انثى برائحة الورد
03-13-2022, 06:48 PM
قال - تعالى - له: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين
للناس ما نزل إليهم} [النحل: 44].
فبين ما أنزل الله لفظه ومعناه فصار معاني القرآن التي اتفق
عليها المسلمون اتفاقا ظاهرا مما توارثته الأمة عن نبيها كما توارثت
عنه ألفاظ القرآن فلم يكن - ولله الحمد - فيما اتفقت عليه الأمة
شيء محرف مبدل من المعاني فكيف بألفاظ تلك المعاني.
فإن نقلها والاتفاق عليها أظهر منه في الألفاظ فكان الدين
الظاهر للمسلمين الذي اتفقوا عليه مما نقلوه عن نبيهم لفظه
ومعناه فلم يكن فيه تحريف ولا تبديل لا للفظ ولا للمعنى بخلاف
التوراة والإنجيل فإن من ألفاظها ما بدل معانيه وأحكامه
اليهود والنصارى أو مجموعهما تبديلا ظاهرا مشهورا في
عامتهم كما بدلت اليهود ما في الكتب المتقدمة من البشارة
بالمسيح ومحمد صلى الله عليهما وسلم، وما في التوراة
من الشرائع وأمره في بعض الأخبار.وكما بدلت النصارى
كثيرا مما في التوراة والنبوات من الأخبار ومن الشرائع التي
لم يغيرها المسيح، فإن ما نسخه الله على لسان المسيح
من التوراة يجب اتباع المسيح فيه.وأما ما بدل بعد المسيح
مثل استحلال لحم الخنزير وغيره مما حرمه الله ولم يبحه المسيح
ومثل إسقاط الختان ومثل الصلاة إلى المشرق (وزيادة الصوم
ونقله من زمان إلى زمان) واتخاذ الصور في الكنائس وتعظيم
الصليب واتباع الرهبانية، فإن هذه كلها شرائع لم يشرعها
نبي من الأنبياء لا المسيح، ولا غيره خالفوا بها شرع الله الذي
بعث به الأنبياء من غير أن يشرعها الله على لسان نبي.
الوجه الثالث أن القرآن قد ثبت بالنقل المتواتر المعلوم بالضرورة -
للموافق والمخالف - أن محمدا - صلى الله عليه وسلم -
كان يقول إنه كلام الله لا كلامه وأنه مبلغ له عن الله وكان
يفرق بين القرآن وبين ما يتكلم به من السنة وإن كان ذلك
مما يجب اتباعه فيه تصديقا وعملا.
فإن الله أنزل عليه الكتاب والحكمة وعلم أمته الكتاب
والحكمة كما قال - تعالى -:{لقد من الله على المؤمنين
إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته
ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة} [آل عمران: 164].
وقال - تعالى -:{واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل
عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به} [البقرة: 231].
وقال - تعالى -:{وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك
ما لم تكن تعلم} [النساء: 113].
وقال - تعالى -:{واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة}
[الأحزاب: 34].وقال - تعالى -: عن الخليل وابنه إسماعيل.{ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا
وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم} [البقرة: 128] (128)
{ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك
ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم} [البقرة: 129].
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ألا إني أوتيت الكتاب
ومثله معه» فكان يعلم أمته الكتاب وهو القرآن العزيز الذي أخبرهم أنه كلام الله لا كلامه وهو الذي قال عنه: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن
على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان
بعضهم لبعض ظهيرا} [الإسراء: 88].
وهو الذي شرع لأمته أن تقرأه في صلاتهم فلا تصح
صلاة إلا به وعلمهم مع ذلك الحكمة التي أنزلها الله
عليه وفرق بينها وبين القرآن من وجوه.
منها: أن القرآن معجز.ومنها: أن القرآن هو الذي
يقرأ في الصلاة دونها.ومنها: أن ألفاظ القرآن
العربية منزلة على ترتيب الآيات
فليس لأحد أن يغيرها باللسان العربي باتفاق المسلمين
ولكن يجوز تفسيرها باللسان العربي وترجمتها بغير العرب.
وأما تلاوتها بالعربي بغير لفظها، فلا يجوز باتفاق المسلمين،
بخلاف ما علمهم من الحكمة فإنه ليس حكم ألفاظها حكم ألفاظ
القرآن ومنها: أن القرآن لا يمسه إلا طاهر، ولا يقرأه الجنب
كما دلت عليه سنته عند جماهير أمته، بخلاف ما ليس بقرآن.
والقرآن تلقته الأمة منه حفظا في حياته، وحفظ القرآن جميعه
في حياته غير واحد من أصحابه وما من الصحابة إلا من حفظ
بعضه وكان يحفظ بعضهم ما لا يحفظه الآخر فهو جميعه منقول
سماعا منه بالنقل المتواتر وهو يقول إنه مبلغ له عن الله
وهو كلام الله لا كلامه.وفي القرآن - ما يبين أنه كلام الله -
نصوص كثيرة وكان الذين رأوا محمدا - صلى الله عليه وسلم -
ونقلوا ما عاينوه من معجزاته وأفعاله وشريعته وما سمعوه
من القرآن وحديثه ألوفا مؤلفة أكثر من مائة ألف رأوه وآمنوا به.
وأما الأناجيل التي بأيدي النصارى: فهي أربعة أناجيل إنجيل
متى ويوحنا ولوقا ومرقس وهم متفقون على أن لوقا
ومرقس لم يريا المسيح، وإنما رآه متى ويوحنا،
وأن هذه المقالات الأربعة التي يسمونها الإنجيل،
وقد يسمون كل واحد منهم إنجيلا، إنما كتبها هؤلاء
بعد أن رفع المسيح، فلم يذكروا فيها أنها كلام الله،
ولا أن المسيح، بلغها عن الله، بل نقلوا فيها أشياء
من كلام المسيح، وأشياء من أفعاله ومعجزاته.
وذكروا أنهم لم ينقلوا كل ما سمعوه منه ورأوه فكانت
من جنس ما يرويه أهل الحديث والسير والمغازي عن النبي -
صلى الله عليه وسلم - من أقواله وأفعاله التي ليست قرآنا.
فالأناجيل التي بأيديهم شبه كتاب السيرة وكتب الحديث
أو مثل هذه الكتب وإن كان غالبها صحيحا.
وما قاله - عليه السلام - فهو مبلغ له عن الله يجب فيه تصديق
خبره وطاعة أمره كما قاله الرسول من السنة فهو يشبه ما قاله
الرسول من السنة فإن منها ما يذكر الرسول أنه قول الله كقوله.
يقول الله - تعالى -: «من عادى لي وليا فقد آذنت بالحرب»
ونحو ذلك ومنها ما يقوله هو ولكن هو أيضا مما أوحاه الله إليه،
فمن أطاع الرسول فقد أطاع الله، فهكذا ما ينقل في الإنجيل
وهو من هذا النوع فإنه كان أمرا من المسيح فأمر المسيح
أمر الله ومن أطاع المسيح فقد أطاع الله.
وما أخبر به المسيح عن الغيب فالله أخبره به فإنه معصوم
أن يكذب فيما يخبر به.وإذا كان الإنجيل يشبه السنة
المنزلة فإنه يقع في بعض ألفاظها غلط كما يقع في كتب السيرة،
وسنن أبي داود والترمذي وابن ماجه، ثم هذه الكتب
قد اشتهرت واستفاضت بين المسلمين (فلا يمكن أحدا -
بعد اشتهارها وكثرة النسخ بها - أن يبدلها كلها.
لكن في بعض ألفاظها غلط وقع فيها قبل أن تشتهر، فإن المحدث -
وإن كان عدلا - فقد يغلط) لكن ما تلقاه المسلمون
بالقبول والتصديق والعمل من الأخبار فهو مما يجزم جمهور
المسلمين بصدقه عن نبيهم.
للناس ما نزل إليهم} [النحل: 44].
فبين ما أنزل الله لفظه ومعناه فصار معاني القرآن التي اتفق
عليها المسلمون اتفاقا ظاهرا مما توارثته الأمة عن نبيها كما توارثت
عنه ألفاظ القرآن فلم يكن - ولله الحمد - فيما اتفقت عليه الأمة
شيء محرف مبدل من المعاني فكيف بألفاظ تلك المعاني.
فإن نقلها والاتفاق عليها أظهر منه في الألفاظ فكان الدين
الظاهر للمسلمين الذي اتفقوا عليه مما نقلوه عن نبيهم لفظه
ومعناه فلم يكن فيه تحريف ولا تبديل لا للفظ ولا للمعنى بخلاف
التوراة والإنجيل فإن من ألفاظها ما بدل معانيه وأحكامه
اليهود والنصارى أو مجموعهما تبديلا ظاهرا مشهورا في
عامتهم كما بدلت اليهود ما في الكتب المتقدمة من البشارة
بالمسيح ومحمد صلى الله عليهما وسلم، وما في التوراة
من الشرائع وأمره في بعض الأخبار.وكما بدلت النصارى
كثيرا مما في التوراة والنبوات من الأخبار ومن الشرائع التي
لم يغيرها المسيح، فإن ما نسخه الله على لسان المسيح
من التوراة يجب اتباع المسيح فيه.وأما ما بدل بعد المسيح
مثل استحلال لحم الخنزير وغيره مما حرمه الله ولم يبحه المسيح
ومثل إسقاط الختان ومثل الصلاة إلى المشرق (وزيادة الصوم
ونقله من زمان إلى زمان) واتخاذ الصور في الكنائس وتعظيم
الصليب واتباع الرهبانية، فإن هذه كلها شرائع لم يشرعها
نبي من الأنبياء لا المسيح، ولا غيره خالفوا بها شرع الله الذي
بعث به الأنبياء من غير أن يشرعها الله على لسان نبي.
الوجه الثالث أن القرآن قد ثبت بالنقل المتواتر المعلوم بالضرورة -
للموافق والمخالف - أن محمدا - صلى الله عليه وسلم -
كان يقول إنه كلام الله لا كلامه وأنه مبلغ له عن الله وكان
يفرق بين القرآن وبين ما يتكلم به من السنة وإن كان ذلك
مما يجب اتباعه فيه تصديقا وعملا.
فإن الله أنزل عليه الكتاب والحكمة وعلم أمته الكتاب
والحكمة كما قال - تعالى -:{لقد من الله على المؤمنين
إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته
ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة} [آل عمران: 164].
وقال - تعالى -:{واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل
عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به} [البقرة: 231].
وقال - تعالى -:{وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك
ما لم تكن تعلم} [النساء: 113].
وقال - تعالى -:{واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة}
[الأحزاب: 34].وقال - تعالى -: عن الخليل وابنه إسماعيل.{ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا
وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم} [البقرة: 128] (128)
{ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك
ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم} [البقرة: 129].
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ألا إني أوتيت الكتاب
ومثله معه» فكان يعلم أمته الكتاب وهو القرآن العزيز الذي أخبرهم أنه كلام الله لا كلامه وهو الذي قال عنه: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن
على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان
بعضهم لبعض ظهيرا} [الإسراء: 88].
وهو الذي شرع لأمته أن تقرأه في صلاتهم فلا تصح
صلاة إلا به وعلمهم مع ذلك الحكمة التي أنزلها الله
عليه وفرق بينها وبين القرآن من وجوه.
منها: أن القرآن معجز.ومنها: أن القرآن هو الذي
يقرأ في الصلاة دونها.ومنها: أن ألفاظ القرآن
العربية منزلة على ترتيب الآيات
فليس لأحد أن يغيرها باللسان العربي باتفاق المسلمين
ولكن يجوز تفسيرها باللسان العربي وترجمتها بغير العرب.
وأما تلاوتها بالعربي بغير لفظها، فلا يجوز باتفاق المسلمين،
بخلاف ما علمهم من الحكمة فإنه ليس حكم ألفاظها حكم ألفاظ
القرآن ومنها: أن القرآن لا يمسه إلا طاهر، ولا يقرأه الجنب
كما دلت عليه سنته عند جماهير أمته، بخلاف ما ليس بقرآن.
والقرآن تلقته الأمة منه حفظا في حياته، وحفظ القرآن جميعه
في حياته غير واحد من أصحابه وما من الصحابة إلا من حفظ
بعضه وكان يحفظ بعضهم ما لا يحفظه الآخر فهو جميعه منقول
سماعا منه بالنقل المتواتر وهو يقول إنه مبلغ له عن الله
وهو كلام الله لا كلامه.وفي القرآن - ما يبين أنه كلام الله -
نصوص كثيرة وكان الذين رأوا محمدا - صلى الله عليه وسلم -
ونقلوا ما عاينوه من معجزاته وأفعاله وشريعته وما سمعوه
من القرآن وحديثه ألوفا مؤلفة أكثر من مائة ألف رأوه وآمنوا به.
وأما الأناجيل التي بأيدي النصارى: فهي أربعة أناجيل إنجيل
متى ويوحنا ولوقا ومرقس وهم متفقون على أن لوقا
ومرقس لم يريا المسيح، وإنما رآه متى ويوحنا،
وأن هذه المقالات الأربعة التي يسمونها الإنجيل،
وقد يسمون كل واحد منهم إنجيلا، إنما كتبها هؤلاء
بعد أن رفع المسيح، فلم يذكروا فيها أنها كلام الله،
ولا أن المسيح، بلغها عن الله، بل نقلوا فيها أشياء
من كلام المسيح، وأشياء من أفعاله ومعجزاته.
وذكروا أنهم لم ينقلوا كل ما سمعوه منه ورأوه فكانت
من جنس ما يرويه أهل الحديث والسير والمغازي عن النبي -
صلى الله عليه وسلم - من أقواله وأفعاله التي ليست قرآنا.
فالأناجيل التي بأيديهم شبه كتاب السيرة وكتب الحديث
أو مثل هذه الكتب وإن كان غالبها صحيحا.
وما قاله - عليه السلام - فهو مبلغ له عن الله يجب فيه تصديق
خبره وطاعة أمره كما قاله الرسول من السنة فهو يشبه ما قاله
الرسول من السنة فإن منها ما يذكر الرسول أنه قول الله كقوله.
يقول الله - تعالى -: «من عادى لي وليا فقد آذنت بالحرب»
ونحو ذلك ومنها ما يقوله هو ولكن هو أيضا مما أوحاه الله إليه،
فمن أطاع الرسول فقد أطاع الله، فهكذا ما ينقل في الإنجيل
وهو من هذا النوع فإنه كان أمرا من المسيح فأمر المسيح
أمر الله ومن أطاع المسيح فقد أطاع الله.
وما أخبر به المسيح عن الغيب فالله أخبره به فإنه معصوم
أن يكذب فيما يخبر به.وإذا كان الإنجيل يشبه السنة
المنزلة فإنه يقع في بعض ألفاظها غلط كما يقع في كتب السيرة،
وسنن أبي داود والترمذي وابن ماجه، ثم هذه الكتب
قد اشتهرت واستفاضت بين المسلمين (فلا يمكن أحدا -
بعد اشتهارها وكثرة النسخ بها - أن يبدلها كلها.
لكن في بعض ألفاظها غلط وقع فيها قبل أن تشتهر، فإن المحدث -
وإن كان عدلا - فقد يغلط) لكن ما تلقاه المسلمون
بالقبول والتصديق والعمل من الأخبار فهو مما يجزم جمهور
المسلمين بصدقه عن نبيهم.