لطالما أخرستك وخنقتك
لن يبقى من العمر الكثير
فراغ كبير أمتد بيننا يعانق البعد
لا وقت للشجار والعتاب
أنظر لي بعيون الشوق
حملت على راحة الزمن حنيني اليك
سأخرج مادفنته في قلبي من سنين

سأكسر حصون القلب
ليتني أخترق هذا الحاجز الكافر
ليتني أكسر تلك الجدران
سأوافيك بأخر أخبار قلبي المسكين
سأريك بقايا دمعات طبعت على الحجر
سأريك صور رسمتها على قلبي بوشم حامي
سأريك جنوني بحبك كيف يكون
تعالى الي مد لي يدك
لنعيد مجد أيامنا
لنرسم طريق جديد تزرع على جانبيه

ورود لهفتنا
لنترحم على أيام أدمعت مقلتينا
لنختصر حاضرنا بفرحة اللقاء
لا تستعجب مني
أسأل عني القمر والنجوم
شهود على أرقي والسهر
وكم دمعةٍ سكبت في السحر
لا تعجب من كلماتي
أسأل عني حبات المطر
كم شهدت لوعتي وانتظاري
ياملاكي يا مالك القلب
كفاك دلالا وغرور
لا تخدش خافق

بك متيم منذ الازل

لو شاءت الاقدار وحصلت المعجزة
وأجتمع المحبون بعد غياب
يجب أن لا يتخلل اللقاء عتاب ولوم
نسترجع اللحظات جميلة التي مرت
مهما حصل يبقى الماضي ماضي ذهب ولن يعود
والحاضر أهم وأبقى
في غمرة اللقاء وحرارة الشوق
تذوب الخلافات وتتلاشى المعوقات
يطفو على السطح
عناق أرواح سئمت البعد والفراق
مثل هذه اللحظات الثمينة لن تتكرر
لا نبحث عن الاحداث المؤلمة
ولحظة اللقاء أجمل بكثير من
فراق وبعد وتمزيق قلوب ووداع

وجع تلك الامسية
أحتل مقدمة ذاكرتي
أختفى صوت
تلون الكون بلون الرماد
تباعدت المسافات
رحلت وأخذت معك فرحتي وسعادتي
وجدت نفسي وحيدة بين ملايين البشر
أطفأت آخر شمعات حياتي
لم يتبقى مني سوى
بقايا أنثى حطمها الرحيل
إنها تمتمة
قلبي المكلوم

مع فيروز ( لا أنت حبيبي لا ربينا سوى)
فنجاني اليوم يزداد مرارة
تجلدني اللامبالات بسوط القلق والخوف
أرجع لنفس المركب
يترنح بين أمواج إرتباكي
وضجيج روحي يخترق جدران الصمت
أصابع الحيرة تكتب الحزن كلمات
ليتك تعلم بحيرتي وعدم إتزاني
اليك أنت أيها البعيد القريب
ليتك تشعر كم أعاني
ها أنا ارتشف المرارة بقلب طفل
ضاع وسط هموم الدنياا
فقد يد أمه الحنون وتاه
في زحمة الوجوه والغربة

نعم أختاااه
إنه قدرنا
نولد على أرض لن تعرفنا
لا دار ولا جدار
ليت هذا القلب يجهض
تلك البراكين الخامدة
ليت هذا القلب يغتسل من تراكمات وأوجاع التشرد والضياع
يقذف بنا الزمن لابعد أماكن
تصفق بوجوهنا كل الابواب
نتوه وسط زحام
ودوامات الحياة
نفقد كل الاتجاهات
تبقى الحيرة والخوف قوتنا وزادنا
نولد أطفال مشوهين
لم يتعرفوا على معنى الانتماء والوطن
نصاب بخرس مؤقت
أمام مصائب تقذفنا لابعد نقطة في المحيط
نحاول العوم بصعوبة وإختناق
تتقاذف بنا الامواج
ترمي بنا على شواطئ غير مأهولة
نركن عند الجزيرة أغراب
لا الارض أرضنا ولا الناس ناسنا
نسعى للتكيف مع هذا العالم المخيف
نبذل مجهود تلو مجهود
نتنفس هواء مشبع خوف وتشتت
هكذا هو قدرنا
فقدنا الحبيب والوطن والامان

قال لي ذات يوم
لا تلومني
كم هروب تعاطينا
قلت له لايـد لي بما حدث
تختلق الهروب لتهرب دون عودة
صدفة التقىينا
قرب مركب
كان لنا لقاء
قرب شاطيء ومرسى
جمعتني به الصدفة
على شاطئ ميناء خالي من البشر
بكى الهروب الاخير حسرة وندم
وتعالى بكاء الهروب الاول
يمسك باذيال الزمن
لاول مرة
يضحك قلبي بسخرية
لاول مرة لم اذرف دمع
لاول مرة أضحك من القلب
لاول مرة أغادر مسرعة
لا التفت للوراء
نفس المكان
التقينا
وبنفس المكان افترقا
عدت لقاربي
قرب النهر الهادئ
وقيثارتي
تدندن لحن الوداع
لم التفت للوراء
كي لا يجرني خيط ذكرى
لقصة الأمس
ويصنع مني موضوع
تتناقلة نساء الحي

أتيت لعناقك يا مرايتي
كم أشتقت لوقوفي أمامك
كم أشتقت لحديثي معك
ففي قلبي ذكريات لايمحوها بعدي عنك
أتيتك لتكحلي عيوني بالفرح
وتسرحي شعري بأمشاط الامل
وترسمي على شفتاي مبسم قديم
غادرني من سنين