منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   موسوعة شاملة لقصائد وأشعار أمير الشعراء أحمد شوقي.. (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=182194)

عطر الزنبق 06-12-2019 05:13 PM


http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora208.gif


إِن تَسأَلي عَن مِصرَ حَوّاءِ القُرى

وَقَرارَةِ التاريخِ وَالآثارِ

فَالصُبحُ في مَنفٍ وَثيبَة واضِحٌ

مَن ذا يُلاقي الصُبحَ بِالإِنكارِ

بِالهَيلِ مِن مَنفٍ وَمِن أَرباضِها

مَجدوعُ أَنفٍ في الرِمالِ كُفاري

خَلَتِ الدُهورُ وَما اِلتَقَت أَجفانُهُ

وَأَتَت عَلَيهِ كَلَيلَةٍ وَنَهارِ

ما فَلَّ ساعِدَهُ الزَمانُ وَلَم يَنَل

مِنهُ اِختِلافُ جَوارِفٍ وَذَوارِ

كَالدَهرِ لَو مَلَكَ القِيامَ لِفَتكَةٍ

أَو كانَ غَيرَ مُقَلَّمِ الأَظفارِ

وَثَلاثَةٍ شَبَّ الزَمانُ حِيالَها

شُمٍّ عَلى مَرِّ الزَمانِ كِبارِ

قامَت عَلى النيلِ العَهيدِ عَهيدَةً

تَكسوهُ ثَوبَ الفَخرِ وَهيَ عَوارِ

مِن كُلِّ مَركوزٍ كَرَضوى في الثَرى

مُتَطاوِلٍ في الجَوِّ كَالإِعصارِ

الجِنُّ في جَنَباتِها مَطروقَةٌ

بِبَدائِعِ البَنّاءِ وَالحَفّارِ

وَالأَرضُ أَضَيعُ حيلَةً في نَزعِها

مِن حيلَةِ المَصلوبِ في المِسمارِ

تِلكَ القُبورُ أَضَنَّ مِن غَيبٍ بِما

أَخفَت مِنَ الأَعلاقِ وَالأَذخارِ

نامَ المُلوكُ بِها الدُهورَ طَويلَةً

يَجِدونَ أَروَحَ ضَجعَةٍ وَقَرارِ

كُلٌّ كَأَهلِ الكَهفِ فَوقَ سَريرِهِ

وَالدَهرُ دونَ سَريرِهِ بِهِجارِ

أَملاكُ مِصرَ القاهِرونَ عَلى الوَرى

المُنزَلونَ مَنازِلَ الأَقمارِ

هَتَكَ الزَمانُ حِجابَهُم وَأَزالَهُم

بَعدَ الصِيانِ إِزالَةَ الأَسرارِ

هَيهاتَ لَم يَلمِس جَلالَهُمو البِلى

إِلّا بِأَيدٍ في الرَغامِ قِصارِ

كانوا وَطَرفُ الدَهرِ لا يَسمو لَهُم

ما بالُهُم عُرِضوا عَلى النُظّارِ

لَو أَمهَلوا حَتّى النُشورِ بِدَورِهِم

قاموا لِخالِقِهِم بِغَيرِ غُبارِ

عطر الزنبق 06-12-2019 05:14 PM


http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora208.gif




نُجَدِّدُ ذِكرى عَهدِكُم وَنُعيدُ

وَنُدني خَيالَ الأَمسِ وَهوَ بَعيدُ

وَلِلناسِ في الماضي بَصائِرُ يَهتَدي

عَلَيهِنَّ غاوٍ أَو يَسيرُ رَشيدُ

إِذا المَيتُ لَم يَكرُم بِأَرضٍ ثَناؤُهُ

تَحَيَّرَ فيها الحَيُّ كَيفَ يَسودُ

وَنَحنُ قُضاةُ الحَقِّ نَرعى قَديمَهُ

وَإِن لَم يَفُتنا في الحُقوقِ جَديدُ

وَنَعلَمُ أَنّا في البِناءِ دَعائِمٌ

وَأَنتُم أَساسٌ في البِناءِ وَطيدُ

فَريدُ ضَحايانا كَثيرٌ وَإِنَّما

مَجالُ الضَحايا أَنتَ فيهِ فَريدُ

فَما خَلفَ ما كابَدتَ في الحَقِّ غايَةٌ

وَلا فَوقَ ما قاسَيتَ فيهِ مَزيدُ

تَغَرَّبتَ عَشراً أَنتَ فيهنَّ بائِسٌ

وَأَنتَ بِآفاقِ البِلادِ شَريدُ

تَجوعُ بِبُلدانٍ وَتَعرى بِغَيرِها

وَتَرزَحُ تَحتَ الداءِ وَهوَ عَتيدُ

أَلا في سَبيلِ اللَهِ وَالحَقِّ طارِفٌ

مِنَ المالِ لَم تَبخَل بِهِ وَتَليدُ

وَجودُكَ بَعدَ المالِ بِالنَفسِ صابِراً

إِذا جَزعَ المَحضورُ وَهوَ يَجودُ

فَلا زِلتَ تِمثالاً مِنَ الحَقِّ خالِصاً

عَلى سِرِّهِ نَبني العُلا وَنَشيدُ

يُعلِمُ نَشءَ الحَيِّ كَيفَ هَوى الحِمى

وَكَيفَ يُحامي دونَهُ وَيَذودُ



عطر الزنبق 06-12-2019 05:14 PM


http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora208.gif




أَرى شَجَراً في السَماءِ اِحتَجَب

وَشَقَّ العَنانَ بِمَرأى عَجَب

مَآذِنُ قامَت هُنا أَو هُناكَ

ظَواهِرُها دَرَجٌ مِن شَذَب

وَلَيسَ يُؤَذِّنُ فيها الرِجالُ

وَلَكِن تَصيحُ عَلَيها الغُرُب

وَباسِقَةٍ مِن بَناتِ الرِمالِ

نَمَت وَرَبَت في ظِلالِ الكُثُب

كَسارِيَةِ الفُلكِ أَو كَالمِسَل

لَةِ أَو كَالفَنارِ وَراءَ العَبَب

تَطولُ وَتَقصُرُ خَلفَ الكَثيبِ

إِذا الريحُ جاءَ بِهِ أَو ذَهَب

تُخالُ إِذا اِتَّقَدَت في الضُحى

وَجَرَّ الأَصيلُ عَلَيها اللَهَب

وَطافَ عَلَيها شُعاعُ النَهارِ

مِنَ الصَحوِ أَو مِن حَواشي السُحُب

وَصيفَةَ فِرعَونَ في ساحَةٍ

مِنَ القَصرِ واقِفَةً تَرتَقِب

قَدِ اِعتَصَبَت بِفُصوصِ العَقيقِ

مُفَصَّلَةً بِشُذورِ الذَهَب

وَناطَت قَلائِدَ مَرجانِها

عَلى الصَدرِ وَاِتَّشَحَت بِالقَصَب

وَشَدَّت عَلى ساقِها مِئزَراً

تَعَقَّدَ مِن رَأسِها لِلذَنَب

أَهَذا هُوَ النَخلُ مَلكُ الرِياضِ

أَميرُ الحُقولِ عَروسُ العِزَب

طَعامُ الفَقيرِ وَحَلوى الغَنِيِّ

وَزادُ المُسافِرِ وَالمُغتَرِب

فَيا نَخلَةَ الرَملِ لَم تَبخَلي

وَلا قَصَّرَت نَخَلاتُ التُرَب

وَأَعجَبُ كَيفَ طَوى ذِكرَكُنَّ

وَلَم يَحتَفِل شُعَراءُ العَرَب

أَلَيسَ حَراماً خُلُوُّ القَصا

ئِدِ مِن وَصفِكُنَّ وَعُطلُ الكُتُب

وَأَنتُنَّ في الهاجِراتِ الظِلالُ

كَأَنَّ أَعالِيَكُنَّ العَبَب

وَأَنتُنَّ في البيدِ شاةُ المُعيلِ

جَناها بِجانِب أُخرى حَلَب

وَأَنتُنَّ في عَرَصاتِ القُصورِ

حِسانُ الدُمى الزائِناتُ الرَحَب

جَناكُنَّ كَالكَرمِ شَتّى المَذاقِ

وَكَالشَهدِ في كُلِّ لَونٍ يُحَب

عطر الزنبق 06-12-2019 05:15 PM


http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora208.gif




أَمِنَ البَحرِ صائِغٌ عَبقَرِيٌّ

بِالرِمالِ النَواعِمِ البيضِ مُغرى

طافَ تَحتَ الضُحى عَلَيهُنَّ وَالجَو

هَرُ في سوقِهِ يُباعُ وَيُشرى

جِئنَهُ في مَعاصِمٍ وَنُحورٍ

فَكَسا مِعصَماً وَآخَرَ عَرّى

وَأَبى أَن يُقَلِّدَ الدُرَّ وَاليا

قوتَ نَحراً وَقَلَّدَ الماسَ نَحرا

