منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   موسوعة قصائد وأشعار شاعر العصر العباسي (أبو الطيب المتنبي )... (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=182598)

عطر الزنبق 06-24-2019 11:58 PM

http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif


أَوهِ بَديلٌ مِن قَولَتي واهاً

لِمَن نَأَت وَالبَديلُ ذِكراها

أَوهِ لِمَن لا أَرى مَحاسِنَها

وَأَصلُ واهاً وَأَوهِ مَرآها

شامِيَّةٌ طالَما خَلَوتُ بِها

تُبصِرُ في ناظِري مُحَيّاها

فَقَبَّلَت ناظِري تُغالِطُني

وَإِنَّما قَبَّلَت بِهِ فاها

فَلَيتَها لا تَزالُ آوِيَةً

وَلَيتَهُ لا يَزالُ مَأواها

كُلُّ جَريحٍ تُرجى سَلامَتُهُ

إِلّا فُؤاداً دَهَتهُ عَيناها

تَبُلُّ خَدَّيَّ كُلَّما اِبتَسَمَت

مِن مَطَرٍ بَرقُهُ ثَناياها

ما نَفَضَت في يَدي غَدائِرُها

جَعَلَتهُ في المُدامِ أَفواها

في بَلَدٍ تُضرَبُ الحِجالُ بِهِ

عَلى حِسانٍ وَلَسنَ أَشباها

لَقِينَنا وَالحُمولُ ساتِرَةٌ

وَهُنَّ دُرٌّ فَذُبنَ أَمواها

كُلُّ مَهاةٍ كَأَنَّ مُقلَتَها

تَقولُ إِيّاكُمُ وَإِيّاها

فيهِنَّ مَن تَقطُرُ السُيوفُ دَماً

إِذا لِسانُ المُحِبِّ سَمّاها

أُحِبُّ حِمصاً إِلى خُناصِرَةٍ

وَكُلُّ نَفسٍ تُحِبُّ مَحياها

حَيثُ اِلتَقى خَدُّها وَتُفّاحَ لُب

نانَ وَثَغري عَلى حُمَيّاها

وَصِفتُ فيها مَصيفَ بادِيَةٍ

شَتَوتُ بِالصَحصَحانِ مَشتاها

إِن أَعشَبَت رَوضَةٌ رَعَيناها

أَو ذُكِرَت حِلَّةٌ غَزَوناها

أَو عَرَضَت عانَةٌ مُقَزَّعَةٌ

صِدنا بِأُشرى الجِيادِ أولاها

أَو عَبَرَت هَجمَةٌ بِنا تُرِكَت

تَكوسُ بَينَ الشُروبِ عَقراها

وَالخَيلُ مَطرودَةٌ وَطارِدَةٌ

تَجُرُّ طولى القَنا وَقُصراها

يُعجِبُها قَتلُها الكُماةُ وَلا

يُنظِرُها الدَهرُ بَعدَ قَتلاها

وَقَد رَأَيتُ المُلوكَ قاطِبَةً

وَسِرتُ حَتّى رَأَيتُ مَولاها

وَمَن مَناياهُمُ بِراحَتِهِ

يَأمُرُها فيهِمِ وَيَنهاها

أَبا شُجاعٍ بِفارِسٍ عَضُدَ ال

دَولَةِ فَنّاخُسرو شَهَنشاها

أَسامِياً لَم تَزِدهُ مَعرِفَةً

وَإِنَّما لَذَّةً ذَكَرناها

تَقودُ مُستَحسَنَ الكَلامِ لَنا

كَما تَقودُ السَحابَ عُظماها

هُوَ النَفيسُ الَّذي مَواهِبُهُ

أَنفَسُ أَموالِهِ وَأَسناها

لَو فَطِنَت خَيلُهُ لِنائِلِهِ

لَم يُرضِها أَن تَراهُ يَرضاها

لا تَجِدُ الخَمرَ في مَكارِمِهِ

إِذا اِنتَشى خَلَّةً تَلافاها

تُصاحِبُ الراحُ أَريَحِيَّتَهُ

فَتَسقُطُ الراحُ دونَ أَدناها

تَسُرُّ طَرباتُهُ كَرائِنَهُ

ثُمَّ تُزيلُ السُرورَ عُقباها

بِكُلِّ مَوهوبَةٍ مُوَلوَلَةٍ

قاطِعَةٍ زيرَها وَمَثناها

تَعومُ عَومَ القَذاةِ في زَبَدٍ

مِن جودِ كَفِّ الأَميرِ يَغشاها

تُشرِقُ تيجانُهُ بِغُرَّتِهِ

إِشراقَ أَلفاظِهِ بِمَعناها

دانَ لَهُ شَرقُها وَمَغرِبُها

وَنَفسُهُ تَستَقِلُّ دُنياها

تَجَمَّعَت في فُؤادِهِ هِمَمٌ

مِلءُ فُؤادِ الزَمانِ إِحداها

فَإِن أَتى حَظُّها بِأَزمِنَةٍ

أَوسَعَ مِن ذا الزَمانِ أَبداها

وَصارَتِ الفَيلَقانِ واحِدَةٌ

تَعثُرُ أَحياؤُها بِمَوتاها

وَدارَتِ النَيِّراتُ في فَلَكٍ

تَسجُدُ أَقمارُها لِأَبهاها

الفارِسُ المُتَّقى السِلاحُ بِهِ ال

مُثني عَلَيهِ الوَغى وَخَيلاها

لَو أَنكَرَت مِن حَيائِها يَدُهُ

في الحَربِ آثارُها عَرَفناها

وَكَيفَ تَخفى الَّتي زِيادَتُها

وَناقِعُ المَوتِ بَعضُ سيماها

الواسِعُ العُذرِ أَن يَتيهَ عَلى ال

دُنيا وَأَبنائِها وَماتاها

لَو كَفَرَ العالَمونَ نِعمَتُهُ

لَما عَدَت نَفسُهُ سَجاياها

كَالشَمسِ لا تَبتَغي بِما صَنَعَت

مَنفَعَةً عِندَهُم وَلا جاها

وَلِّ السَلاطينَ مَن تَوَلّاها

وَاِلجَأ إِلَيهِ تَكُن حُدَيّاها

وَلا تَغُرَّنَّكَ الإِمارَةُ في

غَيرِ أَميرٍ وَإِن بِها باهى

فَإِنَّما المَلكُ رَبُّ مَملَكَةٍ

قَد فَغَمَ الخافِقَينَ سَرَيّاها

مُبتَسِمٌ وَالوُجوهُ عابِسَةٌ

سِلمُ العِدى عِندَهُ كَهَيجاها

الناسُ كَالعابِدينَ آلِهَةً

وَعَبدُهُ كَالمُوَحِّدُ اللَهَ

عطر الزنبق 06-24-2019 11:58 PM



http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif




لَئِن تَكُ طَيِّئٌ كانَت لِئاماً

فَأَلأَمُها رَبيعَةُ أَو بَنوهُ

وَإِن تَكُ طَيِّئٌ كانَت كِراماً

فَوَردانٌ لِغَيرِهِمِ أَبوهُ

مَرَرنا مِنهُ في حِسمى بِعَبدٍ

يَمُجُّ اللُؤمَ مَنخِرُهُ وَفوهُ

أَشَذَّ بِعِرسِهِ عَنّي عَبيدي

فَأَتلَفَهُم وَمالي أَتلَفوهُ

فَإِن شَقِيَت بِأَيديهِم جِيادي

لَقَد شَقِيَت بِمُنصُلِيَ الوُجوهُ

عطر الزنبق 06-25-2019 12:00 AM



http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif




أَحَقُّ دارٍ بِأَن تُسمى مُبارَكَةً

دارٌ مُبارَكَةُ المَلكِ الَّذي فيها

وَأَجدَرُ الدورِ أَن تُسقى بِساكِنِها

دارٌ غَدا الناسُ يَستَسقونَ أَهليها

هَذي مَنازِلُكَ الأُخرى نُهَنِّئُها

فَمَن يَمُرُّ عَلى الأولى يُسَلّيها

إِذا حَلَلتَ مَكاناً بَعدَ صاحِبِهِ

جَعَلتَ فيهِ عَلى ما قَبلَهُ تيها

لا يُنكَرُ العَقلُ مِن دارٍ تَكونُ بِها

فَإِنَّ ريحَكَ روحٌ في مَغانيها

أَتَمَّ سَعدَكَ مَن لَقّاكَ أَوَّلَهُ

وَلا اِستَرَدَّ حَياةً مِنكَ مُعطيها

عطر الزنبق 06-25-2019 12:00 AM

http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif


قالوا أَلَم تَكنِهِ فَقُلتُ لَهُم

ذَلِكَ عِيٌّ إِذا وَصَفناهُ

لايَتَوَقّى أَبو العَشائِرِ مِن

لَبسِ مَعاني الوَرى بِمَعناهُ

أَفرَسُ مَن تَسبَحُ الجِيادُ بِهِ

وَلَيسَ إِلّا الحَديدَ أَمواهُ

عطر الزنبق 06-25-2019 12:00 AM



http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif


الناسُ ما لَم يَرَوكَ أَشباهُ

وَالدَهرُ لَفظٌ وَأَنتَ مَعناهُ

وَالجودُ عَينٌ وَأَنتَ ناظِرُها

وَالبَأسُ باعٌ وَأَنتَ يُمناهُ

أَفدي الَّذي كُلُّ مَأزِقٍ حَرِجٍ

أَغبَرَ فُرسانُهُ تَحاماهُ

أَعلى قَناةِ الحُسَينِ أَوسَطُها

فيهِ وَأَعلى الكَمِيَّ رِجلاهُ

تُنشِدُ أَثوابُنا مَدائِحُهُ

بِأَلسُنٍ مالَهُنَّ أَفواهُ

إِذا مَرَرنا عَلى الأَصَمِّ بِها

أَغنَتهُ عَن مِسمَعَيهِ عَيناهُ

سُبحانَ مَن خارَ لِلكَواكِبِ بِالـ

ـبُعدِ وَلَو نِلنَ كُنَّ جَدواهُ

لَو كانَ ضَوءُ الشُموسِ في يَدِهِ

لَصاعَهُ جودُهُ وَأَفناهُ

يا راحِلاً كُلُّ مَن يُوَدِّعُهُ

مُوَدِّعٌ دينَهُ وَدُنياهُ

إِن كانَ فيما نَراهُ مِن كَرَمٍ

فيكَ مَزيدٌ فَزادَكَ اللَهُ

عطر الزنبق 06-25-2019 12:01 AM



http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif




أَنا بِالوُشاةِ إِذا ذَكَرتُكَ أَشبَهُ

تَأتي النَدى وَيُذاعُ عَنكَ فَتَكرَهُ

وَإِذا رَأَيتُكَ دونَ عِرضي عارِضاً

أَيقَنتُ أَنَّ اللَهَ يَبغي نَصرَهُ

عطر الزنبق 06-25-2019 12:01 AM



http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif


أَغلَبُ الحَيِّزَينِ ما كُنتَ فيهِ

وَوَلِيُّ النَماءِ مَن تَنميهِ

ذا الَّذي أَنتَ جَدُّهُ وَأَبوهُ

دِنيَةً دونَ جَدِّهِ وَأَبيهِ

عطر الزنبق 06-25-2019 12:01 AM





http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif


مَغاني الشَعبِ طيباً في المَغاني

بِمَنزِلَةِ الرَبيعِ مِنَ الزَمانِ

وَلَكِنَّ الفَتى العَرَبِيَّ فيها

غَريبُ الوَجهِ وَاليَدِ وَاللِسانِ

مَلاعِبُ جِنَّةٍ لَو سارَ فيها

سُلَيمانٌ لَسارَ بِتَرجُمانِ

طَبَت فُرسانَنا وَالخَيلَ حَتّى

خَشيتُ وَإِن كَرُمنَ مِنَ الحِرانِ

غَدَونا تَنفُضُ الأَغصانُ فيها

عَلى أَعرافِها مِثلَ الجُمانِ

فَسِرتُ وَقَد حَجَبنَ الشَمسَ عَنّي

وَجَبنَ مِنَ الضِياءِ بِما كَفاني

وَأَلقى الشَرقُ مِنها في ثِيابي

دَنانيراً تَفِرُّ مِنَ البَنانِ

لَها ثَمَرٌ تُشيرُ إِلَيكَ مِنهُ

بِأَشرِبَةٍ وَقَفنَ بِلا أَواني

وَأَمواهٌ تَصِلُّ بِها حَصاها

صَليلَ الحَليِ في أَيدي الغَواني

وَلَو كانَت دِمَشقَ ثَنى عِناني

