تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المترفون في كتاب الله تعالى.


عطر الزنبق
11-04-2023, 06:47 PM
المترفون في كتاب الله تعالى:

محمود الشال.


رجلٌ مُتْرَفٌ: غنيٌّ؛ مَن يعيش في بَحْبوحة عيشٍ.
مُتْرفون: مُنعَّمون، مُتَّبعون أهواءَ أنفسهم.
قاعدةٌ رئيسة، ومبدأ أساسي:
ï´؟ وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى ï´¾ [سبأ: 37].
(أ) تأمَّل كلمة المُتْرفين في كتاب الله تعالى:
1- قال تعالى: ï´؟ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ï´¾ [الإسراء: 16]؛ أي: أمَرْنا مترفيها بالطاعة، ففَسقوا فيها بمعصيتِهم اللهَ، وخلافِهم أمرَه![1]
2- وقال تعالى: ï´؟ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ï´¾ [سبأ: 34].
ما بُعِث نبيٌّ في قرية إلا كذَّبه مترفوها، واتَّبعه ضعفاؤهم![2]
3- وقال تعالى: ï´؟ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ï´¾ [الأنعام: 123].
كذلك جعلنا في كلِّ قرية عظماءَها مجرميها؛ يعني: أهلَ الشرك بالله والمعصيةِ له ï´؟ لِيَمْكُرُوا فِيهَا ï´¾ [الأنعام: 123] بغرورٍ من القول، أو بباطل من الفعل بدينِ الله وأنبيائه ï´؟ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ ï´¾ [الأنعام: 123]: أي: ما يحيقُ مكرُهم ذلك إلا بأنفسهم؛ لأن اللهَ تعالى ذكرَه من وراء عقوبتِهم على صدِّهم عن سبيله، ï´؟ وَمَا يَشْعُرُونَ ï´¾ [الأنعام: 123] ؛ يقول: لا يدرون ما قد أعدَّ الله لهم من أليمِ عذابه، فهم في غيِّهم وعتوِّهم على الله يتمادون[3].
(ب) حجَّتُهم الواهية تقليدٌ محض:
قال تعالى: ï´؟ وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ï´¾ [الزخرف: 23].
(ج) تأمَّل أقوالهم وهي من الفسق والإجرام:
قال قوم نوح: ï´؟ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ï´¾ [الشعراء: 111]، ï´؟ وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ ï´¾ [هود: 27]، وقال الكبراءُ من قومِ صالح: ï´؟ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ï´¾ [الأعراف: 75، 76]، وقال تعالى: ï´؟ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ï´¾ [الأنعام: 53].
ï´؟ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ * أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ï´¾ [الزخرف: 31، 32]؛ يعنون: لولا نُزِّل هذا القرآن على رجلٍ عظيم كبيرٍ مُبجَّل في أعينهم ï´؟ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ ï´¾؛ أي: مكة والطائف.

(د) مبدؤهم وعقيدتُهم وجزاؤهم على ما سوَّلت لهم أنفسهم:
ï´؟ وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ï´¾ [سبأ: 35]؛ أي: افتخروا بكَثْرة الأموالِ والأولاد، واعتقدوا أن ذلك دليلٌ على محبَّة الله لهم، واعتنائه بهم، وأنه ما كان ليعطيَهم هذا في الدنيا، ثم يُعذِّبَهم في الآخرة، وهيهاتَ لهم ذلك! قال الله: ï´؟ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ ï´¾ [المؤمنون: 55، 56]، وقال: ï´؟ فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ï´¾ [التوبة: 55]، وقال تعالى: ï´؟ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا * سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا ï´¾ [المدثر: 11 - 17].
وقد أخبر الله عن صاحبِ تلك الجنَّتين: أنه كان ذا مالٍ وولد وثمرٍ، ثم لم تُغْنِ عنه شيئًا، بل سُلِب ذلك كلُّه في الدنيا قبل الآخرة؛ ولهذا قال تعالى: ï´؟ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ï´¾ [سبأ: 36]؛ أي: يعطي المالَ لمَن يُحبُّ ومن لا يُحبُّ، فيُفقِر مَن يشاءُ ويُغني مَن يشاء، وله الحكمةُ التامَّة البالغةُ، والحجَّة الدَّامغة القاطعة
ï´؟ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ï´¾ [الأعراف: 187].

مستريح البال
11-05-2023, 02:19 AM
جزاك الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
أحترآمي لــ/سموك

عطر الزنبق
11-05-2023, 02:52 AM
اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستريح البال https://www.skoon-elqmar.com/vb/SKONQMR2022/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elqmar.com/vb/showthread.php?p=854966#post854966)
جزاك الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
أحترآمي لــ/سموك



ممتنة لهذا الحضور الجميل ..
لي الشرف..
اشكرك جزيل الشكر..

نهيان
11-06-2023, 10:23 PM
جزاكـ الله بخير الجزاء والجنه
باركـ الله فيكـ ونفع بكـ
وجعله في موازين حسناتكـ

عطر الزنبق
11-07-2023, 01:32 AM
اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهيان https://www.skoon-elqmar.com/vb/SKONQMR2022/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elqmar.com/vb/showthread.php?p=855421#post855421)
جزاكـ الله بخير الجزاء والجنه
باركـ الله فيكـ ونفع بكـ
وجعله في موازين حسناتكـ



ممتنة لهذا الحضور الجميل ..
لي الشرف..
اشكرك جزيل الشكر..

وردة
11-09-2023, 02:12 PM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك طرح رائع

عطر الزنبق
11-09-2023, 05:54 PM
اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة https://www.skoon-elqmar.com/vb/SKONQMR2022/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elqmar.com/vb/showthread.php?p=855811#post855811)
جزاك الله خير
وبارك الله فيك طرح رائع


https://i.pinimg.com/564x/f1/06/c8/f106c893aeeeadf2d27925b6abce9ff9.jpg

ايسل
11-18-2023, 03:28 PM
جزاك الله خيرا

انثى برائحة الورد
11-21-2023, 01:42 PM
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
سلمت أناملك على الطرح القيم

عطر الزنبق
11-24-2023, 08:12 PM
اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايسل https://www.skoon-elqmar.com/vb/SKONQMR2022/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elqmar.com/vb/showthread.php?p=857432#post857432)
جزاك الله خيرا



ممتنة لهذا الحضور الجميل ..
لي الشرف..
اشكرك جزيل الشكر..

عطر الزنبق
11-24-2023, 08:12 PM
اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انثى برائحة الورد https://www.skoon-elqmar.com/vb/SKONQMR2022/buttons/viewpost.gif (https://www.skoon-elqmar.com/vb/showthread.php?p=857837#post857837)
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
سلمت أناملك على الطرح القيم



ممتنة لهذا الحضور الجميل ..
لي الشرف..
اشكرك جزيل الشكر..