ريحانه
01-02-2025, 10:17 PM
الصحابي الصغير الذي تبرأ من عمه ، وكذّبه الصحابة فصدقه القرآن ..
عمير بن سعد رضي الله عنه !!
جلس النبي ﷺ مع أصحابه في المسجد ، يعلمهم ، ويربيهم ، ويزكيهم ، وانطلق شاب صغير مُلئ حكمة وإيماناً ، اسمه : عمير بن سعد ، رضي الله عنه ..
دخل على زوج أمه ، وكان عمير يناديه بـ (عمي)، وهو شيخ كبير في الستين من عمره ، ولكن النفاق في قلبه كالجبال ، يصلي مع الناس في المسجد ، ويصوم ويعتمر ، ولكنه مكذب بالرسالة والرسول.
فقال عمير بن سعد :
یا عماه ، سمعت الرسول ﷺ ، يخبرنا عن الساعة حتى كأني أراها رأي العين !"
فقال الجُلاس بن سويد (وهو زوج أمه) : "يا عمير والله إن كان محمد صادقاً ، فنحن شر من الحمير !"
فانتقع وجه عمير بن سعد ، واهتز جسمه ، وانتفض كیانه ، وقال :
" يا عم ، والله إنك كنت من أحب الناس إلى قلبي ،والله لقد أصبحت الآن أبغضهم إلى قلبي جميعاً !!..
ياعم ، أنا بين اثنتين : إما أن أخون الله ورسوله فلا أخبر الرسول ﷺ بما قلت ، وإما أن أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام وليكن ما يكون !".
(ولكن ما معنى كلمة الجُلاس هذه ؟
معناها : الكفر بلا إله إلا الله ، وعدم تصديق الرسول والاعتراض عليه ) .
قال الجُلاس بن سويد :
" أنت طفلٌ غرٌ لا يصدقك الناس ، فقل ما شئت !"..
فذهب عمير، وجلس أمام الرسول ﷺ ، وقال : یا رسول الله ، الجُلاس بن سوید ، خان الله ورسوله ،وهو عمي ، وقد تبرأت إلى الله ثم إليك منه ".
قال الرسول ، عليه الصلاة والسلام : " وماذا قال ؟"
" قال : لو كان محمد صادقاً ، لنحن شر من الحمير !!".
فجمع الرسول عليه الصلاة والسلام الصحابة ، واستشارهم في هذا الأمر ، فقالوا :
یا رسول الله ، هذا طفل صغير لا تصدقه ، فهو لا يعي ما يقول ، والجُلاس بن سويد يصلي معنا ، وهو شيخ كبير، وعاقل !"..
فسكت عليه الصلاة والسلام ، فظن الغلام ان الرسول سيكذبه .. وسالت دموع هذا الغلام ، وانتفض جسمه وأخذ يمسك بثوب النبي ويحلف انه قالها !!
واستدعى الرسول الجُلاس فسأله عن الكلمة ، فحلف بالله ما قالها ، فنزل الوحي على النبي عليه الصلاة والسلام : {يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم } ، أما أنت يا جُلاس ، فقد كفرت بالله ، فاستأنف توبتك ، فإن الله تعالى يقول :
{فإن يتوبوا يك خيراً لهم } [التوبة: 74]"
واستدعى الرسول عليه الصلاة والسلام عمير بن سعد وقال له : "مرحباً بالذي صدقه ربه من فوق سبع سموات ".
من كتاب - الدر المنثور
عمير بن سعد رضي الله عنه !!
جلس النبي ﷺ مع أصحابه في المسجد ، يعلمهم ، ويربيهم ، ويزكيهم ، وانطلق شاب صغير مُلئ حكمة وإيماناً ، اسمه : عمير بن سعد ، رضي الله عنه ..
دخل على زوج أمه ، وكان عمير يناديه بـ (عمي)، وهو شيخ كبير في الستين من عمره ، ولكن النفاق في قلبه كالجبال ، يصلي مع الناس في المسجد ، ويصوم ويعتمر ، ولكنه مكذب بالرسالة والرسول.
فقال عمير بن سعد :
یا عماه ، سمعت الرسول ﷺ ، يخبرنا عن الساعة حتى كأني أراها رأي العين !"
فقال الجُلاس بن سويد (وهو زوج أمه) : "يا عمير والله إن كان محمد صادقاً ، فنحن شر من الحمير !"
فانتقع وجه عمير بن سعد ، واهتز جسمه ، وانتفض كیانه ، وقال :
" يا عم ، والله إنك كنت من أحب الناس إلى قلبي ،والله لقد أصبحت الآن أبغضهم إلى قلبي جميعاً !!..
ياعم ، أنا بين اثنتين : إما أن أخون الله ورسوله فلا أخبر الرسول ﷺ بما قلت ، وإما أن أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام وليكن ما يكون !".
(ولكن ما معنى كلمة الجُلاس هذه ؟
معناها : الكفر بلا إله إلا الله ، وعدم تصديق الرسول والاعتراض عليه ) .
قال الجُلاس بن سويد :
" أنت طفلٌ غرٌ لا يصدقك الناس ، فقل ما شئت !"..
فذهب عمير، وجلس أمام الرسول ﷺ ، وقال : یا رسول الله ، الجُلاس بن سوید ، خان الله ورسوله ،وهو عمي ، وقد تبرأت إلى الله ثم إليك منه ".
قال الرسول ، عليه الصلاة والسلام : " وماذا قال ؟"
" قال : لو كان محمد صادقاً ، لنحن شر من الحمير !!".
فجمع الرسول عليه الصلاة والسلام الصحابة ، واستشارهم في هذا الأمر ، فقالوا :
یا رسول الله ، هذا طفل صغير لا تصدقه ، فهو لا يعي ما يقول ، والجُلاس بن سويد يصلي معنا ، وهو شيخ كبير، وعاقل !"..
فسكت عليه الصلاة والسلام ، فظن الغلام ان الرسول سيكذبه .. وسالت دموع هذا الغلام ، وانتفض جسمه وأخذ يمسك بثوب النبي ويحلف انه قالها !!
واستدعى الرسول الجُلاس فسأله عن الكلمة ، فحلف بالله ما قالها ، فنزل الوحي على النبي عليه الصلاة والسلام : {يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم } ، أما أنت يا جُلاس ، فقد كفرت بالله ، فاستأنف توبتك ، فإن الله تعالى يقول :
{فإن يتوبوا يك خيراً لهم } [التوبة: 74]"
واستدعى الرسول عليه الصلاة والسلام عمير بن سعد وقال له : "مرحباً بالذي صدقه ربه من فوق سبع سموات ".
من كتاب - الدر المنثور