لَبيقُ الثُردِ صينِيُّ الجِفانِ

يَلَنجوجِيُّ ما رُفِعَت لِضَيفٍ

بِهِ النيرانُ نَدِّيُّ الدُخانِ

تَحِلُّ بِهِ عَلى قَلبٍ شُجاعٍ

وَتَرحَلُ مِنهُ عَن قَلبٍ جَبانِ

مَنازِلُ لَم يَزَل مِنها خَيالٌ

يُشَيِّعُني إِلى النِوبَنذَجانِ

إِذا غَنّى الحَمامُ الوُرقُ فيها

أَجابَتهُ أَغانِيُّ القِيانِ

وَمَن بِالشِعبِ أَحوَجُ مِن حَمامٍ

إِذا غَنّى وَناحَ إِلى البَيانِ

وَقَد يَتَقارَبُ الوَصفانِ جِدّاً

وَمَوصوفاهُما مُتَباعِدانِ

يَقولُ بِشِعبِ بَوّانٍ حِصاني

أَعَن هَذا يُسارُ إِلى الطِعانِ

أَبوكُم آدَمٌ سَنَّ المَعاصي

وَعَلَّمَكُم مُفارَقَةَ الجِنانِ

فَقُلتُ إِذا رَأَيتُ أَبا شُجاعٍ

سَلَوتُ عَنِ العِبادِ وَذا المَكانِ

فَإِنَّ الناسَ وَالدُنيا طَريقٌ

إِلى مَن ما لَهُ في الناسِ ثانِ

لَقَد عَلَّمتُ نَفسي القَولَ فيهِم

كَتَعليمِ الطَرادِ بِلا سِنانِ

بِعَضدِ الدَولَةِ اِمتَنَعَت وَعَزَّت

وَلَيسَ لِغَيرِ ذي عَضُدٍ يَدانِ

وَلا قَبضٌ عَلى البيضِ المَواضي

وَلا حَظٌّ مِنَ السُمرِ اللِدانِ

دَعَتهُ بِمَفزَعِ الأَعضاءِ مِنها

لِيَومِ الحَربِ بِكرٍ أَو عَوانِ

فَما يُسمي كَفَنّا خُسرَ مُسمٍ

وَلا يُكَني كَفَنّا خُسرَ كاني

وَلا تُحصى فَضائِلُهُ بِظَنِّ

وَلا الإِخبارُ عَنهُ وَلا العِيانِ

أُروضُ الناسِ مِن تُربٍ وَخَوفٍ

وَأَرضُ أَبي شُجاعٍ مِن أَمانِ

تُذِمُّ عَلى اللُصوصِ لِكُلِّ تَجرٍ

وَتَضمَنُ لِلصَوارِمِ كُلَّ جاني

إِذا طَلَبَت وَدائِعُهُم ثِقاتٍ

دُفِعنَ إِلى المَحاني وَالرِعانِ

فَباتَت فَوقَهُنَّ بِلا صِحابٍ

تَصيحُ بِمَن يَمُرُّ أَما تَراني

رُقاهُ كُلُّ أَبيَضَ مَشرَفِيٍّ

لِكُلِّ أَصَمَّ صِلٍّ أُفعُوانِ

وَما تَرقى لُهاهُ مِن نَداهُ

وَلا المالُ الكَريمُ مِنَ الهَوانِ

حَمى أَطرافَ فارِسَ شَمَّرِيٌّ

يَحُضُّ عَلى التَباقي بِالتَفاني

بِضَربٍ هاجَ أَطرابَ المَنايا

سِوى ضَربِ المَثالِثِ وَالمَثاني

كَأَنَّ دَمَ الجَماجِمِ في العَناصي

كَسا البُلدانَ ريشَ الحَيقُطانِ

فَلَو طُرِحَت قُلوبُ العِشقِ فيها

لَما خافَت مِنَ الحَدَقِ الحِسانِ

وَلَم أَرَ قُبلَهُ شِبلَي هِزَبرٍ

كَشِبلَيهِ وَلا مُهرَي رِهانِ

أَشَدَّ تَنازُعاً لِكَريمِ أَصلٍ

وَأَشبَهُ مَنظَراً بِأَبِ هِجانِ

وَأَكثَرَ في مَجالِسِهِ اِستِماعاً

فُلانٌ دَقَّ رُمحاً في فُلانِ

وَأَوَّلُ رَأيَةٍ رَأيا المَعالي

فَقَد عَلِقا بِها قَبلَ الأَوانِ

وَأَوَّلُ لَفظَةٍ فَهِما وَقالا

إِغاثَةُ صارِخٍ أَو فَكُّ عانِ

وَكُنتَ الشَمسَ تَبهَرُ كُلَّ عَينٍ

فَكَيفَ وَقَد بَدَت مَعَها اِثنَتانِ

فَعاشا عيشَةَ القَمَرَينِ يُحيا

بِضَوئهِما وَلا يَتَحاسَدانِ

وَلا مَلَكا سِوى مُلكِ الأَعادي

وَلا وَرِثا سِوى مَن يَقتُلانِ

وَكانَ اِبنا عَدوٍّ كاثَراهُ

لَهُ ياءَي حُروفِ أُنَيسِيانِ

دُعاءٌ كَالثَناءِ بِلا رِثاءٍ

يُؤَدّيهِ الجَنانُ إِلى الجَنانِ

فَقَد أَصبَحتُ مِنهُ في فِرِندٍ

وَأَصبَحَ مِنكَ في عَضبٍ يَمانِ

وَلَولا كَونُكُم في الناسِ كانوا

هُراءً كَالكَلامِ بِلا مَعاني

عطر الزنبق 06-25-2019 12:01 AM



http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif




جَزى عَرَباً أَمسَت بِبُلبَيسَ رَبُّها

بِمَسعاتِها تَقرَر بِذاكَ عُيونُها

كَراكِرَ مِن قَيسِ بنِ عَيلانَ ساهِراً

جُفونُ ظُباها لِلعُلا وَجُفونُها

وَخَصَّ بِهِ عَبدَ العَزيزِ بنَ يوسُفٍ

فَما هُوَ إِلّا غَيثُها وَمَعينُها

فَتىً زانَ في عَينَيَّ أَقصى قَبيلِهِ

وَكَم سَيِّدٍ في حِلَّةٍ لا يَزينُها

عطر الزنبق 06-25-2019 12:02 AM





http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif


لَو كانَ ذا الآكِلُ أَزوادَنا

ضَيفاً لَأَوسَعناهُ إِحسانا

لَكِنَّنا في العَينِ أَضيافُهُ

يوسِعُنا زوراً وَبُهتانا

فَلَيتَهُ خَلّى لَنا سُبلَنا

أَعانَهُ اللَهُ وَإِيّانا

عطر الزنبق 06-25-2019 12:02 AM



http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif




عَدُوُّكَ مَذمومٌ بِكُلِّ لِسانِ

وَلَو كانَ مِن أَعدائِكَ القَمَرانِ

وَلِلَّهِ سِرٌّ في عُلاكَ وَإِنَّما

كَلامُ العِدا ضَربٌ مِنَ الهَذَيانِ

أَتَلتَمِسُ الأَعداءُ بَعدَ الَّذي رَأَت

قِيامَ دَليلٍ أَو وُضوحَ بَيانِ

رَأَت كُلَّ مَن يَنوي لَكَ الغَدرَ يُبتَلى

بِغَدرِ حَياةٍ أَو بِغَدرِ زَمانِ

بِرَغمِ شَبيبٍ فارَقَ السَيفُ كَفَّهُ

وَكانا عَلى العِلّاتِ يَصطَحِبانِ

كَأَنَّ رِقابَ الناسِ قالَت لِسَيفِهِ

رَفيقُكَ قَيسِيٌّ وَأَنتَ يَمانِ

فَإِن يَكُ إِنساناً مَضى لِسَبيلِهِ

فَإِنَّ المَنايا غايَةُ الحَيَوانِ

وَما كانَ إِلّا النارَ في كُلِّ مَوضِعٍ

تُثيرُ غُباراً في مَكانِ دُخانِ

فَنالَ حَياةً يَشتَهيها عَدوُّهُ

وَمَوتاً يُشَهّي المَوتَ كُلَّ جَبانِ

نَفى وَقعَ أَطرافِ الرِماحِ بِرُمحِهِ

وَلَم يَخشَ وَقعَ النَجمِ وَالدَبَرانِ

وَلَم يَدرِ أَنَّ المَوتَ فَوقَ شَواتِهِ

مُعارُ جَناحٍ مُحسِنِ الطَيَرانِ

وَقَد قَتَلَ الأَقرانَ حَتّى قَتَلتَهُ

بِأَضعَفِ قِرنٍ في أَذَلِّ مَكانِ

أَتَتهُ المَنايا في طَريقٍ خَفِيَّةٍ

عَلى كُلِّ سَمعٍ حَولَهُ وَعِيانِ

وَلَو سَلَكَت طُرقَ السِلاحِ لَرَدَّها

بِطولِ يَمينٍ وَاِتِّساعِ جَنانِ

تَقَصَّدَهُ المِقدارُ بَينَ صِحابِهِ

عَلى ثِقَةٍ مِن دَهرِهِ وَأَمانِ

وَهَل يَنفَعُ الجَيشُ الكَثيرُ اِلتِفافُهُ

عَلى غَيرِ مَنصورٍ وَغَيرِ مُعانِ

وَدى ما جَنى قَبلَ المَبيتِ بِنَفسِهِ

وَلَم يَدِهِ بِالجامِلِ العَكَنانِ

أَتُمسِكُ ما أَولَيتَهُ يَدُ عاقِلٍ

وَتُمسِكُ في كُفرانِهِ بِعِنانِ

وَيَركَبُ ما أَركَبتَهُ مِن كَرامَةٍ

وَيَركَبُ لِلعِصيانِ ظَهرَ حِصانِ

ثَنى يَدَهُ الإِحسانُ حَتّى كَأَنَّها

وَقَد قُبِضَت كانَت بِغَيرِ بَنانِ

وَعِندَ مَنِ اليَومَ الوَفاءُ لِصاحِبٍ

شَبيبٌ وَأَوفى مَن تَرى أَخَوانِ

قَضى اللَهُ يا كافورُ أَنَّكَ أَوَّلٌ

وَلَيسَ بِقاضٍ أَن يُرى لَكَ ثانِ

فَما لَكَ تَختارُ القِسِيَّ وَإِنَّما

عَنِ السَعدِ يَرمي دونَكَ الثَقَلانِ

وَمالَكَ تُعنى بِالأَسِنَّةِ وَالقَنا

وَجَدُّكَ طَعّانٌ بِغَيرِ سِنانِ

وَلِم تَحمِلُ السَيفَ الطَويلَ نِجادُهُ

وَأَنتَ غَنِيٌّ عَنهُ بِالحَدَثانِ

أَرِد لي جَميلاً جُدتَ أَو لَم تَجُد بِهِ

فَإِنَّكَ ما أَحبَبتَ فيَّ أَتاني

لَوِ الفَلَكَ الدَوّارَ أَبغَضتَ سَعيَهُ

لَعَوَّقَهُ شَيءٌ عَنِ الدَوَرانِ

عطر الزنبق 06-25-2019 12:02 AM



http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif


صَحِبَ الناسُ قَبلَنا ذا الزَمانا

وَعَناهُم مِن شَأنِهِ ما عَنانا

وَتَوَلَّوا بِغُصَّةٍ كُلُّهُم مِنـ

ـهُ وَإِن سَرَّ بَعضُهُم أَحيانا

رُبَّما تُحسِنُ الصَنيعَ لَياليـ

ـهِ وَلَكِن تُكَدِّرُ الإِحسانا

وَكَأَنّا لَم يَرضَ فينا بِرَيبِ الـ

ـدَهرِ حَتّى أَعانَهُ مَن أَعانا

كُلَّما أَنبَتَ الزَمانُ قَناةً

رَكَّبَ المَرءُ في القَناةِ سِنانا

وَمُرادُ النُفوسِ أَصغَرُ مِن أَن

نَتَعادى فيهِ وَأَن نَتَفانى

غَيرَ أَنَّ الفَتى يُلاقي المَنايا

كالِحاتٍ وَلا يُلاقي الهَوانا

وَلَوَ أَنَّ الحَياةَ تَبقى لِحَيٍّ

لَعَدَدنا أَضَلَّنا الشُجعانا

وَإِذا لَم يَكُن مِنَ المَوتِ بُدٌّ

فَمِنَ العَجزِ أَن تَكونَ جَبانا

كُلُّ ما لَم يَكُن مِنَ الصَعبِ في الأَن

فُسِ سَهلٌ فيها إِذا هُوَ كانا

عطر الزنبق 06-25-2019 12:03 AM





http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif


بِمَ التَعَلُّلُ لا أَهلٌ وَلا وَطَنُ

وَلا نَديمٌ وَلا كَأسٌ وَلا سَكَنُ

أُريدُ مِن زَمَني ذا أَن يُبَلِّغَني

ما لَيسَ يَبلُغُهُ مِن نَفسِهِ الزَمَنُ

لا تَلقَ دَهرَكَ إِلّا غَيرَ مُكتَرِثٍ

مادامَ يَصحَبُ فيهِ روحَكَ البَدَنُ

فَما يَدومُ سُرورُ ما سُرِرتَ بِهِ

وَلا يَرُدُّ عَلَيكَ الفائِتَ الحَزَنُ

مِمّا أَضَرَّ بِأَهلِ العِشقِ أَنَّهُمُ

هَوُوا وَما عَرَفوا الدُنيا وَما فَطِنوا

تَفنى عُيونُهُمُ دَمعاً وَأَنفُسُهُم

في إِثرِ كُلِّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ

تَحَمَّلوا حَمَلَتكُم كُلُّ ناجِيَةٍ

فَكُلُّ بَينٍ عَلَيَّ اليَومَ مُؤتَمَنُ

ما في هَوادِجِكُم مِن مُهجَتي عِوَضٌ

إِن مُتُّ شَوقاً وَلا فيها لَها ثَمَنُ

يا مَن نُعيتُ عَلى بُعدٍ بِمَجلِسِهِ

كُلٌّ بِما زَعَمَ الناعونَ مُرتَهَنُ

كَم قَد قُتِلتُ وَكَم قَد مُتُّ عِندَكُمُ

ثُمَّ اِنتَفَضتُ فَزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ

قَد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قَولِهِمِ

جَماعَةٌ ثُمَّ ماتوا قَبلَ مَن دَفَنوا

ما كُلُّ ما يَتَمَنّى المَرءُ يُدرِكُهُ

تَجري الرِياحُ بِما لا تَشتَهي السُفُنُ

رَأَيتُكُم لا يَصونُ العِرضَ جارُكُمُ

وَلا يَدِرُّ عَلى مَرعاكُمُ اللَبَنُ

جَزاءُ كُلِّ قَريبٍ مِنكُمُ مَلَلٌ

وَحَظُّ كُلِّ مُحِبٍّ مِنكُمُ ضَغَنُ

وَتَغضَبونَ عَلى مَن نالَ رِفدَكُمُ

حَتّى يُعاقِبَهُ التَنغيصُ وَالمِنَنُ

فَغادَرَ الهَجرُ ما بَيني وَبَينَكُمُ

يَهماءَ تَكذِبُ فيها العَينُ وَالأُذُنُ

تَحبو الرَواسِمُ مِن بَعدِ الرَسيمِ بِها

وَتَسأَلُ الأَرضَ عَن أَخفافِها الثَفِنُ

إِنّي أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي كَرَمٌ

وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ

وَلا أُقيمُ عَلى مالٍ أَذِلُّ بِهِ

وَلا أَلَذُّ بِما عِرضي بِهِ دَرِنُ

سَهِرتُ بَعدَ رَحيلي وَحشَةً لَكُمُ

ثُمَّ اِستَمَرَّ مَريري وَاِرعَوى الوَسَنُ

وَإِن بُليتُ بِوُدٍّ مِثلِ وُدِّكُمُ

فَإِنَّني بِفِراقٍ مِثلِهِ قَمِنُ

أَبلى الأَجِلَّةَ مُهري عِندَ غَيرِكُمُ

وَبُدِّلَ العُذرُ بِالفُسطاطِ وَالرَسَنُ

عِندَ الهُمامِ أَبي المِسكِ الَّذي غَرِقَت

في جودِهِ مُضَرُ الحَمراءِ وَاليَمَنُ

وَإِن تَأَخَّرَ عَنّي بَعضُ مَوعِدِهِ

فَما تَأَخَّرُ آمالي وَلا تَهِنُ

هُوَ الوَفِيُّ وَلَكِنّي ذَكَرتُ لَهُ

مَوَدَّةً فَهوَ يَبلوها وَيَمتَحِنُ

عطر الزنبق 06-25-2019 12:03 AM



http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif


ما أَنا وَالخَمرُ وَبِطِّيخَةٌ

سَوداءُ في قِشرٍ مِنَ الخَيزُران

يَشغَلُني عَنها وَعَن غَيرِها

تَوطينِيَ النَفسَ لِيَومِ الطِعان

وَكُلُّ نَجلاءَ لَها صائِكٌ

يَخضُبُ ما بَينَ يَدي وَالسِنان

عطر الزنبق 06-25-2019 12:03 AM



http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif


زالَ النَهارُ وَنورٌ مِنكَ يوهِمُنا

أَن لَم يَزُل وَلِجُنحِ اللَيلِ إِجنانُ

فَإِن يَكُن طَلَبُ البُستانِ يُمسِكُنا

فَرُح فَكُلُّ مَكانٍ مِنكَ بُستانُ

عطر الزنبق 06-25-2019 12:03 AM





http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif




قَد عَلَّمَ البَينُ مِنّا البَينَ أَجفانا

تَدمى وَأَلَّفَ في ذا القَلبِ أَحزانا

أَمَّلتُ ساعَةَ ساروا كَشفَ مِعصَمِها

لِيَلبَثَ الحَيُّ دونَ السَيرِ حَيرانا

وَلَو بَدَت لَأَتاهَتهُم فَحَجَّبَها

صَونٌ عُقولَهُمُ مِن لَحظِها صانا

بِالواخِداتِ وَحاديها وَبي قَمَرٌ

يَظَلُّ مِن وَخدِها في الخِدرِ حَشيانا

أَمّا الثِيابُ فَتَعرى مِن مَحاسِنِهِ

إِذا نَضاها وَيَكسى الحُسنَ عُريانا

يَضُمُّهُ المِسكُ ضَمَّ المُستَهامِ بِهِ

حَتّى يَصيرَ عَلى الأَعكانِ أَعكانا

قَد كُنتُ أُشفِقُ مِن دَمعي عَلى بَصَري

فَاليَومَ كُلُّ عَزيزٍ بَعدَكُم هانا

تُهدي البَوارِقُ أَخلافَ المِياهِ لَكُم

وَلِلمُحِبِّ مِنَ التَذكارِ نيرانا

إِذا قَدِمتُ عَلى الأَهوالِ شَيَّعَني

قَلبٌ إِذا شِئتُ أَن يَسلاكُمُ خانا

أَبدو فَيَسجُدُ مَن بِالسوءِ يَذكُرُني

وَلا أُعاتِبُهُ صَفحاً وَإِهوانا

وَهَكَذا كُنتُ في أَهلي وَفي وَطَني

إِنَّ النَفيسَ غَريبٌ حَيثُما كانا

مُحَسَّدُ الفَضلِ مَكذوبٌ عَلى أَثَري

أَلقى الكَمِيَّ وَيَلقاني إِذا حانا

لا أَشرئِبُّ إِلى ما لَم يَفُت طَمَعاً

وَلا أَبيتُ عَلى ما فاتَ حَسرانا

وَلا أُسَرُّ بِما غَيري الحَميدُ بِهِ

وَلَو حَمَلتَ إِلَيَّ الدَهرَ مَلآنا

لا يَجذِبَنَّ رِكابي نَحوَهُ أَحَدٌ

ما دُمتُ حَيّاً وَما قَلقَلنَ كيرانا

لَوَ اِستَطَعتُ رَكِبتُ الناسَ كُلَّهُمُ

إِلى سَعيدِ اِبنِ عَبدِ اللَهِ بُعرانا

فَالعيسُ أَعقَلُ مِن قَومٍ رَأَيتُهُمُ

عَمّا يَراهُ مِنَ الإِحسانِ عُميانا

ذاكَ الجَوادُ وَإِن قَلَّ الجَوادُ لَهُ

ذاكَ الشُجاعُ وَإِن لَم يَرضَ أَقرانا

ذاكَ المُعِدُّ الَّذي تَقنو يَداهُ لَنا

فَلَو أُصيبَ بِشَيءٍ مِنهُ عَزّانا

خَفَّ الزَمانُ عَلى أَطرافِ أَنمُلِهِ

حَتّى تُوُهِّمنَ لِلأَزمانِ أَزمانا

يَلقى الوَغى وَالفَنا وَالنازِلاتِ بِهِ

وَالسَيفَ وَالضَيفَ رَحبَ الباعِ جَذلانا

تَخالُهُ مِن ذَكاءِ القَلبِ مُحتَمِياً

وَمِن تَكَرُّمِهِ وَالبِشرِ نَشوانا

وَتَسحَبُ الحِبَرَ القَيناتُ رافِلَةً

في جودِهِ وَتَجُرُّ الخَيلُ أَرسانا

يُعطي المُبَشِّرَ بِالقُصّادِ قَبلَهُمُ

كَمَن يُبَشِّرُهُ بِالماءِ عَطشانا

جَزَت بَني الحَسَنِ الحُسنى فَإِنَّهُمُ

في قَومِهِم مِثلُهُم في الغُرِّ عَدنانا

ما شَيَّدَ اللَهُ مِن مَجدٍ لِسالِفِهِم

إِلّا وَنَحنُ نَراهُ فيهِمِ الآنا

إِن كوتِبوا أَو لَقوا أَو حورِبوا وُجِدوا

في الخَطِّ وَاللَفظِ وَالهَيجاءِ فُرسانا

كَأَنَّ أَلسُنَهُم في النُطقِ قَد جُعِلَت

عَلى رِماحِهِمِ في الطَعنِ خِرصانا

كَأَنَّهُم يَرِدونَ المَوتَ مِن ظَمَأٍ

أَو يَنشَقونَ مِنَ الخَطِّيِّ رَيحانا

الكائِنينَ لِمَن أَبغي عَداوَتَهُ

أَعدى العِدا وَلِمَن آخَيتُ إِخوانا

خَلائِقٌ لَو حَواها الزِنجُ لَاِنقَلَبوا

ظَميَ الشِفاهِ جِعادَ الشَعرِ غُرّانا

وَأَنفُسٌ يَلمَعِيّاتٌ تُحِبُّهُمُ

لَها اِضطِراراً وَلَو أَقصَوكَ شَنآنا

الواضِحينَ أُبُوّاتٍ وَأَجبِنَةٍ

وَوالِداتٍ وَأَلباباً وَأَذهانا

يا صائِدَ الجَحفَلِ المَرهوبِ جانِبُهُ

إِنَّ اللِيوثَ تَصيدُ الناسَ أُحدانا

وَواهِباً كُلُّ وَقتٍ وَقتُ نائِلِهِ

وَإِنَّما يَهَبُ الوَهّابُ أَحيانا

أَنتَ الَّذي سَبَكَ الأَموالَ مَكرُمَةً

ثُمَّ اِتَّخَذتَ لَها السُؤآلَ خُزّانا

عَلَيكَ مِنكَ إِذا أُخليتَ مُرتَقِبٌ

لَم تَأتِ في السِرِّ ما لَم تَأتِ إِعلانا

لا أَستَزيدُكَ فيما فيكَ مِن كَرَمٍ

أَنا الَّذي نامَ إِن نَبَّهتُ يَقظانا

فَإِنَّ مِثلَكَ باهَيتُ الكِرامَ بِهِ

وَرَدَّ سُخطاً عَلى الأَيّامِ رِضوانا

وَأَنتَ أَبعَدُهُم ذِكراً وَأَكبَرُهُم

قَدراً وَأَرفَعُهُم في المَجدِ بُنيانا

قَد شَرَّفَ اللَهُ أَرضاً أَنتَ ساكِنُها

وَشَرَّفَ الناسَ إِذ سَوّاكَ إِنسانا

عطر الزنبق 06-25-2019 12:04 AM



http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif




أَفاضِلُ الناسِ أَغراضٌ لِذا الزَمَنِ

يَخلو مِنَ الهَمِّ أَخلاهُم مِنَ الفِطَنِ

وَإِنَّما نَحنُ في جيلٍ سَواسِيَةٍ

شَرٍّ عَلى الحُرِّ مِن سُقمٍ عَلى بَدَنِ

حَولي بِكُلِّ مَكانٍ مِنهُمُ خِلَقٌ

تُخطي إِذا جِئتَ في اِستِفهامِها بِمَنِ

لا أَقتَري بَلَداً إِلّا عَلى غَرَرٍ

وَلا أَمُرُّ بِخَلقٍ غَيرِ مُضطَغِنِ

وَلا أُعاشِرُ مِن أَملاكِهِم أَحَداً

إِلّا أَحَقَّ بِضَربِ الرَأسِ مِن وَثَنِ

إِنّي لَأَعذِرُهُم مِمّا أُعَنِّفُهُم

حَتّى أُعَنِّفُ نَفسي فيهِمِ وَأَني

فَقرُ الجَهولِ بِلا عَقلٍ إِلى أَدَبٍ

فَقرُ الحِمارِ بِلا رَأسٍ إِلى رَسَنِ

وَمُدقِعينَ بِسُبروتٍ صَحِبتُهُمُ

عارينَ مِن حُلَلٍ كاسينَ مِن دَرَنِ

خُرّابِ بادِيَّةٍ غَرثى بُطونُهُمُ

مَكنُ الضِبابِ لَهُم زادٌ بِلا ثَمَنِ

يَستَخبِرونَ فَلا أُعطيهِمُ خَبَري

وَما يَطيشُ لَهُم سَهمٌ مِنَ الظِنَنِ

وَخَلَّةٍ في جَليسٍ أَتَّقيهِ بِها

كَيما يُرى أَنَّنا مِثلانِ في الوَهَنِ

وَكِلمَةٍ في طَريقٍ خِفتُ أَعرِبُها

فَيُهتَدى لي فَلَم أَقدِر عَلى اللَحنِ

قَد هَوَّنَ الصَبرُ عِندي كُلَّ نازِلَةٍ

وَلَيَّنَ العَزمُ حَدَّ المَركَبِ الخَشِنِ

كَم مَخلَصٍ وَعُلاً في خَوضِ مَهلَكَةٍ

وَقَتلَةٍ قُرِنَت بِالذَمِّ في الجُبُنِ

لا يُعجِبَنَّ مَضيماً حُسنُ بِزَّتِهِ

وَهَل يَروقُ دَفيناً جَودَةُ الكَفَنِ

لِلَّهِ حالٌ أُرَجّيها وَتُخلِفُني

وَأَقتَضي كَونَها دَهري وَيَمطُلُني

مَدَحتُ قَوماً وَإِن عِشنا نَظَمتُ لَهُم

قَصائِداً مِن إِناثِ الخَيلِ وَالحُصُنِ

تَحتَ العَجاجِ قَوافيها مُضَمَّرَةً

إِذا تُنوشِدنَ لَم يَدخُلنَ في أُذُنِ

فَلا أُحارِبُ مَدفوعاً إِلى جُدُرٍ

وَلا أُصالِحُ مَغروراً عَلى دَخَنِ

مُخَيِّمُ الجَمعِ بِالبَيداءِ يَصهَرُهُ

حَرُّ الهَواجِرِ في صُمٍّ مِنَ الفِتَنِ

أَلقى الكِرامُ الأُلى بادوا مَكارِمُهُم

عَلى الخَصيبِيِّ عِندَ الفَرضِ وَالسُنَنِ

فَهُنَّ في الحَجرِ مِنهُ كُلَّما عَرَضَت

لَهُ اليَتامى بَدا بِالمَجدِ وَالمِنَنِ

قاضٍ إِذا اِلتَبَسَ الأَمرانِ عَنَّ لَهُ

رَأيٌ يُخَلِّصُ بَينَ الماءِ وَاللَبَنِ

غَضُّ الشَبابِ بَعيدٌ فَجرُ لَيلَتِهِ

مُجانِبُ العَينِ لِلفَحشاءِ وَالوَسَنِ

شَرابُهُ النَشحُ لا لِلرِيِّ يَطلُبُهُ

وَطَعمُهُ لِقَوامِ الجِسمِ لا السِمَنِ

القائِلُ الصِدقَ فيهِ ما يَضُرُّ بِهِ

وَالواحِدُ الحالَتَينِ السِرِّ وَالعَلَنِ

الفاصِلُ الحُكمَ عَيَّ الأَوَّلونَ بِهِ

وَالمُظهِرُ الحَقَّ لِلساهي عَلى الذِهنِ

أَفعالُهُ نَسَبٌ لَو لَم يَقُل مَعَها

جَدّي الخَصيبُ عَرَفنا العِرقَ بِالغُصُنِ

العارِضُ الهَتِنُ اِبنُ العارِضِ الهَتِنِ اِب

نِ العارِضِ الهَتِنِ اِبنِ العارِضِ الهَتِنِ

قَد صَيَّرَت أَوَّلَ الدُنيا وَآخِرَها

آباؤُهُ مِن مُغارِ العِلمِ في قَرَنِ

كَأَنَّهُم وُلِدوا مِن قَبلِ أَن وُلِدوا

أَو كانَ فَهمُهُمُ أَيّامَ لَم يَكُنِ

الخاطِرينَ عَلى أَعدائِهِم أَبَداً

مِنَ المَحامِدِ في أَوقى مِنَ الجُنَنِ

لِلناظِرينَ إِلى إِقبالِهِ فَرَحٌ

يُزيلُ ما بِجِباهِ القَومِ مِن غَضَنِ

كَأَنَّ مالَ اِبنِ عَبدِ اللَهِ مُغتَرَفٌ

مِن راحَتَيهِ بِأَرضِ الرومِ وَاليَمَنِ

لَم نَفتَقِد بِكَ مِن مُزنٍ سِوى لَثَقٍ

وَلا مِنَ البَحرِ غَيرَ الريحِ وَالسُفُنِ

وَلا مِنَ اللَيثِ إِلّا قُبحَ مَنظَرِهِ

وَمِن سِواهُ سِوى ما لَيسَ بِالحَسَنِ

مُنذُ اِحتَبَيتَ بِأَنطاكِيَّةَ اِعتَدَلَت

حَتّى كَأَنَّ ذَوي الأَوتارِ في هُدَنِ

وَمُذ مَرَرتَ عَلى أَطوادِها قَرِعَت

مِنَ السُجودِ فَلا نَبتٌ عَلى القُنَنِ

أَخلَت مَواهِبُكَ الأَسواقَ مِن صَنَعٍ

أَغنى نَداكَ عَنِ الأَعمالِ وَالمِهَنِ

ذا جودُ مَن لَيسَ مِن دَهرٍ عَلى ثِقَةٍ

وَزُهدُ مَن لَيسَ مِن دُنياهُ في وَطَنِ

وَهَذِهِ هَيبَةٌ لَم يُؤتَها بَشَرٌ

وَذا اِقتِدارُ لِسانٍ لَيسَ في المُنَنِ

فَمُر وَأَومٍ تُطَع قُدِّستَ مِن جَبَلٍ

تَبارَكَ اللَهُ مُجري الروحِ في حَضَنِ

عطر الزنبق 06-25-2019 12:04 AM



http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif


يا بَدرُ إِنَّكَ وَالحَديثُ شُجونُ

مَن لَم يَكُن لِمِثالِهِ تَكوينُ

لَعَظُمتَ حَتّى لَو تَكونُ أَمانَةً

ما كانَ مُؤتَمَناً بِها جِبرينُ

بَعضُ البَرِيَّةِ فَوقَ بَعضٍ خالِياً

فَإِذا حَضَرتَ فَكُلُّ فَوقٍ دونُ

عطر الزنبق 06-25-2019 12:04 AM



http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif




الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الأَلسُنا

وَأَلَذُّ شَكوى عاشِقٍ ما أَعلَنا

لَيتَ الحَبيبَ الهاجِري هَجرَ الكَرى

مِن غَيرِ جُرمٍ واصِلي صِلَةَ الضَنا

بِنّا فَلَو حَلَّيتَنا لَم تَدرِ ما

أَلوانُنا مِمّا اِمتُقِعنَ تَلَوُّنا

وَتَوَقَّدَت أَنفاسُنا حَتّى لَقَد

أَشفَقتُ تَحتَرِقُ العَواذِلُ بَينَنا

أَفدي المُوَدِّعَةَ الَّتي أَتبَعتُها

نَظَراً فُرادى بَينَ زَفراتٍ ثُنا

أَنكَرتُ طارِقَةَ الحَوادِثِ مَرَّةً

ثُمَّ اِعتَرَفتُ بِها فَصارَت دَيدَنا

وَقَطَعتُ في الدُنيا الفَلا وَرَكائِبي

فيها وَوَقتَيَّ الضُحى وَالمَوهِنا

وَوَقَفتُ مِنها حَيثُ أَوقَفَني النَدى

وَبَلَغتُ مِن بَدرِ اِبنِ عَمّارِ المُنا

لِأَبي الحُسَينِ جَدىً يَضيقُ وِعائُهُ

عَنهُ وَلَو كانَ الوِعاءُ الأَزمُنا

وَشَجاعَةٌ أَغناهُ عَنها ذِكرُها

وَنَهى الجَبانَ حَديثُها أَن يَجبُنا

نيطَت حَمائِلُهُ بِعاتِقِ مِحرَبٍ

ما كَرَّ قَطُّ وَهَل يَكُرُّ وَما اِنثَنى

فَكَأَنَّهُ وَالطَعنُ مِن قُدّامِهِ

مُتَخَوِّفٌ مِن خَلفِهِ أَن يُطعَنا

نَفَتِ التَوَهُّمَ عَنهُ حِدَّةُ ذِهنِهِ

فَقَضى عَلى غَيبِ الأُمورُ تَيَقُّنا

يَتَفَزَّعُ الجَبّارُ مِن بَغَتاتِهِ

فَيَظَلُّ في خَلَواتِهِ مُتَكَفِّنا

أَمضى إِرادَتَهُ فَسَوفَ لَهُ قَدٌ

وَاِستَقرَبَ الأَقصى فَثَمَّ لَهُ هُنا

يَجِدُ الحَديدَ عَلى بَضاضَةِ جِلدِهِ

ثَوباً أَخَفَّ مِنَ الحَريرِ وَأَليَنا

وَأَمَرُّ مِن فَقدِ الأَحِبَّةِ عِندَهُ

فَقدُ السُيوفِ الفاقِداتِ الأَجفُنا

لا يَستَكِنُّ الرُعبُ بَينَ ضُلوعِهِ

يَوماً وَلا الإِحسانُ أَن لا يُحسِنا

مُستَنبِطٌ مِن عِلمِهِ ما في غَدٍ

فَكَأَنَّ ما سَيَكونُ فيهِ دُوِّنا

تَتَقاصَرُ الأَفهامُ عَن إِدراكِهِ

مِثلَ الَّذي الأَفلاكُ فيهِ وَالدُنا

مَن لَيسَ مِن قَتلاهُ مِن طُلَقائِهِ

مَن لَيسَ مِمَّن دانَ مِمَّن حُيِّنا

لَمّا قَفَلتَ مِنَ السَواحِلِ نَحوَنا

قَفَلَت إِلَيها وَحشَةٌ مِن عِندِنا

أَرِجَ الطَريقُ فَما مَرَرتَ بِمَوضِعٍ

إِلّا أَقامَ بِهِ الشَذا مُستَوطِنا

لَو تَعقِلُ الشَجَرُ الَّتي قابَلتَها

مَدَّت مُحَيِّيَةً إِلَيكَ الأَغصُنا

سَلَكَت تَماثيلَ القِبابِ الجِنُّ مِن

شَوقٍ بِها فَأَدَرنَ فيكَ الأَعيُنا

طَرِبَت مَراكِبُنا فَخِلنا أَنَّها

لَولا حَياءٌ عاقَها رَقَصَت بِنا

أَقبَلتَ تَبسِمُ وَالجِيادُ عَوابِسٌ

يَخبُبنَ بِالحَلَقِ المُضاعَفِ وَالقَنا

عَقَدَت سَنابِكُها عَلَيها عِثيَراً

لَو تَبتَغي عَنَقاً عَلَيهِ أَمكَنا

وَالأَمرُ أَمرُكَ وَالقُلوبُ خَوافِقٌ

في مَوقِفٍ بَينَ المَنِيَّةِ وَالمُنى

فَعَجِبتُ حَتّى ما عَجِبتُ مِنَ الظُبى

وَرَأَيتُ حَتّى ما رَأَيتُ مِنَ السَنا

إِنّي أَراكَ مِنَ المَكارِمِ عَسكَراً

في عَسكَرٍ وَمِنَ المَعالي مَعدِنا

فَطِنَ الفُؤادُ لِما أَتَيتُ عَلى النَوى

وَلِما تَرَكتُ مَخافَةً أَن تَفطُنا

أَضحى فِراقُكَ لي عَلَيهِ عُقوبَةً

لَيسَ الَّذي قاسَيتُ مِنهُ هَيِّنا

فَاِغفِر فِدىً لَكَ وَاِحبُني مِن بَعدِها

لِتَخُصَّني بِعَطِيَّةٍ مِنها أَنا

وَاِنهَ المُشيرَ عَلَيكَ فيَّ بِضَلَّةٍ

فَالحَرُّ مُمتَحِنٌ بِأَولادِ الزِنا

وَإِذا الفَتى طَرَحَ الكَلامَ مُعَرِّضاً

في مَجلِسٍ أَخَذَ الكَلامَ اللَذعَنا

وَمَكايِدُ السُفَهاءِ واقِعَةٌ بِهِم

وَعَداوَةُ الشُعَراءِ بِئسَ المُقتَنى

لُعِنَت مُقارَنَةُ اللَئيمِ فَإِنَّها

ضَيفٌ يَجِرُّ مِنَ النَدامَةِ ضَيفَنا

غَضَبُ الحَسودِ إِذا لَقيتُكَ راضِياً

رُزءٌ أَخَفُّ عَلَيَّ مِن أَن يوزَنا

أَمسى الَّذي أَمسى بِرَبِّكَ كافِراً

مِن غَيرِنا مَعَنا بِفَضلِكَ مُؤمِنا

خَلَتِ البِلادُ مِنَ الغَزالَةِ لَيلَها

فَأَعاضَهاكَ اللَهُ كَي لا تَحزَنا

عطر الزنبق 06-25-2019 12:04 AM



http://ekladata.com/W4u_oqV6DTF4yofU-eJfSlOJlWM.gif


إِذا ما الكَأسُ أَرعَشَتِ اليَدَينِ

صَحَوتُ فَلَم تَحُل بَيني وَبَيني

هَجَرتُ الخَمرَ كَالذَهَبِ المُصَفّى

فَخَمري ماءُ مُزنٍ كَاللُجَينِ

أَغارُ مِنَ الزُجاجَةِ وَهيَ تَجري

عَلى شَفَةِ الأَميرِ أَبي الحُسَينِ

كَأَنَّ بَياضَها وَالراحُ فيها

بَياضٌ مُحدِقٌ بِسَوادِ عَينِ

أَتَيناهُ نُطالِبُهُ بِرِفدٍ

يُطالِبُ نَفسَهُ مِنهُ بِدَينِ

عطر الزنبق 06-25-2019 12:20 AM

http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif
كَتَمتُ حُبُّكِ حَتّى مِنكِ تَكرِمَةً

