مشاهدة النسخة كاملة : هكذا صنعت اية قرانية امجاد الامة


انثى برائحة الورد
02-27-2022, 07:01 PM
"واعتصموا بحبل الله جميعا"

إن من يقلب صفحات التاريخ القديم والحديث، يجد أن ما من أمة سيطرت وتوسع نفوذها وبسطت سلطانها، إلا بعد أن اتحدت فقويت واستتب لها الأمن من الداخل، واستطاعت أن ترهب أعداءها من الخارج· وخير مثال على ذلك الدولة الإسلامية في عهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وخلفائه من بعده، وبعد ذلك خلال حكم الدولة الأموية، ومن بعدها الدولة العباسية، وأما الدول غير المسلمة فنجد الإمبراطورية البريطانية وتوسعاتها، وكذلك فرنسا فكانتا قوتين عظميين في وقت من الأوقات·
فإذا كان هذا هو ديدن أي أمة أو دولة، كانت لها الكلمة العليا والسلطان النافذ حتى لو كانت كافرة، أليس من الأولى أن تعتبر أمة الإسلام أو الدول الإسلامية، وتسير على نهج دينها القويم الذي لم يترك صغيراً أو كبيراً إلا ووضحه وبينه، وما من خير إلا ودلهما عليه، وما من شر إلا ونهاها عنه، وجاءت السنة النبوية المشرفة زيادة في الإيضاح والتفسير، وكل ذلك من أجل خير الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة·
فأما كتاب ربنا عز وجل فقد جاء فيه: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً، فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا، وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ، فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)· {آل عمران آية 103}، وقوله تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)· {الأنفال آية 46}.

وصايا نبوية
وأما السنة فقد جاء فيها قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى) متفق عليه· وفيها: (··· فإنما يأكل الذنب من الغنم القاصية) {رواه أبو داود وغيره، وصححه العلماء ومنهم الألباني}، وفي المأثور من الحكم (الاتحاد قوة والتفرق ضعف)·
وإذا كان العاقل هو الذي يتعظ بغيره، فلم لا يتعظ المسلمون من أسلافهم؟ ولم لا يسيرون على منهج نبيهم خير الورى - صلى الله عليه وسلم - الذي ساد الدنيا، وكان أميَّا لا يقرأ ولا يكتب، وإنما ساد الدنيا بإصلاح الإنسان أولاً الذي هو لبنة المجتمع، وبه استطاع أن يبني مجتمعاً قويا طاهرا عفيفا قنوعا، اشترى آخرته بدنياه، فطابت له الدنيا ونعم بها، رغم بساطتها وضَمِن بفضل من الله الآخرة التي هي رجاء كل امرئ مسلم؟ فالدنيا كما أخبرنا رسولنا الكريم: (لا تزن أو (لا تعدل) عند الله جناح بعوضة)رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني·
فعلام يلهث الإنسان وراء المضمون وهو الرزق، ويترك المطلوب منه، وهو العمل للدار الآخرة، مع عدم نسيان نصيبه من الدنيا، فيوازن بين حاجات الجسد وحاجات الروح؟
ولِمَ يسع الإنسان جاهدا من أجل جمع المال وكنز الذهب والفضة والعقارات والسيارات···إلخ، قاطعا في سبيل ذلك الأرحام، مرتكبا المخالفات، هادما مجتمعه، محدثا ثغرة في دينه يدخل الأعداء من خلاله من أجل عرض زائل (الدنيا)؟!

أين أنتم من هذا الخير؟
أمَا آن لأمة محمد _ صلى الله عليه وسلم _ أن تتحد وتؤوب إلى رشدها، قبل أن يفوت الأوان، وقبل أن تندم ولا ينفعها الندم؟!
هل في العمل كوحدة وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية من معضلة تؤرق بني آدم فلا يستطيعون حلها؟
إن البدايات خير شاهد على النهايات، فمتى صلحت النيات وأخلص العباد العمل لرب العالمين، وأحب كل فرد لأخيه ما يحب لنفسه، وصل المجتمع إلى الاتحاد والقوة والمنعة، وهابه أعداؤه والمتربصون به في الداخل والخارج·
إن مطلب الاتحاد من أجل القوة ليس بعزيز، والاعتصام بكتاب الله ميسر لمن أراد أن يتمسك به، ويعمل بما فيه، فالسعادة كل السعادة في اتباع منهج الله القويم في كتابه العزيز الذي (لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) {فصلت آية 42}· إضافة إلى العمل بسنة المصطفى _ صلى الله عليه وسلم _ الصحيحة؛ حتى نعيد لأمتنا سابق عهدها من القوة والغلبة والنصر والتمكين، ويثق المسلم بقدراته ويكون عامل بناء لأمته، لا معول هدم، وأهم من ذلك كله، أن تعود العزة للمسلمين ويقضوا على أعدائهم الذين استضعفوهم واستذلوهم ولم يهابوهم لهوانهم على أنفسهم، فهانوا على غيرهم، فليتنا نعود إلى الاعتصام والاتحاد سريعاً ونحقق شروطه وأسبابه حتى تسمو أمتنا، ويعز أبناؤها ونحقق قول ربنا (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) {آل عمران من آية 110}·

شروط الاتحاد
ففي رأيي أن الاتحاد الحقيقي لا يتحقق إلا إذا توافرت شروط منها:
العودة إلى الكتاب والسنة، والعمل بما فيهما مع أخذ متغيرات العصر في الاعتبار·
إنزال الناس منازلهم، خاصة العلماء، كلٌّ في تخصصه، والأخذ برؤاهم ومشورتهم·
الوقوف على ما وصل إليه العلم الحديث والبناء عليه، حتى نبدأ مما انتهى إليه الآخرون·
اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية، دون مجاملة أو محاباة·
العمل دائما بروح الفريق الواحد، في سبيل الوصول إلى الهدف فهذا هو الأهم، وليس مهما من قام بالعمل أو من سيسطر باسمه·
توفير كل الإمكانات المادية والمعنوية اللازمة لبناء إنسان قادر على النهوض والتقدم لبلده حتى يجعله في مصاف البلدان التي يشار إليها بالبنان في الرقي والحضارة والرفاهة·
القضاء على العصبية والقبلية الممقوتة، والتركيز على ما يقدمه الإنسان أي إنسان من خير وتطور لبلده، فالتغني بالأنساب والألقاب لم يعلِ لبلد شأنا ولم يرتقِ به، وإنما زاده تخلفا وتأخرا·
البدء بالتعليم ثم الصحة لبناء أجيال واعية سليمة، فعار على أمة (اقرأ) أن تكون جاهلة! تعاني الأمراض المستعصية وتنتظر غيرها كي يعالجها!
ما تقدم هو غيض من فيض، مقترحات وحلول لعله يلقي حجرا في ماء البيروقراطية والمحسوبية الآسن، فتكون بداية لعهد جديد، يملؤه الأمل وسمته الاتحاد والقوة في كل شيء

مستريح البال
02-28-2022, 04:01 AM
جزاك الله خير الجزاء
ورفع قدرك في السماء
ورزقك الجنه ونفع بك
وبطرحك القييم بارك الله فيك

نبراس القلم
02-28-2022, 10:31 AM
جزاك الله خيرا
وبارك المولى بجهودك
يعطيك العافية

شايان
02-28-2022, 11:16 AM
جزاك الله عنا وعنك الخير
ونفع بك الاسلام والمسلمين
وجعلها في ميزان حسناتك

نهيان
02-28-2022, 11:32 AM
جزاك الله بخير الجزاء والجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في ميزان حسناتك

ضي القمر
02-28-2022, 11:33 AM
بارك الله فيك
وجزاك عنا خير الجزاء
ونفع بطرحك الطيب وجعله بموازين اعمالك يارب
دمت بحفظ الرحمن

انثى برائحة الورد
03-01-2022, 08:23 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/13844409149.gif (https://upload.3dlat.com/)

شغف
03-03-2022, 09:27 AM
جزاك الله خير
و بارك بعلمك و عملك

جيفارا
03-12-2022, 01:00 AM
اشكرك على النقل المميز

انثى برائحة الورد
03-16-2022, 06:48 PM
https://www.dreamboxgate.com/imgcache/2014/251254_dreambox-sat.com.gif (https://www.dreamboxgate.com/407614/%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89-2015-%D8%B5%D9%88%D8%B1/)