مشاهدة النسخة كاملة : ما معنى قوله تعالى : (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء) ؟


نبراس القلم
12-04-2021, 09:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ حفظكم الله ورعاكم
يقول الله تعالى : (فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَآءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" 25 سورة القصص ".
ما معنى تمشي على استحياء ؟
وبارك الله فيكم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
قال القرطبي : أصل الاستحياء الانقباض عن الشيء والامتناع منه خوفا مِن مُواقعة القبيح . اهـ .
وقال الجرجاني : الحياء : انقباض النَّفْس مِن شيء وتركه حذرًا عن اللوم فيه . اهـ .
ومعنى ذلك : أن المرأة جاءت تمشي بِهدوء وسَكينة ، غير مُستعجلة في مِشْيَتها ، ولا واسِعة الْخَطْو ، لا تمشي مِشية الرِّجال ، ولا تتثنّى في مِشْيتِها .
قال الإمام السمعاني : وقوله : (تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ) رَوى عَمرو بن ميمون عن عُمر أنه قال : ليبست بِسَلْفَع مِن النساء ، ولا خَرّاجَة ولا ولاَّجَة ، ولكن وَضَعَت كُمَّها على وَجهها استحياء .
فالْمَرْأتَان قد اتَّصَفَتَا بالحياء مِن قَبل ومِن بَعد .
فإن موسى عليه الصلاة والسلام لَمّا وَرَد ماء مَدْيَن ، وَجَد عليه أمّة مِن الناس يَسْقُون ، ووَجَد المرأتين مِن وراء القوم ، فَلّما سألهما عن شأنهما ، قالتا : (لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ) ، وما ألجأهما إلى الخروج إلاّ كِبَر سِنّ أبيهما (وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ) .
ولَمّا دَعَت المرأةُ موسى عليه الصلاة والسلام لَم تُوجِّه إليه الدعوة مُباشرة ، بل نَسَبَت الدعوة إلى أبيها ، فـ (قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ) ، كأنها قالت له : لستُ أنا الذي أدعوك ، بل هو أبي الذي دَعَاك ، لئلا يُظنّ بها ظَنّ سوء .
واليوم في كثير مِن بلاد المسلمين ، وفي كثير مِن الأسواق : مَن يَنظر إلى أحوال النساء يَرَى عجبا ، مِن الْجُرأة على الرِّجال ، ومِن قِلّة الحياء أوْ ضَعفه ، ومِن رَفْع الصوت في الأسواق ومَجامِع الناس ، ومِن ضَعْف السّتر ، ومِن التبرّج بإظهار الزينة ، ووضع الطيب ، ومِن مُزاحمة الرِّجال في الأسواق والطُّرُقات ، إلى غير ذلك مما يدلّ على ذهاب الحياء ، أو ضَعْفه في كثير من الأحيان .
والمرأة لا ترفع صوتها في العبادة .. فكيف تَرفعه في الأسواق ومجامع الناس ؟
ذَكَر الإمام مالك في الموطأ : أنه سَمِع أهل العلم يقولون : ليس على النساء رفع الصوت بالتلبية ، لتُُسمِع المرأة نفسها .
وسُئل الإمام مالك : هل يُسلَّم على المرأة ؟ فقال : أما الْمُتَجَالَّة فلا أكْرَه ذلك ، وأما الشابَّة فلا أُحِبّ ذلك .
قال الشيخ الشنقيطي في تفسيره : أما المرأة الشابَّة الرَّخيمة الصوت ، فلا شك أن صوتها مِن مفاتن النساء ، ولا يجوز لها رَفْعه بِحَال ، ومِن المعلوم أن الصوت الرَّخيم من مَحَاسن النساء ومفاتنها . اهـ .
وما يَكون في وسائل التواصل ، ووضع الصور ، أو أجزاء مِن جسد المرأة ..
والرَّدّ على الرِّجال بِصَفاقة وخشونة ، وقِلّة حياء ، وبِعبارَات خادشة للحياء أحيانا كثيرة ..
إلى غير ذلك مما يُنافي حياء المرأة الذي كان يُضرب به المثل ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُوصَف بأنه أشدّ حياء مِن العَذْراء في خِدْرها . كما في الصحيحين .
ووُصِف موسى عليه الصلاة والسلام بأنه شديد الحياء . كما في الصحيحين .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

شغف
12-05-2021, 11:04 AM
جزاك الله خير
و بارك بعلمك و عملك

انثى برائحة الورد
12-07-2021, 12:44 PM
جزاك الله خير
وبارك فيك
وجعلها الله بميزان حسناتك
ودي وتقديرى

شايان
12-13-2021, 02:14 PM
جزاكم الله كل الخير

نهيان
12-16-2021, 04:54 PM
جزاك الله بخير الجزاء والجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في ميزان حسناتك

منصور
12-18-2021, 09:47 PM
جزاك الله خيـر
وجعل ما قدمت في ميزان حسناتك
وآنآر الله قلبك بالآيمآن وطآعة الرحمن
دمت بحفظ الرحمن