خلف الشبلي
09-02-2021, 01:35 AM
التأصيل اللغوي للاستطراد:
يتضمن الاستطراد في أصله اللغوي - طَرَدَ - أكثرَ من معنى؛ منها: الإبعاد، يقال: أطرَده السلطان إذا أمَر بإخراجه عن بلده، ويأتي بمعنى الضم: طردتُ الإبلَ طرْدًا وطرَدًا؛ أي: ضمَمْتُها من نواحيها[1]، ويأتي بمعنى التتابع: اطَّرد الشيء: إذا تَبِع بعضُه بعضًا وجرَى، واطَّرد الأمر: استقام، واطَّردت الأشياء، إذا تَبِع بعضُها بعضًا، واطَّرد الكلام إذا تتابَع، واطَّرد الماء إذا تتابَع سَيلانُه، ويأتي بمعنى التجاوز: طردت القومَ: إذا أتيتَ عليهم وجُزتَهم[2]، ويأتي بمعنى الاجتذاب وهو ضربٌ من المكيدة، يقال: استطرد له في الحرب إذا فرَّ منه كيدًا ثم كرَّ عليه، فكأنه اجتذَبه من موضعه الذي لا يتمكن منه إلى موضع يتمكَّن منه، يقال: وقَع لك على وجه الاستطراد، كأنه مأخوذ من ذلك وهو الاجتذاب؛ لأنك لم تذكُره في موضعه، بل مهَّدت له موضعًا ذكَرته فيه[3]، فكأنما أُخِذ هذا اللقب - الاستطراد - من استطراد الفارس[4].
التأصيل الاصطلاحي للاستطراد:
تعريفات البلاغيين القدامى:
قال الجرجاني: "الاستطراد: سَوقُ الكلام على وجهٍ يَلزم منه كلامٌ آخرُ، وهو غير مقصود بالذات، بل بالعَرَض"[5].
قال السيوطي: "الاستطراد: أن يكون في شيءٍ من الفنون، ثم سنَح له فنٌّ آخر يُناسبه، فيُورِده في ذِكره"[6].
وجاء في بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح: "ومنه الاستطراد، وهو الانتقال من معنى إلى معنى آخرَ متَّصل به، لم يُقصَد بذِكر الأول التوصُّلُ إلى ذكر الثاني"[7].
قال ابن رشيق في العمدة: "والاستطراد: أن يَبني الشاعر كلامًا كثيرًا على لفظة من غير ذلك النوع، يقطع عليها الكلام، وهي مُراده دون جميع ما تقدَّم، ويعود إلى كلامه الأول، وكأنما عثر بتلك اللفظة عن غير قصدٍ ولا اعتقاد نيةٍ، وجلَّ ما يأتي تشبيهًا"[8].
قال أبو هلال العسكري: "الاستطراد: وهو أن يأخذ المتكلم في معنى، فبينا يمرُّ فيه يأخذ في معنى آخرَ، وقد جعل الأول سببًا إليه"[9].
قال أبو إسحاق الحصري القيرواني: "الاستطراد أن يُظهر الشاعر أنه يَذهب لمعنى، فيَعِنَّ له آخر، فيأتي به، كأنه على غير قصدٍ، وعليه بناه، وإليه كان مَعزاه"[10].
قال أسامة بن منقذ: "اعلم أن الاستطراد نبَّه عليه أبو تمام والبحتري، وهو أن تَمدَحَ شيئًا أو تَذُمَّه، ثم تأتي في آخر الكلام بشيءٍ هو غرضك في أوله، وهو في أشعار المتأخرين بالقصد، وفي أشعار المتقدمين بالطبع"[11].
قال ابن أبي الإصبع العدواني: "باب الاستطراد: ذكر الحاتمي في "حِلية المحاضرة" أنه نقَل هذه التسمية عن البحتري الشاعر، وهو الذي سماه ابن المعتز الخروج من معنى إلى معنى، وفسَّره بأن قال: هو أن يكون المتكلم في معنى، فيخرج منه - بطريق التشبيه أو الشرط، أو الإخبار أو غير ذلك - إلى معنى آخر يتضمن مدحًا أو قدحًا أو وصفًا، أو غير ذلك، ورأيتُ غالبَ وقوعه في الهجاء، وإن وقَع في غيره، ولا بد من ذكر المُستطرَد به باسْمه، بشرط ألا يكون جرى له ذِكرٌ في الكلام قبل ذلك"[12].
قال يحيى بن حمزة العلوي الطالبي: "الصنف الثامن الاستطراد: وهو نوعٌ من علم البلاغة؛ دقيقُ المجرى، غزيرُ الفوائد، يَستعمله الفُصَحاء، ويُعوِّل عليه أكثرُ البلغاء، وهو قريبٌ من الاعتراض الذي قدَّمنا ذِكره، خلا أن الاعتراض منه ما يَقبُح، ويَحسُن، ويَتوسَّط، بخلاف الاستطراد؛ فإنه حَسَنٌ كله، ومعناه في مصطلح علماء البيان أن يَشرَع المتكلم في شيءٍ من فنون الكلام، ثم يستمر عليه، فيَخرُج إلى غيره، ثم يرجع إلى ما كان عليه من قبلُ، فإن تمادَى، فهو الخروج، وإن عاد فهو الاستطراد، واشتقاقه من قولهم: أطرَده السلطان، إذا أخرَجه من بلده؛ لأن المتكلم يخرج من كلامه إلى كلامٍ آخر كما ذكَرناه"[13].
قال أبو علي الحسيني العراقي: "ومعنى الاستطراد: خروج الشاعر من ذمٍّ الى مدحٍ، أو من مدحٍ إلى ذمٍّ، وللمُحدَثين في هذا الباب أشعارٌ كثيرة عجيبة"[14].
قال صدر الدين المدني الشهير بابن معصوم: "هو أن يكون الناظم أو الناثر آخذًا في غرضٍ من أغراض الكلام؛ من غزلٍ أو مدح أو وصفٍ، أو غير ذلك، فيخرج منه إلى غرضٍ آخرَ... وقال ابن أبي الحديد: الاستطراد، هو أن تخرج بعد تمهيد ما تريد أن تُمهِّده إلى الأمر الذي تَروم ذِكرَه، فتذكره وكأنك غير قاصد لذِكره بالذات، بل قد حصل ووقَع ذِكرُه بالعرَض من غير قصدٍ، ثم تَدَعه وتَتركه، وتعود إلى الأمر الذي كنت في تمهيده؛ كالمقبل عليه، وكالملغي لما استطردت بذِكره"[15].
تعريفات البلاغيين المحدثين:
قال أحمد إبراهيم مصطفى الهاشمي: "الاستطراد: هو أن يخرج المتكلم من الغرض الذي هو فيه إلى غرضٍ آخر لمناسبة بينهما، ثم يرجع، فيَنتقل إلى إتمام الكلام الأول"[16].
قال الشيخ أحمد مصطفى المراغي: "الاستطراد أن يَشرَع المتكلم في فنٍّ من فنون القول، ويستمرَّ عليه، ثم يخرجَ منه على غيره، وبعدئذٍ يعود ثانيًا إلى ما كان"[17].
قال الدكتور بدوي طبانة: "الاستطراد أن يكون الشاعر في غرضٍ من أغراض الشعر، يُوهِم أنه مستمر فيه، ثم يخرج منه إلى غيره لمناسبةٍ بينهما"[18].
يتضمن الاستطراد في أصله اللغوي - طَرَدَ - أكثرَ من معنى؛ منها: الإبعاد، يقال: أطرَده السلطان إذا أمَر بإخراجه عن بلده، ويأتي بمعنى الضم: طردتُ الإبلَ طرْدًا وطرَدًا؛ أي: ضمَمْتُها من نواحيها[1]، ويأتي بمعنى التتابع: اطَّرد الشيء: إذا تَبِع بعضُه بعضًا وجرَى، واطَّرد الأمر: استقام، واطَّردت الأشياء، إذا تَبِع بعضُها بعضًا، واطَّرد الكلام إذا تتابَع، واطَّرد الماء إذا تتابَع سَيلانُه، ويأتي بمعنى التجاوز: طردت القومَ: إذا أتيتَ عليهم وجُزتَهم[2]، ويأتي بمعنى الاجتذاب وهو ضربٌ من المكيدة، يقال: استطرد له في الحرب إذا فرَّ منه كيدًا ثم كرَّ عليه، فكأنه اجتذَبه من موضعه الذي لا يتمكن منه إلى موضع يتمكَّن منه، يقال: وقَع لك على وجه الاستطراد، كأنه مأخوذ من ذلك وهو الاجتذاب؛ لأنك لم تذكُره في موضعه، بل مهَّدت له موضعًا ذكَرته فيه[3]، فكأنما أُخِذ هذا اللقب - الاستطراد - من استطراد الفارس[4].
التأصيل الاصطلاحي للاستطراد:
تعريفات البلاغيين القدامى:
قال الجرجاني: "الاستطراد: سَوقُ الكلام على وجهٍ يَلزم منه كلامٌ آخرُ، وهو غير مقصود بالذات، بل بالعَرَض"[5].
قال السيوطي: "الاستطراد: أن يكون في شيءٍ من الفنون، ثم سنَح له فنٌّ آخر يُناسبه، فيُورِده في ذِكره"[6].
وجاء في بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح: "ومنه الاستطراد، وهو الانتقال من معنى إلى معنى آخرَ متَّصل به، لم يُقصَد بذِكر الأول التوصُّلُ إلى ذكر الثاني"[7].
قال ابن رشيق في العمدة: "والاستطراد: أن يَبني الشاعر كلامًا كثيرًا على لفظة من غير ذلك النوع، يقطع عليها الكلام، وهي مُراده دون جميع ما تقدَّم، ويعود إلى كلامه الأول، وكأنما عثر بتلك اللفظة عن غير قصدٍ ولا اعتقاد نيةٍ، وجلَّ ما يأتي تشبيهًا"[8].
