انثى برائحة الورد
05-27-2020, 10:18 PM
سورة الكوثر سورةٌ مكيَّةٌ على قول جمهور المفسِّرين، وقال بعض السَّلف، كمجاهد والحسن وعكرمة وقتادة، أنَّها مدنيَّةٌ، وهو ما رجَّحه بعض المُعاصرين من المُفسِّرين، كالطاهر بن عاشور، وبناءً على القول بأنَّها مكيَّةٌ فهي السُّورة الخامسة عشرة في ترتيب نزول السُّور على النبيّ عليه الصَّلاة والسَّلام، حيث نزلت بعد سورة العاديات وقبل سورة التَّكاثر، وهي السُّورة رقم مئة وثمانية في ترتيب المُصحف الشَّريف، وعدد آياتها ثلاث آياتٍ، وتُعتَبر أقصر سورةٍ في القرآن الكريم لا من حيث عددُ آياتها؛ لأنَّ سورتيّ العصر والنَّصر كذلك آياتهما ثلاثة، لكنَّ سورة الكوثر اعتُبرت الأقصر من حيث عددُ كلماتها وحروفها.[١] سمِّيت سورة الكوثر بهذا الاسم لأنَّها بدأت في أول آياتها بذكر الكوثر، وقد اختُلِفَ في تفسير المراد بالكوثر؛ فالكوثر في اللغة اسمٌ للخير الكثير جاء على وزن فَوْعل، وهي صيغةٌ من صيغ الأسماء الجامدة تُفيد الكثرة والإفراط فيه، وأورد المُفسّرون معانيَ عديدةً للكوثر؛ فمنهم من قال هو نهرٌ في الجنَّة، ونُقِلَ عن ابن عباس قوله بأنَّه الخير الكثير، وعكرمة فسرَّه بأنَّه النبوءة والكتاب، والمغيرة قال أنَّه الإسلام بمُجمله، ونُقل عن أبي بكر بن عياش قوله بأنَّ المُراد بالكوثر كثرة أمَّة الإسلام، وفسَّره الماورديّ بأنَّه رفعة الذكر ونور القلب والشَّفاعة التي مُنحت للنبيّ عليه الصَّلاة والسَّلام وأعطيت له.[٢]