مشاهدة النسخة كاملة : نعيب زماننا والعيب فينا...!


مداح القمر
04-10-2020, 07:02 PM
نعيب زماننا والعيب فينا

نعيب زماننا والعيب فينا ..... وما لزماننا عيب سوانا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب ...ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب....و يأكل بعضنا بعضا عيانا

قال رجلٌ من الخوارج لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يريد أن يُقيم الحُجّة عليه: لماذا كان أبوبكر وعمر ينتصران وأنت لا تنتصر؟

فقال له عليّ: لأن أبا بكرٍ وعمر كانا يحكمان أمثالي وأنا أحكم أمثالك!

وخطب عبدالملك بن مروان على المنبر يوماً فقال: ألا تُنصفونا يا معشر الرّعية، تريدون منا سيرة أبي بكر وعمر ولم تسيروا في أنفسكم ولا فينا بسيرة رعيّة أبي بكر وعمر، أسأل الله أن يُعين كلاً على حاله!

صحيح أنّ النّاس على دين ملوكهم، فلما وصلتْ كنوز كسرى إلى عمر رضي الله عنه قال: إن قوماً أدّوا هذا لأمناء! فقال له عليّ: يا أمير المؤمنين عفَفْتَ فعفُّوا ولو رتَعْتَ لرتعوا !

ولكن الصحيح أيضاً أن النّاس يتخذون الحكام والحكومات شماعة يُعلّقون عليها فسادهم، فإذا كانت الحكومات تستورد الخمور- وهذا خطأ طبعاً- فنحن الذين نشربها، ولم أسمع يوماً أن حكومة أصدرت مرسوما بوجوب شراء الخمر، وإذا كانت الحكومة تغض الطرف عن بيوت الدعارة- وهذا خطأ أيضاً- ولكن نحن زبائنها ولم أسمع يوماً أن حكومة أصدرت مرسوماً يحث المواطنين على دعم المومسات ولو من باب التكافل الاجتماعيّ، وإذا كانت المعاملات لا تمشي دون رشوة فبعضنا الراشي وبعضنا المرتشي!

الحرية هي أساس الفضيلة، فليس هناك عفّة حين لا تتوافر القدرة على الزنى، وليس هناك عدل حين لا تتوافر القدرة على الظلم، وليس هناك أمانة حين لا تتوافر القدرة على السرقة، وليس هناك زهد حين لا تتوافر القدرة على البذخ، فالمجبر على الزهد ليس زاهداً، والمجبر على الطاعة ليس طائعاً، ونحن أحرار بما يكفي لنختار، حبوب الكبتاعون لو لم يكن لها زبائن ما وجدت من يهرّبها، والخمور لو لم يكن لها شاربون فلن تجد من يستوردها، والمومسات لو لم يجدن زبائن كرماء لقرنَ في بيوتهنّ!

لو جلسنا مع أنفسنا جلسة صراحة لوجدنا أننا نسخة مصغّرة من حكوماتنا التي ننتقدها! نطالب بحرّية الرأي وفي داخل كل منا حاكم عربيّ صغير لا يرى إلا نفسه ولا يسمع إلا صوته، ونطالب بتحسين التعليم وكثير منا لا يعرفون أبناءهم في أي صفّ! مشكلتنا أننا تربينا على المطالبة بحقوقنا دون أن نتربى أن كلّ حق يقابله واجب!

مشكلتنا يا أعزائي أننا جميعاً حكومات عربيّة !

شايان
04-11-2020, 04:56 AM
تختم وترفع للتنبيهات
تضاف 500 مشاركة وتقييم
مع كل التقدير

شايان
04-11-2020, 05:00 AM
مقالة رائعة اخي مداح القمر
اصابت عمق الحقيقة
ومضت بنا الى سوء الواقع
شكرا لابداعك
ورقي قلمك
كل التقدير

مداح القمر
04-11-2020, 08:18 AM
أشكرك جزيل الشكر عزيزتي شايان على اللفتة الجميلةالتي أسعدتني بحق
الأمر الذي يشكل حافزأ لإعطاء المزيد
تقديري وعميق شكري لك

الحلم المستحيل
04-11-2020, 11:21 AM
أخي مداح القمر
كتبت فأجدت وشخصت الداء فأصبت
ووصفت الدواء فوفقت
يلفت نظري في مقالتك
التركيز على نقطة اعتقد أن عوارها قد انكشف
وأن زيفها قد انفضح
كررت في مقالتك مقولة
حاكم عربي حكومة عربية حكومات العرب
من يسمع مثل هذه الكلمات
يظن أن غير العرب ملائكة تمشي على الأرض
وأن أبا بكر وعمر بن الخطاب يتربعان
على عروش هذه الدول
أخي العزيز اشرقت الشمس ووضحت
الأصباغ التي تغطي الوجوه
من كان يطبل ويرقص في ملكوت الغرب
اصبح يسبح ويهلل في محاريب الرب جل جلاله
حامدا شاكرا لمعظم الحكام العرب
فليتنا ننظر بمنظار يحكمه ميزان العدل
ولا تخدعنا زخارف الألوان ولا نعيق
الصحف ومرتزقة الأعلام


بورك فيك وفي قلم تمسك به
لتصنع لنا عذب الكلام وروعته


الحلم المستحيل مر من هنا

انثى برائحة الورد
04-11-2020, 02:32 PM
الزمان في نفسه ليس به عيب
ولا هو أهل لأن يذم
إنما مرد العيب والذم لأفعال الناس وأخلاقهم

اخي مداح القمر

شكرا لهذا المقال
الذى يأكد انك تمتلك وعيا ثقافيا رائعا
شكرا ايضا لانك امتعتنا
و عشنا معك روعة الكلمة و المعنى

نهيان
04-11-2020, 04:55 PM
مداح القمر

موضوع راقي وهادف
كل الشكر على ماكتبت من واقع
نعايشه في زمننا هذا
يعطيك العافيه اخي الغالي
لاتبخل بكل ماهو جديد
دمت في رعاية الله وحفظه

مديح ال قطب
04-11-2020, 06:42 PM
هلا وغلا
اخى الغالى
مداح القمر
يسعد مساك بكل خير
الشكر لطرحك ومكنونك
ونزف قلمك الماسي الاالق
شكرا لذوقك الرفيع من طرح المقال
كل الاحترام والتقدير لشخصك الكريم
دمت ذخرا وفخرا ااخى
يسلمواااااااااااااااا
القيصر العاشق
البـــــ مديح ال قطب ــــــــرنس

منصور
04-11-2020, 11:22 PM
سلمت يدآك
على جميل طرحك وحسن ذائقتك
يعطيك ربي ألعافيه
بإنتظار جديدك بكل شوق
لك مني جزيل الشكر والتقدير
مودتي

منى بلال
04-14-2020, 02:47 PM
لى عودة

بنت الوطن
04-17-2020, 08:38 PM
لا أحد في هذه الحياة يخلو من خطأ.
قصدا أو عن غير قصد فهي سنة الله في هذا الإنسان
أنه خطاء، وهي صيغة مبالغة تدل على كثرة وقوعه
في الخطأ.. فإذا أدركنا هذا الأمر سهل

علينا البحث عن علاج لهذا الخطأ
وأن نحاسب انفسنا ونوجهها الى الصح
ونحاول تغيير مجتمعنا بداية من الأسرة التي

هي نواة المجتمع وغرس القيم الصحيحة

في نفوس الأبناء فإذا صلحت الأسر
صلح المجتمع ايضا

علينا الدعاء لولاة الأمر أن يوجههم الله للخير
ولما فيه مصلحة الدين والأمة الإسلامية

*******************
مقال راقي ومتميز

بارك الله فيكم