وَتَرى خاتماً وَراءَ بَنانٍ

وَبَناناً مِنَ الخَواتِمِ صِفرا

وَسِواراً يَزينُ زَندَ كَعابٍ

وَسِواراً مِن زَندِ حَسناءَ فَرّا

وَتَرى الغيدَ لُؤلُؤاً ثَمَّ رَطباً

وَجُماناً حَوالِيَ الماءِ نَثرا

وَكَأَنَّ السَماءَ وَالماءَ شِقّا

صَدَفٍ حُمِّلا رَفيفاً وَدُرّا

وَكَأَنَّ السَماءَ وَالماءَ عُرسٌ

مُترَعُ المَهرَجانِ لَمحاً وَعِطرا

أَو رَبيعٌ مِن ريشَةِ الفَنِّ أَبهى

مِن رَبيعِ الرُبى وَأَفتَنُ زَهرا

أَو تَهاويلُ شاعِرٍ عَبقَرِيٍّ

طارَحَ البَحرَ وَالطَبيعَةَ شِعرا

يا سِوارَي فَيروزَجٍ وَلُجَينٍ

بِهِما حُلِّيَت مَعاصِمُ مِصرا

في شُعاعِ الضُحى يَعودانِ ماساً

وَعَلى لَمحَةِ الأَصائِلِ تِبرا

وَمَشَت فيهِما النُجومُ فَكانَت

في حَواشِيهِما يَواقيتَ زُهرا

لَكَ في الأَرضِ مَوكِبٌ لَيسَ يَألو الر

ريحَ وَالطَيرَ وَالشَياطينَ حَشرا

سِرتَ فيهِ عَلى كُنوزِ سُلَيما

نَ تَعُدُّ الخُطى اِختِيالاً وَكِبرا

وَتَرَنَّمتَ في الرِكابِ فَقُلنا

راهِبٌ طافَ في الأَناجيلِ يَقرا

هُوَ لَحنٌ مُضَيَّعٌ لا جَواباً

قَد عَرَفنا لَهُ وَلا مُستَقَرّا

لَكَ في طَيِّهِ حَديثُ غَرامٍ

ظَلَّ في خاطِرِ المُلَحِّنِ سِرّا

قَد بَعَثنا تَحِيَّةً وَثَناءً

لَكَ يا أَرفَعَ الزَواخِرِ ذِكرا

وَغَشيناكَ ساعَةً تَنبُشُ الما

ضِيَ نَبشاً وَتَقتُلُ الأَمسَ فِكرا

وَفَتَحنا القَديمَ فيكَ كِتاباً

وَقَرَأنا الكِتابَ سَطراً فَسَطرا

وَنَشَرنا مِن طَيِّهِنَّ اللَيالي

فَلَمَحنا مِنَ الحَضارَةِ فَجرا

وَرَأَينا مِصراً تُعَلِّمُ يونا

نَ وَيونانَ تَقبِسُ العِلمَ مِصرا

تِلكَ تَأتيكَ بِالبَيانِ نَبِيّاً

عَبقَرِيّاً وَتِلكَ بِالفَنِّ سِحرا

وَرَأَينا المَنارَ في مَطلَعِ النَج

مِ عَلى بَرقِهِ المُلَمَّحِ يُسرى

شاطِئٌ مِثلُ رُقعَةِ الخُلدِ حُسناً

وَأَديمِ الشَبابِ طيباً وَبِشرا

جَرَّ فَيروزَجاً عَلى فِضَّةِ الما

ءِ وَجَرَّ الأَصيلُ وَالصُبحُ تِبرا

كُلَّما جِئتَهُ تَهَلَّلَ بِشراً

مِن جَميعِ الجِهاتِ وَاِفتَرَّ ثَغرا

اِنثَنى مَوجَةً وَأَقبَلَ يُرخي

كِلَّةً تارَةً وَيَرفَعُ سِترا

شَبَّ وَاِنحَطَّ مِثلَ أَسرابِ طَيرٍ

ماضِياتٍ تَلُفُّ بِالسَهلِ وَعرا

رُبَّما جاءَ وَهدَةً فَتَرَدّى

في المَهاوي وَقامَ يَطفُرُ صَخرا

وَتَرى الرَملَ وَالقُصورَ كَأَيكٍ

رَكِبَ الوَكرُ في نَواحيهِ وَكرا

وَتَرى جَوسَقاً يُزَيِّنُ رَوضاً

وَتَرى رَبوَةً تُزَيِّنُ مِصرا

سَيِّدَ الماءِ كَم لَنا مِن صَلاحٍ

وَعَلِيٍّ وَراءَ مائِكَ ذِكرى

كَم مَلَأناكَ بِالسَفينِ مَواقيـ

ـرَ كَشُمِّ الجِبالِ جُنداً وَوَفرا

شاكِياتِ السِلاحِ يَخرُجنَ مِن مِصـ

ـرٍ بِمَلومَةٍ وَيَدخُلنَ مِصرا

شارِعاتِ الجَناحِ في ثَبَجِ الما

ءِ كَنَسرٍ يَشُدُّ في السُحبِ نَسرا

وَكَأَنَّ اللُجاجَ حينَ تَنَزّى

وَتَسُدُّ الفِجاجَ كَرّاً وَفَرّا

أَجمٌ بَعضُهُ لِبَعضٍ عَدُوٌّ

زَحَفَت غابَةٌ لِتَمزيقِ أُخرى

قَذَفَت هَهُنا زَئيراً وَناباً

وَرَمَت هَهُنا عُواءٌ وَظُفرا

أَنتَ تَغلي إِلى القِيامَةِ كَالقِد

رِ فَلا حَطَّ يَومُها لَكَ قِدرا





عطر الزنبق 06-12-2019 05:16 PM


http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora208.gif




قِف حَيِّ شُبّانَ الحِمى

قَبلَ الرَحيلِ بِقافِيَه

عَوَّدتُهُم أَمثالَها

في الصالِحاتِ الباقِيَه

مِن كُلِّ ذاتِ إِشارَةٍ

لَيسَت عَلَيهِم خافِيَه

قُل يا شَبابُ نَصيحَة

مِمّا يُزَوَّدُ غالِيَه

هَل راعَكُم أَنَّ المَدا

رِسَ في الكِنانَةِ خاوِيَه

هُجِرَت فَكُلُّ خَلِيَّةٍ

مِن كُلِّ شَهدٍ خالِيَه

وَتَعَطَّلَت هالاتُها

مِنكُم وَكانَت حالِيَه

غَدَتِ السِياسَةُ وَهيَ آ

مِرَةٌ عَلَيها ناهِيَه

فَهَجَرتُمو الوَطَنَ العَزيـ

ـزَ إِلى البِلادِ القاصِيَه

أَنتُم غَداً في عالَمٍ

هُوَ وَالحَضارَةُ ناحِيَه

وارَيتُ فيهِ شَبيبَتي

وَقَضَيتُ فيهِ ثَمانِيَه

ما كُنتُ ذا القَلبِ الغَليـ

ـظِ وَلا الطِباعِ الجافِيَه

سيروا بِهِ تَتَعَلَّموا

سِرَّ الحَياةِ العالِيَه

وَتَأَمَّلوا البُنيانَ وَاد

دَكِروا الجُهودَ البانِيَه

ذوقوا الثِمارَ جَنِيَّةً

وَرِدوا المَناهِلَ صافِيَه

وَاِقضوا الشَبابَ فَإِنَّ سا

عَتَهُ القَصيرَةَ فانِيَه

وَاللَهِ لا حَرَجٌ عَلَيـ

ـكُم في حَديثِ الغانِيَه

أَو في اِشتِهاءِ السِحرِ مِن

لَحظِ العُيونِ الساجِيَه

أَو في المَسارِحِ فَهيَ بِالنـ

ـفسِ اللَطيفَةِ راقِيَه

عطر الزنبق 06-12-2019 05:16 PM


http://www.gifsyfondos.com/Barra20separadora208.gif

بِأَرضِ الجيزَةِ اِجتازَ الغَمامُ

وَحَلَّ سَماءَها البَدرُ التَمامُ

وَزارَ رِياضَ إِسماعيلَ غَيثٌ

كَوالِدِهِ لَهُ المِنَنُ الجِسامُ

ثَنى عِطفَيهِما الهَرَمانِ تيهاً

وَقالَ الثالِثُ الأَدنى سَلامُ

حَلُمّي مَنفُ هَذا تاجُ خوفو

كَقُرصِ الشَمسِ يَعرِفُهُ الأَنامُ

نَمَتهُ مِن بَني فِرعَونَ هامٌ

وَمِن خُلَفاءِ إِسماعيلَ هامُ

تَأَلَّقَ في سَمائِكِ عَبقَرِيّاً

عَلَيهِ جَلالَةٌ وَلَهُ وِسامُ

تَرَعرَعَتِ الحَضارَةُ في حُلاهُ

وَشَبَّ عَلى جَواهِرِهِ النِظامُ

وَنالَ الفَنُّ في أُولى اللَيالي

وَأُخراهُنَّ عِزّاً لا يُرامُ

مَشى في جيزَةِ الفُسطاطِ ظِلٌّ

كَظِلِّ النيلِ بُلَّ بِهِ الأُوامُ

إِذا ما مَسَّ تُرباً عادَ مِسكاً

وَنافَسَ تَحتَهُ الذَهَبَ الرَغامُ

وَإِن هُوَ حَلَّ أَرضاً قامَ فيها

جِدارٌ لِلحَضارَةِ أَو دِعامُ

فَمَدرَسَةٌ لِحَربِ الجَهلِ تُبنى

وَمُستَشفى يُذادُ بِهِ السَقامُ

وَدارٌ يُستَغاثُ بِها فَيَمضي

إِلى الإِسعافِ أَنجادٌ كِرامُ

أُساةُ جِراحَةٍ حيناً وَحيناً

مَيازيبٌ إِذا اِنفَجَرَ الضِرامُ

وَأَحواضٌ يُراضُ النيلُ فيها

وَكُلُّ نَجيبَةٍ وَلَها لِجامُ

أَبا الفاروقِ أَقبَلنا صُفوفاً

وَأَنتَ مِنَ الصُفوفِ هُوَ الإِمامُ

إِلى البَيتِ الحَرامِ بِكَ اِتَّجَهنا

وَمِصرُ وَحَقَّها البَيتُ الحَرامُ

طَلَعتَ عَلى الصَعيدِ فَهَشَّ حَتّى

عَلا شَفَتَي أَبي الهَولُ اِبتِسامُ

ركابٌ سارَتِ الآمالُ فيهِ

وَطافَ بِهِ التَلَفُّتُ وَالزِحامُ

فَماذا في طَريقِكَ مِن كُفورٍ

أَجَلُّ مِنَ البُيوتِ بِها الرِجامُ

كَأَنَّ الراقِدينَ بِكُلِّ قاعٍ

هُمُ الأَيقاظُ وَاليَقظى النِيامُ

لَقَد أَزَمَ الزَمانُ الناسَ فَاِنظُر

فَعِندَكَ تُفرَجُ الإِزَمُ العِظامُ

وَبَعدَ غَدٍ يُفارِقُ عامُ بُؤسٍ

وَيَخلفُهُ مِنَ النَعماءِ عامُ

يَدورُ بِمِصرَ حالاً بَعدَ حالٍ

زَمانٌ ما لِحالَيهِ دَوامُ

وَمِصرُ بِناءُ جَدِّكَ لَم يُتَمَّم

أَلَيسَ عَلى يَدَيكَ لَهُ تَمامُ

فَلَسنا أُمَّةً قَعَدَت بِشَمسٍ

وَلا بَلَداً بِضاعَتُهُ الكَلامُ

وَلَكِن هِمَّةٌ في كُلِّ حينٍ

يَشُدُّ بِناءَها المَلِكُ الهُمامُ

نَرومُ الغايَةَ القُصوى فَنَمضي

وَأَنتَ عَلى الطَريقِ هُوَ الزِمامُ

وَنَقصرُ خُطوَةً وَنَمُدُّ أُخرى

وَتُلجِئُنا المَسافَةُ وَالمَرامُ

وَنَصبرُ لِلشَدائِدِ في مَقامٍ

وَيَغلِبُنا عَلى صَبرٍ مَقامُ

فَقَوِّ حَضارَةَ الماضي بِأُخرى

لَها زَهوٌ بِعَصرِكَ وَاِتِّسامُ

تَرفُّ صَحائِفُ البَردِيِّ فيها

وَيَنطُقُ في هَياكِلِها الرُخامُ

رَعَتكَ وَوادِياً تَرعاهُ عَنّا

مِنَ الرَحمَنِ عَينٌ لا تَنامُ

فَإِن يَكُ تاجُ مِصرَ لَها قِواماً

فَمِصرُ لِتاجِها العالي قِوامُ

لِتَهنَأ مِصرُ وَليَهنَأ بَنوها

فَبَينَ الرَأسِ وَالجِسمِ اِلتِئام

عطر الزنبق 06-12-2019 05:29 PM

http://kinou1970.k.i.pic.centerblog.net/acb2c5ab.gif


فَتحِيَّةٌ دُنيا تَدومُ وَصِحَّةٌ

تَبقى وَبَهجَةُ أُمَّةٍ وَحَياةُ

مَولايَ إِنَّ الشَمسَ في عَليائِها

أُنثى وَكُلُّ الطَيِّباتِ بَناتُ





عطر الزنبق 06-12-2019 05:30 PM

http://kinou1970.k.i.pic.centerblog.net/acb2c5ab.gif


يَدُ المَلِكِ العَلَوي الكَريم

عَلى العلمِ هَزَّت أَخاهُ الأَدَب

لِسانُ الكِنانَةِ في شُكرِها

وَما هُوَ إِلّا لِسانُ العَرَب

قَضَت مِصرُ حاجَتَها يا عَلِيُّ

وَنالَت وَنالَ بَنوها الأَرَب

وَهَنَّأتُ بِالرُتَبِ العَبقَرِيِّ

وَهَنَّأتُ بِالعَبقَرِيِّ الرُتَب

عَلِيُّ لَقَد لَقَّبَتكَ البِلادُ

بِآسي الجِراحِ وَنِعمَ اللَقَب

سِلاحُكَ مِن أَدَواتِ الحَياةِ

وَكُلُّ سِلاحٍ أَداةُ العَطَب

وَلَفظُكَ بِنجٌ وَلَكِنَّهُ

لَطيفُ الصَبا في جُفونِ العَصَب

أَنامِلُ مِثلُ بَنانِ المَسيحِ

أَواسي الجِراحِ مَواحي النُدَب

تُعالِجُ كَفّاكَ بُؤسَ الحَياةِ

فَكَفٌّ تُداوي وَكَفٌّ تَهَب

وَيَستَمسِكُ الدَمُ في راحَتَيكَ

وَفَوقَهُما لا يَقَرُّ الذَهَب

كَأَنَّكَ لِلمَوتِ مَوتٌ أُتيحَ

فَلَم يَرَ وَجهَكَ إِلّا هَرَب



عطر الزنبق 06-12-2019 05:31 PM

http://kinou1970.k.i.pic.centerblog.net/acb2c5ab.gif


شَرَفاً نُصَيرُ اِرفَع جَبينَكَ عالِياً

وَتَلَقَّ مِن أَوطانِكَ الإِكليلا

يَهنيكَ ما أُعطيتَ مِن إِكرامِها

وَمُنِحتَ مِن عَطفِ اِبنِ إِسماعيلا

اليَومَ يَومُ السابِقينَ فَكُن فَتىً

لَم يَبغِ مِن قَصَبِ الرِهانِ بَديلا

وَإِذا جَرَيتَ مَعَ السَوابِقِ فَاِقتَحِم

غُرَراً تَسيلُ إِلى المَدى وَحُجولا

حَتّى يَراكَ الجَمعُ أَوَّلَ طالِعٍ

وَيَرَوا عَلى أَعرافِكَ المِنديلا

هَذا زَمانٌ لا تَوَسُّطَ عِندَهُ

يَبغي المُغامِرُ عالِياً وَجَليلا

كُن سابِقاً فيهِ أَوِ اِبقَ بِمَعزِلٍ

لَيسَ التَوَسُّطُ لِلنُبوغِ سَبيلا

يا قاهِرَ الغَربِ العَتيدِ مَلَأتَهُ

بِثَناءِ مِصرَ عَلى الشِفاهِ جَميلا

قَلَّبتَ فيهِ يَداً تَكادُ لِشِدَّةٍ

في البَأسِ تَرفَعُ في الفَضاءِ الفيلا

إِنَّ الَّذي خَلَقَ الحَديدَ وَبَأسَهُ

جَعَلَ الحَديدَ لِساعِدَيكَ ذَليلا

زَحزَحتَهُ فَتَخاذَلَت أَجلادُهُ

وَطَرَحتَهُ أَرضاً فَصَلَّ صَليلا

لِمَ لا يَلينُ لَكَ الحَديدُ وَلَم تَزَل

تَتلو عَلَيهِ وَتَقرَأُ التَنزيلا

الأَزمَةَ اِشتَدَّت وَرانَ بَلاؤُها

فَاِصدِم بِرُكنِكَ رُكنَها لِيَميلا

شَمشونُ أَنتَ وَقَد رَسَت أَركانُها

فَتَمَشَّ في أَركانِها لِتَزولا

قُل لي نُصَيرُ وَأَنتَ بَرٌّ صادِقٌ

أَحَمَلتَ إِنساناً عَلَيكَ ثَقيلا

أَحَمَلتَ دَيناً في حَياتِكَ مَرَّةً

أَحَمَلتَ يَوماً في الضُلوعِ غَليلا

أَحَمَلتَ ظُلماً مِن قَريبٍ غادِرٍ

أَو كاشِحٍ بِالأَمسِ كانَ خَليلا

أَحَمَلتَ مِنّا بِالنَهارِ مُكَرَّراً

وَاللَيلِ مِن مُسدٍ إِلَيكَ جَميلا

أَحَمَلتَ طُغيانَ اللَئيمِ إِذا اِغتَنى

أَو نالَ مِن جاهِ الأُمورِ قَليلا

أَحَمَلتَ في النادي الغَبِيِّ إِذا اِلتَقى

مِن سامِعيهِ الحَمدَ وَالتَبجيلا

تِلكَ الحَياةُ وَهَذِهِ أَثقالُها

وُزِنَ الحَديدُ بِها فَعادَ ضَئيلا



عطر الزنبق 06-12-2019 05:31 PM

http://kinou1970.k.i.pic.centerblog.net/acb2c5ab.gif

يا اِبنَ زَيدونَ مَرحَبا

قَد أَطَلتَ التَغَيُّبا

إِنَّ ديوانَكَ الَّذي

ظَلَّ سِرّاً مُحَجَّبا

يَشتَكي اليُتمَ دُرُّهُ

وَيُقاسي التَغَرُّبا

صارَ في كُلِّ بَلدَةٍ

لِلأَلِبّاءِ مَطلَبا

جاءَنا كامِلٌ بِهِ

عَرَبِيّاً مُهَذَّبا

تَجِدُ النَصَّ مُعِجِبا

وَتَرى الشَرحَ أَعجَبا

أَنتَ في القَولِ كُلِّهِ

أَجمَلُ الناسِ مَذهَبا

بِأَبي أَنتَ هَيكَلاً

مِن فُنونٍ مُرَكَّبا

شاعِراً أَم مُصَوِّراً

كُنتَ أَم كُنتَ مُطرِبا

نُرسِلُ اللَحنَ كُلَّهُ

مُبدِعاً فيهِ مُغرِبا

أَحسَنَ الناسَ هاتِفاً

بِالغَواني مُشَبِّبا

وَنَزيلَ المُتَوَّجيـ

ـنَ النَديمَ المُقَرَّبا

كَم سَقاهُم بِشِعرِهِ

مِدحَةً أَو تَعَتُّبا

وَمِنَ المَدحِ ما جَزى

وَأَذاعَ المَناقِبا

وَإِذا الهَجوُ هاجَهُ

لِمُعاناتِهِ أَبى

وَرَآهُ رَذيلَةً

لا تُماشي التَأَدُّبا

ما رَأى الناسُ شاعِراً

فاضِلَ الخُلقِ طَيِّبا

دَسَّ لِلناشِقينَ في

زَنبَقِ الشِعرِ عَقرَبا

جُلتَ في الخُلدِ جَولَةً

هَل عَنِ الخُلدِ مِن نَبا

صِف لَنا ما وَراءَهُ

مِن عُيونٍ وَمِن رُبى

وَنَعيمٍ وَنَضرَةٍ

وَظِلالٍ مِنَ الصِبا

وَصِفِ الحورَ موجَزاً

وَإِذا شِئتَ مُطنِبا

قُم تَرى الأَرضَ مِثلَما

كُنتُمو أَمسِ مَلعَبا

وَتَرى العَيشَ لَم يَزَل

لِبَني المَوتِ مَأرَبا

وَتَرى ذاكَ بِالَّذي

عِندَ هَذا مُعَذَّبا

إِنَّ مَروانَ عُصبَةٌ

يَصنَعونَ العَجائِبا

طَوَّفوا الأَرضَ مَشرِقاً

بِالأَيادي وَمَغرِبا

هالَةٌ أَطلَعَتكَ في

ذِروَةِ المَجدِ كَوكَبا

أَنتَ لِلفَتحِ تَنتَمي

وَكَفى الفَتحُ مَنصِبا

لَستُ أَرضى بِغَيرِهِ

لَكَ جَدّاً وَلا أَبا



عطر الزنبق 06-12-2019 05:32 PM


http://kinou1970.k.i.pic.centerblog.net/acb2c5ab.gif


وَعِصابَةٍ بِالخَيرِ أُلِّفَ شَملُهُم

وَالخَيرُ أَفضَلُ عُصبَةً وَرِفاقا

جَعَلوا التَعاوُنَ وَالبِنايَةَ هَمَّهُم

وَاِستَنهَضوا الآدابَ وَالأَخلاقا

وَلَقَد يُداوونَ الجِراحَ بِبِرِّهِم

وَيُقاتِلونَ البُؤسَ وَالإِملاقا

يَسمونَ بِالأَدَبِ الجَديدِ وَتارَةً

يَبنونَ لِلأَدَبِ القَديمِ رِواقا

بَعَثَ اِهتِمامَهُمو وَهاجَ حَنانَهُم

زَمَنٌ يُثيرُ العَطفَ وَالإِشفاقا

عَرَضَ القُعودُ فَكانَ دونَ نُبوغِهِ

قَيداً وَدونَ خُطى الشَبابِ وِثاقا

البُلبُلُ الغَرِدُ الَّذي هَزَّ الرُبى

وَشَجى الغُصونَ وَحَرَّكَ الأَوراقا

خَلَفَ البَهاءَ عَلى القَريضِ وَكَأسِهِ

فَسَقى بِعَذبِ نَسيبِهِ العُشّاقا

في القَيدِ مُمتَنِعُ الخُطى وَخَيالِهِ

يَطوي البِلادَ وَيَنشُرُ الآفاقا

سَبّاقُ غاياتِ البَيانِ جَرى بِلا

ساقٍ فَكَيفَ إِذا اِستَرَدَّ الساقا

لَو يَطعمُ الطِبُّ الصَناعُ بَيانَهُ

أَو لَو يُسيغُ لِما يَقولُ مَذاقا

غالى بِقيمَتِهِ فَلَم يَصنَع لَهُ

إِلّا الجَناحَ مُحَلِّقاً خَفّاقا



عطر الزنبق 06-12-2019 05:33 PM

http://kinou1970.k.i.pic.centerblog.net/acb2c5ab.gif

بَني مِصرَ اِرفَعوا الغار

وَحَيّوا بَطَلَ الهِندِ

وَأَدّوا واجِباً وَاِقضوا

حُقوقَ العَلَمِ الفَردِ

أَخوكُم في المقاساةِ

وَعَركِ المَوقِفِ النَكدِ

وَفي التَضحِيَةِ الكُبرى

وَفي المَطلَبِ وَالجُهدِ

وَفي الجُرحِ وَفي الدَمعِ

وَفي النَفيِ مِنَ المَهدِ

وَفي الرِحلَةِ لِلحَقِّ

وَفي مَرحَلَةِ الوَفدِ

قِفوا حَيّوهُ مِن قُربٍ

عَلى الفُلكِ وَمِن بُعدِ

وَغَطّوا البَرَّ بِالآسِ

وَغَطّوا البَحرَ بِالوَردِ

عَلى إِفريزِ راجبوتا

نَ تِمثالٌ مِنَ المَجدِ

نَبِيٌّ مِثلُ كونفُشيو

سَ أَو مِن ذَلِكَ العَهدِ

قَريبُ القَولِ وَالفِعلِ

مِنَ المُنتَظَرِ المَهدي

شَبيهُ الرُسلِ في الذَودِ

عَنِ الحَقِّ وَفي الزُهدِ

لَقَد عَلَّمَ بِالحَقِّ

وَبِالصَبرِ وَبِالقَصدِ

وَنادى المَشرِقَ الأَقصى

فَلَبّاهُ مِنَ اللَحدِ

وَجاءَ الأَنفُسَ المَرضى

فَداواها مِنَ الحِقدِ

دَعا الهِندوسَ وَالإِسلا

مَ لِلأُلفَةِ وَالوُدِّ

بِسِحرٍ مِن قُوى الروحِ

حَوى السَيفَينِ في غِمدِ

وَسُلطانٍ مِنَ النَفسِ

يُقَوّي رائِضَ الأَسدِ

وَتَوفيقٍ مِنَ اللَهِ

وَتَيسيرٍ مِنَ السَعدِ

وَحَظٍّ لَيسَ يُعطاهُ

سِوى المَخلوقِ لِلخُلدِ

وَلا يُؤخَذُ بِالحَولِ

وَلا الصَولِ وَلا الجُندِ

وَلا بِالنَسلِ وَالمالِ

وَلا بِالكَدحِ وَالكَدِّ

وَلَكِن هِبَةُ المَولى

تَعالى اللَهُ لِلعَبدِ

سَلامُ النيلِ يا غَندي

وَهَذا الزَهرُ مِن عِندي

وَإِجلالٌ مِنَ الأَهرا

مِ وَالكَرنَكِ وَالبَردي

وَمِن مَشيَخَةِ الوادي

وَمِن أَشبالِهِ المُردِ

سَلامٌ حالِبَ الشاةِ

سَلامٌ غازِلَ البُردِ

وَمَن صَدَّ عَنِ المِلحِ

وَلَم يُقبِل عَلى الشُهدِ

وَمَن تركَبُ ساقَيهِ

مِنَ الهِندِ إِلى السِندِ

سَلامٌ كُلَّما صَلَّيـ

ـتَ عُرياناً وَفي اللِبدِ

وَفي زاوِيَةِ السِجنِ

وَفي سِلسِلَةِ القَيدِ

مِنَ المائِدَةِ الخَضرا

ءَ خُذ حِذرَكَ يا غَندي

وَلاحِظ وَرَقَ السيرِ

وَما في وَرَقِ اللوردِ

وَكُن أَبرَعَ مَن يَلـ

ـعَبُ بِالشَطرَنجِ وَالنَردِ

وَلاقي العَبقَرِيّينَ

لِقاءَ النِدِّ لِلنِدِّ

وَقُل هاتوا أَفاعِيَكُم

أَتى الحاوي مِنَ الهِندِ

وَعُد لَم تَحفِلِ الذامَ

وَلَم تَغتَرَّ بِالحَمدِ

فَهَذا النَجمُ لا تَرقى

إِلَيهِ هِمَّةُ النَقدِ

وَرُدَّ الهِندَ لِلأُمـ

ـةِ مِن حَدٍّ إِلى حَدِّ




عطر الزنبق 06-12-2019 05:33 PM


http://kinou1970.k.i.pic.centerblog.net/acb2c5ab.gif

أَبولّو مَرحَباً بِكِ يا أَبولّو

فَإِنَّكِ مِن عُكاظِ الشِعرِ ظِلُّ

عُكاظُ وَأَنتِ لِلبُلَغاءِ سوقٌ

عَلى جَنَباتِها رَحَلوا وَحَلّوا

وَيَنبوعٌ مِنَ الإِنشادِ صافِ

صَدى المُتَأَدِّبينَ بِهِ يُقَلُّ

وَمِضمارٌ يَسوقُ إِلى القَوافي

سَوابِقُها إِذا الشُعَراءُ قَلّوا

يَقولُ الشِعرَ قائِلُهُم رَصيناً

وَيُحسِنُ حينَ يُكثِرُ أَو يُقِلُّ

وَلَولا المُحسِنونَ بِكُلِّ أَرضِ

لَما سادَ الشُعوبُ وَلا اِستَقَلّوا

عَسى تَأتينَنا بِمُعَلَّقاتٍ

نَروحُ عَلى القَديمِ بِها نُدِلُّ

لَعَلَّ مَواهِباً خَفِيَت وَضاعَت

تُذاعُ عَلى يَدَيكِ وَتُستَغَلُّ

صَحائِفُكِ المُدَبَّجَةُ الحَواشي

رُبى الوَردِ المُفَتَّحِ أَو أَجَلُّ

رَياحينُ الرِياضِ يُمَلُّ مِنها

وَرَيحانُ القَرائِحِ لا يُمَلُّ

يُمَهِّدُ عَبقَرِيُّ الشِعرِ فيها

لِكُلِّ ذَخيرَةٍ فيها مَحَلُّ

وَلَيسَ الحَقُّ بِالمَنقوصِ فيها

وَلا الأَعراضُ فيها تُستَحَلُّ

وَلَيسَت بِالمَجالِ لِنَقدِ باغٍ

وَراءَ يَراعِهِ حَسَدٌ وَغِلُّ





عطر الزنبق 06-12-2019 05:34 PM

http://kinou1970.k.i.pic.centerblog.net/acb2c5ab.gif

بي مِثلُ ما بِكِ يا قُمرِيَّةَ الوادي

نادَيتُ لَيلى فَقومي في الدُجى نادي

وَأَرسِلي الشَجوَ أَسجاعاً مُفَصَّلَةٌ

أَو رَدِّدي مِن وَراءِ الأَيكِ إِنشادي

لا تَكتُمي الوَجدَ فَالجُرحانِ مِن شَجَنٍ

وَلا الصَبابَةَ فَالدَمعانِ مِن وادِ

تَذَكَّري هَل تَلاقَينا عَلى ظَمَإٍ

وَكَيفَ بَلَّ الصَدى ذو الغُلَّةِ الصادي

وَأَنتِ في مَجلِسِ الرَيحانِ لاهِيَةٌ

ما سِرتِ مِن سامِرٍ إِلا إِلى نادي

تَذَكَّري قُبلَةً في الشَعرِ حائِرَةً

أَضَلَّها فَمَشَت في فَرقِكِ الهادي

وَقُبلَةً فَوقَ خَدٍّ ناعِمٍ عَطِرٍ

أَبهى مِنَ الوَردِ في ظِلِّ النَدى الغادي

تَذَكَّري مَنظَرَ الوادي وَمَجلِسَنا

عَلى الغَديرِ كَعُصفورَينِ في الوادي

وَالغُصنُ يَحنو عَلَينا رِقَّةً وَجَوىً

وَالماءُ في قَدَمَينا رائِحٌ غادِ

تَذَكَّري نَغَماتٍ هَهُنا وَهُنا

مِن لَحنِ شادِيَةٍ في الدَوحِ أَو شادي

تَذَكَّري مَوعِداً جادَ الزَمانُ بِهِ

هَل طِرتُ شَوقاً وَهَل سابَقتُ ميعادي

فَنلتُ ما نلتُ مِن سُؤلٍ وَمِن أَمَلِ

وَرُحتُ لَم أَحصِ أَفراحي وَأَعيادي




عطر الزنبق 06-12-2019 05:34 PM

http://kinou1970.k.i.pic.centerblog.net/acb2c5ab.gif

يا شِراعاً وَراءَ دِجلَةَ يَجري

في دُموعي تَجَنَّبَتكَ العَوادي

سِر عَلى الماءِ كَالمَسيحِ رُوَيداً

وَاِجرِ في اليَمِّ كَالشُعاعِ الهادي

وَأتِ قاعاً كَرَفرَفِ الخُلدِ طيباً

أَو كَفِردَوسِهِ بَشاشَةَ وادي

قِف تَمَهَّل وَخُذ أَماناً لِقَلبي

مِن عُيونِ المَها وَراءَ السَوادِ

وَالنُواسِيُّ وَالنَدامى أَمنِهِم

سامِرٌ يَملَأُ الدُجى أَو نادِ

خَطَرَت فَوقَهُ المِهارَةُ تَعدو

في غُبارِ الآباءِ وَالأَجدادِ

أُمَّةٌ تُنشِئُ الحَياةَ وَتَبني

كَبِناءِ الأُبُوَّةِ الأَمجادِ

تَحتَ تاجٍ مِنَ القَرابَةِ وَالمُل

كِ عَلى فَرقِ أَريحِيٍّ جَوادِ

مَلك الشَطِّ وَالفُراتَينِ وَالبَط

حاءِ أَعظِم بِفَيصَلٍ وَالبِلادِ



عطر الزنبق 06-12-2019 05:34 PM

عَفيفُ الجَهرِ وَالهَمسِ

قَضى الواجِبَ بِالأَمسِ

وَلَم يَعرِض لِذي حَقٍّ

بِنُقصانٍ وَلا بَخسِ

وَعِندَ الناسِ مَجهولٌ

وَفي أَلسُنِهِم مَنسي

وَفيهِ رِقَّةُ القَلبِ

لِآلامِ بَني الجِنسِ

فَلا يَغبِطُ ذا نُعمى

وَيَرثي لِأَخي البُؤسِ

وَلِلمَحرومِ وَالعافي

حَوالَي زادِهِ كُرسي

وَما نَمَّ وَلا هَمَّ

بِبَعضِ الكَيدِ وَالدَسِّ

يَنامُ اللَيلَ مَسروراً

قَليلَ الهَمِّ وَالهَجسِ

وَيُصبِحُ لا غُبارَ عَلى

سَريرَتِهِ كَما يُمسي

فَيا أَسعَدَ مَن يَمشي

عَلى الأَرضِ مِنَ الإِنسِ

وَمَن طَهَّرَهُ اللَهُ

مِنَ الريبَةِ وَالرِجسِ

أَنِل قَدرِيَ تَشريفاً

وَهَب لي قُربَكَ القُدسي

عَسى نَفسُكَ أَن تُد

مَجَ في أَحلامِها نَفسي

فَأَلقى بَعضَ ما تَلقى

مِنَ الغِبطَةِ وَالأُنسِ

عطر الزنبق 06-12-2019 05:41 PM

http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/35ccedb5.png


وَجَدتُ الحَياةَ طَريقَ الزُمَر

إِلى بَعثَةٍ وَشُؤونٍ أُخَر

وَما باطِلاً يَنزِلُ النازِلون

وَلا عَبَثاً يُزمِعونَ السَفَر

فَلا تَحتَقِر عالَماً أَنتَ فيهِ

وَلا تَجحَدِ الآخَرَ المُنتَظَر

وَخُذ لَكَ زادَينِ مِن سيرَةٍ

وَمِن عَمَلٍ صالِحٍ يُدَّخَر

وَكُن في الطَريقِ عَفيفَ الخُطا

شَريفَ السَماعِ كَريمَ النَظَر

وَلا تَخلُ مِن عَمَلٍ فَوقَهُ

تَعِش غَيرَ عَبدٍ وَلا مُحتَقَر

وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ

يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر



عطر الزنبق 06-12-2019 05:41 PM

قَدَّمتُ بَينَ يَدَيَّ نَفساً أَذنَبَت

وَأَتَيتُ بَينَ الخَوفِ وَالإِقرارِ

وَجَعَلتُ أَستُرُ عَن سِواك ذُنوبَها

حَتّى عَبيتُ فَمُنَّ لي بِسِتارِ



عطر الزنبق 06-12-2019 05:42 PM

صارَ شَوقي أَبا عَلي

في الزَمانِ التَرَلَّلي

وَجَناها جِنايَةً

لَيسَ فيها بِأَوَّلِ



عطر الزنبق 06-12-2019 05:42 PM

عَلِيُّ لَوِ اِستَشَرتَ أَباكَ قَبلاً

فَإِنَّ الخَيرَ حَظُّ المُستَشيرِ

إِذاً لَعَلِمتَ أَنّا في غِناءٍ

وَإِن نَكُ مِن لِقائِكَ في سُرورِ

وَما ضِقنا بِمَقدَمِكَ المُفَدّى

وَلَكِن جِئتَ في الزَمَنِ الأَخيرِ



عطر الزنبق 06-12-2019 05:42 PM

رُزِقتُ صاحِبَ عَهدِهِ

وَتَمَّ لِيَ النَسلُ بَعدي

هُم يَحسُدوني عَلَيهِ

وَيَغبِطوني بِسَعدي

وَلا أَراني وَنَجلي

سَنَلتَقي عِندَ مَجدِ

وَسَوفَ يَعلَمُ بَيتي

أَنّي أَنا النَسلُ وَحدي

فَيا عَلي لا تَلُمني

فَما اِحتِقارُكَ قَصدي

وَأَنتَ مِنّي كَروحي

وَأَنتَ مَن أَنتَ عِندي

فَإِن أَساءَكَ قَولي

كَذِّب أَباكَ بِوَعدِ



عطر الزنبق 06-12-2019 05:43 PM


http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/35ccedb5.png


أَمينَتي في عامِها

الأَوَّلِ مِثلُ المَلَكِ

صالِحَةٌ لِلحُبِّ مِن

كُلٍّ وَلِلتَبَرُّكِ

كَم خَفَقَ القَلبُ لَها

عِندَ البُكا وَالضَحِكِ

وَكَم رَعَتها العَينُ في

السُكونِ وَالتَحَرُّكِ

فَإِن مَشَت فَخاطِري

يَسبِقُها كَالمُمسِكِ

أَلحَظُها كَأَنَّها

مِن بَصَري في شَرَكِ

فَيا جَبينَ السَعدِ لي

وَيا عُيونَ الفَلَكِ

وَيا بَياضَ العَيشِ في ال

أَيّامِ ذاتِ الحَلَكِ

إِنَّ اللَيالي وَهيَ لا

تَنفَكُّ حَربَ أَهلِكِ

لَو أَنصَفَتكِ طِفلَةً

لَكُنتِ بِنتَ المَلِكِ



عطر الزنبق 06-12-2019 05:43 PM


http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/35ccedb5.png


يا حَبَّذا أَمينَةٌ وَكَلبُها

تُحِبُّهُ جِدّاً كَما يُحِبُّها

أَمينَتي تَحبو إِلى الحَولَينِ

وَكَلبُها يُناهِزُ الشَهرَينِ

لَكِنَّها بَيضاءُ مِثلُ العاجِ

وَعَبدُها أَسوَدُ كَالدَياجي

يَلزَمُها نَهارَها وَتَلزَمُه

وَمِثلَما يُكرِمُها لا تُكرِمُهُ

فَعِندَها مِن شِدَّةِ الإِشفاقِ

أَن تَأخُذَ الصَغيرَ بِالخِناقِ

في كُلِّ ساعَةٍ لَهُ صِياحُ

وَقَلَّما يَنعَمُ أَو يَرتاحُ

وَهَذِهِ حادِثَةٌ لَها مَعَه

تُنبيكَ كَيفَ اِستَأثَرَت بِالمَنفَعَه

جاءَت بِهِ إِلَيَّ ذاتَ مَرَّه

تَحمِلُهُ وَهيَ بِهِ كَالبَرَّه

فَقُلتُ أَهلا بِالعَروسِ وَاِبنِها

ماذا يَكونُ يا تُرى مِن شَأنِها

قالَت غُلامي يا أَبي جَوعانُ

وَما لَهُ كَما لَنا لِسانُ

فَمُرهُموا يَأتوا بِخُبزٍ وَلَبَن

وَيُحضِروا آنِيَةً ذاتَ ثَمَن

فَقُمتُ كَالعادَةِ بِالمَطلوبِ

وَجِئتُها أَنظُرُ مِن قَريبِ

فَعَجَنَت في اللَبَنِ اللُبابا

كَما تَرانا نُطعِمُ الكِلابا

ثُمَّ أَرادَت أَن تَذوقَ قَبلَهُ

فَاِستَطعَمَت بِنتُ الكِرامِ أَكلَهُ

هُناكَ أَلقَت بِالصَغيرِ لِلوَرا

وَاِندَفَعَت تَبكي بُكاءً مُفتَرى

تَقولُ بابا أَنا دَحّا وَهوَ كُخّ

مَعناهُ بابا لِيَ وَحدي ما طُبِخ

فَقُل لِمَن يَجهَل خَطبَ الآنِيَه

قَد فُطِرَ الطِفلُ عَلى الأَنانِيَه



عطر الزنبق 06-12-2019 05:44 PM

صِغارٌ بِحُلوانَ تَستَبشِرُ

وَرُؤيَتُها الفَرَحُ الأَكبَرُ

تَهُزُّ اللِواءَ بِعيدِ المَسيحِ

وَتُحَيّيهِ مِن حَيثُ لا تَشعُرُ

فَهَذا بِلُعبَتِهِ يَزدَهي

وَهَذا بِحُلَّتِهِ يَفخَرُ

وَهَذا كَغُصنِ الرُبا يَنثَني

وَهَذا كَريحِ الصَبا يَخطِرُ

إِذا اِجتَمَعَ الكُلُّ في بُقعَةٍ

حَسِبتَهُمو باقَةً تُزهِرُ

أَوِ اِفتَرَقوا واحِداً واحِداً

حَسِبتَهُمو لُؤلُؤاً يُنثَرُ

وَمِن عَجَبٍ مِنهُمو المُسلِمونَ

أَوِ المُسلِمونَ هُمُ الأَكثَرُ

فَلاسِفَةٌ كُلُّهُم في اِتِّفاقٍ

كَما اِتَّفَقَ الآلُ وَالمَعشَرُ

دَسَمبِرُ شَعبانُ عِندَ الجَميعِ

وَشَعبانُ لِلكُلِّ ديسَمبِرُ

وَلا لُغَةٌ غَيرَ صَوتٍ شَجِيٍّ

كَرَوضٍ بَلابِلُهُ تَصفِرُ

وَلا يَزدَري بِالفَقيرِ الغَنِيُّ

وَلا يُنكِرُ الأَبيَضَ الأَسمَرُ

فَيا لَيتَ شِعري أَضَلَّ الصِغارُ

أَمِ العَقلُ ما عَنهُمو يُؤثَرُ

سُؤالٌ أُقَدِمُهُ لِلكِبارِ

لَعَلَّ الكِبارَ بِهِ أَخبَرُ

وَلي طِفلَةٌ جازَتِ السَنَتَينِ

كَبَعضِ المَلائِكِ أَو أَطهَرُ

بِعَينَينِ في مِثلِ لَونِ السَماءِ

وَسِنَّينِ يا حَبَّذا الجَوهَرُ

أَتَتنِيَ تَسأَلُني لُعبَةً

لِتَكسِرَها ضِمنَ ما تَكسِرُ

فَقُلتُ لَها أَيُّهَذا المَلاكُ

تُحِبُّ السَلامَ وَلا أُنكِرُ

وَلَكِنَّ قَبلَكَ خابَ المَسيحُ

وَباءَ بِمَنشورِهِ القَيصَرُ

فَلا تَرجُ سِلماً مِنَ العالَمينَ

فَإِنَّ السِباعَ كَما تُفطَرُ

وَمَن يَعدَمِ الظُفرَ بَينَ الذِئابِ

فَإِنَّ الذِئابَ بِهِ تَظفَرُ

فَإِن شِئتَ تَحيا حَياةَ الكِبارِ

يُؤَمِّلُكَ الكُلُّ أَو يَحذرُ

فَخُذ هاكَ بُندُقَةً نارُها

سَلامٌ عَلَيكَ إِذا تُسعَرُ

لَعَلَّكَ تَألَفُها في الصِبا

وَتَخلفُها كُلَّما تَكبَرُ

فَفيها الحَياةُ لِمَن حازَها

وَفيها السَعادَةُ وَالمَفخَرُ

وَفيها السَلامُ الوَطيدُ البِناءِ

لِمَن آثَرَ السِلمَ أَو يُؤثِرُ

فَلوبيلُ مُمسِكَةٌ مَوزَراً

وَلوبيلُ تُمسِكُها مَوزَرُ

أَجابَت وَما النُطقُ في وُسعِها

وَلَكِنَّها العَينُ قَد تُخبِرُ

تَقولُ عَجيبٌ كَلامُكَ لي

أَبِالشَرِّ يا والِدي تَأمُرُ

تَزينُ لِبنتِكَ حُبَّ الحُروبِ

وَحُبُّ السَلامِ بِها أَجدَرُ

وَأَنتَ اِمرُؤٌ لا تُحِبُّ الأَذى

وَلا تَبتَغيهِ وَلا تَأمُرُ

فَقُلتُ لِأَمرٍ ضَلَلتُ السَبيلَ

وَرُبَّ أَخي ضَلَّةٍ يُعذَرُ

فَلَو جيءَ بِالرُسلِ في واحِدٍ

وَبِالكُتبِ في صَفحَةٍ تُنشَرُ

وَبِالأَوَّلينَ وَما قَدَّموا

وَبِالآخَرينَ وَما أَخَّروا

لِيَنهَضَ ما بَينَهُم خاطِباً

عَلى العَرشِ نَصَّ لَهُ مِنبَرُ

يَقولُ السَلامُ يُحِبُّ السَلامَ

وَيَأجُرُكُم عَنهُ ما يَأجُرُ

لَصُمَّ العِبادُ فَلَم يَسمَعوا

وَكُفَّ العِبادُ فَلَم يُبصِروا



عطر الزنبق 06-12-2019 05:44 PM


http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/35ccedb5.png


هَذِهِ أَوَّلُ خُطوَه

هَذِهِ أَوَّلُ كَبوَه

في طَريقي لِعَلِيٍّ

عَنهُ لَو يَعقِلُ غُنوَه

يَأخُذُ العيشَةَ فيهِ

مُرَّةً آناً وَحُلوَه

يا عَلي إِن أَنتَ أَوفَيـ

ـتَ عَلى سِنِّ الفُتُوَّه

دافِعِ الناسَ وَزاحِم

وَخُذِ العَيشَ بِقُوَّه

لا تَقُل كانَ أَبي إِيّا

كَ أَن تَحذُوَ حَذوَه

أَنا لَم أَغنَم مِنَ النا

سِ سِوى فنجانِ قَهوَه

أَنا لَم أُجزَ عَنِ المَد

حِ مِنَ الأَملاكِ فَروَه

أَنا لَم أُجزَ عَنِ الكُتـ

ـبِ مِنَ القُرّاءِ حُظوَه

ضَيَّعَ الكُلُّ حَيائي

وَعَفافي وَالمُرُوَّه




عطر الزنبق 06-12-2019 05:44 PM


بَكَيا لِأَجلِ خُروجِهِ في زَورَةٍ

يا لَيتَ شِعري كَيفَ يَومُ فِراقِهِ

لَو كانَ يَسمَعُ يَومَذاكَ بُكاهُما

رُدَّت إِلَيهِ الروحُ مِن إِشفاقِهِ

عطر الزنبق 06-12-2019 05:52 PM

http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif


أَقسَمتُ لَو أَمَرَ الزَمانُ سَماءَهُ

فَسَعَت لِصَدرِكَ شَمسُها وَنُجومُها

ليُنيلَ قَدرَكَ في المَعالي حَقَّهُ

شَكَتِ المَعالي أَنَّهُ مَظلومُها




عطر الزنبق 06-12-2019 05:52 PM



http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif


يا عَزيزاً لَنا بِمِصرَ عَلِمنا

أَنَّهُ بِالرِضا الخِديوِيِّ فائِزُ

سَرَّنا أَنَّكَ اِرتَقَيتَ وَتَرقى

فَكَأَنّا نَحوزُ ما أَنتَ حائِزُ

رُتبَةً أَلسُنُ العُلا أَرَّختَها

أَنتَ مَحمودُ في العُلا المُتَمايِزِ






عطر الزنبق 06-12-2019 05:53 PM



http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif


ذي هِمَّةٌ دونها في شَأوِها الهِمَمُ

لَم تَتَّخِذ لا وَلَم تَكذِب لَها نعَمُ

بَلَّغتَني أَمَلاً ما كُنتُ بالِغَهُ

لَولا وَفاؤُكَ يا مَظلومُ وَالكَرَمُ

وِدادُكَ العِزُّ وَالنعَمى لِخاطِبِهِ

وَوُدُّ غَيرِكَ ضِحكُ السِنِّ وَالكَلمُ

أَكُلَّما قَعَدَت بي عَنكَ مَعذِرَةٌ

مَشَت إِلَيَّ الأَيادي مِنكَ وَالنِعَمُ

تُجِلُّ في قَلَمِ الأَوطانِ حامِلَهُ

فَكَيفَ يَصبِرُ عَن إِجلالِكَ القَلَمُ




عطر الزنبق 06-12-2019 05:53 PM



http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif


أَتَتني الصُحفُ عَنكَ مُخَبِّراتِ

بِحادِثَةٍ وَلا كَالحادِثاتِ

بِخَطبِكَ في القِطارِ أَبا حُسَينٍ

وَلَيسَ مِنَ الخُطوبِ الهَيِّناتِ

أُصيبَ المَجدُ يَومَ أصِبتَ فيهِ

وَلَم تَخلُ الفَضيلَةُ مِن شُكاةِ

وَساءَ الناسُ أَن كَبَتِ المَعالي

وَأَزعَجَهُم عِثارُ المَكرُماتِ

وَلَستُ بِناسٍ الآدابَ لَمّا

تَراءَت رَبِّها مُتلَهِّفاتِ

وَكانَ الشِعرُ أَجزَعَها فُؤاداً

وَأَحرَصَها لَدَيكَ عَلى حَياةِ

هَجَرتَ القَولَ أَيّاماً قِصاراً

فَكانَت فَترَةً لِلمُعجِزاتِ

وَإِنَّ لَيالِياً أَمسَكتَ فيها

لَسودٌ لِليَراعِ وَلِلدَواةِ

فَقُل لي عَن رُضوضِكَ كَيفَ أَمسَت

فَقَلبي في رُضوضٍ مُؤلِماتِ

وَهَب لي مِنكَ خَطّاً أَو رَسولاً

يُبَلِّغُ عَنكَ كُلَّ الطَيِّباتِ




عطر الزنبق 06-12-2019 05:53 PM



http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif


سَأَلتُكَ بِالوِدادِ أَبا حُسَينٍ

وَبِالذِمَمِ السَوالِفِ وَالعُهودِ

وَحُبٍّ كامِنٍ لَكَ في فُؤادي

وَآخَرَ في فُؤادِكَ لي أَكيدِ

أَحَقٌّ أَنَّ مَطوِيَّ اللَيالي

سَيُنشَرُ بَينَ أَحمَدَ وَالوَليدِ

وَأَنَّ مَناهِلاً كُنّا لَدَيها

سَتَدنو لِلتَأَنُّسِ وَالوُرودِ

قُدومُكَ في رُقِيِّكَ في نَصيبي

سُعودٌ في سُعودٍ في سُعودِ

وَفَدتَ عَلى رُبوعِكَ غِبَّ نَأيٍ

وَكُنتَ البَدرَ مَأمولَ الوُفودِ

لَئِن رَفَعوكَ مَنزِلَةً فَأَعلى

لَقَد خُلِقَ الأَهِلَّةُ لِلصُعودِ

وَأَقسِمُ ما لِرِفعَتِكَ اِنتِهاءُ

وَلا فيها اِحتِمالٌ لِلمَزيدِ






عطر الزنبق 06-12-2019 05:53 PM



http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif


قالوا تَمايَزَ حَمزَةُ

قُلتُ التَمايُزُ مِن قَديمِ

لَو لَم يَميزوهُ بِها

لَاِمتازَ بِالخُلُقِ العَظيمِ

رُتَبٌ كَرائِمُ في العُلا

وُجِّهنَ مِنكَ إِلى كَريمِ

فَاِهنَأ أَخي بِوُفودِها

وَتَلَقَّ تَهنِئَةَ الحَميمِ

وَاِرقَ المَنازِلَ كُلَّها

حَتّى تُنيفَ عَلى النُجومِ




عطر الزنبق 06-12-2019 05:54 PM



http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif


لَقَد وافَتنِيَ البُشرى

وَأُنبِئتُ بِما سَرّا

وَقالوا عَنكَ لي أَمسِ

رَبِحتَ النِمرَةَ الكُبرى

فَيا مُطرانُ ما أَولى

وَيا مُطرانُ ما أَحرى

لَقَد أَقبَلَتِ الدُنيا

فَلا تَجزَع عَلى الأُخرى

أَخَذتَ الصِفرَ بِاليُمنى

وَكانَ الصِفرُ بِاليُسرى

وَكانَت فِضَّةً بيضاً

فَصارَت ذَهَباً صُفرا

وَقالَ البَعضُ أَلفَينِ

وَقالوا فَوقَ ذا قَدرا




عطر الزنبق 06-12-2019 05:54 PM



http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif


وَجَنّاتٍ مِنَ الأَشعارِ فيها

جَنىً لِلمُجتَني مِن كُلِّ ذَوقِ

تَأَمَّل كَم تَمَنّوها وَأَرِّخ

لِشَوقِيّاتِ أَحمَدَ أَيَّ شَوقِ






عطر الزنبق 06-12-2019 05:57 PM

http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif


مَجموعَةٌ لِأَحمَدٍ

مُعجِزُه فيها بَهَر

تُعَدُّ في تاريخِها

أَليَقَ ديوانٍ ظَهَر


عطر الزنبق 06-12-2019 05:58 PM


http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif



يَحكونَ أَنَّ رَجُلاً كُردِيّا

كانَ عَظيمَ الجِسمِ هَمشَرِيّا

وَكانَ يُلقي الرُعبَ في القُلوبِ

بِكَثرَةِ السِلاحِ في الجُيوبِ

وَيُفزِعُ اليَهودَ وَالنَصارى

وَيُرعِبُ الكِبارَ وَالصِغارا

وَكُلَّما مَرَّ هُناكَ وَهُنا

يَصيحُ بِالناسِ أَنا أَنا أَنا

نَمى حَديثُهُ إِلى صَبِيٍّ

صَغيرِ جِسمٍ بَطَلٍ قَوِيِّ

لا يَعرِفُ الناسُ لَهُ الفُتُوَّه

وَلَيسَ مِمَّن يَدَّعونَ القُوَّه

فَقالَ لِلقَومِ سَأُدريكُم بِهِ

فَتَعلَمونَ صِدقَهُ مِن كِذبِه

وَسارَ نَحوَ الهَمشَرِيِّ في عَجَل

وَالناسُ مِمّا سَيَكونُ في وَجَل

وَمَدَّ نَحوَهُ يَميناً قاسِيَه

بِضَربَةٍ كادَت تَكونُ القاضِيَه

فَلَم يُحَرِّك ساكِناً وَلا اِرتَبَك

وَلا اِنتَهى عَن زَعمِهِ وَلا تَرَك

بَل قالَ لِلغالِبِ قَولاً لَيِّنا

الآنَ صِرنا اِثنَين أَنتَ وَأَنا

عطر الزنبق 06-12-2019 05:59 PM



http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif




كانَ لِسُلطانٍ نَديمٌ وافِ

يُعيدُ ما قالَ بِلا اِختِلافِ

وَقَد يَزيدُ في الثَنا عَلَيهِ

إِذا رَأى شَيئاً حَلا لَدَيهِ

وَكانَ مَولاهُ يَرى وَيَعلَمُ

وَيَسمَعُ التَمليقَ لَكِن يَكتُمُ

فَجَلسا يَوماً عَلى الخِوانِ

وَجيءَ في الأَكلِ بِباذِنجانِ

فَأَكَلَ السُلطانُ مِنهُ ما أَكَل

وَقالَ هَذا في المَذاقِ كَالعَسَل

قالَ النَديمُ صَدقَ السُلطانُ

لا يَستَوي شَهدٌ وَباذِنجانُ

هَذا الَّذي غَنى بِهِ الرَئيسُ

وَقالَ فيهِ الشِعرَ جالينوسُ

يُذهِبُ أَلفَ عِلَّةٍ وَعِلَّه

وَيُبرِدُ الصَدرَ وَيَشفي الغُلَّه

قالَ وَلَكِن عِندَهُ مَرارَه

وَما حَمَدتُ مَرَّةً آثارَه

قالَ نَعَم مُرٌّ وَهَذا عَيبُه

مُذ كُنتُ يا مَولايَ لا أُحِبُّه

هَذا الَّذي ماتَ بِهِ بُقراطُ

وَسُمَّ في الكَأسِ بِهِ سُقراطُ

فَاِلتَفَتَ السُلطانُ فيمَن حَولَهُ

وَقالَ كَيفَ تَجِدونَ قَولَه

قالَ النَديمُ يا مَليكَ الناسِ

عُذراً فَما في فِعلَتي مِن باسِ

جُعِلتُ كَي أُنادِمَ السُلطانا

وَلَم أُنادِم قَطُّ باذِنجانا

عطر الزنبق 06-12-2019 06:00 PM



http://magnolias.m.a.pic.centerblog.net/acaecf8a.gif

لَستُ بِناسٍ لَيلَةً

مِن رَمَضانَ مَرَّتِ

تَطاوَلَت مِثلَ لَيا

لي القُطبِ وَاِكفَهَرَّتِ

إِذِ اِنفَلَتُّ مِن سُحو

ري فَدَخَلتُ حُجرَتي

أَنظُرُ في ديوانِ شِع،

،رٍ أَو كِتابِ سيرَةِ

فَلَم يَرُعني غَيرَ صَو

تٍ كَمُواءِ الهِرَّةِ

فَقُمتُ أَلقي السَمعَ في

السُتورِ وَالأَسِرَّةِ

حَتّى ظَفِرتُ بِالَّتي

عَلَيَّ قَد تَجَرَّتِ

فَمُذ بَدَت لي وَاِلتَقَت

نَظرَتُها وَنَظرَتي

عادَ رَمادُ لَحظِها

مِثلَ بَصيصِ الجَمرَةِ

وَرَدَّدَت فَحيحَها

كَحَنَشٍ بِقَفرَةِ

وَلَبِسَت لي مِن وَرا

ءِ السِترِ جِلدَ النَمرَةِ

كَرَّت وَلَكِن كَالجَبا

نِ قاعِداً وَفَرَّتِ

وَاِنتَفَضَت شَوارِباً

عَن مِثلِ بَيتِ الإِبرَةِ

وَرَفَعت كَفّاً وَشا

لَت ذَنَباً كَالمِذرَةِ

ثُمَّ اِرتَقَت عَنِ المُوا

ءِ فَعَوَت وَهَرَّتِ

لَم أَجزِها بِشِرَّةٍ

عَن غَضَبٍ وَشِرَّةِ

وَلا غَبيتُ ضَعفَها

وَلا نَسيتُ قُدرَتي

وَلا رَأَيتُ غَيرَ أُمٍّ

بِالبَنينَ بَرَّةِ

رَأَيتُ ما يَعطِفُ نَفـ

ـسَ شاعِرٍ مِن صورَةِ

رَأَيتُ جِدَّ الأُمَّها

تِ في بِناءِ الأُسرَةِ

فَلَم أَزَل حَتّى اِطمَأَنَّ

جَأشُها وَقَرَّتِ

أَتَيتُها بِشَربَةٍ

وَجِئتُها بِكِسرَةِ

وَصُنتُها مِن جانِبَي

مَرقَدِها بِسُترَتي

وَزِدتُها الدِفءَ فَقَر

رَبتُ لَها مِجمَرَتي

وَلَو وَجَدتُ مِصيَداً

لَجِئتُها بِفَأرَةِ

فَاِضطَجَعَت تَحتَ ظِلا

لِ الأَمنِ وَاِسبَطَرَّتِ

وَقَرَأَت أَورادَها

وَما دَرَت ما قَرَّتِ

وَسَرَحَ الصِغارُ في

ثُدِيِّها فَدَرَّتِ

غُرُّ نُجومٍ سُبَّحٌ

في جَنَباتِ السُرَّةِ

اِختَلَطوا وَعَيَّثوا

كَالعُميِ حَولَ سُفرَةِ

تَحسَبُهُم ضَفادِعاً

أَرسَلتَها في جَرَّةِ

وَقُلتُ لا بَأسَ عَلى

طِفلِكِ يا جُوَيرَتي

تَمَخَّضي عَن خَمسَةٍ

إِن شِئتِ أَو عَن عَشرَةِ

أَنتِ وَأَولادُكِ حَــتى يَكبُروا في خُفرَتي

عطر الزنبق 06-12-2019 06:08 PM

http://lespetitescroixdanaide.l.e.pi...15lUZQkxze.gif


أُنبِئتُ أَنَّ سُلَيمانَ الزَمانِ وَمَن

أَصبى الطُيورَ فَناجَتهُ وَناجاها

أَعطى بَلابِلَهُ يَوماً يُؤَدِّبُها

لِحُرمَةٍ عِندَهُ لِلبومِ يَرعاها

وَاِشتاقَ يَوماً مِنَ الأَيّامِ رُؤيَتَها

فَأَقبَلَت وَهيَ أَعصى الطَيرِ أَفواها

أَصابَها العِيُّ حَتّى لا اِقتِدارَ لَها

بِأَن تَبُثَّ نَبِيَّ اللَهِ شَكواها

فَنالَ سَيِّدَها مِن دائِها غَضَبٌ

وَوَدَّ لَو أَنَّهُ بِالذَبحِ داواها

فَجاءَهُ الهُدهُدُ المَعهودُ مُعتَذِراً

عَنها يَقولُ لِمَولاهُ وَمَولاها

بَلابِلُ اللَهِ لا تَخرَس وَلا وُلِدَت

خُرساً وَلَكِنَّ بومَ الشُؤمِ رَبّاها




عطر الزنبق 06-12-2019 06:08 PM

http://lespetitescroixdanaide.l.e.pi...15lUZQkxze.gif
بَينا ضِعافٌ مِن دَجاجِ الريفِ

تَخطِرُ في بَيتٍ لَها طَريفِ

إِذا جاءَها هِندي كَبيرُ العُرفِ

فَقامَ في البابِ قِيامَ الضَيفِ

يَقولُ حَيّا اللَهُ ذي الوُجوها

وَلا أَراها أَبَداً مَكروها

أَتَيتُكُم أَنشُرُ فيكُم فَضلي

يَوماً وَأَقضي بَينَكُم بِالعَدلِ

وَكُلُّ ما عِندَكُمُ حَرامُ

عَلَيَّ إِلّا الماءُ وَالمَنامُ

فَعاوَدَ الدَجاجَ داءُ الطَيشِ

وَفَتَحَت لِلعِلجِ بابَ العُشِّ

فَجالَ فيهِ جَولَةَ المَليكِ

يَدعو لِكُلِّ فَرخَةٍ وَديكِ

وَباتَ تِلكَ اللَيلَةَ السَعيدَه

مُمَتَّعاً بِدارِهِ الجَديدَه

وَباتَتِ الدَجاجُ في أَمانِ

تَحلُمُ بِالذِلَّةِ وَالهَوانِ

حَتّى إِذا تَهَلَّلَ الصَباحُ

وَاِقتَبَسَت مِن نورِهِ الأَشباحُ

صاحَ بِها صاحِبُها الفَصيحُ

يَقولُ دامَ مَنزِلي المَليحُ

فَاِنتَبَهَت مِن نَومِها المَشؤومِ

مَذعورَةً مِن صَيحَةِ الغَشومِ

تَقولُ ما تِلكَ الشُروط بَينَنا

غَدَرتَنا وَاللَهِ غَدراً بَيِّنا

فَضَحِكَ الهِندِيُّ حَتّى اِستَلقى

وَقالَ ما هَذا العَمى يا حَمقى

مَتى مَلَكتُم أَلسُنَ الأَربابِ

قَد كانَ هَذا قَبلَ فَتحِ البابِ





الساعة الآن 06:40 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا