مشاهدة النسخة كاملة : تفسير سورة الحديد كاملة


انثى برائحة الورد
10-26-2020, 01:54 PM
♦ من الآية 1 إلى الآية 6:﴿ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾: أي نَزَّهَ اللهَ تعالى - عن كل ما لا يليق به - جميع الكائنات التي في السماوات والأرض، (حتى الكفار، فإنهم - وإن لم يُسَبّحوا اللهَ بلسانهم - فإنهم يُسَبّحونه بحالهم، إذ يَشهدون بفِطرتهم أنّ اللهَ سبحانه هو الخالق القادر، ويَسجدونَ له بخضوعهم لأحكامه الجارية عليهم - مِن غِنىً وفقر، وصحةٍ ومرض، وسعادةٍ وشقاء - ولا يَقدرون أن يَرُدّوها) ﴿ وَهُوَ ﴾ سبحانه ﴿ الْعَزِيزُ ﴾ أي الغالب الذي لا يَمنعه شيءٌ مِن فِعل ما يريد، ﴿ الْحَكِيمُ ﴾ في صُنعه وأحكامه وتدبير أمور خلقه، ﴿ لَهُ ﴾ سبحانه ﴿ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ فهو المالك المتصرف في خلقه﴿ يُحْيِي وَيُمِيتُ ﴾ (فهو سبحانه المتفرِّد بالإحياء والإماتة، المُستحِق وحده للعبادة)،﴿ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ (فما شاءه كان، وما لم يَشأه لم يكن)،و﴿ هُوَ الْأَوَّلُ ﴾ الذي ليس قبله شيء ﴿ وَالْآَخِرُ ﴾ الذي ليس بعده شيء، ﴿ وَالظَّاهِرُ ﴾ الذي ليس فوقه شيء، ﴿ وَالْبَاطِنُ ﴾ الذي ليس دونه شيء (أي ليس شيءٌ أقرب إليه من شيءٍ آخر، بل هو سبحانه القريب مِن كل شيء - على حَدٍ سواء - بعلمه وإحاطته وقدرته وهو فوق عرشه) ﴿ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ لا يَخفَى عليه شيء،و﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ﴾،﴿ ثُمَّ ﴾ - بعد خَلْق السماوات والأرض -: ﴿ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ أي عَلاوارتفع على عرشه (فوق جميع خَلْقه) استواءً يَليق بجلاله وعظمته (لا يُشبه استواء المخلوقين، لأنه سبحانه ليس كمِثله شيء).


﴿ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ ﴾أي يعلم سبحانه كل ما يدخل في الأرض من الماء والبذور والأموات ﴿ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا ﴾ من النباتات والمعادنوالكنوز ﴿ وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ ﴾ من الأمطار والملائكة والكتب ﴿ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ﴾ يعني: وما يَصعد إليها منالملائكة وأعمال الخلق، ﴿ وَهُوَ ﴾ سبحانه ﴿ مَعَكُمْ ﴾ - بعلمه وإحاطته - ﴿ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾﴿ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ وسيجازيكم على أعمالكم،﴿ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ وما فيهنّ (لا شريك له في الخلق والتدبير والعبادةوالتشريع)﴿ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾: يعني وإليه سبحانه مَرجع الخلائق يوم القيامة للحساب والجزاء، ﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ ﴾أي يُدخِل ما يَنقص من ساعات الليل في ساعات النهار، ﴿ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ﴾ أي يُدخِل ما نَقَصَ منساعات النهار في ساعات الليل، فيَطولُ هذا ويَقصُر ذاك ﴿ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ أي هو عليمٌ بكل ما تُخفِيهِ الصدور من النِيَّات والخواطر، (فاحذروا أن يَطَّلع عليكم وأنتم تخفون في صدوركم ما لا يُرضيه).


