منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   موسوعة قصائد وأشعار شاعر العصر العباسي (أبو الطيب المتنبي )... (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=182598)

عطر الزنبق 06-25-2019 03:08 AM

أَنا لائِمي إِن كُنتُ وَقتَ اللَوائِمِ

عَلِمتُ بِما بي بَينَ تِلكَ المَعالِمِ

وَلَكِنَّني مِمّا شُدِهتُ مُتَيَّمٌ

كَسالٍ وَقَلبي بائِحٌ مِثلُ كاتِمِ

وَقَفنا كَأَنّا كُلُّ وَجدِ قُلوبِنا

تَمَكَّنَ مِن أَذوادِنا في القَوائِمِ

وَدُسنا بِأَخفافِ المَطِيِّ تُرابَها

فَلا زِلتُ أَستَشفي بِلَثمِ المَناسِمِ

دِيارُ اللَواتي دارُهُنَّ عَزيزَةٌ

بِطولِ القَنا يُحفَظنَ لا بِالتَمائِمِ

حِسانُ التَثَنّي يَنقُشُ الوَشيُ مِثلَهُ

إِذا مِسنَ في أَجسامِهِنَّ النَواعِمِ

وَيَبسِمنَ عَن دُرٍّ تَقَلَّدنَ مِثلَهُ

كَأَنَّ التَراقي وُشِّحَت بِالمَباسِمِ

فَمالي وَلِلدُنيا طِلابي نُجومُها

وَمَسعايَ مِنها في شُدوقِ الأَراقِمِ

مِنَ الحِلمِ أَن تَستَعمِلَ الجَهلَ دونَهُ

إِذا اِتَّسَعَت في الحِلمِ طُرقُ المَظالِمِ

وَأَن تَرِدَ الماءَ الَّذي شَطرُهُ دَمٌ

فَتُسقى إِذا لَم يُسقَ مَن لَم يُزاحِمِ

وَمَن عَرَفَ الأَيّامَ مَعرِفَتي بِها

وَبِالناسِ رَوّى رُمحَهُ غَيرَ راحِمِ

فَلَيسَ بِمَرحومٍ إِذا ظَفِروا بِهِ

وَلا في الرَدى الجاري عَلَيهِم بِآثِمِ

إِذا صُلتُ لَم أَترُك مَصالاً لِصائِلٍ

وَإِن قُلتُ لَم أَترُك مَقالاً لِعالِمِ

وَإِلّا فَخانَتني القَوافي وَعاقَني

عَنِ اِبنِ عُبَيدِ اللَهِ ضُعفُ العَزائِمِ

عَنِ المُقتَني بَذلَ التَلادِ تِلادَهُ

وَمُجتَنِبِ البُخلِ اِجتِنابَ المَحارِمِ

تَمَنّى أَعاديهِ مَحَلَّ عُفاتِهِ

وَتَحسُدُ كَفَّيهِ ثِقالُ الغَمائِمِ

وَلا يَتَلَقّى الحَربَ إِلّا بِمُهجَةٍ

مُعَظَّمَةٍ مَذخورَةٍ لِلعَظائِمِ

وَذي لَجَبٍ لاذو الجَناحِ أَمامَهُ

بِناجٍ وَلا الوَحشُ المُثارُ بِسالِمِ

تَمُرُّ عَلَيهِ الشَمسُ وَهيَ ضَعيفَةٌ

تُطالِعُهُ مِن بَينِ ريشِ القَشاعِمِ

إِذا ضَوؤُها لاقى مِنَ الطَيرِ فُرجَةً

تَدَوَّرَ فَوقَ البَيضِ مِثلَ الدَراهِمِ

وَيَخفى عَلَيكَ البَرقُ وَالرَعدُ فَوقَهُ

مِنَ اللَمعِ في حافاتِهِ وَالهَماهِمِ

أَرى دونَ ما بَينَ الفُراتِ وَبَرقَةٍ

ضِراباً يُمَشّي الخَيلَ فَوقَ الجَماجِمِ

وَطَعنَ غَطاريفٍ كَأَنَّ أَكُفَّهُم

عَرَفنَ الرُدَينِيّاتِ قَبلَ المَعاصِمِ

حَمَتهُ عَلى الأَعداءِ مِن كُلِّ جانِبٍ

سُيوفُ بَني طُغجِ بنِ جُفِّ القَماقِمِ

هُمُ المُحسِنونَ الكَرَّ في حَومَةِ الوَغى

وَأَحسَنُ مِنهُ كَرُّهُم في المَكارِمِ

وَهُم يُحسِنونَ العَفوَ عَن كُلِّ مُذنِبٍ

وَيَحتَمِلونَ الغُرمَ عَن كُلِّ غارِمِ

حَيِيّونَ إِلّا أَنَّهُم في نِزالِهِم

أَقَلُّ حَياءً مِن شِفارِ الصَوارِمِ

وَلَولا اِحتِقارُ الأُسدِ شَبَّهتُها بِهِم

وَلَكِنَّها مَعدودَةٌ في البَهائِمِ

سَرى النَومُ عَنّي في سُرايَ إِلى الَّذي

صَنائِعُهُ تَسري إِلى كُلِّ نائِمِ

إِلى مُطلِقِ الأَسرى وَمُختَرِمِ العِدا

وَمُشكي ذَوي الشَكوى وَرَغمِ المُراغِمِ

كَريمٌ نَفَضتُ الناسَ لَمّا بَلَغتُهُ

كَأَنَّهُمُ ما جَفَّ مِن زادِ قادِمِ

وَكادَ سُروري لا يَفي بِنَدامَتي

عَلى تَركِهِ في عُمرِيَ المُتَقادِمِ

وَفارَقتُ شَرَّ الأَرضِ أَهلاً وَتُربَةً

بِها عَلَوِيٌّ جَدُّهُ غَيرُ هاشِمِ

بَلى اللَهُ حُسّادَ الأَميرِ بِحِلمِهِ

وَأَجلَسَهُ مِنهُم مَكانَ العَمائِمِ

فَإِنَّ لَهُم في سُرعَةِ المَوتِ راحَةً

وَإِنَّ لَهُم في العَيشِ حَزَّ الغَلاصِمِ

كَأَنَّكَ ما جاوَدتَ مَن بانَ جودُهُ

عَلَيكَ وَلا قاتَلتَ مَن لَم تُقاوِمِ



عطر الزنبق 06-25-2019 03:09 AM

أَلا لا أَرى الأَحداثَ حَمداً وَلا ذَمّا

فَما بَطشُها جَهلاً وَلا كَفُّها حِلما

إِلى مِثلِ ما كانَ الفَتى مَرجِعُ الفَتى

يَعودُ كَما أُبدي وَيُكري كَما أَرمى

لَكِ اللَهُ مِن مَفجوعَةٍ بِحَبيبِها

قَتيلَةِ شَوقٍ غَيرِ مُلحِقِها وَصما

أَحِنُّ إِلى الكَأسِ الَّتي شَرِبَت بِها

وَأَهوى لِمَثواها التُرابَ وَما ضَمّا

بَكَيتُ عَلَيها خيفَةً في حَياتِها

وَذاقَ كِلانا ثُكلَ صاحِبِهِ قِدما

وَلَو قَتَلَ الهَجرُ المُحِبّينَ كُلَّهُم

مَضى بَلَدٌ باقٍ أَجَدَّت لَهُ صَرما

عَرَفتُ اللَيالي قَبلَ ما صَنَعَت بِنا

فَلَمّا دَهَتني لَم تَزِدني بِها عِلما

مَنافِعُها ما ضَرَّ في نَفعِ غَيرِها

تَغَذّى وَتَروى أَن تَجوعَ وَأَن تَظما

أَتاها كِتابي بَعدَ يَأسٍ وَتَرحَةٍ

فَماتَت سُروراً بي فَمُتُّ بِها غَمّا

حَرامٌ عَلى قَلبي السُرورُ فَإِنَّني

أَعُدُّ الَّذي ماتَت بِهِ بَعدَها سُمّا

تَعَجَّبُ مِن خَطّي وَلَفظي كَأَنَّها

تَرى بِحُروفِ السَطرِ أَغرِبَةً عُصما

وَتَلثَمُهُ حَتّى أَصارَ مِدادُهُ

مَحاجِرَ عَينَيها وَأَنيابَها سُحما

رَقا دَمعُها الجاري وَجَفَّت جُفونُها

وَفارَقَ حُبّي قَلبَها بَعدَ ما أَدمى

وَلَم يُسلِها إِلّا المَنايا وَإِنَّما

أَشَدُّ مِنَ السُقمِ الَّذي أَذهَبَ السُقما

طَلَبتُ لَها حَظّاً فَفاتَت وَفاتَني

وَقَد رَضِيَت بي لَو رَضيتُ بِها قِسما

فَأَصبَحتُ أَستَسقي الغَمامُ لِقَبرِها

وَقَد كُنتُ أَستَسقي الوَغى وَالقَنا الصُمّا

وَكُنتُ قُبَيلَ المَوتِ أَستَعظِمُ النَوى

فَقَد صارَتِ الصُغرى الَّتي كانَتِ العُظمى

هَبيني أَخَذتُ الثَأرَ فيكِ مِنَ العِدا

فَكَيفَ بِأَخذِ الثَأرِ فيكِ مِنَ الحُمّى

وَما اِنسَدَّتِ الدُنيا عَلَيَّ لِضيقِها

وَلَكِنَّ طَرفاً لا أَراكِ بِهِ أَعمى

فَوا أَسَفا أَن لا أُكِبَّ مُقَبِّلاً

لِرَأسِكِ وَالصَدرِ الَّذي مُلِئا حَزما

وَأَن لا أُلاقي روحَكِ الطَيِّبَ الَّذي

كَأَنَّ ذَكِيَّ المِسكِ كانَ لَهُ جِسما

وَلَو لَم تَكوني بِنتَ أَكرَمِ والِدٍ

لَكانَ أَباكِ الضَخمَ كَونُكِ لي أُمّا

لَئِن لَذَّ يَومُ الشامِتينَ بِيَومِها

فَقَد وَلَدَت مِنّي لِأَنفِهِمُ رَغما

تَغَرَّبَ لا مُستَعظِماً غَيرَ نَفسِهِ

وَلا قابِلاً إِلّا لِخالِقِهِ حُكما

وَلا سالِكاً إِلّا فُؤادَ عَجاجَةٍ

وَلا واجِداً إِلّا لِمَكرُمَةٍ طَعما

يَقولونَ لي ما أَنتَ في كُلِّ بَلدَةٍ

وَما تَبتَغي ما أَبتَغي جَلَّ أَن يُسمى

كَأَنَّ بَنيهِم عالِمونَ بِأَنَّني

جَلوبٌ إِلَيهِم مِن مَعادِنِهِ اليُتما

وَما الجَمعُ بَينَ الماءِ وَالنارِ في يَدي

بِأَصعَبَ مِن أَن أَجمَعَ الجَدَّ وَالفَهما

وَلَكِنَّني مُستَنصِرٌ بِذُبابِهِ

وَمُرتَكِبٌ في كُلِّ حالٍ بِهِ الغَشما

وَجاعِلُهُ يَومَ اللِقاءِ تَحِيَّتي

وَإِلّا فَلَستُ السَيِّدَ البَطَلَ القَرما

إِذا فَلَّ عَزمي عَن مَدىً خَوفُ بُعدِهِ

فَأَبعَدُ شَيءٍ مُمكِنٌ لَم يَجِد عَزما

وَإِنّي لَمِن قَومٍ كَأَنَّ نُفوسَنا

بِها أَنَفٌ أَن تَسكُنَ اللَحمَ وَالعَظما

كَذا أَنا يا دُنيا إِذا شِئتِ فَاِذهَبي

وَيا نَفسُ زيدي في كَرائِهِها قُدما

فَلا عَبَرَت بي ساعَةٌ لا تُعِزُّني

وَلا صَحِبَتني مُهجَةٌ تَقبَلُ الظُلما



عطر الزنبق 06-25-2019 03:09 AM

لا اِفتِخارٌ إِلّا لِمَن لا يُضامُ

مُدرِكٍ أَو مُحارِبٍ لا يَنامُ

لَيسَ عَزماً ما مَرَّضَ المَرءُ فيهِ

لَيسَ هَمّاً ما عاقَ عَنهُ الظَلامُ

وَاِحتِمالُ الأَذى وَرُؤيَةُ جانيـ

ـهِ غِذاءٌ تَضوى بِهِ الأَجسامُ

ذَلَّ مَن يَغبِطُ الذَليلَ بِعَيشٍ

رُبَّ عَيشٍ أَخَفُّ مِنهُ الحِمامُ

كُلُّ حِلمٍ أَتى بِغَيرِ اِقتِدارٍ

حُجَّةٌ لاجِئٌ إِلَيها اللِئامُ

مَن يَهُن يَسهُلِ الهَوانُ عَلَيهِ

ما لِجُرحٍ بِمَيِّتٍ إيلامُ

ضاقَ ذَرعاً بِأَن أَضيقَ بِهِ ذَر

عاً زَماني وَاِستَكرَمَتني الكِرامُ

واقِفاً تَحتَ أَخمَصَي قَدرِ نَفسي

واقِفاً تَحتَ أَخمَصَيَّ الأَنامُ

أَقَراراً أَلَذَّ فَوقَ شَرارٍ

وَمَراماً أَبغي وَظُلمي يُرامُ

دونَ أَن يَشرَقُ الحِجازُ وَنَجدٌ

وَالعِراقانِ بِالقَنا وَالشَآمُ

شَرَقَ الجَوِّ بِالغُبارِ إِذا سا

رَ عَلِيُّ اِبنُ أَحمَدَ القَمقامُ

الأَديبُ المُهَذَّبُ الأَصيَدُ الضَر

بُ الذَكِيُّ الجَعدُ السَرِيُّ الهُمامُ

وَالَّذي رَيبُ دَهرِهِ مِن أُسارا

هُ وَمِن حاسِدي يَدَيهِ الغَمامُ

يَتَداوى مِن كَثرَةِ المالِ بِالإِقـ

ـلالِ جوداً كَأَنَّ مالاً سَقامُ

حَسَنٌ في عُيونِ أَعدائِهِ أَقـ

ـبَحُ مِن ضَيفِهِ رَأَتهُ السَوامُ

لَو حَمى سَيِّداً مِنَ المَوتِ حامٍ

لَحَماكَ الإِجلالُ وَالإِعظامُ

وَعَوارٍ لَوامِعٌ دينُها الحِلـ

ـلُ وَلَكِنَّ زِيَّها الإِحرامُ

كُتِبَت في صَحائِفِ المَجدِ بِسمٌ

ثُمَّ قَيسٌ وَبَعدَ قَيسِ السَلامُ

إِنَّما مُرَّةُ اِبنُ عَوفِ اِبنِ سَعدٍ

جَمَراتٌ لا تَشتَهيها النِعامُ

لَيلُها صُبحُها مِنَ النارِ وَالإِصـ

ـباحُ لَيلٌ مِنَ الدُخانِ تَمامُ

هِمَمٌ بَلَّغَتكُمُ رُتَباتٍ

قَصُرَت عَن بُلوغِها الأَوهامُ

وَنُفوسٌ إِذا اِنبَرَت لِقِتالٍ

نَفِدَت قَبلَ يَنفَدُ الإِقدامُ

وَقُلوبٌ مُوَطَّناتٌ عَلى الرَو

عِ كَأَنَّ اِقتِحامَها اِستِسلامُ

قائِدو كُلِّ شَطبَةٍ وَحِصانٍ

قَد بَراها الإِسراجُ وَالإِلجامُ

يَتَعَثَّرنَ بِالرُؤوسِ كَما مَر

رَ بِتاءاتِ نُطقِهِ التَمتامُ

طالَ غِشيانُكَ الكَرائِهَ حَتّى

قالَ فيكَ الَّذي أَقولُ الحُسامُ

وَكَفَتكَ الصَفائِحُ الناسَ حَتّى

قَد كَفَتكَ الصَفائِحَ الأَقلامُ

وَكَفَتكَ التَجارِبُ الفِكرَ حَتّى

قَد كَفاكَ التَجارِبَ الإِلهامُ

فارِسٌ يَشتَري بِرازَكَ لِلفَخـ

ـرِ بِقَتلٍ مُعَجَّلٍ لا يُلامُ

نائِلٌ مِنكَ نَظرَةً ساقَهُ الفَقـ

ـرُ عَلَيهِ لِفَقرِهِ إِنعامُ

خَيرُ أَعضائِنا الرُؤوسُ وَلَكِن

فَضَلَتها بِقَصدِكَ الأَقدامُ

قَد لَعَمري أَقصَرتُ عَنكَ وَلِلوَفـ

ـدِ اِزدِحامٌ وَلِلعَطايا اِزدِحامُ

خِفتُ إِن صِرتُ في يَمينِكَ أَن تَأ

خُذَني في هِباتِكَ الأَقوامُ

وَمِنَ الرُشدِ لَم أَزُركَ عَلى القُر

بِ عَلى البُعدِ يُعرَفُ الإِلمامُ

وَمِنَ الخَيرِ بُطءُ سَيبِكَ عَنّي

أَسرَعُ السُحبِ في المَسيرِ الجَهامُ

قُل فَكَم مِن جَواهِرٍ بِنِظامٍ

وُدُّها أَنَّها بِفيكَ كَلامُ

هابَكَ اللَيلُ وَالنَهارُ فَلَو تَنـ

ـهاهُما لَم تَجُز بِكَ الأَيّامُ

حَسبُكَ اللَهُ ما تَضِلُّ عَنِ الحَقـ

ـقِ وَما يَهتَدي إِلَيكَ أَثامُ

لِمَ لا تَحذَرُ العَواقِبَ في غَيـ

ـرِ الدَنايا أَما عَلَيكَ حَرامُ

كَم حَبيبٍ لا عُذرَ في اللَومِ فيهِ

