّوا بِأَكرَمِ مَن حَلَّ العِبادُ بِهِ

بِحَيثُ حَلَّ النَدى وَاِستَوثَقَ الكَرَمُ

فَكُنتُ مِنهُم وَإِن أَصبَحتَ سَيِّدَهُم

تَواضُعُ المُلكِ في أَصحابِهِ عِظَمُ

شَيخوخَةٌ سَبَقَت لافَضلَ يَتبَعُها

وَلَيسَ يَفضُلُ فينا الفاضِلُ الهَرِمُ

وَلَم يُفَضِّل عَقيلاً في وِلادَتِهِ

عَلى عَلِيٍّ أَخيهِ السِنُّ وَالقِدَمُ

وَكَيفَ يَفضُلُ مَن أَزرى بِهِ بَخَلٌ

وَقَعدَةُ اليَدِ وَالرُجلَينِ وَالصَمَمُ

لا تُنكِروا يا بَنيهِ ما أَقولُ فَلَن

تُنسى التِراتُ وَلا إِن حالَ شَيخُكُمُ

كادَت مَخازيهِ تُرديهِ فَأَنقَذَهُ

مِنها بِحُسنِ دِفاعٍ عَنهُ عَمُّكُمُ

أَستَودِعُ اللَهَ قَوماً لا أُفَسِّرُهُم

الظالِمينَ وَلَو شِئنا لَما ظَلَموا

القائِلينَ وَنُغضي عَن جَوابِهِمُ

وَالجائِرينَ وَنَرضى بِالَّذي حَكَموا

إِنّي عَلى كُلِّ حالٍ لَستُ أَذكُرُهُم

إِلّا وَلِلشَوقِ دَمعي واكِفٌ سَجِمُ

الأَنفُسُ اِجتَمَعَت يَوماً أَوِ اِفتَرَقَت

إِذا تَأَمَّلتَ نَفسٌ وَالدِماءُ دَمُ

رَعاهُمُ اللَهُ ماناحَت مُطَوَّقَةٌ

وَحاطَهُم أَبَداً ما أَروَقَ السَلَمُ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:58 AM
http://francheska45.f.r.pic.centerblog.net/2c04d11e.png


يا سَيِّدَيَّ أَراكُما

لا تَذكُرانِ أَخاكُما

أَوجَدتُما بَدَلاً بِهِ

يَبني سَماءَ عُلاكُما

أَوجَدتُما بَدَلاً بِهِ

يَفري نُحورَ عِداكُما

ماكانَ بِالفِعلِ الجَمي

لِ بِمِثلِهِ أَولاكُما

مَن ذا يَعابُ بِما لَقي

تُ مِنَ الوَرى إِلّاكُما

لاتُقعَدا بي بَعدَها

وَسَلا الأَميرَ أَباكُما

وَخُذا فِدايَ جُعِلتُ مِن

رَيبِ الزَمانِ فِداكُما

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:58 AM
http://francheska45.f.r.pic.centerblog.net/2c04d11e.png


يَعُزُّ عَلى الأَحِبَّةِ بِالشَآمِ

حَبيبٌ باتَ مَمنوعَ المَنامِ

وَإِنّي لِلصَبورِ عَلى الرَزايا

وَلَكِنَّ الكَلامَ عَلى الكَلامِ

جُروحٌ لايَزَلنَ يَرِدنَ مِنّي

عَلى جُرحٍ قَريبِ العَهدِ دامِ

تَأَمَّلَني الدُمُستُقُ إِذ رَآني

فَأَبصَرَ صيغَةَ اللَيثِ الهُمامِ

أَتُنكِرُني كَأَنَّكَ لَستَ تَدري

بِأَنّي ذَلِكَ البَطَلُ المُحامي

وَأَنّي إِذ نَزَلتُ عَلى دُلوكٍ

تَرَكتُكَ غَيرَ مُتَّصِلِ النِظامِ

وَلَمّا أَن عَقَدتُ صَليبَ رَأيِي

تَحَلَّلَ عِقدُ رَأيِكَ في المَقامِ

وَكُنتَ تَرى الأَناةَ وَتَدَّعيها

فَأَعجَلَكَ الطِعانُ عَنِ الكَلامِ

وَبِتُّ مُؤَرِّقاً مِن غَيرِ سُقمٍ

حَمى جَفنَيكَ طيبَ النَومِ حامِ

وَلا أَرضى الفَتى مالَم يُكَمِّل

بِرَأيِ الكَهلِ إِقدامَ الغُلامِ

فَلا هُنَّئتَها نُعمى بِأَسري

وَلا وُصِلَت سُعودُكَ بِالتَمامِ

أَما مِن أَعجَبِ الأَشياءِ عِلجٌ

يُعَرِّفُني الحَلالَ مِنَ الحَرامِ

وَتَكنُفُهُ بِطارِقَةٌ تُيوسٌ

تُبارى بِالعَثانينِ الضِخامِ

لَهُم خِلَقُ الحَميرِ فَلَستَ تَلقى

فَتىً مِنهُم يَسيرِ بِلا حِزامِ

يُريغونَ العُيوبَ وَأَعجَزَتهُم

وَأَيُّ العَيبِ يوجَدُ في الحُسامِ

وَأَصعَبُ خُطَّةٍ وَأَجَلُّ أَمرٍ

مُجالَسَةُ اللِئامِ عَلى الكِرامِ

أَبيتُ مُبَرَّأً مِن كُلِّ عَيبٍ

وَأُصبِحُ سالِماً مِن كُلِّ ذامِ

وَمَن لَقِيَ الَّذي لاقَيتُ هانَت

عَلَيهِ مَوارِدُ المَوتِ الزُؤامِ

ثَناءٌ طَيِّبٌ لا خُلفَ فيهِ

وَأَثارٌ كَأَثارِ العَمامِ

وَعِلمُ فَوارِسِ الحَيَّينِ أَنّي

قَليلٌ مَن يَقومُ لَهُم مَقامي

وَفي طَلَبِ الثَناءِ مَضى بُجَيرٌ

وَجادَ بِنَفسِهِ كَعبُ بنُ مامِ

أُلامُ عَلى التَعَرُّضِ لِلمَنايا

وَلي سَمعٌ أَصَمُّ عَنِ المَلامِ

بَنو الدُنيا إِذا ماتوا سَواءٌ

وَلَو عَمَرَ المُعَمِّرُ أَلفَ عامِ

إِذا مالاحَ لي لَمعانُ بَرقٍ

بَعَثتُ إِلى الأَحِبَّةِ بِالسَلامِ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:59 AM
http://francheska45.f.r.pic.centerblog.net/2c04d11e.png
وَأَديبَةٍ إِختَرتُها عَرَبِيَّةً

تُعزى إِلى الجَدِّ الكَريمِ وَتَنتَمي

مَحجوبَةٌ لَم تَبتَذِل أَمّارَةٌ

لَم تَأتَمِر مَخدومَةٌ لَم تَخدِمِ

لَو لَم يَكُن لي فيكِ إِلّا أَنَّني

بِكِ قَد غُنيتِ عَنِ اِرتِكابِ المَحرَمِ

وَلَقَد نَزَلتِ فَلا تَظُنّي غَيرَهُ

مِنّي بِمَنزِلَةِ المُحِبِّ المُكرَمِ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:59 AM
http://francheska45.f.r.pic.centerblog.net/2c04d11e.png


