مشاهدة النسخة كاملة : الآيات الدالة على فضائل القرآن


مستريح البال
02-10-2022, 08:11 PM
القرآن العظيم هو كتاب الله المبين، والتنزيل الحكيم، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فلقد أُحكمت آياته ثم فصِّلت من لدن حكيم خبير؛ لِيُخرج الله بها الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط مستقيم، وهو الحقُّ القاطع والنور الساطع المستقيم، والمنهج القويم الذي فرض الله على العباد أن يؤمنوا به، ويهتدوا بهديه، وينتهجوا سبيله، ويلزموا طريقه في الأقوال والأعمال، وسائر الشؤون والأحوال، ولم ينزل سِفرًا في التاريخ أو العلوم أو الأدب أو غيرها من المعارف الإنسانية، وإنما نزل لهداية البشرية جمعاء، ويُعد أدق وثيقة سماوية بين يدي المجتمع البشري
القرآن كلام اللهِ المُنزَّل:
كفى بالقرآن العظيم فضلًا وشرفًا أنه كلام العليم الحكيم تبارك وتعالى، منه بدأ وإليه يعود، قال سبحانه: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 6]. تفيد هذه الآية الكريمة أن القرآن المتلوَّ المسموع المكتوب بين دفتي المصحف هو كلام الله على الحقيقة، وليس هو حكاية لكلام الله. وإضافته إلى الله عزّ وجل تدلُّ على أنه صفةٌ له قائمةٌ به، وليست كإضافة البيت أو الناقة؛ فإنها إضافة معنى إلى الذَّات
فمن فضل القرآن أنه كلام ربِّ العالمين غير مخلوق، كلامُ مَنْ ليس كمثله شيء، والله تعالى يقول: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ [الحشر: 21]، فأين قوة القلوب من قوة الجبال؟ ولكن الله رزق عباده من القوة على حمله ما شاء أن يرزقهم فضلًا منه ورحمة [3]


القرآن يهدي للتي هي أقوم:
قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9]. «ذَكَرَ جَلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة أنَّ هذا القرآن العظيم الذي هو أعظم الكتب السَّماوية، وأجمعها لجميع العلوم، وآخرها عهدًا بربِّ العالمين جلَّ وعلا: ﴿ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾؛ أي: يهدي للطَّريقة التي هي أسدُّ وأعدل وأصوب. وهذه الآية العظيمة أجمل الله جلَّ وعلا فيها جميع ما في القرآن من الهدى إلى خير الطرق وأعدلها وأصوبها، فلو تتبَّعنا تفصيلها على وجه الكمال لأتينا جميع القرآن العظيم، لشمولها لجميع ما فيه من الهدى إلى خير الدنيا والآخرة»[8].

القرآن كتاب مبارك:
وَصَفَ الله تعالى كتابه العظيم بأنه مبارك في أربعة مواضع، وهي: قوله تعالى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾ [الأنعام: 92]؛ وقوله: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأنعام: 155]؛ وقوله: ﴿ وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 50]؛ وقوله: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29].
قرآن مباركٌ في أصله؛ لأنه كلام الله، ومبارك في حامله - جبريل عليه السلام - ومبارك في محلِّه - قلبِ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - ومبارك في حجمه ومحتواه، فإنْ هو إلاَّ صفحات قلائل بالنسبة لضخامة الكتب التي يكتبها البشر، لكنه يحتوي في كلِّ آية منه ما لا تحتويه عشرات من هذه الكتب الضِّخام، ومبارك في تلاوته، ومبارك في علومه، ومبارك في معانيه ودلالاته، ومبارك في آثاره.

القرآن تبيانٌ لكل شيء:
قال الله تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ﴾ [النحل: 89]. «قال ابن مسعود رضي الله عنه: وقد بيَّن لنا في هذا القرآن كل علم، وكل شيء. وقال مجاهد رحمه الله: كل حلال وحرام. وقول ابن مسعود أعمُّ وأشمل؛ فإنَّ القرآن اشتمل على كلِّ علم نافع مِنْ خبر ما سبق، وعلم ما سيأتي، وحُكْمِ كلِّ حلال وحرام، وما الناس إليه محتاجون في أمر دنياهم ودينهم، ومعاشهم ومعادهم»[18].

هدى ورحمة وبشرى للمسلمين:
قال تعالى عن القرآن أنه: ﴿ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 89]. «وخَصَّ بالذِّكر الهدى والرَّحمة والبُشرى لأهميتها: فالهدى: ما يرجع من التِّبيان إلى تقويم العقائد والأفهام والإنقاذ من الضلال. والرَّحمة: ما يرجع منه إلى سعادة الحياتين الدُّنيا والأخرى. والبُشرى: ما فيه من الوعد بالحُسنيين الدُّنيوية والأُخروية. وكل ذلك للمسلمين دون غيرهم؛ لأنَّ غيرهم لَمَّا أعرضوا عنه حَرموا أنفسهم الانتفاع بخواصِّه كلِّها»[22]

القرآن بصائر للمؤمنين:
قال الله تعالى عن القرآن: ﴿ هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 203]. البصائر: جمع بصيرة وهي التي يظهر بها الحق، والآية فيها تنويه بشأن القرآن، وأنه خير من الآيات التي يسألونها؛ لأنه يجمع بين الدَّلالة على صِدْق الرسول بواسطة دلالة الإعجاز وصدوره عن الأمي، وبين الهداية والتعليم والإرشاد، والبقاء على مَرِّ العصور


القرآن نور:
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 174]؛ وقال تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [إبراهيم: 1]. سُمِّي القرآن نورًا؛ لأنه يُضيء الحقَّ ويُحيل ظلمات الجهل والشك والشرك والكفر والأخلاق السَّيئة وأنواع المعاصي إلى نور العلم والإيمان والأخلاق الحسنة


القرآن حياةٌ للمستجيبين له:
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال: 24]. فالحياة النافعة تحصل بالاستجابة لله ولرسوله، فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت حياة بهيمية، مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات. قال قتادة رحمه الله في قوله: ﴿ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ هو هذا القرآن، فيه الحياة والثَّقة والنَّجاة والعصمة في الدنيا والآخرة

شايان
02-12-2022, 02:58 PM
https://2img.net/h/i825.photobucket.com/albums/zz177/habataca1/goodwayinlife/goodwayinlifecom25.gif

نهيان
02-12-2022, 03:38 PM
جزاك الله بخير الجزاء والجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في ميزان حسناتك

انثى برائحة الورد
02-12-2022, 04:41 PM
موضوع في قمة الروعــــــــة
جزاك الله خيرا
و نفعك و نفع بك جميع المسلمين

لذة مطر ..!
02-13-2022, 08:57 AM
جزاك الله خير ونفع بك ..
وجعله في موازين حسناتك ..

عطر الزنبق
02-13-2022, 07:23 PM
بارك الله فيك على الطرح الطيب
وجزاك الخير كله ..
واثابك ورفع من قدرك
ووفقك الله لمايحبه ويرضاه
دمت بحفظ الله ورعايته

مستريح البال
02-18-2022, 06:16 AM
شكراً لمرروكم الذي عطر المكان
دمتم بكل خير