الوعد الصادق
03-27-2013, 08:28 PM
رحم الله اخي الحطيئة
ك الوعد الصادق
شهادتي الدراسية أعلى من شهادةِ مديري ، ومع ذلك يبقى هو المدير والاحسن والافضل ، حيث يبدو انّه من الطبقةِ البرجوازيّةِ والم يكن فمنها قريبٌ ، ايضا سلوكهُ وطريقتهُ البرغماتية تجعلهُ الافضل في كل شيء في ادارةِ التحرير ، ناهيك ان كل شيء يصب في مصلحته ، فالسابقون السابقون . لكنني بكل صراحة احسده . ليتني اغلبه واغلب حظه معه ..
الحمد لله ، استطعت ان الفت انتباههُ اليَّ و اثيرَ اعجابهُ بي وثقتهُ ، في وقت قصير للغايةِ بالرغم انني موظف مستجد ، فإلم تكن تلك مميزاتي ، فهو مصدر كل تميزي وامتيازاتي ، كونه يعتمد عليَّ كثيرا ، ولولم اكن كذلك ستكون نظرته فيَّ ليس على ما يرام ومن كفاءتي في العمل ، كل ذلك لأنه الرئيس وأنا المرؤوس . الله يعطيه العافية الباش مدير .
والاشكالية ليست في انه المدير ، الاشكالية تكمن فينا نحن المرؤوسين المرائين وفي سلوكنا التملقيّ ، وفيَّ بالذات خصوصا وعلى وجه التحديد ، فليس لي حظا مثل حظه . أقصد حظ المدير
يا بخت هذا المدير ، ان عطس أو سعل ، يسابق الموظفون لتشميته و الدعاء له بالصحة ، أما أنا ان عطست أو سعلت وضعوا ايديهم على انوفهم وهربوا من امامي خشية ان تصيبهم العدوى أو يصيبهم مكروه " أقصد مكروب ". وأحرجوني ونصحوني بالإقلاع عن التدخين ، رغم انني لا ادخن . واخذ الاحتياطات اللازمة للمحافظة على الصحة ومراجعة الطبيب . عجبا .. ما كل هذا البذخ والفضول ، والنصائح المبالغ فيها منهم ..
يا بخت المدير يبادره الجميع في الصباح بالتحية ، وهو عابس الوجه ، قاطب الجبين كأن على رأسه الطير ، ولا يرد عليهم التحية . اما انا فوجهي طلق المحيا هاشا باشا وابتسامتي كالهلال المنير وابادرهم بالتحية . فلا يرد احد منهم عليَّ التحية ، لا بمثلها ولا بأحسن منها . بل ان بعضهم يقول اغرب عن وجهي ، يا مسكين ... انا
يا بخت اخي المدير تقدم له السندويشات الطيبة والشاي والقهوة والكيك مع الصباح ، وانا يقدم لي الشاي والقهوة بلا سكر . ويتعللون بأن السكر مضر مؤذٍ للصحة . فلا استطيع شرب الشاي او ارتشاف قهوتي المرة ..
يا حظ و يا بخت أخي المدير ، اكتب مقالا في التحرير فيتأخر المدققون في مراجعته وتصحيحه وتنقيحه ، وتتاخر المطبعة في ادراج المقال على الصحيفة ، بحجة ان هناك مقالا اهم وافضل منه .. أما المدير ما شاء الله عليه ، فلا يحتاج مقالهُ او موضوعهُ الى كل هذا الوقت او التأخير، فهو يمر مرور السحاب الى المطبعة ويقرأه القراء اليوم التالي . ويعلق عليه الكل بأنه اجمل موضوع او مقال خرج ذلك اليوم .
اما مقالي أو موضوعي أو الخبر الذي انشره بإسمي ، فلا يتعد كونه موضوع عادي لا يحمل في طياته شيئا جديدا رغم تفاني في تحريره ومراجعته واختياري لنصه وكلمات جُمله . بذخ في العطاء ..
مسكين أنا و يا حظ المدير . جعلني هذا المدير افعل كما فعل أخي الحطيئة الشاعر العربي رحمه الله ، هجى جميع الناس و لم يترك احدا الا هجاه ، حتى انه هجى أمه وأباه وعندما لم يجد احدا يهجوه هجى نفسه . وفعلت فعلة اخي الحطيئة ووقفت امام المرآة ، وقلت قبح الله هذا الوجه الكئيب ، الا يكون لي وجها محظوظا كوجه المدير . فقلت :
أبت شفتاي اليوم الا تكلماً ..
