مشاهدة النسخة كاملة : سراقة يطارد النبي صلى الله عليه وسلم


نبض القلوب
01-28-2013, 02:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كان سراقة يطارد النبي صلى الله عليه وسلم، ذلك أن قريش أعلنت عن جائزة قدرها 100 ناقة من كرائم نوق العرب لمن يأتي بمحمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أحياء أو أمواتاً..
سمع سُراقة هذا الأمر، وكان قد جاء أحد المسافرين من طريق الساحل فقال له: "والله لقد رأيت آنفاً أسودةً (جمع سواد، أي كأنه رأى إنساناً) بالساحل أراها محمداً وأصحابه". فقال سراقة: "فعرفت أنهم هم، فقلت لمن حولي: إنهم ليسوا بهم.. إنهم فلان وفلان وفلان.. فلبثت في المجلس ساعة ثم انطلقت إلى بيتي، وأخذت رمحي، وهيّأت فرسي وخرجت من وراء البيت حتى لحقت محمداً وصاحبه".
قبل أن يمشي سراقة استقسم بالأزلام. (والأزلام هي أقداح على شكل رماح، مكتوب على أحد طرفيها: افعل وعلى الطرف الآخر: لا تفعل) فضربها أول مرة فجاءت بما يكره، فاستقسم بها ثانية فجاءت بما يكره، قال: "فخالفت القسم والأزلام، وتبعت محمداً وصاحبه، وما أنا إلا على مسافة قريبة منهما حتى سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطريق، وأبو بكر يكثر الالتفات على الوراء، في هذه الأثناء ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغت الركبتين، فخررت عنها، ثم زجرتها فنهضت، فلم تكد تخرج يديها حتى استوت قائمة وإذا بي أرى دخاناً في السماء ساطعاً من أقدامها، فتيقنت أن الاستقسام بالأزلام في محله، لكنني خالفته من جديد، فتتبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى أن غاصت قدماها من جديد، فناديت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه: الأمانَ يا محمد! الأمانَ يا محمد!!".
لاحظوا أيها الإخوة! المطارِد (سراقة بن مالك) يستغيث بالمطارَد (سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم) ويطلب منه الأمان. فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: "كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى؟". كانت هذه بشارة بإسلام سراقة وإكرام الله تعالى له بأن يلبس سواري كسرى لأنه أخفى الخبر عن أهل مكة وقريش. ثم قال سراقة: أتأمرني بشيء؟ قال: "خَذّلْ عنا". فعاد سراقة إلى مكة ولم يخبر أهلها بشيء.
مضت الأيام، وجاء فتح مكة، وأسلم سراقة، وتوفّي النبي صلى الله عليه وسلم. وفي عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه في إحدى الفتوحات جيءَ له بسواري كسرى ومنطقته وتاجه، فنادى سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه: أين سراقة بن مالك؟ فجاء سراقة فألبسه السوارين، ثم قال له: ارفع يديك، فرفع سراقة يديه، فقال سيدنا عمر: "الله أكبر! الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز الذي كان يقول أنا رب الناس، وألبسهما سراقة بن مالك بن جعشم أعرابياً من بني مدلج". ثم أركب سيدنا عمرُ سراقةَ على ناقة وطوَّفَ به المدينة والناس من حوله، وسراقة يردّد قول الفاروق رضي الله تعالى عنه. انظروا إلى اعتزاز المسلم بدينه وحسن انتمائه إليه، فبعد أن كان سراقة أعرابياً فقيراً لا قيمةَ له، لبس سواري كسرى بعد دخوله الإسلام ببشارة من النبي صلى الله عليه وسلم. هذا هو الإسلام الحقيقي!
وقد قال أحدهم:
أبي الإسلامُ لا أبَ لي سواه إذا افتخروا بقيسٍ أو تَميمِ
فإذا أردت أن ننتسب فعليك أن تنتسب إلى الإسلام، فتقول: أنا ابن الإسلام، أنا ابن القرآن، أنا ابن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ينتسب إلى القرآن والإيمان فإنه يُعلي شأنه ومكانه.
فسبحان مقلب القلوب! كيف تحوّل سراقة من مطاردة رسول الله صلى الله عليه وسلم للقبض عليه وتسليمه لزعماء مكة إلى تخذيل الطلب عنه عليه الصلاة والسلام، حيث صار يقول عن جهة رسول الله صلى الله عليه وسلم: كُفيتم هذه الجهة، ويبعدهم عنها، حتى وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأيقن سراقة بذلك، فجعل يقص ما كان من قصته وقصة فرسه على الناس، حتى اشتُهِر ذلك عنه وتناقلته الألسنة حتى امتلأت به نوادي مكة. فخاف رؤساء مكة أن يسلم الناس إن علموا بهذه القصة. فقال أبو جهل بيتين من الشعر يحذر فيهما قوم سراقة (بني مدلج) منه:
بني مدلجٍ إني أخافُ سَفِيهَكُمْ سراقةَ مُستغوٍ لنصرِ محمدِ
عليكم به ألا يفرِّق جَمْعَكم فيصبحَ شتَّى بعد عزٍّ وسُؤددِ
فرد عليه سراقة بهذه الأبيات:
أبا حَكَمِ اللاتِ لو كنتَ شاهداً لأمرِ جوادي إذ تَسيخُ قوائمُهْ
عَجِبْتَ ولم تَشْكُكْ بأنَّ محمداً رسولٌ ببرهانٍ فمَن ذا يقاومهْ؟!
عليك فَكُفَّ القومَ عنه فإنني أرى أمرَه يومـاً ستبدوْ مَعالِمُهْ
بأمرٍ تَوَدُّ الناسُ فيه بأَسْرِهِمْ بأنَّ جميعَ النـاسِ طُرَّاً مُسَالِمُهْ
أي إن الناس يرجون ذلك اليوم الذي يدخلون فيه جميعاً في هذا الدين العظيم الذي من دخله كان آمناً ورضي عنه الله سبحانه وتعالى.
أيها الإخوة القراء! إن تأييد الله تعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه دروس عظيمة ومهمة؛ وهي أن كل مسلم يتّبع شرع الله فلا بد أن الله تعالى سيؤيّده ويناصره، ولو وجد شيئاً من الشدّة والمشقّة في البداية، فإن الفرج مع الصبر إن شاء الله، وإن مع العسر يسراً، ولن يغلبَ عُسْرٌ يُسرَين.

منصور
01-28-2013, 03:18 AM
شكراً جزيلاً لك نبوضه
وجزاك الله خير الجزاء
وجعله الله في موازين حسناتك
بارك الله فيك عزيزتي
وربي يعطيك العافيه
تقبلي خالص تحياتي
ودمتي بكل خير

نبض القلوب
01-28-2013, 03:30 PM
رمااد,,
يسعدني ويشرفني تواجدك العذب
نور متصفحي بإطلالتك
لك مني أسمى باقات الشكر و الإحترام
و لأروحك سعادة لا تنتهي
http://im7.gulfup.com/2011-07-17/1310894859801.gif

حكاية قلب
01-29-2013, 03:19 AM
الله يجزاك الخير ولا يحرمك الأجر
وجعله في ميزان حسناتك
__

نبض القلوب
02-02-2013, 03:22 AM
حكاية,,
يسعدني ويشرفني تواجدك العذب
نور متصفحي بإطلالتك
لك مني أسمى باقات الشكر و الإحترام
و لأروحك سعادة لا تنتهي
http://im7.gulfup.com/2011-07-17/1310894859801.gif