♦ الآية 7، والآية 8، والآية 9:﴿ آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ يعني: يا مَن لم تؤمنوا بعد: آمِنوا بالله ورسوله، ويا مَن آمنتم: اثبُتوا على إيمانكم ﴿ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ﴾ يعني: وأنفقوا من المال الذي رزقكم الله به واستخلفكم فيه - أي أورثكم إياه - بعد هلاك السابقين، ﴿ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ ﴾ أيها الناس ﴿ وَأَنْفَقُوا ﴾ من مالهم في سبيل الله ﴿ لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ يوم القيامة،﴿ وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾؟! يعني: وأيُّ شيءٍ يَمنعكم من الإيمان بوحدانية الله تعالى والعمل بشرعه، رغم وضوح الأدلة على ذلك - وأولها شعوركم الفِطري بأنّ الله هو خالقكم - ﴿ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ ﴾ ليلاً ونهاراً ﴿ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ ﴾؟!﴿ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ ﴾ يعني: وقد أخذ اللهُ العهدَ منكم على ذلك التوحيد وأنتم في ظهر أبيكم آدم ﴿ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ يعني إن كنتم تريدون الإيمان: فآمِنوا قبل فوات الأوان، ﴿ هُوَ ﴾ سبحانه ﴿ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ ﴾ محمد صلى الله عليه وسلم ﴿ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ﴾ أي دلائل واضحة من آيات القرآن وبراهينه ﴿ لِيُخْرِجَكُمْ ﴾ بذلك ﴿ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ أي مِن ظُلُمات الكُفر إلى نورالإيمانِ، ومِن ظُلُمات الجهل إلى نورالعِلم، ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾: يعني إن الله تعالى - بإخراجه لكم من الظلمات إلى النور - لَيَرْحمكم رحمة واسعة، ويُجازيكم أحسن الجزاء (إن آمنتم بآياته ولم تتكبروا عن الانقياد لها).


♦ من الآية 10 إلى الآية 15:﴿ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا ﴾ أيها المؤمنون ﴿ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ أي في طُرُق الخير الموصلة إلى جنته - وأولها الجهاد في سبيل الله لتقويَة المسلمين وإضعافِ المُشرِكين - ﴿ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾؟! أي سوف يَرث سبحانه كلَّ ما فيهما بعد فناء الخلق، (ومِن ذلك: هذا المال الذي بأيديكم)، إذاً فأنفِقوا منه في سبيله، قبل أن يعود إليه دونَ أن تؤجَروا عليه، واعلموا أنه ﴿ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ﴾: أي لا يتساوى في الأجر والثواب مَن أنفق منكم من قبل فتح "مكة" وقاتل الكفار (حين كان المالُ قليلاً، وحين كان المسلمون أقل عدداً وسلاحاً مما كانوا عليه بعد الفتح) ﴿ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً ﴾ عند الله تعالى ﴿ مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ ﴾ أي من بعد الفتح ﴿ وَقَاتَلُوا ﴾﴿ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ﴾ يعني: وكِلا الفريقين قد وعدهم الله بالجنة ﴿ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ لا يَخفى عليه إنفاقكم وقتالكم وجميع أعمالكم (ألاَ فاتقوه وامتثِلوا أمْره)،ثم رَغَّبهم سبحانه في الإنفاق بقوله:(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ﴾ أي يُنفق إنفاقًا حسنًا (يعني من مال حلال - طالبًا للأجر من الله تعالى - مِن غير أن يَمُنّ على الفقير) ﴿ فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ﴾ أي يُضاعِف له ربه أجْر الصَدَقة إلى سبعمائة ضعف، ﴿ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴾ وهو الجنة.


♦ واعلم أنّ اللهَ تعالى قد سَمَّى ذلك الإنفاق قرضًا؛ حثًّاً للنفوس على العَطاء؛ لأنّالمُقرِض مَتَى عَلِمَ أنّ ماله كله سيعود إليه - مع مُضاعَفة حسناته وتكفير سيئاته - سَهُلَ عليهإخراجه، واعلم أيضاً أنّ مَجيء لفظ الجلالة﴿اللَّهُ﴾ في قوله تعالى: ﴿يُقْرِضُ اللَّهَ﴾فيه غاية الطَمَأنينة للمُنفِق؛ لأنه يَعلم أنّ قرْضَهُ سيُعطيه لِغنيٍ كريمٍ قادر.

♦ وسوف يُعطي اللهُ المُنفقين ذلك الأجر يوم القيامة ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ ﴾ (الذي اكتسبوه بالإيمان والعمل الصالح)، فهذا النور يَتقدمهم ليُضيئ لهم الصراط المُظلِم (الذي يجتازونه إلى الجنة)، فيَمشي ذلك النور ﴿ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ﴾ يعني مِن أمامهم يهديهم إلى طريق الجنة ﴿ وَبِأَيْمَانِهِمْ ﴾ أي يُحيط بهم النور من جميع جوانبهم (وإنما اقتصر سبحانه على ذِكر جهة اليمين على سبيل التشريف لتلك الجهة)، واعلم أنّ نورهم يكون على قدر أعمالهم، وتقول لهم الملائكة المُعَدّة لاستقبالهم: ﴿ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ أي تجري الأنهار مِن خلال أشجارها وقصورها ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا ﴾ لا تخرجون منها أبدًا، ﴿ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾، ثم ذَكَرَ سبحانه حال المنافقين يوم القيامة بقوله: ﴿ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ - وهم على الصراط -: ﴿ انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ ﴾: أي انتظرونا نَستضِئ من نوركم لنستطيع المرور على الصراط في هذا الظلام، فـ﴿ قِيلَ ﴾ أي يُقال لهم: ﴿ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ ﴾ أي ارجعوا إلى الدنيا﴿ فَالْتَمِسُوا نُورًا ﴾ أي فاطلبوا نورًا بالإيمان والعمل الصالح (وذلك استهزاءً بهم)، ﴿ فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ ﴾ أي فُصِلَ بين المؤمنين والمنافقين ﴿ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ ﴾﴿ بَاطِنُهُ ﴾ - أي مِن ناحية المؤمنين -: ﴿ فِيهِ الرَّحْمَةُ ﴾ وهي الجنة،﴿ وَظَاهِرُهُ ﴾ - أي من ناحية المنافقين -: ﴿ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ﴾ أي مِن جهته العذاب، (وذلك جزاءً لهم على إظهارهم الإيمان بألسنتهم، وإخفائهم الكفر في قلوبهم)، وحينئذٍ﴿ يُنَادُونَهُمْ ﴾ أي يُنادِي المنافقون على المؤمنين قائلين: ﴿ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ﴾ في الدنيا، نؤدي العبادات مثلكم؟!، فـ﴿ قَالُوا ﴾ أي قال لهم المؤمنون: ﴿ بَلَى ﴾ قد كنتم معنا في الظاهر ﴿ وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ ﴾ يعني أهلكتم أنفسكم بالنفاق والمعاصي، وأوقعتم أنفسكم في الفتن ﴿ وَتَرَبَّصْتُمْ ﴾ أي انتظرتم المصائب والموت بالنبي وبالمؤمنين، ﴿ وَارْتَبْتُمْ ﴾ أي شَكَكتم في دين الله تعالى ﴿ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ ﴾ أي خدعتكم أمانِيكم الباطلة، وخَدَعكم طول الأمل بأن الموت بعيد وهو آتيكم لا مَحالة، وبَقيتم على ذلك ﴿ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ ﴾ أي حتى جاءكم الموت ﴿ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ أي خدعكم الشيطانبإمهال الله لكم، فجَرَّأكم على الاستمرار في الضلال، ﴿ فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ ﴾ أي لا يُقبل منكم شيءٌ تَفتدونَ به من العذاب ﴿ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ (وهم الذين أعلنوا الكفر ولم يُخفوه مِثلكم)، ﴿ مَأْوَاكُمُ النَّارُ ﴾ أي مَسكنكم جميعاً نارُ جهنم ﴿ هِيَ مَوْلَاكُمْ ﴾ يعني هي أوْلى بكم من كل منزل (لخُبث نفوسكم) ﴿ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ يعني: وهي بئسَ المَرجعُ والمُقام.


♦ الآية 16، والآية 17:﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ يعني ألم يَحِن الوقت للمؤمنين - الذين أصابتهم الغفلة، فأكثَروا من المِزاح، وأكثَروا الكلامَ بغير ذِكر الله تعالى - ﴿ أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ﴾؟ أي تلين قلوبهم وتَرِقّ عند ذِكر الله وسماع القرآن، وعند ذِكر وعد الله ووعيده؟ ﴿ وَلَا يَكُونُوا ﴾ - في قسوة القلوب والغفلة - ﴿ كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ﴾ - من اليهود والنصارى - ﴿ مِنْ قَبْلُ ﴾ أي مِن قبل بعثة النبي محمد ﴿ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ ﴾ أي فقد طالَ عليهم الزمان بينهم وبين أنبيائهم ﴿ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾ (لعدم وجود مَن يُذكِّرهم ويُرشدهم)، فبدَّلوا كلامَ الله تعالى﴿ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ يعني: وأصبح أكثرهم خارجين عن طاعة الله وأمْره.


♦ ثم أخبر الله المؤمنين بأنه قادرٌ على إزالة تلك القسوة من القلوب، فقال: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾ (وذلك بإنزال المطر وإخراج النبات، فتصير حية بعد أن كانت مَيّتة)، فكذلك هو قادرٌ على إحياء القلوب الميّتة وتليينها بعد قسوتها (وذلك بالإكثار مِن ذكر الله تعالى، وكثرة التذكير بالوعد والوعيد)، (واعلم أنّ هذا الخطاب يَشمل أيضاً أهل الكتاب، فاللهُ تعالى قادرٌ على إزالة تلك القسوة مِن قلوبهم، إنْ هم تابوا وآمَنوا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم)، ﴿ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ ﴾ الدالة على قدرتنا ﴿ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ أي لتعقلوا هذه الآيات فتؤمنوابها وتفعلوا ما ينفعكم في الدنيا والآخرة.


♦ الآية 18، والآية 19: ﴿ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ ﴾ أي المتصدقين من أموالهم والمتصدقات ﴿ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ﴾يعني وكانت صدقاتهم كالقرض الحَسَن (أي مِن مالٍ حلال، وقد أخرجوها طلباً لرضا ربهم وجنته، ولم يَمُنّوا بها على الفقير)، فأولئك ﴿ يُضَاعَفُ لَهُمْ ﴾ ثواب تلك الصدقات إلى سبعمائة ضِعف ﴿ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴾ وهو الجنة،﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ﴾ ولم يُفرِّقوا بين أحدٍ منهم في الإيمان ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ﴾ أي الذين كَمُلَ تصديقهم بما جاءتهم به رُسُلهم (اعتقادًا وقولاً وعملاً)، ﴿ وَالشُّهَدَاءُ ﴾ أي شُهداء المعارك في سبيل الله، هم الآن ﴿ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ أي في الجنة (إذ أرواحهم في أجواف طيرٍ خُضر، تأكل من الجنة حيث شاءت)، و﴿ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ﴾ أي لهم أجرهم الجزيل، ونورهم العظيم (وذلك يوم القيامة)، ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا ﴾ الواضحة ﴿ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾ (فلا أجْرَ لهم ولا نور)، بل يَحترقون في نار جهنم.


♦ الآية 20:﴿ اعْلَمُوا ﴾ أيها الناس ﴿ أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾ في غالب أحوالها ﴿ لَعِبٌ وَلَهْوٌ ﴾ أي تلهو بها القلوب وتلعب بها الأبدان ﴿ وَزِينَةٌ ﴾ تتزينون بها، ﴿ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ ﴾ بمتاعها الزائل، ﴿ وَتَكَاثُرٌ ﴾ أي تَزايُد ﴿ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ﴾ والانشغال بذلك عن الآخرة، وهذه الدنيا - في سرعة زوالها -:﴿ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ﴾ أي كمَثَل مطر أعجب الزُّرَّاع نباته (أي النبات الذي خَرَجَ بسبب هذا المطر)، ﴿ ثُمَّ يَهِيجُ ﴾ أي يَجِفّ ذلك الزرع ﴿ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ﴾ بعد خُضرته ونَضارته ﴿ ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ﴾ أي متكسِّرًا متفتتًا، (فكذلك تزول الدنيا سريعاً كسُرعة زَوال هذا الزرع بعد خُضرته)، ﴿ وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ ﴾ للكفار ﴿ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ﴾ لأهل الإيمان ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾ - لمن عمل لها ونسي آخرته - ﴿ إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ أي متعة زائلة، فلا تغترُّوا بها.


♦ واعلم أن المقصود بكلمة (الْكُفَّارَ) المذكورة في الآية أي الزُرَّاع، وهم الذين كفروا - أي غَطُّوا - بذرة الزرع بتراب الأرض، إذ الفعل (كَفَرَ) معناه في اللغة (غَطَّى)، ولذلك سُمِّيَ الجاحدونَ كفاراً، لأنهم يُغَطون الإيمان الذي خلقه الله في فِطرتهم.


♦ الآية 21: ﴿ سَابِقُوا ﴾ أي تسابَقوا - أيها الناس - في السَعي ﴿ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ (وذلك التوبة النصوح والابتعاد عن المعاصي)، لتفوزوا بمغفرةٍ من ربكم ﴿ وَجَنَّةٍ ﴾ واسعة ﴿ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾﴿ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ﴾: أي هي مُعَدَّة للذين وحَّدوا اللهَ واتَّبَعوا رُسُله، ﴿ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ إذ الجنة لا تُنال إلا برحمة الله وفضله (بسبب الإيمان والعمل الصالح) ﴿ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ أي ذو العطاء الكثير الواسع.


♦ الآية 22، والآية 23، والآية 24: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ ﴾ يعني ما أصابَ أحدٌ مكروهاً قط (من الأمراض والجوع والموت وسائر الابتلاءات) ﴿ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ ﴾ ﴿ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ﴾: يعني إلا هي مكتوبة في اللوح المحفوظ من قبل أن تُخْلَق الخليقة ﴿ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ أي سهلٌ عليه سبحانه لأنه على كل شيء قدير، وقد أخبَرَكم سبحانه بذلك ﴿ لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ ﴾: يعني لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من حظوظ الدنيا (لأنكم تعلمون أنّ كل شيء مُقَدَّر، وأنّ الآخرة خيرٌ وأبقى) ﴿ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ ﴾ من النعم (فرحَ كِبر وغرور)، لأنكم تعلمون أنكم ما أدركتم تلك النعم بحَولكم وقوتكم، وإنما هو بفضل الله ورحمته، إذاً فاشتغِلوا بشُكر مَن أعطاكم النعم وصَرَفَ عنكم البلاء، ﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ ﴾ أي مُعجَبٌ بنفسه، متكبر على الخلق بنعم الله عليه، ﴿ فَخُورٍ ﴾ أي يَمدح نفسه على سبيل الفخر، فهذا الكِبر والفخر يَمنع المتكبرين من القيام بحقوق الله وحقوق الآخرين، ولهذا قال تعالى بعدها: ﴿ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ ﴾ بمالهم، ولا ينفقونه في سبيل الله، ﴿ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ﴾ بتحسينه لهم،﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّ ﴾ يعني: ومَن يُعرض عن الإنفاق في سبيل الله فلن يضر إلا نفسه، ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ ﴾ عن صدقته، ﴿ الْحَمِيدُ ﴾ الذي يَستحق الحمد والثناء في كل حال، لِكَثرة نِعَمِه على مخلوقاته.


♦ الآية 25:﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ ﴾ أي بالحُجج الواضحات ﴿ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ ﴾ أي أنزلنا عليهم الكتب - المتضمنة للأحكام والشرائع - فصارت معهم (أي يَحكمون بها بين الناس)، وشَرَعنا للناس الميزان (وهو العدل)، وألهَمَناهم بصُنع آلته (وهو المِيزان الذي يُوزَن به) ﴿ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ﴾: أي ليتعامل الناس فيما بينهم بالعدل، ﴿ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ﴾ أي فيه قوة شديدة، (والمقصود: آلات القتال، كالسَيف وغيره)، ﴿ وَمَنَافِعُ ﴾ كثيرة ﴿ لِلنَّاسِ ﴾ إذ مُعظم صناعاتهم معتمدة على الحديد،﴿ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ ﴾ - علمًا ظاهرًا للخلق - ﴿ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ ﴾ أي يَنصر دينه ورُسُله بآلات القتال (المصنوعة من هذا الحديد)، ﴿ بِالْغَيْبِ ﴾ أي يَنصرونه سبحانه وهم لا يرونه بأبصارهم في الدنيا،﴿ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾أي لا يحتاج إلى نُصرة أحد، وإنما طلب مِن عباده الجهاد لاختبار صِدق إيمانهم، ورفع درجاتهم في الجنة.


♦ والظاهر من قوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ) أن الله تعالى أنزل الحديد من السماء، كما أنزل آدم وحواء من السماء.


♦ الآية 26، والآية 27:﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ ﴾ إلى قومهما ﴿ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ﴾ أي جعلنا في ذريتهماالأنبياء والكتب المُنَزَّلة (إذ كل الأنبياء الذين جاءوا من بعدهما كانوا من ذريتهما، وكل الكتب التي نزلتْ بعدهما نزلتْ على ذريتهما)، ﴿ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ ﴾ يعني: فمِن ذريتهما أُناسٌ مُهتَدونَ إلى الحق، ﴿ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ أي خارجونَ عن طاعة الله،﴿ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا ﴾ أي: ثم أتبعنا - على مِنهاج نوح وإبراهيم - برُسُلنا الذين أرسلناهم بالآيات، ﴿ وَقَفَّيْنَا ﴾ أي أتبعنا على مِنهاج أولئك الرُسُل ﴿ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ﴾ (وقد خُصَّ بالذِكر مِن بين الرُسُل لتأخره عنهم في الزمان)﴿ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ ﴾﴿ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ﴾ أي الذين اتبعوا عيسى على دينه الحق - وهو توحيد الله تعالى - أولئك جَعَلَ الله في قلوبهم ﴿ رَأْفَةً وَرَحْمَةً ﴾ فكانوا مُتوادِّين فيما بينهم، رُحماء بالناس، ﴿ وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا ﴾ يعني: وقد ابتدعوا رَهبانية (بالغلوِّ في العبادة وعدم الزواج، وارتداء الثياب الخشنة، والانقطاع في الصوامع للتعبد)، ﴿ مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ ﴾أي ما فرضنا عليهم تلك الرهبانية، لِما فيها من التشديد، ﴿ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ ﴾ يعني: ولكنهم هم الذين ألزَموا أنفسهم بها، قاصدينَ بذلك رضا الله، مِن غير أن يَشرعها اللهُ لهم!!، ﴿ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ﴾: يعني فلم يلتزموا بما أوجبوه على أنفسهم من الطاعات، لأنهم شرعوا لأنفسهم ما يَشُقّ عليهم أن يلتزموا به ﴿ فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ ﴾ وهم الذين ثبتوا على إيمانهم بالله ورُسُله وعبدوا اللهَ تعالى بما شرع، (ومِن ذلك: إيمانهم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، المُبَشَّر به في كُتُبهم)، ﴿ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ أي كثيرٌ منهم خارجونَ عن طاعة الله، مُكَذِّبون بنَبِيّه محمد صلى الله عليه وسلم.


♦ الآية 28، والآية 29:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ أي آمَنوا بعيسى وموسى عليهما السلام: ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ أي خافوا عقابه ﴿ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ ﴾ محمد صلى الله عليه وسلم (المذكور عندكم في التوراة والإنجيل): ﴿ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ﴾ (أي يُعطكم الله ضِعفين من الأجر - يعني أجراً مضاعفاً - مقابل إيمانكم بنبيّكم، ثم إيمانكم بمحمد صلى الله عليه وسلم) ﴿ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ﴾ أي تهتدون به، (إذ تعيشون في الدنيا على نور هداية الله تعالى، وفي الآخرة تمشون بهذا النور على الصراط) ﴿ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾ ذنوبكم، ﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ ﴾ لعباده التائبين، ﴿ رَحِيمٌ ﴾ بهم، حيث جعل التوبة نجاةً لهم من عذابه، وقد أعطاكم الله تعالى ذلك كله﴿ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ ﴾ أي ليَعلم أهل الكتاب - الذين رفضوا الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم - ﴿ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾: أي ليَعلموا أنهم لا يقدرون أن يَحصلوا على شيء مِن فضل الله تعالى (سواء يَكسبونه لأنفسهم أو يَمنحونه لغيرهم) إلا بإذنه (ومِن ذلك ادّعائهم كَذِباً بأنهم يَحملون "صك الغفران" لمن فعل المعاصي منهم!!)، ﴿ وَأَنَّ الْفَضْلَ ﴾ كله ﴿ بِيَدِ اللَّهِ ﴾ وحده ﴿ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ من عباده، ﴿ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ على خلقه.


♦ والظاهر أن المقصود من "الفضل" الذي لا يَقدر عليه أهل الكتاب: هو نعمة النُبُوّة والرسالة، لأنهم كانوا يريدون حَصْر النُبُوّة والرسالة في بني إسرائيل فقط، وكانوا يَرجون أن يكون النبي الخاتم مِن بني إسرائيل وليس مِن العرب، فجحدوا بنُبُوّة محمد صلى الله عليه وسلم، فلذلك ناداهم الله تعالى هنا بلفظ الإيمان، لتذكيرهم بأنهم أهل كتاب، وأنّ اللهَ قد أمَرَهم في كُتبهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ويَتّبعوه، وأنه يجب أن يكونوا أول المؤمنينَ به من الناس، لأنهم يعرفونه كما يعرفون أبنائهم.


♦ واعلم أنّ قوله تعالى: ﴿ لِئَلَّا يَعْلَمَ ﴾ أصله (لأنْ لا يعلم)، ومَعناه: لكي يَعلم، و (لا) هنا تُسَمّى ("لا" الزائدة لتقوية الكلام وتأكيده)، فهي كقوله تعالى: ﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ يعني أُقسِم بيوم القيامة.





وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرةمن (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي" ، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذيليس تحته خط فهو التفسير.
• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍيَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذاالأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنىواضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلماتالتي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن. والله اعلم

منصور
10-26-2020, 01:56 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعا الله وإياك بما تقدمه

عطر الزنبق
10-28-2020, 03:03 AM
جزاك المولى خير الجزاء ونفع بك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل إلا ظله
وعمر الله قلبك بالإيمان
على طرحك المحمل بنفحات إيمانية
تحيتي لك..

نهيان
10-28-2020, 07:55 PM
جزاك الله عنا بخير الجزاء
والدرجة الرفيعه من الجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في ميزان حسناتك
اضعاف مضاعفه لاتعد ولاتحصى

ليالي الحنين
10-28-2020, 09:14 PM
شكرا لك على الموضوع المميز
جزاك الله كل خير
وجعله الله في ميزان حسناتك
لك كل شكري وتقديري واحترامي

https://lh4.googleusercontent.com/-TAjuv1QCDEQ/Tx2ipPDGTCI/AAAAAAAABnM/-2NinaOLSnQ/h80/%25D8%25AD%25D9%2583%25D8%25AA%25D8%25AD.gif

خ ــــــــــــالد
10-28-2020, 11:03 PM
جزاك الله خيرا
وبارك الله في عمرك وعملك
وجعله بموازين حسناتك

شايان
10-29-2020, 04:57 AM
شرح متميز وكامل
جزاكي الله كل الخير

الخاين بدر الحروف
10-29-2020, 06:40 AM
انار الله دربك بنور الايمان
جزاك الله خيرا

مديح ال قطب
10-29-2020, 07:04 PM
http://up.skoon-elamar.com/uploads/160398600126691.gif (http://up.skoon-elamar.com/)

مستريح البال
10-29-2020, 10:44 PM
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
بآرك الله فيك على الطَرح القيم
في ميزآن حسناتك ان شاء الله

انثى برائحة الورد
11-04-2020, 09:08 PM
اشكركـم على حضوركمـ الكريم
وتعطير متصفحي بردكمـ الجميييييل

القبطان
11-06-2020, 05:12 PM
جزاك الله خير
وجعله فى ميزان حسناتك
وانار دربك بالايمان
ويعطيك العافيه على طرحك
ماننحرم من جديدك المميز

شٌهقـہٌ عًشـقٌ
11-16-2020, 11:56 AM
جزاك الله خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
بارك الله فيك ونفع بك

انثى برائحة الورد
11-16-2020, 09:54 PM
ودائما لمروركم
وقع رائع على قلبي
كلمات الشكر لكم ولا تكفي

مٌهُرِة أًلًخُلَيّجٌ ♕
12-16-2020, 02:11 AM
جزاك ربي خير الجزاء
ونفع الله بك وسدد خطاك
وجعلك من أهل جنات النعيم
اللهم آآآآمين

انثى برائحة الورد
12-16-2020, 01:04 PM
مروركم يضفي جمالا على حروفي
سلمتم يا اعز اصدقاء