بهجو فما أدري لمن انا قائله
الا ليت شعري لو يعلم القوم انني
انا من يكتب للمدير كل مقالهُ
فيكتب اسمه ، ليحمد القوم فعله
ويجزيني الكرام بأني لا افقه
فان دونت اسمي قالوا انت سارقه
وان جافيته قالوا يا روعة قائله
الى اللقاء
ك الوعد الصادق
شهادتي الدراسية أعلى من شهادةِ مديري ، ومع ذلك يبقى هو المدير والاحسن والافضل ، حيث يبدو انّه من الطبقةِ البرجوازيّةِ والم يكن فمنها قريبٌ ، ايضا سلوكهُ وطريقتهُ البرغماتية تجعلهُ الافضل في كل شيء في ادارةِ التحرير ، ناهيك ان كل شيء يصب في مصلحته ، فالسابقون السابقون . لكنني بكل صراحة احسده . ليتني اغلبه واغلب حظه معه ..
الحمد لله ، استطعت ان الفت انتباههُ اليَّ و اثيرَ اعجابهُ بي وثقتهُ ، في وقت قصير للغايةِ بالرغم انني موظف مستجد ، فإلم تكن تلك مميزاتي ، فهو مصدر كل تميزي وامتيازاتي ، كونه يعتمد عليَّ كثيرا ، ولولم اكن كذلك ستكون نظرته فيَّ ليس على ما يرام ومن كفاءتي في العمل ، كل ذلك لأنه الرئيس وأنا المرؤوس . الله يعطيه العافية الباش مدير .
والاشكالية ليست في انه المدير ، الاشكالية تكمن فينا نحن المرؤوسين المرائين وفي سلوكنا التملقيّ ، وفيَّ بالذات خصوصا وعلى وجه التحديد ، فليس لي حظا مثل حظه . أقصد حظ المدير
يا بخت هذا المدير ، ان عطس أو سعل ، يسابق الموظفون لتشميته و الدعاء له بالصحة ، أما أنا ان عطست أو سعلت وضعوا ايديهم على انوفهم وهربوا من امامي خشية ان تصيبهم العدوى أو يصيبهم مكروه " أقصد مكروب ". وأحرجوني ونصحوني بالإقلاع عن التدخين ، رغم انني لا ادخن . واخذ الاحتياطات اللازمة للمحافظة على الصحة ومراجعة الطبيب . عجبا .. ما كل هذا البذخ والفضول ، والنصائح المبالغ فيها منهم ..
يا بخت المدير يبادره الجميع في الصباح بالتحية ، وهو عابس الوجه ، قاطب الجبين كأن على رأسه الطير ، ولا يرد عليهم التحية . اما انا فوجهي طلق المحيا هاشا باشا وابتسامتي كالهلال المنير وابادرهم بالتحية . فلا يرد احد منهم عليَّ التحية ، لا بمثلها ولا بأحسن منها . بل ان بعضهم يقول اغرب عن وجهي ، يا مسكين ... انا
يا بخت اخي المدير تقدم له السندويشات الطيبة والشاي والقهوة والكيك مع الصباح ، وانا يقدم لي الشاي والقهوة بلا سكر . ويتعللون بأن السكر مضر مؤذٍ للصحة . فلا استطيع شرب الشاي او ارتشاف قهوتي المرة ..
يا حظ و يا بخت أخي المدير ، اكتب مقالا في التحرير فيتأخر المدققون في مراجعته وتصحيحه وتنقيحه ، وتتاخر المطبعة في ادراج المقال على الصحيفة ، بحجة ان هناك مقالا اهم وافضل منه .. أما المدير ما شاء الله عليه ، فلا يحتاج مقالهُ او موضوعهُ الى كل هذا الوقت او التأخير، فهو يمر مرور السحاب الى المطبعة ويقرأه القراء اليوم التالي . ويعلق عليه الكل بأنه اجمل موضوع او مقال خرج ذلك اليوم .
اما مقالي أو موضوعي أو الخبر الذي انشره بإسمي ، فلا يتعد كونه موضوع عادي لا يحمل في طياته شيئا جديدا رغم تفاني في تحريره ومراجعته واختياري لنصه وكلمات جُمله . بذخ في العطاء ..
مسكين أنا و يا حظ المدير . جعلني هذا المدير افعل كما فعل أخي الحطيئة الشاعر العربي رحمه الله ، هجى جميع الناس و لم يترك احدا الا هجاه ، حتى انه هجى أمه وأباه وعندما لم يجد احدا يهجوه هجى نفسه . وفعلت فعلة اخي الحطيئة ووقفت امام المرآة ، وقلت قبح الله هذا الوجه الكئيب ، الا يكون لي وجها محظوظا كوجه المدير . فقلت :
أبت شفتاي اليوم الا تكلماً ..
بهجو فما أدري لمن انا قائله
الا ليت شعري لو يعلم القوم انني
انا من يكتب للمدير كل مقالهُ
فيكتب اسمه ، ليحمد القوم فعله
ويجزيني الكرام بأني لا افقه
فان دونت اسمي قالوا انت سارقه
وان جافيته قالوا يا روعة قائله
الى اللقاء