مشاهدة النسخة كاملة : روائــع أخـلاق الـرســول ..


شٌهقـہٌ عًشـقٌ
11-30-2013, 10:33 PM
http://files.maas1.com/images_cache/111120192809K344.gif

السسلآم عليكم ورحمةة الله وبركآتهه

إلى كل محب

لسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام

روائع أخلاق الرسول صلـ الله عليه وسلم


http://i1148.photobucket.com/albums/o561/daliajallad/Untitled-4_zpscc24eb0d.gif


مجموعة من المواقف
التي تعبر عن جمال أخلاقه
صلـ الله عليه وسلم
ذلك لبيان جوانب القدوة
التي يجب أن نتمسك بها في حياة رسول الله.

http://www.dawah.ws/bg/0309.jpg

تابعوني


http://files.maas1.com/images_cache/111120192809K344.gif

شٌهقـہٌ عًشـقٌ
11-30-2013, 10:37 PM
http://files.maas1.com/images_cache/111120192809K344.gif

http://www.str-ly.com/vb/storeimg/str-ly.com_1355593705_709.jpg

تفضل الله تعالى على نبيه محمد - صل الله عليه وسلم - بتوفيقه للاتصاف بمكارم الأخلاق، ثم أثنى عليه ونوّه بذكر ما يتحلى به من جميل الصفات في آيات كثيرة من كتابه العزيز، من ذلك قوله تعالى: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم:4) . وسئلت عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن خُلق رسول الله ـ صل الله عليه وسلم ـ فقالت: ( كان خلقه القرآن ) ( أحمد ) .

وكان رسول الله - صل الله عليه وسلم - قبل أن يبعثه الله بالرسالة في الذروة العليا من الأخلاق الحسنة، صدقا وأمانة، وكرما وحلما، وشجاعة وعفة، وغير ذلك من الصفات التي يحظى بالإجلال والإكبار مَنْ حصل على واحدة منها، فضلا عمن جُمعت له وتوفَّرت فيه ، وصدق رسول الله - صل الله عليه وسلم - حيث قال : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ( أحمد ) .

ومن ثم فقد صانه الله ـ سبحانه ـ وحفظه من أدنى وصف يعاب صاحبه، كل ذلك حصل له من ربه فضلاً ومنّة، وقطعاً لألسنة أعدائه الذين يتربصون به، ويقفون في طريق دعوته ..

فقد نشأ - صل الله عليه وسلم - من أول أمره إلى آخر لحظة من لحظات حياته ، متحلياً بكل خلق كريم، مبتعداً عن كل وصف ذميم، يُضرب به المثل في كل خُلق فاضل وعظيم .
وبالجملة فكل خلق محمود يليق بالإنسان فله - صل الله عليه وسلم - منه القسط الأكبر، والحظ الأوفر، وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه، وأبعدهم عنه، شهد له بذلك العدو والصديق .

وفيما يلي بعض الشهادات التي شهد له بها الموالون والمعادون، وفيها دلالة بينة على حسن وعظم أخلاقه ـ صل الله عليه وسلم ـ، وذلك معلوم من الدين بالضرورة ..


http://files.maas1.com/images_cache/111120192809K344.gif

شٌهقـہٌ عًشـقٌ
11-30-2013, 10:44 PM
http://files.maas1.com/images_cache/111120192809K344.gif

شهادة أهل بيته في أخلاقه :

لما أوحى الله إلى نبيه - صل الله عليه وسلم - في غار حراء لأول مرّة ورجع إلى خديجة ـ رضي الله عنها ـ أخبرها الخبر وقال: ( لقد خشيت على نفسي )، فقالت له ـ رضي الله عنها ـ: ( كلاّ والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق ) ( البخاري ).

وعن أنس - رضي الله عنه – قال: ( خدمت النبي ـ صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا، وهلا فعلت كذا ) ( البخاري )

وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ( ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خادما له ولا امرأة، ولا ضرب بيده شيئا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله ) ( البخاري ).

وبالجملة فآية أخلاقه ـ صلوات الله عليه ـ عَلم من أعلام نبوته العظمى، التي لم تجمتع لبشر قَطْ قبله ولا تجتمع لبشر بعده ..

مَحَاسِنُ أَصْنَافِ النَّبِيِّينِ جَمَّةُ وَمَا قَصَبَاتُ السَّبْقِ إِلا لأَحْمَد
من الطبيعي أن يثني التابعون على متبوعهم، ولكن المثير للانتباه ثناء الأعداء والمخالفين على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأخلاقه، إلا أنها الحقيقة التي لا مفر منها ولا جدال عليها، فنطقت بها ألسنتهم لتكون حجة على أقوامهم ممن يكابر ويعاند، ويأبى إلا الكذب والتزوير، لحقده أو كبره أو عمى قلبه ، وإليك بعض تلك الأقوال التي تثني على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأخلاقه، ممن لم يؤمن به و كان مخالفاً له ..

شهادة كفار قريش بأمانته وصدقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ :

لما قامت قريش ببناء الكعبة قبل بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - تنازعوا في رفع الحجر الأسود إلى مكانه، واتفقوا على تحكيم أول من يدخل عليهم الباب، فكان أول داخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففرحوا جميعاً، وقالوا: جاء الأمين، جاء محمد، وقد كانوا يلقبونه بلقب الصادق الأمين، لما يعلمونه من أمانته وصدقه - صلى الله عليه وسلم ـ .
وثبت في صحيح البخاري أنه - صلى الله عليه وسلم ـ لما نزل عليه قول الله تعالى: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } (الشعراء:214) ، صعد إلى الصفا، فجعل ينادي يا بني فهر، يا بني عدي ـ لبطون قريش ـ حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقيَّ؟، قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقاً، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ).
وكذلك شهد أبو جهل بصدقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "إنا لا نكذبك، لكن نكذب ما جئت به "، فأنزل الله تعالى: { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ } (الأنعام:33) .

وكذلك شهد أبو سفيان ـ قبل إسلامه ـ بين يدي هرقل ملك الروم بصدق رسول الله - صل الله عليه وسلم – ووفائه :
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن أبا سفيان ابن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش، وكانوا ذهبوا إلى الشام، لأجل التجارة في المدّة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مادّ فيها(صالحهم على ترك القتال) أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه بإيليا فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال: أيكم أقرب نسباً بهذا الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان : فقلت: أنا أقربهم نسباً، فقال: أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم إني سائل عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه، فو الله لولا الحياء من أن يأثروا عليَّ كذباً لكذبت عليه، ثم كان أول ما سألني عنه أنه قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب، قال: فهل قال هذا القول أحد منكم قط قبله؟ قلت: لا، قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا، قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم، قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون، قال: فهل يرتد أحد منهم، سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟، قلت: لا، قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟، قلت: لا، قال: فهل يغدر؟، قلت: لا، ونحن منه في مدّة لا ندري ما هو فاعل فيها، قال: ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئاً غير هذه الكلمة، قال: فهل قاتلتموه؟، قلت: نعم، قال: فكيف كان قتالكم إياه؟، قلت الحرب بيننا وبينه سجال، ينال منّا وننال منه، قال: بماذا يأمركم؟، قلت: يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة، والصدق، والعفاف، والصلة ..
فقال للترجمان: قل له: سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب؟ فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول قبله قط؟ فذكرت أنْ لا، قلت: فلو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله، وسألتك هل كان في آبائه من ملك؟، فذكرت أنْ لا، قلت: فلو كان من آبائه من ملك لقلت رجل يطلب ملك أبيه، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أنْ لا، قلت: لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله، وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟، فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل، وسألتك أيزيدون أم ينقصون؟، فذكرت أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتم، وسألتك أيرتدّ أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟، فذكرت أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب، وسألتك هل يغدر؟، فذكرت أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك بماذا يأمركم؟، فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف، فإن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنّه خارج ولم أكن أظنّ أنّه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه. ثم دعا بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي بعث به إليه مع دحية بن خليفة الكلبي فقرأه، قال أبو سفيان: فلما قال ما قال، وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب، وارتفعت الأصوات فأخرجنا، فقلت لأصحابي حين أخرجنا: لقد أَمِرَ أَمْرُ(عظم شأن) ابن أبي كبشة (أي النبي صلى الله عليه وسلم) أنه ليخافه ملك بني الأصفر، فما زلت موقناً أنه سيظهر حتى أدخل الله عليَّ الإسلام ) ( البخاري ).

ففي هذه القصة دلالات واضحات على نبوته وحسن خلقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ومحل الشاهد من القصة شهادة أبي سفيان بن حرب وهو من أشد أعدائه في ذلك الوقت، على اتصاف الرسول - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يبعثه الله بالصدق والوفاء ، وأنهم لا يتهمونه بالكذب والغدر ..

شهادة عبد الله بن سلام بصدقه - صلى الله عليه وسلم - :

عن عبد الله بن سلام قال: ( لما قدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة انجفل (أسرع) الناس إليه، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استبنت وجه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء تكلم به أن قال: يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ) ( أحمد ) .

إن المنصفين والعقلاء قديما وحديثا ـ ولو كانوا مخالفين ـ للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما اطلعوا على سيرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، لم يملكوا إلا الاعتراف له بالفضل وحسن الخلق والسيادة، وهذا طرف من أقوال بعض المعاصرين :
يقول مهاتما غاندي عن النبي ـ صل الله عليه وسلم ـ :
" أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر .. لقد أصبحت مقتنعاً كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول، مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته، مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته .. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف .. بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي أسِفاً لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة " .
ويقول الأديب العالمي ليف تولستوي : " يكفي محمداً فخراً، أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمد ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة " .
ويقول العالم الأمريكي مايكل هارث :
" إن محمدا ـ صل الله عليه وسلم ـ كان الرجل الوحيد في التاريخ، الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي .. إن هذا الاتحاد الفريد الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي معا، يخوّله أن يعتبر أعظم شخصية ذات تأثير في تاريخ البشرية "..

تلك بعض أقوال مشاهير العالم من غير المسلمين ، المتصفين بالموضوعية والإنصاف ، شهادتهم قائمة تحمل الحقيقة التي تحملها سيرة سيد الأنبياء والمرسلين ، بخلاف من أعمى الله بصره وبصيرته ، فراح ينكر ضوء الشمس في رابعة النهار ..
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ ويشتكي الفم طعم الماء من سِقم
فأي فضل أعظم من فضل من شهد له الأعداء والمناوؤون ـ قديما وحديثا ـ ، الذين لم يجدوا فيه مغمزاً لثالب أو قادح ، ولا مطعناً لجارح أو فاضح ، فهو كما قَال الشاعر :
شَهِدَ الأَنَامُ بِفضْلِهِ حتى الْعِدَا وَالْفَضْلُ مَا شَهِدَتْ به الأَعْدَاءُ
وقبل ذلك وبعده يكفيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ شهادة الله ـ عز وجل ـ له في قوله سبحانه: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }(القلم:4)، { وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً } (النساء: من الآية79) ...

http://files.maas1.com/images_cache/111120192809K344.gif

شٌهقـہٌ عًشـقٌ
11-30-2013, 10:57 PM
http://files.maas1.com/images_cache/111120192809K344.gif


التفاؤل سنة نبوية، وصفة إيجابية للنفس السوية، يترك أثره على تصرفات الإنسان ومواقفه، ويمنحه سلامة نفس وهمة عالية، ويزرع فيه الأمل، ويحفزه على الهمة والعمل، والتفاؤل ما هو إلا تعبير صادق عن الرؤية الطيبة والإيجابية للحياة .

وفي المقابل هناك علاقة وطيدة بين التشاؤم وكثير من مظاهر الاعتلال النفسي وضعف الهمة، حيث يجعل صاحبه ينتظر حدوث الأسوأ، ويتوقع الشر والفشل، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره التشاؤم، ويحب الفأل الحسن الذي له علاقة بالعمل والأمل

فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة ، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة) رواه البخاري، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن، ويكره الطيرة" رواه البخاري، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الطِّيَرَة شِرْك، الطِّيَرَة شِرْك، الطِّيَرَة شِرْك) رواه أبو داود، قال النووي: "الطيرة شرك أي اعتقاد أنها تنفع أو تضر، إذا عملوا بمقتضاها معتقدين تأثيرها فهو شرك لأنهم جعلوا لها أثرا في الفعل والإيجاد".

والتفاؤل نور في الظلمات، ومخرج من الأزمات والكربات، وهو سلوك نفسي حث عليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله وفعله، وهو مقرون بالإيمان بالله ـ عز وجل ـ، ومعرفته بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، لأن المؤمن يستشعر معية الله {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} (التوبة: 40)، كما يعرف ربه بأسمائه الحسنى وأنه أرحم الراحمين {وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (يوسف:64)، لطيف بالعباد {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} (الشورى: 19)، وسعت رحمته كل شيء {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} (الأعراف: 156)، يدافع عن المؤمنين {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} (الحج: 38)، واسع المغفرة قابل التوب وغافر الذنب {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} (غافر:3)، ناصر لعباده المؤمنين {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} (غافر:51)، وغيرها من صفات الله الحسنى التي تجعل المؤمن في تطلع للأمل، وتوقع للخير، وانتظار دائم للفرج، وهذه كلها تصب في معنى التفاؤل الذي أمر به وحث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله، وربَّى عليه أصحابه رضوان الله عليهم.. ومن الأمثلة الدالة على ذلك :

في الهجرة :

انطلق المشركون في آثار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحبه، يرصدون الطرق، ويفتشون في جبال مكة، حتى وصلوا غار ثور، وأنصت الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى أقدام المشركين وكلامهم.

يقول أبو بكر رضي الله عنه: قلتُ للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا!، فقال صلى الله عليه وسلم: (يا أبا بكر! ما ظنك باثنين الله ثالثهما) رواه البخاري .


ويصف أبو بكر رضي الله عنه ما حدث مع سُراقة فيقول: فارتحلنا بعد ما مالت الشمس وأتبعنا سراقة بن مالك، فقلت: أُتينا يا رسول الله، فقال: (لا تحزن إن الله معنا)، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فارتطمت به فرسه إلى بطنها، فقال: إني أراكما قد دعوتما عليَّ، فادعوَا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم فنجا، فجعل لا يلقى أحدا إلا قال: كفيتكم ما هنا، فلا يلقى أحدا إلا رده، قال: "ووفىَّ لنا" رواه البخاري.

قال أنس: " فكان سراقة أول النهار جاهدا - مبالغا في البحث والأذى - على نبي الله صلى الله عليه وسلم، وكان آخرَ النهار مَسْلَحةً له - حارسا له بسلاحه -".

يعلِّم أصحابه التفاؤل :

لم يكتفِ النبي صلى الله عليه وسلم بتحقق هذه السمة لديه في شخصه، بل كان يربي أصحابه عليها ويعلمهم إياها، ففي أشد المواقف وأصعبها كان صلى الله عليه وسلم يغرس في نفوس أصحابه الضعفاء والمضطهدين التفاؤل والأمل، وعدم اليأس، واليقين بموعود الله ونصره لعباده المؤمنين.

عن عدي بن حاتم قال: بينما أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل، فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل، فقال: يا عدي! هل رأيت الحيرة؟، قلتُ: لم أرها، وقد أنبئت عنها، فقال: إن طالت بك حياة لترين الظعينة -المرأة- ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله، قلتُ في نفسي: فأين دعّار طيئ -قطاع الطريق- الذين سعروا في البلاد؟!، ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى، قلتُ: كسرى بن هرمز؟! قال: كسرى بن هرمز!!، ولئن طالت بك حياة، لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة، يطلب من يقبله فلا يجد أحدًا يقبله منه. رواه البخاري.

قال عدي: "فرأيتُ الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم يخرج ملء كفه".

وعن خَباب بْنِ الأَرَتِّ ـ رضي الله عنه ـ قال: ( شكونا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟، قال: كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويُمشَّط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون ) رواه البخاري.

قال الحافظ في الفتح: " يحتمل أن يريد صنعاء اليمن، وبينها وبين حضرموت من اليمن أيضاً مسافة بعيدة نحو خمسة أيام، ويحتمل أن يريد صنعاء الشام والمسافة بينهما أبعد بكثير " .

ومن خلال غزوة الأحزاب وما فيها من ظروف عصيبة شديدة، وحصار جماعي من مختلف قبائل العرب واليهود بجيش يبلغ عشرة آلاف مقاتل، وشدة البرد والجوع والخوف، ، والمعاناة الشديدة في حفر الخندق، مع ذلك كله كان صلى الله عليه وسلم يغرس في أصحابه التفاؤل والأمل، فيعدهم ويبشرهم بفتح الشام وفارس واليمن ـ، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق، قال وعرض لنا فيه صخرة لم تأخذ فيها المعاول، فشكوناها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء فأخذ المعول ثم قال: باسم الله، فضرب ضربة ، فكسر ثلث الحجر، وقال : الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا، ثم قال : باسم الله، وضرب أخرى، فكسر ثلث الحجر، فقال : الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن، وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا، ثم قال: باسم الله، وضرب ضربة أخرى، فقلع بقية الحجر، فقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا. رواه أحمد .

وفي مقابل اعتنائه صلى الله عليه وسلم بتعليم أصحابه وتربيتهم على التفاؤل الذي يبعث على الأمل والعمل، والصبر والثبات على الدين، كان يحذرهم من النظرة التشاؤمية التي تقعدهم عن العمل والدعوة، وتدفعهم للإحباط واليأس الذي لا يرى في الناس أملاً لصلاح أو هداية، فقال صلى الله عليه وسلم: (إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكُهُم) رواه مسلم، أهلكهم على وجهين مشهورين: رفع الكاف وفتحها، والرفع أشهر، قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين: "الرفع أشهر ومعناه أشدهم هلاكا، وأما رواية الفتح فمعناها هو جعلهم هالكين، لا أنهم هلكوا في الحقيقة".

إن المتأمِّل في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجدها نبعًا ثريَّا لكل الأخلاق الطيبة، والصفات النبيلة، وكيف لا تكون سيرة ـ نبينا وحبيبنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ كذلك وقد اصطفاه الله على بني آدم، وختم به أنبياءه ورسله .. فما أحوجنا إلى اتباع هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في التفاؤل بل في حياته وأخلاقه كلها، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} (الأحزاب:21) .

http://files.maas1.com/images_cache/111120192809K344.gif

فطوووم
12-01-2013, 12:58 AM
الورده الحمراء
الله يعطيك ألف عآفية على هذا الطرح الجميل والرائع
وجزآك الله خير
تحياااتي

نجمة سهيل
12-13-2013, 12:09 PM
جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه
حَمآك آلرحمَن ,,~

عبد ابومحمود
03-19-2014, 10:00 PM
نعم موضوع رائع يحتاج الى حفظ وتدبر
ليكون حديثنا في المنابر وفي المجالس العامه
والخاصه