ثُمَّ اِستَوى فيكِ إِسراري وَإِعلاني

كَأَنَّهُ زادَ حَتّى فاضَ مِن جَسَدي

فَصارَ سُقمي بِهِ في جِسمِ كِتماني

عطر الزنبق 06-25-2019 12:20 AM



http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif


قُضاعَةُ تَعلَمُ أَنّي الفَتى الـ

ـلَذي اِدَّخَرَت لِصُروفِ الزَمانِ

وَمَجدي يَدُلُّ بَني خِندِفٍ

عَلى أَنَّ كُلَّ كَريمٍ يَمانِ

أَنا اِبنُ اللِقاءِ أَنا اِبنُ السَخاءِ

أَنا اِبنُ الضِرابِ أَنا اِبنُ الطِعانِ

أَنا اِبنُ الفَيافي أَنا اِبنُ القَوافي

أَنا اِبنُ السُروجِ أَنا اِبنُ الرِعانِ

طَويلُ النِجادِ طَويلُ العِمادِ

طَويلُ القَناةِ طَويلُ السِنانِ

حَديدُ اللِحاظِ حَديدُ الحِفاظِ

حَديدُ الحُسامِ حَديدُ الجَنانِ

يُسابِقُ سَيفي مَنايا العِبادِ

إِلَيهِم كَأَنَّهُما في رِهانِ

يَرى حَدُّهُ غامِضاتِ القُلوبِ

إِذا كُنتُ في هَبوَةٍ لا أَراني

سَأَجعَلُهُ حَكَماً في النُفوسِ

وَلَو نابَ عَنهُ لِساني كَفاني

عطر الزنبق 06-25-2019 12:21 AM





http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif




أَبلى الهَوى أَسَفاً يَومَ النَوى بَدَني

وَفَرَّقَ الهَجرُ بَينَ الجَفنِ وَالوَسَنِ

روحٌ تَرَدَّدُ في مِثلِ الخِلالِ إِذا

أَطارَتِ الريحُ عَنهُ الثَوبَ لَم يَبِنِ

كَفى بِجِسمي نُحولاً أَنَّني رَجُلٌ

لَولا مُخاطَبَتي إِيّاكَ لَم تَرَني

عطر الزنبق 06-25-2019 12:21 AM



http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif


الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ

هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني

فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ مِرَّةٍ

بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ

وَلَرُبَّما طَعَنَ الفَتى أَقرانَهُ

بِالرَأيِ قَبلَ تَطاعُنِ الأَقرانِ

لَولا العُقولُ لَكانَ أَدنى ضَيغَمٍ

أَدنى إِلى شَرَفٍ مِنَ الإِنسانِ

وَلَما تَفاضَلَتِ النُفوسُ وَدَبَّرَت

أَيدي الكُماةِ عَوالِيَ المُرّانِ

لَولا سَمِيُّ سُيوفِهِ وَمَضاؤُهُ

لَمّا سُلِلنَ لَكُنَّ كَالأَجفانِ

خاضَ الحِمامَ بِهِنَّ حَتّى ما دُرى

أَمِنِ اِحتِقارٍ ذاكَ أَم نِسيانِ

وَسَعى فَقَصَّرَ عَن مَداهُ في العُلى

أَهلُ الزَمانِ وَأَهلُ كُلِّ زَمانِ

تَخِذوا المَجالِسَ في البُيوتِ وَعِندَهُ

أَنَّ السُروجَ مَجالِسُ الفِتيانِ

وَتَوَهَّموا اللَعِبَ الوَغى وَالطَعنُ في ال

هَيجاءِ غَيرُ الطَعنِ في المَيدانِ

قادَ الجِيادَ إِلى الطِعانِ وَلَم يَقُد

إِلّا إِلى العاداتِ وَالأَوطانِ

كُلُّ اِبنِ سابِقَةٍ يُغيرُ بِحُسنِهِ

في قَلبِ صاحِبِهِ عَلى الأَحزانِ

إِن خُلِّيَت رُبِطَت بِآدابِ الوَغى

فَدُعاؤُها يُغني عَنِ الأَرسانِ

في جَحفَلٍ سَتَرَ العُيونَ غُبارُهُ

فَكَأَنَّما يُبصِرنَ بِالآذانِ

يَرمي بِها البَلَدَ البَعيدَ مُظَفَّرٌ

كُلُّ البَعيدِ لَهُ قَريبٌ دانِ

فَكَأَنَّ أَرجُلَها بِتُربَةِ مَنبِجٍ

يَطرَحنَ أَيدِيَها بِحِصنِ الرانِ

حَتّى عَبَرنَ بِأَرسَناسَ سَوابِحاً

يَنشُرنَ فيهِ عَمائِمَ الفُرسانِ

يَقمُصنَ في مِثلِ المُدى مِن بارِدٍ

يَذَرُ الفُحولَ وَهُنَّ كَالخِصيانِ

وَالماءُ بَينَ عَجاجَتَينِ مُخَلِّصٌ

تَتَفَرَّقانِ بِهِ وَتَلتَقِيانِ

رَكَضَ الأَميرُ وَكَاللُجَينِ حَبابُهُ

وَثَنى الأَعِنَّةَ وَهوَ كَالعِقيانِ

فَتَلَ الحِبالَ مِنَ الغَدائِرِ فَوقَهُ

وَبَنى السَفينَ لَهُ مِنَ الصُلبانِ

وَحَشاهُ عادِيَةً بِغَيرِ قَوائِمٍ

عُقمَ البُطونِ حَوالِكَ الأَلوانِ

تَأتي بِما سَبَتِ الخُيولُ كَأَنَّها

تَحتَ الحِسانِ مَرابِضُ الغِزلانِ

بَحرٌ تَعَوَّدَ أَن يُذِمَّ لِأَهلِهِ

مِن دَهرِهِ وَطَوارِقِ الحَدَثانِ

فَتَرَكتَهُ وَإِذا أَذَمَّ مِنَ الوَرى

راعاكَ وَاِستَثنى بَني حَمدانِ

المُخفِرينَ بِكُلِّ أَبيَضَ صارِمٍ

ذِمَمَ الدُروعِ عَلى ذَوي التيجانِ

مُتَصَعلِكينَ عَلى كَثافَةِ مُلكِهِم

مُتَواضِعينَ عَلى عَظيمِ الشانِ

يَتَقَيَّلونَ ظِلالَ كُلِّ مُطَهَّمٍ

أَجَلِ الظَليمِ وَرِبقَةِ السَرحانِ

خَضَعَت لِمُنصُلِكَ المَناصِلُ عَنوَةً

وَأَذَلَّ دينُكَ سائِرَ الأَديانِ

وَعَلى الدُروبِ وَفي الرُجوعِ غَضاضَةٌ

وَالسَيرُ مُمتَنِعٌ مِنَ الإِمكانِ

وَالطُرقُ ضَيِّقَةُ المَسالِكِ بِالقَنا

وَالكُفرُ مُجتَمِعٌ عَلى الإيمانِ

نَظَروا إِلى زُبَرِ الحَديدِ كَأَنَّما

يَصعَدنَ بَينَ مَناكِبِ العِقبانِ

وَفَوارِسٍ يُحَيِ الحِمامُ نُفوسَها

فَكَأَنَّها لَيسَت مِنَ الحَيَوانِ

ما زِلتَ تَضرِبُهُم دِراكاً في الذُرى

ضَرباً كَأَنَّ السَيفَ فيهِ اِثنانِ

خَصَّ الجَماجِمَ وَالوُجوهَ كَأَنَّما

جاءَت إِلَيكَ جُسومُهُم بِأَمانِ

فَرَمَوا بِما يَرمونَ عَنهُ وَأَدبَروا

يَطَؤونَ كُلَّ حَنِيَّةٍ مِرنانِ

يَغشاهُمُ مَطَرُ السَحابِ مُفَصَّلاً

بِمُثَقَّفٍ وَمُهَنَّدٍ وَسِنانِ

حُرِموا الَّذي أَمِلوا وَأَدرَكَ مِنهُمُ

آمالَهُ مَن عادَ بِالحِرمانِ

وَإِذا الرِماحُ شَغَلنَ مُهجَةَ ثائِرٍ

شَغَلَتهُ مُهجَتُهُ عَنِ الإِخوانِ

هَيهاتَ عاقَ عَنِ العِوادِ قَواضِبٌ

كَثُرَ القَتيلُ بِها وَقَلَّ العاني

وَمُهَذَّبٌ أَمَرَ المَنايا فيهِمِ

فَأَطَعنَهُ في طاعَةِ الرَحمَنِ

قَد سَوَّدَت شَجَرَ الجِبالِ شُعورُهُم

فَكَأَنَّ فيهِ مُسِفَّةَ الغِربانِ

وَجَرى عَلى الوَرَقِ النَجيعُ القاني

فَكَأَنَّهُ النارَنجُ في الأَغصانِ

إِنَّ السُيوفَ مَعَ الَّذينَ قُلوبُهُم

كَقُلوبِهِنَّ إِذا اِلتَقى الجَمعانِ

تَلقى الحُسامَ عَلى جَراءَةِ حَدِّهِ

مِثلَ الجَبانِ بِكَفِّ كُلِّ جَبانِ

رَفَعَت بِكَ العَرَبُ العِمادَ وَصَيَّرَت

قِمَمَ المُلوكِ مَواقِدَ النيرانِ

أَنسابُ فَخرِهِمِ إِلَيكَ وَإِنَّما

أَنسابُ أَصلِهِمِ إِلى عَدنانِ

يا مَن يُقَتِّلُ مَن أَرادَ بِسَيفِهِ

أَصبَحتُ مِن قَتلاكَ بِالإِحسانِ

فَإِذا رَأَيتُكَ حارَ دونَكَ ناظِري

وَإِذا مَدَحتُكَ حارَ فيكَ لِساني

عطر الزنبق 06-25-2019 12:22 AM







http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif


حَجَّبَ ذا البَحرَ بِحارٌ دونَهُ
يَذُمُّها الناسُ وَيَحمَدونَهُ
يا ماءُ هَل حَسَدتَنا مَعِنَهُ
أَمِ اِشتَهَيتَ أَن تُرى قَرينَهُ
أَمِ اِنتَجَعتَ لِلغِنى يَمينَهُ
أَم زُرتَهُ مُكَثِّراً قَطينَهُ
أَم جِئتَهُ مُخَندِقاً حُصونَهُ
إِنَّ الجِيادَ وَالقَنا يَكفينَهُ
يا رُبَّ لُجٍّ جُعِلَت سَفينَهُ
وَعازِبِ الرَوضِ تَوَفَّت عونَهُ
وَذي جُنونٍ أَذهَبَت جُنونَهُ
وَشَربِ كَأسٍ أَكثَرَت رَنينَهُ
وَأَبدَلَت غِناءَهُ أَنينَهُ
وَضَيغَمٍ أَولَجَها عَرينَهُ
وَمَلِكٍ أَوطَأَها جَبينَهُ
يَقودُها مُسَهِّداً جُفونَهُ
مُباشِراً بِنَفسِهِ شُؤونَهُ
مُشَرِّفاً بِطَعنِهِ طَعينَهُ
عَفيفَ ما في ثَوبِهِ مَأمونَهُ
أَبيَضَ ما في تاجِهِ مَيمونَهُ
بَحرٌ يَكونُ كُلُّ بَحرٍ نونَهُ
شَمسٌ تَمَنّى الشَمسُ أَن تَكونَهُ
إِن تَدعُ يا سَيفُ لِتَستَعينَهُ
يُجِبكَ قَبلَ أَن تُتِمَّ سينَهُ
أَدامَ مِن أَعدائِهِ تَمكينَهُ
مَن صانَ مِنهُم نَفسَهُ وَدينَهُ

