منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   موسوعة شاملة لقصائد وأشعار أمير الشعراء أحمد شوقي.. (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=182194)

عطر الزنبق 06-12-2019 06:11 PM



http://lespetitescroixdanaide.l.e.pi...15lUZQkxze.gif


أَلَمَّ عُصفورٌ بِمَجرىً صافِ

قَد غابَ تَحتَ الغابِ في الأَلفافِ

يَسقي الثَرى مِن حَيثُ لا يَدري الثَرى

خَشيَةَ أَن يُسمَعَ عَنهُ أَو يُرى

فَاِغتَرَفَ العُصفورُ مِن إِحسانِهِ

وَحَرَّكَ الصَنيعُ مِن لِسانِهِ

فَقالَ يا نورَ عُيونِ الأَرضِ

وَمُخجِلَ الكَوثَرِ يَومَ العَرضِ

هَل لَكَ في أَن أَرشِدَ الإِنسانا

لِيَعرِفَ المَكانَ وَالإِمكانا

فَيَنظُرَ الخَيرَ الَّذي نَظَرتُ

وَيَشكُرَ الفَضلَ كَما شَكَرتُ

لَعَلَّ أَن تُشهَرَ بِالجِميلِ

وَتُنسِيَ الناسَ حَديثَ النيلِ

فَاِلتَفَتَ الغَديرُ لِلعُصفورِ

وَقالَ يُهدي مُهجَةَ المَغرورِ

يا أَيُّها الشاكِرُ دونَ العالَمِ

أَمَّنَكَ اللَهُ يَدَ اِبنِ آدَمِ

النيلُ فَاِسمَع وَاِفهَمِ الحَديثا

يُعطي وَلَكِن يَأخُذُ الخَبيثا

مِن طولِ ما أَبصَرَهُ الناسُ نُسي

وَصارَ كُلُّ الذِكرِ لِلمُهَندِسِ

وَهَكَذا العَهدُ بِوُدِّ الناسي

وَقيمَةُ المُحسِنِ عِندَ الناسِ

وَقَد عَرَفتَ حالَتي وَضِدَّها

فَقُل لِمَن يَسأَلُ عَنّي بَعدَها

إِن خَفِيَ النافِعُ فَالنَفعُ ظَهَر

يا سَعدَ مَن صافى وَصوفي وَاِستَتَر






عطر الزنبق 06-12-2019 06:12 PM

وَهَذِهِ واقِعَةٌ مُستَغرَبَه

في هَوَسِ الأَفعى وَخُبثِ العَقرَبَه

رَأَيتُ أَفعى من بَناتِ النيلِ

مُعجَبَةً بِقَدِّها الجَميلِ

تَحتَقِرُ النُصحَ وَتَجفو الناصِحا

وَتَدَّعي العَقلَ الكَبيرَ الراجِحا

عَنَت لَها رَبيبَةُ السَباخِ

تَحمِلُ وَزنَيها مِنَ الأَوساخِ

فَحَسِبَتها وَالحِسابُ يُجدي

ساحِرَةً مِن ساحِراتِ الهِندِ

فَاِنخَرَطَت مِثلَ الحُسامِ الوالِجِ

وَاِندَفَعَت تِلكَ كَسَهمٍ زالِجِ

حَتّى إِذا ما أَبلَغَتها جُحرَها

دارَت عَلَيهِ كَالسِوارِ دَورَها

تَقولُ يا أُمَّ العَمى وَالطَيشِ

أَينَ الفِرارُ يا عَدُوَّ العَيشِ

إِن تِلجي فَالمَوتُ في الوُلوجِ

أَو تَخرُجي فَالهُلكُ في الخُروجِ

فَسَكَتَت طَريدَةُ البُيوتِ

وَاِغتَرَّتِ الأَفعى بِذا السُكوتِ

وَهَجَعَت عَلى الطَريقِ هَجعَه

فَخَرَجَت ضَرَّتُها بِسُرعَه

وَنَهَضَت في ذِروَةِ الدِماغِ

وَاِستَرسَلَت في مُؤلِمِ التَلداغِ

فَاِنتَبَهَت كَالحالِمِ المَذعورِ

تُصيحُ بِالوَيلِ وَبِالثُبورِ

حَتّى وَهَت مِنَ الفَتاةِ القُوَّه

فَنَزَلت عَن رَأسِها العُدُوَّه

تَقولُ صَبراً لِلبَلاءِ صَبرا

وَإِن وَجَدتِ قَسوَةً فَعُذرا

فَرَأسُكِ الداءُ وَذا الدَواءُ

وَهَكَذا فَلتُركَبُ الأَعداءُ

مَن مَلَكَ الخَصمَ وَنامَ عَنهُ

يُصبِحُ يَلقى ما لَقيت مِنهُ

لَولا الَّذي أَبصَرَ أَهلُ التَجرِبَه

مِنّي لَما سَمّوا الخَبيثَ عَقرَبَه




عطر الزنبق 06-12-2019 06:12 PM



http://lespetitescroixdanaide.l.e.pi...15lUZQkxze.gif


قالَ السَلوقي مَرَّةً لِلجَواد

وَهوَ إِلى الصَيدِ مَسوقُ القِياد

بِاللَهِ قُل لي يا رَفيقَ الهَنا

فَأَنتَ تَدري لي الوَفا في الوِداد

أَلَستَ أَهلَ البيدِ أَهلَ الفَلا

أَهلَ السُرى وَالسَيرِ أَهلَ الجِهاد

أَلَم تَكُن رَبَّ الصِفاتِ الَّتي

هامَ بِها الشاعِرُ في كُلِّ واد

قالَ بَلى كُلَّ الَّذي قُلتهُ

أَنا بِهِ المَشهورُ بَينَ العِباد

قالَ فَما بالُكَ يا صاحِبي

إِذا دَعا الصَيدُ وَجَدَّ الطِراد

تَشكو فَتُشكيكَ عَصا سَيِّدي

إِنَّ العَصا ما خُلِقَت لِلجَواد

وَتَنثَني في عَرَقٍ سائِلٍ

مُنَكَّسَ الرَأسِ ضَئيلَ الفُؤاد

وَذا السَلوقي أَبَداً صابِرٌ

يَنقادُ لِلمالِكِ أَيَّ اِنقِياد

فَقالَ مَهلاً يا كَبيرَ النُهى

ما هَكَذا أَنظارُ أَهلِ الرَشاد

السِرُّ في الطَيرِ وَفي الوَحشِ لا

في عَظمِ سيقانِكَ يا ذا السَداد

ما الرِجلُ إِلّا حَيثُ كانَ الهَوى

إِنَّ البُطونَ قادِراتٌ شِداد

أَما تَرى الطَيرَ عَلى ضَعفِها

تَطوي إِلى الحَبِّ مِئاتَ البِلاد




عطر الزنبق 06-12-2019 06:12 PM



http://lespetitescroixdanaide.l.e.pi...15lUZQkxze.gif
يُقالُ كانَت فَأرَةُ الغيطانِ

تَتيهُ بِاِبنَيها عَلى الفيرانِ

قَد سَمَّتِ الأَكبَرَ نورَ الغَيطِ

وَعَلَّمَتهُ المَشيَ فَوقَ الخَيطِ

فَعَرَفَ الغِياضَ وَالمُروجا

وَأَتقَنَ الدُخولَ وَالخُروجا

وَصارَ في الحِرفَةِ كَالآباءِ

وَعاشَ كَالفَلّاحِ في هَناءِ

وَأَتعَبَ الصَغيرُ قَلبَ الأُمِّ

بِالكِبرِ فَاِحتارَت بِما تُسَمّي

فَقالَ سَمّيني بِنورِ القَصرِ

لِأَنَّني يا أُمُّ فَأرُ العَصرِ

إِنّي أَرى ما لَم يَرَ الشَقيقُ

فَلي طَريقٌ وَلَهُ طَريقُ

لَأَدخُلَنَّ الدارَ بَعدَ الدارِ

وَثباً مِنَ الرَفِّ إِلى الكَرارِ

لَعَلَّني إِن ثَبَتَت أَقدامي

وَنُلتُ يا كُلَّ المُنى مَرامي

آتيكُما بِما أَرى في البَيتِ

مِن عَسَلٍ أَو جُبنَةٍ أَو زَيتِ

فَعَطَفَت عَلى الصَغيرِ أُمُّه

وَأَقبَلَت مِن وَجدِها تَضُمُّه

تَقولُ إِنّي يا قَتيلَ القوتِ

أَخشى عَلَيكَ ظُلمَةَ البُيوتِ

كانَ أَبوكَ قَد رَأى الفَلاحا

في أَن تَكونَ مِثلَهُ فَلّاحا

فَاِعمَل بِما أَوصى تُرِح جَناني

أَو لا فَسِر في ذِمَّةِ الرَحمَنِ

فَاِستَضحَكَ الفَأرُ وَهَزَّ الكَتِفا

وَقالَ مَن قالَ بِذا قَد خَرِفا

ثُمَّ مَضى لِما عَلَيهِ صَمَّما

وَعاهَدَ الأُمَّ عَلى أَن تَكتُما

فَكانَ يَأتي كُلَّ يَومِ جُمعَه

وَجُبنَةٌ في فَمِهِ أَو شَمعَه

حَتّى مَضى الشَهرُ وَجاءَ الشَهرُ

وَعُرِفَ اللِصُّ وَشاعَ الأَمرُ

فَجاءَ يَوماً أُمَّهُ مُضطَرِباً

فَسَأَلتُهُ أَينَ خَلّى الذَنَبا

فَقالَ لَيسَ بِالفَقيدِ مِن عَجَب

في الشَهدِ قَد غاصَ وَفي الشَهدِ ذَهَب

وَجاءَها ثانِيَةً في خَجَلِ

مِنها يُداري فَقدَ إِحدى الأَرجُلِ

فَقالَ رَفٌّ لَم أصِبهُ عالي

صَيَّرَني أَعرج في المَعالي

وَكانَ في الثالِثَةِ اِبنُ الفارَه

قَد أَخلَفَ العادَةَ في الزِيارَه

فَاِشتَغَلَ القَلبُ عَلَيهِ وَاِشتَعَل

وَسارَتِ الأُمُّ لَهُ عَلى عَجَل

فَصادَفتهُ في الطَريقِ مُلقى

قَد سُحِقَت مِنهُ العِظامُ سَحقا

فَناحَتِ الأُمُّ وَصاحَت واها

إِنَّ المَعالي قَتَلَت فَتاها






عطر الزنبق 06-12-2019 06:13 PM



http://lespetitescroixdanaide.l.e.pi...15lUZQkxze.gif
كانَ لِلغربانِ في العَصرِ مَليك

وَلَهُ في النَخلَةِ الكُبرى أَريك

فيهِ كُرسِيٌّ وَخِدرٌ وَمُهود

لِصِغارِ المُلكِ أَصحابِ العُهودِ

جاءَهُ يَوماً ندورُ الخادِمُ

وَهوَ في البابِ الأَمينُ الحازِمُ

قالَ يا فَرعَ المُلوكِ الصالِحين

أَنتَ ما زِلتَ تُحِبُّ الناصِحين

سوسَةٌ كانَت عَلى القَصرِ تَدور

جازَت القَصرَ وَدَبَّت في الجُدور

فَاِبعَثِ الغِربانَ في إِهلاكِها

قَبلَ أَن نَهلِكَ في أَشراكِها

ضَحكَ السُلطانُ في هَذا المَقال

ثُمَّ أَدنى خادِمَ الخَيرِ وَقال

أَنا رَبُّ الشَوكَةِ الضافي الجَناح

أَنا ذو المِنقارِ غَلّابُ الرِياح

أَنا لا أَنظُرُ في هَذي الأُمور

أَنا لا أُبصِرُ تَحتي بانُدور

ثُمَّ لَمّا كانَ عامٌ بَعدَ عام

قامَ بَينَ الريحِ وَالنَخلِ خِصام

وَإِذا النَخلَةُ أَقوى جِذعُها

فَبَدا لِلريحِ سَهلاً قَلعُها

فَهَوَت لِلأَرضِ كَالتَلِّ الكَبير

وَهَوى الديوانُ وَاِنقَضَّ السَرير

فَدَها السُلطانَ ذا الخَطبُ المَهول

وَدَعا خادِمَهُ الغالي يَقول

يا نُدورَ الخَيرِ أَسعِف بِالصِياح

ما تَرى ما فَعَلَت فينا الرِياح

قالَ يا مَولايَ لا تَسأَل نُدور

أَنا لا أَنظُرُ في هَذي الأُمور




عطر الزنبق 06-12-2019 06:13 PM



http://lespetitescroixdanaide.l.e.pi...15lUZQkxze.gif


ظَبيٌ رَأى صورَتَهُ في الماءِ

فَرَفَعَ الرَأسَ إِلى السَماءِ

وَقالَ يا خالِقَ هَذا الجيدِ

زِنهُ بِعِقدِ اللُؤلُؤِ النَضيدِ

فَسَمِعَ الماءَ يَقولُ مُفصِحا

طَلَبتَ يا ذا الظَبيُ ما لَن تُمنَحا

إِنَّ الَّذي أَعطاكَ هَذا الجيدا

لَم يُبقِ في الحُسنِ لَهُ مَزيدا

لَو أَنَّ حُسنَهُ عَلى النُحورِ

لَم يُخرِجِ الدُرَّ مِنَ البُحور

فَاِفتَتَنَ الظَبيُ بِذي المَقالِ

وَزادَهُ شَوقاً إِلى اللآلي

وَلَم يَنَلهُ فَمُهُ السَقيمُ

فَعاشَ دَهراً في الفَلا يَهيمُ

حَتّى تَقَضّى العُمرُ في الهُيامِ

وَهَجرِ طيبِ النَومِ وَالطَعامِ

فَسارَ نَحوَ الماءِ ذاتَ مَرَّه

يَشكو إِلَيهِ نَفعَهُ وَضَرَّه

وَبَينَما الجارانِ في الكَلام

أَقبَلَ راعي الدَيرِ في الظَلام

يَتبَعُهُ حَيثُ مَشى خِنزيرُ

في جيدِهِ قِلادَةٌ تُنيرُ

فَاِندَفَعَ الظَبيُ لِذاكَ يَبكي

وَقالَ مِن بَعدِ اِنجِلاءِ الشَك

ما آفَةُ السَعيِ سِوى الضَلالِ

ما آفَةُ العُمرِ سِوى الآمالِ

لَولا قَضاءُ الملِكِ القَدير

لَما سَعى العِقدُ إِلى الخِنزير

فَاِلتَفَتَ الماءُ إِلى الغَزالِ

وَقالَ حالُ الشَيخِ شَرُّ حالِ

لا عَجَبٌ إِنَّ السِنينَ موقِظَه

حَفِظتَ عُمراً لَو حَفِظتَ مَوعِظَه




عطر الزنبق 06-12-2019 06:13 PM





http://lespetitescroixdanaide.l.e.pi...15lUZQkxze.gif
لَمّا دَعا داعي أَبي الأَشبالِ

مُبَشِّراً بِأَوَّلِ الأَنجالِ

سَعَت سِباعُ الأَرضِ وَالسَماءِ

وَاِنعَقَدَ المَجلِسُ لِلهَناءِ

وَصَدَرَ المَرسومُ بِالأَمانِ

في الأَرضِ لِلقاصي بِها وَالداني

فَضاقَ بِالذُيولِ صَحنُ الدار

مِن كُلِّ ذي صوفٍ وَذي مِنقارِ

حَتّى إِذا اِستَكمَلت الجَمعِيَّه

نادى مُنادي اللَيثِ في المَعِيَّه

هَل مِن خَطيبٍ مُحسِنٍ خَبير

يَدعو بِطولِ العُمرِ لِلأَمير

فَنَهَضَ الفيلُ المُشيرُ السامي

وَقالَ ما يَليقُ بِالمَقام

ثُمَّ تَلاهُ الثَعلَبُ السَفيرُ

يُنشِدُ حَتّى قيلَ ذا جَرير

وَاِندَفَعَ القِردُ مُديرُ الكاسِ

فَقيلَ أَحسَنتَ أَبا نُواسِ

وَأَومَأَ الحِمارُ بِالعَقيرَة

يُريدُ أَن يُشَرِّفَ العَشيرَه

فَقالَ بِاِسمِ خالِقِ الشَعير

وَباعِثِ العَصا إِلى الحَمير

فَأَزعَجَ الصَوتُ وَلِيَّ العَهدِ

فَماتَ مِن رَعدَتِهِ في المَهدِ

فَحَمَلَ القَومُ عَلى الحِمارِ

بِجُملَةِ الأَنيابِ وَالأَظفارِ

وَاِنتُدِبَ الثَعلَبُ لِلتَأبين

فَقالَ في التَعريضِ بِالمِسكين

لا جَعَلَ اللَهُ لَهُ قَراراً

عاشَ حِماراً وَمَضى حِمارا




عطر الزنبق 06-12-2019 06:13 PM

نَظَرَ اللَيثُ إِلى عِجلٍ سَمين

كانَ بِالقُربِ عَلى غَيطٍ أَمين

فَاِشتَهَت مِن لَحمِهِ نَفسُ الرَئيس

وَكَذا الأَنفُسُ يُصيبُها النَفيس

قالَ لِلثَعلَبِ يا ذا الاِحتِيال

رَأسُكَ المَحبوبُ أَو ذاكَ الغَزال

فَدَعا بِالسَعدِ وَالعُمرِ الطَويل

وَمَضى في الحالِ لِلأَمرِ الجَليل

وَأَتى الغَيطَ وَقَد جَنَّ الظَلام

فَرَأى العِجلَ فَأَهداهُ السَلام

قائِلاً يا أَيُّها المَولى الوَزير

أَنتَ أَهلُ العَفوِ وَالبِرِّ الغَزير

حَمَلَ الذِئبَ عَلى قَتلى الحَسَد

فَوَشى بي عِندَ مَولانا الأَسَد

فَتَرامَيتُ عَلى الجاهِ الرَفيع

وَهوَ فينا لَم يَزَل نِعمَ الشَفيع

فَبَكى المَغرورُ مِن حالِ الخَبيث

وَدَنا يَسأَلُ عَن شَرحِ الحَديث

قالَ هَل تَجهَلُ يا حُلوَ الصِفات

أَنَّ مَولانا أَبا الأَفيالِ مات

فَرَأى السُلطانُ في الرَأسِ الكَبير

مَوطِنَ الحِكمَةِ وَالحِذقِ الكَثير

وَرَآكُم خَيرَ مَن يُستَوزَرُ

وَلِأَمرِ المُلكِ رُكناً يُذخَرُ

وَلَقَد عَدّوا لَكُم بَينَ الجُدود

مِثلَ آبيسَ وَمَعبودِ اليَهود

فَأَقاموا لِمَعاليكُم سَرير

عَن يَمينِ المَلكِ السامي الخَطير

وَاِستَعَدَّ الطَيرُ وَالوَحشُ لِذاك

في اِنتِظارِ السَيِّدِ العالي هُناك

فَإِذا قُمتُم بِأَعباءِ الأُمور

وَاِنتَهى الأُنسُ إِلَيكُم وَالسُرور

بَرِّؤوني عِندَ سُلطانِ الزَمان

وَاِطلُبوا لي العَفوَ مِنهُ وَالأَمان

وَكَفاكُم أَنَّني العَبدُ المُطيع

أَخدُمُ المُنعِمَ جَهدَ المُستَطيع

فَأَحَدَّ العِجلُ قَرنَيهِ وَقالَ

أَنتَ مُنذُ اليَومِ جاري لا تُنال

فَاِمضِ وَاِكشِف لي إِلى اللَيثِ الطَريق

أَنا لا يَشقى لَدَيهِ بي رَفيق

فَمَضى الخِلّانِ تَوّاً لِلفَلاه

ذا إِلى المَوتِ وَهَذا لِلحَياه

وَهُناكَ اِبتَلَعَ اللَيثُ الوَزير

وَحَبا الثَعلَبَ مِنهُ بِاليَسير

فَاِنثَنى يَضحَكُ مِن طَيشِ العُجول

وَجَرى في حَلبَةِ الفَخرِ يَقول

سَلِمَ الثَعلَبُ بِالرَأسِ الصَغير

فَفَداهُ كُلُّ ذي رَأسٍ كَبير

عطر الزنبق 06-12-2019 06:20 PM

http://delgwada.d.e.pic.centerblog.net/ue9b7n9b.png
قِردٌ رَأى الفيلَ عَلى الطَريقِ