نَفى النَومُ عَن عَيني خَيالَ مُسَلِّمٍ

تَأَوَّبَ مِن أَسماءَ وَالرَكبُ نُوَّمُ

ظَلِلتُ وَأَصحابي عَباديدَ في الدُجى

أَلَذُّ بِجَوّالِ الوِشاحِ وَأَنعَمُ

وَسائِلَةٍ عَنّي فَقُلتُ تَعَجُّباً

كَأَنَّكِ لاتَدرينَ كَيفَ المُتَيَّمُ

أَعِرني أَقيكَ السوءَ نَظرَةَ وامِقٍ

لَعَلَّكَ تَرثي أَو لَعَلَّكَ تَرحَمُ

فَما أَنا إِلّا عَبدُكَ القِنُّ في الهَوى

وَما أَنتَ إِلّا المالِكُ المُتَحَكِّمُ

وَأَرضى بِما تَرضى عَلى السَخطِ وَالرِضا

وَأُغضي عَلى عِلمٍ بِأَنَّكَ تَظلِمُ

يَئِستُ مِنَ الإِنصافِ بَيني وَبَينَهُ

وَمَن لِيَ بِالإِنصافِ وَالخَصمُ يَحكُمُ

وَخَطبٍ مِنَ الأَيّامِ أَنسانِيَ الهَوى

وَأَحلى بِفَيِّ المَوتَ وَالمَوتُ عَلقَمُ

وَوَاللَهِ ما شَبَّبتُ إِلّا عُلالَةً

وَمِن نارِ غَيرِ الحُبِّ قَلبِيَ يُضرَمُ

أَلا مُبلِغٌ عَنّي الحُسَينَ أَلوكَةً

تَضَمَّنَها دُرُّ الكَلامِ المُنَظَّمِ

لَذيذُ الكَرى حَتّى أَراكَ مُحَرَّمُ

وَنارُ الأَسى بَينَ الحَشا تَتَضَرَّمُ

وَأَترُكُ أَن أَبكي عَلَيكَ تَطَيُّراً

وَقَلبِيَ يَبكي وَالجَوانِحُ تَلطِمُ

وَإِنَّ جُفوني إِن وَنَت لِلَئيمَةٍ

وَإِنَّ فُؤادي إِن سَلَوتُ لَأَلأَمُ

وَأُظهِرُ لِلأَعداءِ فيكَ جَلادَةً

وَأَكتُمُ ما أَلقاهُ وَاللَهُ يَعلَمُ

سَأَبكيكَ ما أَبقى لِيَ الدَهرُ مُقلَةً

فَإِن عَزَّني دَمعٌ فَما عَزَّني دَمُ

وَحُكمي بُكاءُ الدَهرِ فيما يَنوبُني

وَحُكمُ لَبيدٍ فيهِ حَولٌ مُجَرَّمُ

وَما نَحنُ إِلّا وائِلٌ وَمُهَلهَلٌ

صَفاءً وَإِلّا مالِكٌ وَمُتَمِّمُ

وَإِنّي وَإِيّاهُ لَعَينٌ وَأُختُها

وَإِنّي وَإِيّاهُ لَكَفٌّ وَمِعصَمُ

تُصاحِبُنا الأَيّامُ في ثَوبِ ناصِحٍ

وَيَختِلُنا مِنها عَلى الأَمنِ أَرقَمُ

وَما أَغرَبَت فيكَ اللَيالي وَإِنَّها

لَتَصدَعُنا مِن كُلِّ شِعبٍ وَتَثلِمُ

طَوارِقُ خَطبٍ ما تُغَبُّ وُفودُها

وَأَحداثُ أَيّامٍ تُغِذِّ وَتُتئِمُ

فَما عَرَّفَتني غَيرَ ما أَنا عارِفٌ

وَلا عَلَّمَتني غَيرَ ما كُنتُ أَعلَمُ

مَتى لَم تُصِب مِنّا اللَيالي اِبنَ هَمَّةٍ

يُجَشِّمُها صَرفُ الرَدى فَتَجَشَّمُ

تُهينُ عَلَينا الحَربُ نَفساً عَزيزَةً

إِذا عاضَنا مِنها الثَناءُ المُنَمنَمُ

وَإِنّي لَغِرٌّ إِن رَضيتُ بِصاحِبٍ

يَبَشُّ وَفيهِ جانِبٌ مُتَجَهِّمُ

وَنَحنُ أُناسٌ لاتَزالُ سَراتُنا

لَها مَشرَبٌ بَينَ المَنايا وَمَطعَمُ

نَظَرنا إِلى هَذا الزَمانِ وَأَهلِهِ

فَهانَ عَلَينا ما يَشِتُّ وَيَنظِمُ

وَنَدعو كَريماً مَن يَجودُ بِمالِهِ

وَمَن يَبذِلُ النَفسَ الكَريمَةَ أَكرَمُ

وَما لِيَ لا أَمضي حَميداً وَمَطلَبي

بَعيدٌ وَما فِعلي بِحالٍ مُذَمَّمُ

إِذا لَم يَكُن يُنجي الفِرارُ مِنَ الرَدى

عَلى حالَةٍ فَالصَبرُ أَرجى وَأَحزَمُ

لَكَ اللَهُ إِنّا بَينَ غادٍ وَرائِحٍ

نُعِدُّ المَغازي في البِلادِ وَنَغنَمُ

وَأَرماحُنا في كُلِّ لَبَّةِ فارِسٍ

تُثَقِّبُ تَثقيبَ الجُمانِ وَتَنظِمُ

سَنَضرِبُهُم مادامَ لِلسَيفِ قائِمٌ

وَنَطعَنُهُم مادامَ لِلرُمحِ لَهذَمُ

وَنَقفوهُمُ خَلفَ الخَليجِ بِضُمَّرٍ

تَخوضُ بِحاراً بَعضُ خُلجانِها دَمُ

بِكُلِّ غُلامٍ مِن نِزارٍ وَغَيرِها

عَلَيهِ مِنَ الماذِيِّ دِرعٌ مُخَتَّمُ

وَنَجنِبُ ما أَلقى الوَجيهُ وَلاحِقٌ

إِلى كُلِّ ما أَبقى الجَديلُ وَشَدقَمُ

وَنَعتَقِلُ الصُمَّ العَوالِيَ إِنَّها

طَريقٌ إِلى نَيلِ المَعالي وَسُلَّمُ

رَأَيتُهُمُ يَرجونَ ثَأراً بِسالِفٍ

وَفي كُلِّ يَومٍ يَأخُذُ السَيفُ مِنهُمُ

فَقُل لِاِبنِ فُقّاسٍ دَعِ الحَربَ جانِباً

فَإِنَّكَ رومِيُّ وَخَصمُكَ مُسلِمُ

فَوَجهُكَ مَضروبٌ وَأُمَّكَ ثاكِلٌ

وَسِبطُكَ مَأسورٌ وَعِرسُكَ أَيِّمُ

وَلَم تَنبُ عَنكَ البيضُ في كُلِّ مَشهَدٍ