عطر الزنبق 06-25-2019 12:22 AM





http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif


ثِيابُ كَريمٍ ما يَصونُ حِسانَها

إِذا نُشِرَت كانَ الهِباتُ صِوانَها

تُرينا صَناعُ الرومِ فيها مُلوكَها

وَتَجلو عَلَينا نَفسَها وَقِيانَها

وَلَم يَكفِها تَصويرُها الخَيلَ وَحدَها

فَصَوَّرَتِ الأَشياءَ إِلّا زَمانَها

وَما اِدَّخَرَتها قُدرَةً في مُصَوِّرٍ

سِوى أَنَّها ما أَنطَقَت حَيَوانَها

وَسَمراءُ يَستَغوي الفَوارِسَ قَدُّها

وَيُذكِرُها كَرّاتِها وَطِعانَها

رُدَينِيَّةٌ تَمَّت فَكادَ نَباتُها

يُرَكِّبُ فيها زُجَّها وَسِنانَها

وَأَمُّ عَتيقٍ خالُهُ دونَ عَمِّهِ

رَأى خَلقَها مَن أَعجَبَتهُ فَعانَها

إِذا سايَرَتهُ بايَنَتهُ وَبانَها

وَشانَتهُ في عَينِ البَصيرِ وَزانَها

فَأَينَ الَّتي لا تَأمَنُ الخَيلُ شَرَّها

وَشَرّي وَلا تُعطي سِوايَ أَمانَها

وَأَينَ الَّتي لا تَرجِعُ الرُمحَ خائِباً

إِذا خَفَضَت يُسرى يَدَيَّ عِنانَها

وَمالي ثَناءٌ لا أَراكَ مَكانَهُ

فَهَل لَكَ نُعمى لا تَراني مَكانَها

عطر الزنبق 06-25-2019 12:22 AM





http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif


تَزورُ دِياراً ما نُحِبُّ لَها مَغنى

وَنَسأَلُ فيها غَيرَ ساكِنِها الإِذنا

نَقودُ إِلَيها الآخِذاتِ لَنا المَدى

عَلَيها الكُماةُ المُحسِنونَ بِها الظَنّا

وَنُصفي الَّذي يُكنى أَبا الحَسَنِ الهَوى

وَنُرضي الَّذي يُسمى الإِلَهَ وَلا يُكنى

وَقَد عَلِمَ الرومُ الشَقِيّونَ أَنَّنا

إِذا ما تَرَكنا أَرضَهُم خَلفَنا عُدنا

وَأَنّا إِذا ما المَوتُ صَرَّحَ في الوَغى

لَبِسنا إِلى حاجاتِنا الضَربَ وَالطَعنا

قَصَدنا لَهُ قَصدَ الحَبيبِ لِقاؤُهُ

إِلَينا وَقُلنا لِلسُيوفِ هَلُمِّنّا

وَخَيلٍ حَشَوناها الأَسِنَّةَ بَعدَما

تَكَدَّسنَ مِن هَنّا عَلَينا وَمِن هَنّا

ضُرِبنَ إِلَينا بِالسِياطِ جَهالَةً

فَلَمّا تَعارَفنا ضُرِبنَ بِها عَنّا

تَعَدَّ القُرى وَالمُس بِنا الجَيشَ لَمسَةً

نُبارِ إِلى ما تَشتَهي يَدُكَ اليُمنى

فَقَد بَرَدَت فَوقَ اللُقانِ دِماؤُهُم

وَنَحنُ أُناسٌ نُتبِعُ البارِدَ السُخنا

وَإِن كُنتَ سَيفَ الدَولَةِ العَضبَ فيهِمِ

فَدَعنا نَكُن قَبلَ الضِرابِ القَنا اللُدنا

فَنَحنُ الأُلى لا نَأتَلي لَكَ نُصرَةً

وَأَنتَ الَّذي لَو أَنَّهُ وَحدَهُ أَغنى

يَقيكَ الرَدى مَن يَبتَغي عِندَكَ العُلا

وَمَن قالَ لا أَرضى مِنَ العَيشِ بِالأَدنى

فَلَولاكَ لَم تَجرِ الدِماءُ وَلا اللُها

وَلَم يَكُ لِلدُنيا وَلا أَهلِها مَعنى

وَما الخَوفُ إِلّا ما تَخَوَّفَهُ الفَتى

وَلا الأَمنُ إِلّا ما رَآهُ الفَتى أَمنا

عطر الزنبق 06-25-2019 12:23 AM



http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif




قَد صَدَقَ الوَردُ في الَّذي زَعَما

أَنَّكَ صَيَّرتَ نَثرَهُ دِيَما

كَأَنَّما مائِجُ الهَواءِ بِهِ

بَحرٌ حَوى مِثلَ مائِهِ عَنَما

ناثِرُهُ ناثِرُ السُيوفِ دَماً

وَكُلَّ قَولٍ يَقولُهُ حِكَما

وَالخَيلَ قَد فَصَّلَ الضِياعَ بِها

وَالنِعَمُ السابِغاتِ وَالنِقَما

فَليُرِنا الوَردُ إِن شَكا يَدَهُ

أَحسَنَ مِنهُ مِن جودِهِ سَلِما

وَقُل لَهُ لَستَ خَيرَ ما نَثَرَت

وَإِنَّما عَوَّذَت بِكَ الكَرَما

خَوفاً مِنَ العَينِ أَن يُصابَ بِها

أَصابَ عَيناً بِها يُصابُ عَمى

عطر الزنبق 06-25-2019 12:23 AM





http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif


حَتّامَ نَحنُ نُساري النَجمَ في الظُلَمِ

وَما سُراهُ عَلى خُفٍّ وَلا قَدَمِ

وَلا يُحِسُّ بِأَجفانٍ يُحِسُّ بِها

فَقدَ الرُقادِ غَريبٌ باتَ لَم يَنَمِ

تُسَوِّدُ الشَمسُ مِنّا بيضَ أَوجُهِنا

وَلا تُسَوِّدُ بيضَ العُذرِ وَاللِمَمِ

وَكانَ حالُهُما في الحُكمِ واحِدَةً

لَوِ اِحتَكَمنا مِنَ الدُنيا إِلى حَكَمِ

وَنَترُكُ الماءَ لا يَنفَكُّ مِن سَفَرٍ

ما سارَ في الغَيمِ مِنهُ سارَ في الأَدَمِ

لا أُبغِضُ العيسَ لَكِنّي وَقَيتُ بِها

قَلبي مِنَ الحُزنِ أَو جِسمي مِنَ السَقَمِ

طَرَدتُ مِن مِصرَ أَيديها بِأَرجُلِها

حَتّى مَرَقنَ بِنا مِن جَوشَ وَالعَلَمِ

تَبري لَهُنَّ نَعامُ الدَوِّ مُسرَجَةً

تُعارِضُ الجُدُلَ المُرخاةَ بِاللُجُمِ

في غِلمَةٍ أَخطَروا أَرواحَهُم وَرَضوا

بِما لَقينَ رِضا الأَيسارِ بِالزَلَمِ

تَبدو لَنا كُلَّما أَلقَوا عَمائِمَهُم

عَمائِمٌ خُلِقَت سوداً بِلا لُثُمِ

بيضُ العَوارِضِ طَعّانونَ مَن لَحِقوا

مِنَ الفَوارِسِ شَلّالونَ لِلنَعَمِ

قَد بَلَّغوا بِقَناهُم فَوقَ طاقَتِهِ

وَلَيسَ يَبلُغُ ما فيهِم مِنَ الهِمَمِ

في الجاهِلِيَّةِ إِلّا أَنَّ أَنفُسَهُم

مِن طيبِهِنَّ بِهِ في الأَشهُرِ الحُرُمِ

ناشوا الرِماحَ وَكانَت غَيرَ ناطِقَةٍ

فَعَلَّموها صِياحَ الطَيرِ في البُهَمِ

تَخدي الرِكابُ بِنا بيضاً مَشافِرُها

خُضراً فَراسِنُها في الرُغلِ وَاليَنَمِ

مَكعومَةً بِسِياطِ القَومِ نَضرِبُها

عَن مَنبِتِ العُشبِ نَبغي مَنبِتَ الكَرَمِ

وَأَينَ مَنبِتُهُ مِن بَعدِ مَنبِتِهِ

أَبي شُجاعِ قَريعِ العُربِ وَالعَجَمِ

لا فاتِكٌ آخَرٌ في مِصرَ نَقصِدُهُ

وَلا لَهُ خَلَفٌ في الناسِ كُلِّهِمِ

مَن لا تُشابِهُهُ الأَحياءُ في شِيَمِ

أَمسى تُشابِهُهُ الأَمواتُ في الرِمَمِ

عَدِمتُهُ وَكَأَنّي سِرتُ أَطلُبُهُ

فَما تَزيدُنِيَ الدُنيا عَلى العَدَمِ

ما زِلتُ أُضحِكُ إِبلي كُلَّما نَظَرَت

إِلى مَنِ اِختَضَبَت أَخفافُها بِدَمِ

أُسيرُها بَينَ أَصنامٍ أُشاهِدُها

وَلا أُشاهِدُ فيها عِفَّةَ الصَنَمِ

حَتّى رَجَعتُ وَأَقلامي قَوائِلُ لي

المَجدُ لِلسَيفِ لَيسَ المَجدُ لِلقَلَمِ

اِكتُب بِنا أَبَداً بَعدَ الكِتابِ بِهِ

فَإِنَّما نَحنُ لِلأَسيافِ كَالخَدَمِ

أَسمَعتِني وَدَوائي ما أَشَرتِ بِهِ

فَإِن غَفِلتُ فَدائي قِلَّةُ الفَهَمِ

مَنِ اِقتَضى بِسِوى الهِندِيِّ حاجَتَهُ

أَجابَ كُلَّ سُؤالٍ عَن هَلٍ بِلَمِ

تَوَهَّمَ القَومُ أَنَّ العَجزَ قَرَّبَنا

وَفي التَقَرُّبِ ما يَدعو إِلى التِهَمِ

وَلَم تَزَل قِلَّةُ الإِنصافِ قاطِعَةً

بَينَ الرِجالِ وَلَو كانوا ذَوي رَحِمِ

فَلا زِيارَةَ إِلّا أَن تَزورَهُمُ

أَيدٍ نَشَأنَ مَعَ المَصقولَةِ الخُذُمِ

مِن كُلِّ قاضِيَّةٍ بِالمَوتِ شَفرَتُهُ

ما بَينَ مُنتَقَمٍ مِنهُ وَمُنتَقِمِ

صُنّا قَوائِمَها عَنهُم فَما وَقَعَت

مَواقِعَ اللُؤمِ في الأَيدي وَلا الكَزَمِ

هَوِّن عَلى بَصَرٍ ما شَقَّ مَنظَرُهُ

فَإِنَّما يَقَظاتُ العَينِ كَالحُلُمِ

وَلا تَشَكَّ إِلى خَلقٍ فَتُشمِتَهُ

شَكوى الجَريحِ إِلى الغِربانِ وَالرَخَمِ

وَكُن عَلى حَذَرٍ لِلناسِ تَستُرُهُ

وَلا يَغُرُّكَ مِنهُم ثَغرُ مُبتَسِمُ

غاضَ الوَفاءُ فَما تَلقاهُ في عِدَةٍ

وَأَعوَزَ الصِدقُ في الإِخبارِ وَالقَسَمِ

سُبحانَ خالِقِ نَفسي كَيفَ لَذَّتُها

فيما النُفوسُ تَراهُ غايَةُ الأَلَمِ

الدَهرُ يَعجَبُ مِن حَملي نَوائِبَهُ

وَصَبرِ جِسمي عَلى أَحداثِهِ الحُطُمِ

وَقتٌ يَضيعُ وَعُمرٌ لَيتَ مُدَّتَهُ

في غَيرِ أُمَّتِهِ مِن سالِفِ الأُمَمِ

أَتى الزَمانَ بَنوهُ في شَبيبَتِهِ

فَسَرَّهُم وَأَتَيناهُ عَلى الهَرَمِ

عطر الزنبق 06-25-2019 12:23 AM





http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif


يُذَكِّرُني فاتِكاً حِلمُهُ

وَشَيءٌ مِنَ النَدِّ فيهِ اِسمُهُ

وَلَستُ بِناسٍ وَلَكِنَّني

يُجَدِّدُ لي ريحَهُ شَمُّهُ

وَأَيَّ فَتىً سَلَبَتني المَنونُ

وَلَم تَدرِ ما وَلَدَت أُمُّهُ

وَلا ما تَضُمُّ إِلى صَدرِها

وَلَو عَلِمَت هالَها ضَمُّهُ

بِمِصرَ مُلوكٌ لَهُم مالَهُ

وَلَكِنَّهُم ما لَهُم هَمُّهُ

فَأَجوَدُ مِن جودِهِم بُخلُهُ

وَأَحمَدُ مِن حَمدِهِم ذَمُّهُ

وَأَشرَفُ مِن عَيشِهِم مَوتُهُ

وَأَنفَعُ مِن وُجدِهِم عُدمُهُ

وَإِنَّ مَنِيَّتَهُ عِندَهُ

لَكَالخَمرِ سُقِّيَهُ كَرمُهُ

فَذاكَ الَّذي عَبَّهُ ماؤُهُ

وَذاكَ الَّذي ذاقَهُ طَعمُهُ

وَمَن ضاقَتِ الأَرضُ عَن نَفسِهِ

حَرىً أَن يَضيقَ بِها جِسمُهُ






عطر الزنبق 06-25-2019 12:24 AM





http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif




أَما في هَذِهِ الدُنيا كَريمُ

تَزولُ بِهِ عَنِ القَلبِ الهُمومُ

أَما في هَذِهِ الدُنيا مَكانٌ

يُسَرُّ بِأَهلِهِ الجارُ المُقيمُ

تَشابَهَتِ البَهائِمُ وَالعِبِدّى

عَلَينا وَالمَوالي وَالصَميمُ

وَما أَدري أَذا داءٌ حَديثٌ

أَصابَ الناسَ أَم داءٌ قَديمُ

حَصَلتُ بِأَرضِ مِصرَ عَلى عَبيدٍ

كَأَنَّ الحُرَّ بَينَهُمُ يَتيمُ

كَأَنَّ الأَسوَدَ اللابِيَّ فيهِم

غُرابٌ حَولَهُ رَخَمٌ وَبومُ

أُخِذتُ بِمَدحِهِ فَرَأَيتُ لَهواً

مَقالي لِلأُحيمِقِ يا حَليمُ

وَلَمّا أَن هَجَوتُ رَأَيتُ عِيّاً

مَقالي لِاِبنِ آوى يا لَئيمُ

فَهَل مِن عاذِرٍ في ذا وَفي ذا

فَمَدفوعٌ إِلى السَقَمِ السَقيمُ

إِذا أَتَتِ الإِساءَةُ مِن لَئيمٍ

وَلَم أُلُمِ المُسيءَ فَمَن أَلومُ

عطر الزنبق 06-25-2019 12:24 AM





http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif


مِن أَيَّةِ الطُرقِ يَأتي نَحوَكَ الكَرَمُ

أَينَ المَحاجِمُ يا كافورُ وَالجَلَمُ

جازَ الأُلى مَلَكَت كَفّاكَ قَدرَهُمُ

فَعُرِّفوا بِكَ أَنَّ الكَلبَ فَوقَهُمُ

لا شَيءَ أَقبَحُ مِن فَحلٍ لَهُ ذَكَرٌ

تَقودُهُ أَمَةٌ لَيسَت لَها رَحِمُ

ساداتُ كُلِّ أُناسٍ مِن نُفوسِهِمِ

وَسادَةُ المُسلِمينَ الأَعبُدُ القَزَمُ

أَغايَةُ الدينِ أَن تُحفوا شَوارِبَكُم

يا أُمَّةً ضَحِكَت مِن جَهلِها الأُمَمُ

أَلا فَتىً يورِدُ الهِندِيَّ هامَتَهُ

كَيما تَزولُ شُكوكُ الناسِ وَالتُهَمُ

فَإِنَّهُ حُجَّةٌ يُؤذي القُلوبَ بِها

مِن دينُهُ الدَهرُ وَالتَعطيلُ وَالقِدَمُ

ما أَقدَرَ اللَهَ أَن يُخزي خَليقَتَهُ

وَلا يُصَدِّقُ قَوماً في الَّذي زَعَموا

عطر الزنبق 06-25-2019 12:25 AM





http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif


مَلومُكُما يَجِلُّ عَنِ المَلامِ

وَوَقعُ فَعالِهِ فَوقَ الكَلامِ

ذَراني وَالفَلاةُ بِلا دَليلٍ

وَوَجهي وَالهَجيرَ بِلا لِثامِ

فَإِنّي أَستَريحُ بِذي وَهَذا

وَأَتعَبُ بِالإِناخَةِ وَالمُقامِ

عُيونُ رَواحِلي إِن حُرتُ عَيني

وَكُلُّ بُغامِ رازِحَةٍ بُغامي

فَقَد أَرِدُ المِياهَ بِغَيرِ هادٍ

سِوى عَدّي لَها بَرقَ الغَمامِ

يُذِمُّ لِمُهجَتي رَبّي وَسَيفي

إِذا اِحتاجَ الوَحيدُ إِلى الذِمامِ

وَلا أُمسي لِأَهلِ البُخلِ ضَيفاً

وَلَيسَ قِرىً سِوى مُخِّ النِعامِ

فَلَمّا صارَ وُدُّ الناسِ خِبّاً

جَزَيتُ عَلى اِبتِسامٍ بِاِبتِسامِ

وَصِرتُ أَشُكُّ فيمَن أَصطَفيهِ

لِعِلمي أَنَّهُ بَعضُ الأَنامِ

يُحِبُّ العاقِلونَ عَلى التَصافي

وَحُبُّ الجاهِلينَ عَلى الوَسامِ

وَآنَفُ مِن أَخي لِأَبي وَأُمّي

إِذا ما لَم أَجِدهُ مِنَ الكِرامِ

أَرى الأَجدادَ تَغلِبُها كَثيراً

عَلى الأَولادِ أَخلاقُ اللِئامِ

وَلَستُ بِقانِعٍ مِن كُلِّ فَضلٍ

بِأَن أُعزى إِلى جَدٍّ هُمامِ

عَجِبتُ لِمَن لَهُ قَدٌّ وَحَدٌّ

وَيَنبو نَبوَةَ القَضِمِ الكَهامِ

وَمَن يَجِدُ الطَريقَ إِلى المَعالي

فَلا يَذَرُ المَطِيَّ بِلا سَنامِ

وَلَم أَرَ في عُيوبِ الناسِ شَيئاً

كَنَقصِ القادِرينَ عَلى التَمامِ

أَقَمتُ بِأَرضِ مِصرَ فَلا وَرائي

تَخُبُّ بِيَ المَطِيُّ وَلا أَمامي

وَمَلَّنِيَ الفِراشُ وَكانَ جَنبي

يَمَلُّ لِقاءَهُ في كُلِّ عامِ

قَليلٌ عائِدي سَقِمٌ فُؤادي

كَثيرٌ حاسِدي صَعبٌ مَرامي

عَليلُ الجِسمِ مُمتَنِعُ القِيامِ

شَديدُ السُكرِ مِن غَيرِ المُدامِ

وَزائِرَتي كَأَنَّ بِها حَياءً

فَلَيسَ تَزورُ إِلّا في الظَلامِ

بَذَلتُ لَها المَطارِفَ وَالحَشايا

فَعافَتها وَباتَت في عِظامي

يَضيقُ الجِلدُ عَن نَفسي وَعَنها

فَتوسِعُهُ بِأَنواعِ السِقامِ

إِذا ما فارَقَتني غَسَّلَتني

كَأَنّا عاكِفانِ عَلى حَرامِ

كَأَنَّ الصُبحَ يَطرُدُها فَتَجري

مَدامِعُها بِأَربَعَةٍ سِجامِ

أُراقِبُ وَقتَها مِن غَيرِ شَوقٍ

مُراقَبَةَ المَشوقِ المُستَهامِ

وَيَصدُقُ وَعدُها وَالصِدقُ شَرٌّ

إِذا أَلقاكَ في الكُرَبِ العِظامِ

أَبِنتَ الدَهرِ عِندي كُلُّ بِنتٍ

فَكَيفَ وَصَلتِ أَنتِ مِنَ الزِحامِ

جَرَحتِ مُجَرَّحاً لَم يَبقَ فيهِ

مَكانٌ لِلسُيوفِ وَلا السِهامِ

أَلا يا لَيتَ شَعرَ يَدي أَتُمسي

تَصَرَّفُ في عِنانٍ أَو زِمامِ

وَهَل أَرمي هَوايَ بِراقِصاتٍ

مُحَلّاةِ المَقاوِدِ بِاللُغامِ

فَرُبَّتَما شَفَيتُ غَليلَ صَدري

بِسَيرٍ أَو قَناةٍ أَو حُسامِ

وَضاقَت خُطَّةٌ فَخَلَصتُ مِنها

خَلاصَ الخَمرِ مِن نَسجِ الفِدامِ

وَفارَقتُ الحَبيبَ بِلا وَداعٍ

وَوَدَّعتُ البِلادَ بِلا سَلامِ

يَقولُ لي الطَبيبُ أَكَلتَ شَيئاً

وَداؤُكَ في شَرابِكَ وَالطَعامِ

وَما في طِبِّهِ أَنّي جَوادٌ

أَضَرَّ بِجِسمِهِ طولُ الجِمامِ

تَعَوَّدَ أَن يُغَبِّرَ في السَرايا

وَيَدخُلَ مِن قَتامِ في قَتامِ

فَأُمسِكَ لا يُطالُ لَهُ فَيَرعى

وَلا هُوَ في العَليقِ وَلا اللِجامِ

فَإِن أَمرَض فَما مَرِضَ اِصطِباري

وَإِن أُحمَم فَما حُمَّ اِعتِزامي

وَإِن أَسلَم فَما أَبقى وَلَكِن

سَلِمتُ مِنَ الحِمامِ إِلى الحِمامِ

تَمَتَّع مِن سُهادِ أَو رُقادٍ

وَلا تَأمُل كَرىً تَحتَ الرِجامِ

فَإِنَّ لِثالِثِ الحالَينِ مَعنىً

سِوى مَعنى اِنتِباهِكَ وَالمَنامِ

عطر الزنبق 06-25-2019 12:25 AM





http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif


فِراقٌ وَمَن فارَقتُ غَيرُ مُذَمَّمِ

وَأَمٌّ وَمَن يَمَّمتُ خَيرُ مُيَمَّمِ

وَما مَنزِلُ اللَذّاتِ عِندي بِمَنزِلٍ

إِذا لَم أُبَجَّل عِندَهُ وَأُكَرَّمِ

سَجِيَّةُ نَفسٍ ما تَزالُ مُليحَةً

مِنَ الضَيمِ مَرمِيّاً بِها كُلُّ مَخرَمِ

رَحَلتُ فَكَم باكٍ بِأَجفانِ شادِنٍ

عَلَيَّ وَكَم باكٍ بِأَجفانِ ضَيغَمِ

وَما رَبَّةُ القُرطِ المَليحِ مَكانُهُ

بِأَجزَعَ مِن رَبِّ الحُسامِ المُصَمِّمِ

فَلَو كانَ ما بي مِن حَبيبٍ مُقَنَّعٍ

عَذَرتُ وَلَكِن مِن حَبيبٍ مُعَمَّمِ

رَمى وَاِتَّقى رَميِي وَمِن دونِ ما اِتَّقى

هَوىً كاسِرٌ كَفّي وَقَوسي وَأَسهُمي

إِذا ساءَ فِعلُ المَرءِ ساءَت ظُنونُهُ

وَصَدَّقَ ما يَعتادُهُ مِن تَوَهُّمِ

وَعادى مُحِبّيهِ بِقَولِ عُداتِهِ

وَأَصبَحَ في لَيلٍ مِنَ الشَكِّ مُظلِمِ

أُصادِقُ نَفسَ المَرءِ مِن قَبلِ جِسمِهِ

وَأَعرِفُها في فِعلِهِ وَالتَكَلُّمِ

وَأَحلُمُ عَن خِلّي وَأَعلَمُ أَنَّهُ

مَتى أَجزِهِ حِلماً عَلى الجَهلِ يَندَمِ

وَإِن بَذَلَ الإِنسانُ لي جودَ عابِسٍ

جَزَيتُ بِجودِ التارِكِ المُتَبَسِّمِ

وَأَهوى مِنَ الفِتيانِ كُلَّ سَمَيذَعٍ

نَجيبٍ كَصَدرِ السَمهَرِيِّ المُقَوَّمِ

خَطَت تَحتَهُ العيسُ الفَلاةَ وَخالَطَت

بِهِ الخَيلُ كَبّاتِ الخَميسِ العَرَمرَمِ

وَلا عِفَّةٌ في سَيفِهِ وَسِنانِهِ

وَلَكِنَّها في الكَفِّ وَالفَرجِ وَالفَمِ

وَما كُلُّ هاوٍ لِلجَميلِ بِفاعِلٍ

وَلا كُلُّ فَعّالٍ لَهُ بِمُتَمِّمِ

فِدىً لِأَبي المِسكِ الكِرامُ فَإِنَّها

سَوابِقُ خَيلٍ يَهتَدينَ بِأَدهَمِ

أَغَرَّ بِمَجدٍ قَد شَخَصنَ وَراءَهُ

إِلى خُلُقٍ رَحبٍ وَخَلقٍ مُطَهَّمِ

إِذا مَنَعَت مِنكَ السِياسَةُ نَفسَها

فَقِف وَقفَةً قُدّامَهُ تَتَعَلَّمِ

يَضيقُ عَلى مَن رائَهُ العُذرُ أَن يُرى

ضَعيفَ المَساعي أَو قَليلَ التَكَرُّمِ

وَمَن مِثلُ كافورٍ إِذا الخَيلُ أَحجَمَت

وَكانَ قَليلاً مَن يَقولُ لَها اِقدُمي

شَديدُ ثَباتِ الطَرفِ وَالنَقعُ واصِلٌ

إِلى لَهَواتِ الفارِسِ المُتَلَثِّمِ

أَبا المِسكِ أَرجو مِنكَ نَصراً عَلى العِدا

وَآمُلُ عِزّاً يَخضِبُ البيضَ بِالدَمِ

وَيَوماً يَغيظُ الحاسِدينَ وَحالَةً

أُقيمُ الشَقا فيها مَقامَ التَنَعُّمِ

وَلَم أَرجُ إِلّا أَهلَ ذاكَ وَمَن يُرِد

مَواطِرَ مِن غَيرِ السَحائِبِ يَظلِمِ

فَلَو لَم تَكُن في مِصرَ ما سِرتُ نَحوَها

بِقَلبِ المَشوقِ المُستَهامِ المُتَيَّمِ

وَلا نَبَحَت خَيلي كِلابُ قَبائِلٍ

كَأَنَّ بِها في اللَيلِ حَملاتِ دَيلَمِ

وَلا اِتَّبَعَت آثارَنا عَينُ قائِفٍ

فَلَم تَرَ إِلّا حافِراً فَوقَ مَنسِمِ

وَسَمنا بِها البَيداءَ حَتّى تَغَمَّرَت

مِنَ النيلِ وَاِستَذرَت بِظِلِّ المُقَطَّمِ

وَأَبلَخَ يَعصي بِاِختِصاصي مُشيرَهُ

عَصَيتُ بِقَصديهِ مُشيري وَلوَّمي

فَساقَ إِلَيَّ العُرفَ غَيرَ مُكَدَّرٍ

وَسُقتُ إِلَيهِ الشُكرَ غَيرَ مُجَمجَمِ

قَدِ اِختَرتُكَ الأَملاكَ فَاِختَر لَهُم بِنا

حَديثاً وَقَد حَكَّمتُ رَأيَكَ فَاِحكُمِ

فَأَحسَنُ وَجهٍ في الوَرى وَجهُ مُحسِنٍ

وَأَيمَنُ كَفٍّ فيهِمُ كَفُّ مُنعِمِ

وَأَشرَفُهُم مَن كانَ أَشرَفَ هِمَّةً

وَأَكبَرَ إِقداماً عَلى كُلِّ مُعظَمِ

لِمَن تَطلُبُ الدُنيا إِذا لَم تُرِد بِها

سُرورَ مُحِبٍّ أَو إِساءَةَ مُجرِمِ

وَقَد وَصَلَ المُهرُ الَّذي فَوقَ فَخذِهِ

مِنِ اِسمِكِ ما في كُلِّ عُنقٍ وَمِعصَمِ

لَكَ الحَيَوانُ الراكِبُ الخَيلَ كُلُّهُ

وَإِن كانَ بِالنيرانِ غَيرَ مُوَسَّمِ

وَلَو كُنتُ أَدري كَم حَياتي قَسَمتُها

وَصَيَّرتُ ثُلثَيها اِنتِظارَكَ فَاِعلَمِ

وَلَكِنَّ ما يَمضي مِنَ العُمرِ فائِتٌ

فَجُد لي بِحَظِّ البادِرِ المُتَغَنِّمِ

رَضيتُ بِما تَرضى بِهِ لي مَحَبَّةً

وَقُدتُ إِلَيكَ النَفسَ قَودَ المُسَلِّمِ

وَمِثلُكَ مَن كانَ الوَسيطَ فُؤادُهُ

فَكَلَّمَهُ عَنّي وَلَم أَتَكَلَّمِ

عطر الزنبق 06-25-2019 12:26 AM





http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif


أَعَن إِذني تَهُبُّ الريحُ رَهواً

وَيَسري كُلَّما شِئتُ الغَمامُ

وَلَكِنَّ الغَمامَ لَهُ طِباعٌ

تَبَجُّسُهُ بِها وَكَذا الكِرامُ

عطر الزنبق 06-25-2019 12:26 AM





http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif


رَوينا يا اِبنَ عَسكَرٍ الهُماما

وَلَم يَترُك نَداكَ بِنا هُياما

وَصارَ أَحَبُّ ما تُهدي إِلَينا

لِغَيرِ قِلىً وَداعَكَ وَالسَلاما

وَلَم نَملَل تَفَقُّدَكَ المَوالي

وَلَم نَذمُم أَيادِيَكَ الجِساما

وَلَكِنَّ الغُيوثَ إِذا تَوالَت

بِأَرضِ مُسافِرٍ كَرِهَ المُقاما

عطر الزنبق 06-25-2019 12:26 AM







http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif


لِهَوى النُفوسِ سَريرَةٌ لا تُعلَمُ

عَرَضاً نَظَرتُ وَخِلتُ أَنّي أَسلَمُ

يا أُختَ مُعتَنِقِ الفَوارِسِ في الوَغى

لَأَخوكِ ثَمَّ أَرَقُّ مِنكِ وَأَرحَمُ

يَرنو إِلَيكِ مَعَ العَفافِ وَعِندَهُ

أَنَّ المَجوسَ تُصيبُ فيما تَحكُمُ

راعَتكِ رائِعَةُ البَياضِ بِعارِضي

وَلَوَ أَنَّها الأولى لَراعَ الأَسحَمُ

لَو كانَ يُمكِنُني سَفَرتُ عَنِ الصِبا

فَالشَيبُ مِن قَبلِ الأَوانِ تَلَثُّمُ

وَلَقَد رَأَيتُ الحادِثاتِ فَلا أَرى

يَقَقاً يُميتُ وَلا سَواداً يَعصِمُ

وَالهَمُّ يَختَرِمُ الجَسيمَ نَحافَةً

وَيُشيبُ ناصِيَةَ الصَبِيِّ وَيُهرِمُ

ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ

وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ

وَالناسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فَمُطلَقٌ

يَنسى الَّذي يولى وَعافٍ يَندَمُ

لا يَخدَعَنَّكَ مِن عَدُوٍّ دَمعُهُ

وَاِرحَم شَبابَكَ مِن عَدُوٍّ تَرحَمُ

لا يَسلَمُ الشَرَفُ الرَفيعُ مِنَ الأَذى

حَتّى يُراقَ عَلى جَوانِبِهِ الدَمُ

يُؤذي القَليلُ مِنَ اللِئامِ بِطَبعِهِ

مَن لا يَقِلُّ كَما يَقِلُّ وَيَلؤُمُ

الظُلمُ مِن شِيَمِ النُفوسِ فَإِن تَجِد

ذا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لا يَظلِمُ

يَحمي اِبنَ كَيغَلَغَ الطَريقَ وَعِرسُهُ

ما بَينَ رِجلَيها الطَريقُ الأَعظَمُ

أَقِمِ المَسالِحَ فَوقَ شُفرِ سُكَينَةٍ

إِنَّ المَنِيَّ بِحَلقَتَيها خِضرِمُ

وَاِرفُق بِنَفسِكَ إِنَّ خَلقَكَ ناقِصٌ

وَاِستُر أَباكَ فَإِنَّ أَصلَكَ مُظلِمُ

وَغِناكَ مَسأَلَةٌ وَطَيشُكَ نَفخَةٌ

وَرِضاكَ فَيشَلَةٌ وَرَبُّكَ دِرهَمُ

وَاِحذَر مُناواةَ الرِجالِ فَإِنَّما

تَقوى عَلى كَمَرِ العَبيدِ وَتُقدِمُ

وَمِنَ البَليَّةِ عَذلُ مَن لا يَرعَوي

عَن غَيِّهِ وَخِطابُ مَن لا يَفهَمُ

يَمشي بِأَربَعَةٍ عَلى أَعقابِهِ

تَحتَ العُلوجِ وَمِن وَراءٍ يُلجَمُ

وَجُفونُهُ ما تَستَقِرُّ كَأَنَّها

مَطروفَةٌ أَو فُتَّ فيها حِصرِمُ

وَإِذا أَشارَ مُحَدِّثاً فَكَأَنَّهُ

قِردٌ يُقَهقِهُ أَو عَجوزٌ تَلطِمُ

يَقلي مُفارَقَةَ الأَكُفِّ قَذالُهُ

حَتّى يَكادَ عَلى يَدٍ يَتَعَمَّمُ

وَتَراهُ أَصغَرَ ما تَراهُ ناطِقاً

وَيَكونُ أَكذَبَ ما يَكونُ وَيُقسِمُ

وَالذُلُّ يُظهِرُ في الذَليلِ مَوَدَّةً

وَأَوَدُّ مِنهُ لِمَن يَوَدُّ الأَرقَمُ

وَمِنَ العَداوَةِ ما يَنالُكَ نَفعُهُ

وَمِنَ الصَداقَةِ ما يَضُرُّ وَيُؤلِمُ

أَرسَلتَ تَسأَلُني المَديحَ سَفاهَةً

صَفراءُ أَضيَقُ مِنكَ ماذا أَزعُمُ

أَتُرى القِيادَةَ في سِواكَ تَكَسُّباً

يا اِبنَ الأُعَيِّرِ وَهيَ فيكَ تَكَرُّمُ

فَلَشَدَّ ما جاوَزتَ قَدرَكَ صاعِداً

وَلَشَدَّ ما قَرُبَت عَلَيكَ الأَنجُمُ

وَأَرَغتَ ما لِأَبي العَشائِرِ خالِصاً

إِنَّ الثَناءَ لِمَن يُزارَ فَيُنعِمُ

وَلِمَن أَقَمتَ عَلى الهَوانِ بِبابِهِ

تَدنو فَيُوجأُ أَخدَعاكَ وَتُنهَمُ

وَلِمَن يُهينُ المالَ وَهوَ مُكَرَّمٌ

وَلِمَن يَجُرُّ الجَيشَ وَهوَ عَرَمرَمُ

وَلِمَن إِذا اِلتَقَتِ الكُماةُ بِمازِقٍ

فَنَصيبُهُ مِنها الكَمِيُّ المُعلَمُ

وَلَرُبَّما أَطَرَ القَناةَ بِفارِسٍ

وَثَنى فَقَوَّمَها بِآخَرَ مِنهُمُ

وَالوَجهُ أَزهَرُ وَالفُؤادُ مُشَيَّعٌ

وَالرُمحُ أَسمَرُ وَالحُسامُ مَصَمِّمُ

أَفعالُ مَن تَلِدُ الكِرامُ كَريمَةٌ

وَفَعالُ مَن تَلِدُ الأَعاجِمُ أَعجَمُ

عطر الزنبق 06-25-2019 12:27 AM





http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif


إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ

فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ

فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ

كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ

سَتَبكي شَجوَها فَرَسي وَمُهري

صَفائِحُ دَمعُها ماءُ الجُسومِ

قَرَبنَ النارَ ثُمَّ نَشَأنَ فيها

كَما نَشَأَ العَذارى في النَعيمِ

وَفارَقنَ الصَياقِلَ مُخلَصاتٍ

وَأَيديها كَثيراتُ الكُلومِ

يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ

وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ

وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني

وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ

وَكَم مِن عائِبٍ قَولاً صَحيحاً

وَآفَتُهُ مِنَ الفَهمِ السَقيمِ

وَلَكِن تَأخُذُ الآذانُ مِنهُ

عَلى قَدرِ القَرائِحِ وَالعُلومِ

عطر الزنبق 06-25-2019 12:27 AM





http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif


غَيرُ مُستَنكِرٍ لَكَ الإِقدامُ

فَلِمَن ذا الحَديثُ وَالإِعلامُ

قَد عَلِمنا مِن قَبلُ أَنَّكَ مَن لَم

يَمنَعِ اللَيلُ هَمَّهُ وَالغَمامُ

عطر الزنبق 06-25-2019 12:27 AM





http://joliscoeurs.j.o.pic.centerblog.net/d15ebd8e.gif


حُيِّيتَ مِن قَسَمٍ وَأَفدي المُقسِما

أَمسى الأَنامُ لَهُ مُجِلّاً مُعظِما

وَإِذا طَلَبتُ رِضا الأَميرِ بِشُربِها

وَأَخَذتُها فَلَقَد تَرَكتُ الأَحرَما


الساعة الآن 07:23 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا