عطر الزنبق
06-15-2024, 04:45 AM
يوم عرفة بين الحرمان وعطاء الرحمن.
إنه يوم التاسع من ذي الحجة، أحد أيام الأشهر الحرم، وأحد أيام أشهر الحج، أحد الأيام المعلومات، وأحد الأيام المعدودات، وأحد الأيام العشر التي أقسم الله تعالى بها
﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴾ [الفجر: 1 - 3].
إن الليالي تتسارع والأيام تتوالي، والشهور تنقضي والأعوام تمضي سريعا وتنتهي؛ فضل الله بعضها علي بعض، فجعل منها مواسم للخيرات،
وأزمنة للطاعات، تقبل فيها القربات، وتزداد فيها الحسنات، وتكفر فيها الذنوب وتمحي السيئات،
ومن تلك الأزمنة العظيمة القدر الكثيرة الأجر يوم عرفة، أفضل أيام الدنيا،
وأحسن أيام العام، يوم الذكر والدعاء، يوم الشكر والثناء، يوم المباهاة والمناجاة، يوم المناداة بالمساواة،
يوم اذلال الشيطان وصغاره، يوم رجم إبليس وانكساره.
إنه يوم الوحدة، وحدة المسلمين فهم في عرفات الله يجتمعون ولقبلة واحدة
يتجهون ولكتاب واحد يقرأون ولأعمال واحدة يؤدون ولنبي واحد يتبعون ولرب واحد يعبدون،
﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 92].
إنه يوم الحج الأكبر، يذكرنا بيوم الجمع الأكبر، حيث تنتهي مجامع الناس،
ويحشر البشر كل البشر إلي رب البشر، مؤمنهم وكافرهم، قويهم وضعيفهم، غنيهم وفقيرهم، أبيضهم وأسودهم،
الرئيس والمرؤوس، الحاكم والمحكوم، ﴿ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ﴾ [هود: 103].
يذكر الناس كل عام باليوم الآخر؛ ليجمعوا أمرهم ويوحدوا صفهم ويعبدوا ربهم ويبنوا مجدهم،
ويزرعوا لآخرتهم، ويعملوا لمعادهم، فالناس ينسون والقدر معهم جاد، وينسون وكل ذرة من أعمالهم محسوبة،
كيف؟ ﴿ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المجادلة: 6].
إنه يوم الدعاء: قال صلى الله عليه وسلم:
« خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت - أنا والنبيون من قبلي
-: لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير»؛ رواه الترمذي وحسنه الألباني.
إنه يوم عالمي لإرساء حقوق الإنسان: قال صلي الله عليه وسلم وهو في صعيد عرفات:
« أي يوم أعظم حرمة؟»، قالوا: يومنا هذا، قال: « أي شهر أعظم حرمة؟»،
قالوا: شهرنا هذا، قال: « أي بلدٍ أعظم حرمة؟ »، قالوا: بلدنا هذا، قال:
« إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربَّكم، كحُرمة يومكم هذا، وحُرمة شهركم هذا...».
إنَّه يوم إكمال الدِّين وإتمام النعمة، ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه
أنَّ رجلًا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلتْ،
لاتَّخذنا ذلك اليوم عيدًا، قال: أيُّ آية؟ قال: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].
قال عمر: قد عرفْنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلتْ فيه على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو قائم بعَرَفة يوم الجمعة.
صومه: إنَّ صيامَه يكفِّر سنتين؛ فقد ورَدَ عن أبي قتادة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
سئل عن صوم يوم عرفة، فقال: « يُكفِّرُ السنة الماضية والسنة الباقية»؛ رواه مسلم.
يوم المباهاة والعتق من النار: قال صلي الله عليه وسلم:
« ما مِن يومٍ أكثر من أن يعتقَ الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنَّه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟ ».
وعن ابن عمر أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إنَّ الله -تعالى- يباهي ملائكته عشيَّة عرَفة بأهْل عرفة، فيقول:
انظروا إلى عبادي، أتوني شُعثًا غبرًا...؛ رواه أحمد، وصحَّحه الألباني.
إنه يوم الوداع: حيث ودع أعظم رسول أعظم أمة، لقد أنصتتِ الدنيا بأَسْرها؛ لتسمع كلامَ الصادق الأمين وهو يقول:
« أيها الناس، اسمعوا قولي؛ فإني لا أدري لعلِّي لا ألقاكم بعد عامي هذا.. ».
وعن جابر قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يرمي على راحلته يوم النَّحر ويقول:
« لتأخذوا مناسككم؛ فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه »؛ صحيح، رواه مسلم.
كان يلخص لأمته وللبشرية جمعاء مبادئ الرحمة والإنسانية، ويرسي لها دعائم السلم الاجتماعي والسلام الحقيقي،
ويقيم فيها أواصر المحبَّة والأخوَّة، ويغرس بأرضها روح التراحم والتعاون، ويوضح أمراض الجاهلية؛
«ألا إنَّ كلَّ شيءٍ من أمر الجاهليَّة تحت قدمي موضوع، دماء الجاهليَّة موضوعة، وربا الجاهلية موضوع».
أسَّس احترام المرأة وتكريمها وصيانتها، فهي جوهرة الإسلام اللامعة، ومدرسة المسلمين الخلاَّقة، وجامعة الإيمان المثمرة، إنْ فقهت دينها وعرفت ربها؛ قال - عليه الصَّلاة والسَّلام -:
« واستوصوا بالنساء خيرًا، إنهن عوان عندكم »؛ أي: أسيرات في بيوتكم، وصية عظيمة لرسول عظيم لأمة عظيمة، تلتزم بها وتهتدي بهديها المرأة.
كل ما سبق عطاء الرحمن لمن أراد أن يقتدي ويهتدي، أما الذين ينحرفون ويبتعدون فمصيرهم الحرمان من هدايا الرحمن،
ليس لهم غفران الذنوب ولا العتق من النيران، ولا شرف ان يباهي ربهم الملائكة بهم، وها هي المرأة بعيدًا عن هذه الوصايا
ذاقتْ أشدَّ العذاب تحت اسم حرية المرأة وبعيدًا عن هذه الوصايا تسقط المرأة إلى الهاوية، إلى الذل والرذيلة،
وتجرد من كلّ معاني الكرامة والشرف، تحت شعارات مزيفة وضعها الشيطان وصبَّها إبليس،
فكانت وبالًا وهلاكًا ودمارًا لمن حادَ عن سبيل الإسلام وابتعد عن طريق الرحمن.
اللهم ارزقنا حجًا مبرورًا وذنبا مغفورًا وسعيًا مشكورًا.
إنه يوم التاسع من ذي الحجة، أحد أيام الأشهر الحرم، وأحد أيام أشهر الحج، أحد الأيام المعلومات، وأحد الأيام المعدودات، وأحد الأيام العشر التي أقسم الله تعالى بها
﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴾ [الفجر: 1 - 3].
إن الليالي تتسارع والأيام تتوالي، والشهور تنقضي والأعوام تمضي سريعا وتنتهي؛ فضل الله بعضها علي بعض، فجعل منها مواسم للخيرات،
وأزمنة للطاعات، تقبل فيها القربات، وتزداد فيها الحسنات، وتكفر فيها الذنوب وتمحي السيئات،
ومن تلك الأزمنة العظيمة القدر الكثيرة الأجر يوم عرفة، أفضل أيام الدنيا،
وأحسن أيام العام، يوم الذكر والدعاء، يوم الشكر والثناء، يوم المباهاة والمناجاة، يوم المناداة بالمساواة،
يوم اذلال الشيطان وصغاره، يوم رجم إبليس وانكساره.
إنه يوم الوحدة، وحدة المسلمين فهم في عرفات الله يجتمعون ولقبلة واحدة
يتجهون ولكتاب واحد يقرأون ولأعمال واحدة يؤدون ولنبي واحد يتبعون ولرب واحد يعبدون،
﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 92].
إنه يوم الحج الأكبر، يذكرنا بيوم الجمع الأكبر، حيث تنتهي مجامع الناس،
ويحشر البشر كل البشر إلي رب البشر، مؤمنهم وكافرهم، قويهم وضعيفهم، غنيهم وفقيرهم، أبيضهم وأسودهم،
الرئيس والمرؤوس، الحاكم والمحكوم، ﴿ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ﴾ [هود: 103].
يذكر الناس كل عام باليوم الآخر؛ ليجمعوا أمرهم ويوحدوا صفهم ويعبدوا ربهم ويبنوا مجدهم،
ويزرعوا لآخرتهم، ويعملوا لمعادهم، فالناس ينسون والقدر معهم جاد، وينسون وكل ذرة من أعمالهم محسوبة،
كيف؟ ﴿ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المجادلة: 6].
إنه يوم الدعاء: قال صلى الله عليه وسلم:
« خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت - أنا والنبيون من قبلي
-: لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير»؛ رواه الترمذي وحسنه الألباني.
إنه يوم عالمي لإرساء حقوق الإنسان: قال صلي الله عليه وسلم وهو في صعيد عرفات:
« أي يوم أعظم حرمة؟»، قالوا: يومنا هذا، قال: « أي شهر أعظم حرمة؟»،
قالوا: شهرنا هذا، قال: « أي بلدٍ أعظم حرمة؟ »، قالوا: بلدنا هذا، قال:
« إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربَّكم، كحُرمة يومكم هذا، وحُرمة شهركم هذا...».
إنَّه يوم إكمال الدِّين وإتمام النعمة، ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه
أنَّ رجلًا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلتْ،
لاتَّخذنا ذلك اليوم عيدًا، قال: أيُّ آية؟ قال: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].
قال عمر: قد عرفْنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلتْ فيه على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو قائم بعَرَفة يوم الجمعة.
صومه: إنَّ صيامَه يكفِّر سنتين؛ فقد ورَدَ عن أبي قتادة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
سئل عن صوم يوم عرفة، فقال: « يُكفِّرُ السنة الماضية والسنة الباقية»؛ رواه مسلم.
يوم المباهاة والعتق من النار: قال صلي الله عليه وسلم:
« ما مِن يومٍ أكثر من أن يعتقَ الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنَّه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟ ».
وعن ابن عمر أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إنَّ الله -تعالى- يباهي ملائكته عشيَّة عرَفة بأهْل عرفة، فيقول:
انظروا إلى عبادي، أتوني شُعثًا غبرًا...؛ رواه أحمد، وصحَّحه الألباني.
إنه يوم الوداع: حيث ودع أعظم رسول أعظم أمة، لقد أنصتتِ الدنيا بأَسْرها؛ لتسمع كلامَ الصادق الأمين وهو يقول:
« أيها الناس، اسمعوا قولي؛ فإني لا أدري لعلِّي لا ألقاكم بعد عامي هذا.. ».
وعن جابر قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يرمي على راحلته يوم النَّحر ويقول:
« لتأخذوا مناسككم؛ فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه »؛ صحيح، رواه مسلم.
كان يلخص لأمته وللبشرية جمعاء مبادئ الرحمة والإنسانية، ويرسي لها دعائم السلم الاجتماعي والسلام الحقيقي،
ويقيم فيها أواصر المحبَّة والأخوَّة، ويغرس بأرضها روح التراحم والتعاون، ويوضح أمراض الجاهلية؛
«ألا إنَّ كلَّ شيءٍ من أمر الجاهليَّة تحت قدمي موضوع، دماء الجاهليَّة موضوعة، وربا الجاهلية موضوع».
أسَّس احترام المرأة وتكريمها وصيانتها، فهي جوهرة الإسلام اللامعة، ومدرسة المسلمين الخلاَّقة، وجامعة الإيمان المثمرة، إنْ فقهت دينها وعرفت ربها؛ قال - عليه الصَّلاة والسَّلام -:
« واستوصوا بالنساء خيرًا، إنهن عوان عندكم »؛ أي: أسيرات في بيوتكم، وصية عظيمة لرسول عظيم لأمة عظيمة، تلتزم بها وتهتدي بهديها المرأة.
كل ما سبق عطاء الرحمن لمن أراد أن يقتدي ويهتدي، أما الذين ينحرفون ويبتعدون فمصيرهم الحرمان من هدايا الرحمن،
ليس لهم غفران الذنوب ولا العتق من النيران، ولا شرف ان يباهي ربهم الملائكة بهم، وها هي المرأة بعيدًا عن هذه الوصايا
ذاقتْ أشدَّ العذاب تحت اسم حرية المرأة وبعيدًا عن هذه الوصايا تسقط المرأة إلى الهاوية، إلى الذل والرذيلة،
وتجرد من كلّ معاني الكرامة والشرف، تحت شعارات مزيفة وضعها الشيطان وصبَّها إبليس،
فكانت وبالًا وهلاكًا ودمارًا لمن حادَ عن سبيل الإسلام وابتعد عن طريق الرحمن.
اللهم ارزقنا حجًا مبرورًا وذنبا مغفورًا وسعيًا مشكورًا.