مشاهدة النسخة كاملة : قصة نبوية معجزات وفوائد


انثى برائحة الورد
05-17-2020, 07:12 PM
الحمد لله الإلهِ الأحد، الغنيِّ الصمد، وأشهد ألا إله إلا الله، تنزَّه عن الصاحبة والشريك والولد، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، أرسله للناس رحمة، وجعله خاتم رسله، أيَّده بمعجزات كثيرة ونوَّعها، وهداه لأحسن الأخلاق وأروعِها، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته خير أمته أجمعِها.

أما بعد ُعباد الرحمن:
فحديثنا اليوم مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصةٍ متنوعةِ الأحداثِ والفوائد، نسوقها ثم نذكر إن شاء الله بعض فوائدها التي استنبطها أهل العلم:
أخرج مسلم في صحيحه عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: "خَطَبَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: إنَّكُمْ تَسِيرُونَ عَشِيَّتَكُمْ وَلَيْلَتَكُمْ، وَتَأْتُونَ المَاءَ إنْ شَاءَ اللَّهُ غَدًا، فَانْطَلَقَ النَّاسُ لا يَلْوِي أَحَدٌ علَى أَحَدٍ، قالَ أَبُو قَتَادَةَ: فَبيْنَما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَسِيرُ حتَّى ابْهَارَّ اللَّيْلُ، وَأَنَا إلى جَنْبِهِ، قالَ: فَنَعَسَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَمَالَ عن رَاحِلَتِهِ، فأتَيْتُهُ فَدَعَمْتُهُ مِن غيرِ أَنْ أُوقِظَهُ حتَّى اعْتَدَلَ علَى رَاحِلَتِهِ، قالَ: ثُمَّ سَارَ حتَّى تَهَوَّرَ اللَّيْلُ، مَالَ عن رَاحِلَتِهِ، قالَ: فَدَعَمْتُهُ مِن غيرِ أَنْ أُوقِظَهُ حتَّى اعْتَدَلَ علَى رَاحِلَتِهِ، قالَ: ثُمَّ سَارَ حتَّى إذَا كانَ مِن آخِرِ السَّحَرِ، مَالَ مَيْلَةً هي أَشَدُّ مِنَ المَيْلَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ، حتَّى كَادَ يَنْجَفِلُ، فأتَيْتُهُ فَدَعَمْتُهُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: مَن هذا؟ قُلتُ: أَبُو قَتَادَةَ، قالَ: مَتَى كانَ هذا مَسِيرَكَ مِنِّي؟ قُلتُ: ما زَالَ هذا مَسِيرِي مُنْذُ اللَّيْلَةِ، قالَ: حَفِظَكَ اللَّهُ بما حَفِظْتَ به نَبِيَّهُ، ثُمَّ قالَ: هلْ تَرَانَا نَخْفَى علَى النَّاسِ؟ ثُمَّ قالَ: هلْ تَرَى مِن أَحَدٍ؟ قُلتُ: هذا رَاكِبٌ، ثُمَّ قُلتُ: هذا رَاكِبٌ آخَرُ، حتَّى اجْتَمَعْنَا فَكُنَّا سَبْعَةَ رَكْبٍ، قالَ: فَمَالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الطَّرِيقِ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قالَ: احْفَظُوا عَلَيْنَا صَلَاتَنَا، فَكانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالشَّمْسُ في ظَهْرِهِ، قالَ: فَقُمْنَا فَزِعِينَ، ثُمَّ قالَ: ارْكَبُوا، فَرَكِبْنَا فَسِرْنَا حتَّى إذَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ نَزَلَ، ثُمَّ دَعَا بمِيضَأَةٍ كَانَتْ مَعِي فِيهَا شيءٌ مِن مَاءٍ، قالَ: فَتَوَضَّأَ منها وُضُوءًا دُونَ وُضُوءٍ، قالَ: وَبَقِيَ فِيهَا شيءٌ مَن مَاءٍ، ثُمَّ قالَ لأَبِي قَتَادَةَ: احْفَظْ عَلَيْنَا مِيضَأَتَكَ، فَسَيَكونُ لَهَا نَبَأٌ، ثُمَّ أَذَّنَ بلَالٌ بالصَّلَاةِ، فَصَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى الغَدَاةَ، فَصَنَعَ كما كانَ يَصْنَعُ كُلَّ يَومٍ، قالَ: وَرَكِبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَرَكِبْنَا معهُ، قالَ: فَجَعَلَ بَعْضُنَا يَهْمِسُ إلى بَعْضٍ ما كَفَّارَةُ ما صَنَعْنَا بتَفْرِيطِنَا في صَلَاتِنَا؟ ثُمَّ قالَ: أَما لَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ، ثُمَّ قالَ: أَما إنَّه ليسَ فِيَّ النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إنَّما التَّفْرِيطُ علَى مَن لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الأُخْرَى، فمَن فَعَلَ ذلكَ فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا، فَإِذَا كانَ الغَدُ فَلْيُصَلِّهَا عِنْدَ وَقْتِهَا، ثُمَّ قالَ: ما تَرَوْنَ النَّاسَ صَنَعُوا؟ قالَ: ثُمَّ قالَ: أَصْبَحَ النَّاسُ فَقَدُوا نَبِيَّهُمْ، فَقالَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ: رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بَعْدَكُمْ، لَمْ يَكُنْ لِيُخَلِّفَكُمْ، وَقالَ النَّاسُ: إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ أَيْدِيكُمْ، فإنْ يُطِيعُوا أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ يَرْشُدُوا. قالَ: فَانْتَهَيْنَا إلى النَّاسِ حِينَ امْتَدَّ النَّهَارُ، وَحَمِيَ كُلُّ شيءٍ، وَهُمْ يقولونَ: يا رَسولَ اللهِ، هَلَكْنَا، عَطِشْنَا، فَقالَ: لا هُلْكَ علَيْكُم، ثُمَّ قالَ: أَطْلِقُوا لي غُمَرِي قالَ: وَدَعَا بالمِيضَأَةِ، فَجَعَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَصُبُّ، وَأَبُو قَتَادَةَ يَسْقِيهِمْ، فَلَمْ يَعْدُ أَنْ رَأَى النَّاسُ مَاءً في المِيضَأَةِ تَكَابُّوا عَلَيْهَا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَحْسِنُوا المَلأَ كُلُّكُمْ سَيَرْوَى قالَ: فَفَعَلُوا، فَجَعَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَصُبُّ وَأَسْقِيهِمْ حتَّى ما بَقِيَ غيرِي، وَغَيْرُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: ثُمَّ صَبَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ لِي: اشْرَبْ، فَقُلتُ: لا أَشْرَبُ حتَّى تَشْرَبَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إنَّ سَاقِيَ القَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا، قالَ: فَشَرِبْتُ، وَشَرِبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فأتَى النَّاسُ المَاءَ جَامِّينَ رِوَاءً. قالَ: فَقالَ عبدُ اللهِ بنُ رَبَاحٍ: إنِّي لأُحَدِّثُ هذا الحَدِيثَ في مَسْجِدِ الجَامِعِ، إذْ قالَ عِمْرَانُ بنُ حُصَيْنٍ انْظُرْ أَيُّهَا الفَتَى كيفَ تُحَدِّثُ، فإنِّي أَحَدُ الرَّكْبِ تِلكَ اللَّيْلَةَ، قالَ: قُلتُ: فأنْتَ أَعْلَمُ بالحَديثِ، فَقالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلتُ: مِنَ الأنْصَارِ، قالَ: حَدِّثْ، فأنتُمْ أَعْلَمُ بحَديثِكُمْ، قالَ: فَحَدَّثْتُ القَوْمَ، فَقالَ عِمْرَانُ: لقَدْ شَهِدْتُ تِلكَ اللَّيْلَةَ، وَما شَعَرْتُ أَنْ أَحَدًا حَفِظَهُ كما حَفِظْتُهُ.

نفعني الله وإياكم بالكتاب والسنة وبما فيما من الهدى والحكمة، واستغفروا الله إنه كان غفاراً.
♦♦♦♦

الحمد لله القائل عن رسوله: ﴿ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ﴾..
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى أزواجه وذريته وآله وصحبه أما بعد:
ففي القصة السابقة الكثير من الفوائد:
♦ فمنها: أنه يستحب لأمير الجيش إذا رأى مصلحة لقومه بإعلامهم بأمر أن يجمعهم ليبلغهم ليكون الجميع على علم وتهيؤ لحالهم.

♦ ومنها: استحباب قول إن شاء الله في الأمور المستقبلة وهو موافق للأمر به في القرآن.

♦ ومما يستفاد: حرص الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم ألا يصيبه أذى.

♦ ومنها: استحباب الدعاء لمن صنع إليه معروفاً.

♦ ومن الفوائد: مشروعية الأخذ بالأسباب للاستيقاظ للصلاة.

♦ ومنها: استحباب الأذان للصلاة الفائتة واستحباب قضاء السنة الراتبة.

♦ ومما يستفاد: أن قضاء الصلاة الفائتة كصفة أدائها.

♦ ومنها: أن النائم غير المفرط يعذر.

ومن الفوائد:
ثبوت معجزات نبوية عديدة منها: أنه أخبر أبا قتادة بأن ميضأته سيكون لها نبأ (والميضأة: الإناء الذي يتوضأ به)، والمعجزة الثانية: تكثير الماء القليل، والثالثة: قوله "كلكم سيروى" وكان كذلك، والرابعة: "قال أبو بكر وعمر كذا وقال الناس كذا"، والخامسة: قوله "إنَّكُمْ تَسِيرُونَ عَشِيَّتَكُمْ وَلَيْلَتَكُمْ، وَتَأْتُونَ المَاءَ إنْ شَاءَ اللَّهُ غَدًا" وكان كذلك.

♦ ومن الفوائد: الإشادة بالشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
♦ ونختم بهذه الفائدة: أن ساقي القوم ماءً أو لبناً أو غيره آخرهم شرباً.
قد لاح نورُ الفجرِ في عصر الدُجى قصة نبوية (1) معجزات وفوائد space.gif
بالمصطفى الهادي لخير كلامِ قصة نبوية (1) معجزات وفوائد space.gif
وحيٌ وقرآنٌ ومنهجُ خالقٍ قصة نبوية (1) معجزات وفوائد space.gif
قد حطّمَ الجهلاء بالإسلامِ قصة نبوية (1) معجزات وفوائد space.gif
صلّى عليك اللهُ يا رمزَ الهدى قصة نبوية (1) معجزات وفوائد space.gif
ما لحظةٌ مرّت مدى الأيامِ قصة نبوية (1) معجزات وفوائد space.gif

ثم صلوا وسلموا...

انثى برائحة الورد
05-17-2020, 07:13 PM
(تكثير الطعام)

الحمد لله العلي العظيم، التواب الرحيم، العليم الحكيم، وأشهد أن لا إله إلا الله الأول الآخر، القادر القاهر، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، أُكرم بالمقام المحمود والحوض المورود، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه.

أما بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فإنها وصية الله للأولين والآخرين، ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133].

عباد الرحمن، يؤيد الله سبحانه رسله بمعجزات تدل على صدقهم وتزيد إيمان أتباعهم، وتقطع الحجة على معانديهم والمشككين فيهم، وقد كان لرسولنا صلى الله عليه وسلم معجزات كثيرة وأعظمها القرآن الكريم.

وحديثنا اليوم عن معجزات حسية عايشها الصحابة رضي الله عنهم وروتها كتب الصحاح، سنمر عليها ثم نذكر بعض فوائدها؛ ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعتُ صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفًا، أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟ فأخرجت أقراصًا من شعير، ثم أخرجت خمارًا لها، فلفَّتِ الخبزَ ببعضه، ثم دسَّته تحت ثوبي، وردَّتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذهبت به، فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس، فقمتُ عليهم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسلك أبو طلحة؟ فقلت: نعم، قال: بطعام؟ قال: فقلت: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: قوموا، فانطلق وانطلقتُ بين أيديهم، حتى جئت أبا طلحة، فقال أبو طلحة: يا أم سليم، قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم، فقالت: الله ورسوله أعلم، قال: فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل أبو طلحة ورسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلمي يا أم سليم ما عندكِ، فأتت بذلك الخبز، فأمر به ففُتَّ، وعصرت أم سليم عُكَّةً لها فأدمته، ثم قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول، ثم قال: ائذن لعشرة، فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: ائذن لعشرة، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: ائذن لعشرة، فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم أذن لعشرة فأكل القوم كلهم وشبعوا، والقوم ثمانون رجلًا))، وفي رواية لمسلم: ((فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده وسمَّى عليه، ثم قال: ائذن لعشرة، فأذن لهم فدخلوا، فقال: كلوا وسموا الله، فأكلوا حتى فعل ذلك بثمانين رجلًا، ثم أكل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وأهل البيت، وتركوا سُؤْرًا)).

عباد الله، وقد وقع قصة مشابهة لجابر بن عبدالله رضي الله عنه؛ فقد أخرج الشيخان عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: ((لما حُفر الخندق رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خَمَصًا، فانكفأت إلى امرأتي، فقلت لها: هل عندكِ شيء؟ فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصًا شديدًا، فأخرجت لي جرابًا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن، قال: فذبحتها وطحنت، ففرغت إلى فراغي، فقطَّعتُها في بُرْمَتِها، ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه، قال: فجئته فساررته، فقلت: يا رسول الله، إنا قد ذبحنا بهيمةً لنا، وطحنت صاعًا من شعير كان عندنا، فتعالَ أنت في نفر معك، فصاح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: يا أهل الخندق، إن جابرًا قد صنع لكم سُورًا فحيَّ هلًا بكم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تُنزِلُنَّ بُرْمَتَكم، ولا تخبزن عجينتكم حتى أجيء، فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي، فقالت: بك وبك، فقلت: قد فعلت الذي قلتِ لي، فأخرجت له عجينتنا فبصق فيها وبارك، ثم عمد إلى بُرْمتنا فبصق فيها وبارك، ثم قال: ادعي خابزةً فلتخبز معك، واقدحي من بُرْمتكم ولا تنزلوها، وهم ألف، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغِطُّ كما هي، وإن عجينتنا، أو كما قال الضحاك: لتُخبَز كما هو))؛ متفق عليه وهذا لفظ مسلم.
بارك الله لي ولكم بالكتاب والسنة وبما فيهما من الآي والحكمة، واستغفروا الله إنه كان غفارًا.

الخطبة الثانية
الحمد لله؛ أما بعد:
فإن في القصتين السابقتين عبر وفوائد؛ منها: عَلَمٌ من أعلام النبوة بانخراق العادة بتكثير الطعام القليل، ففي قصة أبي طلحة أشبع طعام محدود ثمانين رجلًا، وفي قصة جابر أشبع ألف رجل.

وعَلَمٌ آخر بإخباره عليه الصلاة والسلام أن هذا الطعام سيكفي كما في بعض الروايات، وعلم ثالث في قوله لأنس في بعض الروايات: ((أرسلك أبو طلحة؟ قلت: نعم، قال: لطعام؟ قلت: نعم)).

ومما يستفاد: ما كان عليه الصحابة من الاهتمام برسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومما يستفاد: استحباب بعث الهدية وإن كانت قليلة إلى مرتبة المبعوث إليه؛ لأنها وإن قلت فهي خير من العدم.

ومن الفوائد: خروج صاحب الطعام بين يدي الضيفان لاستقبالهم.

ومن الفوائد: أن الابتلاء يقع على خير الناس فهذا نبي الله صلى الله عليه وسلم وصحابته ابتلوا بالجوع وغيره؛ جاء في رواية للبخاري: ((إنا يوم الخندق نحفر، فعرضت كُدْيَةٌ شديدة، فجاؤوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق، فقال: أنا نازل، ثم قام وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذَواقًا ...؛ الحديث)).

ومما يستفاد: جواز المساررة بالحاجة بحضرة الجماعة.

ومما يستفاد: تواضع النبي صلى الله عليه وسلم ومشاركته أصحابه في العمل بنفسه مع الجوع الشديد.

ومن الفوائد: اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بصحابته رضي الله عنهم.
عباد الرحمن، هذا شيء من شَظَفِ العيش الذي مر برسولنا صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وهم من هم، والواجب علينا مع وفرة الأرزاق وتنوعها وسبل الراحة وتطورها أن نستشعر بقلوبنا عظمة ما أنعم الله علينا، ونزداد حمدًا لله بألسنتنا، وشكرًا لله بفعل ما يرضيه واجتناب ما يسخطه؛ ومن ذلك: الإسراف وإهانة النعمة.
ثم صلُّوا وسلِّمُوا...

جبال الصمت
05-17-2020, 07:21 PM
مشكورة اختي الكريمة على الإضافة

لك السعادة

عطر الزنبق
05-17-2020, 08:04 PM
جزاك المولى خير الجزاء ونفع بك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل إلا ظله
وعمر الله قلبك بالإيمان
على طرحك المحمل بنفحات إيمانية
تحيتي لك..

https://snapshot-21stcentury-learning.weebly.com/uploads/1/6/9/2/16923222/180867_orig.gif

منصور
05-17-2020, 10:09 PM
الله يجزآك خير الجزآء
وجعل ماكتبت بموازين حسناتك يارب
ويسعدك ربي على طرحك القيم
خالص مودتي وتقديري

شايان
05-18-2020, 10:01 PM
شكرا لجهودك الراقية
وجعلها في موازين حسناتك

عازف الليل مونامور
05-18-2020, 11:25 PM
بارك الله فيك
على الموضوع القيم والمميز
وفي إنتظار جديدك
الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

فطوووم
05-19-2020, 02:22 AM
جزاك الله خير
وربي يعطيك العافيه
ودي لك

انثى برائحة الورد
05-19-2020, 02:23 PM
حضوركم كان عذبا وجميلا
شكرا لكم ودمتم بخير

عازف الليل مونامور
05-19-2020, 03:51 PM
سَلَّمَتْ أناملكِم الذَّهَبِيَّةَ عَلَى الطَّرْحِ الأيماني الَّذِي
أَنَارَ صَفْحَاتِ مُنْتَدَانا الغالي بِكُلِّ مَاهُوِ جَديدٍ
لُكِمَ مَنِّيُّ أَرَقٍ وَأَجْمَلِ التَّحَايَا عَلَى هَذَا التَّأَلُّقِ وَالْأبْدَاعِ
وَالَّذِي هُوَ حليفكِم دُومَا " أَنَّ شَاءَ اللهُ
https://akhawat.islamway.net/forum/uploads/post-29061-1199813295.gif

منى بلال
05-20-2020, 01:21 PM
شكرا لعطاءك المستمر
بارك الله فيكى

نهيان
05-25-2020, 12:11 AM
https://up.hawahome.com/uploads/14427236132.gif

انثى برائحة الورد
06-10-2020, 05:20 PM
لكم في القلب والمكان
عرش يشبهكم ابيض
تحيه من القلب على هذا المرور الرائع