عطر الزنبق
10-06-2021, 01:59 PM
المروءة وثمرات الفضيلة.
المروءة هي سمة خاصة للانسان ولا يشاركه خلق آخر وهي خصلة كريمة وخلق رفيع يوزن بميزان العزة والفضيلة فمن تزين بكسوة المروءة رق قلبه وطاب لسانه وارتقت شيمته وحسنت اخلاقه ؛ المروءة هي الانسلاخ من الرذائل والاستعلاء عن الشهوات التي تدنس النخوة والشهامة والتخلق بخلق الدين وتنزيه النفس عن الدناءة ؛ المروءة هي تحصيل الفضيلة ونبذ الرذيلة ونقاوة البواطن وطهارة الظاهر والتنزه من غبار الفواحش وتعويد اللسان الصدق ووفاء الوعود واداء الامانة ؛ ومكارم الأخلاق وحسن المعاملة واحترام الغير والالتزام عند حدك وعدم التعدي والظلم والاهانة لمن هو دونك ؛ المروءة تحول بينك وبين كل لذة تميت القلب وكل شهوة عواقبها الندامة والخسران فهي الدرع الواقي عن الرذائل؛ المروءة هي غذاء الوجدان ووقود الضمير وزينة الخلق وجمال الحياء وكسوة العفاف ؛ وعزة الرجولة وتاج السلوك الحسنة وزنة العقل ورجاحة الرأي ودرع الشهوات والهوي والبعد عن الصفات المذمومة والقبيحة ؛ المروءة تزكي النفس وتصون العرض وتلبسك ثوب الشرف وتحفظ النفس عن كل ما يخدش كرامتها ويرقي المرء الي العلو حسب حجمها ووزنها وقدرها ؛ المروءة هي صلة الرحم وادب المنازعة وحسن الحوار والتجاوزعن اخطاء الآخرين واداء حقوق الجار وبر الوالدين والتواضع ؛ والإعراض عن الجاهلين والاحترام عن رأي الآحرين وعدم افشاء اسرار الناس وضبط النفس عند الغضب وعدم ايذاء من اساء اليك ؛ وعدم سوء الظن لاخوانك المسلمين وتجنب الغيبة والهمز واللمز والسخرية وايقاع الوقيقة فيما بينهم واشعال نار الفتنة ؛ وتجنب قول الوزر وكتمان الشهادة وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات وحفظ اللسان من الشتم والسب واللعان وفحش القول بما يستحيي به الناس ؛ المروءة ان تسعي دائما على ان تكون أفضل الناس هيبة ووقارا واناة واكثرهم رفقا وحلما ورزانة وصبرا واحتراما ؛ وارفعهم مكانة في العلم والمعرفة وازهدهم بما في ايدي الناس واحسنهم اخلاقا واطيبهم قولا وازكاهم افعالا واجملهم منظرا ويتصرف في الأمور بتؤَدة ؛ واكثرهم طاعة وورعا وتقربا الي الله واطهرهم عفة وامانة واصدقهم حتى لا يظهر منك امامهم قبيحا او مما ينفرون منك كي لا تكون مسخرة ومهزلة ومهينا بين الناس ؛ والمروءة هي عدم انتهاك حرمات الله والتساهل بماحذر الله وامر اجتنابه وعدم التعدي حدود بما نهي الله وعدم السقوط بما حرم ؛ المروءة تحجزك عن انتهاك الكبائر واقتحام محارم الله فلا يتقدم على الكبائر الا عديم المروءة وفاسق غير آبه بالذنوب وفاجر لا يبالي بدينه ؛ وقمة المروءة هي التجنب باختلاط النساء ومخاللة الارذال وعدم التردد في الاماكن المشتبهة والتقليد بالفساق والفجار والتشبه بالكفار ومصاحبة الاشرار(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).
(وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا )
(وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
ونزاهة المروءة هي ان تبتعد اماكن اللهو والرقص وكشف العورات ونوادي السهرات الليلية التي تقام فيها الغناء والمجون ؛ ومنجعات العري التي يدار فيها موائد الخمور والمسكرات والاماكن الترفيهية التي لا يحترم فيها محارم الله وتنتهك بها حدود الله ؛ والمقاهي التي يخوضون فيها الناس افشاء اسرار البيوت وما يجري بين الرجل وزوجته الاستمتاع في الفراش ووصف تفاصيل الجنس من قول وفعل يعرون زوجاتهم امام الرجال ؛ والنفس الطاهرة النقية التي تسري روح المروءة في جوارحها لا ترضي ان تعيش بالحقارة والدناءة والدياثة ؛ وتأنف المذلة والوضاعة والمهانة وتترفَّع عن حياة العبَثِ واللَّهو ولا تخضع ان تكون عبدا للشهوات؛
(قال صلى الله عليه وآله وسلم كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من الجهار أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله تعالى فيقول : عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه)
فلا يبلغ المرء الي كمال المروءة حتي يغلب علي شهوته وان يلجم غريزته بلجام الخلق وان يتجرد كل ما تدنس انسانيته وان يتخلق بخلق الاسلام ؛ فاذا لقيت شخصا شتاما شقيا بذيء اللسان سيء الخلق فاحش القول وتعدي علي عرضك وشرفك ؛ وانتقمت منه وتساويت معه في اخلاقه واقواله وافعاله ودناءة طبعه فان في هذه الحالة فان المروءة تنحرف علي مسارها ؛ فيصبحون الناس علي شاكلة واحدة فينعدم الاحترام فلا بد لصاحب المروءة ان يتنازل عن حقه ؛ فتنجوا سفينة البشرية من الغرق والهلاك ومن الافضل ان يصبر حتي لا يكون مساوياً لهذا الشخص في أخلاقه وخسة سلوكه ونجاسة لسانه وسوء معاملته ؛ عدم ضبط النفس وتأديبها هذا ينزلك الي منازل من لا مروءة له ويصبحون الناس علي مستوي واحد ينحدرون الي دركات فقدان المروءة ؛ فمن اجل ان تحفظ عزة المروءة وكرامة البشرية وعدم التصادم مع الناس تحمل اذي فاقدي المروءة واعرض عن الجاهلين ولا تنتقم بسفاسف الامور ؛ فعليك ان تتجرع كأس الحنظل من اجل حفظ كرامة المروءة وعدم مجارة السفهاء فانك ان رديت علي من اساء اليك اساءته بمثلها فانت شاركت معه في الجهالة والسفاهة ؛ فان سكت عنه واهملته فهذا عقابه وقلت له سلام فقد هزمته والقمته حجرالسكوت وارحت نفسك من شره فحينها ترتقي مروءتك وتسموا اخلاقك واجتنبت ما يدنس عرضك ؛ لان صاحب المروءة يملك مالا يملكون الآخرين قلبه مشحون بالعواطف والليونة ويتمتع رجاحة العقل وقوة الرجولة والنبل والسماحة والتغافل عن
السقطات وكف الاذي لمن آذاه ؛
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا ,, لصار الصخر مثقال بدينار
قل بما شئت في مسبة عرضي *** فسكوتي عن اللئيم جواب
ما أنا عادم الجواب ولكن *** ما من الأسد أن تجيب الكلاب
يخاطبني السفيهُ بكلِّ عيبٍ ـــــ فأكرهُ أن أكونَ لهُ مُجيب
يزيدُ سفاهةً فأزيدُ حِلْمًا ـــــ كعودٍ زادَهُ الإحراقُ طيبا
إذا نطقَ السفيهُ فلا تُجِبْهُ ـــــ فخيرٌ من إجابتِهِ السكوتُ
فإن كلَّمْتَهُ فرَّجْتَ عنــْهُ ـــــ وإن خلَّيْتَهُ كمدًا يموتُ
قالوا سكتَّ وقد خوصِمْتَ قلتُ لهم ـ إن الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ
والصمتُ عن جاهلٍ أوأحمقٍ شرفٌ ـ وفيهِ أيضًا لصونِ العِرضِ إصلاحُ
أما ترى الأُسْدَ تُخشى وهيَ صامتَةٌ ـ والكلبُ يخسى لَعَمْري وهو نبَّـــاحُ
