مشاهدة النسخة كاملة : احكام التجويد في الادغام المتجانس


انثى برائحة الورد
06-26-2020, 09:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين، أخواننا الكرام، في الدرس الماضي تكلمنا عن إدغام الحرفين المتماثلين إذا التقيا والأول ساكن، أيضاً من الأمور التي أجمعت العرب على الإدغام فيها أن يكون الحرفان الملتقيان متجانسين، بأن يكون الأول والثاني من المخرج نفسه، لكن شرط ذلك أن يكون الأول ساكناً كما كان هذا الشرط أيضاً في إدغام الحرفين المتماثلين، مثلاً خذوا قوله تعالى: ( إذ ظلموا ) الذال من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا، والظاء من المخرج نفسه، والذال ساكنة، إذاً التقى حرفان متجانسان والأول ساكن فالعرب تدغم الحرف الأول في الثاني، بمعنى تقلبه إلى جنس الثاني، لا حظوا الفرق بين إدغام المتماثلين و المتجانسين، الإدغام المتماثلين الحرف الأول هو عين الحرف الثاني لكن في المتجانسين الأول والثاني من نفس المخرج نفسه، لكن نطقهما مختلف فحتى يتم الإدغام لا يمكن ذلك، إلا بتحويل الأول إلى الثاني.
هكذا إذ نرى على الشاشة تعريف إدغام الحرفين المتماثلين، وهو إدغام الأول من المتجانسين، هذا أمر واجب بشرط أن يكون الأول ساكناً، إذاً يجب إدغام الأول من المتجانسين إن كان ساكناً في الثاني ومن تلك الأمثلة، قوله تعالى: ( إذ ظلموا)، لا حظوا أقول اظ، ما عاد هناك بالنطق يا أخوة ذال على طول إلى الظاء، (اظلموا)، كذلك قوله تعالى: ( قد تبين)، التقت هنا الدال والتاء وهما من المخرج نفسه فنحول الدال إلى تاء ثم ندغم التاء في التاء، فيصير النطق بتاء مشددة ولا يبقى للدال أثر، هكذا ( قتَّبين الرشد من الغي )، (قت)، ولم يعد هناك دال، ولكن في حالة الوصل فقط، أما إذا وقفنا فنقول: (قد) بالدال الواضحة، كذلك قوله تعالى: ( فآمنت طائفة )، هذه تاء، وهي من مخرج الطاء، فإذا وصلنا كلمة آمنت مع كلمة طائفة، نحول التاء إلى طاء ثم ندغم الطاء الأولى في الثانية ويصير النطق هكذا ( فآمنطَّائفة ) ولا يبقى للتاء أثر كذلك المثال الأخير قوله تعالى: ( فلما أثقلت دعوا الله )، أثقلت أيضا آخرها تاء ساكنة و ( دعوا ) أولها دال متحركة والتاء والدال من المخرج عينه، لذلك نحول التاء إلى دال، ثم ندغم الدال في الدال، فيكون النطق هكذا ( فلما أثقلدَّعوا الله ربهما )، ما بقي تاء أبداً، لكن لو وقفنا ( فلما أثقلت ) ننطق تاء،إذاً هذا الحكم فقط في حالة اتصال التاء مع الدال بعدها بشرط سكون الأول منهما.
هذا هو إدغام المتجانسين ولاحظوا أنه شبيه جداً بإدغام المتماثلين الفرق الوحيد فيه أننا نحول الحرف الأول إلى الثاني ثم ندغم.
هل هناك بعض الحالات الخاصة؟ نعم هناك بعض الحالات الخاصة وهي قليلة ونادرة ولكن لا بد من الإشارة إليها، نحن قد درسنا بمعيتكم في الحلقات الماضية، صفات الحروف وبينا بأن هناك بعض الصفات القوية ويقابلها بعض الصفات الضعيفة، فمن الصفات القوية صفة الاستعلاء، ومن الصفات القوية صفة الإطباق، وقلنا بأن كل حرف مطبق مستعل فهما صفتان قويتان، فإذا جاء حرف مطبق وبعده حرف من مخرجه، ولكنه غير مطبق منفتح فالقوي هو الأول، فكيف يدخل القوي في الضعيف؟ هذا أمر فيه ملاحظ انتبهوا إليه، مثال خذوا قوله تعالى على لسان الهدهد، لسيدنا سليمان عليه السلام قال: ( أحطت بما لم تحط به)، ( أحط )، هذه طاء ساكنة،( ت ) هذه تاء متحركة، والطاء والتاء من المخرج نفسه والأول منهما ساكن، إذاً هما حرفان متجانسان والأول ساكن فإن أدغمنا، يا اخوة كما فعلنا في: ( قد تبين، وأثقلت دعوا )، قلنا ( أحتُّ بما لم تحط به )، أحتُّ بتاء مشددة وهذا لم تفعله العرب، ولو أظهرنا لقلقلنا الطاء، وقلنا: ( أحطت )، وهذا أيضاً أمر لم تفعله العرب، إذاً أدغمت العرب الطاء بالتاء ولكن مع إبقاء صفة الإطباق فيها من غير قلقلة، كيف يكون ذلك يا أخوة؟ نطبق المخرج على طاء من غير قلقلة ثم نفتح على تاء، هكذلك: ( أحطت )، لاحظوا اسمعوني جيداً لأن الأمر بحاجة إلى تدريب: ( أحط )، نطقت الآن طاء ساكنة غير مقلقلة وبقي المخرج مطبقاً، ( أحطت )، وفتحته على تاء، وخذوا قوله تعالى: ( فرطت )، أيضا هنا طاء بعدها تاء، لا بد من إدغام الطاء في التاء، ولكن كما قلنا إدغاماً ناقصاً، ( فرط )، أطبقنا على طاء من دون قلقلة، ثم نفتح المخرج على تاء.
إذاً لو سمح الشباب معي في الاستديو أقرأ ويقرؤون معي:
﴿ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ﴾
[ سورة النمل: 22]
إذاً لاحظتم من خلال تلاوتي وتلاوة الأخوة من خلفي، كيف أطبقنا على طاء وفتحنا على تاء.
﴿ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ﴾
[ سورة الزمر: 56]
﴿ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ ﴾
[ سورة يوسف: 80]
﴿ لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ﴾
[ سورة المائدة: 28]
بارك الله فيكم، إذاً هكذا لاحظنا يا أخوة، أن الإدغام الناقص في الطاء التي بعدها تاء يكون بأن نطبق المخرج على طاء ثم نفتح على تاء، لأن بديل ذلك إما الإظهار وهو أن نقلقل الطاء، وهذا أمر لم تفعله العرب أو أن نحول الطاء إلى تاء ويكون النطق بتاء مشددة، (فرتُّ ) وهذا أمر لم تفعله العرب وأيضاً ( أحتُّ )، وهذا أيضا أمر لم تفعله العرب.
اللوحة يظهر عليها موضوع الإدغام الناقص في الحرفين المتجانسين وذلك إذا كان الحرف الأول منهما مطبقاً، نحو: ( أحطت، فرطتم، بسطت )، ينطبق المخرج على الحرف الأول من غير قلقلة وينفتح على الحرف الثاني، الذي هو التاء هذا ملخص درسنا اليوم ونحن لا نطيل عليكم بالمعلومات يا أخوة، حتى يكون هضمها سهل فمن يتابعنا بحول الله لا يتعب ويتعلم أحكام تلاوة القرآن شيئاً فشيئاً، دون أن تأتيه المعلومات مكثفة وبكميات كبيرة، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين

عطر الزنبق
06-26-2020, 09:19 PM
جزاك المولى خير الجزاء ونفع بك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل إلا ظله
وعمر الله قلبك بالإيمان
على طرحك المحمل بنفحات إيمانية
تحيتي لك

انثى برائحة الورد
06-27-2020, 10:03 PM
كلماتكم شهادة اعتز بها
شكرا لكم الف شكر لمروركم

منصور
06-28-2020, 12:02 AM
جزاك الله خيـر
وبارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائماً
وأن يجمعنا الله وأياكم
على الود والإخاء والمحبة
تحياتي لك

انثى برائحة الورد
06-28-2020, 02:26 PM
شكراً .. لفيض احساسكم
وكرم ردكم
شكراً لحضورٍكم الرائع
الذي زين صفحاتي