منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   موسوعة قصائد واشعار الاديب حافظ ابراهيم.... (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=183855)

عطر الزنبق 11-23-2019 01:41 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


سَعَيتُ إِلى أَن كِدتُ أَنتَعِلُ الدَما

وَعُدتُ وَما أُعقِبتُ إِلّا التَنَدُّما

لَحى اللَهُ عَهدَ القاسِطينَ الَّذي بِهِ

تَهَدَّمَ مِن بُنيانِنا ما تَهَدَّما

إِذا شِئتَ أَن تَلقى السَعادَةَ بَينَهُم

فَلا تَكُ مِصرِيّاً وَلا تَكُ مُسلِما

سَلامٌ عَلى الدُنيا سَلامَ مُوَدِّعٍ

رَأى في ظَلامِ القَبرِ أُنساً وَمَغنَما

أَضَرَّت بِهِ الأولى فَهامَ بِأُختِها

فَإِن ساءَتِ الأُخرى فَوَيلاهُ مِنهُما

فَهُبّي رِياحَ المَوتِ نُكباً وَأَطفِئي

سِراجَ حَياتي قَبلَ أَن يَتَحَطَّما

فَما عَصَمَتني مِن زَماني فَضائِلي

وَلَكِن رَأَيتُ المَوتَ لِلحُرِّ أَعصَما

فَيا قَلبُ لا تَجزَع إِذا عَضَّكَ الأَسى

فَإِنّكَ بَعدَ اليَومِ لَن تَتَأَلَّما

وَيا عَينُ قَد آنَ الجُمودُ لِمَدمَعي

فَلا سَيلَ دَمعٍ تَسكُبينَ وَلا دَما

وَيا يَدُ ما كَلَّفتُكِ البَسطَ مَرَّةً

لِذي مِنَّةٍ أَولى الجَميلَ وَأَنعَما

فَلِلَّهِ ما أَحلاكِ في أَنمُلِ البِلى

وَإِن كُنتِ أَحلى في الطُروسِ وَأَكرَما

وَيا قَدَمي ما سِرتِ بي لِمَذَلَّةٍ

وَلَم تَرتَقي إِلّا إِلى العِزِّ سُلَّما

فَلا تُبطِئي سَيراً إِلى المَوتِ وَاِعلَمي

بِأَنَّ كَريمَ القَومِ مَن ماتَ مُكرَما

وَيا نَفسُ كَم جَشَّمتُكِ الصَبرَ وَالرِضا

وَجَشَّمتِني أَن أَلبَسَ المَجدَ مُعلَما

فَما اِسطَعتِ أَن تَستَمرِئي مُرَّ طَعمِهِ

وَما اِسطَعتُ بَينَ القَومِ أَن أَتَقَدَّما

فَهَذا فِراقٌ بَينَنا فَتَجَمَّلي

فَإِنَّ الرَدى أَحلى مَذاقاً وَمَطعَما

وَيا صَدرُ كَم حَلَّت بِذاتِكَ ضيقَةٌ

وَكَم جالَ في أَنحائِكَ الهَمُّ وَاِرتَمى

فَهَلّا تَرى في ضيقَةِ القَبرِ فُسحَةً

تُنَفِّسُ عَنكَ الكَربَ إِن بِتَّ مُبرَما

وَيا قَبرُ لا تَبخَل بِرَدِّ تَحِيَّةٍ

عَلى صاحِبٍ أَوفى عَلَينا وَسَلَّما

وَهَيهاتَ يَأتي الحَيُّ لِلمَيتِ زائِراً

فَإِنّي رَأَيتُ الوُدَّ في الحَيِّ أُسقِما

وَيا أَيُّها النَجمُ الَّذي طالَ سُهدُهُ

وَقَد أَخَذَت مِنهُ السُرى أَينَ يَمَّما

لَعَلَّكَ لا تَنسى عُهودَ مُنادِمٍ

تَعَلَّمَ مِنكَ السُهدَ وَالأَينَ كُلَّما





عطر الزنبق 11-23-2019 01:41 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