وَلَكِنَّ قَتلَ الشَيخِ فينا مُحَرَّمُ

إِذا ضُرِبَت فَوقَ الخَليجِ قِبابُنا

وَأَمسى عَلَيكَ الذِلُّ وَهوَ مُخَيِّمُ

وَأَدّى إِلَينا المَلكُ جِزيَةَ رَأسِهِ

وَفُكَّ عَنِ الأَسرى الوِثاقُ وَسُلِّموا

فَإِن تَرغَبوا في الصُلحِ فَالصُلحُ صالِحٌ

وَإِن تَجنَحوا لِلسِلمِ فَالسُلمُ أَسلَمُ

أَعاداتُ سَيفِ الدَولَةِ القَرمِ إِنَّها

لِإِحدى الَّذي كَشَّفتَ بَل هِيَ أَعظَمُ

وَإِنَّ لِسَيفِ الدَولَةِ القَرمِ عادَةً

تَرومُ عُلوقُ المُعجِزاتِ فَتَرأَمُ

وَقيلَ لَها سَيفُ الهُدى قُلتُ إِنَّهُ

لَيَفعَلُ خَيرُ الفاعِلينَ وَيُكرَمُ

أَما اِنتاشَ مِن مَسِّ الحَديدِ وَثُقلِهِ

أَبا وائِلٍ وَالبيضُ في البيضِ تَحكُمُ

تَجُرُّ عَلَيهِ الحَربُ مِن كُلِّ جانِبٍ

فَلا ضَجِرٌ جافٍ وَلا مُتَبَرِّمُ

أَخو عَزَماتٍ في الحُروبِ إِذا أَتى

أَتى حادِثٌ مِن جانِبِ اللَهِ مُبرَمُ

نَخِفُّ إِذا ضاقَت عَلَينا أُمورُنا

بِأَبيَضِ وَجهِ الرَأيِ وَالخَطبِ مُظلِمُ

وَنَرمي بِأَمرٍ لانُطيقُ اِحتِمالَهُ

إِلى قَرمِنا وَالقَرمُ بِالأَمرِ أَقوَمُ

إِلى رَجُلٍ يَلقاكَ في شَخصِ واحِدٍ

وَلَكِنَّهُ في الحَربِ جَيشٌ عَرَمرَمُ

ثَقيلٌ عَلى الأَعداءِ أَعقابُ وَطئِهِ

صَليبٌ عَلى أَفواهِها حينَ تُعجَمُ

وَنُمسِكُ عَن بَعضِ الأُمورِ مَهابَةً

فَيَعلَمُ مايُخفي الضَميرُ وَيَفهَمُ

وَنَجني جِناياتٍ عَلَيهِ يُقيلُها

وَنُخطِئُ أَحياناً إِلَيهِ فَيَحلَمُ

يَسومونَنا فيكَ الفِداءَ وَإِنَّنا

لَنَرجوكَ قَسراً وَالمَعاطِسُ تُرغَمُ

أَتَرضى بِأَن نُعطى السَواءَ قَسيمَنا

إِذا المَجدُ بَينَ الأَغلَبينَ يُقَسَّمُ

وَما الأَسرُ غُرمٌ وَالبَلاءُ مُحَمَّدٌ

وَلا النَصرُ غُنمٌ وَالهَلاكُ مُذَمَّمُ

لَعَمري لَقَد أَعذَرتُ إِن قَلَّ مُسعِدٌ

وَأَقدَمتَ لَو أَنَّ الكَتائِبَ تُقدِمُ

دَعَوتَ خَلوفاً حينَ تَختَلِفُ القَنا

وَنادَيتَ صُمّاً عَنكَ حينَ تُصَمَّمُ

وَما عابَكَ اِبنَ السابِقينَ إِلى العُلا

تَأَخَّرُ أَقوامٍ وَأَنتَ مُقَدَّمُ

وَمالَكَ لاتَلقى بِمُهجَتِكَ الرَدى

وَأَنتَ مِنَ القَومِ الَّذينَ هُمُ هُمُ

لَعاً يا أَخي لامَسَّكَ السوءُ إِنَّهُ

هُوَ الدَهرُ في حالَيهِ بُؤسٌ وَأَنعُمُ

وَما ساءَني أَنّي مَكانَكَ عانِياً

وَأُسلِمُ نَفسي لِلإِسارِ وَتَسلَمُ

طَلَبتُكَ حَتّى لَم أَجِد لِيَ مَطلَباً

وَأَقدَمتُ حَتّى قَلَّ مَن يَتَقَدَّمُ

وَما قَعَدَت بي عَن لِحاقِكَ عِلَّةٌ

وَلَكِن قَضاءٌ فاتَني فيكَ مُبرَمُ

فَإِن جَلَّ هَذا الأَمرُ فَاللَهُ فَوقَهُ

وَإِن عَظُمَ المَطلوبُ فَاللَهُ أَعظَمُ

وَإِنّي لَأَخفي فيكَ مالَيسَ خافِياً

وَأَكتُمُ وَجداً مِثلُهُ لايُكَتَّمُ

وَلَو أَنَّني وَفَّيتُ رُزءَكَ حَقَّهُ

لَما خَطَّ لي كَفٌّ وَلا فاهَ لي فَمُ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:59 AM
http://francheska45.f.r.pic.centerblog.net/2c04d11e.png


هَلّا رَثَيتِ لِمُستَهامٍ مُغرَمِ

أَعَلِمتِ مايَلقاهُ أَم لَم تَعلَمي

وَلَئِن غَدَوتِ مِنَ الهُمومِ سَليمَةً

فَلَقَد عَلِمتِ بِأَنَّني لَم أَسلِمِ

وَلَئِن أَطَعتِ العاذِلاتِ فَإِنَّني

خالَفتُ قَولَ عَواذِلي وَاللُوَّمِ

وَإِذا مَرَرتَ عَلى الدِيارِ غُدَيَّةً

إِقرا السَلامَ عَلى دِيارِ الهَيثَمِ

غَرّاءُ تَبسِمُ عَن صَباحٍ طالِعٍ

مِن ثَغرِها في جَنحِ لَيلٍ مُظلِمِ

تَجلو الظَلامَ بِمَبسَمٍ يَجلو الدُجى

بِأَبي وَأُمّي طيبُ ذاكَ المَبسَمِ

كَم لَيلَةٍ شَهباءَ إِذ بَرَزَت لَنا

كانَت كَيَومٍ إِذ تَوَلَّت أَدهَمِ

كَتَمَت هَوايَ وَقابَلَتهُ بِهَجرَةٍ

سَيّانِ إِن كَتَمَت وَإِن لَم تَكتُمِ

عطر الزنبق
03-04-2020, 01:59 AM
http://francheska45.f.r.pic.centerblog.net/2c04d11e.png