لَكَ فيهِ مِنَ التُقى لُوّامُ

رَفَعَت قَدرَكَ النَزاهَةُ عَنهُ

وَثَنَت قَلبُكَ المَساعي الجِسامُ

إِنَّ بَعضاً مِنَ القَريضِ هُذاءٌ

لَيسَ شَيئاً وَبَعضَهُ أَحكامُ

مِنهُ ما يَجلُبُ البَراعَةُ وَالفَضـ

ـلُ وَمِنهُ ما يَجلُبُ البِرسامُ



عطر الزنبق 06-25-2019 03:10 AM

ما نَقَلَت في مَشيئةِ قَدَماً

وَلا اِشتَكَت مِن دُوارِها أَلَما

لَم أَرَ شَخصاً مِن قَبلِ رُؤيَتِها

يَفعَلُ أَفعالَها وَما عَزَما

فَلا تَلُمها عَلى تَواقُعِها

أَطرَبَها أَن رَأَتكَ مُبتَسِما



عطر الزنبق 06-25-2019 03:10 AM

أَجارُكِ يا أُسدَ الفَراديسِ مُكرَمُ

فَتَسكُنَ نَفسي أَم مُهانٌ فَمُسلَمُ

وَرائي وَقُدّامي عُداةٌ كَثيرَةٌ

أُحاذِرُ مِن لِصٍّ وَمِنكِ وَمِنهُمُ

فَهَل لَكِ في حِلفي عَلى ما أُريدُهُ

فَإِنّي بِأَسبابِ المَعيشَةِ أَعلَمُ

إِذاً لَأَتاكِ الخَيرُ مِن كُلِّ وِجهَةٍ

وَأَثرَيتِ مِمّا تَغنَمينَ وَأَغنَمُ





عطر الزنبق 06-25-2019 03:11 AM


http://img-fotki.yandex.ru/get/9307/...aa5e1291_M.png

نَرى عِظَماً بِالبَينِ وَالصَدُّ أَعظَمُ

وَنَتَّهِمُ الواشينَ وَالدَمعُ مِنهُمُ

وَمَن لُبُّهُ مَع غَيرِهِ كَيفَ حالُهُ

وَمَن سِرُّهُ في جَفنِهِ كَيفَ يَكتُمُ

وَلَمّا اِلتَقَينا وَالنَوى وَرَقيبُنا

غَفولانِ عَنّا ظِلتُ أَبكي وَتَبسِمُ

فَلَم أَرَ بَدراً ضاحِكاً قَبلَ وَجهِها

وَلَم تَرَ قَبلي مَيِّتاً يَتَكَلَّمُ

ظَلومٌ كَمَتنَيها لِصَبٍّ كَخَصرِها

ضَعيفِ القُوى مِن فِعلِها يَتَظَلَّمُ

بِفَرعٍ يُعيدُ اللَيلَ وَالصُبحُ نَيِّرٌ

وَوَجهٍ يُعيدُ الصُبحَ وَاللَيلُ مُظلِمُ

فَلَو كانَ قَلبي دارَها كانَ خالِياً

وَلَكِنَّ جَيشَ الشَوقِ فيهِ عَرَمرَمُ

أَثافٍ بِها ما بِالفُؤادِ مِنَ الصَلى

وَرَسمٌ كَجِسمي ناحِلٌ مُتَهَدِّمُ

بَلَلتُ بِها رُدنَيَّ وَالغَيمُ مُسعِدي

وَعَبرَتُهُ صِرفٌ وَفي عَبرَتي دَمُ

وَلَو لَم يَكُن ما اِنهَلَّ في الخَدِّ مِن دَمي

لَما كانَ مُحمَرّاً يَسيلُ فَأَسقَمُ

بِنَفسي الخَيالُ الزائِري بَعدَ هَجعَةٍ

وَقَولَتُهُ لي بَعدَنا الغُمضَ تَطعَمُ

سَلامٌ فَلَولا الخَوفُ وَالبُخلُ عِندَهُ

لَقُلتُ أَبو حَفصٍ عَلَينا المُسَلِّمُ

مُحِبُّ النَدى الصابي إِلى بَذلِ مالِهِ

صُبوّاً كَما يَصبو المُحِبُّ المُتَيَّمُ

وَأُقسِمُ لَولا أَنَّ في كُلِّ شَعرَةٍ

لَهُ ضَيغَماً قُلنا لَهُ أَنتَ ضَيغَمُ

أَنَنقُصُهُ مِن حَظِّهِ وَهوَ زائِدٌ

وَنَبخَسُهُ وَالبَخسُ شَيءٌ مُحَرَّمُ

يَجِلُّ عَنِ التَشبيهِ لا الكَفُّ لُجَّةٌ

وَلا هُوَ ضِرغامٌ وَلا الرَأيُ مِخذَمُ

وَلا جُرحُهُ يُؤسى وَلا غَورُهُ يُرى

وَلا حَدُّهُ يَنبو وَلا يَتَثَلَّمُ

وَلا يُبرَمُ الأَمرُ الَّذي هُوَ حالِلٌ

وَلا يُحلَلُ الأَمرُ الَّذي هُوَ مُبرِمُ

وَلا يَرمَحُ الأَذيالُ مِن جَبَرِيَّةٍ

وَلا يَخدُمُ الدُنيا وَإِيّاهُ تَخدُمُ

وَلا يَشتَهي يَبقى وَتَفنى هِباتُهُ

وَلا تَسلَمُ الأَعداءُ مِنهُ وَيَسلَمُ

أَلَذُّ مِنَ الصَهباءِ بِالماءِ ذِكرُهُ

وَأَحسَنُ مِن يُسرٍ تَلَقّاهُ مُعدِمُ

وَأَغرَبُ مِن عَنقاءَ في الطَيرِ شَكلُهُ

وَأَعوَزُ مِن مُستَرفِدٍ مِنهُ يُجرَمُ

وَأَكثَرُ مِن بَعدِ الأَيادي أَيادِياً

مِنَ القَطرِ بَعدَ القَطرِ وَالوَبلُ مُثجِمُ

سَنِيُّ العَطايا لَو رَأى نَومَ عَينِهِ

مِنَ اللُؤمِ آلى أَنَّهُ لا يُهَوِّمُ

وَلَو قالَ هاتوا دِرهَماً لَم أَجُد بِهِ

عَلى سائِلٍ أَعيا عَلى الناسِ دِرهَمُ

وَلَو ضَرَّ مَرءً قَبلَهُ ما يَسُرُّهُ

لاَثَّرَ فيهِ بَأسُهُ وَالتَكَرُّمُ

يُرَوّي بِكَالفِرصادِ في كُلِّ غارَةٍ

يَتامى مِنَ الأَغمادِ تُنضى فَتوتِمُ

إِلى اليَومِ ما حَطَّ الفِداءُ سُروجَهُ

مُذُ الغَزوُ سارٍ مُسرَجُ الخَيلِ مُلجَمُ

يَشُقُّ بِلادَ الرومِ وَالنَقعُ أَبلَقٌ

بِأَسيافِهِ وَالجَوُّ بِالنَقعِ أَدهَمُ

إِلى المَلِكِ الطاغي فَكَم مِن كَتيبَةٍ

تُسايِرُ مِنهُ حَتفَها وَهيَ تَعلَمُ

وَمِن عاتِقٍ نَصرانَةٍ بَرَزَت لَهُ

أَسيلَةِ خَدٍّ عَن قَريبٍ سَتُلطَمُ

صُفوفاً لِلَيثٍ في لُيوثٍ حُصونُها

مُتونُ المَذاكي وَالوَشيجُ المُقَوَّمُ

تَغيبُ المَنايا عَنهُمُ وَهوَ غائِبٌ

وَتَقدَمُ في ساحاتِهِم حينَ يَقدَمُ

أَجِدَّكَ ما تَنفَكُّ عانٍ تَفُكُّهُ

عُمَ اِبنَ سُلَيمانَ وَمالٌ تُقَسِّمُ

مُكافيكَ مَن أَولَيتَ دينَ رَسولِهِ

يَداً لا تُؤَدّي شُكرَها اليَدُ وَالفَمُ

عَلى مَهَلٍ إِن كُنتَ لَستَ بِراحِمٍ

لِنَفسِكَ مِن جودٍ فَإِنَّكَ تُرحَمُ

مَحَلُّكَ مَقصودٌ وَشانيكَ مُفحَمُ

وَمِثلُكَ مَفقودٌ وَنَيلُكَ خِضرِمُ

وَزارَكَ بي دونَ المُلوكِ تَحَرُّجي

إِذا عَنَّ بَحرٌ لَم يَجُز لي التَيَمُّمُ

فَعِش لَو فَدى المَملوكُ رَبّاً بِنَفسِهِ

مِنَ المَوتِ لَم تُفقَد وَفي الأَرضِ مُسلِمُ



عطر الزنبق 06-25-2019 03:11 AM

فُؤادٌ ما تُسَلّيهِ المُدامُ

وَعُمرٌ مِثلُ ما تَهَبُ اللِئامُ

وَدَهرٌ ناسُهُ ناسٌ صِغارٌ

وَإِن كانَت لَهُم جُثَثٌ ضِخامُ

وَما أَنا مِنهُمُ بِالعَيشِ فيهِم

وَلَكِن مَعدِنُ الذَهَبِ الرَغامُ

أَرانِبُ غَيرَ أَنَّهُمُ مُلوكٌ

مُفَتَّحَةٌ عُيونُهُمُ نِيامُ

بِأَجسامٍ يَحَرُّ القَتلُ فيها

وَما أَقرانُها إِلّا الطَعامُ

وَخَيلٍ ما يَخِرُّ لَها طَعينٌ

كَأَنَّ قَنا فَوارِسِها ثُمامُ

خَيلُكَ أَنتَ لا مَن قُلتَ خِلّي

وَإِن كَثُرَ التَجَمُّلُ وَالكَلامُ

وَلَو حيزَ الحِفاظُ بِغَيرِ عَقلٍ

تَجَنَّبَ عُنقَ صَيقَلِهِ الحُسامُ

وَشِبهُ الشَيءِ مُنجَذِبٌ إِلَيهِ

وَأَشبَهُنا بِدُنيانا الطِغامُ

وَلَو لَم يَعلُ إِلّا ذو مَحَلٍّ

تَعالى الجَيشُ وَاِنحَطَّ القَتامُ

وَلَو لَم يَرعَ إِلّا مُستَحِقٌّ

لِرُتبَتِهِ أَسامَهُمُ المُسامُ

وَمَن خَبَرَ الغَواني فَالغَواني

ضِياءٌ في بَواطِنِهِ ظَلامُ

إِذا كانَ الشَبابُ السُكرَ وَالشَيـ

ـبُ هَمّاً فَالحَياةُ هِيَ الحِمامُ

وَما كُلٌّ بِمَعذورٍ بِبُخلٍ

وَلا كُلٌّ عَلى بُخلٍ يُلامُ

وَلَم أَرَ مِثلَ جِيراني وَمِثلي

لِمِثلي عِندَ مِثلِهِمِ مُقامُ

بِأَرضٍ ما اِشتَهَيتَ رَأَيتَ فيها

فَلَيسَ يَفوتُها إِلّا الكَرامُ

فَهَلّا كانَ نَقصُ الأَهلِ فيها

وَكانَ لِأَهلِها مِنها التَمامُ

بِها الجَبَلانِ مِن صَخرٍ وَفَخرٍ

أَنافا ذا المُغيثُ وَذا اللِكامُ

وَلَيسَت مِن مَواطِنِهِ وَلَكِن

يَمُرُّ بِها كَما مَرَّ الغَمامُ

سَقى اللَهُ اِبنَ مُنجِبَةٍ سَقاني

بِدَرٍّ ما لِراضِعِهِ فِطامُ

وَمَن إِحدى فَوائِدِهِ العَطايا

وَمَن إِحدى عَطاياهُ الدَوامُ

فَقَد خَفِيَ الزَمانُ بِهِ عَلَينا

كَسِلكِ الدُرِّ يُخفيهِ النِظامُ

تَلَذُّ لَهُ المُروءَةُ وَهيَ تُؤذي

وَمَن يَعشَق يَلَذُّ لَهُ الغَرامُ

تَعَلَّقَها هَوى قَيسٍ لِلَيلى

وَواصَلها فَلَيسَ بِهِ سَقامُ

يَروعُ رَكانَةً وَيَذوبُ ظَرفاً

فَما نَدري أَشَيخٌ أَم غُلامُ

وَتَملِكُهُ المَسائِلُ في نَداهُ

وَأَمّا في الجِدالِ فَلا يُرامُ

وَقَبضُ نَوالِهِ شَرَفٌ وَعِزٌّ

وَقَبضُ نَوالِ بَعضِ القَومِ ذامُ

أَقامَت في الرِقابِ لَهُ أَيادٍ

هِيَ الأَطواقُ وَالناسُ الحَمامُ

إِذا عُدَّ الكِرامُ فَتِلكَ عِجلٌ

كَما الأَنواءُ حينَ تُعَدُّ عامُ

تَقي جَبَهاتُهُم ما في ذَراهُم

إِذا بِشِفارِها حَمِيَ اللِطامُ

وَلَو يَمَّمتُهُم في الحَشرِ تَجدو

لَأَعطَوكَ الَّذي صَلَّوا وَصاموا

فَإِن حَلُموا فَإِنَّ الخَيلَ فيهِم

خِفافٌ وَالرِماحُ بِها عُرامُ

وَعِندَهُمُ الجِفانُ مُكَلَّلاتٍ

وَشَزرُ الطَعنِ وَالضَربُ التُؤامُ

نُصَرِّعُهُم بِأَعيُنِنا حَياءً

وَتَنبو عَن وُجوهِهِمِ السِهامُ

قَبيلٌ يَحمِلونَ مِنَ المَعالي

كَما حَمَلَت مِنَ الجَسَدِ العِظامُ

قَبيلٌ أَنتَ أَنتَ وَأَنتَ مِنهُم

وَجَدُّكَ بِشرٌ المَلِكُ الهُمامُ

لِمَن مالٌ تُمَزَّقُهُ العَطايا

وَيَشرَكُ في رَغائِبِهِ الأَنامُ

وَلا نَدعوكَ صاحِبَهُ فَتَرضى

لِأَنَّ بِصُحبَةٍ يَجِبُ الذِمامُ

تُحايِدُهُ كَأَنَّكَ سامِرِيٌّ

تُصافِحُهُ يَدٌ فيها جُذامُ

إِذا ما العالِمونَ عَرَوكَ قالوا

أَفِدنا أَيُّها الحِبرُ الإِمامُ

إِذا ما المُعلِمونَ رَأَوكَ قالوا

بِهَذا يُعلَمُ الجَيشُ اللُهامُ

لَقَد حَسُنَت بِكَ الأَوقاتُ حَتّى

كَأَنَّكَ في فَمِ الدَهرِ اِبتِسامُ

وَأُعطيتَ الَّذي لَم يُعطَ خَلقٌ

عَلَيكَ صَلاةُ رَبِّكَ وَالسَلامُ



عطر الزنبق 06-25-2019 03:12 AM

أَحَقُّ عافٍ بِدَمعِكَ الهِمَمُ

أَحدَثُ شَيءٍ عَهداً بِها القِدَمُ

وَإِنَّما الناسُ بِالمُلوكِ وَما

تُفلِحُ عُربٌ مُلوكُها عَجَمُ

لا أَدَبٌ عِندَهُم وَلا حَسَبٌ

وَلا عُهودٌ لَهُم وَلا ذِمَمُ

بِكُلِّ أَرضٍ وَطِئتُها أُمَمٌ

تُرعى لِعَبدٍ كَأَنَّها غَنَمُ

يَستَخشِنُ الخَزَّ حينَ يَلمُسُهُ

وَكانَ يُبرى بِظُفرِهِ القَلَمُ

إِنّي وَإِن لُمتُ حاسِدِيَّ فَما

أُنكِرُ أَنّي عُقوبَةٌ لَهُمُ

وَكَيفَ لا يُحسَدُ اِمرُؤٌ عَلَمٌ

لَهُ عَلى كُلِّ هامَةٍ قَدَمُ

يَهابُهُ أَبسأُ الرِجالِ بِهِ

وَتَتَّقي حَدَّ سَيفِهِ البُهَمُ

كَفانِيَ الذَمَّ أَنَّني رَجُلٌ

أَكرَمُ مالٍ مَلَكتُهُ الكَرَمُ

يَجني الغِنى لِلِّئامِ لَو عَقَلوا

ما لَيسَ يَجني عَلَيهِمِ العَدَمُ

هُمُ لِأَموالِهِم وَلَسنَ لَهُم

وَالعارُ يَبقى وَالجُرحُ يَلتَإِمُ

مَن طَلَبَ المَجدَ فَليَكُن كَعَلِيـ

ـيٍ يَهَبُ الأَلفَ وَهوَ يَبتَسِمُ

وَيَطعَنُ الخَيلَ كُلَّ نافِذَةٍ

لَيسَ لَها مِن وَحائِها أَلَمُ

وَيَعرِفُ الأَمرَ قَبلَ مَوقِعِهِ

فَما لَهُ بَعدَ فِعلِهِ نَدَمُ

وَالأَمرُ وَالنَهيُ وَالسَلاهِبُ وَالـ

ـبيضُ لَهُ وَالعَبيدُ وَالحَشَمُ

وَالسَطَواتُ الَّتي سَمِعتَ بِها

تَكادُ مِنها الجِبالُ تَنفَصِمُ

يُرعيكَ سَمعاً فيهِ اِستِماعٌ إِلى الد

داعي وَفيهِ عَنِ الخَنا صَمَمُ

يُريكَ مِن خَلقِهِ غَرائِبَهُ

في مَجدِهِ كَيفَ تُخلَقُ النَسَمُ

مِلتُ إِلى مَن يَكادُ بَينَكُما

إِن كُنتُما السائِلَينِ يَنقَسِمُ

مِن بَعدِ ما صيغَ مِن مَواهِبِهِ

لِمَن أُحِبُّ الشُنوفُ وَالخَدَمُ

ما بَذَلَت ما بِهِ يَجودُ يَدٌ

وَلا تَهَدّى لِما يَقولُ فَمُ

بَنو العَفَرنى مَحَطَّةَ الأَسَدِ ال

أُسدُ وَلَكِن رِماحُها الأَجَمُ

قَومٌ بُلوغُ الغُلامِ عِندَهُمُ

طَعنُ نُحورِ الكُماةِ لا الحُلمُ

كَأَنَّما يولَدُ النَدى مَعَهُم

لا صِغَرٌ عاذِرٌ وَلا هَرِمُ