مُهَروِلاً خَوفاً مِنَ التَعويقِ

وَكانَ ذاكَ القِردُ نِصفَ أَعمى

يُريدُ يُحصي كُلَّ شَيءٍ عِلما

فَقالَ أَهلاً بِأَبي الأَهوالِ

وَمَرحَباً بِمُخجِلِ الجِبالِ

تَفدي الرُؤوسُ رَأسَكَ العَظيما

فَقِف أُشاهِد حُسنَكَ الوَسيما

لِلَّهِ ما أَظرَفَ هَذا القَدّا

وَأَلطَفَ العَظمَ وَأَبهى الجِلدا

وَأَملَحَ الأُذنَ في الاِستِرسالِ

كَأَنَّها دائِرَةُ الغِربالِ

وَأَحسَنَ الخُرطومَ حينَ تاها

كَأَنَّهُ النَخلَةُ في صِباها

وَظَهرُكَ العالي هُوَ البِساطُ

لِلنَفسِ في رُكوبِهِ اِنبِساطُ

فَعَدَّها الفيلُ مِنَ السُعود

وَأَمَرَ الشاعِرَ بِالصُعود

فَجالَ في الظَهرِ بِلا تَوانِ

حَتّى إِذا لَم يَبقَ مِن مَكان

أَوفى عَلى الشَيءِ الَّذي لا يُذكَرُ

وَأَدخَلَ الأصبُعَ فيهِ يَخبُرُ

فَاِتَّهَمَ الفيلُ البَعوضَ وَاِضطَرَب

وَضَيَّقَ الثَقبَ وَصالَ بِالذَنَب

فَوَقَعَ الضَربُ عَلى السَليمَه

فَلَحِقَت بِأُختِها الكَريمَه

وَنَزَلَ البَصيرُ ذا اِكتِئابِ

يَشكو إِلى الفيلِ مِنَ المُصابِ

فَقالَ لا موجِبَ لِلنَدامَه

الحَمدُ لِلَّهِ عَلى السَلامَه

مَن كانَ في عَينَيهِ هَذا الداءُ

فَفي العَمى لِنَفسِهِ وَقاءُ

عطر الزنبق 06-12-2019 06:22 PM



http://delgwada.d.e.pic.centerblog.net/ue9b7n9b.png


مَرَّ الغُرابُ بِشاةٍ

قَد غابَ عَنها الفَطيمُ

تَقولُ وَالدَمعُ جار

وَالقَلبُ مِنها كَليمُ

يا لَيتَ شِعرِيَ يا اِبني

وَواحِدي هَل تَدومُ

وَهَل تَكونُ بِجَنبي

غَداً عَلى ما أَرومُ

فَقالَ يا أُمَّ سَعدٍ

هَذا عَذابٌ أَليمُ

فَكَّرتِ في الغَدِ وَالفِكـ

ـرُ مُقعِدٌ وَمُقيمُ

لِكُلِّ يَومٍ خُطوبٌ

تَكفي وَشُغلٌ عَظيمُ

وَبَينَما هُوَ يَهذي

أَتى النَعِيُّ الذَميمُ

يَقولُ خَلَّفتُ سَعداً

وَالعَظمُ مِنهُ هَشيمُ

رَأى مِنَ الذِئبِ ما قَد

رَأى أَبوهُ الكَريمُ

فَقالَ ذو البَينِ لِلأُمـ

ـمِ حينَ وَلَّت تَهيمُ

إِنَّ الحَكيمَ نَبِيٌّ

لِسانُهُ مَعصومُ

أَلَم أَقُل لَكِ توا

لِكُلِّ يَومٍ هُمومُ

قالَت صَدَقتَ وَلَكِن

هَذا الكَلامُ قَديمُ

فَإِنَّ قَومِيَ قالوا

وَجهُ الغُرابِ مَشومُ




عطر الزنبق 06-12-2019 06:22 PM


http://delgwada.d.e.pic.centerblog.net/ue9b7n9b.pngيَحكونَ أَنَّ أُمَّةَ الأَرانِبِ

قَد أَخَذَت مِنَ الثَرى بِجانِبِ

وَاِبتَهَجَت بِالوَطَنِ الكَريمِ

وَمَوئِلِ العِيالِ وَالحَريمِ

فَاِختارَهُ الفيلُ لَهُ طَريقا

مُمَزِّقاً أَصحابَنا تَمزيقا

وَكانَ فيهِم أَرنَبٌ لَبيبُ

أَذهَبَ جُلَّ صوفِهِ التَجريبُ

نادى بِهِم يا مَعشَرَ الأَرانِبِ

مِن عالِمٍ وَشاعِرٍ وَكاتِبِ

اِتَّحِدوا ضِدَّ العَدُوِّ الجافي

فَالاتِّحادُ قُوَّةُ الضِعافِ

فَأَقبَلوا مُستَصوِبينَ رايَه

وَعَقَدوا لِلاجتِماعِ رايَه

وَاِنتَخَبوا مِن بَينِهِم ثَلاثَه

لا هَرَماً راعَوا وَلا حَداثَه

بَل نَظَروا إِلى كَمالِ العَقلِ

وَاِعتَبَروا في ذاكَ سِنَّ الفَضلِ

فَنَهَضَ الأَوَّلُ لِلخِطابِ

فَقالَ إِنَّ الرَأيَ ذا الصَوابِ

أَن تُترَكَ الأَرضُ لِذي الخُرطومِ

كَي نَستَريحَ مِن أَذى الغَشومِ

فَصاحَتِ الأَرانِبُ الغَوالي

هَذا أَضَرُّ مِن أَبي الأَهوالِ

وَوَثَبَ الثاني فَقالَ إِنّي

أَعهَدُ في الثَعلَبِ شَيخَ الفَنِّ

فَلنَدعُهُ يُمِدُّنا بِحِكمَتِهِ

وَيَأخُذُ اِثنَينِ جَزاءَ خِدمَتِهِ

فَقيلَ لا ياصاحِبَ السُمُوِّ

لا يُدفَعُ العَدُوُّ بِالعَدُوِّ

وَاِنتَدَبَ الثالِثُ لِلكَلامِ

فَقالَ يا مَعاشِرَ الأَقوامِ

اِجتَمِعوا فَالاِجتِماعُ قُوَّه

ثُمَّ احفِروا عَلى الطَريقِ هُوَّه

يَهوي إِلَيها الفيلُ في مُرورِهِ

فَنَستَريحُ الدَهرَ مِن شُرورِهِ

ثُمَّ يَقولُ الجيلُ بَعدَ الجيلِ

قَد أَكَلَ الأَرنَبُ عَقلَ الفيلِ

فَاِستَصوَبوا مَقالَهُ وَاِستَحسَنوا

وَعَمِلوا مِن فَورِهِم فَأَحسَنوا

وَهَلَكَ الفيلُ الرَفيعُ الشانِ

فَأَمسَتِ الأُمَّةُ في أَمانِ

وَأَقبَلَت لِصاحِبِ التَدبيرِ

ساعِيَةً بِالتاجِ وَالسَريرِ

فَقالَ مَهلاً يا بَني الأَوطانِ

إِنَّ مَحَلّي لَلمَحَلُّ الثاني

فَصاحِبُ الصَوتِ القَوِيِّ الغالِبِ

مَن قَد دَعا يا مَعشَرَ الأَرانِبِ

عطر الزنبق 06-12-2019 06:23 PM


http://delgwada.d.e.pic.centerblog.net/ue9b7n9b.png


مَرَّت عَلى الخُفاشِ

مَليكَةُ الفَراشِ

تَطيرُ بِالجُموعِ

سَعياً إِلى الشُموعِ

فَعَطَفَت وَمالَت

وَاِستَضحَكَت فَقالَت

أَزرَيتَ بِالغَرامِ

يا عاشِقَ الظلامِ

صِف لي الصَديقَ الأَسوَدا

الخامِلَ المُجَرَّدا

قالَ سَأَلتِ فيهِ

أَصدَقَ واصِفيهِ

هُوَ الصَديقُ الوافي

الكامِلُ الأَوصافِ

جِوارُهُ أَمانُ

وَسِرُّهُ كِتمانُ

وَطَرفُهُ كَليلُ

إِذا هَفا الخَليلُ

يَحنو عَلى العُشّاقِ

يَسمَعُ لِلمُشتاقِ

وَجُملَةُ المَقالِ

هُوَ الحَبيبُ الغالي

فَقالَتِ الحَمقاءُ

وَقَولُها اِستِهزاءُ

أَينَ أَبو المِسكِ الخَصي

ذو الثَمَنِ المُستَرخَصِ

مِن صاحِبي الأَميرِ

الظاهِرِ المُنيرِ

إِن عُدَّ فيمَن أَعرِفُ

أَسمو بِهِ وَأَشرُفُ

وَإِن سُئِلتُ عَنهُ

وَعَن مَكاني مِنهُ

أُفاخِرُ الأَترابا

وَأَنثَني إِعجابا

فَقالَ يا مَليكَه

وَرَبَّةَ الأَريكَه

إِنَّ مِنَ الغُرورِ

مَلامَةَ المَغرورِ

فَأَعطِني قَفاك

وَاِمضي إِلى الهَلاك

فَتَرَكَتهُ ساخِرَه

وَذَهَبَت مُفاخِرَه

وَبَعدَ ساعَةٍ مَضَت

مِنَ الزَمانِ فَاِنقَضَت

مَرَّت عَلى الخُفّاشِ

مَليكَةُ الفَراشِ

ناقِصَةَ الأَعضاءِ

تَشكو مِنَ الفَناءِ

فَجاءَها مُنهَمِكا

يُضحِكُهُ مِنها البُكا

قالَ أَلَم أَقُل لَكِ

هَلكتِ أَو لَم تَهلِكي

رُبَّ صَديقٍ عَبدِ

أَبيَضُ وَجهِ الوُدِّ

يَفديكَ كَالرَئيسِ

بِالنَفسِ وَالنَفيسِ

وَصاحِبٍ كَالنورِ

في الحُسنِ وَالظُهورِ

مُعتَكِرَ الفُؤادِ

مُضَيِّعَ الوِدادِ

جِبالُهُ أَشراكُ

وَقُربُهُ هَلاكُ

عطر الزنبق 06-12-2019 06:23 PM


http://delgwada.d.e.pic.centerblog.net/ue9b7n9b.png


اللَيثُ مَلكُ القِفارِ

وَما تَضُمُّ الصَحاري

سَعَت إِلَيهِ الرَعايا

يَوماً بِكُلِّ اِنكِسارِ

قالَت تَعيشُ وَتَبقى

يا دامِيَ الأَظفارِ

ماتَ الوَزيرُ فَمَن ذا

يَسوسُ أَمرَ الضَواري

قالَ الحِمارُ وَزيري

قَضى بِهَذا اِختِياري

فَاِستَضحَكَت ثُمَّ قالَت

ماذا رَأى في الحِمارِ

وَخَلَّفَتهُ وَطارَت

بِمُضحِكِ الأَخبارِ

حَتّى إِذا الشَهرُ وَلّى

كَلَيلَةٍ أَو نَهارِ

لَم يَشعُرِ اللَيثُ إِلّا

وَمُلكُهُ في دَمارِ

القِردُ عِندَ اليَمينِ

وَالكَلبُ عِندَ اليَسارِ

وَالقِطُّ بَينَ يَدَيهِ

يَلهو بِعَظمَةِ فارِ

فَقالَ مَن في جُدودي

مِثلي عَديمُ الوَقارِ

أَينَ اِقتِداري وَبَطشي

وَهَيبَتي وَاِعتِباري

فَجاءَهُ القِردُ سِرّاً

وَقالَ بَعدَ اِعتِذارِ

يا عالِيَ الجاهِ فينا

كُن عالِيَ الأَنظارِ

رَأيُ الرَعِيَّةِ فيكُم

مِن رَأيِكُم في الحِمارِ

عطر الزنبق 06-12-2019 06:24 PM

http://delgwada.d.e.pic.centerblog.net/ue9b7n9b.png


كانَتِ النَملَةُ تَمشي

مَرَّةً تَحتَ المُقَطَّم

فَاِرتَخى مَفصِلُها مِن

هَيبَةِ الطَودِ المُعَظَّم

وَاِنثَنَت تَنظُرُ حَتّى

أَوجَدَ الخَوفُ وَأَعدَم

قالَتِ اليَومَ هَلاكي

حَلَّ يَومي وَتَحَتَّم

لَيتَ شِعري كَيفَ أَنجو

إِن هَوى هَذا وَأَسلَم

فَسَعَت تَجري وَعَينا

ها تَرى الطَودَ فَتَندَم

سَقَطَت في شِبرِ ماءٍ

هُوَ عِندَ النَملِ كَاليَم

فَبَكَت يَأساً وَصاحَت

قَبلَ جَريِ الماءِ في الفَم

ثُمَّ قالَت وَهيَ أَدرى

بِالَّذي قالَت وَأَعلَم

لَيتَني لَم أَتَأَخَّر

لَيتَني لَم أَتَقَدَّم

لَيتَني سَلَّمتُ فَالعا

قِلُ مَن خافَ فَسَلَّم

صاحِ لا تَخشَ عَظيما

فَالَّذي في الغَيبِ أَعظَم

عطر الزنبق 06-12-2019 06:25 PM


http://delgwada.d.e.pic.centerblog.net/ue9b7n9b.png


كانَ فيما مَضى مِنَ الدَهرِ بَيتٌ

مِن بُيوتِ الكِرامِ فيهِ غَزالُ

يَطعَمُ اللَوزَ وَالفَطيرَ وَيُسقى

عَسَلاً لَم يَشُبهُ إِلّا الزُلالُ

فَأَتى الكَلبَ ذاتَ يَومٍ يُناجيـ

ـهِ وَفي النَفسِ تَرحَةٌ وَمَلالُ

قالَ يا صاحِبَ الأَمانَةِ قُل لي

كَيفَ حالُ الوَرى وَكَيفَ الرِجالُ

فَأَجابَ الأَمينُ وَهوَ القَئولُ الصا

دِقُ الكامِلُ النُهى المِفضالُ

سائِلي عَلى حَقيقَةِ الناسِ عُذراً

لَيسَ فيهِم حَقيقَةٌ فَتُقالُ

إِنَّما هُم حِقدٌ وَغِشٌّ وَبُغضٌ

وَأَذاةٌ وَغَيبَةٌ وَاِنتِحالُ

لَيتَ شِعري هَل يَستَريحُ فُؤادي

كَم أُداريهِم وَكَم أَحتالُ

فَرِضا البَعضِ فيهِ لِلبَعضِ سُخطٌ

وَرِضا الكُلِّ مَطلَبٌ لا يُنالُ

وَرِضا اللَهِ نَرتَجيهِ وَلَكِن

لا يُؤَدّي إِلَيهِ إِلّا الكَمالُ

لا يَغُرَّنكَ يا أَخا البيدِ مِن مَو

لاكَ ذاكَ القَبولُ وَالإِقبالُ

أَنتَ في الأَسرِ ما سَلِمتَ فَإن تَمـ

ـرَض تُقَطَّع مِن جِسمِكَ الأَوصالُ

فَاِطلُبِ البيدَ وَاِرضَ بِالعُشبِ قوتاً

فَهُناكَ العَيشُ الهَنِيُّ الحَلالُ

أَنا لَولا العِظامُ وَهيَ حَياتي

لَم تَطلُب لي مَعَ اِبنِ آدَمَ حالُ

عطر الزنبق 06-12-2019 06:25 PM


http://delgwada.d.e.pic.centerblog.net/ue9b7n9b.png


بَرَزَ الثَعلَبُ يَوماً

في شِعارِ الواعِظينا

فَمَشى في الأَرضِ يَهذي

وَيَسُبُّ الماكِرينا

وَيَقولُ الحَمدُ لِل

هِ إِلَهِ العالَمينا

يا عِبادَ اللَهِ توبوا

فَهوَ كَهفُ التائِبينا

وَاِزهَدوا في الطَيرِ إِنَّ الـ

ـعَيشَ عَيشُ الزاهِدينا

وَاطلُبوا الديكَ يُؤَذِّن

لِصَلاةِ الصُبحِ فينا

فَأَتى الديكَ رَسولٌ

مِن إِمامِ الناسِكينا

عَرَضَ الأَمرَ عَلَيهِ

وَهوَ يَرجو أَن يَلينا

فَأَجابَ الديكُ عُذراً

يا أَضَلَّ المُهتَدينا

بَلِّغِ الثَعلَبَ عَنّي

عَن جدودي الصالِحينا

عَن ذَوي التيجانِ مِمَّن

دَخَلَ البَطنَ اللَعينا

أَنَّهُم قالوا وَخَيرُ ال

قَولِ قَولُ العارِفينا

مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً

أَنَّ لِلثَعلَبِ دينا

عطر الزنبق 06-12-2019 06:25 PM


http://delgwada.d.e.pic.centerblog.net/ue9b7n9b.png




اِسمَع نَفائِسَ ما يَأتيكَ مِن حِكَمي

وَاِفهَمهُ فَهمَ لَبيبٍ ناقِدٍ واعي

كانَت عَلى زَعمِهِم فيما مَضى غَنَمٌ

بِأَرضِ بَغدادَ يَرعى جَمعَها راعي

قَد نامَ عَنها فَنامَت غَيرَ واحِدَةٍ

لَم يَدعُها في الدَياجي لِلكَرى داعي

أُمُّ الفَطيمِ وَسَعدٍ وَالفَتى عَلفٍ

وَاِبنِ أُمِّهِ وَأَخيهِ مُنيَةِ الراعي

فَبَينَما هِيَ تَحتَ اللَيلِ ساهِرَةٌ

تُحييهِ ما بَينَ أَوجالٍ وَأَوجاعِ

بَدا لَها الذِئبُ يَسعى في الظَلامِ عَلى

بُعدٍ فَصاحَت أَلا قوموا إِلى الساعي

فَقامَ راعي الحِمى المَرعِيِّ مُنذَعِراً

يَقولُ أَينَ كِلابي أَينَ مِقلاعي

وَضاقَ بِالذِئبِ وَجهُ الأَرضِ مِن فَرَق

فَاِنسابَ فيهِ اِنسِيابَ الظَبيِ في القاعِ

فَقالَتِ الأُمُّ يا للفَخرِ كانَ أَبي

حُرّاً وَكانَ وَفِيّاً طائِلَ الباعِ

إِذا الرُعاةُ عَلى أَغنامِها سَهِرَت

سَهِرتُ مِن حُبِّ أَطفالي عَلى الراعي

عطر الزنبق 06-12-2019 06:26 PM

http://delgwada.d.e.pic.centerblog.net/ue9b7n9b.png







فَأرٌ رَأى القِطَّ عَلى الجِدارِ

مُعَذَّباً في أَضيَقِ الحِصارِ

وَالكَلبُ في حالَتِهِ المَعهودَه

مُستَجمِعاً لِلوَثبَةِ المَوعودَه

فَحاوَلَ الفَأرُ اِغتِنامَ الفُرصَه

وَقالَ أَكفي القِطَّ هَذي الغُصَّه

لَعَلَّهُ يَكتُبُ بِالأَمانِ

لي وَلِأَصحابي مِنَ الجيرانِ

فَسارَ لِلكَلبِ عَلى يَدَيهِ

وَمَكَّنَ التُرابَ مِن عَينَيهِ

فَاِشتَغَلَ الراعي عَنِ الجِدارِ

وَنَزَلَ القِطُّ عَلى بِدارِ

مُبتَهِجاً يُفَكِّرُ في وَليمَه

وَفي فَريسَةٍ لَها كَريمَه

يَجعَلُها لِخَطبِهِ عَلامَه

يَذكُرُها فَيَذكُرُ السَلامَه

فَجاءَ ذاكَ الفَأرُ في الأَثناءِ

وَقالَ عاشَ القِطُّ في هَناءِ

رَأَيتَ في الشِدَّةِ مِن إِخلاصي

ما كانَ مِنها سَبَبَ الخَلاصِ

وَقَد أَتَيتُ أَطلُبُ الأَمانا

فَاِمنُن بِهِ لِمَعشَري إِحسانا

فَقالَ حَقّاً هَذِهِ كَرامَه

غَنيمَةٌ وَقَبلَها سَلامَه

يَكفيكَ فَخراً يا كَريمَ الشيمَه

أَنَّكَ فَأرُ الخَطبِ وَالوَليمَه

وَاِنقَضَّ في الحالِ عَلى الضَعيفِ

يَأكُلُهُ بِالمِلحِ وَالرَغيفِ

فَقُلتُ في المَقامِ قَولاً شاعا

مَن حَفِظَ الأَعداءَ يَوماً ضاعا

عطر الزنبق 06-12-2019 06:33 PM

http://i31.tinypic.com/14uf41j.gif
وَقَفَ الهُدهُدُ في با

بِ سُلَيمانَ بِذِلَّه

قالَ يا مَولايَ كُن لي

عيشَتي صارَت مُمِلَّه

متُّ مِن حَبَّةِ بُرٍّ

أَحدَثَت في الصَدرِ غُلَّه

لا مِياهُ النيلِ تُروي

ها وَلا أَمواهُ دِجلَه

وَإِذا دامَت قَليلاً

قَتَلَتني شَرَّ قتلَه

فَأَشارَ السَيِّدُ العالي

إِلى مَن كانَ حَولَه

قَد جَنى الهُدهُدُ ذَنباً

وَأَتى في اللُؤمِ فَعلَه

تِلكَ نارُ الإِثمِ في الصَد

رِ وَذي الشَكوى تَعِلَّه

ما أَرى الحَبَّةَ إِلّا

سُرِقَت مِن بَيتِ نَملَه

إِنَّ لِلظالِمِ صَدراً

يَشتَكي مِن غَيرِ عِلَّه




عطر الزنبق 06-12-2019 06:34 PM

http://i31.tinypic.com/14uf41j.gif


سَمِعتُ بِأَنَّ طاووساً

أَتى يَوماً سُلَيمانا

يُجَرِّرُ دونَ وَفدِ الطَيـ

ـرِ أَذيالاً وَأَردانا

وَيُظهِرُ ريشَهُ طَوراً

وَيُخفي الريشَ أَحيانا

فَقالَ لَدَيَّ مَسأَلَةٌ

أَظُنُّ أَوانَها آنا

وَها قَد جِئتُ أَعرضُها

عَلى أَعتابِ مَولانا

أَلَستُ الرَوضَ بِالأَزها

رِ وَالأَنوارِ مُزدانا

أَلَم أَستَوفِ آيَ الظَر

فِ أَشكالاً وَأَلوانا

أَلَم أُصبِح بِبابِكُم

لِجَمعِ الطَيرِ سُلطانا

فَكَيفَ يَليقُ أَن أَبقى

وَقَومي الغُرُّ أَوثانا

فَحُسنُ الصَوتِ قَد أَمسى

نَصيبي مِنهُ حِرمانا

فَما تَيَّمتُ أَفئِدَةً

وَلا أَسكَرتُ آذانا

وَهَذي الطَيرُ أَحقَرها

يَزيدُ الصَبَّ أَشجانا

وَتَهتَزُّ المُلوكُ لَهُ

إِذا ما هَزَّ عيدانا

فَقالَ لَهُ سُلَيمانٌ

لَقَد كانَ الَّذي كانا

تَعالَت حِكمَةُ الباري

وَجَلَّ صَنيعُهُ شانا

لَقَد صَغَّرتَ يا مَغرو

رُ نُعمى اللَهِ كُفرانا

وَمُلكُ الطَيرِ لَم تَحفِل

بِهِ كِبراً وَطُغيانا

فَلَو أَصبَحتَ ذا صَوتٍ

لَما كَلَّمتَ إِنسانا




عطر الزنبق 06-12-2019 06:34 PM

http://i31.tinypic.com/14uf41j.gif


كانَ بِرَوضٍ غُصُنٌ ناعِمٌ

يَقولُ جَلَّ الواحِدُ المُنفَرِد

فَقامَتي في ظَرفِها قامَتي

وَمِثلُ حُسنى في الوَرى ما عُهِد

فَأَقبَلَت خُنفُسَةٌ تَنثَني

وَنَجلُها يَمشي بِجَنبِ الكَبِد

تَقولُ يا زَينَ رِياضِ البَها

إِنَّ الَّذي تَطلُبُهُ قَد وُجِد

فَانظُر لِقَدِّ اِبني وَلا تَفتَخِر

مادامَ في العالَمِ أُمٌّ تَلِد




عطر الزنبق 06-12-2019 06:35 PM



http://i31.tinypic.com/14uf41j.gif


رَأَيتُ في بَعضِ الرِياضِ قُبَّرَه

تُطَيِّرُ اِبنَها بِأَعلى الشَجَرَه

وَهيَ تَقولُ يا جَمالَ العُشِّ

لا تَعتَمِد عَلى الجَناحِ الهَشِّ

وَقِف عَلى عودٍ بِجَنبِ عودِ

وَاِفعَل كَما أَفعَلُ في الصُعودِ

فَاِنتَقَلَت مِن فَنَنٍ إِلى فَنَن

وَجَعَلَت لِكُلِّ نَقلَةٍ زَمَن

كَي يَستَريحَ الفَرخُ في الأَثناءِ

فَلا يَمَلُّ ثِقَلَ الهَواءِ

لَكِنَّهُ قَد خَالَفَ الإِشارَه

لَمّا أَرادَ يُظهِرُ الشَطارَه

وَطارَ في الفَضاءِ حَتّى اِرتَفَعا

فَخانَهُ جَناحُهُ فَوَقَعا

فَاِنكَسَرَت في الحالِ رُكبَتاهُ

وَلَم يَنَل مِنَ العُلا مُناهُ

وَلَو تَأَنّى نالَ ما تَمَنّى

وَعاشَ طولَ عُمرِهِ مُهَنّا

لِكُلِّ شَيءٍ في الحَياةِ وَقتُهُ

وَغايَةُ المُستَعجِلينَ فَوتُهُ




عطر الزنبق 06-12-2019 06:35 PM



http://i31.tinypic.com/14uf41j.gif


كانَ لِبَعضِ الناسِ نَعجَتان

وَكانَتا في الغَيطِ تَرعَيانِ

إِحداهُما سَمينَةٌ وَالثانِيَه

عِظامُها مِنَ الهُزالِ بادِيَه

فَكانَتِ الأولى تُباهي بِالسِمَن

وَقَولِهِم بِأَنَّها ذاتُ الثَمَن

وَتَدَّعي أَنَّ لَها مِقدارا

وَأَنَّها تَستَوقِفُ الأَبصارا

فَتَصبِرُ الأُختُ عَلى الإِذلالِ

حامِلَةً مَرارَةَ الإِدلالِ

حَتّى أَتى الجَزّارُ ذاتَ يَومِ

وَقَلبَ النَعجَةَ دونَ القَومِ

فَقالَ لِلمالِكِ أَشتَريها

وَنَقَدَ الكيسَ النَفيسَ فيها

فَاِنطَلَقَت مِن فَورِها لِأُختِها

وَهيَ تَشُكُّ في صَلاحِ بَختِها

تَقولُ يا أُختاهُ خَبِّريني

هَل تَعرِفينَ حامِلَ السِكّينِ

قالَت دَعيني وَهُزالي وَالزَمَن

وَكَلِّمي الجَزّارَ يا ذاتَ الثَمَن

لِكُلِّ حالٍ حُلوُها وَمُرُّها

ما أَدَبُ النَعجَةِ إِلّا صَبرُها




عطر الزنبق 06-12-2019 06:35 PM

http://i31.tinypic.com/14uf41j.gif


لَمّا أَتَمَّ نوحٌ السَفينَه

وَحَرَّكَتها القُدرَةُ المُعينَه

جَرى بِها ما لا جَرى بِبالِ

فَما تَعالى المَوجُ كَالجِبالِ

حَتّى مَشى اللَيثُ مَعَ الحِمارِ

وَأَخَذَ القِطُّ بِأَيدي الفارِ

وَاِستَمَعَ الفيلُ إِلى الخِنزيرِ

مُوتَنِساً بِصَوتِهِ النَكيرِ

وَجَلَسَ الهِرُّ بِجَنبِ الكَلبِ

وَقَبَّلَ الخَروفُ نابَ الذِئبِ

وَعَطَفَ البازُ عَلى الغَزالِ

وَاِجتَمَعَ النَملُ عَلى الأَكّالِ

وَفَلَتِ الفَرخَةُ صوفَ الثَعلَبِ

وَتَيَّمَ اِبنَ عِرسَ حُبُّ الأَرنَبِ

فَذَهَبَت سَوابِقُ الأَحقادِ

وَظَهَرَ الأَحبابُ في الأَعادي

حَتّى إِذا حَطّوا بِسَفحِ الجودي

وَأَيقَنوا بِعَودَةِ الوُجودِ

عادوا إِلى ما تَقتَضيهِ الشيمَه

وَرَجَعوا لِلحالَةِ القَديمَه

فَقِس عَلى ذَلِكَ أَحوالَ البَشَر

إِن شَمِلَ المَحذورُ أَو عَمَّ الخَطَر

بَينا تَرى العالَمَ في جِهادِ

إِذ كُلُّهُم عَلى الزَمانِ العادي




عطر الزنبق 06-12-2019 06:36 PM



http://i31.tinypic.com/14uf41j.gif


لَم يَتَّفِق مِمّا جَرى في المَركَبِ

كَكَذِبِ القِردِ عَلى نوحِ النَبي

فَإِنَّهُ كانَ بِأَقصى السَطحِ

فَاِشتاقَ مِن خِفَّتِهِ لِلمَزحِ

وَصاحَ يا لِلطَيرِ وَالأَسماكِ

لِمَوجَةٍ تَجِدُّ في هَلاكي

فَبَعَثَ النَبي لَهُ النُسورا

فَوَجَدَتهُ لاهِياً مَسرورا

ثُمَّ أَتى ثانِيَةً يَصيحُ

قَد ثُقِبَت مَركَبُنا يا نوحُ

فَأَرسَلَ النَبِيُّ كُلَّ مَن حَضَر

فَلَم يَرَوا كَما رَأى القِردُ خَطَر

وَبَينَما السَفيهُ يَوماً يَلعَبُ

جادَت بِهِ عَلى المِياهِ المَركَبُ

فَسَمِعوهُ في الدُجى يَنوحُ

يَقولُ إِنّي هالِكٌ يا نوحُ

سَقَطتُ مِن حَماقَتي في الماءِ

وَصِرتُ بَينَ الأَرضِ وَالسَماءِ

فَلَم يُصَدِّق أَحَدٌ صِياحَه

وَقيلَ حَقّاً هَذِهِ وَقاحَه

قَد قالَ في هَذا المَقامِ مَن سَبَق

أَكذبُ ما يُلفي الكَذوبُ إِن صَدَق

مَن كانَ مَمنُوّاً بِداءِ الكَذِبِ

لا يَترُكُ اللَهَ وَلا يُعفي نَبي




عطر الزنبق 06-12-2019 06:36 PM



http://i31.tinypic.com/14uf41j.gif


قَد وَدَّ نوحٌ أَن يُباسِطَ قَومَهُ

فَدَعا إِلَيهِ مَعاشِرَ الحَيوانِ

وَأَشارَ أَن يَلِيَ السَفينَةَ قائِدٌ

مِنهُم يَكونُ مِنَ النُهى بِمَكانِ

فَتَقَدَّمَ اللَيثُ الرَفيعُ جَلالُهُ

وَتَعَرَّضَ الفيلُ الفَخيمُ الشانِ

وَتَلاهُما باقي السِباعِ وَكُلهُم

خَرّوا لِهَيبَتِهِ إِلى الأَذقانِ

حَتّى إِذا حَيّوا المُؤَيَّدَ بِالهُدى

وَدَعَوا بِطولِ العِزِّ وَالإِمكانِ

سَبَقَتهُمُ لِخِطابِ نوحٍ نَملَةٌ

كانَت هُناكَ بِجانِبِ الأَردانِ

قالَت نَبِيَّ اللَهِ أَرضى فارِسٌ

وَأَنا يَقيناً فارِسُ المَيدانِ

سَأُديرُ دِفَّتَها وَأَحمي أَهلَها

وَأَقودُها في عِصمَةٍ وَأَمانِ

ضَحِكَ النَبِيُّ وَقالَ إِنَّ سَفينَتي

لَهِيَ الحَياةُ وَأَنتِ كَالإِنسانِ

كُلُّ الفَضائِلِ وَالعَظائِمِ عِندَهُ

هُوَ أَوَّلٌ وَالغَيرُ فيها الثاني

وَيَوَدُّ لَو ساسَ الزَمانَ وَمالَهُ

بِأَقَل أَشغالِ الزَمانِ يَدانِ




عطر الزنبق 06-12-2019 06:36 PM



http://i31.tinypic.com/14uf41j.gif
الدُبُّ مَعروفٌ بِسوءِ الظَنِّ

فَاِسمَع حَديثَهُ العَجيبَ عَنّي

لَمّا اِستَطالَ المُكثَ في السَفينَه

مَلَّ دَوامَ العيشَةِ الظَنينَه

وَقالَ إِنَّ المَوتَ في اِنتِظاري

وَالماءُ لا شَكَّ بِهِ قَراري

ثُمَّ رَأى مَوجاً عَلى بُعدٍ عَلا

فَظَنَّ أَنَّ في الفَضاءِ جَبَلا

فَقالَ لا بُدَّ مِنَ النُزولِ

وَصَلتُ أَو لَم أَحظَ بِالوُصولِ

قَد قالَ مَن أَدَّبَهُ اِختِبارُه

السَعيُ لِلمَوتِ وَلا اِنتِظارُه

فَأَسلَمَ النَفسَ إِلى الأَمواجِ

وَهيَ مَعَ الرِياحِ في هياجِ

فَشَرِبَ التَعيسُ مِنها فَاِنتَفَخ

ثُمَّ رَسا عَلى القَرارِ وَرَسَخ

وَبَعدَ ساعَتَينِ غيضَ الماءُ

وَأَقلَعَت بِأَمرِهِ السَماءُ

وَكانَ في صاحِبِنا بَعضُ الرَمَق

إِذ جاءَهُ المَوتُ بَطيئاً في الغَرَق

فَلَمَحَ المَركَبَ فَوقَ الجودي

وَالرَكبُ في خَيرٍ وَفي سُعودِ

فَقالَ يا لَجَدّيَ التَعيسِ

أَسَأتَ ظَنّي بِالنَبي الرَئيسِ

ما كانَ ضَرَّني لَو اِمتَثَلتُ

وَمِثلَما قَد فَعَلوا فَعَلتُ




عطر الزنبق 06-12-2019 06:37 PM

أَبو الحُصَينِ جالَ في السَفينَه

فَعَرَفَ السَمينَ وَالسَمينَه

يَقولُ إِنَّ حالَهُ اِستَحالا

وَإِنَّ ما كانَ قَديماً زالا

لِكَونِ ما حَلَّ مِنَ المَصائِبِ

مِن غَضَبِ اللَهِ عَلى الثَعالِبِ

وَيُغلِظُ الأَيمانَ لِلدُيوكِ

لِما عَسى يَبقى مِنَ الشُكوكِ

بِأَنَّهُم إِن نَزَلوا في الأَرضِ

يَرَونَ مِنهُ كُلَّ شَيءٍ يُرضي

قيلَ فَلَمّا تَرَكوا السَفينَه

مَشى مَعَ السَمينِ وَالسَمينَه

حَتّى إِذا ما نَصَفوا الطَريقا

لَم يُبقِ مِنهُم حَولَهُ رَفيقا

وَقالَ إِذ قالوا عَديمُ الدينِ

لا عَجَبٌ إِن حَنَثَت يَميني

فَإِنَّما نَحنُ بَني الدَهاءِ

نَعمَلُ في الشِدَّةِ لِلرَخاءِ

وَمَن تَخافُ أَن يَبيعَ دينَه

تَكفيكَ مِنهُ صُحبَةُ السَفينَه

عطر الزنبق 06-12-2019 06:43 PM

http://holaf44.h.o.pic.centerblog.net/299de310.png


يُقالُ إِنَّ اللَيثَ في ذي الشِدَّه

رَأى مِنَ الذِئبِ صَفا المَوَدَّه

فَقالَ يا مَن صانَ لي مَحَلّي

في حالَتَي وِلايَتي وَعَزلي

إِن عُدتُ لِلأَرضِ بِإِذنِ اللَهِ

وَعادَ لي فيها قَديمُ الجاهِ

أعطيكَ عِجلَينِ وَأَلفَ شاةِ

ثُمَّ تَكونُ والِيَ الوُلاةِ

وَصاحِبَ اللِواءِ في الذِئابِ

وَقاهِرَ الرُعاةِ وَالكِلابِ

حَتّى إِذا ما تَمَّتِ الكَرامَه

وَوَطِئَ الأَرضَ عَلى السَلامَه

سَعى إِلَيهِ الذِئبُ بَعدَ شَهرِ

وَهوَ مُطاعُ النَهيِ ماضي الأَمرِ

فَقالَ يا مَن لا تُداسُ أَرضُه

وَمَن لَهُ طولُ الفَلا وَعَرضُه

قَد نِلتَ ما نِلتَ مِنَ التَكريمِ

وَذا أَوانِ المَوعِدِ الكَريمِ

قالَ تَجَرَّأتَ وَساءَ زَعمُكُما

فَمَن تَكونُ يا فَتى وَما اِسمُكا

أَجابَهُ إِن كانَ ظَنّي صادِقاً

فَإِنَّني والي الوُلاةِ سابِقا


عطر الزنبق 06-12-2019 06:44 PM

http://holaf44.h.o.pic.centerblog.net/299de310.png

أَتى نَبِيَّ اللَهِ يَوماً ثَعلَبُ

فَقالَ يا مَولايَ إِنّي مُذنِبُ

قَد سَوَّدَت صَحيفَتي الذُنوبُ

وَإِن وَجَدتُ شافِعاً أَتوبُ

فَاِسأَل إِلهي عَفوَهُ الجَليلا

لِتائِبٍ قَد جاءَهُ ذَليلا

وَإِنَّني وَإِن أَسَأتُ السَيرا

عَمِلتُ شَرّاً وَعَملتُ خَيرا

فَقَد أَتاني ذاتَ يَومٍ أَرنَبُ

يَرتَعُ تَحتَ مَنزِلي وَيَلعَبُ

وَلَم يَكُن مُراقِبٌ هُنالِكا

لَكِنَّني تَرَكتُهُ مَع ذَلِكا

إِذ عِفتُ في اِفتِراسِهِ الدَناءَه

فَلَم يَصِلهُ مِن يَدي مَساءَه

وَكانَ
http://holaf44.h.o.pic.centerblog.net/299de310.pngفي المَجلِسِ ذاكَ الأَرنَبُ

يَسمَعُ ما يُبدي هُناكَ الثَعلَبُ

فَقالَ لَمّا اِنقَطَعَ الحَديثُ


قَد كانَ ذاكَ الزُهدُ يا خَبيثُ

وَأَنتَ بَينَ المَوتِ وَالحَياةِ

مِن تُخمَة أَلقَتكَ في الفَلاةِ



قَد حَمَلَت إِحدى نِسا الأَرانِبِ

وَحَلَّ يَومُ وَضعِها في المَركَبِ

فَقَلقَ الرُكّابُ مِن بُكائِها

وَبَينَما الفَتاةُ في عَنائِها

جاءَت عَجوزٌ مِن بَناتِ عِرسِ

تَقولُ أَفدي جارَتي بِنَفسي

أَنا الَّتي أُرجى لِهَذي الغايَه

لِأَنَّني كُنتُ قَديماً دَأيَه

فَقالَتِ الأَرنَبُ لا يا جارَه

فَإِنَّ بَعدَ الأُلفَةِ الزِيارَه

مالي وُثوقٌ بِبَناتِ عِرسِ

إِنّي أُريدُ دايَةً مِن جِنسي


عطر الزنبق 06-12-2019 06:44 PM

http://holaf44.h.o.pic.centerblog.net/299de310.png
سَقَطَ الحِمارُ مِنَ السَفينَةِ في الدُجى

فَبَكى الرِفاقُ لِفَقدِهِ وَتَرَحَّموا

حَتّى إِذا طَلَعَ النَهارُ أَتَت بِهِ

نَحوَ السَفينَةِ مَوجَةٌ تَتَقَدَمُ

قالَت خُذوهُ كَما أَتاني سالِماً

لَم أَبتَلِعهُ لِأَنَّهُ لا يُهضَمُ



عطر الزنبق 06-12-2019 06:45 PM


http://holaf44.h.o.pic.centerblog.net/299de310.png
كانَ اِبنُ داوُدٍ يُقَر

رِبُ في مَجالِسِهِ حَمامَه

خَدَمَتهُ عُمراً مِثلَما

قَد ساءَ صِدقاً وَاِستِقامَه

فَمَضَت إِلى عُمّالِهِ

يَوماً تُبَلِّغُهُم سَلامَه

وَالكُتبُ تَحتَ جَناحِها

كُتِبَت لَها فيها الكَرامَه

فَأَرادَتِ الحَمقاءُ تَع

رِفُ مِن رَسائِلِهِ مَرامَه

عَمَدَت لِأَوَّلِها وَكا

نَ إِلى خَليفَتِهِ برامَه

فَرَأَتهُ يَأمُرُ فيهِ عا

مِلَهُ بِتاجٍ لِلحَمامَه

وَيَقولُ وَفّوها الرِعا

يَةَ في الرَحيلِ وَفي الإِقامَه

وَيُشيرُ في الثاني بِأَن

تُعطى رِياضاً في تِهامَه

وَأَتَت لِثالِثِها وَلَم

تَستَحي أَن فضَّت خِتامَه

فَرَأَتهُ يَأمُرُ أَن تَكو

نَ لَها عَلى الطَيرِ الزَعامَه

فَبَكَت لِذاكَ تَنَدُّماً

هَيهاتَ لا تُجدي النَدامَه

وَأَتَت نَبِيَّ اللَهِ وَه

يَ تَقولُ يا رَبِّ السَلامَه

قالَت فَقَدتُ الكُتبَ يا

مَولايَ في أَرضِ اليَمامَه

لِتَسَرُّعي لَمّا أَتا

ني البازُ يَدفَعُني أَمامَه

فَأَجابَ بَل جِئتِ الَّذي

كادَت تَقومُ لَهُ القِيامَه

لَكِن كَفاكِ عُقوبَةً

مَن خانَ خانَتهُ الكَرامَه


عطر الزنبق 06-12-2019 06:45 PM


http://holaf44.h.o.pic.centerblog.net/299de310.png
إِنفَع بِما أُعطيتَ مِن قُدرَةٍ

وَاِشفَع لِذي الذَنبِ لَدى المَجمَعِ

إِذ كَيفَ تَسمو لِلعُلا يا فَتى

إِن أَنتَ لَم تَنفَع وَلَم تَشفَعِ

عِندي لِهَذا نَبَأٌ صادِقٌ

يُعجِبُ أَهلَ الفَضلِ فَاِسمَع وَعِ

قالوا اِستَوى اللَيثُ عَلى عَرشِهِ

فَجيءَ في المَجلِسِ بِالضِفدَعِ

وَقيلَ لِلسُلطانِ هَذي الَّتي

بِالأَمسِ آذَت عالِيَ المسمَعِ

تُنَقنِقُ الدَهرَ بِلا عِلَّةٍ

وَتَدَّعي في الماءِ ما تَدَّعي

فَانظُر إِلَيكَ الأَمرُ في ذَنبِها

وَمُر نُعَلِّقُها مِنَ الأَربَعِ

فَنَهَضَ الفيلُ وَزيرُ العُلا

وَقالَ يا ذا الشَرَفِ الأَرفَعِ

لا خَيرَ في المُلكِ وَفي عِزِّهِ

إِن ضاقَ جاهُ اللَيثِ بِالضِفدَعِ

فَكَتَبَ اللَيثُ أَماناً لَها

وَزادَ أَن جادَ بِمُستَنقَعِ


عطر الزنبق 06-12-2019 06:46 PM


http://holaf44.h.o.pic.centerblog.net/299de310.png


سَعيُ الفَتى في عَيشِهِ عِبادَه

وَقائِدٌ يَهديهِ لِلسَعادَه

لِأَنَّ بِالسَعيِ يَقومُ الكَونُ

وَاللَهُ لِلساعينَ نِعمَ العَونُ

فَإِن تَشَأ فَهَذِهِ حِكايَه

تُعَدُّ في هَذا المَقامِ غايَه

كانَت بِأَرضٍ نَملَةٌ تَنبالَه

لَم تَسلُ يَوماً لَذَّةَ البَطالَه

وَاِشتَهَرَت في النَملِ بِالتَقَشُّفِ

وَاِتَّصَفَت بِالزُهدِ وَالتَصَوُّفِ

لَكِن يَقومُ اللَيلَ مَن يَقتاتُ

فَالبَطنُ لا تَملُؤهُ الصَلاةُ

وَالنَملُ لا يَسعى إِلَيهِ الحَبُّ

وَنَملَتي شَقَّ عَلَيها الدَأبُ

فَخَرَجَت إِلى اِلتِماسِ القوتِ

وَجَعَلَت تَطوفُ بِالبُيوتِ

تَقولُ هَل مِن نَملَةٍ تَقِيَّه

تُنعِمُ بِالقوتِ لِذي الوَلِيَّه

لَقَد عَيِيتُ بِالطَوى المُبَرِّحِ

وَمُنذُ لَيلَتَينِ لَم أسَبِّحِ

فَصاحَتِ الجاراتُ يا لَلعارِ

لَم تتركِ النَملَةُ لِلصِرصارِ

مَتى رَضينا مِثلَ هَذي الحالِ

مَتى مَدَدنا الكَفَّ لِلسُؤالِ

وَنَحنُ في عَينِ الوُجودِ أُمَّه

ذاتُ اِشتِهارٍ بِعُلُوِّ الهِمَّه

نَحمِلُ ما يَصبِرُ الجِمالُ

عَن بَعضِهِ لَو أَنَّها نِمالُ

أَلَم يَقُل مَن قَولُهُ الصَوابُ

ما عِندَنا لِسائِلٍ جَوابُ

فَاِمضي فَإِنّا يا عَجوزَ الشومِ

نَرى كَمالَ الزُهدِ أَن تَصومي



عطر الزنبق 06-12-2019 06:46 PM


http://holaf44.h.o.pic.centerblog.net/299de310.png


يَمامَةٌ كانَت بِأَعلى الشَجَرَه

آمِنَةً في عُشِّها مُستَتِرَه

فَأَقبَلَ الصَيّادُ ذاتَ يَومِ

وَحامَ حَولَ الرَوضِ أَيَّ حَومِ

فَلَم يَجِد لِلطَيرِ فيهِ ظِلّاً

وَهَمَّ بِالرَحيلِ حينَ مَلّا

فَبَرَزَت مِن عُشِّها الحَمقاءُ

وَالحُمقُ داءٌ ما لَهُ دَواءُ

تَقولُ جَهلاً بِالَّذي سَيَحدُثُ

يا أَيُّها الإِنسانُ عَمَّ تَبحَثُ

فَاِلتَفَتَ الصَيادُ صَوبَ الصَوتِ

وَنَحوَهُ سَدَّدَ سَهمَ المَوتِ

فَسَقَطَت مِن عَرشِها المَكينِ

وَوَقَعَت في قَبضَةِ السِكّينِ

تَقولُ قَولَ عارِفٍ مُحَقِّق

مَلَكتُ نَفسي لَو مَلَكتُ مَنطِقي




عطر الزنبق 06-12-2019 06:46 PM


http://holaf44.h.o.pic.centerblog.net/299de310.png


حِكايَةُ الكَلبِ مَعَ الحَمامَه

تَشهَدُ لِلجِنسَينِ بِالكَرامَه

يُقالُ كانَ الكَلبُ ذاتَ يَومِ

بَينَ الرِياضِ غارِقاً في النَومِ

فَجاءَ مِن وَرائِهِ الثُعبانُ

مُنتَفِخاً كَأَنَّهُ الشَيطانُ

وَهَمَّ أَن يَغدِرَ بِالأَمينِ

فَرَقَّتِ الوَرقاءُ لِلمِسكينِ

وَنَزَلَت توّاً تُغيثُ الكَلبا

وَنَقَرَتهُ نَقرَةً فَهَبّا

فَحَمَدَ اللَهَ عَلى السَلامَه

وَحَفِظَ الجَميلَ لِلحَمامَه

إِذ مَرَّ ما مَرَّ مِنَ الزَمانِ

ثُمَّ أَتى المالِكُ لِلبُستانِ

فَسَبَقَ الكَلبُ لِتِلكَ الشَجَرَه

لِيُنذِرَ الطَيرَ كَما قَد أَنذَرَه

وَاِتَّخَذَ النَبحَ لَهُ عَلامَه

فَفَهِمَت حَديثَهُ الحَمامَه

وَأَقلَعَت في الحالِ لِلخَلاصِ

فَسَلِمَت مِن طائِرِ الرَصاصِ

هَذا هُوَ المَعروفُ يَا أَهلَ الفِطَن

الناسُ بِالناسِ وَمَن يُعِن يُعَن


عطر الزنبق 06-12-2019 06:47 PM


http://holaf44.h.o.pic.centerblog.net/299de310.png

كانَ لِبَعضِ الناسِ بَبَّغاءُ

ما مَلَّ يَوماً نُطقَها الإِصغاءُ

رَفيعَةُ القَدرِ لَدى مَولاها

وَكُلُّ مَن في بَيتِهِ يَهواها

وَكانَ في المَنزِلِ كَلبٌ عالي

أَرخَصَهُ وُجودُ هَذا الغالي

كَذا القَليلُ بِالكَثيرِ يَنقُصُ

وَالفَضلُ بَعضُهُ لِبَعضٍ مُرخِصُ

فَجاءَها يَوماً عَلى غِرارِ

وَقَلبُهُ مِن بُغضِها في نارِ

وَقالَ يا مَليكَةَ الطُيورِ

وَيا حَياةَ الأُنسِ وَالسُرورِ

بِحُسنِ نُطقِكِ الَّذي قَد أَصبى

إِلّا أَرَيتِني اللِسانَ العَذبا

لِأَنَّني قَد حِرتُ في التَفَكُّرِ

لَمّا سَمِعتُ أَنَّهُ مِن سُكَّرِ

فَأَخرَجَت مِن طَيشِها لِسانَها

فَعَضَّهُ بِنابِهِ فَشانَها

ثُمَّ مَضى مِن فَورِهِ يَصيحُ

قَطَعتُهُ لِأَنَّهُ فَصيحُ

وَما لَها عِندِيَ مِن ثَأرٍ يُعَدُّ

غَيرَ الَّذي سَمَّوهُ قِدماً بِالحَسَد

عطر الزنبق 06-12-2019 06:54 PM

http://1f.img.v4.skyrock.net/1023/68...4_p5Dg23h9.gif


كانَ لِبَعضِهِم حِمارٌ وَجَمَل

نالَهُما يَوماً مِنَ الرِقِّ مَلَل

فَاِنتَظَرا بَشائِرَ الظَلماءِ

وَاِنطَلَقا مَعاً إِلى البَيداءِ

يَجتَلِيانِ طَلعَةَ الحُرِّيَّه

وَيَنشِقانِ ريحَها الزَكِيَّه

فَاِتَّفَقا أَن يَقضِيا العُمرَ بِها

وَاِرتَضَيا بِمائِها وَعُشبِها

وَبَعدَ لَيلَةٍ مِنَ المَسيرِ

اِلتَفَتَ الحِمارُ لِلبَعيرِ

وَقالَ كَربٌ يا أَخي عَظيمُ

فَقِف فَمشي كُلُّهُ عَقيمُ

فَقالَ سَل فِداكَ أُمّي وَأَبي

عَسى تَنالُ بي جَليلَ المَطلَبِ

قالَ اِنطَلِق مَعي لِإِدراكِ المُنى

أَو اِنتَظِر صاحِبَكَ الحُرَّ هُنا

لا بُدَّ لي مِن عَودَةٍ لِلبَلَدِ

لِأَنَّني تَرَكتُ فيهِ مِقوَدي

فَقالَ سِر وَاِلزَم أَخاكَ الوَتِدا

فَإِنَّما خُلِقتَ كَي تُقَيَّدا

عطر الزنبق 06-12-2019 06:54 PM

http://1f.img.v4.skyrock.net/1023/68...4_p5Dg23h9.gif



لِدودَةِ القَزِّ عِندي

وَدودَةِ الأَضواءِ

حِكايَةٌ تَشتَهيها

مَسامِعُ الأَذكِياءِ

لَمّا رَأَت تِلكَ هَذي

تُنيرُ في الظَلماءِ

سَعَت إِلَيها وَقالَت

تَعيشُ ذاتُ الضِياءِ

أَنا المُومَّلُ نَفعي

أَنا الشَهيرُ وَفائي

حَلا لِيَ النَفعُ حَتّى

رَضيتُ فيهِ فَنائي

وَقَد أَتَيتُ لِأَحظى

بِوَجهِكِ الوَضّاءِ

فَهَل لِنورِ الثُرى في

مَوَدَّتي وَإِخائي

قالَت عَرَضتِ عَلَينا

وَجهاً بِغَيرِ حَياءِ

مَن أَنتِ حَتّى تُداني

ذاتَ السَنا وَالسَناءِ

أَنا البَديعُ جَمالي

أَنا الرَفيعُ عَلائي

أَينَ الكَواكِبُ مِنّي

بَل أَينَ بَدرُ السَماءِ

فَاِمضي فَلا وُدَّ عِندي

إِذ لَستِ مِن أَكفائي

وَعِندَ ذَلِكَ مَرَّت

حَسناءُ مَع حَسناءِ

تَقولُ لِلَّهِ ثَوبي

في حُسنِه وَالبَهاءِ

كَم عِندَنا مِن أَيادٍ

لِلدودَةِ الغَراءِ

ثُمَّ اِنثَنَت فَأَتَت ذي

تَقولُ لِلحَمقاءِ

هَل عِندَكِ الآنَ شَكٌّ

في رُتبَتي القَعساءِ

وَقَد رَأَيتِ صَنيعي

وَقَد سَمِعتِ ثَنائي

إِن كانَ فيكَ ضِياءٌ

إِنَّ الثَناءَ ضِيائي

وَإِنَّهُ لَضِياءٌ

مُؤَيَّدٌ بِالبَقاءِ

عطر الزنبق 06-12-2019 06:55 PM

http://1f.img.v4.skyrock.net/1023/68...4_p5Dg23h9.gif
كانَ عَلى بَعضِ الدُروبِ جَمَلُ

حَمَّلَهُ المالِكُ ما لا يُحمَلُ

فَقالَ يا لِلنَحسِ وَالشَقاءِ

إِن طالَ هَذا لَم يَطُل بَقائي

لَم تَحمِلِ الجِبالُ مِثلَ حِملي

أَظُنُّ مَولايَ يُريدُ قَتلي

فَجاءَهُ الثَعلَبُ مِن أَمامِه

وَكانَ نالَ القَصدَ مِن كَلامِه

فَقالَ مَهلاً يا أَخا الأَحمالِ

وَيا طَويلَ الباعِ في الجِمالِ

فَأَنتَ خَيرٌ مِن أَخيكَ حالا

لِأَنَّني أَتعَبُ مِنكَ بالا

كَأَنَّ قُدّامِيَ أَلفَ ديكِ

تَسأَلُني عَن دَمِها المَسفوكِ

كَأَنَّ خَلفي أَلفَ أَلفِ أَرنَبِ

إِذا نَهَضتُ جاذَبتني ذَنَبي

وَرُبَّ أُمٍّ جِئتُ في مُناخِها

فَجعتُها بِالفَتكِ في أَفراخِها

يَبعَثُني مِن مَرقَدي بُكاها

وَأَفتَحُ العَينَ عَلى شَكواها

وَقَد عَرَفتَ خافِيَ الأَحمالِ

فَاِصبِر وَقُل لِأُمَّةِ الجِمالِ

لَيسَ بِحملٍ ما يَمَلُّ الظَهرُ

ما الحِملُ إِلّا ما يُعاني الصَدرُ


الساعة الآن 12:53 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا