مستريح البال
09-10-2022, 06:05 PM
تفسير الآية
ثم مدحهم- سبحانه- بصفة أخرى فقال: وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ والأسحار جمع سحر، وهو الجزء الأخير من الليل.
أى، وكانوا في أوقات الأسحار يرفعون أكف الضراعة إلى الله- تعالى- يستغفرونه مما فرط منهم من ذنوب، ويلتمسون منه- تعالى- قبول توبتهم وغسل حوبتهم.
قال الإمام الرازي ما ملخصه: وفي الآية إشارة إلى أنهم كانوا يتهجدون ويجتهدون، ثم يريدون أن يكون عملهم أكثر من ذلك، وأخلص منه، ويستغفرون من التقصير، وهذه سيرة الكريم: يأتى بأبلغ وجوه الكرم ويستقله، ويعتذر من التقصير، واللئيم يأتى بالقليل ويستكثره.
وفيه وجه آخر ألطف منه: وهو أنه- تعالى- لما بين أنهم يهجعون قليلا، والهجوع مقتضى الطبع.
قال يَسْتَغْفِرُونَ أى: من ذلك القدر من النوم القليل.
ومدحهم بالهجوع ولم يمدحهم بكثرة السهر .
.
.
للإشارة إلى أن نومهم عبادة، حيث مدحهم بكونهم هاجعين قليلا، وذلك الهجوع أورثهم الاشتغال بعبادة أخرى، وهو الاستغفار .
.
.
في وجوه الأسحار، ومنعهم من الإعجاب بأنفسهم ومن الاستكبار.
.
.
» تفسير القرطبي: مضمون الآية
قوله تعالى : وبالأسحار هم يستغفرون مدح ثان ; أي يستغفرون من ذنوبهم ؛ قاله الحسن .
والسحر وقت يرجى فيه إجابة الدعاء .
وقد مضى في " آل عمران " القول فيه .
وقال ابن عمر ومجاهد : أي يصلون وقت السحر فسموا الصلاة استغفارا .
وقال الحسن في قوله تعالى : كانوا قليلا من الليل ما يهجعون مدوا الصلاة من أول الليل إلى السحر ثم استغفروا في السحر .
ابن وهب : هي في الأنصار ; يعني أنهم كانوا يغدون من قباء فيصلون في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم .
ابن وهب عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قالوا : كانوا ينضحون لناس من الأنصار بالدلاء على الثمار ثم يهجعون قليلا ، ثم يصلون آخر الليل .
الضحاك : صلاة الفجر .
قال الأحنف بن قيس : عرضت عملي على أعمال أهل الجنة فإذا قوم قد باينونا بونا بعيدا لا نبلغ أعمالهم كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وعرضت عملي على أعمال أهل النار فإذا قوم لا خير فيهم ، يكذبون بكتاب الله وبرسوله وبالبعث بعد الموت ، فوجدنا خيرنا منزلة قوما خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا
ثم مدحهم- سبحانه- بصفة أخرى فقال: وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ والأسحار جمع سحر، وهو الجزء الأخير من الليل.
أى، وكانوا في أوقات الأسحار يرفعون أكف الضراعة إلى الله- تعالى- يستغفرونه مما فرط منهم من ذنوب، ويلتمسون منه- تعالى- قبول توبتهم وغسل حوبتهم.
قال الإمام الرازي ما ملخصه: وفي الآية إشارة إلى أنهم كانوا يتهجدون ويجتهدون، ثم يريدون أن يكون عملهم أكثر من ذلك، وأخلص منه، ويستغفرون من التقصير، وهذه سيرة الكريم: يأتى بأبلغ وجوه الكرم ويستقله، ويعتذر من التقصير، واللئيم يأتى بالقليل ويستكثره.
وفيه وجه آخر ألطف منه: وهو أنه- تعالى- لما بين أنهم يهجعون قليلا، والهجوع مقتضى الطبع.
قال يَسْتَغْفِرُونَ أى: من ذلك القدر من النوم القليل.
ومدحهم بالهجوع ولم يمدحهم بكثرة السهر .
.
.
للإشارة إلى أن نومهم عبادة، حيث مدحهم بكونهم هاجعين قليلا، وذلك الهجوع أورثهم الاشتغال بعبادة أخرى، وهو الاستغفار .
.
.
في وجوه الأسحار، ومنعهم من الإعجاب بأنفسهم ومن الاستكبار.
.
.
» تفسير القرطبي: مضمون الآية
قوله تعالى : وبالأسحار هم يستغفرون مدح ثان ; أي يستغفرون من ذنوبهم ؛ قاله الحسن .
والسحر وقت يرجى فيه إجابة الدعاء .
وقد مضى في " آل عمران " القول فيه .
وقال ابن عمر ومجاهد : أي يصلون وقت السحر فسموا الصلاة استغفارا .
وقال الحسن في قوله تعالى : كانوا قليلا من الليل ما يهجعون مدوا الصلاة من أول الليل إلى السحر ثم استغفروا في السحر .
ابن وهب : هي في الأنصار ; يعني أنهم كانوا يغدون من قباء فيصلون في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم .
ابن وهب عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قالوا : كانوا ينضحون لناس من الأنصار بالدلاء على الثمار ثم يهجعون قليلا ، ثم يصلون آخر الليل .
الضحاك : صلاة الفجر .
قال الأحنف بن قيس : عرضت عملي على أعمال أهل الجنة فإذا قوم قد باينونا بونا بعيدا لا نبلغ أعمالهم كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وعرضت عملي على أعمال أهل النار فإذا قوم لا خير فيهم ، يكذبون بكتاب الله وبرسوله وبالبعث بعد الموت ، فوجدنا خيرنا منزلة قوما خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا