مشاهدة النسخة كاملة : تفسير آية: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور}


نبراس القلم
01-27-2022, 03:05 AM
قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ * أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 38 - 41].
الغَرَض الذي سِيقَتْ له: توطين نفوس المؤمنين ببيان أنهم في حماية الله عز وجل، والإذن بقتال الكافرين، والبشارة بالنصر والتمكين.
ومناسبتها لما قبلَها: أنه لما أشار إلى ما كان من صد المشركين رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية عن البيت، وذكر جملة من أحكام حج البيت - بشَّر المؤمنين هنا بدفعه عنهم، ونصره لهم، وتمكينهم في الأرض، ويشمل ذلك تمكينهم مِن مكة.
وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ جملة مستأنفة لتوطين قلوب المؤمنين.
وصيغة المفاعلة هنا ليست على بابها من وقوع الفعل من الجانبين، بل هي بمعنى يدفع؛ كما قرئ به، فهي هنا على حدِّ قولك: عاقبت اللص، وإنما عبر بالمدافعة إما للمبالغة في الدفع عنهم، أو للدلالة على تكرر الدفع عنهم، ومفعول (يدافع) محذوف اختصارًا لدلالة المقام على تعينه.
وقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾ جملة مستأنفة لتقرير مضمون ما قبلها، فإن الجملة الأولى تدلُّ على أنَّ الله يحب المؤمنين الذين يدافع عنهم شرور أعدائهم، وتدل بمفهوم المخالفة على أن الله لا يحب الخائن الكافر ولا يدافع عنه، والتعبير بصيغة المبالغة في (خَوَّان كَفُور) لبيان الواقع، لا لإخراج من خان دون خيانتهم، أو كفر دون كفرهم.
وقوله: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ ﴾ إلى آخر الآية، هذه أول آية نزلتْ في إباحة القتال بعد الهجرة، ومعنى أُذن: رُخِّص وأُبيح.
وقد قرئ: ﴿ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ ﴾ بالبناء للمفعول، والمرادُ بهم المؤمنون الذين يقاتلهم المشركون.
وقرئ ﴿ يُقَاتِلُونَ ﴾ بالبناء للفاعل، فالمراد بالموصول المؤمنون الذين يريدون القتال ويحرصون عليه، والمأذون فيه محذوف لدلالة يقاتلون عليه، وتقديرُه: في أن يقاتلوا.
وقوله: ﴿ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ﴾ تعليل للإيذان بالقتال، فـ(الباء) متعلقة بـ(أُذِن) وهي للسببية؛ أي: بسبب أنهم مَظلومون.
وقوله: ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴾، وَعْدٌ بالنصر وتأكيد لما مَرَّ مِن المدافعة أيضًا.
وقوله: ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ ﴾ بيان لبعض ما ظلموا به.
ويجوز أن يكون الموصول في محل جر؛ نعتًا للموصول السابق، أو بيانًا له، أو بدلًا منه.
ويجوز أ ن يكون في محل نصب بأعني أو أمدح.
ويجوز أن يكون في محل رفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف.
والمراد بـ(ديارهم) مكة المُعظَّمة، وإنما قال: ﴿ أُخْرِجُوا ﴾ بالبناء للمفعول للدلالة على أن المؤمنين أُكرهوا على الخروج من مكة، ولولا ذلك لم يخرجوا.
وقوله: ﴿ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ﴾؛ أي: إنهم أخرجوهم مِن ديارهم بلا سبب للإخراج إلا لقولهم: ربنا الله، فـ(إلا) بمعنى لكن، وهذا الأسلوب البلاغي هو المعروف بتأكيد المدح بما يُشبه الذم على حد قوله تعالى: ﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [البروج: 7] وعلى حد قول الشاعر:
ولا عيبَ فيهم غير أنَّ سيوفَهم *** بهنَّ فلولٌ مِن قراعِ الكتائبِ
وقوله تعالى: ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ... ﴾ إلى آخر الآية؛ أي: ولولا دَفْعُ الله أهل الشرك بالمؤمنين لعُطِّلتْ مواضعُ العبادة؛ يعني: مواضع عبادة المؤمنين من أهل الأديان المشار إليها في زمن قيام شرائعهم؛ أي: إنما شرع لكل نبي جهاد أعدائه حتى لا تهدم أماكن عبادتهم، وحتى تكون كلمة الله هي العليا.
(والصوامع) جمع: صومعة، وهي موضعُ عبادة الرهبان بالصحراء.
(البِيَع) جمع: بَيعة، وهي موضع عبادة القسِّيسين ومَن معهم من أتباع عيسى بالبلدان.
والمراد بـ(الصلوات) مواضع عبادة أتباع موسى عليه السلام.
و(المساجد) أماكن عبادة المسلمين أتباع محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.
والترتيب في ذكر هذه المواضع للترقي من الأدنى للأعلى.
وقوله: ﴿ بَعْضَهُمْ ﴾ هي بدل من الناس، بدل بعض مِن كل.
وقوله: ﴿ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ﴾ صفة للمساجد أو لجميع المذكورات، وانتصاب: ﴿ كَثِيرًا ﴾ على أنه صفة لمصدر محذوف؛ أي: ذكرًا كثيرًا.
ويستدلُّ بقوله: ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ﴾ إلى آخر الآية على بطلان قول مَن قال: إن الجهاد لم يشرع إلا للدفاع عن النفس فقط؛ لأنه علل هنا الدفع بأنه لإفساح المجال لذكر الله.
وقوله: ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾؛ أي: والله ليؤيدن الله من يؤيد دينه وأولياءه.
وقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ جملة اعتراضية تذييلية لتقرير مضمون الوعد بالنصرة، و(القوي) القادر، و(العزيز) الغالب، ومَن كان متصفًا بهذا فمن نصره فهو المنصور، ومن قهره فهو المقهور.
وقوله: ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ وصف لـ(مَنْ) في قوله: ﴿ مَنْ يَنْصُرُهُ ﴾، وما بينهما اعتراض، وعلى هذا فالموصول في محل نصب.
وقيل: الموصول في محل جر صفة للذين يقاتلون.
وعلى كلٍّ، فمن كانت هذه صفتُه كان متأهلًا لنصرة الله تعالى في كل زمان أو مكان، ومَن عرِّي عن هذه الصفة أو حاربها كان حريًّا بالذلة والهوان والخذلان.
ومعنى ﴿ مَكَّنَاهُمْ في الأَرْضِ ﴾: جعلنا لهم الغلَبَة والسلطان فيها.
وقوله: ﴿ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾؛ أي: ومَرَدُّ جميع الأمور ومرجعها وتدبيرها لله عز وجل وحده لا إلى غيره، والجملةُ تأكيد لوعده الكريم بإظهار أوليائه وإعلاء كلمته.
الأحكام:
1) جواز وصف الله تعالى بأنه يحب ويبغض.
2) لا يجوز حب الخائن الكافر.
3) مشروعية الجهاد للدفاع عن النفس.
4) مشروعية الجهاد لإعلاء كلمة الله.
5) الإكراه على الهجرة لا ينقص قدر المهاجر.
6) لا يجوز إخراج أحد من داره بغير حق.
7) بطلان قول من قال: إن الجهاد لم يشرع إلا للدفاع عن النفس فقط.
8) وجوب تأييد دين الله وأوليائه.
9) وجوب إقامة الصلاة.
10) وجوب إيتاء الزكاة.
11) وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
12) يجب أن يكون التشريع لله وحده.
الشيخ عبد القادر شيبة الحمد

مستريح البال
01-27-2022, 06:31 AM
جزاك الله خير الجزاء
رزقك المولى الجنة ونعيمها
وجعل ما كُتِبَ في موازين حسناتك
ورفع الله قدرك في الدنيا والآخرة
وأجـزل لك العطاء
مودتي لك

لذة مطر ..!
01-27-2022, 11:43 AM
جزاك الله خير ونفع بك ..

انثى برائحة الورد
01-27-2022, 02:31 PM
https://2.bp.blogspot.com/-PreHg1ql-5Y/VsCA2Oto44I/AAAAAAAAGNg/-WI2k7c-YOE/s1600/245729.gif

شايان
01-29-2022, 05:51 PM
https://sites.google.com/site/ghnayemyasmeen/_/rsrc/1467376974223/home/hamsmasry-b363769d08.gif

نهيان
01-30-2022, 04:29 PM
جزاك الله عنا بخير الجزاء
والدرجة الرفيعه من الجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في ميزان حسناتك

شموح طفله
01-30-2022, 04:51 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/13843417757.gif