مستريح البال
01-16-2022, 11:31 PM
﴿لا تَجِدُ قَومًا يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوادّونَ
مَن حادَّ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَلَو كانوا آباءَهُم
أَو أَبناءَهُم أَو إِخوانَهُم أَو عَشيرَتَهُم
أُولئِكَ كَتَبَ في قُلوبِهِمُ الإيمانَ وَأَيَّدَهُم بِروحٍ مِنهُ
وَيُدخِلُهُم جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ
خالِدينَ فيها رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ
أُولئِكَ حِزبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزبَ اللَّهِ هُمُ المُفلِحونَ﴾
[المجادلة: ٢٢]
يقول تعالى:
{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ}
أي: لا يجتمع هذا وهذا، فلا يكون العبد مؤمنا
بالله واليوم الآخر حقيقة، إلا كان
عاملا على مقتضى الإيمان ولوازمه،
من محبة من قام بالإيمان وموالاته،
وبغض من لم يقم به ومعاداته،
ولو كان أقرب الناس إليه.
وهذا هو الإيمان على الحقيقة،
الذي وجدت ثمرته والمقصود منه،
وأهل هذا الوصف هم الذين كتب الله في قلوبهم
الإيمان أي: رسمه وثبته وغرسه غرسا،
لا يتزلزل،
ولا تؤثر فيه الشبه والشكوك.
وهم الذين قواهم الله بروح منه
أي: بوحيه، ومعونته،
ومدده الإلهي وإحسانه الرباني.
وهم الذين لهم الحياة الطيبة في هذه الدار،
ولهم جنات النعيم في دار القرار،
التي فيها من كل ما تشتهيه الأنفس،
وتلذ الأعين، وتختار، ولهم أكبر النعيم وأفضله،
وهو أن الله يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا،
ويرضون عن ربهم بما يعطيهم
من أنواع الكرامات، ووافر المثوبات،
وجزيل الهبات، ورفيع الدرجات بحيث
لا يرون فوق ما أعطاهم مولاهم غاية،
ولا فوقه نهاية
وأما من يزعم أنه يؤمن بالله واليوم الآخر،
وهو مع ذلك مواد لأعداء الله،
محب لمن ترك الإيمان وراء ظهره،
فإن هذا إيمان زعمي لا حقيقة له،
فإن كل أمر لا بد له من برهان يصدقه،
فمجرد الدعوى،
لا تفيد شيئا ولا يصدق صاحبها.
مَن حادَّ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَلَو كانوا آباءَهُم
أَو أَبناءَهُم أَو إِخوانَهُم أَو عَشيرَتَهُم
أُولئِكَ كَتَبَ في قُلوبِهِمُ الإيمانَ وَأَيَّدَهُم بِروحٍ مِنهُ
وَيُدخِلُهُم جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ
خالِدينَ فيها رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ
أُولئِكَ حِزبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزبَ اللَّهِ هُمُ المُفلِحونَ﴾
[المجادلة: ٢٢]
يقول تعالى:
{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ}
أي: لا يجتمع هذا وهذا، فلا يكون العبد مؤمنا
بالله واليوم الآخر حقيقة، إلا كان
عاملا على مقتضى الإيمان ولوازمه،
من محبة من قام بالإيمان وموالاته،
وبغض من لم يقم به ومعاداته،
ولو كان أقرب الناس إليه.
وهذا هو الإيمان على الحقيقة،
الذي وجدت ثمرته والمقصود منه،
وأهل هذا الوصف هم الذين كتب الله في قلوبهم
الإيمان أي: رسمه وثبته وغرسه غرسا،
لا يتزلزل،
ولا تؤثر فيه الشبه والشكوك.
وهم الذين قواهم الله بروح منه
أي: بوحيه، ومعونته،
ومدده الإلهي وإحسانه الرباني.
وهم الذين لهم الحياة الطيبة في هذه الدار،
ولهم جنات النعيم في دار القرار،
التي فيها من كل ما تشتهيه الأنفس،
وتلذ الأعين، وتختار، ولهم أكبر النعيم وأفضله،
وهو أن الله يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا،
ويرضون عن ربهم بما يعطيهم
من أنواع الكرامات، ووافر المثوبات،
وجزيل الهبات، ورفيع الدرجات بحيث
لا يرون فوق ما أعطاهم مولاهم غاية،
ولا فوقه نهاية
وأما من يزعم أنه يؤمن بالله واليوم الآخر،
وهو مع ذلك مواد لأعداء الله،
محب لمن ترك الإيمان وراء ظهره،
فإن هذا إيمان زعمي لا حقيقة له،
فإن كل أمر لا بد له من برهان يصدقه،
فمجرد الدعوى،
لا تفيد شيئا ولا يصدق صاحبها.