ومن اراد ان يتتوج بتاج المروءة فاعلم انها تحتاج إلى الكياسة والصبر والحكمة وضبطً النفس والسماح لمن اساءه ومجاهدة الهوي والشهوات ومراوغة النفس ؛ ومن يرغب العلي بلا تعب ولا كد ولا ان يتحمل الاذي فكأنه يجري وراء اشباح السراب فلا تذوق لذة السعادة الا بعد التعب والمشقة ؛ ولا تطعم طعم الثمار الا ان تسقي شجرها عرق الجبين فهيهات ان تنال العلا بلا ثمن ولا كد فمن جد وجد ومن زرع حصد ؛(وهزي اليك بجزع النخلة تساقط عليكي رطبا جنيا) ؛ وتكتسب قلوب الناس ومحبتهم بقدر احترامك للناس والصبر علي اذاهم ومن طلب العزة والعلا بين الناس فعليه ان يدفع ثمن المروءة ؛ والحياة تحتاج تضحيات وبذل كل غال ونفيس حتي تصل الي الغايات ومن اجل التنافس والتسابق وصلوا الناس الي المعالي والمراتب المختلفة ؛ ولا ترتقي المروءة الا بعدما نربي النفس كيف نغسل عنها ادران الخطايا ونروضها بالفضيلة والحشمة والعفاف ومكارم الأخلاق ؛ ومن اراد ان يحفظ مروءته وحسن صورته في المجتمع فعليه ان يسد باب المزاح الواسع والجدال العقيم والقصص العارية التي تخل القيم والثوابت ؛ والتي لا يثمر فيها اي منفعة والذي يصدر عنه لغو القول وسفاهة المنطق والثرثرة والهذيان وفحش الالفاظ ؛ وخدش كرامة السامعين وايذاء الحاضرين ويفتح باب المخاصمة والشجار والكره ويوقد نار الغضب ؛ في هذه الحالة تكون امرؤ ثقيلاً ساخطا ذميما دميما يكرهك أقرب الناس إليك لا مروءة ولا سمعة لك ؛ وهذا أمر يضع كرامتك ويحط عزتك وينعتونك بالقاب تطعن انسانيتك وتجرح قدرك وتقلل وزنك وتذهب هيبتك لا يصدقون اقوالك ولا يستأمنونك باسرارهم ؛ ومما يمحق المروءة وينسف جذرها ويخمد سراجها في قلوب الرجال ويخلع تاجها من رؤوس الاحرار ؛ هو اتيان الشخص بالكبائر واقترافه بالجرائم كالزنا وشرب المسكرات والسرقة والتجرؤ بالفحش والفسوق ومرافقة الارذال والاستباحة بما يتعفف به الاخياروذوي الشهامة ؛ ومصاحبة العاهرات والتشبه بالشواذين والتزين بلباس المخنثين والتحرر من القيم والثوابت وعدم احترام شرع الله والتقليد اللاحدودي بطبائع الكفار وتقاليدهم وعقائدهم ؛
(يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) .
المروءة هي سمة خاصة للانسان ولا يشاركه خلق آخر وهي خصلة كريمة وخلق رفيع يوزن بميزان العزة والفضيلة فمن تزين بكسوة المروءة رق قلبه وطاب لسانه وارتقت شيمته وحسنت اخلاقه ؛ المروءة هي الانسلاخ من الرذائل والاستعلاء عن الشهوات التي تدنس النخوة والشهامة والتخلق بخلق الدين وتنزيه النفس عن الدناءة ؛ المروءة هي تحصيل الفضيلة ونبذ الرذيلة ونقاوة البواطن وطهارة الظاهر والتنزه من غبار الفواحش وتعويد اللسان الصدق ووفاء الوعود واداء الامانة ؛ ومكارم الأخلاق وحسن المعاملة واحترام الغير والالتزام عند حدك وعدم التعدي والظلم والاهانة لمن هو دونك ؛ المروءة تحول بينك وبين كل لذة تميت القلب وكل شهوة عواقبها الندامة والخسران فهي الدرع الواقي عن الرذائل؛ المروءة هي غذاء الوجدان ووقود الضمير وزينة الخلق وجمال الحياء وكسوة العفاف ؛ وعزة الرجولة وتاج السلوك الحسنة وزنة العقل ورجاحة الرأي ودرع الشهوات والهوي والبعد عن الصفات المذمومة والقبيحة ؛ المروءة تزكي النفس وتصون العرض وتلبسك ثوب الشرف وتحفظ النفس عن كل ما يخدش كرامتها ويرقي المرء الي العلو حسب حجمها ووزنها وقدرها ؛ المروءة هي صلة الرحم وادب المنازعة وحسن الحوار والتجاوزعن اخطاء الآخرين واداء حقوق الجار وبر الوالدين والتواضع ؛ والإعراض عن الجاهلين والاحترام عن رأي الآحرين وعدم افشاء اسرار الناس وضبط النفس عند الغضب وعدم ايذاء من اساء اليك ؛ وعدم سوء الظن لاخوانك المسلمين وتجنب الغيبة والهمز واللمز والسخرية وايقاع الوقيقة فيما بينهم واشعال نار الفتنة ؛ وتجنب قول الوزر وكتمان الشهادة وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات وحفظ اللسان من الشتم والسب واللعان وفحش القول بما يستحيي به الناس ؛ المروءة ان تسعي دائما على ان تكون أفضل الناس هيبة ووقارا واناة واكثرهم رفقا وحلما ورزانة وصبرا واحتراما ؛ وارفعهم مكانة في العلم والمعرفة وازهدهم بما في ايدي الناس واحسنهم اخلاقا واطيبهم قولا وازكاهم افعالا واجملهم منظرا ويتصرف في الأمور بتؤَدة ؛ واكثرهم طاعة وورعا وتقربا الي الله واطهرهم عفة وامانة واصدقهم حتى لا يظهر منك امامهم قبيحا او مما ينفرون منك كي لا تكون مسخرة ومهزلة ومهينا بين الناس ؛ والمروءة هي عدم انتهاك حرمات الله والتساهل بماحذر الله وامر اجتنابه وعدم التعدي حدود بما نهي الله وعدم السقوط بما حرم ؛ المروءة تحجزك عن انتهاك الكبائر واقتحام محارم الله فلا يتقدم على الكبائر الا عديم المروءة وفاسق غير آبه بالذنوب وفاجر لا يبالي بدينه ؛ وقمة المروءة هي التجنب باختلاط النساء ومخاللة الارذال وعدم التردد في الاماكن المشتبهة والتقليد بالفساق والفجار والتشبه بالكفار ومصاحبة الاشرار(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).
(وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا )
(وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
ونزاهة المروءة هي ان تبتعد اماكن اللهو والرقص وكشف العورات ونوادي السهرات الليلية التي تقام فيها الغناء والمجون ؛ ومنجعات العري التي يدار فيها موائد الخمور والمسكرات والاماكن الترفيهية التي لا يحترم فيها محارم الله وتنتهك بها حدود الله ؛ والمقاهي التي يخوضون فيها الناس افشاء اسرار البيوت وما يجري بين الرجل وزوجته الاستمتاع في الفراش ووصف تفاصيل الجنس من قول وفعل يعرون زوجاتهم امام الرجال ؛ والنفس الطاهرة النقية التي تسري روح المروءة في جوارحها لا ترضي ان تعيش بالحقارة والدناءة والدياثة ؛ وتأنف المذلة والوضاعة والمهانة وتترفَّع عن حياة العبَثِ واللَّهو ولا تخضع ان تكون عبدا للشهوات؛
(قال صلى الله عليه وآله وسلم كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من الجهار أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله تعالى فيقول : عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه)
فلا يبلغ المرء الي كمال المروءة حتي يغلب علي شهوته وان يلجم غريزته بلجام الخلق وان يتجرد كل ما تدنس انسانيته وان يتخلق بخلق الاسلام ؛ فاذا لقيت شخصا شتاما شقيا بذيء اللسان سيء الخلق فاحش القول وتعدي علي عرضك وشرفك ؛ وانتقمت منه وتساويت معه في اخلاقه واقواله وافعاله ودناءة طبعه فان في هذه الحالة فان المروءة تنحرف علي مسارها ؛ فيصبحون الناس علي شاكلة واحدة فينعدم الاحترام فلا بد لصاحب المروءة ان يتنازل عن حقه ؛ فتنجوا سفينة البشرية من الغرق والهلاك ومن الافضل ان يصبر حتي لا يكون مساوياً لهذا الشخص في أخلاقه وخسة سلوكه ونجاسة لسانه وسوء معاملته ؛ عدم ضبط النفس وتأديبها هذا ينزلك الي منازل من لا مروءة له ويصبحون الناس علي مستوي واحد ينحدرون الي دركات فقدان المروءة ؛ فمن اجل ان تحفظ عزة المروءة وكرامة البشرية وعدم التصادم مع الناس تحمل اذي فاقدي المروءة واعرض عن الجاهلين ولا تنتقم بسفاسف الامور ؛ فعليك ان تتجرع كأس الحنظل من اجل حفظ كرامة المروءة وعدم مجارة السفهاء فانك ان رديت علي من اساء اليك اساءته بمثلها فانت شاركت معه في الجهالة والسفاهة ؛ فان سكت عنه واهملته فهذا عقابه وقلت له سلام فقد هزمته والقمته حجرالسكوت وارحت نفسك من شره فحينها ترتقي مروءتك وتسموا اخلاقك واجتنبت ما يدنس عرضك ؛ لان صاحب المروءة يملك مالا يملكون الآخرين قلبه مشحون بالعواطف والليونة ويتمتع رجاحة العقل وقوة الرجولة والنبل والسماحة والتغافل عن
السقطات وكف الاذي لمن آذاه ؛
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا ,, لصار الصخر مثقال بدينار
قل بما شئت في مسبة عرضي *** فسكوتي عن اللئيم جواب
ما أنا عادم الجواب ولكن *** ما من الأسد أن تجيب الكلاب
يخاطبني السفيهُ بكلِّ عيبٍ ـــــ فأكرهُ أن أكونَ لهُ مُجيب
يزيدُ سفاهةً فأزيدُ حِلْمًا ـــــ كعودٍ زادَهُ الإحراقُ طيبا
إذا نطقَ السفيهُ فلا تُجِبْهُ ـــــ فخيرٌ من إجابتِهِ السكوتُ
فإن كلَّمْتَهُ فرَّجْتَ عنــْهُ ـــــ وإن خلَّيْتَهُ كمدًا يموتُ
قالوا سكتَّ وقد خوصِمْتَ قلتُ لهم ـ إن الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ
والصمتُ عن جاهلٍ أوأحمقٍ شرفٌ ـ وفيهِ أيضًا لصونِ العِرضِ إصلاحُ
أما ترى الأُسْدَ تُخشى وهيَ صامتَةٌ ـ والكلبُ يخسى لَعَمْري وهو نبَّـــاحُ
ومن اراد ان يتتوج بتاج المروءة فاعلم انها تحتاج إلى الكياسة والصبر والحكمة وضبطً النفس والسماح لمن اساءه ومجاهدة الهوي والشهوات ومراوغة النفس ؛ ومن يرغب العلي بلا تعب ولا كد ولا ان يتحمل الاذي فكأنه يجري وراء اشباح السراب فلا تذوق لذة السعادة الا بعد التعب والمشقة ؛ ولا تطعم طعم الثمار الا ان تسقي شجرها عرق الجبين فهيهات ان تنال العلا بلا ثمن ولا كد فمن جد وجد ومن زرع حصد ؛(وهزي اليك بجزع النخلة تساقط عليكي رطبا جنيا) ؛ وتكتسب قلوب الناس ومحبتهم بقدر احترامك للناس والصبر علي اذاهم ومن طلب العزة والعلا بين الناس فعليه ان يدفع ثمن المروءة ؛ والحياة تحتاج تضحيات وبذل كل غال ونفيس حتي تصل الي الغايات ومن اجل التنافس والتسابق وصلوا الناس الي المعالي والمراتب المختلفة ؛ ولا ترتقي المروءة الا بعدما نربي النفس كيف نغسل عنها ادران الخطايا ونروضها بالفضيلة والحشمة والعفاف ومكارم الأخلاق ؛ ومن اراد ان يحفظ مروءته وحسن صورته في المجتمع فعليه ان يسد باب المزاح الواسع والجدال العقيم والقصص العارية التي تخل القيم والثوابت ؛ والتي لا يثمر فيها اي منفعة والذي يصدر عنه لغو القول وسفاهة المنطق والثرثرة والهذيان وفحش الالفاظ ؛ وخدش كرامة السامعين وايذاء الحاضرين ويفتح باب المخاصمة والشجار والكره ويوقد نار الغضب ؛ في هذه الحالة تكون امرؤ ثقيلاً ساخطا ذميما دميما يكرهك أقرب الناس إليك لا مروءة ولا سمعة لك ؛ وهذا أمر يضع كرامتك ويحط عزتك وينعتونك بالقاب تطعن انسانيتك وتجرح قدرك وتقلل وزنك وتذهب هيبتك لا يصدقون اقوالك ولا يستأمنونك باسرارهم ؛ ومما يمحق المروءة وينسف جذرها ويخمد سراجها في قلوب الرجال ويخلع تاجها من رؤوس الاحرار ؛ هو اتيان الشخص بالكبائر واقترافه بالجرائم كالزنا وشرب المسكرات والسرقة والتجرؤ بالفحش والفسوق ومرافقة الارذال والاستباحة بما يتعفف به الاخياروذوي الشهامة ؛ ومصاحبة العاهرات والتشبه بالشواذين والتزين بلباس المخنثين والتحرر من القيم والثوابت وعدم احترام شرع الله والتقليد اللاحدودي بطبائع الكفار وتقاليدهم وعقائدهم ؛
(يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) .