أَما إِنَّهُ رَبعُ الصِبا وَمَعالِمُه

فَلا عُذرَ إِن لَم يُنفِذِ الدَمعَ ساجِمُه

لَئِن بِتَّ تَبكيهِ خَلاءً فَطالَما

نَعِمتَ بِهِ دَهراً وَفيهِ نَواعِمُه

رِياحٌ عَفَتهُ وَهيَ أَنفاسُ عاشِقٍ

وَوَبلٌ سَقاهُ وَالجُفونُ غَمائِمُه

وَظَلّامَةٍ قَلَّدتُها حُكمَ مُهجَتي

وَمَن يُنصِفُ المَظلومَ وَالخَصمُ حاكِمُه

مَهاةٌ لَها مِن كُلِّ وَجدٍ مَصونُهُ

وَخَودٌ لَها مِن كُلِّ دَمعٍ كَرائِمُه

وَلَيلٍ كَفَرعَيها قَطَعتُ وَصاحِبي

رَقيقُ غِرارٍ مِخذَمُ الحَدِّ صارِمُه

تَغُذُّ بِيَ القَفرَ الفَضاءَ شِمِلَّةٌ

سَواءٌ عَلَيها نَجدُهُ وَتَهائِمُه

تُصاحِبُني آرامُهُ وَظِباؤُهُ

وَتُؤنِسُني أَصلالُهُ وَأَراقِمُه

وَأَيُّ بِلادِ اللَهِ لَم أَنتَقِل بِها

وَلا وَطِئَتها مِن بَعيري مَناسِمُه

وَنَحنُ أُناسٌ يَعلَمُ اللَهُ أَنَّنا

إِذا جَمَحَ الدَهرُ الغَشومُ شَكائِمُه

إِذا وُلِدَ المَولودُ مِنّا فَإِنَّما ال

أَسِنَّةُ وَالبيضُ الرِقاقُ تَمائِمُه

أَلا مُبلِغٌ عَنّي اِبنَ عَمّي أَلوكَةً

بَثَثتُ بِها بَعضَ الَّذي أَنا كاتِمُه

أَيا جافِياً ماكُنتُ أَخشى جَفاءَهُ

وَإِن كَثُرَت عُذّالُهُ وَلَوائِمُه

كَذَلِكَ حَظّي مِن زَماني وَأَهلِهِ

يُصارِمُني الخِلُّ الَّذي لا أُصارِمُه

وَإِن كُنتُ مُشتاقاً إِلَيكَ فَإِنَّهُ

لَيَشتاقُ صَبٌّ إِلفَهُ وَهوَ ظالِمُه

أَوَدُّكَ وُدّاً لا الزَمانُ يُبيدُهُ

وَلا النَأيُ يُفنيهِ وَلا الهَجرُ ثالِمُه

وَأَنتَ وَفِيٌّ لايُذَمُّ وَفاؤُهُ

وَأَنتَ كَريمٌ لَيسَ تُحصى مَكارِمُه

أُقيمُ بِهِ أَصلُ الفَخارِ وَفَرعُهُ

وَشُدَّ بِهِ رُكنُ العُلا وَدَعائِمُه

أَخو السَيفِ تُعديهِ نَداوَةُ كَفِّهِ

فَيَحمَرُّ حَدّاهُ وَيَخضَرُّ قائِمُه

أَعِندَكَ لي عُتبى فَأَحمِلَ مامَضى

وَأَبني رُواقَ الوُدِّ إِذ أَنتَ هادِمُه

عطر الزنبق
03-04-2020, 02:00 AM
http://francheska45.f.r.pic.centerblog.net/2c04d11e.png


إِذا مَرَرتَ بِوادٍ جاشَ غارِبُهُ

فَاِعقِل قُلوصُكَ وَاِنزِل ذاكَ وادينا

وَإِن عَبَرتَ بِنادٍ لاتُطيفُ بِهِ

أَهلُ السَفاهَةِ فَاِجلِس ذاكَ نادينا

نُغيرُ في الهَجمَةِ الغَرّاءِ نَنحَرُها

حَتّى لَيَعطَشُ في الأَحيانِ راعينا

وَتَجفَلُ الشَولُ بَعدَ الخَمسِ صادِيَةً

إِذا سَمِعنَ عَلى الأَمواهِ حادينا

وَتَغتَدي الكومُ أَشتاتاً مُرَوَّعَةً

لا تَأمَنُ الدَهرَ إِلّا مِن أَعادينا

وَيُصبِحُ الضَيفُ أَولانا بِمَنزِلِنا

نَرضى بِذاكَ وَيَمضي حُكمُهُ فينا

عطر الزنبق
03-04-2020, 02:00 AM
http://francheska45.f.r.pic.centerblog.net/2c04d11e.png


أَيا راكِباً نَحوَ الجَزيرَةِ جَسرَةً

عُذافِرَةً إِنَّ الحَديثَ شُجونُ

مِنَ الموخِداتِ الضُمَّرِ اللاءِ وَخدُها

كَفيلٌ بِحاجاتِ الرِجالِ ضَمينُ

تَحَمَّل إِلى القاضي سَلامي وَقُل لَهُ

أَلا إِنَّ قَلبي مُذ حَزِنتَ حَزينُ

وَإِنَّ فُؤادي لِاِفتِقادِ أَسيرِهِ

أَسيرٌ بِأَيدي الحادِثاتِ رَهينُ

أُحاوِلُ كِتمانَ الَّذي بي مِنَ الأَسى

وَتَأبى غُروبٌ ثَرَّةٌ وَشُؤونُ

بِمَن أَنا في الدُنيا عَلى السِرِّ واثِقٌ

وَطَرفي نَمومٌ وَالدُموعُ تَخونُ

يَضِنُّ زَماني بِالثِقاتِ وَإِنَّني

بِسِرّي عَلى غَيرِ الثُقاتِ ضَنينُ

لَعَلَّ زَماناً بِالمَسَرَّةِ يَنثَني

وَعَطفَةَ دَهرٍ بِاللِقاءِ تَكونُ

أَلا لايَرى الأَعداءُ فيكَ غَضاضَةً

فَلِلدَهرِ بُؤسٌ قَد عَلِمتَ وَلينُ

وَأَعظَمُ ماكانَت هُمومُكَ تَنجَلي

وَأَصعَبُ ماكانَ الزَمانُ يَهونُ

أَلا لَيتَ شِعري هَل أَنا الدَهرَ واحِدٌ

قَريناً لَهُ حُسنُ الوَفاءِ قَرينُ

فَأَشكو وَيَشكو مابِقَلبي وَقَلبِهِ

كِلانا عَلى نَجوى أَخيهِ أَمينُ

وَفي بَعضِ مَن يُلقي إِلَيكَ مَوَدَّةً

عَدُوٌّ إِذا كَشَّفتَ عَنهُ مُبينُ

إِذا غَيَّرَ البُعدُ الهَوى فَهَوى أَبي

حُصَينٍ مَنيعٌ في الفُؤادِ حَصينُ

فَلا بَرِحَت بِالحاسِدينَ كَآبَةٌ

وَلا هَجَعَت لِلشامِتينَ عُيونُ

عطر الزنبق
03-04-2020, 02:00 AM
http://francheska45.f.r.pic.centerblog.net/2c04d11e.png




سَلي فَتَياتِ هَذا الحَيِّ عَنّي

يَقُلنَ بِما رَأَينَ وَما سَمِعنَه

أَلَستُ أَمَدَّهُم لِذَوِيَّ ظِلّاً

أَلَستُ أَعَدَّهُم لِلقَومِ جَفنَه

أَلَستُ أَقَرَّهُم بِالضَيفِ عَيناً

أَلَستُ أَمَرَّهُم في الحَربِ لُهنَه

رَضيتُ العاذِلاتِ وَما يَقُلنَه

وَإِن أَصبَحتُ عَصّاءً لَهُنَّه

بَكَرنَ يَلُمنَني وَرَأَينَ جودي

عَلى الأَرماحِ بِالنَفسِ المَضَنَّه

فَقُلتُ لَهُنَّ هَل فيكُنَّ باقٍ

عَلى نُوَبِ الزَمانِ إِذا طَرَقنَه

وَكَم فَجرٍ سَبَقنَ إِلى مَلامي

فَعُدتُ ضُحىً وَلَم أَحفِل بِهِنَّه

وَإِن يَكُنِ الحِذارُ مِنَ المَنايا

سَبيلاً لِلحَياةِ فَلِم تَمُتنَه

سَأُشهِدُها عَلى ماكانَ مِنّي

بِبَسطي في النَدى بِكَلامِكُنَّه

فَإِن أَهلَك فَعَن أَجَلٍ مُسَمّى

سَيَأتيني وَلَو ما بَينَكُنَّه

وَإِن أَسلَم فَقَرضٌ سَوفَ يوفى

وَأَتبَعَكُنَّ إِن قَدَّمتُكُنَّه

فَلا يَأمُرنَني بِمَقامِ ذُلٍّ

فَما أَنا بِالمُطيعِ إِذا أَمَرنَه

وَراجِعَةٍ إِلَيَّ تَقولُ سِرّاً

أَعودُ إِلى نَصيحَتِهِ لَعَنَّه

فَلَمّا لَم تَجِد طَمَعاً تَوَلَّت

وَقالَت فِيَّ عاتِبَةً وَقُلنَه

أَرَيتَكَ ماتَقولُ بَناتُ عَمّي

إِذا وَصَفَ النِساءُ رِجالُهُنَّه

أَما وَاللَهِ لايُمسينَ حَسرى

يُلَفِّقنَ الكَلامَ وَيَعتَذِرنَه

وَلَكِن سَوفَ أوجِدُهُنَّ وَصفاً

وَأَبسُطُ في المَديحِ كَلامُهُنَّه

مَتى مايَدنُ مِن أَجَلٍ كِتابي

أَمُت بَينَ الأَعِنَّةِ وَالأَسِنَّه

وَمَوتٌ في مَقامِ العِزِّ أَشهى

إِلى الفُرسانِ مِن عَيشٍ بِمَهنَه

عطر الزنبق
03-04-2020, 02:01 AM
http://francheska45.f.r.pic.centerblog.net/2c04d11e.png


بَني زُرارَةَ لَو صَحَّت طَرائِقُكُم

لَكُنتُمُ عِندَنا في المَنزِلِ الداني

لَكِن جَهِلتُم لَدَينا حَقَّ أَنفُسَكُم

وَباعَ بائِعُكُم رِبحاً بِخُسرانِ

فَإِن تَكونوا بَراءً مِن جِنايَتِهِ

فَإِنَّ مَن رَفَدَ الجاني هُوَ الجاني

مابالُكُم يا أَقَلَّ اللَهِ خَيرَكُمُ

لاتَغضَبونَ لِهَذا الموثَقِ العاني

جارٌ نَزَعناهُ قَسراً في بُيوتُكُمُ

وَالخَيلُ تَعصِبُ فُرساناً بِفُرسانِ

إِذ لاتَرُدّونَ عَن أَكنافِ أَهلِكُمُ

شَوازِبَ الخَيلِ مِن مَثنىً وَوِحدانِ

بِالمَرجِ إِذ أُمُّ بَسّامٍ تُناشِدُني

بَناتُ عَمِّكَ يا حارِ بنَ حَمدانِ

فَبِتُّ أَثني صُدورَ الخَيلِ ساهِمَةً

بِكُلِّ مُضطَغِنٍ بِالحِقدِ مَلآنِ

وَنَحنُ قَومٌ إِذا عُدنا بِسَيِّئَةٍ

عَلى العَشيرَةِ أَعقَبنا بِإِحسانِ

عطر الزنبق
03-04-2020, 02:01 AM
http://francheska45.f.r.pic.centerblog.net/2c04d11e.png


أَبلِغ بَني حَمدانَ في بُلدانِها

كُهولَها وَالغُرَّ مِن شُبّانِها

يَومَ طَرَدتُ الخَيلَ عَن فُرسانِها

وَسُقتُ مِن قَيسٍ وَمِن جيرانِها

ذَوي عُلاها وَذَوي طُعّانِها

وَمُهرَةٌ تَمرَحُ في أَشطانِها

عاثِرَةً تَعثُرُ في عِنانِها

تَرَكتُ ماصَبَّحتُ مِن فُرسانِها

وَإِبلاً تُنزَعُ مِن رُعيانِها

حَتّى إِذا قَلَّ غَنا شُجعانِها

طارَدَني عَنها وَعَن إِتيانِها

حَرائِرٌ أَرغَبُ في صِيانِها

أَستَعمِلُ الشِدَّةَ في أَوانِها

وَأَغفِرُ الزَلَّةَ في إِبّانِها

يالَكِ أَحياءً عَلى عُدوانِها

نِسوانُها أَمنَعُ مِن فُرسانِها

عطر الزنبق
03-04-2020, 02:01 AM
http://francheska45.f.r.pic.centerblog.net/2c04d11e.png


الحُرُّ يَصبِرُ ما أَطاقَ تَصَبُّراً

في كُلِّ آوِنَةٍ وَكُلِّ زَمانِ

وَيَرى مُساعَدَةَ الكِرامِ مُروءَةً

ماسالَمَتهُ نَوائِبُ الحَدَثانِ

وَيَذوبُ بِالكِتمانِ إِلّا أَنَّهُ

أَحوالُهُ تُنبي عَنِ الكِتمانِ

فَإِذا تَكَشَّفَ وَاِضمَحَلَّت حالُهُ

أَلفَيتَهُ يَشكو بِكُلِّ لِسانِ

وَإِذا نَبا بي مَنزِلٌ فارَقتُهُ

وَاللَهُ يَلطُفُ بي بِكُلِّ مَكانِ

عطر الزنبق
03-04-2020, 02:01 AM
http://francheska45.f.r.pic.centerblog.net/2c04d11e.png




ماكُنتُ مُذ كُنتُ إِلّا طَوعَ خُلّاني

لَيسَت مُؤاخَذَةُ الإِخوانِ مِن شاني

يَجني الخَليلُ فَأَستَحلي جِنايَتَهُ

حَتّى أَدُلُّ عَلى عَفوي وَإِحساني

وَيُتبِعُ الذَنبَ ذَنباً حينَ يَعرِفُني

عَمداً وَأُتبِعُ غُفراناً بِغُفرانِ

يَجني عَلَيَّ وَأَحنو صافِحاً أَبَداً

لاشَيءَ أَحسَنُ مِن حانٍ عَلى جانِ

مديح ال قطب
03-15-2020, 12:15 PM
هلا وغلا
اختى الغالية
حلوة المبسم
نقل جميل متفرد بالعذوبة
بما يشي بحرفية قلم صاغ الابداع
وتكللت به أصداء المدى
سلمت يمناكِ
مودتي والياسمين
يسلموااااااااااااااا
القيصر العاشق
البــــــ مديح ال قطب ـــــــــرنس

مديح ال قطب
03-15-2020, 12:16 PM
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 1 والزوار 12)

عطر الزنبق
03-16-2020, 12:20 PM
اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مديح ال قطب https://www.skoon-elamar.com/vb/SKOON2020/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elamar.com/vb/showthread.php?p=490302#post490302)
هلا وغلا
اختى الغالية
حلوة المبسم
نقل جميل متفرد بالعذوبة
بما يشي بحرفية قلم صاغ الابداع
وتكللت به أصداء المدى
سلمت يمناكِ
مودتي والياسمين
يسلموااااااااااااااا
القيصر العاشق
البــــــ مديح ال قطب ـــــــــرنس



https://almraah.net/imgcache/2/157593alsh3er.gif

ريِّأّحٌ أّلَحٌبِ ...❥
03-26-2020, 10:48 AM
طرح في غايه آلروعه وآلجمال
سلمت آناملك على الانتقاء الاكثر من رائع
ولاحرمنا جديدك القادم والشيق
ونحن له بالإنتظار

انثى برائحة الورد
03-26-2020, 03:19 PM
نـاعمه ورقيــقه تلك الكلــمات ...
رووعــــه بـ معانيهاااا
بقي ان اهمس لــك
ربــي يــــسسسسعدك

الوسيم
03-30-2020, 08:31 AM
موضوع رائع ومميز
طرحت فابدعت دمت ودام عطائك
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
اعذب التحايا لك

شيخة الزين
07-18-2020, 05:24 PM
يعـطيك العــآفية
‎ولآ عـدمنآ تميز انآملك الذهبية
‎دمت ودآم بحـر عطآئك بمآ يطرح متميزآ
‎بنتظآر القآدم بشووق
‎فلآ تحــرمنآ من جديد تميزك
‎لروحــك بآقآت من الجوري

عطر الزنبق
07-21-2020, 12:35 AM
اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انثى برائحة الورد https://www.skoon-elamar.com/vb/S-QMR2019/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elamar.com/vb/showthread.php?p=497471#post497471)
نـاعمه ورقيــقه تلك الكلــمات ...
رووعــــه بـ معانيهاااا
بقي ان اهمس لــك
ربــي يــــسسسسعدك

لكل من كانت له بصمه هنا
لكل من وضع حروفه هنا
الف شكر لكم ولحضوركم الراقي
اسعدتني حروفكم الجميله
لاحرمني الله اطلالتكم
دمتم بكل ود
https://3.bp.blogspot.com/-lHvDlr0Q2Vc/VXDTyKgNKVI/AAAAAAAAlP4/UnGWxKto1W0/s1600/Element1_zen.gif

عطر الزنبق
07-21-2020, 12:35 AM
اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوسيم https://www.skoon-elamar.com/vb/S-QMR2019/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elamar.com/vb/showthread.php?p=499017#post499017)
موضوع رائع ومميز
طرحت فابدعت دمت ودام عطائك
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
اعذب التحايا لك
لكل من كانت له بصمه هنا
لكل من وضع حروفه هنا
الف شكر لكم ولحضوركم الراقي
اسعدتني حروفكم الجميله
لاحرمني الله اطلالتكم
دمتم بكل ود
https://3.bp.blogspot.com/-lHvDlr0Q2Vc/VXDTyKgNKVI/AAAAAAAAlP4/UnGWxKto1W0/s1600/Element1_zen.gif

عطر الزنبق
07-21-2020, 12:36 AM
اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخة الزين https://www.skoon-elamar.com/vb/S-QMR2019/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elamar.com/vb/showthread.php?p=534596#post534596)













يعـطيك العــآفية
‎ولآ عـدمنآ تميز انآملك الذهبية
‎دمت ودآم بحـر عطآئك بمآ يطرح متميزآ
‎بنتظآر القآدم بشووق
‎فلآ تحــرمنآ من جديد تميزك
‎لروحــك بآقآت من الجوري











لكل من كانت له بصمه هنا
لكل من وضع حروفه هنا
الف شكر لكم ولحضوركم الراقي
اسعدتني حروفكم الجميله
لاحرمني الله اطلالتكم
دمتم بكل ود
https://3.bp.blogspot.com/-lHvDlr0Q2Vc/VXDTyKgNKVI/AAAAAAAAlP4/UnGWxKto1W0/s1600/Element1_zen.gif

العالمي
05-15-2022, 07:10 AM
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك

عطر الزنبق
06-08-2022, 12:46 PM
اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوسيم https://www.skoon-elqmar.com/vb/SKOON2020/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elqmar.com/vb/showthread.php?p=499017#post499017)
موضوع رائع ومميز
طرحت فابدعت دمت ودام عطائك
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
اعذب التحايا لك


http://i.imgur.com/4oeeDjF.gif

عطر الزنبق
06-08-2022, 12:46 PM
اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العالمي https://www.skoon-elqmar.com/vb/SKOON2020/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elqmar.com/vb/showthread.php?p=750559#post750559)
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك


http://i.imgur.com/4oeeDjF.gif

نهيان
06-08-2022, 01:58 PM
اشكرك على اختياراتك الاكثر من رائعه
يعطيك العافيه
ننتظركل جديد فلاتبخلي
دمتي بسعاده لاتفارقك

عطر الزنبق
06-08-2022, 02:27 PM
اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخة الزين https://www.skoon-elqmar.com/vb/SKOON2020/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elqmar.com/vb/showthread.php?p=534596#post534596)













يعـطيك العــآفية
‎ولآ عـدمنآ تميز انآملك الذهبية
‎دمت ودآم بحـر عطآئك بمآ يطرح متميزآ
‎بنتظآر القآدم بشووق
‎فلآ تحــرمنآ من جديد تميزك
‎لروحــك بآقآت من الجوري











https://i.pinimg.com/564x/cd/31/ea/cd31eaaadf4dc569e1953bcb89e1d77c.jpg

عطر الزنبق
06-08-2022, 02:28 PM
اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهيان https://www.skoon-elqmar.com/vb/SKOON2020/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elqmar.com/vb/showthread.php?p=754394#post754394)
اشكرك على اختياراتك الاكثر من رائعه
يعطيك العافيه
ننتظركل جديد فلاتبخلي
دمتي بسعاده لاتفارقك


http://i.imgur.com/4oeeDjF.gif