ماذا أَصَبتَ مِنَ الأَسفارِ وَالنَصَبِ

وَطَيِّكَ العُمرَ بَينَ الوَخدِ وَالخَبَبِ

نَراكَ تَطلُبُ لا هَوناً وَلا كَثَباً

وَلا نَرى لَكَ مِن مالٍ وَلا نَشَبِ

لا تُطعِمانِيَ أَنيابَ المَلامِ عَلى

هَذا العِثارِ فَإِنّي مَهبِطُ العَجَبِ

وَدِدتُ لَو طَرَحوا بي يَومَ جِئتُهُمُ

في مَسبَحِ الحوتِ أَو في مَسرَحِ العَطَبِ

لَعَلَّ مانِيَ لاقى ما أُكابِدُهُ

فَوَدَّ تَعجيلَنا مِن عالَمِ الشَجَبِ

إِنّي اِحتَسَبتُ شَباباً بِتُّ أُنفِقُهُ

وَعَزمَةً شابَتِ الدُنيا وَلَم تَشِبِ

كَم هِمتُ في البيدِ وَالآرامُ قائِلَةٌ

وَالشَمسُ تَرمي أَديمَ الأَرضِ بِاللَهَبِ

وَكَم لَبِستُ الدُجى وَالتُربُ ناعِسَةٌ

وَاللَيلُ أَهدَأُ مِن جَأشي لَدى النُوَبِ

وَالنَجمُ يَعجَبُ مِن أَمري وَيَحسَبُني

لَدى السُرى ثامِناً لِلسَبعَةِ الشُهُبِ

لَكِنَّني غَيرُ مَجدودٍ وَما فَتِئَت

يَدُ المَقاديرِ تُقصيني عَنِ الأَرَبِ

وَقَد غَدَوتُ وَآمالي مُطَرَّحَةٌ

وَفي أُمورِيَ ما لِلضَبِّ في الذَنَبِ

فَإِن تَكُن نِسبَتي لِلشَرقِ مانِعَتي

حَظّاً فَواهاً لِمَجدِ التُركِ وَالعَرَبِ

وَقاضِباتٍ لَهُم كانَت إِذا اِختُرِطَت

تَدَثَّرَ الغَربُ في ثَوبٍ مِنَ الرَهَبِ

وَجَمرَةٍ لَهُم في الشَرقِ ما هَمَدَت

وَلا عَلاها رَمادُ الخَتلِ وَالكَذِبِ

مَتى أَرى النيلَ لا تَحلو مَوارِدُهُ

لِغَيرِ مُرتَهِبٍ لِلَّهِ مُرتَقِبِ

فَقَد غَدَت مِصرُ في حالٍ إِذا ذُكِرَت

جادَت جُفوني لَها بِاللُؤلُؤِ الرَطِبِ

كَأَنَّني عِندَ ذِكري ما أَلَمَّ بِها

قَرمٌ تَرَدَّدَ بَينَ المَوتِ وَالهَرَبِ

إِذا نَطَقتُ فَقاعُ السِجنِ مُتَّكَأٌ

وَإِن سَكَتُّ فَإِنَّ النَفسَ لَم تَطِبِ

أَيَشتَكي الفَقرَ غادينا وَرائِحُنا

وَنَحنُ نَمشي عَلى أَرضٍ مِنَ الذَهَبِ

وَالقَومُ في مِصرَ كَالإِسفِنجِ قَد ظَفِرَت

بِالماءِ لَم يَترُكوا ضَرعاً لِمُحتَلِبِ

يا آلَ عُثمانَ ما هَذا الجَفاءُ لَنا

وَنَحنُ في اللَهِ إِخوانٌ وَفي الكُتُبِ

تَرَكتُمونا لِأَقوامٍ تُخالِفُنا

في الدينِ وَالفَضلِ وَالأَخلاقِ وَالأَدَبِ





عطر الزنبق 11-23-2019 01:41 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


لَم يَبقَ شَيءٌ مِنَ الدُنيا بِأَيدينا

إِلّا بَقِيَّةُ دَمعٍ في مَآقينا

كُنّا قِلادَةَ جيدِ الدَهرِ فَاِنفَرَطَت

وَفي يَمينِ العُلا كُنا رَياحينا

كانَت مَنازِلُنا في العِزِّ شامِخَةً

لا تُشرِقُ الشَمسَ إِلّا في مَغانينا

وَكانَ أَقصى مُنى نَهرِ المَجَرَّةِ لَو

مِن مائِهِ مُزِجَت أَقداحُ ساقينا

وَالشُهبُ لَو أَنَّها كانَت مُسَخَّرَةً

لِرَجمِ مَن كانَ يَبدو مِن أَعادينا

فَلَم نَزَل وَصُروفُ الدَهرِ تَرمُقُنا

شَزراً وَتَخدَعُنا الدُنيا وَتُلهينا

حَتّى غَدَونا وَلا جاهٌ وَلا نَشَبٌ

وَلا صَديقٌ وَلا خِلُّ يُواسينا





عطر الزنبق 11-23-2019 01:42 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif
كَم مَرَّ بي فيكِ عَيشٌ لَستُ أَذكُرُهُ

وَمَرَّ بي فيكِ عَيشٌ لَستُ أَنساهُ

وَدَّعتُ فيكِ بَقايا ما عَلِقتُ بِهِ

مِنَ الشَبابِ وَما وَدَّعتُ ذِكراهُ

أَهفو إِلَيهِ عَلى ما أَقرَحَت كَبِدي

مِنَ التَباريحِ أولاهُ وَأُخراهُ

لَبِستُهُ وَدُموعُ العَينِ طَيِّعَةٌ

وَالنَفسُ جَيّاشَةٌ وَالقَلبُ أَوّاهُ

فَكانَ عَوني عَلى وَجدٍ أُكابِدُهُ

وَمُرِّ عَيشٍ عَلى العِلّاتِ أَلقاهُ

إِن خانَ وُدّي صَديقٌ كُنتُ أَصحَبُهُ

أَو خانَ عَهدي حَبيبٌ كُنتُ أَهواهُ

قَد أَرخَصَ الدَمعَ يَنبوعُ الغَناءِ بِهِ

وا لَهفَتي وَنُضوبُ الشَيبِ أَغلاهُ

كَم رَوَّحَ الدَمعُ عَن قَلبي وَكَم غَسَلَت

مِنهُ السَوابِقُ حُزناً في حَناياهُ

لَم أَدرِ ما يَدُهُ حَتّى تَرَشَّفَهُ

فَمُ المَشيبِ عَلى رَغمي فَأَفناهُ

قالوا تَحَرَّرتَ مِن قَيدِ المِلاحِ فَعِش

حُرّاً فَفي الأَسرِ ذُلٌّ كُنتَ تَأباهُ

فَقُلتُ يا لَيتَهُ دامَت صَرامَتُهُ

ما كانَ أَرفَقُهُ عِندي وَأَحناهُ

بُدِّلتُ مِنهُ بِقَيدٍ لَستُ أُفلَتُهُ

وَكَيفَ أُفلَتُ قَيداً صاغَهُ اللَهُ

أَسرى الصَبابَةِ أَحياءٌ وَإِن جَهِدوا

أَمّا المَشيبُ فَفي الأَمواتِ أَسراهُ





عطر الزنبق 11-23-2019 01:42 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


رَمَيتُ بِها عَلى هَذا التَبابِ

وَما أَورَدتُها غَيرَ السَرابِ

وَما حَمَّلتُها إِلّا شَقاءً

تُقاضيني بِهِ يَومَ الحِسابِ

جَنَيتُ عَلَيكِ يا نَفسي وَقَبلي

عَلَيكِ جَنى أَبي فَدَعي عِتابي

فَلَولا أَنَّهُم وَأَدوا بَياني

بَلَغتُ بِكِ المُنى وَشَفَيتُ ما بي

سَعَيتُ وَكَم سَعى قَبلي أَديبٌ

فَآبَ بِخَيبَةٍ بَعدَ اِغتِرابِ

وَما أَعذَرتُ حَتّى كانَ نَعلي

دَماً وَوِسادَتي وَجهَ التُرابِ

وَحَتّى صَيَّرَتني الشَمسُ عَبداً

صَبيغاً بَعدَ ما دَبَغَت إِهابي

وَحَتّى قَلَّمَ الإِملاقُ ظُفري

وَحَتّى حَطَّمَ المِقدارُ نابي

مَتى أَنا بالِغٌ يا مِصرُ أَرضاً

أَشُمُّ بِتُربِها ريحَ المَلابِ

رَأَيتُ اِبنَ البُخارِ عَلى رُباها

يَمُرُّ كَأَنَّهُ شَرخُ الشَبابِ

كَأَنَّ بِجَوفِهِ أَحشاءَ صَبٍّ

يُؤَجِّجُ نارَها شَوقُ الإِيابِ

إِذا ما لاحَ ساءَلنا الدَياجي

أَبَرقُ الأَرضِ أَم بَرقُ السَحابِ





عطر الزنبق 11-23-2019 01:42 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


ما لِهَذا النَجمِ في السَحَرِ

قَد سَها مِن شِدَّةِ السَهَرِ

خِلتُهُ يا قَومُ يُؤنِسُني

إِن جَفاني مُؤنِسُ السَحَرِ

يا لِقَومي إِنَّني رَجُلٌ

أَفنَتِ الأَيّامُ مُصطَبَري

أَسهَرَتني الحادِثاتُ وَقَد

نامَ حَتّى هاتِفُ الشَجَرِ

وَالدُجى يَخطو عَلى مَهَلٍ

خَطوَ ذي عِزٍّ وَذي خَفَرِ

فيهِ شَخصُ اليَأسِ عانَقَني

كَحَبيبٍ آبَ مِن سَفَرِ

وَأَثارَت بي فَوادِحُهُ

كامِناتِ الهَمِّ وَالكَدَرِ

وَكَأَنَّ اللَيلَ أَقسَمَ لا

يَنقَضي أَو يَنقَضي عُمُري

أَيُّها الزِنجِيُّ ما لَكَ لَم

تَخشَ فينا خالِقَ البَشَرِ

لي حَبيبٌ هاجِرٌ وَلَهُ

صورَةٌ مِن أَبدَعِ الصُوَرِ

أَتَلاشى في مَحَبَّتِهِ

كَتَلاشي الظِلِّ في القَمَرِ





عطر الزنبق 11-23-2019 01:43 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


لَقَد كانَتِ الأَمثالُ تُضرَبُ بَينَنا

بِجَورِ سَدومٍ وَهوَ مِن أَظلَمِ البَشَر

فَلَمّا بَدَت في الكَونِ آياتُ ظُلمِهِم

إِذا بِسَدومٍ في حُكومَتِهِ عُمَر





عطر الزنبق 11-23-2019 01:43 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


مَرِضنا فَما عادَنا عائِدُ

وَلا قيلَ أَينَ الفَتى الأَلمَعي

وَلا حَنَّ طِرسٌ إِلى كاتِبٍ

وَلا خَفَّ لَفظٌ عَلى مِسمَعِ

سَكَتنا فَعَزَّ عَلَينا السُكوتُ

وَهانَ الكَلامُ عَلى المُدَّعي

فَيا دَولَةً آذَنَت بِالزَوالِ

رَجَعنا لِعَهدِ الهَوى فَاِرجِعي

وَلا تَحسَبينا سَلَونا النَسيبَ

وَبَينَ الضُلوعِ فُؤادٌ يَعي





عطر الزنبق 11-23-2019 01:43 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


