مشاهدة النسخة كاملة : الزاٌد لمن أراد الاُستعداد لـ عشَر ذي الحجةْ


فادي
10-13-2012, 10:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته~



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...
فإن من فضل الله سبحانه على عباده أن هيأ لهم المواسم العظيمة والأيام الفاضلة ، لتكون مغنما للطائعين ، وميدانا لتنافس المتنافسين ، ومن هذه الأيام الفاضلة : العشر الأول من شهر ذي الحجة ، التي شهد لها الرسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا ، وأنها من الأشهر الحرم التي ذكرها الله سبحانه بقوله { إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْرًۭا فِى كِتَـٰبِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ‌ٰتِ وَٱلْأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌۭ ۚ ** التوبة36 . وقد صح في البخاري ومسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض ، السنة اثنا عشر شهرا ، منها أربعة حرم : ثلاث متواليات – ذو القعدة وذو الحجة والمحرم – ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان »

وخير الأشهر الحرم شهر ذي الحجة لوقوع الأيام الفاضلة فيه ، ففيه الأيام العشر ، وفيه أعمال الحج ، وفيه يوم عرفة ، وفيه يوم النحر .
لذا حرصنا على ذكر بعض الأحكام المختصة بهذا الشهر – بشيء من الاختصار – كما وردت في السنة الصحيحة .


سبب التسمية/

ذو الحجة سمي بذلك لأن الناس يوقعون أعمال الحج فيه ، ويجمع على ذوات الحجة، وكان اسمه في الجاهلية : برك - بضم الباء وفتح الراء .

فضل شهر ذي الحجة/

1 - قال تعالى {وَٱلْفَجْرِ ﴿١﴾ وَلَيَالٍ عَشْرٍۢ** ، صح عن ابن عباس رضي الله عنهم وجمهور المفسرين على أن المراد بالليالي العشر : عشر ذي الحجة ، كما أخرج الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي عن ابن عباس رضي الله عنهم أنه قال : والفجر : فجر النهار ، وليال عشر : عشر الأضحى .
2 - عن ابن عباس رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى ، قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء» . فكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا ، حتى ما يكاد يقدر عليه . أخرجه الدارمي وحسنه الألباني.
3 - عن جابر رضي الله عنهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أفضل أيام الدنيا العشر - يعني عشر ذي الحجة - قيل : لا مثلهن في سبيل الله ؟ قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب » أخرجه البزار وأبو يعلي وصححه الألباني .
4 - عن ابن عمر رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر ، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد » أخرجه أحمد

الأحاديث والآثار الضعيفة الواردة في فضل عشر ذي الحجة/




1 - « ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة ، يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة ، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر » أخرجه الترمذي وابن ماجه وضعفه الألباني .
2 - « ما من أيام أفضل عند الله ولا العمل فيهن أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام - يعني من العشر - فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير وذكر الله ، والعمل فيهن يضاعف بسبعمائة ضعف» أخرجه البيهقي وضعفه الألباني .
3 - « صوم أيام العشر من ذي الحجة : كل يوم كفارة شهر ، وصوم يوم التروية كفارة سنة ، وصوم يوم عرفة كفارة سنتين » ضعفه ابن الجوزي في الموضوعات .
4 - روي عن حفصة قالت : أربع لم يكن يدعهن النبي صلى الله عليه وسلم : صيام عاشوراء ، والعشر ، وثلاثة أيام من كل شهر ، والركعتين قبل الغداة . أخرجه أحمد والنسائي وضعفه الألباني .
5 - روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان يقال في أيام العشر : لكل يوم ألف يوم ، ويوم عرفة : عشرة أيام يوم ، يعني في الفضل . أخرجه البيهقي وضعفه الألباني .

أيهما أفضل:
عشر ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان ؟

اختلف العلماء في ذلك :
1 - فمنهم من فضل أيام العشر ولياليها على أيام العشر الأواخر من رمضان ولياليها ، وهو قول ابن رجب .
2 - ومنهم من فضل أيام العشر الأول من ذي الحجة على أيام العشر الأخير من رمضان ، أما الليالي فليالي العشر الأخير من رمضان أفضل من أيام عشر ذي الحجة . وذهب إليه ابن تيمية وابن القيم وابن كثير .
3 - وقال بعض العلماء بالتسوية ، فأيام العشر من ذي الحجة وليالي العشر الأخير من رمضان سواء في الفضل ، واختار هذا القول ابن حبان .
وعلى كل حال فالجميع متفق على فضل أيام العشر من ذي الحجة، وأنها أيام مباركة يتضاعف فيها العمل الصالح.

الأعمال التي يستحب فعلها في العشر/

1- الإكثار من الأعمال الصالحة : يستحب في هذه الأيام الفاضلة : الإكثار من أي عمل صالح يقرب إلى الله سبحانه وتعالى ، لأن هذه الأيام - كما في حديث ابن عباس - أيام فاضلة تضاعف فيها الأجور ، فمن لم يمكنه الحج أو الصوم في هذه الأيام فعليه أن يشغل أوقاته بكل ما يقرب إلى الله سبحانه من الطاعات : من قيام الليل ، والإكثار من الدعاء والصدقة ، وصلة الأرحام ، وبر الوالدين ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرها من الأعمال الصالحة .
وهذا كله من فضل الله سبحانه ومنته على عباده ، أن يسر لعباده مواسم الخير حيث تتضاعف فيها الأجور .
2- أداء الحج والعمرة: من أفضل الأعمال في هذه الأيام : أداء الحج والعمرة ، فإنها من الأعمال الصالحة التي تدخل في عموم حديث ابن عباس السابق ، الذي فيه الحث على العمل الصالح في أيام العشر ، فمن استطاع أن يحج إلى بيت الله الحرام في هذه الأيام فليفعل ، وسينال بإذن الله فضل الحج الوارد في الحديث المتفق عليه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة » . والحديث المتفق عليه أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه »


3- الإكثار من الذكر: يستحب في هذه الأيام الفاضلة الإكثار من الذكر ، من التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح ، والدليل على ذلك : قوله تعالى **ِّيَشْهَدُوا۟ مَنَـٰفِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا۟ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِىٓ أَيَّامٍۢ مَّعْلُومَـٰتٍ { الحج : 28 ، قال ابن عباس : المراد بالآية عشر ذي الحجة .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر ، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد » أخرجه أحمد وصححه أحمد شاكر
وثبت عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم أنهما كانا يخرجان إلى السوق في أيام العشر ، يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما . أخرجه البخاري تعليقا مجزوما به .
والمراد بالأثر أن الناس يتذكرون التكبير فيكبر كل واحد بمفرده ، وليس المراد التكبير الجماعي بصوت واحد فإن هذا أمر غير مشروع ، ولم تأت به السنة .
والتكبير نوعان: التكبير المطلق ، أي في كل مكان : في البيت ، والسوق ، والطريق، أما التكبير المقيد فهو الذي يكون أدبار الصلوات المكتوبة ، ويبدأ من صلاة فجر يوم عرفة ، وينتهي بصلاة العصر من آخر أيام التشريق ، وهو قول جمهور الصحابة والتابعين .



قال ابن تيمية : أصح الأقوال في التكبير الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة : أن يكبر من فجر يوم عرفة ، إلى آخر أيام التشريق ، عقب كل صلاة .

4- الصيام: يستحب صوم أيام العشر ما عدا العاشر لأنه يوم عيد ، ويوم العيد لا يجوز صيامه لما ثبت عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة» رواه أبو داود وصححه الألباني .
وأفضل هذه الأيام التي ينبغي صيامها لغير الحاج : يوم التاسع من ذي الحجة وهو يوم عرفة .. فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة ؟ فقال : « يكفر السنة الماضية والباقية » أخرجه مسلم .
وسئل ابن عمر عن صوم يوم عرفة بعرفة ؟ فقال : حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصمه ، ومع أبي بكر فلم يصمه ومع عمر فلم يصمه، ومع عثمان فلم يصمه، وأنا لا أصومه، ولا آمر به ولا أنهى عنه. أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يوم عرفة ، ويوم النحر ، وأيام التشريق ، عيدنا أهل الإسلام ، وهي أيام أكل وشرب » أخرجه أبو داود وصححه الألباني . والمقصود الحاج دون غيره .

5- التقرب إلى الله بذبح الأضاحي: من الأعمال الصالحة في هذه العشر أن يتقرب المسلم إلى ربه بذبح الأضاحي، والأضاحي من شعائر الله، ويشملها قول الله تعالى{وَٱلْبُدْنَ جَعَلْنَـٰهَا لَكُم مِّن شَعَـٰٓئِرِ ٱللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌۭ ۖ** الحج36 ، فهي من شعائر الله ، ومن يعظم شعائر الله فقد حقق التقوى ، كما قال سبحانه { ذَ‌ٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَـٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ ** الحج32 .
وقد جاء في فضل الأضحية أحاديث كثيرة لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ويمكن مراجعة أسانيدها في سلسلة الأحاديث الضعيفة وضعيف الترغيب والترهيب للألباني.

الأحكام المهمة لمن يريد أن يضحي/

• يجب على من يريد الأضحية أن يمتنع عن الأخذ من شعره وظفره وبشرته ، من أول يوم من أيام ذي الحجة إلى أن يذبح أضحيته ، لما أخرج مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره » وفي لفظ : « من كان له ذبح يذبحه ، فإذا هل هلال ذي الحجة ، فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحي » ومعنى البشرة في الحديث : ظاهر الجلد ، كمن ينتف جلد رجله إذا كان يابسا أو ميتا .
وهذا الأمر للوجوب في أصح أقوال العلماء ، لأن الأصل في الأمر الوجوب ، والأصل في النهي التحريم ما لم يصرفه صارف ولا صارف للوجوب أو التحريم .
قال ابن القيم : ومن هديه صلى الله عليه وسلم أن من أراد التضحية ودخل يوم العشر ، فلا يأخذ من شعره وبشره شيئا ، ثبت النهي عن ذلك في صحيح مسلم ، وجزم بوجوبه ابن حزم والشوكاني والشنقيطي .
• أن من أخذ من شعره أو ظفره أو بشرته أثناء العشر ناسيا فلا شيء عنه ، لأن الناسي معذور ، وقد قال سبحانه**رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا { وصح في صحيح مسلم في الحديث القدسي أن الله قال : « قد فعلت » ، وصح في سنن ابن ماجه عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه » وصححه الألباني .
• من تعمد الأخذ من شعره أو ظفره أثناء العشر فهو آثم ، لعدم امتثاله الأمر النبوي ، لكن لو فعل عامدا فأضحيته باقية وليس عليه كفارة ، لكن عليه التوبة والاستغفار ، قال المرداوي : لو خالف وفعل فليس عليه إلا التوبة ، ولا فدية عليه إجماعا .
• من احتاج إلى الأخذ من ظفره لانكساره أو جرحه فلا حرج عليه ، ولا كفارة ، وأضحيته باقية ، بخلاف ما يظنه البعض من بطلان أضحيته ، فهذا مما لا دليل عليه .
• يجوز لمن أراد الأضحية أن يغسل شعر رأسه أثناء العشر ، وأن يحكه ويمشطه ، ولا شيء عليه ولا كفارة ، حتى وإن سقط شيء من شعره ، لأنه غير متعمد .
• أن الإمساك عن الأخذ من الشعر والظفر والبشرة خاص بالمضحي فقط ، أما أهل بيته من الزوجة والأولاد فلا يشملهم الحكم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم علق الحكم بمن يضحي فقط دون أهله وأولاده .
فمفهومه عدم دخول الحكم فيمن يضحى عنه من أهل البيت ، ثم يقال : بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينقل عنه أنه كان يأمر أهل بيته بالإمساك عن الأخذ من الظفر أو الشعر أو البشرة ، ولو كان واجبا عليهم لأمرهم به .
• أن الإمساك إنما يكون عن الأخذ من الشعر والظفر والبشرة فقط ، وعلى هذا فيجوز أثناء العشر الاغتسال والتطيب والجماع ، بخلاف ما يظنه بعض العامة أنه لا يجوز ذلك ، ويسمون المضحي محرما ، وهذه تسمية خاطئة ، وهي التي أوقعت بعض الناس في هذا الفهم الخاطئ .
وبين الشيخ ابن عثيمين العلة بقوله : والحكمة من ذلك أن الله سبحانه وتعالى برحمته لما خص الحجاج بالهدي ، وجعل لنسك الحج محرمات ومحظورات ، وهذه المحظورات إذا تركها الإنسان لله أثيب عليها ، والذين لم يحرموا بحج ولا عمرة شرع لهم أن يضحوا في مقابل الهدي ، و شرع لهم أن يتجنبوا الأخذ من الشعور والأظفار والبشرة ، لأن المحرم لا يأخذ من شعره شيئا ، يعني لا يترفه : فهؤلاء أيضا مثله ، وهذا من عدل الله عز وجل وحكمته ، كما أن المؤذن يثاب على الأذان ، وغير المؤذن يثاب على المتابعة ، فشرع له أن يتابع .

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .






منقول من موقع سلسلة العلامتين ابن باز والألباني:x117:

عنان الجنوب
10-14-2012, 12:34 AM
جزاااك الله خير والله يعطيك العافيه

تحياااتي ....

برستيج
10-14-2012, 08:17 AM
جزاك الله خير

يعطيكك العافيةة ع الطرح

ودي لك

فادي
10-17-2012, 07:12 PM
جزاااك الله خير والله يعطيك العافيه

تحياااتي ....








الله يعافيك يارب اتمنى الاجر للجميع

الوردة
10-17-2012, 07:16 PM
جزاك الله كل خير

صمت الرحيل
10-17-2012, 07:20 PM
معلومات قيييمه
جزاك الله خير
وجعله المولى في موازين
حسناتك~

فادي
10-22-2012, 04:29 PM
الله يسعدكم جميعا

مشكورين على مروركم الكريم

حكاية قلب
10-24-2012, 03:33 AM
الله يجزاك عنا خير الجزااء
بارك الله فيك ونفع بك
دمت بحفظ الرحمن

فاتنة بعشقي
10-24-2012, 06:00 AM
اسعد الله قلبك بنور الإيمان ورضى الرحمن
ورزقكَ الله أعلى الجنآن
آحسنت الإنتقاء :)

فادي
10-26-2012, 10:20 PM
حفظكم الله واشكر مروركم