إِذا تَوَلَّوا عَداوَةً كَشَفوا

وَإِن تَوَلَّوا صَنيعَةً كَتَموا

تَظُنُّ مِن فَقدِكَ اِعتِدادَهُمُ

أَنَّهُم أَنعَموا وَما عَلِموا

إِن بَرَقوا فَالحُتوفُ حاضِرَةٌ

أَو نَطَقوا فَالصَوابُ وَالحِكَمُ

أَو حَلَفوا بِالغَموسِ وَاِجتَهَدوا

فَقَولُهُم خابَ سائِلي القَسَمُ

أَو رَكِبوا الخَيلَ غَيرَ مُسرَجَةٍ

فَإِنَّ أَفخاذَهُم نَها حُزُمُ

أَو شَهِدوا الحَربَ لاقِحاً أَخَذوا

مِن مُهَجِ الدارِعينَ ما اِحتَكَموا

تُشرِقُ أَعراضُهُم وَأَوجُهُهُم

كَأَنَّها في نُفوسِهِم شِيَمُ

لَولاكَ لَم أَترُكِ البُحَيرَةَ وَالـ

ـغَورُ دَفيءٌ وَماؤُها شَبِمُ

وَالمَوجُ مِثلُ الفُحولِ مُزبِدَةً

تَهدِرُ فيها وَما بِها قَطَمُ

وَالطَيرُ فَوقَ الحَبابِ تَحسَبُها

فُرسانَ بُلقٍ تَخونُها اللُجُمُ

كَأَنَّها وَالرِياحُ تَضرِبُها

جَيشاً وَغىً هازِمٌ وَمُنهَزِمُ

كَأَنَّها في نَهارِها قَمَرٌ

حَفَّ بِهِ مِن جِنانِها ظُلَمُ

ناعِمَةُ الجِسمِ لا عِظامَ لَها

لَها بَناتٌ وَما لَها رَحِمُ

يُبقَرُ عَنهُنَّ بَطنُها أَبَداً

وَما تَشَكّى وَلا يَسيلُ دَمُ

تَغَنَّتِ الطَيرُ في جَوانِبِها

وَجادَتِ الرَوضُ حَولَها الدِيَمُ

فَهيَ كَماوِيَّةٍ مُطَوَّقَةٍ

جُرِّدَ عَنها غِشاؤُها الأَدَمُ

يَشينُها جَريُها عَلى بَلَدٍ

تَشينُهُ الأَدعِياءُ وَالقَزَمُ

أَبا الحُسَينِ اِستَمِع فَمَدحُكُمُ

في الفِعلِ قَبلَ الكَلامِ مُنتَظِمُ

وَقَد تَوالى العِهادُ مِنهُ لَكُم

وَجادَتِ المَطرَةُ الَّتي تَسيمُ

أُعيذُكُم مِن صُروفِ دَهرِكُمُ

فَإِنَّهُ في الكِرامِ مُتَّهَمُ



عطر الزنبق 06-25-2019 03:12 AM

مَلامي النَوى في ظُلمِها غايَةُ الظُلمِ

لَعَلَّ بِها مِثلَ الَّذي بي مِنَ السُقمِ

فَلَو لَم تَغَر لَم تَزوِ عَنّي لِقاءَكُم

وَلَو لَم تُرِدكُم لَم تَكُن فيكُمُ خَصمي

أَمُنعِمَةٌ بِالعَودَةِ الظَبيَةُ الَّتي

بِغَيرِ وَلِيٍّ كانَ نائِلَها الوَسمي

تَرَشَّفتُ فاها سُحرَةً فَكَأَنَّني

تَرَشَّفتُ حَرَّ الوَجدِ مِن بارِدِ الظُلمِ

فَتاةٌ تَساوى عِقدُها وَكَلامُها

وَمَبسِمُها الدُرِّيُّ في الحُسنِ وَالنَظمِ

وَنَكهَتَها وَالمَندَلِيُّ وَقَرقَفٌ

مُعَتَّقَةٌ صَهباءُ في الريحِ وَالطَعمِ

جَفَتني كَأَنّي لَستُ أَنطَقَ قَومِها

وَأَطعَنَهُم وَالشُهبُ في صورَةِ الدُهمِ

يُحاذِرُني حَتفي كَأَنِّيَ حَتفُهُ

وَتَنكُزُني الأَفعى فَيَقتُلُها سُمّي

طِوالُ الرُدَينِيّاتِ يَقصِفُها دَمي

وَبيضُ السُرَيجِيّاتِ يَقطَعُها لَحمي

بَرَتني السُرى بَريَ المُدى فَرَدَدنَني

أَخَفُّ عَلى المَركوبِ مِن نَفَسي جِرمي

وَأَبصَرَ مِن زَرقاءِ جَوٍّ لِأَنَّني

إِذا نَظَرَت عَينايَ ساواهُما عِلمي

كَأَنّي دَحَوتُ الأَرضَ مِن خِبرَتي بِها

كَأَنّي بَنى الإِسكَندَرُ السَدَّ مِن عَزمي

لِأَلقى اِبنَ إِسحاقَ الَّذي دَقَّ فَهمُهُ

فَأَبدَعَ حَتّى جَلَّ عَن دِقَّةِ الفَهمِ

وَأَسمَعَ مِن أَلفاظِهِ اللُغَةَ الَّتي

يَلَذُّ بِها سَمعي وَلَو ضُمِّنَت شَتمي

يَمينُ بَني قَحطانَ رَأسُ قُضاعَةٍ

وَعِرنينُها بَدرُ النُجومِ بَني فَهمِ

إِذا بَيَّتَ الأَعداءَ كانَ اِستِماعُهُم

صَريرُ العَوالي قَبلَ قَعقَعَةِ اللُجمِ

مُذِلُّ الأَعِزّاءِ المُعِزُّ وَإِن يَئن

بِهِ يُتمُهُم فَالموتِمُ الجابِرُ اليُتمِ

وَإِن تُمسِ داءً في القُلوبِ قَناتُهُ

فَمُمسِكُها مِنهُ الشِفاءُ مِنَ العُدمِ

مُقَلَّدُ طاغي الشَفرَتَينِ مُحَكَّمٍ

عَلى الهامِ إِلّا أَنَّهُ جائِرُ الحُكمِ

تَحَرَّجَ عَن حَقنِ الدِماءِ كَأَنَّهُ

يَرى قَتلَ نَفسٍ تَركَ رَأسٍ عَلى جِسمِ

وَجَدنا اِبنَ إِسحاقَ الحُسَينِ كَجَدِّهِ

عَلى كَثرَةِ القَتلى بَريئاً مِنَ الإِثمِ

مَعَ الحَزمِ حَتّى لَو تَعَمَّدَ تَركَهُ

لَأَلحَقَهُ تَضيِيعُهُ الحَزمَ بِالحَزمِ

وَفي الحَربِ حَتّى لَو أَرادَ تَأَخُّراً

لَأَخَّرَهُ الطَبعُ الكَريمُ إِلى القُدمِ

لَهُ رَحمَةٌ تُحيّ العِظامَ وَغَضبَةٌ

بِها فَضلَةٌ لِلجُرمِ عَن صاحِبِ الجُرمِ

وَرِقَّةُ وَجهٍ لَو خَتَمتَ بِنَظرَةٍ

عَلى وَجنَتَيهِ ما اِنمَحى أَثَرُ الخَتمِ

أَذاقَ الغَواني حُسنُهُ ما أَذَقنَني

وَعَفَّ فَجازاهُنَّ عَنّي عَلى الصُرمِ

فِدىً مَن عَلى الغَبراءِ أَوَّلُهُم أَنا

لِهَذا الأَبِيِّ الماجِدِ الجائِدِ القَرمِ

لَقَد حالَ بَينَ الجِنِّ وَالأَمنِ سَيفُهُ

فَما الظَنُّ بَعدَ الجِنِّ بِالعُربِ وَالعُجمِ

وَأَرهَبَ حَتّى لَو تَأَمَّلَ دِرعَهُ

جَرَت جَزَعاً مِن غَيرِ نارٍ وَلا فَحمِ

وَجادَ فَلَولا جودُهُ غَيرَ شارِبٍ

لَقيلَ كَريمٌ هَيَّجَتهُ اِبنَةُ الكَرمِ

أَطَعناكَ طَوعَ الدَهرِ يا اِبنَ اِبنِ يوسُفٍ

لِشَهوَتِنا وَالحاسِدو لَكَ بِالرُغمِ

وَثِقنا بِأَن تُعطي فَلَو لَم تَجُد لَنا

لَخِلناكَ قَد أَعطَيتَ مِن قُوَّةِ الوَهمِ

دُعيتُ بِتَقريظيكَ في كُلِّ مَجلِسٍ

وَظَنَّ الَّذي يَدعو ثَنائي عَلَيكَ اِسمي

وَأَطعَمتَني في نَيلِ مالا أَنالُهُ

بِما نِلتُ حَتّى صِرتُ أَطمَعُ في النَجمِ

إِذا ما ضَرَبتَ القِرنَ ثُمَّ أَجَزتَني

فَكِل ذَهَباً لي مَرَّةً مِنهُ بِالكَلمِ

أَبَت لَكَ ذَمّي نَخوَةٌ يَمَنِيَّةٌ

وَنَفسٌ بِها في مَأزِقٍ أَبَداً تَرمي

فَكَم قائِلٍ لَو كانَ ذا الشَخصُ نَفسَهُ

لَكانَ قَراهُ مَكمَنَ العَسكَرِ الدَهمِ

وَقائِلَةٍ وَالأَرضَ أَعني تَعَجُّباً

عَلَيَّ اِمرُؤٌ يَمشي بِوَقري مِنَ الحِلمِ

عَظُمتَ فَلَمّا لَم تُكَلَّم مَهابَةً

تَواضَعتَ وَهوَ العُظمُ عُظماً عَنِ العُظمِ



عطر الزنبق 06-25-2019 03:13 AM

وَأَخٍ لَنا بَعَثَ الطَلاقَ أَلِيَّةً

لَأُعَلِّلَنَّ بِهَذِهِ الخُرطومِ

فَجَعَلتُ رَدّي عِرسَهُ كَفّارَةً

عَن شُربِها وَشَرِبتُ غَيرَ أَثيمِ



عطر الزنبق 06-25-2019 03:13 AM

إِذا ما شَرِبتُ الخَمرَ صِرفاً مُهَنَّأً

شَرِبنا الَّذي مِن مِثلِهِ شَرِبَ الكَرمُ

أَلا حَبَّذا قَومٌ نَداماهُمُ القَنا

يُسَقّونَها رَيّاً وَساقيهِمُ العَزمُ



عطر الزنبق 06-25-2019 03:13 AM


http://img-fotki.yandex.ru/get/9307/...aa5e1291_M.png


أَبا عَبدِ الإِلَهِ مُعاذُ إِنّي

خَفِيٌّ عَنكَ في الهَيجا مَقامي

ذَكَرتُ جَسيمَ ما طَلَبي وَأَنّا

نُخاطِرُ فيهِ بِالمُهَجِ الجِسامِ

أَمِثلي تَأخُذُ النَكَباتُ مِنهُ

وَيَجزَعُ مِن مُلاقاةِ الحِمامِ

وَلَو بَرَزَ الزَمانُ إِلَيَّ شَخصاً

لَخَضَّبَ شَعرَ مَفرِقِهِ حُسامي

وَما بَلَغَت مَشيئتَها اللَيالي

وَلا سارَت وَفي يَدِها زِمامي

إِذا اِمتَللأََت عُيونُ الخَيلُ مِنّي

فَوَيلٌ في التَيَقُّظِ وَالمَنامِ



عطر الزنبق 06-25-2019 03:14 AM

ضَيفٌ أَلَمَّ بِرَأسي غَيرَ مُحتَشِمِ

وَالسَيفُ أَحسَنُ فِعلاً مِنهُ بِاللِمَمِ

إِبعِد بَعِدتَ بَياضاً لا بَياضَ لَهُ

لَأَنتَ أَسوَدُ في عَيني مِنَ الظُلَمِ

بِحُبِّ قاتِلَتي وَالشَيبِ تَغذِيَتي

هَوايَ طِفلاً وَشَيبي بالِغَ الحُلُمِ

فَما أَمُرُّ بِرَسمٍ لا أُسائِلُهُ

وَلا بِذاتِ خِمارٍ لا تُريقُ دَمي

تَنَفَّسَت عَن وَفاءٍ غَيرِ مُنصَدِعٍ

يَومَ الرَحيلِ وَشَعبٍ غَيرِ مُلتئِمِ

قَبَّلتُها وَدُموعي مَزجُ أَدمُعِها

وَقَبَّلَتني عَلى خَوفٍ فَماً لِفَمِ

فَذُقتُ ماءَ حَياةٍ مِن مُقَبَّلِها

لَو صابَ تُرباً لَأَحيا سالِفَ الأُمَمِ

تَرنو إِلَيَّ بِعَينِ الظَبيِ مُجهِشَةً

وَتَمسَحُ الطَلَّ فَوقَ الوَردِ بِالعَنَمِ

رُوَيدَ حُكمَكِ فينا غَيرَ مُنصِفَةٍ

بِالناسِ كُلِّهِمِ أَفديكِ مِن حَكَمِ

أَبدَيتِ مِثلَ الَّذي أَبدَيتُ مِن جَزَعٍ

وَلَم تُجِنّي الَّذي أَجنَنتُ مِن أَلَمِ

إِذاً لَبَزَّكَ ثَوبَ الحُسنِ أَصغَرُهُ

وَصِرتِ مِثلِيَ في ثَوبَينِ مِن سَقَمِ

لَيسَ التَعَلُّلُ بِالآمالِ مِن أَرَبي

وَلا القَناعَةُ بِالإِقلالِ مِن شِيَمي

وَلا أَظُنُّ بَناتِ الدَهرِ تَترُكُني

حَتّى تَسُدَّ عَلَيها طُرقَها هِمَمي

لُمِ اللَيالي الَّتي أَخنَت عَلى جِدَتي

بِرِقَّةِ الحالِ وَاِعذُرني وَلا تَلُمِ

أَرى أُناساً وَمَحصولي عَلى غَنَمٍ

وَذِكرَ جودٍ وَمَحصولي عَلى الكَلِمِ

وَرَبَّ مالٍ فَقيراً مِن مُروَّتِهِ

لَم يُثرِ مِنها كَما أَثرى مِنَ العَدَمِ

سَيَصحَبُ النَصلُ مِنّي مِثلَ مَضرِبِهِ

وَيَنجَلي خَبَري عَن صِمَّةِ الصِمَمِ

لَقَد تَصَبَّرتُ حَتّى لاتَ مُصطَبَرٍ

فَالآنَ أُقحِمُ حَتّى لاتَ مُقتَحَمِ

لَأَترُكَنَّ وُجوهَ الخَيلِ ساهِمَةً

وَالحَربُ أَقوَمُ مِن ساقٍ عَلى قَدَمِ

وَالطَعنُ يُحرِقُها وَالزَجرُ يُقلِقُها

حَتّى كَأَنَّ بِها ضَرباً مِنَ اللَمَمِ

قَد كَلَّمَتها العَوالي فَهيَ كالِحَةٌ

كَأَنَّما الصابُ مَعصوبٌ عَلى اللُجُمِ

بِكُلِّ مُنصَلِتٍ ما زالَ مُنتَظِري

حَتّى أَدَلتُ لَهُ مِن دَولَةِ الخَدَمِ

شَيخٍ يَرى الصَلَواتِ الخَمسَ نافِلَةً

وَيَستَحِلُّ دَمَ الحُجّاجِ في الحَرَمِ

وَكُلَّما نُطِحَت تَحتَ العَجاجِ بِهِ

أُسدُ الكَتائِبِ رامَتهُ وَلَم يَرِمِ

تُنسى البِلادَ بُروقَ الجَرِّ بارِقَتي

وَتَكتَفي بِالدَمِ الجاري عَنِ الدِيَمِ

رِدي حِياضَ الرَدى يا نَفسُ وَاِتَّرِكي

حِياضَ خَوفِ الرَدى لِلشاءِ وَالنِعَمِ

إِن لَم أَذَركِ عَلى الأَرماحِ سائِلَةً

فَلا دُعيتُ اِبنَ أُمِّ المَجدِ وَالكَرَمِ

أَيَملِكُ المُلكَ وَالأَسيافُ ظامِئَةٌ

وَالطَيرُ جائِعَةٌ لَحمٌ عَلى وَضَمِ

مَن لَو رَآنِيَ ماءً ماتَ مِن ظَمَأٍ

وَلَو مَثَلتُ لَهُ في النَومِ لَم يَنَمِ

ميعادُ كُلِّ رَقيقِ الشَفرَتَينِ غَداً

وَمَن عَصى مِن مُلوكِ العُربِ وَالعَجَمِ

فَإِن أَجابوا فَما قَصدي بِها لَهُمُ

وَإِن تَوَلَّوا فَما أَرضى لَها بِهِمِ



عطر الزنبق 06-25-2019 03:14 AM

إِلى أَيِّ حينٍ أَنتَ في زِيِّ مُحرِمِ

وَحَتّى مَتى في شِقوَةٍ وَإِلى كَمِ

وَإِلّا تَمُت تَحتَ السُيوفِ مُكَرَّماً

تَمُت وَتُقاسِ الذُلَّ غَيرَ مُكَرَّمِ

فَثِب واثِقاً بِاللَهِ وَثبَةَ ماجِدٍ

يَرى المَوتَ في الهَيجا جَنى النَحلِ في الفَمِ



عطر الزنبق 06-25-2019 03:15 AM

كُفّي أَراني وَيكِ لَومَكِ أَلوَما

هَمٌّ أَقامَ عَلى فُؤادٍ أَنجَما

وَخَيالُ جِسمٍ لَم يُخَلِّ لَهُ الهَوى

لَحماً فَيُنحِلَهُ السَقامُ وَلا دَما

وَخُفوقُ قَلبٍ لَو رَأَيتِ لَهيبَهُ

يا جَنَّتي لَظَنَنتِ فيهِ جَهَنَّما

وَإِذا سَحابَةُ صَدِّ حُبٍّ أَبرَقَت

تَرَكَت حَلاوَةَ كُلِّ حُبٍّ عَلقَما

يا وَجهَ داهِيَةَ الَّذي لَولاكَ ما

أَكَلَ الضَنى جَسَدي وَرَضَّ الأَعظُما

إِن كانَ أَغناها السُلُوُّ فَإِنَّني

أَصبَحتُ مِن كَبِدي وَمِنها مُعدِما

غُصنٌ عَلى نَقَوى فَلاةٍ نابِتٌ

شَمسُ النَهارِ تُقِلُّ لَيلاً مُظلِما

لَم تُجمَعِ الأَضدادُ في مُتَشابِهٍ

إِلّا لِتَجعَلَني لِغُرمي مَغنَما

كَصِفاتِ أَوحَدِنا أَبي الفَضلِ الَّتي

بَهَرَت فَأَنطَقَ واصِفيهِ وَأَفحَما

يُعطيكَ مُبتَدِراً فَإِن أَعجَلتَهُ

أَعطاكَ مُعتَذِراً كَمَن قَد أَجرَما

وَيَرى التَعَظُّمَ أَن يُرى مُتَواضِعاً

وَيَرى التَواضُعَ أَن يُرى مُتَعَظِّما

نَصَرَ الفَعالَ عَلى المِطالِ كَأَنَّما

خالَ السُؤالَ عَلى النَوالِ مُحَرَّما

يا أَيُّها المَلَكُ المُصَفّى جَوهَراً

مِن ذاتِ ذي المَلَكوتِ أَسمى مَن سَما

نورٌ تَظاهَرَ فيكَ لاهوتِيَّةً

فَتَكادُ تَعلَمُ عِلمَ ما لَن يُعلَما

وَيُهِمُّ فيكَ إِذا نَطَقتَ فَصاحَةً

مِن كُلِّ عُضوٍ مِنكَ أَن يَتَكَلَّما

أَنا مُبصِرٌ وَأَظُنُّ أَنِّيَ نائِمٌ

مَن كانَ يَحلُمُ بِالإِلَهِ فَأَحلُما

كَبُرَ العِيانُ عَلَيَّ حَتّى إِنَّهُ

صارَ اليَقينُ مِنَ العِيانِ تَوَهُّما

يا مَن لِجودِ يَدَيهِ في أَموالِهِ

نِقَمٌ تَعودُ عَلى اليَتامى أَنعُما

حَتّى يَقولَ الناسَ ماذا عاقِلاً

وَيَقولَ بَيتُ المالِ ماذا مُسلِما

إِذكارُ مِثلِكَ تَركُ إِذكاري لَهُ

إِذ لا تُريدُ لِما أُريدُ مُتَرجِما



عطر الزنبق 06-25-2019 03:15 AM

عُقبى اليَمينِ عَلى عُقبى الوَغى نَدَمُ

ماذا يَزيدُكَ في إِقدامِكَ القَسَمُ

وَفي اليَمينِ عَلى ما أَنتَ واعِدُهُ

ما دَلَّ أَنَّكَ في الميعادِ مُتَّهَمُ

آلى الفَتى اِبنُ شُمُشقيقٍ فَأَحنَثَهُ

فَتىً مِنَ الضَربِ تُنسى عِندَهُ الكَلِمُ

وَفاعِلٌ ما اِشتَهى يُغنِهِ عَن حَلِفٍ

عَلى الفِعالِ حُضورُ الفِعلِ وَالكَرَمُ

كُلُّ السُيوفِ إِذا طالَ الضِرابُ بِها

يَمَسُها غَيرَ سَيفِ الدَولَةِ السَأَمُ

لَو كَلَّتِ الخَيلُ حَتّى لا تَحَمَّلَهُ

تَحَمَّلَتهُ إِلى أَعدائِهِ الهِمَمُ

أَينَ البَطاريقُ وَالحَلفُ الَّذي حَلَفوا

بِمَفرَقِ المَلكِ وَالزَعمُ الَّذي زَعَموا

وَلّى صَوارِمَهُ إِكذابَ قَولِهِمِ

فَهُنَّ أَلسِنَةٌ أَفواهُها القِمَمُ

نَواطِقٌ مُخيِراتٌ في جَماجِمِهِم

عَنهُ بِما جَهِلوا مِنهُ وَما عَلِموا

الراجِعُ الخَيلَ مُحفاةً مُقَوَّدَةً

مِن كُلِّ مِثلِ وَباري أَهلُها إِرَمُ

كَتَلِّ بِطريقٍ المَغرورِ ساكِنُها

بِأَنَّ دارَكَ قِنَّسرينُ وَالأَجَمُ

وَظَنِّهِم أَنَّكَ المِصباحُ في حَلَبٍ

إِذا قَصَدتَ سِواها عادَها الظُلَمُ

وَالشَمسُ يَعنونَ إِلّا أَنَّهُم جَهِلوا

وَالمَوتَ يَدعونَ إِلّا أَنَّهُم وَهَموا

فَلَم تُتِمَّ سَروجٌ فَتحَ ناظِرِها

إِلّا وَجَيشُكَ في جَفنَيهِ مُزدَحِمُ

وَالنَقعُ يَأخُذُ حَرّاناً وَبَقعَتَها

وَالشَمسُ تَسفِرُ أَحياناً وَتَلتَثِمُ

سُحبٌ تَمُرُّ بِحِصنِ الرانِ مُمسِكَةً

وَما بِها البُخلُ لَولا أَنَّها نِقَمُ

جَيشٌ كَأَنَّكَ في أَرضٍ تُطاوِلُهُ

فَالأَرضُ لا أُمَمٌ وَالجَيشُ لا أَمَمُ

إِذا مَضى عَلَمُ مِنها بَدا عَلَمٌ

وَإِن مَضى عَلَمٌ مِنهُ بَدا عَلَمُ

وَشُزَّبٌ أَحمَتِ الشِعرى شَكائِمَها

وَوَسَّمَتها عَلى آنافِها الحَكَمُ

حَتّى وَرَدنَ بِسِمنينٍ بُحَيرَتِها

تَنِشُّ بِالماءِ في أَشداقِها اللُجُمُ

وَأَصبَحَت بِقَرى هِنزيطَ جائِلَةً

تَرعى الظُبى في خَصيبٍ نَبتُهُ اللِمَمُ

فَما تَرَكنَ بِها خُلداً لَهُ بَصَرٌ

تَحتَ التُرابِ وَلا بازاً لَهُ قَدَمُ

وَلا هِزَبراً لَهُ مِن دِرعِهِ لِبَدٌ

وَلا مَهاةً لَها مِن شِبهِها حَشَمُ

تَرمي عَلى شَفَراتِ الباتِراتِ بِهِم

مَكامِنُ الأَرضِ وَالغيطانُ وَالأَكَمُ

وَجاوَزوا أَرسَناساً مُعصِمينَ بِهِ

وَكَيفَ يَعصِمُهُم ما لَيسَ يَنعَصِمُ

وَما يَصُدُّكَ عَن بَحرٍ لَهُم سَعَةٌ

وَما يَرُدُّكَ عَن طَودٍ لَهُم شَمَمُ

ضَرَبتَهُ بِصُدورِ الخَيلِ حامِلَةً

قَوماً إِذا تَلِفوا قُدماً فَقَد سَلِموا

تَجَفَّلُ المَوجُ عَن لَبّاتِ خَيلِهِمِ

كَما تَجَفَّلُ تَحتَ الغارَةِ النَعَمُ

عَبَرتَ تَقدُمُهُم فيهِ وَفي بَلَدٍ

سُكّانُهُ رِمَمٌ مَسكونُها حُمَمُ

وَفي أَكُفِّهِمِ النارُ الَّتي عُبِدَت

قَبلَ المَجوسِ إِلى ذا اليَومِ تَضطَرِمُ

هِندِيَّةٌ إِن تُصَغِّر مَعشَراً صَغُروا

بِحَدِّها أَو تُعَظِّم مَعشَراً عَظَموا

قاسَمتَها تَلَّ بِطريقٍ فَكانَ لَها

أَبطالُها وَلَكَ الأَطفالُ وَالحُرَمُ

تَلقى بِهِم زَبَدَ التَيّارِ مُقرَبَةٌ

عَلى جَحافِلِها مِن نَضحِهِ رَثَمُ

دُهمٌ فَوارِسُها رُكّابُ أَبطُنِها

مَكدودَةٌ بِقَومٍ لا بِها الأَلَمُ

مِنَ الجِيادِ الَّتي كِدتَ العَدُوَّ بِها

وَما لَها خِلَقٌ مِنها وَلا شِيَمُ

نِتاجُ رَأيِكَ في وَقتٍ عَلى عَجَلٍ

كَلَفظِ حَرفٍ وَعاهُ سامِعٌ فَهِمُ

وَقَد تَمَنَّوا غَداةَ الدَربِ في لَجَبٍ

أَن يُبصِروكَ فَلَمّا أَبصَروكَ عَموا

صَدَمتَهُم بِخَميسٍ أَنتَ غُرَّتُهُ

وَسَمهَرِيَّتُهُ في وَجهِهِ غَمَمُ

فَكانَ أَثبَتَ ما فيهِم جُسومُهُمُ

يَسقُطنَ حَولَكَ وَالأَرواحُ تَنهَزِمُ

وَالأَعوَجِيَّةُ مِلءَ الطُرقِ خَلفَهُمُ

وَالمَشرَفِيَّةُ مِلءَ اليَومِ فَوقَهُمُ

إِذا تَوافَقَتِ الضَرباتُ صاعِدَةً

تَوافَقَت قُلَلٌ في الجَوِّ تَصطَدِمُ

وَأَسلَمَ اِبنُ شُمُشقيقٍ أَلِيَّتَهُ

أَلّا اِنثَنى فَهوَ يَنأى وَهيَ تَبتَسِمُ

لا يَأمُلُ النَفَسَ الأَقصى لِمُهجَتِهِ

فَيَسرِقُ النَفَسَ الأَدنى وَيَغتَنِمُ

تَرُدُّ عَنهُ قَنا الفُرسانِ سابِغَةٌ

صَوبُ الأَسِنَّةِ في أَثنائِها دِيَمُ

تَخُطُّ فيها العَوالي لَيسَ تَنفُذُها

كَأَنَّ كُلَّ سِنانٍ فَوقَها قَلَمُ

فَلا سَقى الغَيثُ ما واراهُ مِن شَجَرٍ

لَو زَلَّ عَنهُ لَوارَت شَخصَهُ الرَخَمُ

أَلهى المَمالِكَ عَن فَخرٍ قَفَلتَ بِهِ

شُربُ المُدامَةِ وَالأَوتارُ وَالنَغَمُ

مُقَلَّداً فَوقَ شُكرِ اللَهِ ذا شُطَبٍ

لا تُستَدامُ بِأَمضى مِنهُما النِعَمُ

أَلقَت إِلَيكَ دِماءُ الرومِ طاعَتَها

فَلَو دَعَوتَ بِلا ضَربٍ أَجابَ دَمُ

يُسابِقُ القَتلُ فيهِم كُلَّ حادِثَةٍ

فَما يُصيبُهُمُ مَوتٌ وَلا هَرَمُ

نَفَت رُقادَ عَلِيٍّ عَن مَحاجِرِهِ

نَفسٌ يُفَرِّجُ نَفساً غَيرَها الحُلُمُ

القائِمُ المَلِكُ الهادي الَّذي شَهِدَت

قِيامَهُ وَهُداهُ العُربُ وَالعَجَمُ

اِبنُ المُعَفِّرِ في نَجدٍ فَوارِسَها

بِسَيفِهِ وَلَهُ كوفانُ وَالحَرَمُ

لا تَطلُبَنَّ كَريماً بَعدَ رُؤيَتِهِ

إِنَّ الكِرامَ بِأَسخاهُم يَداً خُتِموا

وَلا تُبالِ بِشِعرٍ بَعدَ شاعِرِهِ

قَد أُفسِدَ القَولُ حَتّى أُحمِدَ الصَمَمُ



عطر الزنبق 06-25-2019 03:16 AM


http://img-fotki.yandex.ru/get/9307/...aa5e1291_M.png
ذِكرُ الصِبى وَمَراتِعِ الآرامِ

جَلَبَت حِمامي قَبلَ وَقتِ حِمامي

دِمَنٌ تَكاثَرَتِ الهُمومُ عَلَيَّ في

عَرَصاتِها كَتَكاثُرِ اللُوّامِ

فَكَأَنَّ كُلَّ سَحابَةٍ وَكَفَت بِها

تَبكي بِعَينَي عُروَةَ اِبنِ حِزامِ

وَلَطالَما أَفنَيتُ ريقَ كَعابِها

فيها وَأَفنَت بِالعِتابِ كَلامي

قَد كُنتَ تَهزَءُ بِالفِراقِ مَجانَةً

وَتَجُرُّ ذَيلَي شِرَّةٍ وَعُرامِ

لَيسَ القِبابُ عَلى الرِكابِ وَإِنَّما

هُنَّ الحَياةُ تَرَحَّلَت بِسَلامِ

لَيتَ الَّذي خَلَقَ النَوى جَعَلَ الحَصى

لِخِفافِهِنَّ مَفاصِلي وَعِظامي

مُتَلاحِظَينِ نَسُحُّ ماءَ شُؤونِنا

حَذَراً مِنَ الرُقَباءِ في الأَكمامِ

أَرواحُنا اِنهَمَلَت وَعِشنا بَعدَها

مِن بَعدِ ما قَطَرَت عَلى الأَقدامِ

لَو كُنَّ يَومَ جَرَينَ كُنَّ كَصَبرِنا

عِندَ الرَحيلِ لَكُنَّ غَيرَ سِجامِ

لَم يَترُكوا لي صاحِباً إِلّا الأَسى

وَذَميلَ دِعبِلَةٍ كَفَحلِ نَعامِ

وَتَعَذُّرُ الأَحرارِ صَيَّرَ ظَهرَها

إِلّا إِلَيكَ عَلَيَّ فَرجَ حَرامِ

أَنتَ الغَريبَةُ في زَمانٍ أَهلُهُ

وُلِدَت مَكارِمُهُم لِغَيرِ تَمامِ

أَكثَرتَ مِن بَذلِ النَوالِ وَلَم تَزَل

عَلَماً عَلى الإِفضالِ وَالإِنعامِ

صَغَّرتَ كُلَّ كَبيرَةٍ وَكَبُرتَ عَن

لَكَأَنَّهُ وَعَدَدتَ سِنَّ غُلامِ

وَرَفَلتَ في حُلَلِ الثَناءِ وَإِنَّما

عَدَمُ الثَناءِ نِهايَةُ الإِعدامِ

عَيبٌ عَلَيكَ تُرى بِسَيفٍ في الوَغى

ما يَصنَعُ الصَمصامُ بِالصَمصامِ

إِن كانَ مِثلُكَ كانَ أَو هُوَ كائِنٌ

فَبَرِئتُ حينَئذٍ مِنَ الإِسلامِ

مَلِكٌ زُهَت بِمَكانِهِ أَيّامُهُ

حَتّى اِفتَخَرنَ بِهِ عَلى الأَيّامِ

وَتَخالُهُ سَلَبَ الوَرى أَحلامَهُم

مِن حِلمِهِ فَهُمُ بِلا أَحلامِ

وَإِذا اِمتَحَنتَ تَكَشَّفَت عَزَماتُهُ

عَن أَوحَدِيِّ النَقضِ وَالإِبرامِ

وَإِذا سَأَلتَ بَنانَهُ عَن نَيلِهِ

لَم يَرضَ بِالدُنيا قَضاءَ ذِمامِ

مَهلاً أَلا لِلَّهِ ما صَنَعَ القَنا

في عَمروُ حابِ وَضَبَّةَ الأَغتامِ

لَمّا تُحَكَّمَتِ الأَسِنَّةُ فيهِم

جارَت وَهُنَّ يَجُرنَ في الأَحكامِ

فَتَرَكتَهُم خَلَلَ البُيوتِ كَأَنَّما

غَضِبَت رُؤوسُهُمُ عَلى الأَجسامِ

أَحجارُ ناسٍ فَوقَ أَرضٍ مِن دَمٍ

وَنُجومُ بَيضٍ في سَماءِ قَتامِ

وَذِراعُ كُلِّ أَبي فُلانٍ كُنيَةً

حالَت فَصاحِبُها أَبو الأَيتامِ

عَهدي بِمَعرَكَةِ الأَميرِ وَخَيلُهُ

في النَقعِ مُحجِمَةٌ عَنِ الإِحجامِ

يا سَيفَ دَولَةِ هاشِمٍ مَن رامَ أَن

يَلقى مَنالَكَ رامَ غَيرَ مَرامِ

صَلّى الإِلَهُ عَلَيكَ غَيرَ مُوَدَّعٍ

وَسَقى ثَرى أَبَوَيكَ صَوبَ غَمامِ

وَكَساكَ ثَوبَ مَهابَةٍ مِن عِندِهِ

وَأَراكَ وَجهَ شَقيقِكَ القَمقامِ

فَلَقَد رَمى بَلَدَ العَدُوِّ بِنَفسِهِ

في رَوقِ أَرعَنَ كَالغِطَمِّ لُهامِ

قَومٌ تَفَرَّسَتِ المَنايا فيكُمُ

فَرَأَت لَكُم في الحَربِ صَبرَ كِرامِ

تَاللَهِ ما عَلِمَ اِمرُؤٌ لَولاكُمُ

كَيفَ السَخاءُ وَكَيفَ ضَربَ الهامِ




عطر الزنبق 06-25-2019 03:32 AM

http://img-fotki.yandex.ru/get/6739/..._df3288d_L.png

رَأَيتُكَ توسِعُ الشُعَراءَ نَيلاً

حَديثَهُمُ المُوَلَّدَ وَالقَديما

فَتُعطي مَن بَقى مالاً جَسيماً

وَتُعطي مَن مَضى شَرَفاً عَظيما

سَمِعتُكَ مُنشِداً بَيتَي زِيادٍ

نَشيداً مِثلَ مُنشِدِهِ كَريما

فَما أَنكَرتُ مَوضِعَهُ وَلَكِن

غَبَطتُ بِذاكَ أَعظُمَهُ الرَميما




عطر الزنبق 06-25-2019 03:33 AM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6847/...73d84cfd_L.png

