انثى برائحة الورد
07-05-2021, 03:20 PM
https://i2.wp.com/www.atheer.om/wp-content/uploads/2021/05/22E9DBB1-3FBD-456D-A698-EB9196FE5584.jpeg?w=630&ssl=1
أحمد الشبيبي- اختصاصي استشارات أسرية
لقد أثّرتْ جائحةُ كُورُونا التي اجتاحَت العالمَ بأسْره، على مُختَلَفِ مناحِي الحياة، سواء منها العمليَّةُ أو الأسرِيَّة، الشخصيَّةُ أو الاجتماعيَّة، بل إن تأثيرَ هذه الجائحةِ امتَدَّ ليَطالَ مجالَ التَّنشِئَةِ والتّربيّة؛ حيث ظهَرَت أنماطٌ جديدةٌ من السُّلوكِيَّات، الأمرُ الذي يقتضِي من الآباءِ التعاملَ مع هذه الوضعيةِ بشكلٍ مختلف للحدِّ من تأثيرِ أزمة كُورُونا على تربيةِ الأبناء.
لم تكن الأوضاعُ التي أوجَدَتْها جائِحَة كُورُونا سلبية من جميعِ الجوانب، بل كانتْ مصحوبةً ببعضِ الإيجابيات، وعلى رأسِها توفيرُ وقتٍ أكثرَ للوجود في البيت والبقاءِ مع الأبناء، فينبغي على الوالدين استغلالُ هذه الفرصةِ من أجلِ تَلقِين أبنائِهم أخلاقًا حميدةً وقِيَمًا إيجابِيَّة.
ركِّزْ على الإيجابيات:
إن الوجود المستمرَّ في البيت سيكون سببًا في كثيرٍ من المشاكل، وبخاصةً بالنسبةِ للآباء الذين كانوا يُمضونَ وقتًا طويلا خارجَ البيتِ قبلَ جائحةِ كُورُونا؛ حيث سيكْثُرُ الاحتكاكُ بينهم وبين أبنائِهم، وسيكتشِفُون الكثيرَ من الأخطاءِ والهفواتِ التي يَقع فيها الأطفال، الأمرُ الذي سينْعكِسُ سلبًا على الأبناء، وسيُشعِرُهم بالكثيرِ من الضغط؛ لكونهم يَخضَعون لمراقبةٍ مستمرةٍ من الوالدين، بالإضافةِ إلى النّقْدِ والتَّوبِيخ، وهنا يَنبغِي على الوالديْن التّحلِّي بالحكمة، والتّغاضِي عن كثيرٍ من الأمور، مع التركيزِ على الإيجابيات والسُّلوكِيّات الحميدة.
هناك قاعدةٌ في علمِ النّفسِ مفادُها: أن ما تُركِّزُ عليه يَنجَذِبُ إلى انتباهِك، فإذا ركَّزْتَ على الأشياءِ السلبية، فإنك لن تُلاحظَ في الغالبِ إلا الأمورَ السلبية، إلى درجةٍ تحسِبُ معها أن الشخصَ الذي تعيشُ معه إنسانٌ سلبي من جميعِ الجوانب، وأنه ليست له أيُّ خِصالٍ أو صفاتٍ إيجابية، بينما لو ركَّزْتَ على الإيجابيات، فسينجَذِبُ انتباهُك نحو الإيجابيات، وستُلاحِظُ بأنّ الشخصَ الذي تهتَمُّ به له إيجابياتٌ كثيرةٌ لم تكن تُلاحظْها من قَبْل.
وانطلاقًا من هذه القاعدة، يَنبغِي عليك أن تُركّزَ على الجوانبِ الإيجابيةِ في أبنائِك، وأن تتوقَّفَ مع الأفعالِ الحميدةِ التي يَقومون بها، فإذا وجدْتَه يَحملُ كتابًا في يَدِه، حتى وإن لم يكن يُطالِعُه، بادِرْ بالثَّناءِ عليه، وقل له: “ما شاءَ الله عليك، هكذا أُحب أن أراك دائما، حَريصًا على القراءةِ والمطالَعَة”، وستُلاحظُ بأن ابنَك سيحْرِصُ على أن تَراه مرةً أخرى والكتابُ بين يديْه، من أجلِ ثنائِك عليه، وإذا استمَرَّ الثّناءُ منك، سيستمِرُّ هو على فعل ذلك إلى أن يَترَسَّخَ هذا السلوكُ الإيجابي عندَه، ويصبحَ عادةً ملازمةً له.
أَظْهرْ اهتمامَك:
من الطبيعِيِّ أن تكون اهتماماتُ الأطفالِ متناسبةً مع سنِّهم ومستوَى إدراكِهم، ولكن ذلك لا يعني أن تُهملَ اهتماماتِهم وتَسْتخِفَّ بها، بل يجب عليك أن تُظهرَ اهتمامَك بالأشياءَ الإيجابيةِ التي يَهتمُّ بها أطفالُك، حتى وإن كانت بالنسبةِ لك غيرَ مهمة، فإذا دخلتَ البيتَ ووجدْتَ ابنك يَرسم شجرةً بشكلٍ سيئ، اقترب منه، وقل له: “دعني أرى هذا الرسمَ الجميل، أحسنت، أنت فنان”، وإذا طلبَ منك أن تُساعدَه فلا تقل له بأنك متعَبٌ وتُريدُ أن ترتاح، بل حاول أن تَظلَّ جنبَه قليلا، وتساعدَه قدْر المستطاع.
المهمُ هو إظهارُ الاهتمام، والثناءُ على الأطفالِ ومدحُهم وتشجيعُهم، وعدمُ جرْحِهم أو السخريَّة منهم، لأن ذلك سيدفعُهم إلى فقدانِ الثقةِ في النفس، والشعورِ بالخجلِ من ذاتِهم، وأما التشجيعُ والثّناء، فإنه يَزيدُهم تألُّقًا وشغَفًا بالأشياءِ التي يَفعلونَها، وهذه أفضلُ وسيلةٍ لغرْسِ القيمِ النبيلةِ والأخلاقِ الحميدة.
أحمد الشبيبي- اختصاصي استشارات أسرية
لقد أثّرتْ جائحةُ كُورُونا التي اجتاحَت العالمَ بأسْره، على مُختَلَفِ مناحِي الحياة، سواء منها العمليَّةُ أو الأسرِيَّة، الشخصيَّةُ أو الاجتماعيَّة، بل إن تأثيرَ هذه الجائحةِ امتَدَّ ليَطالَ مجالَ التَّنشِئَةِ والتّربيّة؛ حيث ظهَرَت أنماطٌ جديدةٌ من السُّلوكِيَّات، الأمرُ الذي يقتضِي من الآباءِ التعاملَ مع هذه الوضعيةِ بشكلٍ مختلف للحدِّ من تأثيرِ أزمة كُورُونا على تربيةِ الأبناء.
لم تكن الأوضاعُ التي أوجَدَتْها جائِحَة كُورُونا سلبية من جميعِ الجوانب، بل كانتْ مصحوبةً ببعضِ الإيجابيات، وعلى رأسِها توفيرُ وقتٍ أكثرَ للوجود في البيت والبقاءِ مع الأبناء، فينبغي على الوالدين استغلالُ هذه الفرصةِ من أجلِ تَلقِين أبنائِهم أخلاقًا حميدةً وقِيَمًا إيجابِيَّة.
ركِّزْ على الإيجابيات:
إن الوجود المستمرَّ في البيت سيكون سببًا في كثيرٍ من المشاكل، وبخاصةً بالنسبةِ للآباء الذين كانوا يُمضونَ وقتًا طويلا خارجَ البيتِ قبلَ جائحةِ كُورُونا؛ حيث سيكْثُرُ الاحتكاكُ بينهم وبين أبنائِهم، وسيكتشِفُون الكثيرَ من الأخطاءِ والهفواتِ التي يَقع فيها الأطفال، الأمرُ الذي سينْعكِسُ سلبًا على الأبناء، وسيُشعِرُهم بالكثيرِ من الضغط؛ لكونهم يَخضَعون لمراقبةٍ مستمرةٍ من الوالدين، بالإضافةِ إلى النّقْدِ والتَّوبِيخ، وهنا يَنبغِي على الوالديْن التّحلِّي بالحكمة، والتّغاضِي عن كثيرٍ من الأمور، مع التركيزِ على الإيجابيات والسُّلوكِيّات الحميدة.
هناك قاعدةٌ في علمِ النّفسِ مفادُها: أن ما تُركِّزُ عليه يَنجَذِبُ إلى انتباهِك، فإذا ركَّزْتَ على الأشياءِ السلبية، فإنك لن تُلاحظَ في الغالبِ إلا الأمورَ السلبية، إلى درجةٍ تحسِبُ معها أن الشخصَ الذي تعيشُ معه إنسانٌ سلبي من جميعِ الجوانب، وأنه ليست له أيُّ خِصالٍ أو صفاتٍ إيجابية، بينما لو ركَّزْتَ على الإيجابيات، فسينجَذِبُ انتباهُك نحو الإيجابيات، وستُلاحِظُ بأنّ الشخصَ الذي تهتَمُّ به له إيجابياتٌ كثيرةٌ لم تكن تُلاحظْها من قَبْل.
وانطلاقًا من هذه القاعدة، يَنبغِي عليك أن تُركّزَ على الجوانبِ الإيجابيةِ في أبنائِك، وأن تتوقَّفَ مع الأفعالِ الحميدةِ التي يَقومون بها، فإذا وجدْتَه يَحملُ كتابًا في يَدِه، حتى وإن لم يكن يُطالِعُه، بادِرْ بالثَّناءِ عليه، وقل له: “ما شاءَ الله عليك، هكذا أُحب أن أراك دائما، حَريصًا على القراءةِ والمطالَعَة”، وستُلاحظُ بأن ابنَك سيحْرِصُ على أن تَراه مرةً أخرى والكتابُ بين يديْه، من أجلِ ثنائِك عليه، وإذا استمَرَّ الثّناءُ منك، سيستمِرُّ هو على فعل ذلك إلى أن يَترَسَّخَ هذا السلوكُ الإيجابي عندَه، ويصبحَ عادةً ملازمةً له.
أَظْهرْ اهتمامَك:
من الطبيعِيِّ أن تكون اهتماماتُ الأطفالِ متناسبةً مع سنِّهم ومستوَى إدراكِهم، ولكن ذلك لا يعني أن تُهملَ اهتماماتِهم وتَسْتخِفَّ بها، بل يجب عليك أن تُظهرَ اهتمامَك بالأشياءَ الإيجابيةِ التي يَهتمُّ بها أطفالُك، حتى وإن كانت بالنسبةِ لك غيرَ مهمة، فإذا دخلتَ البيتَ ووجدْتَ ابنك يَرسم شجرةً بشكلٍ سيئ، اقترب منه، وقل له: “دعني أرى هذا الرسمَ الجميل، أحسنت، أنت فنان”، وإذا طلبَ منك أن تُساعدَه فلا تقل له بأنك متعَبٌ وتُريدُ أن ترتاح، بل حاول أن تَظلَّ جنبَه قليلا، وتساعدَه قدْر المستطاع.
المهمُ هو إظهارُ الاهتمام، والثناءُ على الأطفالِ ومدحُهم وتشجيعُهم، وعدمُ جرْحِهم أو السخريَّة منهم، لأن ذلك سيدفعُهم إلى فقدانِ الثقةِ في النفس، والشعورِ بالخجلِ من ذاتِهم، وأما التشجيعُ والثّناء، فإنه يَزيدُهم تألُّقًا وشغَفًا بالأشياءِ التي يَفعلونَها، وهذه أفضلُ وسيلةٍ لغرْسِ القيمِ النبيلةِ والأخلاقِ الحميدة.