قال أبو هلال العسكري: "الاستطراد: وهو أن يأخذ المتكلم في معنى، فبينا يمرُّ فيه يأخذ في معنى آخرَ، وقد جعل الأول سببًا إليه"[9].
قال أبو إسحاق الحصري القيرواني: "الاستطراد أن يُظهر الشاعر أنه يَذهب لمعنى، فيَعِنَّ له آخر، فيأتي به، كأنه على غير قصدٍ، وعليه بناه، وإليه كان مَعزاه"[10].
قال أسامة بن منقذ: "اعلم أن الاستطراد نبَّه عليه أبو تمام والبحتري، وهو أن تَمدَحَ شيئًا أو تَذُمَّه، ثم تأتي في آخر الكلام بشيءٍ هو غرضك في أوله، وهو في أشعار المتأخرين بالقصد، وفي أشعار المتقدمين بالطبع"[11].
قال ابن أبي الإصبع العدواني: "باب الاستطراد: ذكر الحاتمي في "حِلية المحاضرة" أنه نقَل هذه التسمية عن البحتري الشاعر، وهو الذي سماه ابن المعتز الخروج من معنى إلى معنى، وفسَّره بأن قال: هو أن يكون المتكلم في معنى، فيخرج منه - بطريق التشبيه أو الشرط، أو الإخبار أو غير ذلك - إلى معنى آخر يتضمن مدحًا أو قدحًا أو وصفًا، أو غير ذلك، ورأيتُ غالبَ وقوعه في الهجاء، وإن وقَع في غيره، ولا بد من ذكر المُستطرَد به باسْمه، بشرط ألا يكون جرى له ذِكرٌ في الكلام قبل ذلك"[12].
قال يحيى بن حمزة العلوي الطالبي: "الصنف الثامن الاستطراد: وهو نوعٌ من علم البلاغة؛ دقيقُ المجرى، غزيرُ الفوائد، يَستعمله الفُصَحاء، ويُعوِّل عليه أكثرُ البلغاء، وهو قريبٌ من الاعتراض الذي قدَّمنا ذِكره، خلا أن الاعتراض منه ما يَقبُح، ويَحسُن، ويَتوسَّط، بخلاف الاستطراد؛ فإنه حَسَنٌ كله، ومعناه في مصطلح علماء البيان أن يَشرَع المتكلم في شيءٍ من فنون الكلام، ثم يستمر عليه، فيَخرُج إلى غيره، ثم يرجع إلى ما كان عليه من قبلُ، فإن تمادَى، فهو الخروج، وإن عاد فهو الاستطراد، واشتقاقه من قولهم: أطرَده السلطان، إذا أخرَجه من بلده؛ لأن المتكلم يخرج من كلامه إلى كلامٍ آخر كما ذكَرناه"[13].
قال أبو علي الحسيني العراقي: "ومعنى الاستطراد: خروج الشاعر من ذمٍّ الى مدحٍ، أو من مدحٍ إلى ذمٍّ، وللمُحدَثين في هذا الباب أشعارٌ كثيرة عجيبة"[14].
قال صدر الدين المدني الشهير بابن معصوم: "هو أن يكون الناظم أو الناثر آخذًا في غرضٍ من أغراض الكلام؛ من غزلٍ أو مدح أو وصفٍ، أو غير ذلك، فيخرج منه إلى غرضٍ آخرَ... وقال ابن أبي الحديد: الاستطراد، هو أن تخرج بعد تمهيد ما تريد أن تُمهِّده إلى الأمر الذي تَروم ذِكرَه، فتذكره وكأنك غير قاصد لذِكره بالذات، بل قد حصل ووقَع ذِكرُه بالعرَض من غير قصدٍ، ثم تَدَعه وتَتركه، وتعود إلى الأمر الذي كنت في تمهيده؛ كالمقبل عليه، وكالملغي لما استطردت بذِكره"[15].
تعريفات البلاغيين المحدثين:
قال أحمد إبراهيم مصطفى الهاشمي: "الاستطراد: هو أن يخرج المتكلم من الغرض الذي هو فيه إلى غرضٍ آخر لمناسبة بينهما، ثم يرجع، فيَنتقل إلى إتمام الكلام الأول"[16].
قال الشيخ أحمد مصطفى المراغي: "الاستطراد أن يَشرَع المتكلم في فنٍّ من فنون القول، ويستمرَّ عليه، ثم يخرجَ منه على غيره، وبعدئذٍ يعود ثانيًا إلى ما كان"[17].
قال الدكتور بدوي طبانة: "الاستطراد أن يكون الشاعر في غرضٍ من أغراض الشعر، يُوهِم أنه مستمر فيه، ثم يخرج منه إلى غيره لمناسبةٍ بينهما"[18].