أَيا رامِياً يُصمي فُؤادَ مَرامِهِ

تُرَبّي عِداهُ ريشَها لِسِهامِهِ

أَسيرُ إِلى إِقطاعِهِ في ثِيابِهِ

عَلى طِرفِهِ مِن دارِهِ بِحُسامِهِ

وَما مَطَرَتنيهِ مِنَ البيضِ وَالقَنا

وَرومِ العِبِدّى هاطِلاتُ غَمامِهِ

فَتىً يَهَبُ الإِقليمَ بِالمالِ وَالقُرى

وَمَن فيهِ مِن فُرسانِهِ وَكِرامِهِ

وَيَجعَلُ ما خُوِّلتُهُ مِن نَوالِهِ

جَزاءً لِما خُوِّلتُهُ مِن كَلامِهِ

فَلا زالَتِ الشَمسُ الَّتي في سَمائِهِ

مُطالِعَةَ الشَمسِ الَّتي في لِثامِهِ

وَلا زالَ تَجتازُ البُدورُ بِوَجهِهِ

تَعَجَّبُ مِن نُقصانِها وَتَمامِهِ




عطر الزنبق 06-25-2019 03:34 AM

http://img-fotki.yandex.ru/get/6737/...ce702f97_L.png

أَراعَ كَذا كُلَّ المُلوكِ هُمامُ

وَسَحَّ لَهُ رُسلَ المُلوكِ غَمامُ

وَدانَت لَهُ الدُنيا فَأَصبَحَ جالِساً

وَأَيّامُها فيما يُريدُ قِيامُ

إِذا زارَ سَيفُ الدَولَةِ الرومَ غازِياً

كَفاها لِمامٌ لَو كَفاهُ لِمامُ

فَتىً تَتبَعُ الأَزمانُ في الناسِ خَطوَهُ

لِكُلِّ زَمانٍ في يَدَيهِ زِمامُ

تَنامُ لَدَيكَ الرُسلُ أَمناً وَغِبطَةً

وَأَجفانُ رَبِّ الرُسلِ لَيسَ تَنامُ

حِذاراً لِمُعرَوري الجِيادِ فَجاءَةً

إِلى الطَعنِ قُبلاً ما لَهُنَّ لِجامُ

تُعَطَّفُ فيهِ وَالأَعِنَّةُ شَعرُها

وَتُضرَبُ فيهِ وَالسِياطُ كَلامُ

وَما تَنفَعُ الخَيلُ الكِرامُ وَلا القَنا

إِذا لَم يَكُن فَوقَ الكِرامِ كِرامُ

إِلى كَم تَرُدُّ الرُسلَ عَمّا أَتَوا لَهُ

كَأَنَّهُمُ فيما وَهَبتَ مَلامُ

وَإِن كُنتَ لا تُعطي الذِمامَ طَواعَةً

فَعَوذُ الأَعادي بِالكَريمِ ذِمامُ

وَإِنَّ نُفوساً أَمَّمَتكَ مَنيعَةٌ

وَإِنَّ دِماءً أَمَّلَتكَ حَرامُ

إِذا خافَ مَلكٌ مِن مَليكٍ أَجَرتَهُ

وَسَيفَكَ خافوا وَالجِوارَ تُسامُ

لَهُم عَنكَ بِالبيضِ الخِفافِ تَفَرُّقٌ

وَحَولَكَ بِالكُتبِ اللِطافِ زِحامُ

تَغُرُّ حَلاواتُ النُفوسِ قُلوبَها

فَتَختارُ بَعضَ العَيشِ وَهُوَ حِمامُ

وَشَرُّ الحِمامَينِ الزُؤامَينِ عيشَةٌ

يَذِلُّ الَّذي يَختارُها وَيُضامُ

فَلَو كانَ صُلحاً لَم يَكُن بِشَفاعَةٍ

وَلَكِنَّهُ ذُلٌّ لَهُم وَغَرامُ

وَمَنٌّ لِفُرسانِ الثُغورِ عَلَيهِمِ

بِتَبليغِهِم ما لا يَكادُ يُرامُ

كَتائِبُ جاؤوا خاضِعينَ فَأَقدَموا

وَلَو لَم يَكونوا خاضِعينَ لَخاموا

وَعَزَّت قَديماً في ذَراكَ خُيولُهُم

وَعَزّوا وَعامَت في نَداكَ وَعاموا

عَلى وَجهِكَ المَيمونِ في كُلِّ غارَةٍ

صَلاةٌ تَوالى مِنهُمُ وَسَلامُ

وَكُلُّ أُناسٍ يَتبَعونَ إِمامَهُم

وَأَنتَ لِأَهلِ المَكرُماتِ إِمامُ

وَرُبَّ جَوابٍ عَن كِتابٍ بَعَثتَهُ

وَعُنوانُهُ لِلناظِرينَ قَتامُ

تَضيقُ بِهِ البَيداءُ مِن قَبلِ نَشرِهِ

وَما فُضَّ بِالبَيداءِ عَنهُ خِتامُ

حُروفُ هِجاءِ الناسِ فيهِ ثَلاثَةٌ

جَوادٌ وَرُمحٌ ذابِلٌ وَحُسامُ

أَذا الحَربِ قَد أَتعَبتَها فَاِلهُ ساعَةً

لِيُغمَدَ نَصلٌ أَو يُحَلَّ حِزامُ

وَإِن طالَ أَعمارُ الرِماحِ بِهُدنَةٍ

فَإِنَّ الَّذي يَعمَرنَ عِندَكَ عامُ

وَما زِلتَ تُفني السُمرَ وَهيَ كَثيرَةٌ

وَتُفني بِهِنَّ الجَيشَ وَهُوَ لُهامُ

مَتى عاوَدَ الجالونَ عاوَدتَ أَرضُهُم

وَفيها رِقابٌ لِلسُيوفِ وَهامُ

وَرَبّوا لَكَ الأَولادَ حَتّى تُصيبَها

وَقَد كَعَبَت بِنتٌ وَشَبَّ غُلامُ

جَرى مَعَكَ الجارونَ حَتّى إِذا اِنتَهَوا

إِلى الغايَةِ القُصوى جَرَيتَ وَقاموا

فَلَيسَ لِشَمسٍ مُذ أَنَرتَ إِنارَةٌ

وَلَيسَ لِبَدرٍ مُذ تَمَمتَ تَمامُ




عطر الزنبق 06-25-2019 03:34 AM

http://img-fotki.yandex.ru/get/6814/..._dc225b6_L.png


عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ

وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها

وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ

وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ

وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ

وَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ

يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمراً سِلاحُهُ

نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ

وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ

وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ

هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها

وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ

سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ

فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ

بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا

وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ

وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت

وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ

طَريدَةُ دَهرٍ ساقَها فَرَدَدتَها

عَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهرُ راغِمُ

تُفيتُ اللَيالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ

وَهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ

إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعاً

مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ

وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها

وَذا الطَعنُ آساسٌ لَها وَدَعائِمُ

وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌ

فَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ

أَتوكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُم

سَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ

إِذا بَرَقوا لَم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُ

ثِيابُهُمُ مِن مِثلِها وَالعَمائِمُ

خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ زَحفُهُ

وَفي أُذُنِ الجَوزاءِ مِنهُ زَمازِمُ

تَجَمَّعَ فيهِ كُلُّ لِسنٍ وَأُمَّةٍ

فَما تُفهِمُ الحُدّاثَ إِلّا التَراجِمُ

فَلِلَّهِ وَقتٌ ذَوَّبَ الغِشَّ نارُهُ

فَلَم يَبقَ إِلّا صارِمٌ أَو ضُبارِمُ

تَقَطَّعَ مالا يَقطَعُ الدِرعَ وَالقَنا

وَفَرَّ مِنَ الأَبطالِ مَن لا يُصادِمُ

وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ

كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ

تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً

وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ

تَجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى

إِلى قَولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ

ضَمَمتَ جَناحَيهِم عَلى القَلبِ ضَمَّةً

تَموتُ الخَوافي تَحتَها وَالقَوادِمُ

بِضَربٍ أَتى الهاماتِ وَالنَصرُ غائِبُ

وَصارَ إِلى اللَبّاتِ وَالنَصرُ قادِمُ

حَقَرتَ الرُدَينِيّاتِ حَتّى طَرَحتَها

وَحَتّى كَأَنَّ السَيفَ لِلرُمحِ شاتِمُ

وَمَن طَلَبَ الفَتحَ الجَليلَ فَإِنَّما

مَفاتيحُهُ البيضُ الخِفافُ الصَوارِمُ

نَثَرتَهُمُ فَوقَ الأُحَيدِبِ كُلِّهِ

كَما نُثِرَت فَوقَ العَروسِ الدَراهِمُ

تَدوسُ بِكَ الخَيلُ الوُكورَ عَلى الذُرى

وَقَد كَثُرَت حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ

تَظُنُّ فِراخُ الفُتخِ أَنَّكَ زُرتَها

بِأُمّاتِها وَهيَ العِتاقُ الصَلادِمُ

إِذا زَلِفَت مَشَّيتَها بِبِطونِها

كَما تَتَمَشّى في الصَعيدِ الأَراقِمُ

أَفي كُلِّ يَومٍ ذا الدُمُستُقُ مُقدِمٌ

قَفاهُ عَلى الإِقدامِ لِلوَجهِ لائِمُ

أَيُنكِرُ ريحَ اللَيثَ حَتّى يَذوقَهُ

وَقَد عَرَفَت ريحَ اللُيوثِ البَهائِمُ

وَقَد فَجَعَتهُ بِاِبنِهِ وَاِبنِ صِهرِهِ

وَبِالصِهرِ حَملاتُ الأَميرِ الغَواشِمُ

مَضى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبى

بِما شَغَلَتها هامُهُم وَالمَعاصِمُ

وَيَفهَمُ صَوتَ المَشرَفِيَّةِ فيهِمِ

عَلى أَنَّ أَصواتَ السُيوفِ أَعاجِمُ

يُسَرُّ بِما أَعطاكَ لا عَن جَهالَةٍ

وَلَكِنَّ مَغنوماً نَجا مِنكَ غانِمُ

وَلَستَ مَليكاً هازِماً لِنَظيرِهِ

وَلَكِنَّكَ التَوحيدُ لِلشِركِ هازِمُ

تَشَرَّفُ عَدنانٌ بِهِ لا رَبيعَةٌ

وَتَفتَخِرُ الدُنيا بِهِ لا العَواصِمُ

لَكَ الحَمدُ في الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ

فَإِنَّكَ مُعطيهِ وَإِنِّيَ ناظِمُ

وَإِنّي لَتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغى

فَلا أَنا مَذمومٌ وَلا أَنتَ نادِمُ

عَلى كُلِّ طَيّارٍ إِلَيها بِرِجلِهِ

إِذا وَقَعَت في مِسمَعَيهِ الغَماغِمُ

أَلا أَيُّها السَيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَداً

وَلا فيهِ مُرتابٌ وَلا مِنهُ عاصِمُ

هَنيئاً لِضَربِ الهامِ وَالمَجدِ وَالعُلى

وَراجيكَ وَالإِسلامِ أَنَّكَ سالِمُ

وَلِم لا يَقي الرَحمَنُ حَدَّيكَ ما وَقى

وَتَفليقُهُ هامَ العِدا بِكَ دائِمُ




عطر الزنبق 06-25-2019 03:35 AM

http://img-fotki.yandex.ru/get/6739/..._df3288d_L.png

قَد سَمِعنا ما قُلتَ في الأَحلامِ

وَأَنَلناكَ بَدرَةً في المَنامِ

وَاِنتَبَهنا كَما اِنتَبَهتَ بِلا شَي

ءٍ وَكانَ النَوالُ قَدرَ الكَلامِ

كُنتَ فيما كَتَبتَهُ نائِمَ العَيـ

ـنِ فَهَل كُنتَ نائِمَ الأَقلامِ

أَيُّها المُشتَكي إِذا رَقَدَ الإِعـ

ـدامَ لا رَقدَةٌ مَعَ الإِعدامِ

إِفتَحِ الجَفنَ وَاِترُكِ القَولَ في النَو

مِ وَمَيِّز خِطابَ سَيفِ الأَنامِ

الَّذي لَيسَ عَنهُ مُغنٍ وَلا مِنـ

ـهُ بَديلٌ وَلا لَما رامَ حامي

كُلُّ آبائِهِ كِرامُ بَني الدُنـ

ـيا وَلَكِنَّهُ كَريمُ الكِرام





عطر الزنبق 06-25-2019 03:35 AM

http://img-fotki.yandex.ru/get/6847/...73d84cfd_L.png



المَجدُ عوفِيَ إِذ عوفِيتَ وَالكَرَمُ

وَزالَ عَنكَ إِلى أَعدائِكَ الأَلَمُ

صَحَّت بِصِحَّتِكَ الغاراتُ وَاِبتَهَجَت

بِها المَكارِمُ وَاِنهَلَّت بِها الدِيَمُ

وَراجَعَ الشَمسَ نورٌ كانَ فارَقَها

كَأَنَّما فَقدُهُ في جِسمِها سَقَمُ

وَلاحَ بَرقُكَ لي مِن عارِضَي مَلِكٍ

ما يَسقُطُ الغَيثُ إِلّا حَيثُ يَبتَسِمُ

يَسمى الحُسامَ وَلَيسَت مِن مُشابَهَةٍ

وَكَيفَ يَشتَبِهُ المَخدومُ وَالخَدَمُ

تَفَرَّدَ العُربُ في الدُنيا بِمَحتِدِهِ

وَشارَكَ العُربَ في إِحسانِهِ العَجَمُ

وَأَخلَصَ اللَهُ لِلإِسلامِ نَصرَتَهُ

وَإِن تَقَلَّبَ في آلائِهِ الأُمَمُ

وَما أَخُصُّكَ في بُرءٍ بِتَهنِئَةٍ

إِذا سَلِمتَ فَكُلُّ الناسِ قَد سَلِموا




http://img-fotki.yandex.ru/get/6737/...ce702f97_L.png

عطر الزنبق 06-25-2019 03:36 AM

http://img-fotki.yandex.ru/get/6737/...ce702f97_L.png واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ

وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ

مالي أُكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي

وَتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ

إِن كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ

فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ

قَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَتٌ

وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُ

فَكانَ أَحسَنَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ

وَكانَ أَحسَنَ مافي الأَحسَنِ الشِيَمُ

فَوتُ العَدُوِّ الَّذي يَمَّمتَهُ ظَفَرٌ

في طَيِّهِ أَسَفٌ في طَيِّهِ نِعَمُ

قَد نابَ عَنكَ شَديدُ الخَوفِ وَاِصطَنَعَت

لَكَ المَهابَةُ مالا تَصنَعُ البُهَمُ

أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها

أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ

أَكُلَّما رُمتَ جَيشاً فَاِنثَنى هَرَباً

تَصَرَّفَت بِكَ في آثارِهِ الهِمَمُ

عَلَيكَ هَزمُهُمُ في كُلِّ مُعتَرَكٍ

وَما عَلَيكَ بِهِم عارٌ إِذا اِنهَزَموا

أَما تَرى ظَفَراً حُلواً سِوى ظَفَرٍ

تَصافَحَت فيهِ بيضُ الهِندِ وَاللِمَمُ

يا أَعدَلَ الناسِ إِلّا في مُعامَلَتي

فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ

أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةً

أَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ

وَما اِنتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظِرِهِ

إِذا اِستَوَت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ

أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي

وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ

أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها

وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ

وَجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهلِهِ ضَحِكي

حَتّى أَتَتهُ يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ

إِذا نَظَرتَ نُيوبَ اللَيثِ بارِزَةً

فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَيثَ مُبتَسِمُ

وَمُهجَةٍ مُهجَتي مِن هَمِّ صاحِبِها

أَدرَكتُها بِجَوادٍ ظَهرُهُ حَرَمُ

رِجلاهُ في الرَكضِ رِجلٌ وَاليَدانِ يَدٌ

وَفِعلُهُ ما تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ

وَمُرهَفٍ سِرتُ بَينَ الجَحفَلَينِ بِهِ

حَتّى ضَرَبتُ وَمَوجُ المَوتِ يَلتَطِمُ

فَالخَيلُ وَاللَيلُ وَالبَيداءُ تَعرِفُني

وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ

صَحِبتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ مُنفَرِداً

حَتّى تَعَجَّبَ مِنّي القورُ وَالأَكَمُ

يا مَن يَعِزُّ عَلَينا أَن نُفارِقَهُم

وِجدانُنا كُلَّ شَيءٍ بَعدَكُم عَدَمُ

ما كانَ أَخلَقَنا مِنكُم بِتَكرُمَةٍ

لَو أَنَّ أَمرَكُمُ مِن أَمرِنا أَمَمُ

إِن كانَ سَرَّكُمُ ما قالَ حاسِدُنا

فَما لِجُرحٍ إِذا أَرضاكُمُ أَلَمُ

وَبَينَنا لَو رَعَيتُم ذاكَ مَعرِفَةٌ

إِنَّ المَعارِفَ في أَهلِ النُهى ذِمَمُ

كَم تَطلُبونَ لَنا عَيباً فَيُعجِزُكُم

وَيَكرَهُ اللَهُ ما تَأتونَ وَالكَرَمُ

ما أَبعَدَ العَيبَ وَالنُقصانَ عَن شَرَفي

أَنا الثُرَيّا وَذانِ الشَيبُ وَالهَرَمُ

لَيتَ الغَمامَ الَّذي عِندي صَواعِقُهُ

يُزيلُهُنَّ إِلى مَن عِندَهُ الدِيَمُ

أَرى النَوى تَقتَضيني كُلَّ مَرحَلَةٍ

لا تَستَقِلُّ بِها الوَخّادَةُ الرُسُمُ

لَئِن تَرَكنَ ضُمَيراً عَن مَيامِنِنا

لَيَحدُثَنَّ لِمَن وَدَّعتُهُم نَدَمُ

إِذا تَرَحَّلتَ عَن قَومٍ وَقَد قَدَروا

أَن لا تُفارِقَهُم فَالراحِلونَ هُمُ

شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بِهِ

وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإِنسانُ ما يَصِمُ

وَشَرُّ ما قَنَصَتهُ راحَتي قَنَصٌ

شُهبُ البُزاةِ سَواءٌ فيهِ وَالرَخَمُ

بِأَيِّ لَفظٍ تَقولُ الشِعرَ زِعنِفَةٌ

تَجوزُ عِندَكَ لا عُربٌ وَلا عَجَمُ

هَذا عِتابُكَ إِلّا أَنَّهُ مِقَةٌ

قَد ضُمِّنَ الدُرَّ إِلّا أَنَّهُ كَلِمُ

عطر الزنبق 06-25-2019 03:37 AM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6814/..._dc225b6_L.png

إِذا كانَ مَدحٌ فَالنَسيبُ المُقَدَّمُ

أَكُلُّ فَصيحٍ قالَ شِعراً مُتَيَّمُ

لَحُبُّ اِبنِ عَبدِ اللَهِ أَولى فَإِنَّهُ

بِهِ يُبدَءُ الذِكرُ الجَميلُ وَيُختَمُ

أَطَعتُ الغَواني قَبلَ مَطمَحِ ناظِري

إِلى مَنظَرٍ يَصغُرنَ عَنهُ وَيَعظُمُ

تَعَرَّضَ سَيفُ الدَولَةِ الدَهرَ كُلَّهُ

يُطَبِّقُ في أَوصالِهِ وَيُصَمِّمُ

فَجازَ لَهُ حَتّى عَلى الشَمسِ حُكمُهُ

وَبانَ لَهُ حَتّى عَلى البَدرِ مَيسَمُ

كَأَنَّ العِدا في أَرضِهِم خُلَفاؤهُ

فَإِن شاءَ حازوها وَإِن شاءَ سَلَّموا

وَلا كُتبَ إِلّا المَشرَفِيَّةُ عِندَهُ

وَلا رُسُلٌ إِلّا الخَميسُ العَرَمرَمُ

فَلَم يَخلُ مِن نَصرٍ لَهُ مَن لَهُ يَدٌ

وَلَم يَخلُ مِن شُكرٍ لَهُ مَن لَهُ فَمُ

وَلَم يَخلُ مِن أَسمائِهِ عودُ مِنبَرٍ

وَلَم يَخلُ دينارٌ وَلَم يَخلُ دِرهَمُ

ضُروبٌ وَما بَينَ الحُسامَينِ ضَيِّقٌ

بَصيرٌ وَما بَينَ الشُجاعَينِ مُظلِمُ

تُباري نُجومَ القَذفِ في كُلِّ لَيلَةٍ

نُجومٌ لَهُ مِنهُنَّ وَردٌ وَأَدهَمُ

يَطَأنَ مِنَ الأَبطالِ مَن لا حَمَلنَهُ

وَمِن قِصَدِ المَرّانِ ما لا يُقَوَّمُ

فَهُنَّ مَعَ السيدانِ في البَرِّ عُسَّلٌ

وَهُنَّ مَعَ النينانِ في الماءِ عُوَّمُ

وَهُنَّ مَعَ الغِزلانِ في الوادِ كُمَّنٌ

وَهُنَّ مَعَ العِقبانِ في النيقِ حُوَّمُ

إِذا جَلَبَ الناسُ الوَشيجَ فَإِنَّهُ

بِهِنَّ وَفي لَبّاتِهِنَّ يُحَطَّمُ

بِغُرَّتِهِ في الحَربِ وَالسِلمِ وَالحِجا

وَبَذلِ اللُها وَالحَمدِ وَالمَجدِ مُعلَمُ

يُقِرُّ لَهُ بِالفَضلِ مَن لا يَوَدُّهُ

وَيَقضي لَهُ بِالسَعدِ مَن لا يُنَجِّمُ

أَجارَ عَلى الأَيّامِ حَتّى ظَنَنتُهُ

تُطالِبُهُ بِالرَدِّ عادٌ وَجُرهُمُ

ضَلالاً لِهَذي الريحِ ماذا تُريدُهُ

وَهَدياً لِهَذا السَيلِ ماذا يُؤَمِّمُ

أَلَم يَسأَلِ الوَبلُ الَّذي رامَ ثَنيَنا

فَيُخبِرَهُ عَنكَ الحَديدُ المُثَلَّمُ

وَلَمّا تَلَقّاكَ السَحابُ بِصَوبِهِ

تَلَقّاهُ أَعلى مِنهُ كَعباً وَأَكرَمُ

فَباشَرَ وَجهاً طالَما باشَرَ القَنا

وَبَلَّ ثِياباً طالَما بَلَّها الدَمُ

تَلاكَ وَبَعضُ الغَيثِ يَتبَعُ بَعضَهُ

مِنَ الشَأمِ يَتلو الحاذِقَ المُتَعَلِّمُ

فَزارَ الَّتي زارَت بِكَ الخَيلُ قَبرَها

وَجَشَّمَهُ الشَوقُ الَّذي تَتَجَشَّمُ

وَلَمّا عَرَضتَ الجَيشَ كانَ بَهاؤُهُ

عَلى الفارِسِ المُرخى الذُؤابَةَ مِنهُمُ

حَوالَيهِ بَحرٌ لِلتَجافيفِ مائِجٌ

يَسيرُ بِهِ طَردٌ مِنَ الخَيلِ أَيهَمُ

تَساوَت بِهِ الأَقطارُ حَتّى كَأَنَّهُ

يُجَمِّعُ أَشتاتَ الجِبالِ وَيَنظِمُ

وَكُلُّ فَتىً لِلحَربِ فَوقَ جَبينِهِ

مِنَ الضَربِ سَطرٌ بِالأَسِنَّةِ مُعجَمُ

يَمُدُّ يَديهِ في المُفاضَةِ ضَيغَمٌ

وَعَينَيهِ مِن تَحتِ التَريكَةِ أَرقَمُ

كَأَجناسِها راياتُها وَشِعارُها

وَما لَبِسَتهُ وَالسِلاحُ المُسَمَّمُ

وَأَدَّبَها طولُ القِتالِ فَطَرفُهُ

يُشيرُ إِلَيها مِن بَعيدٍ فَتَفهَمُ

تُجاوِبُهُ فِعلاً وَما تَعرِفُ الوَحى

وَيُسمِعُها لَحظاً وَما يَتَكَلَّمُ

تَجانَفُ عَن ذاتِ اليَمينِ كَأَنَّها

تَرِقُّ لِمِيّافارِقينَ وَتَرحَمُ

وَلَو زَحَمَتها بِالمَناكِبِ زَحمَةً

دَرَت أَيُّ سورَيها الضَعيفُ المُهَدَّمُ

عَلى كُلِّ طاوٍ تَحتَ طاوٍ كَأَنَّهُ

مِنَ الدَمِ يُسقى أَو مِنَ اللَحمِ يُطعَمُ

لَها في الوَغى زِيُّ الفَوارِسِ فَوقَها

فَكُلُّ حِصانٍ دارِعٌ مُتَلَثِّمُ

وَما ذاكَ بُخلاً بِالنُفوسِ عَلى القَنا

وَلَكِنَّ صَدمَ الشَرِّ لِلشَرِّ أَحزَمُ

أَتَحسِبُ بيضُ الهِندِ أَصلَكَ أَصلَها

وَأَنَّكَ مِنها ساءَ ما تَتَوَهَّمُ

إِذا نَحنُ سَمَّيناكَ خِلنا سُيوفَنا

مِنَ التيهِ في أَغمادِها تَتَبَسَّمُ

وَلَم نَرَ مَلكاً قَطُّ يُدعى بِدونِهِ

فَيَرضى وَلَكِن يَجهَلونَ وَتَحلُمُ

أَخَذتَ عَلى الأَعداءِ كُلَّ ثَنِيَّةٍ

مِنَ العَيشِ تُعطي مَن تَشاءُ وَتَحرِمُ

فَلا مَوتَ إِلّا مِن سِنانِكَ يُتَّقى

وَلا رِزقَ إِلّا مِن يَمينِكَ يُقسَمُ

عطر الزنبق 06-25-2019 03:37 AM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6739/..._df3288d_L.png

أَنا مِنكَ بَينَ فَضائِلٍ وَمَكارِمٍ

وَمِنِ اِرتِياحِكَ في غَمامٍ دائِمِ

وَمِنِ اِحتِقارِكَ كُلَّ ما تَحبو بِهِ

فيما أُلاحِظُهُ بِعَينَي حالِمِ

إِنَّ الخَليفَةَ لَم يُسَمِّكَ سَيفَها

حَتّى بَلاكَ فَكُنتَ عَينَ الصارِمِ

وَإِذا تَتَوَّجَ كُنتَ دُرَّةَ تاجِهِ

وَإِذا تَخَتَّمَ كُنتَ فَصَّ الخاتِمِ

وَإِذا اِنتَضاكَ عَلى العِدى في مَعرَكٍ

هَلَكوا وَضاقَت كَفُّهُ بِالقائِمِ

أَبدى سَخاؤكَ عَجزَ كُلِّ مُشَمِّرٍ

في وَصفِهِ وَأَضاقَ ذَرعَ الكاتِمِ

عطر الزنبق 06-25-2019 03:38 AM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6847/...73d84cfd_L.png



أَينَ أَزمَعتَ أَيُّهَذا الهُمامُ

نَحنُ نَبتُ الرُبى وَأَنتَ الغَمامُ

نَحنُ مَن ضايَقَ الزَمانُ لَهُ فيـ

ـكَ وَخانَتهُ قُربَكَ الأَيّامُ

في سَبيلِ العُلى قِتالُكَ وَالسِلـ

ـمُ وَهَذا المَقامُ وَالإِجذامُ

لَيتَ أَنّا إِذا اِرتَحَلتَ لَكَ الخَيـ

ـلُ وَأَنّا إِذا نَزَلتَ الخِيامُ

كُلَّ يَومٍ لَكَ اِحتِمالٌ جَديدُ

وَمَسيرٌ لِلمَجدِ فيهِ مُقامُ

وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِباراً

تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ

وَكَذا تَطلُعُ البُدورُ عَلَينا

وَكَذا تَقلَقُ البُحورُ العِظامُ

وَلَنا عادَةُ الجَميلِ مِنَ الصَبـ

ـرِ لَوَ أَنّا سِوى نَواكَ نُسامُ

كُلُّ عَيشٍ ما لَم تُطَبهُ حِمامٌ

كُلُّ شَمسٍ ما لَم تَكُنها ظَلامُ

أَزِلِ الوَحشَةَ الَّتي عِندَنا يا

مَن بِهِ يَأنَسُ الخَميسُ اللُهامُ

وَالَّذي يَشهَدُ الوَغى ساكِنَ القَلـ

ـبِ كَأَنَّ القِتالَ فيها ذِمامُ

وَالَّذي يَضرِبُ الكَتائِبَ حَتّى

تَتَلاقى الفِهاقُ وَالأَقدامُ

وَإِذا حَلَّ ساعَةً بِمَكانٍ

فَأَذاهُ عَلى الزَمانِ حَرامُ

وَالَّذي تُنبِتُ البِلادُ سُرورٌ

وَالَّذي تَمطُرُ السَحابُ مُدامُ

كُلَّما قيلَ قَد تَناهى أَرانا

كَرَماً ما اِهتَدَت إِلَيهِ الكِرامُ

وَكِفاحاً تَكِعُّ عَنهُ الأَعادي

وَاِرتِياحاً يَحارُ فيهِ الأَنامُ

إِنَّما هَيبَةُ المُؤَمَّلِ سَيفِ الـ

ـدَولَةِ المَلكِ في القُلوبِ حُسامُ

فَكَثيرٌ مِنَ الشُجاعِ التَوَقّي

وَكَثيرٌ مِنَ البَليغِ السَلامُ

عطر الزنبق 06-25-2019 03:38 AM

http://img-fotki.yandex.ru/get/6737/...ce702f97_L.png

وَفاؤُكُما كَالرَبعِ أَشجاهُ طاسِمُه

بِأَن تُسعِدا وَالدَمعُ أَشفاهُ ساجِمُه

وَما أَنا إِلّا عاشِقٌ كُلُّ عاشِقٍ

أَعَقُّ خَليلَيهِ الصَفِيَّينِ لائِمُه

وَقَد يَتَزَيّا بِالهَوى غَيرُ أَهلِهِ

وَيَستَصحِبُ الإِنسانُ مَن لا يُلائِمُه

بَليتُ بِلى الأَطلالِ إِن لَم أَقِف بِها

وُقوفَ شَحيحٍ ضاعَ في التَربِ خاتَمُه

كَئيباً تَوَقّاني العَواذِلُ في الهَوى

كَما يَتَوَقّى رَيِّضَ الخَيلِ حازِمُه

قِفي تَغرَمِ الأَولى مِنَ اللَحظِ مُهجَتي

بِثانِيَةٍ وَالمُتلِفُ الشَيءَ غارِمُه

سَقاكِ وَحَيّانا بِكِ اللَهُ إِنَّما

عَلى العيسِ نورٌ وَالخُدورُ كَمائِمُه

وَما حاجَةُ الأَظعانِ حَولَكِ في الدُجى

إِلى قَمَرٍ ما واجِدٌ لَكِ عادِمُه

إِذا ظَفِرَت مِنكِ العُيونُ بِنَظرَةٍ

أَثابَ بِها مُعيِ المَطِيِّ وَرازِمُه

حَبيبٌ كَأَنَّ الحُسنَ كانَ يُحِبُّهُ

فَآثَرَهُ أَو جارَ في الحُسنِ قاسِمُه

تَحولُ رِماحُ الخَطِّ دونَ سِبائِهِ

وَتُسبى لَهُ مِن كُلِّ حَيٍّ كَرائِمُه

وَيُضحي غُبارُ الخَيلِ أَدنى سُتورِهِ

وَآخِرُها نَشرُ الكِباءِ المُلازِمُه

وَما اِستَغرَبَت عَيني فِراقاً رَأَيتُهُ

وَلا عَلَّمَتني غَيرَ ما القَلبُ عالِمُه

فَلا يَتَّهِمني الكاشِحونَ فَإِنَّني

رَعَيتُ الرَدى حَتّى حَلَت لي عَلاقِمُه

مُشِبُّ الَّذي يَبكي الشَبابَ مُشيبُهُ

فَكَيفَ تَوَقّيهِ وَبانيهِ هادِمُه

وَتَكمِلَةُ العَيشِ الصَبا وَعَقيبُهُ

وَغائِبُ لَونِ العارِضينِ وَقادِمُه

وَما خَضَبَ الناسُ البَياضَ لِأَنَّهُ

قَبيحٌ وَلَكِن أَحسَنُ الشَعرِ فاحِمُه

وَأَحسَنُ مِن ماءِ الشَبيبَةِ كُلِّهِ

حَيا بارِقٍ في فازَةٍ أَنا شائِمُه

عَلَيها رِياضٌ لَم تَحُكها سَحابَةٌ

وَأَغصانُ دَوحٍ لَم تَغَنَّ حَمائِمُه

وَفَوقَ حَواشي كُلِّ ثَوبٍ مُوَجَّهٍ

مِنَ الدُرِّ سِمطٌ لَم يُثَقِّبهُ ناظِمُه

تَرى حَيَوانَ البَرِّ مُصطَلِحاً بِها

يُحارِبُ ضِدٌّ ضِدَّهُ وَيُسالِمُه

إِذا ضَرَبَتهُ الريحُ ماجَ كَأَنَّهُ

تَجولُ مَذاكيهِ وَتَدأى ضَراغِمُه

وَفي صورَةِ الرومِيِّ ذي التاجِ ذِلَّةٌ

لِأَبلَجَ لا تيجانَ إِلّا عَمائِمُه

تُقَبِّلُ أَفواهُ المُلوكِ بِساطَهُ

وَيَكبُرُ عَنها كُمُّهُ وَبَراجِمُه

قِياماً لِمَن يَشفي مِنَ الداءِ كَيُّهُ

وَمَن بَينَ أُذنَي كُلِّ قَرمٍ مَواسِمُه

قَبائِعُها تَحتَ المَرافِقِ هَيبَةً

وَأَنفَذُ مِمّا في الجُفونِ عَزائِمُه

لَهُ عَسكَراً خَيلٍ وَطَيرٍ إِذا رَمى

بِها عَسكَراً لَم يَبقَ إِلّا جَماجِمُه

أَجِلَّتُها مِن كُلِّ طاغٍ ثِيابُهُ

وَمَوطِئُها مِن كُلِّ باغٍ مَلاغِمُه

فَقَد مَلَّ ضَوءُ الصُبحِ مِمّا تُغيرُهُ

وَمَلَّ سَوادُ اللَيلِ مِمّا تُزاحِمُه

وَمَلَّ القَنا مِمّا تَدُقُّ صُدورَهُ

وَمَلَّ حَديدُ الهِندِ مِمّا تُلاطِمُه

سَحابٌ مِنَ العِقبانِ يَزحَفُ تَحتَها

سَحابٌ إِذا اِستَسقَت سَقَتها صَوارِمُه

سَلَكتُ صُروفَ الدَهرِ حَتّى لَقَيتُهُ

عَلى ظَهرِ عَزمٍ مُؤيَداتٍ قَوائِمُه

مَهالِكَ لَم تَصحَب بِها الذِئبَ نَفسُهُ

وَلا حَمَلَت فيها الغُرابَ قَوادِمُه

فَأَبصَرتُ بَدراً لا يَرى البَدرُ مِثلَهُ

وَخاطَبتُ بَحراً لا يَرى العِبرَ عائِمُه

غَضِبتُ لَهُ لَمّا رَأَيتُ صِفاتِهِ

بِلا واصِفٍ وَالشِعرُ تَهذي طَماطِمُه

وَكُنتُ إِذا يَمَّمتُ أَرضاً بَعيدَةً

سَرَيتُ وَكُنتُ السِرَّ وَاللَيلُ كاتِمُه

لَقَد سَلَّ سَيفَ الدَولَةِ المَجدُ مُعلِماً

فَلا المَجدُ مُخفيهِ وَلا الضَربُ ثالِمُه

عَلى عاتِقِ المَلكِ الأَغَرِّ نِجادُهُ

وَفي يَدِ جَبّارِ السَمَواتِ قائِمُه

تُحارِبُهُ الأَعداءُ وَهيَ عَبيدُهُ

وَتَدَّخِرُ الأَموالَ وَهيَ غَنائِمُه

وَيَستَكبِرونَ الدَهرَ وَالدَهرُ دونَهُ

وَيَستَعظِمونَ المَوتَ وَالمَوتُ خادِمُه

وَإِنَّ الَّذي سَمّى عَلِيّاً لَمُنصِفٌ

وَإِنَّ الَّذي سَمّاهُ سَيفاً لَظالِمُه

وَما كُلُّ سَيفٍ يَقطَعُ الهامَ حَدُّهُ

وَتَقطَعُ لَزباتِ الزَمانِ مَكارِمُه

عطر الزنبق 06-25-2019 03:38 AM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6814/..._dc225b6_L.png

ما أَجدَرَ الأَيّامَ وَاللَيالي
بِأَن تَقولَ ما لَهُ وَما لي
لا أَن يَكونَ هَكَذا مَقالي
فَتىً بِنيرانِ الحُروبِ صالِ
مِنها شَرابي وَبِها اِغتِسالي
لا تَخطُرُ الفَحشاءُ لي بِبالِ
لَو جَذَبَ الزَرّادُ مِن أَذيالي
مُخَيَّراً لي صَنعَتَي سِربالِ
ما سُمتُهُ سَردَ سِوى سِروالِ
وَكَيفَ لا وَإِنَّما إِدلالي
بِفارِسِ المَجروحِ وَالشَمالِ
أَبي شُجاعٍ قاتِلِ الأَبطالِ
ساقي كُؤوسِ المَوتِ وَالجِريالِ
لَمّا أَصارَ القُفصَ أَمسِ الخالي
وَقَتَّلَ الكُردَ عَنِ القِتالِ
حَتّى اِتَّقَت بِالفَرِّ وَالإِجفالِ
فَهالِكٌ وَطائِعٌ وَجالي
وَاِقتَنَصَ الفُرسانَ بِالعَوالي
وَالعُتُقِ المُحدَثَةِ الصِقالِ
سارَ لِصَيدِ الوَحشِ في الجِبالِ
وَفي رِقاقِ الأَرضِ وَالرِمالِ
عَلى دِماءِ الإِنسِ وَالأَوصالِ
مُنفَرِدَ المُهرِ عَنِ الرِعالِ
مِن عِظَمِ الهِمَّةِ لا المَلالِ
وَشِدَّةِ الضَنِّ لا الاِستِبدالِ
ما يَتَحَرَّكنَ سِوى اِنسِلالِ
فَهُنَّ يُضرَبنَ عَلى التَصهالِ
كُلُّ عَليلٍ فَوقَها مُختالِ
يُمسِكُ فاهُ خَشيَةَ السُعالِ
مِن مَطلَعِ الشَمسِ إِلى الزَوالِ
فَلَم يَئِل ما طارَ غَيرَ آلِ
وَما عَدا فَاِنغَلَّ في الأَدغالِ
وَما اِحتَمى بِالماءِ وَالدِحالِ
مِنَ الحَرامِ اللَحمِ وَالحَلالِ
إِنَّ النُفوسَ عَدَدُ الآجالِ
سَقياً لِدَشتِ الأَرزُنِ الطُوالِ
بَينَ المُروجِ الفيحِ وَالأَغيالِ
مُجاوِرِ الخِنزيرِ لِلرِئبالِ
داني الخَنانيصِ مِنَ الأَشبالِ
مُشتَرِفِ الدُبِّ عَلى الغَزالِ
مُجتَمِعِ الأَضدادِ وَالأَشكالِ
كَأَنَّ فَنّاخُسرَ ذا الإِفضالِ
خافَ عَلَيها عَوَزَ الكَمالِ
فَجائَها بِالفيلِ وَالفَيّالِ
فَقيدَتِ الأُيَّلُ في الحِبالِ
طَوعَ وُهوقِ الخَيلِ وَالرِجالِ
تَسيرُ سَيرَ النَعَمِ الأَرسالِ
مُعتَمَّةً بِيَبِسِ الأَجذالِ
وُلِدنَ تَحتَ أَثقَلِ الأَحمالِ
قَد مَنَعَتهُنَّ مِنَ التَفالي
لا تَشرَكُ الأَجسامَ في الهُزالِ
إِذا تَلَفَّتنَ إِلى الأَظلالِ
أَرَينَهُنَّ أَشنَعَ الأَمثالِ
كَأَنَّما خُلِقنَ لِلإِذلالِ
زِيادَةً في سُبَّةَ الجُهّالِ
وَالعُضوُ لَيسَ نافِعاً في حالِ
لِسائِرِ الجِسمِ مِنَ الخَبالِ
وَأَوفَتِ الفُدرُ مِنَ الأَوعالِ
مُرتَدِياتٍ بِقِسِيِّ الضالِ
نَواخِسَ الأَطرافِ لِلأَكفالِ
يَكَدنَ يَنفُذنَ مِنَ الآطالِ
لَها لِحىً سودٌ بِلا سِبالِ
يَصلُحنَ لِلإِضحاكِ لا الإِجلالِ
كُلُّ أَثيثٍ نَبتُها مُتفالِ
لَم تُغذَ بِالمِسكِ وَلا الغَوالي
تَرضى مِنَ الأَدهانِ بِالأَبوالِ
وَمِن ذَكِيِّ المِسكِ بِالدَمالِ
لَو سُرِّحَت في عارِضَي مُحتالِ
لَعَدَّها مِن شَبَكاتِ المالِ
بَينَ قُضاةِ السَوءِ وَالأَطفالِ
شَبيهَةِ الإِدبارِ بِالإِقبالِ
لا تُؤثِرُ الوَجهَ عَلى القَذالِ
فَاِختَلَفَت في وابِلَي نِبالِ
مِن أَسفَلِ الطَودِ وَمِن مُعالِ
قَد أَودَعَتها عَتَلُ الرِجالِ
في كُلِّ كِبدٍ كَبِدي نِصالِ
فَهُنَّ يَهوينَ مِنَ القِلالِ
مَقلوبَةَ الأَظلافِ وَالإِرقالِ
يُرقِلنَ في الجَوِّ عَلى المَحالِ
في طُرُقٍ سَريعَةِ الإيصالِ
يَنَمنَ فيها نيمَةَ المِكسالِ
عَلى القُفِيِّ أَعجَلَ العِجالِ
لا يَتَشَكَّينَ مِنَ الكَلالِ
وَلا يُحاذِرنَ مِنَ الضَلالِ
فَكانَ عَنها سَبَبَ التَرحالِ
تَشويقُ إِكثارٍ إِلى إِقلالِ
فَوَحشُ نَجدٍ مِنهُ في بَلبالِ
يَخَفنَ في سَلمى وَفي قِيالِ
نَوافِرَ الضَبابِ وَالأَورالِ
وَالخاضِباتِ الرُبدِ وَالرِئالِ
وَالظَبيِ وَالخَنساءِ وَالذَيّالِ
يَسمَعنَ مِن أَخبارِهِ الأَزوالِ
ما يَبعَثُ الخُرسَ عَلى السُؤالِ
فُحولُها وَالعوذُ وَالمَتالي
تَوَدُّ لَو يُتحِفُها بِوالي
يَركَبُها بِالخُطمِ وَالرِحالِ
يُؤمِنُها مِن هَذِهِ الأَهوالِ
وَيَخمُسُ العُشبَ وَلا تُبالي
وَماءَ كُلِّ مُسبِلٍ هَطّالِ
يا أَقدَرَ السُفّارِ وَالقُفّالِ
لَو شِئتَ صِدتَ الأُسدَ بِالثِعالي
أَو شِئتَ غَرَّقتَ العِدا بِالآلِ
وَلَو جَعَلتَ مَوضِعَ الإِلالِ
لاّلِئاً قَتَلتَ بِاللَآلي
لَم يَبقَ إِلّا طَرَدُ السَعالي
في الظُلَمِ الغائِبَةِ الهِلالِ
عَلى ظُهورِ الإِبِلِ الأُبّالِ
فَقَد بَلَغتَ غايَةَ الآمالِ
فَلَم تَدَع مِنها سِوى المُحالِ
في لا مَكانٍ عِندَ لا مَنالِ
يا عَضُدَ الدَولَةِ وَالمَعالي
النَسَبُ الحَليُ وَأَنتَ الحالي
بِالأَبِ لا بِالشَنفِ وَالخَلخالِ
حَلياً تَحَلّى مِنكَ بِالجَمالِ
وَرُبَّ قُبحٍ وَحُلىً ثِقالِ
أَحسَنُ مِنها الحُسنُ في المِعطالِ
فَخرُ الفَتى بِالنَفسِ وَالأَفعالِ
مِن قَبلِهِ بِالعَمِّ وَالأَخوالِ

عطر الزنبق 06-25-2019 03:39 AM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6739/..._df3288d_L.png



إِثلِث فَإِنّا أَيُّها الطَلَلُ

نَبكي وَتُرزِمُ تَحتَنا الإِبلُ

أَولا فَلا عَتبٌ عَلى طَلَلِ

إِنَّ الطُلولَ لِمِثلِها فُعُلُ

لَو كُنتَ تَنطِقُ قُلتَ مُعتَذِراً

بي غَيرُ ما بِكَ أَيُّها الرَجُلُ

أَبكاكَ أَنَّكَ بَعضُ مَن شَغَفوا

لَم أَبكِ أَنِّيَ بَعضُ مَن قَتَلوا

إِنَّ الَّذينَ أَقَمتَ وَاِحتَمَلوا

أَيّامُهُم لِدِيارِهِم دُوَلُ

الحُسنُ يَرحَلُ كُلَّما رَحَلوا

مَعَهُم وَيَنزِلُ حَيثُما نَزَلوا

في مُقلَتي رَشَأٍ تُديرُهُما

بَدَوِيَّةٌ فُتِنَت بِها الحِلَلُ

تَشكو المَطاعِمُ طولَ هِجرَتِها

وَصُدودِها وَمَنِ الَّذي تَصِلُ

ما أَسأَرَت في القَعبِ مِن لَبَنٍ

تَرَكَتهُ وَهوَ المِسكُ وَالعَسَلُ

قالَت أَلا تَصحو فَقُلتُ لَها

أَعلَمتِني أَنَّ الهَوى ثَمَلُ

لَو أَنَّ فَنّاخُسرَ صَبَّحَكُم

وَبَرَزتِ وَحدَكِ عاقَهُ الغَزَلُ

وَتَفَرَّقَت عَنكُم كَتائِبُهُ

إِنَّ المِلاحَ خَوادِعٌ قُتُلُ

ما كُنتِ فاعِلَةً وَضَيفُكُمُ

مَلِكُ المُلوكِ وَشَأنُكِ البَخَلُ

أَتُمَنِّعينَ قِرىً فَتَفتَضِحي

أَم تَبذُلينَ لَهُ الَّذي يَسَلُ

بَل لا يَحُلُّ بِحَيثُ حَلَّ بِهِ

بُخلٌ وَلا جَورٌ وَلا وَجَلُ

مَلِكٌ إِذا ما الرُمحُ أَدرَكَهُ

طَنَبٌ ذَكَرناهُ فَيَعتَدِلُ

إِن لَم يَكُن مَن قَبلَهُ عَجَزوا

عَمّا يَسوسُ بِهِ فَقَد غَفَلوا

حَتّى أَتى الدُنيا اِبنُ بَجدَتِها

فَشَكا إِلَيهِ السَهلُ وَالجَبَلُ

شَكوى العَليلِ إِلى الكَفيلِ لَهُ

أَن لا تَمُرَّ بِجِسمِهِ العِلَلُ

قالَت فَلا كَذَبَت شَجاعَتُهُ

أَقدِم فَنَفسُكَ ما لَها أَجَلُ

فَهُوَ النِهايَةُ إِن جَرى مَثَلٌ

أَو قيلَ يَومَ وَغىً مَنِ البَطَلُ

عُدَدُ الوُفودِ العامِدينَ لَهُ

دونَ السِلاحِ الشَكلُ وَالعَقلُ

فَلِشُكلِهِم في خَيلِهِ عَمَلٌ

وَلِعُقلِهِم في بُختِهِ شُغُلُ

تُمسي عَلى أَيدي مَواهِبِهِ

هِيَ أَو بَقِيَّتُها أَوِ البَدَلُ

يَشتاقُ مِن يَدِهِ إِلى سَبَلٍ

شَوقاً إِلَيهِ يَنبُتُ الأَسَلُ

سَبَلٌ تَطولُ المَكرُماتُ بِهِ

وَالمَجدُ لا الحَوذانُ وَالنَفَلُ

وَإِلى حَصى أَرضٍ أَقامَ بِها

بِالناسِ مِن تَقبيلِها يَلَلُ

إِن لَم تُخالِطهُ ضَواحِكُهُم

فَلِمَن تُصانُ وَتُذخَرُ القُبَلُ

في وَجهِهِ مِن نورِ خالِقِهِ

قَدَرٌ هِيَ الآياتُ وَالرُسُلُ

وَإِذا القُلوبُ أَبَت حُكومَتَهُ

رَضِيَت بِحُكمِ سُيوفِهِ القُلَلُ

وَإِذا الخَميسُ أَبى السُجودَ لَهُ

سَجَدَت لَهُ فيهِ القَنا الذُبُلُ

أَرَضيتَ وَهشُوَذانُ ما حَكَمَت

أَم تَستَزيدُ لِأُمِّكَ الهَبَلُ

وَرَدَت بِلادَكَ غَيرَ مُعمَدَةٍ

وَكَأَنَّها بَينَ القَنا شُعَلُ

وَالقَومُ في أَعيانِهِم خَزَرٌ

وَالخَيلُ في أَعيانِها قَبَلُ

فَأَتَوكَ لَيسَ بِمَن أَتَوا قِبَلٌ

بِهِم وَلَيسَ بِمَن نَأَوا خَلَلُ

لَم يَدرِ مَن بِالرَيِّ أَنَّهُمُ

فَصَلوا وَلا يَدري إِذا قَفَلوا

فَأَتَيتَ مُعتَزِماً وَلا أَسَدٌ

وَمَضَيتَ مُنهَزِماً وَلا وَعِلُ

تُعطي سِلاحَهُمُ وَراحَهُمُ

ما لَم تَكُن لِتَنالَهُ المُقَلُ

أَسخى المُلوكِ بِنَقلِ مَملَكَةٍ

مَن كادَ عَنهُ الرَأسُ يَنتَقِلُ

لَولا الجَهالَةُ ما دَلَفتَ إِلى

قَومٍ غَرِقتَ وَإِنَّما تَفَلوا

لا أَقبَلوا سِرّاً وَلا ظَفِروا

غَدراً وَلا نَصَرَتهُمُ الغِيَلُ

لا تَلقَ أَفرَسَ مِنكَ تَعرِفُهُ

إِلّا إِذا ضاقَت بِكَ الحِيَلُ

لا يَستَحي أَحَدٌ يُقالُ لَهُ

نَضَلوكَ آلُ بُوَيهِ أَو فَضَلوا

قَدَروا عَفَوا وَعَدوا وَفَوا سُئِلوا

أَغنَوا عَلَوا أَعلَوا وَلَو عَدَلوا

فَوقَ السَماءِ وَفَوقَ ما طَلَبوا

فَإِذا أَرادوا غايَةً نَزَلوا

قَطَعَت مَكارِمُهُم صَوارِمَهُم

فَإِذا تَعَذَّرَ كاذِبٌ قَبِلوا

لا يَشهُرونَ عَلى مُخالِفِهِم

سَيفاً يَقومُ مَقامَهُ العَذَلُ

فَأَبوا عَلِيٍّ مَن بِهِ قَهَروا

وَأَبو شُجاعٍ مَن بِهِ كَمَلوا

حَلَفَت لِذا بَرَكاتُ غُرَّةِ ذا

في المَهدِ أَن لا فاتَهُم أَمَلُ




عطر الزنبق 06-25-2019 03:39 AM

http://img-fotki.yandex.ru/get/6847/...73d84cfd_L.png



كَدَعواكِ كُلٌّ يَدَّعي صِحَّةَ العَقلِ

وَمَن ذا الَّذي يَدري بِما فيهِ مِن جَهلِ

لِهَنَّكِ أَولى لائِمٍ بِمَلامَةٍ

وَأَحوَجُ مِمَّن تَعذُلينَ إِلى العَذلِ

تَقولينَ ما في الناسِ مِثلَكَ عاشِقٌ

جِدي مِثلَ مَن أَحبَبتُهُ تَجِدي مِثلي

مُحِبٌّ كَنى بِالبيضِ عَن مُرهَفاتِهِ

وَبِالحُسنِ في أَجسامِهِنَّ عَنِ الصَقلِ

وَبِالسُمرِ عَن سُمرِ القَنا غَيرَ أَنَّني

جَناها أَحِبّائي وَأَطرافُها رُسلي

عَدِمتُ فُؤاداً لَم تَبِت فيهِ فَضلَةٌ

لِغَيرِ الثَنايا الغُرِّ وَالحَدَقِ النُجلِ

فَما حَرَمَت حَسناءُ بِالهَجرِ غِبطَةً

وَلا بَلَّغَتها مَن شَكى الهَجرَ بِالوَصلِ

ذَريني أَنَل ما لا يُنالُ مِنَ العُلى

فَصَعبُ العُلى في الصَعبِ وَالسَهلُ في السَهلِ

تُريدينَ لُقيانَ المَعالي رَخيصَةً

وَلا بُدَّ دونَ الشَهدِ مِن إِبَرِ النَحلِ

حَذِرتِ عَلَينا المَوتَ وَالخَيلُ تَلتَقي

وَلَم تَعلَمي عَن أَيِّ عاقِبَةٍ تُجلَي

فَلَستُ غَبيناً لَو شَرَيتُ مَنِيَّتي

بِإِكرامِ دِلَّيرَ اِبنِ لَشكَرَوَزٍّ لي

تُمِرُّ الأَنابيبُ الخَواطِرُ بَينَنا

وَنَذكُرُ إِقبالَ الأَميرِ فَتَحلو لي

وَلَو كُنتُ أَدري أَنَّها سَبَبٌ لَهُ

لَزادَ سُروري بِالزِيادَةِ في القَتلِ

فَلا عَدِمَت أَرضُ العِراقَينِ فِتنَةً

دَعَتكَ إِلَيها كاشِفَ الخَوفِ وَالمَحلِ

ظَلِلنا إِذا أَنبى الحَديدُ نُصولَنا

نُجَرِّدُ ذِكراً مِنكَ أَمضى مِنَ النَصلِ

وَنَرمي نَواصيها مِنِ اِسمِكَ في الوَغى

بِأَنفَذَ مِن نُشّابِنا وَمِنَ النَبلِ

فَإِن تَكُ مِن بَعدِ القِتالِ أَتَيتَنا

فَقَد هَزَمَ الأَعداءَ ذِكرُكَ مِن قَبلِ

وَما زِلتُ أَطوي القَلبَ قَبلَ اِجتِماعِنا

عَلى حاجَةٍ بَينَ السَنابِكِ وَالسُبلِ

وَلَو لَم تَسِر سِرنا إِلَيكَ بِأَنفُسٍ

غَرائِبَ يُؤثِرنَ الجِيادَ عَلى الأَهلِ

وَخَيلٍ إِذا مَرَّت بِوَحشٍ وَرَوضَةٍ

أَبَت رَعيَها إِلّا وَمِرجَلُنا يَغلي

وَلَكِن رَأَيتُ القَصدَ في الفَضلِ شِركَةً

فَكانَ لَكَ الفَضلانِ بِالقَصدِ وَالفَضلِ

وَلَيسَ الَّذي يَتَّبَّعُ الوَبلَ رائِداً

كَمَن جائَهُ في دَهرِهِ رائِدُ الوَبلِ

وَما أَنا مِمَّن يَدَّعي الشَوقَ قَلبُهُ

وَيَحتَجُّ في تَركِ الزِيارَةِ بِالشُغلِ

أَرادَت كِلابٌ أَن تَفوزَ بِدَولَةٍ

لِمَن تَرَكَت رَعيَ الشُوَيهاتِ وَالإِبلِ

أَبى رَبُّها أَن يَترُكَ الوَحشَ وَحدَها

وَأَن يُؤمِنَ الضَبَّ الخَبيثَ مِنَ الأَكلِ

وَقادَ لَها دِلَّيرُ كُلَّ طِمِرَّةٍ

تُنيفُ بِخَدَّيها سَحوقٌ مِنَ النَخلِ

وَكُلَّ جَوادٍ تَلطِمُ الأَرضَ كَفُّهُ

بِأَغنى عَنِ النَعلِ الحَديدِ مِنَ النَعلِ

فَوَلَّت تُريغُ الغَيثَ وَالغَيثَ خَلَّفَت

وَتَطلُبُ ما قَد كانَ في اليَدِ بِالرِجلِ

تُحاذِرُ هَزلَ المالِ وَهيَ ذَليلَةٌ

وَأَشهَدُ أَنَّ الذُلَّ شَرٌّ مِنَ الهَزلِ

وَأَهدَت إِلَينا غَيرَ قاصِدَةٍ بِهِ

كَريمَ السَجايا يَسبِقُ القَولَ بِالفِعلِ

تَتَبَّعَ آثارَ الرَزايا بِجودِهِ

تَتَبُّعَ آثارِ الأَسِنَّةِ بِالفُتلِ

شَفى كُلَّ شاكٍ سَيفُهُ وَنَوالُهُ

مِنَ الداءِ حَتّى الثاكِلاتِ مِنَ الثُكلِ

عَفيفٌ تَروقُ الشَمسَ صورَةُ وَجهِهِ

وَلَو نَزَلَت شَوقاً لَحادَ إِلى الظِلِّ

شُجاعٌ كَأَنَّ الحَربَ عاشِقَةٌ لَهُ

إِذا زارَها فَدَّتهُ بِالخَيلِ وَالرَجلِ

وَرَيّانُ لا تَصدى إِلى الخَمرِ نَفسُهُ

وَعَطشانُ لا تَروى يَداهُ مِنَ البَذلِ

فَتَمليكُ دِلَّيرٍ وَتَعظيمُ قَدرِهِ

شَهيدٌ بِوَحدانِيَّةِ اللَهِ وَالعَدلِ

وَما دامَ دِلَّيرٌ يَهُزُّ حُسامَهُ

فَلا نابَ في الدُنيا لِلَيثٍ وَلا شِبلِ

وَما دامَ دِلَّيرٌ يُقَلِّبُ كَفَّهُ

فَلا خَلقَ مِن دَعوى المَكارِمِ في حِلِّ

فَتىً لا يُرَجّي أَن تَتِمَّ طَهارَةٌ

لِمَن لَم يُطَهِّر راحَتَيهِ مِنَ البُخلِ

فَلا قَطَعَ الرَحمَنُ أَصلاً أَتى بِهِ

فَإِنّي رَأَيتُ الطَيِّبَ الطَيِّبَ الأَصلِ






عطر الزنبق 06-25-2019 03:40 AM

http://img-fotki.yandex.ru/get/6737/...ce702f97_L.png

لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ

فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ

وَاِجزِ الأَميرَ الَّذي نُعماهُ فاجِئَةٌ

بِغَيرِ قَولِ وَنُعمى الناسِ أَقوالُ

فَرُبَّما جَزِيَ الإِحسانَ مولِيَهُ

خَريدَةٌ مِن عَذارى الحَيِّ مِكسالُ

وَإِن تَكُن مُحكَماتُ الشُكلِ تَمنَعُني

ظُهورَ جَريٍ فَلي فيهِنَّ تَصهالُ

وَما شَكَرتُ لِأَنَّ المالَ فَرَّحَني

سِيّانَ عِندِيَ إِكثارٌ وَإِقلالُ

لَكِن رَأَيتُ قَبيحاً أَن يُجادَلَنا

وَأَنَّنا بِقَضاءِ الحَقِّ بُخّالُ

فَكُنتُ مَنبِتَ رَوضِ الحُزنِ باكَرَهُ

غَيثٌ بِغَيرِ سِباخِ الأَرضِ هَطّالُ

غَيثٌ يُبَيِّنُ لِلنُظّارِ مَوقِعُهُ

أَنَّ الغُيوثَ بِما تَأتيهِ جُهّالُ

لا يُدرِكُ المَجدَ إِلّا سَيِّدٌ فَطِنٌ

لِما يَشُقُّ عَلى الساداتِ فَعّالُ

لا وارِثٌ جَهِلَت يُمناهُ ما وَهَبَت

وَلا كَسوبٌ بِغَيرِ السَيفِ سَئالُ

قالَ الزَمانُ لَهُ قَولاً فَأَفهَمَهُ

إِنَّ الزَمانَ عَلى الإِمساكِ عَذّالُ

تَدري القَناةُ إِذا اِهتَزَّت بِراحَتِهِ

أَنَّ الشَقِيَّ بِها خَيلٌ وَأَبطالُ

كَفاتِكٍ وَدُخولُ الكافِ مَنقَصَةٌ

كَالشَمسِ قُلتُ وَما لِلشَمسِ أَمثالُ

القائِدِ الأُسدَ غَذَّتها بَراثِنُهُ

بِمِثلِها مِن عِداهُ وَهيَ أَشبالُ

القاتِلِ السَيفَ في جِسمِ القَتيلِ بِهِ

وَلِلسُيوفِ كَما لِلناسِ آجالُ

تُغيرُ عَنهُ عَلى الغاراتِ هَيبَتُهُ

وَمالُهُ بِأَقاصي الأَرضِ أَهمالُ

لَهُ مِنَ الوَحشِ ما اِختارَت أَسِنَّتُهُ

عَيرٌ وَهَيقٌ وَخَنساءٌ وَذَيّالُ

تُمسي الضُيوفُ مُشَهّاةً بِعَقوَتِهِ

كَأَنَّ أَوقاتَها في الطيبِ آصالُ

لَوِ اِشتَهَت لَحمَ قاريها لَبادَرَها

خَرادِلٌ مِنهُ في الشيزى وَأَوصالُ

لا يَعرِفُ الرُزءَ في مالٍ وَلا وَلَدٍ

إِلّا إِذا حَفَزَ الأَضيافَ تَرحالُ

يُروي صَدى الأَرضِ مِن فَضلاتِ ما شَرِبوا

مَحضُ اللِقاحِ وَصافي اللَونِ سَلسالُ

تَقري صَوارِمُهُ الساعاتِ عَبطَ دَمٍ

كَأَنَّما الساعُ نُزّالٌ وَقُفّالُ

تَجري النُفوسُ حَوالَيهِ مُخَلَّطَةً

مِنها عُداةٌ وَأَغنامٌ وَآبالُ

لا يَحرِمُ البُعدُ أَهلَ البُعدِ نائِلَهُ

وَغَيرُ عاجِزَةٍ عَنهُ الأُطَيفالُ

أَمضى الفَريقَينِ في أَقرانِهِ ظُبَةً

وَالبيضُ هادِيَةً وَالسُمرُ ضُلّالُ

يُريكَ مَخبَرُهُ أَضعافَ مَنظَرِهِ

بَينَ الرِجالِ وَفيها الماءُ وَالآلُ

وَقَد يُلَقِّبُهُ المَجنونَ حاسِدُهُ

إِذا اِختَلَطنَ وَبَعضُ العَقلِ عُقّالُ

يَرمي بِها الجَيشَ لا بُدٌّ لَهُ وَلَها

مِن شَقِّهِ وَلَوَ أَنَّ الجَيشَ أَجبالُ

إِذا العِدى نَشِبَت فيهِم مَخالِبُهُ

لَم يَجتَمِع لَهُمُ حِلمٌ وَرِئبالُ

يَروعُهُم مِنهُ دَهرٌ صَرفُهُ أَبَداً

مُجاهِرٌ وَصُروفُ الدَهرِ تَغتالُ

أَنالَهُ الشَرَفَ الأَعلى تَقَدُّمُهُ

فَما الَّذي بِتَوَقّي ما أَتى نالوا

إِذا المُلوكُ تَحَلَّت كانَ حِليَتَهُ

مُهَنَّدٌ وَأَضَمُّ الكَعبِ عَسّالُ

أَبو شُجاعٍ أَبو الشُجعانِ قاطِبَةً

هَولٌ نَمَتهُ مِنَ الهَيجاءِ أَهوالُ

تَمَلَّكَ الحَمدَ حَتّى ما لِمُفتَخِرٍ

في الحَمدِ حاءٌ وَلا ميمٌ وَلا دالُ

عَلَيهِ مِنهُ سَرابيلٌ مُضاعَفَةٌ

وَقَد كَفاهُ مِنَ الماذِيِّ سِربالُ

وَكَيفَ أَستُرُ ما أولَيتَ مِن حَسَنٍ

وَقَد غَمَرتَ نَوالاً أَيُّها النالُ

لَطَّفتَ رَأيَكَ في بِرّي وَتَكرِمَتي

إِنَّ الكَريمَ عَلى العَلياءِ يَحتالُ

حَتّى غَدَوتَ وَلِلأَخبارِ تَجوالُ

وَلِلكَواكِبِ في كَفَّيكَ آمالُ

وَقَد أَطالَ ثَنائي طولُ لابِسِهِ

إِنَّ الثَناءَ عَلى التِنبالِ تِنبالُ

إِن كُنتَ تَكبُرُ أَن تَختالَ في بَشَرٍ

فَإِنَّ قَدرَكَ في الأَقدارِ يَختالُ

كَأَنَّ نَفسَكَ لا تَرضاكَ صاحِبَها

إِلّا وَأَنتَ عَلى المِفضالِ مِفضالُ

وَلا تَعُدُّكَ صَوّاناً لِمُهجَتِها

إِلّا وَأَنتَ لَها في الرَوعِ بَذّالُ

لَولا المَشَقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهُمُ

الجودُ يُفقِرُ وَالإِقدامُ قَتّالُ

وَإِنَّما يَبلُغُ الإِنسانُ طاقَتُهُ

ما كُلُّ ماشِيَةٍ بِالرَحلِ شِملالُ

إِنّا لَفي زَمَنٍ تَركُ القَبيحِ بِهِ

مِن أَكثَرِ الناسِ إِحسانٌ وَإِجمالُ

ذِكرُ الفَتى عُمرُهُ الثاني وَحاجَتُهُ

ما قاتَهُ وَفُضولُ العَيشِ أَشغالُ




عطر الزنبق 06-25-2019 03:40 AM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6814/..._dc225b6_L.png

أَتَحلِفُ لا تُكَلِّفُني مَسيراً

إِلى بَلَدٍ أُحاوِلُ فيهِ مالا

وَأَنتَ مُكَلِّفي أَنبى مَكاناً

وَأَبعَدَ شُقَّةً وَأَشَدَّ حالا

إِذا سِرنا عَلى الفُسطاطِ يَوماً

فَلَقِّني الفَوارِسَ وَالرِجالا

لِتَعلَمَ قَدرَ مَن فارَقتَ مِنّي

وَأَنَّكَ رُمتَ مِن ضَيمي مُحالا




عطر الزنبق 06-25-2019 03:41 AM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6739/..._df3288d_L.png



لا تَحسَبوا رَبعَكُم وَلا طَلَلَه

أَوَّلَ حَيٍّ فِراقُكُم قَتَلَه

قَد تَلِفَت قَبلَهُ النُفوسُ بِكُم

وَأَكثَرَت في هَواكُمُ العَذَلَه

خَلا وَفيهِ أَهلٌ وَأَوحَشَنا

وَفيهِ صِرمٌ مُرَوِّحٌ إِبِلَه

لَو سارَ ذاكَ الحَبيبُ عَن فَلَكٍ

ما رَضِيَ الشَمسَ بُرجُهُ بَدَلَه

أُحِبُّهُ وَالهَوى وَأَدأُرَهُ

وَكُلُّ حُبٍّ صَبابَةٌ وَوَلَه

يَنصُرُها الغَيثُ وَهيَ ظامِئَةٌ

إِلى سِواهُ وَسُحبُها هَطِلَه

واحَرَبا مِنكِ يا جَدايَتَها

مُقيمَةً فَاِعلَمي وَمُرتَحِلَه

لَو خُلِطَ المِسكُ وَالعَبيرُ بِها

وَلَستِ فيها لَخِلتُها تَفِلَه

أَنا اِبنُ مَن بَعضُهُ يَفوقُ أَبا ال

باحِثِ وَالنَجلُ بَعضُ مَن نَجَلَه

وَإِنَّما يَذكُرُ الجُدودَ لَهُم

مَن نَفَروهُ وَأَنفَدوا حِيَلَه

فَخراً لِعَضبٍ أَروحُ مُشتَمِلَه

وَسَمهَرِيٍّ أَروحُ مُعتَقَلَه

وَليَفخَرِ الفَخرُ إِذ غَدَوتُ بِهِ

مُرتَدِياً خَيرَهُ وَمُنتَعِلَه

أَنا الَّذي بَيَّنَ الإِلَهُ بِهِ ال

أَقدارَ وَالمَرءُ حَيثُما جَعَلَه

جَوهَرَةٌ يَفرَحُ الكِرامُ بِها

وَغُصَّةٌ لا تُسيغُها السَفِلَه

إِنَّ الكِذابَ الَّذي أَكادُ بِهِ

أَهوَنُ عِندي مِنَ الَّذي نَقَلَه

فَلا مُبالٍ وَلا مُداجٍ وَلا

وانٍ وَلا عاجِزٌ وَلا تُكَلَه

وَدارِعٍ سِفتُهُ فَخَرَّ لَقىً

في المُلتَقى وَالعَجاجِ وَالعَجَلَه

وَسامِعٍ رُعتُهُ بِقافِيَةٍ

يَحارُ فيها المُنَقِّحُ القُوَلَه

وَرُبَّما أُشهِدُ الطَعامَ مَعي

مَن لا يُساوي الخُبزَ الَّذي أَكَلَه

وَيُظهِرُ الجَهلَ بي وَأَعرِفُهُ

وَالدُرُّ دُرٌّ بِرَغمِ مَن جَهِلَه

مُستَحيِياً مِن أَبي العَشائِرِ أَن

أَسحَبَ في غَيرِ أَرضِهِ حُلَلَه

أَسحَبُها عِندَهُ لَدى مَلِكٍ

ثِيابُهُ مِن جَليسِهِ وَجِلَه

وَبيضُ غِلمانِهِ كَنائِلِهِ

أَوَّلُ مَحمولِ سَيبِهِ الحَمَلَه

ما لِيَ لا أَمدَحُ الحُسَينَ وَلا

أَبذُلُ مِثلَ الوُدِّ الَّذي بَذَلَه

أَأَخفَتِ العَينُ عِندَهُ خَبَراً

أَم بَلَغَ الكَيذُبانُ ما أَمَلَه

أَم لَيسَ ضَرّابَ كُلِّ جُمجُمَةٍ

مَنخُوَّةٍ ساعَةَ الوَغى زَعِلَه

وَصاحِبَ الجودِ ما يُفارِقُهُ

لَو كانَ لِلجودِ مَنطِقٌ عَذَلَه

وَراكِبَ الهَولِ لا يُفَتِّرُهُ

لَو كانَ لِلهَولِ مَحزِمٌ هَزَلَه

وَفارِسَ الأَحمَرِ المُكَلِّلَ في

طَيِّئٍ المُشرَعَ القَنا قِبَلَه

لَمّا رَأَت وَجهَهُ خُيولُهُمُ

أَقسَمَ بِاللَهِ لا رَأَت كَفَلَه

فَأَكبَروا فِعلَهُ وَأَصغَرَهُ

أَكبَرُ مِن فِعلِهِ الَّذي فَعَلَه

القاطِعُ الواصِلُ الكَميلُ فَلا

بَعضُ جَميلٍ عَن بَعضِهِ شَغَلَه

فَواهِبٌ وَالرِماحُ تَشجُرُهُ

وَطاعِنٌ وَالهِباتُ مُتَّصِلَه

وَكُلَّما آمَنَ البِلادَ سَرى

وَكُلَّما خيفَ مَنزِلٌ نَزَلَه

وَكُلَّما جاهَرَ العَدُوَّ ضُحىً

أَمكَنَ حَتّى كَأَنَّهُ خَتَلَه

يَحتَقِرُ البيضَ وَاللِدانَ إِذا

سَنَّ عَلَيهِ الدِلاصَ أَو نَثَلَه

قَد هَذَّبَت فَهمَهُ الفَقاهَةُ لي

وَهَذَّبَت شِعرِيَ الفَصاحَةَ لَه

فَصِرتُ كَالسَيفِ حامِداً يَدَهُ

لا يَحمَدُ السَيفُ كُلَّ مَن حَمَلَه




عطر الزنبق 06-25-2019 03:41 AM

http://img-fotki.yandex.ru/get/6847/...73d84cfd_L.png

أَتاني كَلامُ الجاهِلِ اِبنِ كَيَغلَغٍ

يَجوبُ حُزوناً بَينَنا وَسُهولا

وَلَو لَم يَكُن بَينَ اِبنِ صَفراءَ حائِلٌ

وَبَيني سِوى رُمحي لَكانَ طَويلا

وَاِسحاقُ مَأمونٌ عَلى مَن أَهانَهُ

وَلَكِن تَسَلّى بِالبُكاءِ قَليلا

وَلَيسَ جَميلاً عِرضُهُ فَيَصونَهُ

وَلَيسَ جَميلاً أَن يَكونَ جَميلا

وَيَكذِبُ ما أَذلَلتُهُ بِهِجائِهِ

لَقَد كانَ مِن قَبلِ الهِجاءِ ذَليلا




عطر الزنبق 06-25-2019 03:41 AM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6737/...ce702f97_L.png



يا أَكرَمَ الناسِ في الفَعالِ

وَأَفصَحَ الناسِ في المَقالِ

إِن قُلتَ في ذا البَخورِ سَوقاً

فَهَكَذا قُلتَ في النَوالِ




عطر الزنبق 06-25-2019 03:42 AM

http://img-fotki.yandex.ru/get/6814/..._dc225b6_L.png

أَماتَكُمُ مِن قَبلِ مَوتِكُمُ الجَهلُ

وَجَرَّكُمُ مِن خِفَّةٍ بِكُمُ النَملُ

وُلَيدَ أُبَيِّ الطَيِّبِ الكَلبِ ما لَكُم

فَطِنتُم إِلى الدَعوى وَمالَكُمُ عَقلُ

وَلَو ضَرَبَتكُم مَنجَنِيقي وَأَصلُكُم

قَوِيٌّ لَهَدَّتكُم فَكَيفَ وَلا أَصلُ

وَلَو كُنتُمُ مِمَّن يُدَبِّرُ أَمرَهُ

لَما كُنتُمُ نَسلَ الَّذي ما لَهُ نَسلُ




عطر الزنبق 06-25-2019 03:42 AM





http://img-fotki.yandex.ru/get/6739/..._df3288d_L.png

لَكِ يا مَنازِلُ في القُلوبِ مَنازِلُ

أَقفَرتِ أَنتِ وَهُنَّ مِنكِ أَواهِلُ

يَعلَمنَ ذاكِ وَما عَلِمتِ وَإِنَّما

أَولاكُما بِبُكى عَلَيهِ العاقِلُ

وَأَنا الَّذي اِجتَلَبَ المَنِيَّةَ طَرفُهُ

فَمَنِ المُطالَبُ وَالقَتيلُ القاتِلُ

تَخلو الدِيارُ مِنَ الظِباءِ وَعِندَهُ

مِن كُلِّ تابِعَةٍ خَيالٌ خاذِلُ

اللاءِ أَفتَكُها الجَبانُ بِمُهجَتي

وَأَحَبُّها قُرباً إِلَيَّ الباخِلُ

الرامِياتُ لَنا وَهُنَّ نَوافِرٌ

وَالخاتِلاتُ لَنا وَهُنَّ غَوافِلُ

كافَأنَنا عَن شِبهِهِنَّ مِنَ المَها

فَلَهُنَّ في غَيرِ التُرابِ حَبائِلُ

مِن طاعِني ثُغَرِ الرِجالِ جَآذِرٌ

وَمِنَ الرِماحِ دَمالِجٌ وَخَلاخِلُ

وَلِذا اِسمُ أَغطِيَةِ العُيونِ جُفونُها

مِن أَنَّها عَمَلَ السُيوفِ عَوامِلُ

كَم وَقفَةٍ سَجَرَتكَ شَوقاً بَعدَما

غَرِيَ الرَقيبُ بِنا وَلَجَّ العاذِلُ

دونَ التَعانُقِ ناحِلَينِ كَشَكلَتَي

نَصبٍ أَدَقَّهُما وَصَمَّ الشاكِلُ

اِنعَم وَلَذَّ فَلِلأُمورِ أَواخِرٌ

أَبَداً إِذا كانَت لَهُنَّ أَوائِلُ

ما دُمتَ مِن أَرَبِ الحِسانِ فَإِنَّما

رَوقُ الشَبابِ عَلَيكَ ظِلٌّ زائِلُ

لِلَّهوِ آوِنَةٌ تَمُرُّ كَأَنَّها

قُبَلٌ يُزَوَّدُها حَبيبٌ راحِلُ

جَمَحَ الزَمانُ فَما لَذيذٌ خالِصٌ

مِمّا يَشوبُ وَلا سُرورٌ كامِلُ

حَتّى أَبو الفَضلِ اِبنُ عَبدِ اللَهِ رُؤ

يَتُهُ المُنى وَهيَ المَقامُ الهائِلُ

مَمطورَةٌ طُرقي إِلَيها دونَها

مِن جودِهِ في كُلِّ فَجٍّ وابِلُ

مَحجوبَةٌ بِسُرادِقٍ مِن هَيبَةٍ

تَثني الأَزِمَّةَ وَالمَطِيُّ ذَوامِلُ

لِلشَمسِ فيهِ وَلِلرِياحِ وَلِلسَحا

بِ وَلِلبِحارِ وَلِلأُسودِ شَمائِلُ

وَلَدَيهِ مِلعِقيانِ وَالأَدَبِ المُفا

دِ وَمِلحَياةِ وَمِلمَماتِ مَناهِلُ

لَو لَم يُهَب لَجَبُ الوُفودِ حَوالَهُ

لَسَرى إِلَيهِ قَطا الفَلاةِ الناهِلُ

يَدري بِما بِكَ قَبلَ تُظهِرُهُ لَهُ

مِن ذِهنِهِ وَيُجيبُ قَبلَ تُسائِلُ

وَتَراهُ مُعتَرِضاً لَها وَمُوَلِّياً

أَحداقُنا وَتَحارُ حينَ يُقابِلُ

كَلِماتُهُ قُضُبٌ وَهُنَّ فَواصِلٌ

كُلُّ الضَرائِبِ تَحتَهُنَّ مَفاصِلُ

هَزَمَت مَكارِمُهُ المَكارِمَ كُلَّها

حَتّى كَأَنَّ المَكرُماتِ قَنابِلُ

وَقَتَلنَ دَفراً وَالدُهَيمَ فَما تُرى

أُمُّ الدُهَيمِ وَأُمُّ دَفرٍ هابِلُ

عَلّامَةُ العُلَماءِ وَاللُجُّ الَّذي

لا يَنتَهي وَلِكُلِّ لُجٍّ ساحِلُ

لَو طابَ مَولِدُ كُلِّ حَيٍّ مِثلَهُ

وَلَدَ النِساءُ وَما لَهُنَّ قَوابِلُ

لَو بانَ بِالكَرَمِ الجَنينُ بَيانَهُ

لَدَرَت بِهِ ذَكَرٌ أَمُ اَنثى الحامِلُ

لِيَزِد بَنو الحَسَنِ الشِرافُ تَواضُعاً

هَيهاتَ تُكتَمُ في الظَلامِ مَشاعِلُ

سَتَروا النَدى سَترَ الغُرابِ سِفادَهُ

فَبَدا وَهَل يَخفى الرَبابُ الهاطِلُ

جَفَخَت وَهُم لا يَجفَخونَ بِهابِهِم

شِيَمُ عَلى الحَسَبِ الأَغَرِّ دَلائِلُ

مُتَشابِهِي وَرَعِ النُفوسِ كَبيرُهُم

وَصَغيرُهُم عَفُّ الإِزارِ حُلاحِلُ

يا اِفخَر فَإِنَّ الناسِ فيكَ ثَلاثَةٌ

مُستَعظِمٌ أَو حاسِدٌ أَو جاهِلُ

وَلَقَد عَلَوتَ فَما تُبالي بَعدَما

عَرَفوا أَيَحمَدُ أَم يَذُمُّ القائِلُ

أُثني عَلَيكَ وَلَو تَشاءُ لَقُلتَ لي

قَصَّرتَ فَالإِمساكُ عَنّي نائِلُ

لا تَجسُرُ الفُصَحاءُ تُنشِدُ هَهُنا

بَيتاً وَلَكِنّي الهِزَبرُ الباسِلُ

ما نالَ أَهلُ الجاهِلِيَّةِ كُلُّهُم

شِعري وَلا سَمِعَت بِسِحرِيَ بابِلُ

وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ

فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ

مَن لي بِفَهمِ أُهَيلِ عَصرٍ يَدَّعي

أَن يَحسُبَ الهِندِيَّ فيهِم باقِلُ

وَأَما وَحَقِّكَ وَهوَ غايَةُ مُقسِمٍ

لِلحَقُّ أَنتَ وَما سِواكَ الباطِلُ

الطيبُ أَنتَ إِذا أَصابَكَ طيبُهُ

وَالماءُ أَنتَ إِذا اِغتَسَلتَ الغاسِلُ

ما دارَ في الحَنَكِ اللِسانُ وَقَلَّبَت

قَلَماً بِأَحسَنَ مِن نَثاكَ أَنامِلُ




عطر الزنبق 06-25-2019 03:43 AM



http://img-fotki.yandex.ru/get/6847/...73d84cfd_L.png



قَد أُبتُ بِالحاجَةِ مَقضِيَّةً

وَعِفتُ في الجَلسَةِ تَطويلَها

أَنتَ الَّذي طولُ بَقاءٍ لَهُ

خَيرٌ لِنَفسي مِن بَقائي لَها




عطر الزنبق 06-25-2019 03:43 AM

http://img-fotki.yandex.ru/get/6737/...ce702f97_L.png

بَدرٌ فَتىً لَو كانَ مِن سُؤآلِهِ

يَوماً تَوَفَّرَ حَظُّهُ مِن مالِهِ

تَتَحَيَّرُ الأَفعالُ في أَفعالِهِ

وَيَقِلُّ ما يَأتيهِ في إِقبالِهِ

قَمَراً نَرى وَسَحابَتَينِ بِمَوضِعٍ

مِن وَجهِهِ وَيَمينِهِ وَشِمالِهِ

سَفَكَ الدِماءَ بِجودِهِ لا بَأسِهِ

كَرَماً لِأَنَّ الطَيرَ بَعضُ عِيالِهِ

إِن يُفنِ ما يَحوي فَقَد أَبقى بِهِ

ذِكراً يَزولُ الدَهرُ قَبلَ زَوالِهِ





الساعة الآن 10:10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا