مستريح البال
11-05-2023, 07:18 PM
♦ الآية: ﴿ وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (59).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ ﴾: لمَّا سأل المشركون النبي صلى الله عليه وسلم أن يوسِّع لهم مكة، ويجعل الصَّفا ذهبًا، أتاه جبريل عليه السَّلام، فقال: إن شئتَ كان ما سألوا، ولكنَّهم إن لم يؤمنوا لم يُنظَروا، وإن شئتَ استأنيتَ بهم، فأنزَل الله تعالى هذه الآية، ومعناها: أنَّا لم نرسل بالآيات لئلا يُكذِّب بها هؤلاء، كما كذَّب الذين من قبلهم، فيستحقُّوا المعاجلة بالعقوبة، ﴿وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً﴾: آيةً مُضيئةً بيِّنةً، ﴿فَظَلَمُوا بِهَا﴾: جحَدوا أنَّها من الله سبحانه، ﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ﴾؛ أَي: العبر والدلالات، ﴿ إلاَّ تخويفًا﴾ للعباد لعلَّهم يخافون القادرَ على ما يشاء.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله: ﴿ وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ﴾؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْعَلَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَبًا، وَأَنْ يُنَحِّيَ الْجِبَالَ عَنْهُمْ، فَيَزْرَعُوا فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أَسَتَأْنِيَ بِهِمْ فَعَلْتُ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أُوتِيهِمْ مَا سَأَلُوا فَعَلْتُ، فَإِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا أَهْلَكْتُهُمْ كَمَا أَهْلَكْتُ من كان قبلهم من الأمم، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا بَلْ تَسْتَأْنِي بِهِمْ»، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ﴾ الَّتِي سَأَلَهَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ، ﴿إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ﴾، فَأَهْلَكْنَاهُمْ، فَإِنْ لَمْ يُؤَمِنْ قَوْمُكَ بَعْدَ إِرْسَالِ الآيات أهلكتُهم؛ لأن من سُنَّتِنا فِي الْأُمَمِ إِذَا سَأَلُوا الْآيَاتِ، ثم لم يؤمنوا بَعْدَ إِتْيَانِهَا - أَنْ نُهْلِكَهُمْ وَلَا نُمهِلَهم، وقد حكَمنا بإمهال هذه الأمة في العذاب، فَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿بلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ ﴾ [الْقَمَرِ: 46]، ثُمَّ قَالَ: ﴿ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً ﴾، مضيئة مبينة، ﴿ فَظَلَمُوا بِها ﴾؛ أَيْ: جَحَدُوا بِهَا أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، كَمَا قَالَ: ﴿ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ﴾ [الْأَعْرَافِ: 9]؛ أَيْ: يَجْحَدُونَ، وَقِيلَ: ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ بِتَكْذِيبِهَا، فعَاجَلْنَاهُمْ بِالْعُقُوبَةِ، ﴿ وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ ﴾؛ أَيِ: الْعِبَرِ وَالدَّلَالَاتِ، ﴿إِلَّا تَخْوِيفًا﴾، لِلْعِبَادِ لِيُؤْمِنُوا قَالَ قَتَادَةُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُخَوِّفُ النَّاسَ بِمَا شَاءَ مِنْ آيَاتِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ.
♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (59).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ ﴾: لمَّا سأل المشركون النبي صلى الله عليه وسلم أن يوسِّع لهم مكة، ويجعل الصَّفا ذهبًا، أتاه جبريل عليه السَّلام، فقال: إن شئتَ كان ما سألوا، ولكنَّهم إن لم يؤمنوا لم يُنظَروا، وإن شئتَ استأنيتَ بهم، فأنزَل الله تعالى هذه الآية، ومعناها: أنَّا لم نرسل بالآيات لئلا يُكذِّب بها هؤلاء، كما كذَّب الذين من قبلهم، فيستحقُّوا المعاجلة بالعقوبة، ﴿وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً﴾: آيةً مُضيئةً بيِّنةً، ﴿فَظَلَمُوا بِهَا﴾: جحَدوا أنَّها من الله سبحانه، ﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ﴾؛ أَي: العبر والدلالات، ﴿ إلاَّ تخويفًا﴾ للعباد لعلَّهم يخافون القادرَ على ما يشاء.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله: ﴿ وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ﴾؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْعَلَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَبًا، وَأَنْ يُنَحِّيَ الْجِبَالَ عَنْهُمْ، فَيَزْرَعُوا فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أَسَتَأْنِيَ بِهِمْ فَعَلْتُ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أُوتِيهِمْ مَا سَأَلُوا فَعَلْتُ، فَإِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا أَهْلَكْتُهُمْ كَمَا أَهْلَكْتُ من كان قبلهم من الأمم، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا بَلْ تَسْتَأْنِي بِهِمْ»، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ﴾ الَّتِي سَأَلَهَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ، ﴿إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ﴾، فَأَهْلَكْنَاهُمْ، فَإِنْ لَمْ يُؤَمِنْ قَوْمُكَ بَعْدَ إِرْسَالِ الآيات أهلكتُهم؛ لأن من سُنَّتِنا فِي الْأُمَمِ إِذَا سَأَلُوا الْآيَاتِ، ثم لم يؤمنوا بَعْدَ إِتْيَانِهَا - أَنْ نُهْلِكَهُمْ وَلَا نُمهِلَهم، وقد حكَمنا بإمهال هذه الأمة في العذاب، فَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿بلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ ﴾ [الْقَمَرِ: 46]، ثُمَّ قَالَ: ﴿ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً ﴾، مضيئة مبينة، ﴿ فَظَلَمُوا بِها ﴾؛ أَيْ: جَحَدُوا بِهَا أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، كَمَا قَالَ: ﴿ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ﴾ [الْأَعْرَافِ: 9]؛ أَيْ: يَجْحَدُونَ، وَقِيلَ: ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ بِتَكْذِيبِهَا، فعَاجَلْنَاهُمْ بِالْعُقُوبَةِ، ﴿ وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ ﴾؛ أَيِ: الْعِبَرِ وَالدَّلَالَاتِ، ﴿إِلَّا تَخْوِيفًا﴾، لِلْعِبَادِ لِيُؤْمِنُوا قَالَ قَتَادَةُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُخَوِّفُ النَّاسَ بِمَا شَاءَ مِنْ آيَاتِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ.