مشاهدة النسخة كاملة : أسئلة الأطفال المحرجة


«ღ» 7lm «ღ»
12-03-2012, 04:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اهلا وسهلا بكم مع ╝◄ سنوناس ►╚

أسئلة الأطفال المحرجة

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لديَّ طفلتان في الرابعة مِنَ العمر، وكبقية الأطفال لديهما أسئلةٌ عن اللهِ - عزَّ وجلَّ، وشكلِه، وإذا كان راضيًا عنَّا ويحبنا، فلمَ لا يأخذنا عنده؟! وعن الملائكة وشكْلِها وأسمائها؟ والجنة وما فيها؟ وكيف سنحيا فيها؟ وما سنعمل هناك؟ وعن الجنين كيف يتكوَّن؟ وكيف يخرج؟!
أعلم أنَّ هنالك عدة تصنيفات لأسئلةٍ الطفل حسب المرحلة العمرية، ولكن عندما تتفرَّع أسئلتُهما، هل يكون هدفُها المعرفةَ؟ أو هي طبيعة الأطفال في طرح الأسئلة؟
وعندما تَتَسَلْسَل أسئلتهما لنقاطٍ أكبر مِن مُستواهما في الاستيعاب، فما الإجابات النموذجية لطفلةٍ في هذا العمر؟

الجواب
بسم الله الموفِّق للصواب
وهو المستعان

أيتها الأم العزيزة، يولَدُ الطفلُ وهو لا يعلَمُ شيئًا، ولا يعقل إيمانًا ولا كُفرًا؛ يقول الله - عز وجل -: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78]، إلا أنه بهذه الحواسِّ التي يشرف منها على الأشياء؛ مِن مبصرات، وأصوات، وروائح، ومذوقات، وملموسات، يبدأُ رحلةَ الاستكشاف والإدراك لفَهْم هذا العالم، بما يَرِدُ على نفسه مِنْ أسئلةٍ، وما يثار في ذهنه مِنْ مسائل تتعلَّق بالخالق - عزَّ وجلَّ - وخلقِه، إما على سبيل الاستفهام، وإما بغرض لفتِ الانتباه؛ ولذلك كان مِنَ أسوأ الأساليب التربويَّة وأسمجها أن تُقابَل أسئلةُ الطفل الفطرية بالكذب، أو المماطَلة، أو التجاهُل، أو التندُّر، أو الزجر!
ما يُريده كلُّ طفلٍ مِنْ أبويه إن سألهما عنْ شيءٍ أن يجابَ بإجابةٍ حاضرةٍ، وصادقة، ومُبَسَّطةٍ، ومختَصَرة، ودقيقة علميًّا! فإن استمرَّ يسأل والديه بدون أن يُجاب عنْ أسئلته بأجوبة شافيةٍ؛ فسيتَّجه إلى أقرانِه ليسألهم، ولا بدَّ أن يجدَ لديهم العديد من الأجوبة المشَوَّهة!

ثمَّةَ أمورٌ ينبغي أن تتسمَ بها الأجوبةُ عنْ أسئلة الأطفال المحْرِجة:
1- أن تفرغَ في قالب المحادثة لا المحاضَرة.
2- ضرْب الأمثال، وقص القصص، واستعمال الموسوعات العلمية المُصَوَّرة؛ لتفهيم المعنى، وإيصاله إلى ذِهْنِ الطفل.
3- الاختصار، والابتعاد عن التفاصيل الدقيقة والشروح الفلسفية المعَقَّدَة.
4- صحة الأجوبة وواقعيتها، وألَّا تكونَ قائمةً على الخرافات والأباطيل.
5- لا يعطى الإجابة عن سؤاله دفعة، بل شيئًا شيئًا على التدريج، فإذا استفسر أكثر؛ زِيدت الأجوبةُ بحسب عمره، ونوع أسئلته، ومدى إدراكه.
6- تجنُّب الكذِب، أو ادعاء المعرفة عند العَجْز عنِ الإجابة، ومن الخير وعْد الطفل بالبحث عن الجواب، عِوَضًا عن ملْءِ عقلِه بأجوبة سَمِجةٍ، قد تُشَكِّل طريقة تفكيره فيما بعدُ.

ولأنَّ أسئلة الطفل كثيرة ومتنوِّعة، ما بين علمية وفلسفية، ودينية، وجنسية... إلخ، فسأكتفي بكتابة الأجوبة النموذجية عن الأسئلة التي أوردتِها في استشارتك، وبالله التوفيق:
أولًا: أسئلة الطفل عن الخالق - عز وجل -:
• الذات الإلهية:
الجواب الصحيح عن سؤال الطفل عن ذات الله وصفاته، سيُؤَسِّس عقيدة التوحيد والإيمان بالله - عز وجل - في عقل الطفل وقلبه؛ ولذلك كان الخطأ في الإجابة عن هذه الأسئلة من أسباب انحراف عقيدة التوحيد لدى الناس، وفي تقديري أن أحسن الأجوبة عن الذات الإلهية أن يتمَّ صَرْفُ ذِهْنِ الطفل من التفكير في ذات الله إلى التفكر في آلائه وعجائب خلقه الدالَّة عليه؛ كالسماء، والسحُب، والنجوم، والشمس، والقمر، والبحر، والشجر، والزهر... إلخ، وتنبيهه إلى فضل الله عليه بخلقه وخلق أعضائه؛ عينيه، وأذنيه، وفمه، ولسانه، ويديه، وقدميه... إلخ؛ لقول ابن عباس - رضي الله عنهما -: "تفكَّروا في خَلْقِ الله، ولا تفكَّروا في ذات الله؛ فإنَّ ما بين كرسيه إلى السماء السابعة سبعة آلاف نور، وهو فوق ذلك"؛ رواه الحاكم، فإن أصرَّتا على السؤال عن صفة الله، فقولي: إنَّ الله عظيم ليس كمِثْلِه شيءٌ، وإذا سألتا: أين الله؟ فقولي: في السماء، لكننا لا نستطيع رُؤيته - تبارك وتعالى - إلا في الجنة إذا عملنا أعمالًا صالحة في حياتنا الدنيا.
مِنَ المفيد تعليم ابنتيكِ قصارَ المفصَّل؛ حيث تضم أحسن الأجوبة عن ذات الله وصفاته، فهو الله الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ، ولم يكن له كُفُوًا أحدٌ.
• إن كان اللهُ - سبحانه - راضيًا عنا ويحبنا، فلم لا يرفعنا إليه؟
لأن الله - عز وجل - يحب أن نعبدَه في الأرض، ويحب أن يرانا ونحن نُصَلِّي، ونصوم رمضان، ونقرأ القرآن، ونستغفره، ونُسَبِّحه، وبعد ذلك يُكافئنا على أعمالنا ويُقَرِّبنا منه.
ثانيًا: أسئلة الطفل عن الملائكة:
• هيئة الملائكة:
الجواب الصحيح عن سؤال الطفل عن الملائكة، سيُؤَسِّس ركنًا مِنْ أركان الإيمان؛ وهو الإيمان بالملائكة، والجواب عن هذا السؤال يَدْخُل في جُملة ما تَدُلُّ عليه الآيةُ الكريمة: ﴿ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 8]؛ فهو - سبحانه - قد خلَق ضروبًا مِنَ الخلق لا يعلم بمكانِهم كثيرٌ مِنَ الناس، وخلق خلقًا نعلمُه وخلقًا لا نعلمه، وخلقًا نراه وخلقًا لا نراه، ومِنْ هذا الخلق الذي لا نراه: "الملائكة" الكرام - عليهم السلام.
• أسماء الملائكة:
قولي لهما: إنَّ الملائكة عددٌ كثير، لا يُحصيهم إلا اللهُ - تبارك وتعالى - ومن أسمائهم: جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، ومالك - عليهم الصلاة والسلام - فإن سألتا عن أعمالهم، فاذكري لهما عملَ كلِّ ملك بألفاظ سهلةٍ، سليمة مِنَ التعقيد.
ثالثًا: أسئلة الطفل عن الجنة:
• وصف الجنة:
صِفِي لهما الجنة، كما وصفَها الله - سبحانه وتعالى - لنا في كتابه بصفاتها، ولكن بما يصل إليه عقلاهما منها، بألفاظٍ سهلةٍ، تزين الجنة في نفسيهما.
• الحياة في الجنة:
قولي لهما: بأننا سنعيش - إن شاء الله - سُعداء في الجنة، وأننا لن نَمرَض فيها ولن نتعبَ، وسنرى الله - سبحانه وتعالى - والرسول والأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - وإذا مات لكم فقيدٌ فاذكري لهما أنكم سترونه في الجنة بمشيئة المولى - عز وجل.
رابعًا: أسئلة الطفل الجنسية:
• كيف جئتُ؟
قولي لابنتكِ: لما كبرتُ تزوجتُ بأبيك، فحملتُك في بطني تسعةَ أشهر، ثم أنجبتُك.
• مِن أين جئت؟
قولي لابنتكِ: إن الطفل يُولَد من بين الرجلين!
فإن سألتْ: كيف ذلك؟
فاستعيني بموسوعة علمية مصوَّرة لجسم الإنسان، وأشيري بيدكِ إلى موضع الولادةِ، بدون أن تشعري بالحرَج أو تدفعيها إلى الشعور بالخجل، ثم اصرفي تفكيرها إلى أعضاء الجسد الأخرى، فإن لم تتوفَّر لديكِ الموسوعة، فأجِّلي الشرح حتى موعد شرائها، وما عدا ذلك مِنَ الأجوبة خاطئ تربويًّا، ومن أسباب تشوُّه المفاهيم الجنسية في أذهان أبنائنا وبناتنا!
سائلةً المولى القدير أن يُعينَكِ على تربية ابنتيكِ الغاليتينِ، وأن يكتبهما في أعمالكِ الصالحات.

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب

نبض القلوب
12-03-2012, 07:30 PM
سلمت هاالايادي ع هالطرح الرائعه
لاعدمنا التميز وروعة الاختيار
ومجهود تشكر عليه
ودي وعبير وردي
http://www.h777h.com/pic/102.gif

صآحبة آلفخآمهَ
12-03-2012, 08:32 PM
يعطيك العافيه ..
ودي ~
سسفيرة الابتسآمة ..

«ღ» 7lm «ღ»
12-03-2012, 10:03 PM
يسلمو ع المرور

فادي
12-04-2012, 03:02 PM
سلمت يداك على ما ابدعت لنا حفظك المولى من كل سوء
http://www.al-wed.com/pic/8124.gif

«ღ» 7lm «ღ»
12-06-2012, 01:53 PM
يسلمو ع المرور

طائر الرومنسية
12-11-2012, 01:12 AM
http://up99.com/upfiles/gif_files/Wob48005.gif