نَعِمنَ بِنَفسي وَأَشقَينَني

فَيا لَيتَهُنَّ وَيا لَيتَني

خِلالٌ نَزَلنَ بِخِصبِ النُفوسِ

فَرَوَّينَهُنَّ وَأَظمَأنَني

تَعَوَّدنَ مِنّي إِباءَ الكَريمِ

وَصَبرَ الحَليمِ وَتيهَ الغَني

وَعَوَّدتُهُنَّ نِزالَ الخُطوبِ

فَما يَنثَنينَ وَما أَنثَني

إِذا ما لَهَوتُ بِلَيلِ الشَبابِ

أَهَبنَ بِعَزمي فَنَبَّهنَني

فَما زِلتُ أَمرَحُ في قَدِّهِنَّ

وَيَمرَحنَ مِنّي بِرَوضٍ جَني

إِلى أَن تَوَلّى زَمانُ الشَبابِ

وَأَوشَكَ عودِيَ أَن يَنحَني

فَيا نَفسُ إِن كُنتِ لا توقِنينَ

بِمَعقودِ أَمرِكِ فَاِستَيقِني

فَهَذي الفَضيلَةُ سِجنُ النُفوسِ

وَأَنتِ الجَديرَةُ أَن تُسجَني

فَلا تَسأَليني مَتى تَنقَضي

لَيالي الإِسارِ وَلا تَحزَني





عطر الزنبق 11-23-2019 01:43 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


رُدّا كُؤوسَكُما عَن شِبهِ مَفؤودِ

فَلَيسَ ذَلِكَ يَومَ الراحِ وَالعودِ

يا ساقِيَيَّ أَراني قَد سَكَنتُ إِلى

ماءِ المَدامِعِ عَن ماءِ العَناقيدِ

وَبِتُّ يَرتاحُ سَمعي حينَ يَفتُقُهُ

صَوتُ النَوادِبِ لا صَوتُ الأَغاريدِ

فَأَمسِكا الراحَ إِنّي لا أُخامِرُها

وَبَلِّغا الغيدَ عَنّي سَلوَةَ الغيدِ

ثُمَّ اِمضِيا وَدَعاني إِنَّني رَجُلٌ

قَد آلَ أَمري إِلى هَمٍّ وَتَسهيدِ

أَبَعدَ عُثمانَ أَبغي مَأرَباً حَسَناً

مِنَ الحَياةِ وَحَظّاً غَيرَ مَنكودِ

إِنّي لَيَحزُنُني أَن جاءَ يَنشُدُهُ

داعي المَنونِ وَأَنّي غَيرُ مَنشودِ

أَمسَت تُنافِسُ فيكَ الشُهبَ مِن شَرَفٍ

أَرضٌ تَوارَيتَ فيها يا فَتى الجودِ

لَو لَم تَكُن سَبَقَتكَ الأَنبِياءُ لَها

قُلنا بِأَنَّكَ فيها خَيرُ مَلحودِ

وَوَدَّتِ الريحُ لَو كانَت مُسَخَّرَةً

لِحَملِ نَعشِكَ عَن هامِ الأَماجيدِ

وَالشَمسُ لَو أَنَّها مِن أُفقِها هَبَطَت

وَآثَرَت مَعكَ سُكنى القَفرِ وَالبيدِ

وَقَد تَمَنّى الضُحى لَو أَنَّهُم دَرَجوا

هَذا الفَقيدَ بِثَوبٍ مِنهُ مَقدودِ

يا راحِلاً أَكبَرَتكَ الحادِثاتُ وَما

أَكبَرتَها عِندَ تَليينٍ وَتَشديدِ

أَبكَيتَ حَتّى العُلا وَالمَكرُماتِ وَما

جَفَّت عَلَيكَ مَآقي الخُرَّدِ الخودِ

وَباتَ آلُكَ وَالأَصحابُ كُلُّهُمُ

عَلَيكَ ما بَينَ مَحزونٍ وَمَعمودِ

يَبكونَ فَقدَ اِمرِئٍ لِلخَيرِ مُنتَسِبٍ

بِالبِشرِ مُنتَقِبٍ في الناسِ مَحمودِ

بَني أَباظَةَ لا زالَت دِيارُكُمُ

أُفقَ البُدورِ وَغاباً لِلصَناديدِ

لا قَدَّرَ اللَهُ بَعدَ اليَومِ تَعرِيَةً

إِلّا هَناءً عَلى عِزٍّ وَتَخليدِ

وَعَظَّمَ اللَهُ في عُثمانَ أَجرَكُمُ

في رَحمَةِ اللَهِ أَمسى خَيرَ مَغمودِ






الساعة الآن 09:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا