منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   موسوعة قصائد واشعار الاديب حافظ ابراهيم.... (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=183855)

عطر الزنبق 11-23-2019 12:48 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

لاهُمَّ إِنَّ الغَربَ أَصبَحَ شُعلَةً

مِن هَولِها أُمُّ الصَواعِقِ تَفرَقُ

العِلمُ يُذكي نارَها وَتُثيرُها

مَدَنِيَّةٌ خَرقاءُ لا تَتَرَفَّقُ

وَلَقَد حَسِبتُ العِلمَ فينا نِعمَةً

تَأسو الضَعيفَ وَرَحمَةً تَتَدَفَّقُ

فَإِذا بِنِعمَتِهِ بَلاءٌ مُرهِقٌ

وَإِذا بِرَحمَتِهِ قَضاءٌ مُطبِقُ

عَجِزَ الرُماةُ عَنِ الرُماةِ فَأَرسَلوا

كِسَفاً يَموجُ بِها دُخانٌ يَخنُقُ

تَتَعَوَّذُ الآفاقُ مِنهُ وَتَنثَني

عَنهُ الرِياحُ وَيَتَّقيهِ الفَيلَقُ

وَتَنابَلوا بِالكيمِياءِ فَأَسرَفوا

وَتَساجَلوا بِالكَهرُباءِ فَأَغرَقوا

وَتَنازَلوا في الجَوِّ حينَ بَدا لَهُم

أَنَّ البَسيطَةَ عَن مَداهُم أَضيَقُ

نَفِسوا عَلى الحيتانِ واسِعَ مُلكِها

فَتَفَنَّنوا في سَلبِهِ وَتَأَنَّفوا

مَلَكوا مَسابِحَها عَلَيها بَعدَ ما

غَلَبوا النُسورَ عَلى الجِواءِ وَحَلَّقوا

إِن كانَ عَهدُ العِلمِ هَذا شَأنُهُ

فينا فَعَهدُ الجاهِلِيَّةِ أَرفَقُ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:48 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
خَرَجَ الغَواني يَحتَجِجـ

ـنَ وَرُحتُ أَرقُبُ جَمعَهُنَّه

فَإِذا بِهِنَّ تَخِذنَ مِن

سودِ الثِيابِ شِعارَهُنَّه

فَطَلَعنَ مِثلَ كَواكِبٍ

يَسطَعنَ في وَسَطِ الدُجُنَّه

وَأَخَذنَ يَجتَزنَ الطَريـ

ـقَ وَدارُ سَعدٍ قَصدُهُنَّه

يَمشينَ في كَنَفِ الوَقا

رِ وَقَد أَبَنَّ شُعورَهُنَّه

وَإِذا بِجَيشٍ مُقبِلٍ

وَالخَيلُ مُطلَقَةُ الأَعِنَّه

وَإِذا الجُنودُ سُيوفُها

قَد صُوِّبَت لِنُحورِهِنَّه

وَإِذا المَدافِعُ وَالبَنا

دِقُ وَالصَوارِمُ وَالأَسِنَّه

وَالخَيلُ وَالفُرسانُ قَد

ضَرَبَت نِطاقاً حَولَهُنَّه

وَالوَردُ وَالرَيحانُ في

ذاكَ النَهارِ سِلاحُهُنَّه

فَتَطاحَنَ الجَيشانِ سا

عاتٍ تَشيبُ لَها الأَجِنَّه

فَتَضَعضَعَ النِسوانُ وَالـ

ـنِسوانُ لَيسَ لَهُنَّ مُنَّه

ثُمَّ اِنهَزَمنَ مُشَتَّتا

تِ الشَملِ نَحوَ قُصورِهِنَّه

فَليَهنَأَ الجَيشُ الفَخو

رُ بِنَصرِهِ وَبِكَسرِهِنَّه

فَكَأَنَّما الأَلمانُ قَد

لَبِسوا البَراقِعَ بَينَهُنَّه

وَأَتَوا بِهِندِنبُرجَ مُخـ

ـتَفِياً بِمِصرَ يَقودُهُنَّه

فَلِذاكَ خافوا بَأسَهُـ

ـنَ وَأَشفَقوا مِن كَيدِهِنَّه





عطر الزنبق 11-23-2019 12:48 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

أَيا صوفِيا حانَ التَفَرُّقُ فَاِذكُري

عُهودَ كِرامٍ فيكِ صَلّوا وَسَلَّموا

إِذا عُدتِ يَوماً لِلصَليبِ وَأَهلِهِ

وَحَلّى نَواحيكِ المَسيحُ وَمَريَمُ

وَدُقَّت نَواقيسٌ وَقامَ مُزَمِّرٌ

مِنَ الرومِ في مِحرابِهِ يَتَرَنَّمُ

فَلا تُنكِري عَهدَ المَآذِنِ إِنَّهُ

عَلى اللَهِ مِن عَهدِ النَواقيسِ أَكرَمُ

تَبارَكتَ بَيتُ القُدسِ جَذلانُ آمِنٌ

وَلا يَأمَنُ البَيتُ العَتيقُ المُحَرَّمُ

أَيُرضيكَ أَن تَغشى سَنابِكُ خَيلِهِم

حِماكَ وَأَن يُمنى الحَطيمُ وَزَمزَمُ

وَكَيفَ يَذِلُّ المُسلِمونَ وَبَينَهُم

كِتابُكَ يُتلى كُلَّ يَومٍ وَيُكرَمُ

نَبِيُّكَ مَحزونٌ وَبَيتُكَ مُطرِقٌ

حَياءً وَأَنصارُ الحَقيقَةِ نُوَّمُ

عَصَينا وَخالَفنا فَعاقَبتَ عادِلاً

وَحَكَّمتَ فينا اليَومَ مَن لَيسَ يَرحَمُ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:49 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
وَقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعاً

كَيفَ أَبني قَواعِدَ المَجدِ وَحدي

وَبُناةُ الأَهرامِ في سالِفِ الدَه

رِ كَفَوني الكَلامَ عِندَ التَحَدّي

أَنا تاجُ العَلاءِ في مَفرِقِ الشَر

قِ وَدُرّاتُهُ فَرائِدُ عِقدي

أَيُّ شَيءٍ في الغَربِ قَد بَهَرَ النا

سَ جَمالاً وَلَم يَكُن مِنهُ عِندي

فَتُرابي تِبرٌ وَنَهري فُراتٌ

وَسَمائي مَصقولَةٌ كَالفِرِندِ

أَينَما سِرتَ جَدوَلٌ عِندَ كَرمٍ

عِندَ زَهرٍ مُدَنَّرٍ عِندَ رَندِ

وَرِجالي لَو أَنصَفوهُم لَسادوا

مِن كُهولٍ مِلءِ العُيونِ وَمُردِ

لَو أَصابوا لَهُم مَجالاً لَأَبدَوا

مُعجِزاتِ الذَكاءِ في كُلِّ قَصدِ

إِنَّهُم كَالظُبا أَلَحَّ عَلَيها

صَدَأُ الدَهرِ مِن ثَواءِ وَغِمدِ

فَإِذا صَيقَلُ القَضاءِ جَلاها

كُنَّ كَالمَوتِ ما لَهُ مِن مَرَدِّ

أَنا إِن قَدَّرَ الإِلَهُ مَماتي

لا تَرى الشَرقَ يَرفَعُ الرَأسَ بَعدي

ما رَماني رامٍ وَراحَ سَليماً

مِن قَديمٍ عِنايَةُ اللَهُ جُندي

كَم بَغَت دَولَةٌ عَلَيَّ وَجارَت

ثُمَّ زالَت وَتِلكَ عُقبى التَعَدّي

إِنَّني حُرَّةٌ كَسَرتُ قُيودي

رَغمَ رُقبى العِدا وَقَطَّعتُ قِدّي

وَتَماثَلتُ لِلشِفاءِ وَقَد دا

نَيتُ حَيني وَهَيَّأَ القَومُ لَحدي

قُل لِمَن أَنكَروا مَفاخِرَ قَومي

مِثلَ ما أَنكَروا مَآثِرَ وُلدي

هَل وَقَفتُم بِقِمَّةِ الهَرَمِ الأَك

بَرِ يَوماً فَرَيتُمُ بَعضَ جُهدي

هَل رَأَيتُم تِلكَ النُقوشَ اللَواتي

أَعَجَزَت طَوقَ صَنعَةِ المُتَحَدّي

حالَ لَونُ النَهارِ مِن قِدَمِ العَه

دِ وَما مَسَّ لَونَها طولُ عَهدِ

هَل فَهِمتُم أَسرارَ ما كانَ عِندي

مِن عُلومٍ مَخبوءَةٍ طَيَّ بَردي

ذاكَ فَنُّ التَحنيطِ قَد غَلَبَ الدَه

رَ وَأَبلى البِلى وَأَعجَزَ نِدّي

قَد عَقَدتُ العُهودَ مِن عَهدِ فِرعَو

نَ فَفي مِصرَ كانَ أَوَّلُ عَقدِ

إِنَّ مَجدي في الأولَياتِ عَريقٌ

مَن لَهُ مِثلَ أولَياتي وَمَجدي

أَنا أُمُّ التَشريعِ قَد أَخَذَ الرو

مانُ عَنّي الأُصولَ في كُلِّ حَدِّ

وَرَصَدتُ النُجومَ مُنذُ أَضاءَت

في سَماءِ الدُجى فَأَحكَمتُ رَصدي

وَشَدا بَنتَئورَ فَوقَ رُبوعي

قَبلَ عَهدِ اليونانِ أَو عَهدِ نَجدِ

وَقَديماً بَنى الأَساطيلَ قَومي

فَفَرَقنَ البِحارَ يَحمِلنَ بَندي

قَبلَ أُسطولِ نِلسُنٍ كانَ أُسطو

لي سَرِيّاً وَطالِعي غَيرَ نَكدِ

فَسَلوا البَحرَ عَن بَلاءِ سَفيني

وَسَلوا البَرَّ عَن مَواقِعِ جُردي

أَتُراني وَقَد طَوَيتُ حَياتي

في مِراسٍ لَم أَبلُغِ اليَومَ رُشدي

أَيُّ شَعبٍ أَحَقُّ مِنّي بِعَيشٍ

وارِفِ الظِلِّ أَخضَرِ اللَونِ رَغدِ

أَمِنَ العَدلِ أَنَّهُم يَرِدونَ ال

ماءَ صَفواً وَأَن يُكَدَّرَ وِردي

أَمِنَ الحَقِّ أَنَّهُم يُطلِقونَ ال

أُسدَ مِنهُم وَأَن تُقَيَّدَ أُسدي

نِصفُ قَرنٍ إِلّا قَليلاً أُعاني

ما يُعاني هَوانَهُ كُلُّ عَبدِ

نَظَرَ اللَهُ لي فَأَرشَدَ أَبنا

ئي فَشَدّوا إِلى العُلا أَيَّ شَدِّ

إِنَّما الحَقُّ قُوَّةٌ مِن قُوى الدَي

يانِ أَمضى مِن كُلِّ أَبيَضَ هِندي

قَد وَعَدتُ العُلا بِكُلِّ أَبِيٍّ

مِن رِجالي فَأَنجِزوا اليَومَ وَعدي

أَمهِروها بِالروحِ فَهيَ عَروسٌ

تَسنَأُ المَهرَ مِن عُروضٍ وَنَقدِ

وَرِدوا بي مَناهِلَ العِزِّ حَتّى

يَخطُبَ النَجمُ في المَجَرَّةِ وُدّي

وَاِرفَعوا دَولَتي عَلى العِلمِ وَالأَخ

لاقِ فَالعِلمُ وَحدَهُ لَيسَ يُجدي

وَتَواصَوا بِالصَبرِ فَالصَبرُ إِن فا

رَقَ قَوماً فَما لَهُ مِن مَسَدِّ

خُلُقُ الصَبرِ وَحدَهُ نَصَرَ القَو

مَ وَأَغنى عَنِ اِختِراعٍ وَعَدِّ

شَهِدوا حَومَةَ الوَغى بِنُفوسٍ

صابِراتٍ وَأَوجُهٍ غَيرِ رُبدِ

فَمَحا الصَبرُ آيَةَ العِلمِ في الحَر

بِ وَأَنحى عَلى القَوِيِّ الأَشَدِّ

إِنَّ في الغَربِ أَعيُناً راصِداتٍ

كَحَلَتها الأَطماعُ فيكُم بِسُهدِ

فَوقَها مِجهَرٌ يُريها خَفايا

كَم وَيَطوي شُعاعُهُ كُلَّ بُعدِ

فَاِتَّقوها بِجُنَّةٍ مِن وِئامٍ

غَيرِ رَثِّ العُرا وَسَعيٍ وَكَدِّ

وَاِصفَحوا عَن هَناتِ مَن كانَ مِنكُم

رُبَّ هافٍ هَفا عَلى غَيرِ عَمدِ

نَحنُ نَجتازُ مَوقِفاً تَعثُرُ الآ

راءُ فيهِ وَعَثرَةُ الرَأيِ تُردي

وَنُعيرُ الأَهواءَ حَرباً عَواناً

مِن خِلافٍ وَالخُلفُ كَالسِلِّ يُعدي

وَنُثيرُ الفَوضى عَلى جانِبَيهِ

فَيُعيدُ الجَهولُ فيها وَيُبدي

وَيَظُنُّ الغَوِيُّ أَن لا نِظامٌ

وَيَقولُ القَوِيُّ قَد جَدَّ جِدّي

فَقِفوا فيهِ وَقفَةَ الحَزمِ وَاِرموا

جانِبَيهِ بِعَزمَةِ المُستَعِدِّ

إِنَّنا عِندَ فَجرِ لَيلٍ طَويلٍ

قَد قَطَعناهُ بَينَ سُهدٍ وَوَجدِ

غَمَرَتنا سودُ الأَهاويلِ فيهِ

وَالأَمانِيُّ بَينَ جَزرٍ وَمَدِّ

وَتَجَلّى ضِياؤُهُ بَعدَ لَأيٍ

وَهوَ رَمزٌ لِعَهدِيَ المُستَرَدِّ

فَاِستَبينوا قَصدَ السَبيلِ وَجِدّوا

فَالمَعالي مَخطوبَةٌ لِلمُجِدِّ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:49 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

ما لي أَرى الأَكمامَ لا تُفَتِّحُ

وَالرَوضَ لا يَذكو وَلا يُنَفِّحُ

وَالطَيرَ لا تَلهو بِتَدويمِها

في مُلكِها الواسِعِ أَو تَصدَحُ

وَالنيلَ لا تَرقُصُ أَمواهُهُ

فَرحى وَلا يَجري بِها الأَبطَحُ

وَالشَمسَ لا تُشرِقُ وَضّاءَةً

تَجلو هُمومَ الصَدرِ أَو تَنزِحُ

وَالبَدرَ لا يَبدو عَلى ثَغرِهِ

مِن بَسَماتِ اليُمنِ ما يَشرَحُ

وَالنَجمَ لا يَزهَرُ في أُفقِهِ

كَأَنَّهُ في غَمرَةٍ يَسبَحُ

أَلَم يَجِئها نَبَأٌ جاءَنا

بِأَنَّ مِصراً حُرَّةٌ تَمرَحُ

أَصبَحتُ لا أَدري عَلى خِبرَةٍ

أَجَدَّتِ الأَيّامُ أَم تَمزَحُ

أَمَوقِفٌ لِلجِدِّ نَجتازُهُ

أَم ذاكَ لِلّاهي بِنا مَسرَحُ

أَلمَحُ لِاِستِقلالِنا لَمعَةً

في حالِكِ الشَكِّ فَأَستَروِحُ

وَتَطمِسُ الظُلمَةُ آثارَها

فَأَنثَني أُنكِرُ ما أَلمَحُ

قَد حارَتِ الأَفهامُ في أَمرِهِم

إِن لَمَّحوا بِالقَصدِ أَو صَرَّحوا

فَقائِلٌ لا تَعجَلوا إِنَّكُم

مَكانَكُم بِالأَمسِ لَم تَبرَحوا

وَقائِلٌ أَوسِع بِها خُطوَةً

وَراءَها الغايَةُ وَالمَطمَحُ

وَقائِلٌ أَسرَفَ في قَولِهِ

هَذا هُوَ اِستِقلالُكُم فَاِفرَحوا

إِن تَسأَلوا العَقلَ يَقُل عاهِدوا

وَاِستَوثِقوا في عَهدِكُم تَربَحوا

وَأَسِّسوا داراً لِنُوّابِكُم

لِلرَأيِ فيها وَالحِجا أَفسِحوا

وَلتَذكُرِ الأُمَّةِ ميثاقَها

أَلّا تَرى عِزَّتَها تُجرَحُ

وَتَنتَخِب صَفوَةَ أَبنائِها

فَمِنهُمُ المُخلِصُ وَالمُصلِحُ

وَلِيَتَّقِ اللَهَ أُولو أَمرِها

أَن يُسكِتوا الأَصواتَ أَو يُرفِحوا

أَو تَسأَلوا القَلبَ يَقُل حاذِروا

وَصابِروا أَعداءَكُم تُفلِحوا

إِنّي أَرى قَيداً فَلا تُسلِموا

أَيدِيَكُم فَالقَيدُ لا يُسجِجُ

إِن هَيَّؤوهُ مِن حَريرٍ لَكُم

فَهوَ عَلى لينٍ بِهِ أَفدَحُ

حَتّامَ وَالصَبرُ لَهُ غايَةٌ

لِغَيرِنا مِن بِئرِنا نَمتَحُ

حَتّامَ وَالأَموالُ مَشفوهَةٌ

نَمنَحُ إِلّا مِصرَ ما نَمنَحُ

حَتّامَ يُمضي أَمرَنا غَيرُنا

وَذاكَ بِالأَحرارِ لا يَملُحُ

أَساءَ بَعضُ الناسِ في بَعضِهِم

ظَنّاً وَقَد أَمسَوا وَقَد أَصبَحوا

فَاِنتَهَزَت أَعداؤُنا نُهزَةً

فينا وَما كانَت لَهُم تَسنَحُ

فَالرَأيُ كُلُّ الرَأيِ أَن تُجمِعوا

فَإِنَّما إِجماعُكُم أَرجَحُ

وَكُلُّ مَن يَطمَعُ في صَدعِكُم

فَإِنَّهُ في صَخرَةٍ يَنطَحُ

أَخشى إِذا اِستَكثَرتُمُ بَينَكُم

مِن قادَةِ الآراءِ أَن تُفضَحوا

فَلتَقصِدوا ما اِسطَعتُمُ فيهُمُ

فَإِنَّما في القِلَّةِ المَنجَحُ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:50 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
أَشرِق فَدَتكَ مَشارِقُ الإِصباحِ

وَأَمِط لِثامَكَ عَن نَهارٍ ضاحي

بورِكتَ يا يَومَ الخَلاصِ وَلا وَنَت

عَنكَ السُعودُ بِغُدوَةٍ وَرَواحِ

بِاللَهِ كُن يُمناً وَكُن بُشرى لَنا

في رَدِّ مُغتَرِبٍ وَفَكِّ سَراحِ

أَقبَلتَ وَالأَيّامُ حَولَكَ مُثَّلٌ

صَفَّينِ تَخطِرُ خَطرَةَ المَيّاحِ

وَخَرَجتَ مِن حُجبِ الغُيوبِ مُحَجَّلاً

في كُلِّ لَحظٍ مِنكَ أَلفُ صَباحِ

لَو صَحَّ في هَذا الوُجودِ تَناسُخٌ

لَرَأَيتُ فيكَ تَناسُخَ الأَرواحِ

وَلَكُنتَ يَومَ اللابِرِنتَ بِعَينِهِ

في عِزَّةٍ وَجَلالَةٍ وَسَماحِ

يَومٌ يُريكَ جَلالُهُ وَرُواؤُهُ

في الحُسنِ قُدرَةَ فالِقِ الإِصباحِ

خَلَعَت عَلَيهِ الشَمسُ حُلَّةَ عَسجَدٍ

وَحَباهُ آذارٌ أَرَقَّ وِشاحِ

اللَهُ أَثبَتَهُ لَنا في لَوحِهِ

أَبَدَ الأَبيدِ فَما لَهُ مِن ماحي

حَيّيهِ عَنّا يا أَزاهِرُ وَاِملَئي

أَرجاءَهُ بِأَريجِكِ الفَوّاحِ

وَاِنفَحهُ عَنّا يا رَبيعُ بِكُلِّ ما

أَطلَعتَ مِن رَندٍ وَنَورِ أَقاحِ

تِه يا فُؤادُ فَحَولَ عَرشِكَ أُمَّةٌ

عَقَدَت خَناصِرَها عَلى الإِصلاحِ

أَبناؤُنا وَهُمُ أَحاديثُ النَدى

لَيسوا عَلى أَوطانِهِم بِشِحاحِ

صَبَروا عَلى مُرِّ الخُطوبِ فَأَدرَكوا

حُلوَ المُنى مَعسولَةَ الأَقداحِ

شاكي سِلاحِ الصَبرِ لَيسَ بِأَعزَلٍ

يَغزوهُ رَبُّ عَوامِلٍ وَصِفاحِ

الصَبرُ إِن فَكَّرتَ أَعظَمُ عُدَّةٍ

وَالحَقُّ لَو يَدرونَ خَيرُ سِلاحِ

قَد أَنكَروا حَقَّ الضَعيفِ فَهَل أَتى

إِنكارُ ذاكَ الحَقِّ في إِصحاحِ

كَم خَدَّرَت أَعصابَ مِصرَ نَوافِحٌ

لِوُعودِهِم كَنَوافِحِ التُفّاحِ

فَتَعَلَّلَ المِصرِيُّ مُغتَبِطاً بِها

أَرَأَيتَ طِفلاً عَلَّلوهُ بِداحِ

وَتَأَنَّقوا في الخُلفِ حَتّى أَصبَحَت

أَقوالُهُم تُذرى بِغَيرِ رِياحِ

لَمّا تَنَبَّهَ بِالكِنانَةَ نائِمٌ

وَأَصاتَ بِالشَكوى الأَليمَةِ صاحي

وَتَكَشَّفَت تِلكَ الغَياهِبُ وَاِنطَوَت

وَبَدَت شُموسُ الحَقِّ وَهيَ ضَواحي

عَلِموا بِحَمدِ اللَهِ أَنَّ قَرارَنا

في ظِلِّ غَيرِ اللَهِ غَيرُ مُتاحِ

فَاليَومَ قَرّي يا كِنانَةُ وَاِهدَئي

حَرَمُ الكِنانَةِ لَم يَكُن بِمُباحِ

مَن ذا يُغيرُ عَلى الأُسودِ بِغابِها

أَو مَن يَعومُ بِمَسبَحِ التِمساحِ

لِلنيلِ مَجدٌ في الزَمانِ مُؤَثَّلٌ

مِن عَهدِ آمونٍ وَعَهدِ فَتاحِ

فَسَلِ العُصورَ بِهِ وَسَل آثارَهُ

في مِصرَ كَم شَهِدَت مِنَ السُيّاحِ

يا صاحِبَ القُطرَينِ غَيرَ مُدافِعٍ

ما مِثلُ ساحِكَ في العُلا مِن ساحِ

لَم يَبدُ نورٌ فَوقَ نورٍ يُجتَلى

كَالتاجِ فَوقَ جَبينِكَ الوَضّاحِ

ذَكَرَت بِعَرشِكَ مِصرُ يَومَ وَليتَهُ

عَرشَ المُعِزِّ بِها وَعَرشَ صَلاحِ

في كُلِّ قُطرٍ مِن جَلالِكَ رَوعَةٌ

وَلِكُلِّ قُطرٍ مِنكَ ظِلُّ جَناحِ

لَكَ مِصرُ وَالسودانُ وَالنَهرُ الَّذي

يَختالُ بَينَ رُبىً وَبَينَ بِطاحِ

وَبَواسِقُ السودانِ تَشهَدُ أَنَّها

غُرِسَت بِعَهدِ جُدودِكَ الفُتّاحِ

لا غَروَ إِن غَنّى بِمَدحِكَ صائِحٌ

أَو مُسجِحٌ في حَلبَةِ المُدّاحِ

حُسنُ الغِناءِ مَعَ الصِياحِ كَحُسنِهِ

عِندَ الخَبيرِ بِهِ مَعَ الإِسجاحِ

أَوَ لَم يَكُن لَكَ مُلكُ مِصرَ وَنيلُها

يَنسابُ بَينَ مُروجِها الأَفياحِ

مَنضورَةَ الجَنّاتِ حالِيَةَ الرُبا

مَطلولَةَ السَرَحاتِ وَالأَرواحِ

قَد قالَ عَمرٌو في ثَراها آيَةً

مَأثورَةً نُقِشَت عَلى الأَلواحِ

بَينا تَراهُ لَآلِئاً وَكَأَنَّما

نُثِرَت بِتُربَتِهِ عُقودُ مِلاحِ

وَإِذا بِهِ لِلناظِرينَ زُمُرُّدٌ

يَشفيكَ أَخضَرُهُ مِنَ الأَتراحِ

وَإِذا بِهِ مِسكٌ تَشُقُّ سَوادَهُ

شَقَّ الأَديمِ مَحارِثُ الفَلّاحِ

البَرلَمانُ تَهَيَّأَت أَسبابُهُ

لَم يَبقَ مِن سَبَبٍ سِوى المِفتاحِ

هُوَ في يَدَيكَ وَديعَةٌ لِرَعِيَّةٍ

تُثني بِأَلسِنَةٍ عَلَيكَ فِصاحِ

رُدَّ الوَديعَةَ يا فُؤادُ فَإِنَّما

رَدُّ الوَديعَةِ شيمَةُ المِسماحِ

وَاِنهَض بِشَعبِكَ يا فُؤادُ إِلى العُلا

وَإِلى مَكانٍ في الوُجودِ بَراحِ

فَاللَهُ يَشهَدُ وَالخَلائِقُ أَنَّنا

طُلّابُ حَقٍّ في الحَياةِ صِراحِ

هَذا مَنارُ البَرلَمانِ أَمامَكُم

لِهُدى السَبيلِ كَإِبرَةِ المَلّاحِ

فَتَيَمَّموهُ مُخلِصينَ فَما لَكُم

مِن دونِهِ مِن غِبطَةٍ وَفَلاحِ

الفَصلُ لِلشورى وَتِلكَ هِيَ الَّتي

تَزَعُ الهَوى وَتَرُدُّ كُلَّ جِماحِ

هِيَ لا تَضِلُّ سَبيلَها فَكَأَنَّما

خُلِقَ السَبيلُ لَها بِغَيرِ نَواحي

هِيَ لا بَراحَ تَرُدُّ كَيدَ عَدُوِّكُم

وَتَفُلُّ غَربَ الغاصِبِ المُجتاحِ

فَتَكَنَّفوا الشورى عَلى اِستِقلالِكُم

في الرَأيِ لا توحيهِ نَزعَةُ واحي

وَيَدُ الإِلَهِ مَعَ الجَماعَةِ فَاِضرِبوا

بِعَصا الجَماعَةِ تَظفَروا بِنَجاحِ

كونوا رِجالاً عامِلينَ وَكَذِّبوا

وَالصُبحُ أَبلَجُ حامِلَ المِصباحِ

وَدَعوا التَخاذُلَ في الأُمورِ فَإِنَّما

شَبَحُ التَخاذُلِ أَنكَرُ الأَشباحِ

وَاللَهِ ما بَلَغَ الشَقاءُ بِنا المَدى

بِسِوى خِلافٍ بَينَنا وَتَلاحي

قُم يا اِبنَ مِصرَ فَأَنتَ حُرٌّ وَاِستَعِد

مَجدَ الجُدودِ وَلا تَعُد لِمَراحِ

شَمِّر وَكافِح في الحَياةِ فَهَذِهِ

دُنياكَ دارُ تَناحُرٍ وَكِفاحِ

وَاِنهَل مَعَ النُهّالِ مِن عَذبِ الحَيا

فَإِذا رَقا فَاِمتَح مَعَ المُتّاحِ

وَإِذا أَلَحَّ عَلَيكَ خَطبٌ لا تَهُن

وَاِضرِب عَلى الإِلحاحِ بِالإِلحاحِ

وَخُضِ الحَياةَ وَإِن تَلاطَمَ مَوجُها

خَوضُ البِحارِ رِياضَةُ السَبّاحِ

وَاِجعَل عِيانَكَ قَبلَ خَطوِكَ رائِداً

لا تَحسَبَنَّ الغَمرَ كَالضَحضاحِ

وَإِذا اِجتَوَتكَ مَحَلَّةٌ وَتَنَكَّرَت

لَكَ فَاِعدُها وَاِنزَح مَعَ النُزّاحِ

في البَحرِ لا تَثنيكَ نارُ بَوارِجٍ

في البَرِّ لا يَلويكَ غابُ رِماحِ

وَاُنظُر إِلى الغَربِيِّ كَيفَ سَمَت بِهِ

بَينَ الشُعوبِ طَبيعَةَ الكَدّاحِ

وَاللَهِ ما بَلَغَت بَنو الغَربِ المُنى

إِلّا بِنِيّاتٍ هُناكَ صِحاحِ

رَكِبوا البِحارَ وَقَد تَجَمَّدَ ماؤُها

وَالجَوَّ بَينَ تَناوُحِ الأَرواحِ

وَالبَرُّ مَصهورَ الحَصى مُتَأَجِّجاً

يَرمي بِنَزّاعِ الشَوى لَوّاحِ

يَلقى فَتِيُّهُمُ الزَمانَ بِهِمَّةٍ

عَجَبٍ وَوَجهٍ في الخُطوبِ وَقاحِ

وَيَشُقُّ أَجوازَ القِفارِ مُغامِراً

وَعرُ الطَريقِ لَدَيهِ كَالصَحصاحِ

وَاِبنُ الكِنانَةِ في الكِنانَةِ راكِدٌ

يَرنو بِعَينٍ غَيرِ ذاتِ طِماحِ

لا يَستَغِلُّ كَما عَلِمتَ ذَكاءَهُ

وَذَكاؤُهُ كَالخاطِفِ اللَمّاحِ

أَمسى كَماءِ النَهرِ ضاعَ فُراتُهُ

في البَحرِ بَينَ أُجاجِهِ المُنداحِ

فَاِنهَض وَدَع شَكوى الزَمانِ وَلا تَنُح

في فادِحِ البُؤسى مَعَ الأَنواحِ

وَاِربَح لِمِصرَ بِرَأسِ مالِكَ عِزَّةً

إِنَّ الذَكاءَ حُبالَةُ الأَرباحِ

وَإِذا رُزِقتَ رِآسَةً فَاِنسُج لَها

بُردَينِ مِن حَزمٍ وَمِن إِسجاحِ

وَاِشرَب مِنَ الماءِ القَراحِ مُنَعَّماً

فَلَكَم وَرَدتَ الماءَ غَيرَ قَراحِ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:50 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
قَد مَرَّ عامٌ يا سُعادُ وَعامُ

وَاِبنُ الكِنانَةِ في حِماهُ يُضامُ

صَبّوا البَلاءَ عَلى العِبادِ فَنِصفُهُم

يَجبي البِلادَ وَنِصفُهُم حُكّامُ

أَشكو إِلى قَصرِ الدُبارَةِ ما جَنى

صِدقي الوَزيرُ وَما جَبى عَلّامُ

قُل لِلمُحايِدِ هَل شَهِدتَ دِماءَنا

تَجري وَهَل بَعدَ الدِماءِ سَلامُ

سُفِكَت مَوَدَّتُنا لَكُم وَبَدا لَنا

أَنَّ الحِيادَ عَلى الخِصامِ لِثامُ

إِنَّ المَراجِلَ شَرُّها لا يُتَّقى

حَتّى يُنَفِّسَ كَربَهُنَّ صِمامُ

لَم يَبقَ فينا مَن يُمَنّي نَفسَهُ

بِوِدادِكُم فَوِدادُكُم أَحلامُ

أَمِنَ السِياسَةِ وَالمُروءَةِ أَنَّنا

نَشقى بِكُم في أَرضِنا وَنُضامُ

إِنّا جَمَعنا لِلجِهادِ صُفوفَنا

سَنَموتُ أَو نَحيا وَنَحنُ كِرامُ

وَدَعا عَلَيكَ اللَهَ في مِحرابِهِ

الشَيخُ وَالقِسّيسُ وَالحاخامُ

لاهُمَّ أَحيِ ضَميرَهُ لِيَذوقَها

غُصَصاً وَتَنسِفَ نَفسَهُ الآلامُ

عطر الزنبق 11-23-2019 12:51 AM

http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

بَنَيتُم عَلى الأَخلاقِ آساسَ مُلكِكُم

فَكانَ لَكُم بَينَ الشُعوبِ ذِمامُ

فَما لي أَرى الأَخلاقَ قَد شابَ قَرنُها

وَحَلَّ بِها ضَعفٌ وَدَبَّ سَقامُ

أَخافُ عَلَيكُم عَثرَةً بَعدَ نَهضَةٍ

فَلَيسَ لِمُلكِ الظالِمينَ دَوامُ

أَضَعتُم وِداداً لَو رَعَيتُم عُهودَهُ

لَما قامَ بَينَ الأُمَّتَينِ خِصامُ

أَبَعدَ حِيادٍ لا رَعى اللَهُ عَهدَهُ

وَبَعدَ الجُروحِ الناغِراتِ وِئامُ

إِذا كانَ في حُسنِ التَفاهُمِ مَوتُنا

فَلَيسَ عَلى باغي الحَياةِ مَلامُ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:51 AM



أَلَم تَرَ في الطَريقِ إِلى كِيادِ

تَصيدُ البَطَّ بُؤسَ العالَمينا

أَلَم تَلمَح دُموعَ الناسِ تَجري

مِنَ البَلوى أَلَم تَسمَع أَنينا

أَلَم تُخبِر بَني التاميزِ عَنّا

وَقَد بَعَثوكَ مَندوباً أَمينا

بِأَنّا قَد لَمَسنا الغَدرَ لَمساً

وَأَصبَحَ ظَنُّنا فيكُم يَقينا

كَشَفنا عَن نَواياكُم فَلَستُم

وَقَد بَرِحَ الخَفاءُ مُحايِدينا

سَنُجمِعُ أَمرَنا وَتَرَونَ مِنّا

لَدى الجُلّى كِراماً صابِرينا

وَنَأخُذُ حَقَّنا رَغمَ العَوادي

تُطيفُ بِنا وَرَغمَ القاسِطينا

ضَرَبتُم حَولَ قادَتِنا نِطاقاً

مِنَ النيرانِ يُعيي الدارِعينا

عَلى رَغمِ المُروءَةِ قَد ظَفِرتُم

وَلَكِن بِالأُسودِ مُصَفَّدينا

عطر الزنبق 11-23-2019 12:51 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

لا تَذكُروا الأَخلاقَ بَعدَ حِيادِكُم

فَمُصابُكُم وَمُصابُنا سِيّانِ

حارَبتُمُ أَخلاقَكُم لِتُحارِبوا

أَخلاقَنا فَتَأَلَّمَ الشَعبانِ









عطر الزنبق 11-23-2019 12:51 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

لَقَد طالَ الحِيادُ وَلَم تَكُفّوا

أَما أَرضاكُمُ ثَمَنُ الحِيادِ

أَخَذتُم كُلَّ ما تَبغونَ مِنّا

فَما هَذا التَحَكُّمُ في العِبادِ

بَلَونا شِدَّةً مِنكُم وَلينا

فَكانَ كِلاهُما ذَرَّ الرَمادِ

وَسالَمتُم وَعادَيتُم زَماناً

فَلَم يُغنِ المُسالِمُ وَالمُعادي

فَلَيسَ وَراءَكُم غَيرُ التَجَنّي

وَلَيسَ أَمامَنا غَيرُ الجِهادِ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:52 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
حَوِّلوا النيلَ وَاِحجُبوا الضَوءَ عَنّا

وَاِطمِسوا النَجمَ وَاِحرِمونا النَسيما

وَاِملَئوا البَحرَ إِن أَرَدتُم سَفيناً

وَاِملَئوا الجَوَّ إِن أَرَدتُم رُجوما

وَأَقيموا لِلعَسفِ في كُلِّ شِبرٍ

كُنسُتَبلاً بِالسَوطِ يَفري الأَديما

إِنَّنا لَن نَحولَ عَن عَهدِ مِصرٍ

أَو تَرَونا في التُربِ عَظماً رَميما

عاصِفٌ صانَ مُلكَكُم وَحَماكُم

وَكَفاكُم بِالأَمسِ خَطباً جَسيما

غالَ أَرمادَةَ العَدُوَّ فَفُزتُم

وَبَلَغتُم في الشَرقِ شَأواً عَظيما

فَعَدَلتُم هُنَيهَةً وَبَغَيتُم

وَتَرَكتُم في النيلِ عَهداً ذَميما

فَشَهِدنا ظُلماً يُقالُ لَهُ العَد

لُ وَوُدّاً يَسقي الحَميمَ الحَميما

فَاِتَّقوا غَضبَةَ العَواصِفِ إِنّي

قَد رَأَيتُ المَصيرَ أَمسى وَخيما





عطر الزنبق 11-23-2019 12:52 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

قَصرَ الدُبارَةِ قَد نَقَضـ

ـتَ العَهدَ نَقضَ الغاصِبِ

أَخفَيتَ ما أَضمَرتَهُ

وَأَبَنتَ وُدَّ الصاحِبِ

الحَربُ أَروَحُ لِلنُفو

سِ مِنَ الحِيادِ الكاذِبِ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:52 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
كَم حَدَّدوا يَومَ الجَلاءِ الَّذي

أَصبَحَ في الإِبهامِ كَالمَحشَرِ

وَسَنَّ قَومُ الطَيشِ مِن جَهلِهِم

كِذبَةَ إِبريلَ لِأُكتوبَرِ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:52 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

سَكَتُّ فَأَصغَروا أَدَبي

وَقُلتُ فَأَكبَروا أَرَبي

وَما أَرجوهُ مِن بَلَدٍ

بِهِ ضاقَ الرَجاءُ وَبي

وَهَل في مِصرَ مَفخَرَةٌ

سِوى الأَلقابِ وَالرُتَبِ

وَذي إِرثٍ يُكاثِرُنا

بِمالٍ غَيرِ مُكتَسَبِ

وَفي الرومِيِّ مَوعِظَةٌ

لِشَعبٍ جَدَّ في اللَعِبِ

يُقَتِّلُنا بِلا قَوَدٍ

وَلا دِيَةٍ وَلا رَهَبِ

وَيَمشي نَحوَ رايَتِهِ

فَتَحميهِ مِنَ العَطَبِ

فَقُل لِلفاخِرينَ أَما

لِهَذا الفَخرِ مِن سَبَبِ

أَروني بَينَكُم رَجُلاً

رَكيناً واضِحَ الحَسَبِ

أَروني نِصفَ مُختَرِعٍ

أَروني رُبعَ مُحتَسِبِ

أَروني نادِياً حَفلاً

بِأَهلِ الفَضلِ وَالأَدَبِ

وَماذا في مَدارِسِكُم

مِنَ التَعليمِ وَالكُتُبِ

وَماذا في مَساجِدِكُم

مِنَ التِبيانِ وَالخُطَبِ

وَماذا في صَحائِفِكُم

سِوى التَمويهِ وَالكَذِبِ

حَصائِدُ أَلسُنٍ جَرَّت

إِلى الوَيلاتِ وَالحَرَبِ

فَهُبّوا مِن مَراقِدِكُم

فَإِنَّ الوَقتَ مِن ذَهَبِ

فَهَذي أُمَّةُ اليابا

نِ جازَت دارَةَ الشُهُبِ

فَهامَت بِالعُلا شَغَفاً

وَهِمنا بِاِبنَةِ العِنَبِ







عطر الزنبق 11-23-2019 12:52 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif


جِرابُ حَظِّيَ قَد أَفرَغتُهُ طَمَعاً

بِبابِ أُستاذِنا الشيمي وَلا عَجَبا

فَعادَ لي وَهوَ مَملوءٌ فَقُلتُ لَهُ

مِمّا فَقالَ مِنَ الحَسراتِ واحَرَبا





نهيان 11-23-2019 01:00 AM

الامبراطوره
حلوة المبسم


كل الشكر لك على تميز انتقائك وجلبك
يعطيك العافيه ياغاليه
اهنيك على اختياراتك الاكثر من رائعه
وننتظرالمزيد بكل شوق فلاتبخلي
دمتي بسعاده لاتفارقك ماحييتي

عطر الزنبق 11-23-2019 01:23 AM

اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهيان http://skoon-elqmar.com/vb/S-QMR2019...s/viewpost.gif
الامبراطوره
حلوة المبسم


كل الشكر لك على تميز انتقائك وجلبك
يعطيك العافيه ياغاليه
اهنيك على اختياراتك الاكثر من رائعه
وننتظرالمزيد بكل شوق فلاتبخلي
دمتي بسعاده لاتفارقك ماحييتي



https://lyricss.cc/wp-content/uploads/2018/07/4309.jpg

عطر الزنبق 11-23-2019 01:40 AM

سَليلَ الطينِ كَم نِلنا شَقاءً

وَكَم خَطَّت أَنامِلُنا ضَريحا

وَكَم أَزرَت بِنا الأَيّامُ حَتّى

فَدَت بِالكَبشِ إِسحاقَ الذَبيحا

وَباعَت يوسُفاً بَيعَ المَوالي

وَأَلقَت في يَدِ القَومِ المَسيحا

وَيا نوحاً جَنَيتَ عَلى البَرايا

وَلَم تَمنَحهُمُ الوُدَّ الصَحيحا

عَلامَ حَمَلتَهُم في الفُلكِ هَلّا

تَرَكتَهُم فَكُنتَ لَهُم مُريحا

أَصابَ رِفاقِيَ القِدحَ المُعَلّى

وَصادَفَ سَهمِيَ القِدحَ المَنيحا

فَلَو ساقَ القَضاءُ إِلَيَّ نَفعاً

لَقامَ أَخوهُ مُعتَرِضاً شَحيحا

عطر الزنبق 11-23-2019 01:40 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


خَلَقتَ لي نَفساً فَأَرصَدتَها

لِلحُزنِ وَالبَلوى وَهَذا الشَقاء

فَاِمنُن بِنَفسٍ لَم يَشُبها الأَسى

لَعَلَّها تَعرِفُ طَعمَ الهَناء





عطر الزنبق 11-23-2019 01:41 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


سَعَيتُ إِلى أَن كِدتُ أَنتَعِلُ الدَما

وَعُدتُ وَما أُعقِبتُ إِلّا التَنَدُّما

لَحى اللَهُ عَهدَ القاسِطينَ الَّذي بِهِ

تَهَدَّمَ مِن بُنيانِنا ما تَهَدَّما

إِذا شِئتَ أَن تَلقى السَعادَةَ بَينَهُم

فَلا تَكُ مِصرِيّاً وَلا تَكُ مُسلِما

سَلامٌ عَلى الدُنيا سَلامَ مُوَدِّعٍ

رَأى في ظَلامِ القَبرِ أُنساً وَمَغنَما

أَضَرَّت بِهِ الأولى فَهامَ بِأُختِها

فَإِن ساءَتِ الأُخرى فَوَيلاهُ مِنهُما

فَهُبّي رِياحَ المَوتِ نُكباً وَأَطفِئي

سِراجَ حَياتي قَبلَ أَن يَتَحَطَّما

فَما عَصَمَتني مِن زَماني فَضائِلي

وَلَكِن رَأَيتُ المَوتَ لِلحُرِّ أَعصَما

فَيا قَلبُ لا تَجزَع إِذا عَضَّكَ الأَسى

فَإِنّكَ بَعدَ اليَومِ لَن تَتَأَلَّما

وَيا عَينُ قَد آنَ الجُمودُ لِمَدمَعي

فَلا سَيلَ دَمعٍ تَسكُبينَ وَلا دَما

وَيا يَدُ ما كَلَّفتُكِ البَسطَ مَرَّةً

لِذي مِنَّةٍ أَولى الجَميلَ وَأَنعَما

فَلِلَّهِ ما أَحلاكِ في أَنمُلِ البِلى

وَإِن كُنتِ أَحلى في الطُروسِ وَأَكرَما

وَيا قَدَمي ما سِرتِ بي لِمَذَلَّةٍ

وَلَم تَرتَقي إِلّا إِلى العِزِّ سُلَّما

فَلا تُبطِئي سَيراً إِلى المَوتِ وَاِعلَمي

بِأَنَّ كَريمَ القَومِ مَن ماتَ مُكرَما

وَيا نَفسُ كَم جَشَّمتُكِ الصَبرَ وَالرِضا

وَجَشَّمتِني أَن أَلبَسَ المَجدَ مُعلَما

فَما اِسطَعتِ أَن تَستَمرِئي مُرَّ طَعمِهِ

وَما اِسطَعتُ بَينَ القَومِ أَن أَتَقَدَّما

فَهَذا فِراقٌ بَينَنا فَتَجَمَّلي

فَإِنَّ الرَدى أَحلى مَذاقاً وَمَطعَما

وَيا صَدرُ كَم حَلَّت بِذاتِكَ ضيقَةٌ

وَكَم جالَ في أَنحائِكَ الهَمُّ وَاِرتَمى

فَهَلّا تَرى في ضيقَةِ القَبرِ فُسحَةً

تُنَفِّسُ عَنكَ الكَربَ إِن بِتَّ مُبرَما

وَيا قَبرُ لا تَبخَل بِرَدِّ تَحِيَّةٍ

عَلى صاحِبٍ أَوفى عَلَينا وَسَلَّما

وَهَيهاتَ يَأتي الحَيُّ لِلمَيتِ زائِراً

فَإِنّي رَأَيتُ الوُدَّ في الحَيِّ أُسقِما

وَيا أَيُّها النَجمُ الَّذي طالَ سُهدُهُ

وَقَد أَخَذَت مِنهُ السُرى أَينَ يَمَّما

لَعَلَّكَ لا تَنسى عُهودَ مُنادِمٍ

تَعَلَّمَ مِنكَ السُهدَ وَالأَينَ كُلَّما





عطر الزنبق 11-23-2019 01:41 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


ماذا أَصَبتَ مِنَ الأَسفارِ وَالنَصَبِ

وَطَيِّكَ العُمرَ بَينَ الوَخدِ وَالخَبَبِ

نَراكَ تَطلُبُ لا هَوناً وَلا كَثَباً

وَلا نَرى لَكَ مِن مالٍ وَلا نَشَبِ

لا تُطعِمانِيَ أَنيابَ المَلامِ عَلى

هَذا العِثارِ فَإِنّي مَهبِطُ العَجَبِ

وَدِدتُ لَو طَرَحوا بي يَومَ جِئتُهُمُ

في مَسبَحِ الحوتِ أَو في مَسرَحِ العَطَبِ

لَعَلَّ مانِيَ لاقى ما أُكابِدُهُ

فَوَدَّ تَعجيلَنا مِن عالَمِ الشَجَبِ

إِنّي اِحتَسَبتُ شَباباً بِتُّ أُنفِقُهُ

وَعَزمَةً شابَتِ الدُنيا وَلَم تَشِبِ

كَم هِمتُ في البيدِ وَالآرامُ قائِلَةٌ

وَالشَمسُ تَرمي أَديمَ الأَرضِ بِاللَهَبِ

وَكَم لَبِستُ الدُجى وَالتُربُ ناعِسَةٌ

وَاللَيلُ أَهدَأُ مِن جَأشي لَدى النُوَبِ

وَالنَجمُ يَعجَبُ مِن أَمري وَيَحسَبُني

لَدى السُرى ثامِناً لِلسَبعَةِ الشُهُبِ

لَكِنَّني غَيرُ مَجدودٍ وَما فَتِئَت

يَدُ المَقاديرِ تُقصيني عَنِ الأَرَبِ

وَقَد غَدَوتُ وَآمالي مُطَرَّحَةٌ

وَفي أُمورِيَ ما لِلضَبِّ في الذَنَبِ

فَإِن تَكُن نِسبَتي لِلشَرقِ مانِعَتي

حَظّاً فَواهاً لِمَجدِ التُركِ وَالعَرَبِ

وَقاضِباتٍ لَهُم كانَت إِذا اِختُرِطَت

تَدَثَّرَ الغَربُ في ثَوبٍ مِنَ الرَهَبِ

وَجَمرَةٍ لَهُم في الشَرقِ ما هَمَدَت

وَلا عَلاها رَمادُ الخَتلِ وَالكَذِبِ

مَتى أَرى النيلَ لا تَحلو مَوارِدُهُ

لِغَيرِ مُرتَهِبٍ لِلَّهِ مُرتَقِبِ

فَقَد غَدَت مِصرُ في حالٍ إِذا ذُكِرَت

جادَت جُفوني لَها بِاللُؤلُؤِ الرَطِبِ

كَأَنَّني عِندَ ذِكري ما أَلَمَّ بِها

قَرمٌ تَرَدَّدَ بَينَ المَوتِ وَالهَرَبِ

إِذا نَطَقتُ فَقاعُ السِجنِ مُتَّكَأٌ

وَإِن سَكَتُّ فَإِنَّ النَفسَ لَم تَطِبِ

أَيَشتَكي الفَقرَ غادينا وَرائِحُنا

وَنَحنُ نَمشي عَلى أَرضٍ مِنَ الذَهَبِ

وَالقَومُ في مِصرَ كَالإِسفِنجِ قَد ظَفِرَت

بِالماءِ لَم يَترُكوا ضَرعاً لِمُحتَلِبِ

يا آلَ عُثمانَ ما هَذا الجَفاءُ لَنا

وَنَحنُ في اللَهِ إِخوانٌ وَفي الكُتُبِ

تَرَكتُمونا لِأَقوامٍ تُخالِفُنا

في الدينِ وَالفَضلِ وَالأَخلاقِ وَالأَدَبِ





عطر الزنبق 11-23-2019 01:41 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


لَم يَبقَ شَيءٌ مِنَ الدُنيا بِأَيدينا

إِلّا بَقِيَّةُ دَمعٍ في مَآقينا

كُنّا قِلادَةَ جيدِ الدَهرِ فَاِنفَرَطَت

وَفي يَمينِ العُلا كُنا رَياحينا

كانَت مَنازِلُنا في العِزِّ شامِخَةً

لا تُشرِقُ الشَمسَ إِلّا في مَغانينا

وَكانَ أَقصى مُنى نَهرِ المَجَرَّةِ لَو

مِن مائِهِ مُزِجَت أَقداحُ ساقينا

وَالشُهبُ لَو أَنَّها كانَت مُسَخَّرَةً

لِرَجمِ مَن كانَ يَبدو مِن أَعادينا

فَلَم نَزَل وَصُروفُ الدَهرِ تَرمُقُنا

شَزراً وَتَخدَعُنا الدُنيا وَتُلهينا

حَتّى غَدَونا وَلا جاهٌ وَلا نَشَبٌ

وَلا صَديقٌ وَلا خِلُّ يُواسينا





عطر الزنبق 11-23-2019 01:42 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif
كَم مَرَّ بي فيكِ عَيشٌ لَستُ أَذكُرُهُ

وَمَرَّ بي فيكِ عَيشٌ لَستُ أَنساهُ

وَدَّعتُ فيكِ بَقايا ما عَلِقتُ بِهِ

مِنَ الشَبابِ وَما وَدَّعتُ ذِكراهُ

أَهفو إِلَيهِ عَلى ما أَقرَحَت كَبِدي

مِنَ التَباريحِ أولاهُ وَأُخراهُ

لَبِستُهُ وَدُموعُ العَينِ طَيِّعَةٌ

وَالنَفسُ جَيّاشَةٌ وَالقَلبُ أَوّاهُ

فَكانَ عَوني عَلى وَجدٍ أُكابِدُهُ

وَمُرِّ عَيشٍ عَلى العِلّاتِ أَلقاهُ

إِن خانَ وُدّي صَديقٌ كُنتُ أَصحَبُهُ

أَو خانَ عَهدي حَبيبٌ كُنتُ أَهواهُ

قَد أَرخَصَ الدَمعَ يَنبوعُ الغَناءِ بِهِ

وا لَهفَتي وَنُضوبُ الشَيبِ أَغلاهُ

كَم رَوَّحَ الدَمعُ عَن قَلبي وَكَم غَسَلَت

مِنهُ السَوابِقُ حُزناً في حَناياهُ

لَم أَدرِ ما يَدُهُ حَتّى تَرَشَّفَهُ

فَمُ المَشيبِ عَلى رَغمي فَأَفناهُ

قالوا تَحَرَّرتَ مِن قَيدِ المِلاحِ فَعِش

حُرّاً فَفي الأَسرِ ذُلٌّ كُنتَ تَأباهُ

فَقُلتُ يا لَيتَهُ دامَت صَرامَتُهُ

ما كانَ أَرفَقُهُ عِندي وَأَحناهُ

بُدِّلتُ مِنهُ بِقَيدٍ لَستُ أُفلَتُهُ

وَكَيفَ أُفلَتُ قَيداً صاغَهُ اللَهُ

أَسرى الصَبابَةِ أَحياءٌ وَإِن جَهِدوا

أَمّا المَشيبُ فَفي الأَمواتِ أَسراهُ





عطر الزنبق 11-23-2019 01:42 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


رَمَيتُ بِها عَلى هَذا التَبابِ

وَما أَورَدتُها غَيرَ السَرابِ

وَما حَمَّلتُها إِلّا شَقاءً

تُقاضيني بِهِ يَومَ الحِسابِ

جَنَيتُ عَلَيكِ يا نَفسي وَقَبلي

عَلَيكِ جَنى أَبي فَدَعي عِتابي

فَلَولا أَنَّهُم وَأَدوا بَياني

بَلَغتُ بِكِ المُنى وَشَفَيتُ ما بي

سَعَيتُ وَكَم سَعى قَبلي أَديبٌ

فَآبَ بِخَيبَةٍ بَعدَ اِغتِرابِ

وَما أَعذَرتُ حَتّى كانَ نَعلي

دَماً وَوِسادَتي وَجهَ التُرابِ

وَحَتّى صَيَّرَتني الشَمسُ عَبداً

صَبيغاً بَعدَ ما دَبَغَت إِهابي

وَحَتّى قَلَّمَ الإِملاقُ ظُفري

وَحَتّى حَطَّمَ المِقدارُ نابي

مَتى أَنا بالِغٌ يا مِصرُ أَرضاً

أَشُمُّ بِتُربِها ريحَ المَلابِ

رَأَيتُ اِبنَ البُخارِ عَلى رُباها

يَمُرُّ كَأَنَّهُ شَرخُ الشَبابِ

كَأَنَّ بِجَوفِهِ أَحشاءَ صَبٍّ

يُؤَجِّجُ نارَها شَوقُ الإِيابِ

إِذا ما لاحَ ساءَلنا الدَياجي

أَبَرقُ الأَرضِ أَم بَرقُ السَحابِ





عطر الزنبق 11-23-2019 01:42 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


ما لِهَذا النَجمِ في السَحَرِ

قَد سَها مِن شِدَّةِ السَهَرِ

خِلتُهُ يا قَومُ يُؤنِسُني

إِن جَفاني مُؤنِسُ السَحَرِ

يا لِقَومي إِنَّني رَجُلٌ

أَفنَتِ الأَيّامُ مُصطَبَري

أَسهَرَتني الحادِثاتُ وَقَد

نامَ حَتّى هاتِفُ الشَجَرِ

وَالدُجى يَخطو عَلى مَهَلٍ

خَطوَ ذي عِزٍّ وَذي خَفَرِ

فيهِ شَخصُ اليَأسِ عانَقَني

كَحَبيبٍ آبَ مِن سَفَرِ

وَأَثارَت بي فَوادِحُهُ

كامِناتِ الهَمِّ وَالكَدَرِ

وَكَأَنَّ اللَيلَ أَقسَمَ لا

يَنقَضي أَو يَنقَضي عُمُري

أَيُّها الزِنجِيُّ ما لَكَ لَم

تَخشَ فينا خالِقَ البَشَرِ

لي حَبيبٌ هاجِرٌ وَلَهُ

صورَةٌ مِن أَبدَعِ الصُوَرِ

أَتَلاشى في مَحَبَّتِهِ

كَتَلاشي الظِلِّ في القَمَرِ





عطر الزنبق 11-23-2019 01:43 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


لَقَد كانَتِ الأَمثالُ تُضرَبُ بَينَنا

بِجَورِ سَدومٍ وَهوَ مِن أَظلَمِ البَشَر

فَلَمّا بَدَت في الكَونِ آياتُ ظُلمِهِم

إِذا بِسَدومٍ في حُكومَتِهِ عُمَر





عطر الزنبق 11-23-2019 01:43 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


مَرِضنا فَما عادَنا عائِدُ

وَلا قيلَ أَينَ الفَتى الأَلمَعي

وَلا حَنَّ طِرسٌ إِلى كاتِبٍ

وَلا خَفَّ لَفظٌ عَلى مِسمَعِ

سَكَتنا فَعَزَّ عَلَينا السُكوتُ

وَهانَ الكَلامُ عَلى المُدَّعي

فَيا دَولَةً آذَنَت بِالزَوالِ

رَجَعنا لِعَهدِ الهَوى فَاِرجِعي

وَلا تَحسَبينا سَلَونا النَسيبَ

وَبَينَ الضُلوعِ فُؤادٌ يَعي





عطر الزنبق 11-23-2019 01:43 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


نَعِمنَ بِنَفسي وَأَشقَينَني

فَيا لَيتَهُنَّ وَيا لَيتَني

خِلالٌ نَزَلنَ بِخِصبِ النُفوسِ

فَرَوَّينَهُنَّ وَأَظمَأنَني

تَعَوَّدنَ مِنّي إِباءَ الكَريمِ

وَصَبرَ الحَليمِ وَتيهَ الغَني

وَعَوَّدتُهُنَّ نِزالَ الخُطوبِ

فَما يَنثَنينَ وَما أَنثَني

إِذا ما لَهَوتُ بِلَيلِ الشَبابِ

أَهَبنَ بِعَزمي فَنَبَّهنَني

فَما زِلتُ أَمرَحُ في قَدِّهِنَّ

وَيَمرَحنَ مِنّي بِرَوضٍ جَني

إِلى أَن تَوَلّى زَمانُ الشَبابِ

وَأَوشَكَ عودِيَ أَن يَنحَني

فَيا نَفسُ إِن كُنتِ لا توقِنينَ

بِمَعقودِ أَمرِكِ فَاِستَيقِني

فَهَذي الفَضيلَةُ سِجنُ النُفوسِ

وَأَنتِ الجَديرَةُ أَن تُسجَني

فَلا تَسأَليني مَتى تَنقَضي

لَيالي الإِسارِ وَلا تَحزَني





عطر الزنبق 11-23-2019 01:43 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


رُدّا كُؤوسَكُما عَن شِبهِ مَفؤودِ

فَلَيسَ ذَلِكَ يَومَ الراحِ وَالعودِ

يا ساقِيَيَّ أَراني قَد سَكَنتُ إِلى

ماءِ المَدامِعِ عَن ماءِ العَناقيدِ

وَبِتُّ يَرتاحُ سَمعي حينَ يَفتُقُهُ

صَوتُ النَوادِبِ لا صَوتُ الأَغاريدِ

فَأَمسِكا الراحَ إِنّي لا أُخامِرُها

وَبَلِّغا الغيدَ عَنّي سَلوَةَ الغيدِ

ثُمَّ اِمضِيا وَدَعاني إِنَّني رَجُلٌ

قَد آلَ أَمري إِلى هَمٍّ وَتَسهيدِ

أَبَعدَ عُثمانَ أَبغي مَأرَباً حَسَناً

مِنَ الحَياةِ وَحَظّاً غَيرَ مَنكودِ

إِنّي لَيَحزُنُني أَن جاءَ يَنشُدُهُ

داعي المَنونِ وَأَنّي غَيرُ مَنشودِ

أَمسَت تُنافِسُ فيكَ الشُهبَ مِن شَرَفٍ

أَرضٌ تَوارَيتَ فيها يا فَتى الجودِ

لَو لَم تَكُن سَبَقَتكَ الأَنبِياءُ لَها

قُلنا بِأَنَّكَ فيها خَيرُ مَلحودِ

وَوَدَّتِ الريحُ لَو كانَت مُسَخَّرَةً

لِحَملِ نَعشِكَ عَن هامِ الأَماجيدِ

وَالشَمسُ لَو أَنَّها مِن أُفقِها هَبَطَت

وَآثَرَت مَعكَ سُكنى القَفرِ وَالبيدِ

وَقَد تَمَنّى الضُحى لَو أَنَّهُم دَرَجوا

هَذا الفَقيدَ بِثَوبٍ مِنهُ مَقدودِ

يا راحِلاً أَكبَرَتكَ الحادِثاتُ وَما

أَكبَرتَها عِندَ تَليينٍ وَتَشديدِ

أَبكَيتَ حَتّى العُلا وَالمَكرُماتِ وَما

جَفَّت عَلَيكَ مَآقي الخُرَّدِ الخودِ

وَباتَ آلُكَ وَالأَصحابُ كُلُّهُمُ

عَلَيكَ ما بَينَ مَحزونٍ وَمَعمودِ

يَبكونَ فَقدَ اِمرِئٍ لِلخَيرِ مُنتَسِبٍ

بِالبِشرِ مُنتَقِبٍ في الناسِ مَحمودِ

بَني أَباظَةَ لا زالَت دِيارُكُمُ

أُفقَ البُدورِ وَغاباً لِلصَناديدِ

لا قَدَّرَ اللَهُ بَعدَ اليَومِ تَعرِيَةً

إِلّا هَناءً عَلى عِزٍّ وَتَخليدِ

وَعَظَّمَ اللَهُ في عُثمانَ أَجرَكُمُ

في رَحمَةِ اللَهِ أَمسى خَيرَ مَغمودِ





عطر الزنبق 11-23-2019 01:44 AM

أَيُّهَذا الثَرى إِلامَ التَمادي

بَعدَ هَذا أَأَنتَ غَرثانُ صادي

أَنتَ تَروى مِن مَدمَعٍ كُلَّ يَومٍ

وَتُغَذّى مِن هَذِهِ الأَجسادِ

قَد جَعَلتَ الأَنامَ زادَكَ في الدَهـ

ـرِ وَقَد آذَنَ الوَرى بِالنَفادِ

فَاِلتَمِس بَعدَهُ المَجَرَّةَ وِرداً

وَتَزَوَّد مِنَ النُجومِ بِزادِ

لَستُ أَدعوكَ بِالتُرابِ وَلَكِن

بُقُدودِ المِلاحِ وَالأَجيادِ

بِخُدودِ الحِسانِ بِالأَعيُنِ النُجـ

ـلِ بِتِلكَ القُلوبِ وَالأَكبادِ

لَم تَلِدنا حَوّاءُ إِلّا لِنَشقى

لَيتَها عاطِلٌ مِنَ الأَولادِ

أَسلَمَتنا إِلى صُروفِ زَمانٍ

ثُمَّ لَم توصِها بِحِفظِ الوِدادِ

أَيُّها اليَمُّ كَم بِقاعِكَ نَفسٍ

فيكَ أَودَت مِن عَهدِ ذي الأَوتادِ

قَد تَحالَفتَ وَالتُرابَ عَلَينا

وَتَقاسَمتُما فَناءَ العِبادِ

خَبِّرينا جُهَينَ لا تَكذِبينا

ما الَّذي يَفعَلُ البِلى بِالجَوادِ

كَيفَ أَمسى وَكَيفَ أَصبَحَ فيهِ

ذَلِكَ المُنعِمُ الكَثيرُ الرَمادِ

رَحِمَ اللَهُ مِنهُ لَفظاً شَهِيّاً

كانَ أَحلى مِن رَدِّ كَيدِ الأَعادي

رَحِمَ اللَهُ مِنهُ طَرفاً تَقِيّاً

وَيَميناً تَسيلُ سَيلَ الغَوادي

رَحِمَ اللَهُ مِنهُ شَهماً وَفِيّاً

كانَ مِلءَ العُيونِ في كُلِّ نادي

أَلهَمَ اللَهُ فيكَ صَبراً جَميلاً

كُلَّ مَن باتَ ناطِقاً بِالضادِ

بِتَّ في حُلَّةِ النَعيمِ وَبِتنا

في ثِيابٍ مِنَ الأَسى وَالسُهادِ

وَسَكَنتَ القُصورَ في بَيتِ خُلدٍ

وَسَكَنّا عَلَيكَ بَيتَ الحِدادِ

عطر الزنبق 11-23-2019 01:56 AM

https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif




لا وَالأَسى وَتَلَهُّبِ الأَحشاءِ

ما باتَ بَعدَكَ مُعجَبٌ بِوَفاءِ

أَنّى حَلَلتُ أَرى عَلَيكَ مَآتِماً

فَلِمَن أُوَجِّهُ فيكَ حُسنَ عَزائي

لِبَنيكَ أَم لِذَويكَ أَم لِلكَونِ أَم

لِلدَهرِ أَم لِجَماعَةِ الجَوزاءِ

أَودى سُلَيمانٌ فَأَودى بَعدَهُ

حُسنُ الوَفاءِ وَبَهجَةُ العَلياءِ

لا تَحمِلوهُ عَلى الرِقابِ فَقَد كَفى

ما حُمِّلَت مِن مِنَّةٍ وَعَطاءِ

وَذَروا عَلى نَهرِ المَدامِعِ نَعشَهُ

يَسري بِهِ لِلرَوضَةِ الفَيحاءِ

تَاللَهِ لَو عَلِمَت بِهِ أَعوادُهُ

مُذ لامَسَتهُ لَأَورَقَت لِلرائي

خُلُقٌ كَضَوءِ البَدرِ أَو كَالرَوضِ أَو

كَالزَهرِ أَو كَالخَمرِ أَو كَالماءِ

وَشَمائِلٌ لَو مازَجَت طَبعَ الدُجى

ما باتَ يَشكوهُ المُحِبُّ النائي

وَمَحامِدٌ نَسَجَت لَهُ أَكفانَهُ

مِن عِفَّةٍ وَسَماحَةٍ وَإِباءِ

وَمَناقِبٌ لَولا المَهابَةُ وَالتُقى

قُلنا مَناقِبُ صاحِبِ الإِسراءِ

وَعَزائِمٌ كانَت تَفُلُّ عَزائِمَ ال

أَحداثِ وَالأَيّامِ وَالأَعداءِ

عَطَّلتَ فَنَّ الشِعرِ بَعدَكَ وَاِنطَوى

أَجَلُ القَريضِ وَمَوسِمُ الشُعَراءِ

وَاللُؤلُؤُ اِستَعصى عَلَينا نَظمُهُ

بِسُموطِ مَدحٍ أَو سُموطِ هَناءِ

إِلّا عَلى طَرفٍ بَكاكَ وَشاعِرٍ

أَحيا عَلَيكَ مَراثِيَ الخَنساءِ

شَوَّقتَنا لِلتُربِ بَعدَكَ وَاِشتَهى

فيهِ الإِقامَةَ واحِدُ العَذراءِ

ثَبِّت فُؤادَكَ يا قَليلَ تَصَبُّري

وَاِشرَح لِآلِ أَباظَةٍ بُرَحائي

في جَنَّةِ الفِردَوسِ باتَ عَزيزُهُم

ضَيفاً بِساحَةِ أَكرَمِ الكُرَماءِ





عطر الزنبق 11-23-2019 01:56 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


أُعَزّي القَومَ لَو سَمِعوا عَزائي

وَأُعلِنُ في مَليكَتِهِم رِثائي

وَأَدعو الإِنجِليزَ إِلى الرِضاءِ

بِحُكمِ اللَهِ جَبّارِ السَماءِ

فَكُلُّ العالَمينَ إِلى فَناءِ

****

أَشَمسُ المُلكِ أَم شَمسُ النَهارِ

هَوَت أَم تِلكَ مالِكَةُ البِحارِ

فَطَرفُ الغَربِ بِالعَبَراتِ جاري

وَعَينُ اليَمِّ تَنظُرُ لِلبُخارِ

بِنَظرَةِ واجِدٍ قَلِقِ الرَجاءِ

****

أَمالِكَةَ البِحارِ وَلا أُبالي

إِذا قالوا تَغالى في المَقالِ

فَمِثلُ عُلاكِ لَم أَرَ في المَعالي

وَلا تاجاً كَتاجِكِ في الجَلالِ

وَلا قَوماً كَقَومِكِ في الدَهاءِ

****

مَلَأتِ الأَرضَ أَعلاماً وَجُندا

وَشِدتِ لِأُمَّةِ السَكسونِ مَجدا

وَكُنتِ لِفَألِها يُمناً وَسَعدا

تُرى في نورِ وَجهِكِ إِن تَبَدّى

سُعودَ البَدرِ في بُرجِ الهَناءِ

****

وَكُنتِ إِذا عَمَدتِ لِأَخذِ ثارِ

أَسَلتِ البَرَّ بِالأُسدِ الضَواري

وَسَيَّرتِ المَدائِنَ في البِحارِ

وَأَمطَرتِ العَدُوَّ شُواظَ نارِ

وَذَرَّيتِ المَعاقِلَ في الهَواءِ

****

أُعَزّي فيكِ تاجَكِ وَالسَريرا

أُعَزّي فيكِ ذا المَلِكَ الكَبيرا

أُعَزّي فيكِ ذا الأَسَدَ الهَصورا

عَلى العَلَمِ الَّذي مَلَكَ الدُهورا

وَظَلَّلَ تَحتَهُ أَهلَ الوَلاءِ

*****

أُعَزّي فيكِ أَبطالَ النِزالِ

وَمَن قاسوا الشَدائِدَ في القِتالِ

وَأَلقَوا بِالعَدُوِّ إِلى الوَبالِ

وَلَم يَمنَعهُمُ فَوقَ الجِبالِ

لَهيبُ الصَيفِ أَو قُرُّ الشِتاءِ

*****





عطر الزنبق 11-23-2019 01:56 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


هُنا رَجُلُ الدُنيا مَهبِطُ التُقى

هُنا خَيرُ مَظلومٍ هُنا خَيرُ كاتِبِ

قِفوا وَاِقرَؤوا أُمَّ الكِتابِ وَسَلِّموا

عَلَيهِ فَهَذا القَبرُ قَبرُ الكَواكِبي





عطر الزنبق 11-23-2019 01:57 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


رُدّوا عَلَيَّ بَياني بَعدَ مَحمودِ

إِنّي عَييتُ وَأَعيا الشِعرُ مَجهودي

ما لِلبَلاغَةِ غَضبى لا تُطاوِعُني

وَما لِحَبلِ القَوافي غَيرَ مَمدودِ

ظَنَّت سُكوتِيَ صَفحاً عَن مَوَدَّتِهِ

فَأَسلَمَتني إِلى هَمٍّ وَتَسهيدِ

وَلَو دَرَت أَنَّ هَذا الخَطبَ أَفحَمَني

لَأَطلَقَت مِن لِساني كُلَّ مَعقودِ

لَبَّيكَ يا مُؤنِسَ المَوتى وَموحِشَنا

يا فارِسَ الشِعرِ وَالهَيجاءِ وَالجودِ

مُلكُ القُلوبِ وَأَنتَ المُستَقِلُّ بِهِ

أَبقى عَلى الدَهرِ مِن مُلكِ اِبنِ داوودِ

لَقَد نَزَحتَ عَنِ الدُنيا كَما نَزَحَت

عَنها لَياليكَ مِن بيضٍ وَمِن سودِ

أَغمَضتَ عَينَيكَ عَنها وَاِزدَرَيتَ بِها

قَبلَ المَماتِ وَلَم تَحفِل بِمَوجودِ

لَبَّيكَ يا شاعِراً ضَنَّ الزَمانُ بِهِ

عَلى النُهى وَالقَوافي وَالأَناشيدِ

تَجري السَلاسَةُ في أَثناءِ مَنطِقِهِ

تَحتَ الفَصاحَةِ جَريَ الماءِ في العودِ

في كُلِّ بَيتٍ لَهُ ماءٌ يَرِفُّ بِهِ

يَغارُ مِن ذِكرِهِ ماءُ العَناقيدِ

لَو حَنَّطوكَ بِشِعرٍ أَنتَ قائِلُهُ

غَنيتَ عَن نَفَحاتِ المِسكِ وَالعودِ

حَلَّيتَهُ بَعدَ أَن هَذَّبتَهُ بِسَنا

عِقدٍ بِمَدحِ رَسولِ اللَهِ مَنضودِ

كَفاكَ زاداً وَزَيناً أَن تَسيرَ إِلى

يَومِ الحِسابِ وَذاكَ العِقدُ في الجيدِ

لَبَّيكَ يا خَيرَ مَن هَزَّ اليَراعَ وَمَن

هَزَّ الحُسامَ وَمَن لَبّى وَمَن نودي

إِن هُدَّ رُكنُكَ مَنكوباً فَقَد رَفَعَت

لَكَ الفَضيلَةُ رُكناً غَيرَ مَهدودِ

إِنَّ المَناصِبَ في عَزلٍ وَتَولِيَةٍ

غَيرُ المَواهِبِ في ذِكرٍ وَتَخليدِ

أَكرِم بِها زَلَّةً في العُمرِ واحِدَةً

إِن صَحَّ أَنَّكَ فيها غَيرُ مَحمودِ

سَلوا الحِجا هَل قَضَت أَربابُهُ وَطَراً

دونَ المَقاديرِ أَو فازَت بِمَقصودِ

كُنتَ الوَزيرَ وَكُنتَ المُستَعانَ بِهِ

وَكانَ هَمُّكَ هَمَّ القادَةِ الصيدِ

كَم وَقفَةٍ لَكَ وَالأَبطالُ طائِرَةٌ

وَالحَربُ تَضرِبُ صِنديداً بِصِنديدِ

تَقولُ لِلنَفسِ إِن جاشَت إِلَيكَ بِها

هَذا مَجالُكِ سودي فيهِ أَو بيدي

نَسَختَ يَومَ كَريدٍ كُلَّ ما نَقَلوا

في يَومِ ذي قارَ عَن هاني بنِ مَسعودِ

نَظَمتَ أَعداكَ في سِلكِ الفَناءِ بِهِ

عَلى رَوِيٍّ وَلَكِن غَيرُ مَعهودِ

كَأَنَّهُم كَلِمٌ وَالمَوتُ قافِيَةٌ

يَرمي بِهِ عَرَبِيٌّ غَيرُ رِعديدِ

أَودى المَعَرّي تَقِيُّ الشِعرِ مُؤمِنُهُ

فَكادَ صَرحُ المَعالي بَعدَهُ يودي

وَأَوحَشَ الشَرقُ مِن فَضلٍ وَمِن أَدَبٍ

وَأَقفَرَ الرَوضُ مِن شَدوٍ وَتَغريدِ

وَأَصبَحَ الشِعرُ وَالأَسماعُ تَنبِذُهُ

كَأَنَّهُ دَسَمٌ في جَوفِ مَمعودِ

أَلوى بِهِ الضَعفُ وَاِستَرخَت أَعِنَّتُهُ

فَراحَ يَعثُرُ في حَشوٍ وَتَعقيدِ

وَأَنكَرَت نَسَماتُ الشَوقِ مَربَعَهُ

تُثيرُها خَطَراتُ الخُرَّدِ الخودِ

لَو أَنصَفوا أَودَعوهُ جَوفَ لُؤلُؤَةٍ

مِن كَنزِ حِكمَتِهِ لا جَوفَ أُخدودِ

وَكَفَّنوهُ بِدَرجٍ مِن صَحائِفِهِ

أَو واضِحٍ مِن قَميصِ الصُبحِ مَقدودِ

وَأَنزَلوهُ بِأُفقٍ مِن مَطالِعِهِ

فَوقَ الكَواكِبِ لا تَحتَ الجَلاميدِ

وَناشَدوا الشَمسَ أَن تَنعي مَحاسِنَهُ

لِلشَرقِ وَالغَربِ وَالأَمصارِ وَالبيدِ

أَقولُ لِلمَلَإِ الغادي بِمَوكِبِهِ

وَالناسُ ما بَينَ مَكبودٍ وَمَفؤودِ

غُضّوا العُيونَ فَإِنَّ الروحَ يَصحَبُكُم

مَعَ المَلائِكِ تَكريماً لِمَحمودِ

يا وَيحَ لِلقَبرِ قَد أَخفى سَنا قَمَرٍ

مُقَسَّمِ الوَجهِ مَحسودِ التَجاليدِ

يا وَيحَهُ حَلَّ فيهِ ذو قَريحَتُهُ

لَها بِخِدرِ المَعالي أَلفُ مَولودِ

فَرائِدٌ خُرَّدٌ لَو شاءَ أَودَعَها

مُحصي الجَديدِ سِجِلّاتِ المَواليدِ

كَأَنَّها وَهيَ بِالأَلفاظِ كاسِيَةٌ

وَحُسنُها بَينَ مَشهودٍ وَمَحسودِ

لَآلِئٌ خَلفَ بَلّورٍ قَدِ اِتَسَقَت

في بَيتِ دُهقانَ تَستَهوي نُهى الغيدِ

مَحمودُ إِنّي لَأَستَحييكَ في كَلِمي

حَيّاً وَمَيتاً وَإِن أَبدَعتُ تَقصيدي

فَاِعذِر قَريضِيَ وَاِعذِر فيكَ قائِلَهُ

كِلاهُما بَينَ مَضعوفٍ وَمَحدودِ





عطر الزنبق 11-23-2019 01:57 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


سَلامٌ عَلى الإِسلامِ بَعدَ مُحَمَّدٍ

سَلامٌ عَلى أَيّامِهِ النَضِراتِ

عَلى الدينِ وَالدُنيا عَلى العِلمِ وَالحِجا

عَلى البِرِّ وَالتَقوى عَلى الحَسَناتِ

لَقَد كُنتُ أَخشى عادِيَ المَوتِ قَبلَهُ

فَأَصبَحتُ أَخشى أَن تَطولَ حَياتي

فَوالَهفي وَالقَبرُ بَيني وَبَينَهُ

عَلى نَظرَةٍ مِن تِلكُمُ النَظَراتِ

وَقَفتُ عَلَيهِ حاسِرَ الرَأسِ خاشِعاً

كَأَنّي حِيالَ القَبرِ في عَرَفاتِ

لَقَد جَهِلوا قَدرَ الإِمامِ فَأَودَعوا

تَجاليدَهُ في موحِشٍ بِفَلاةِ

وَلَو ضَرَحوا بِالمَسجِدَينِ لَأَنزَلوا

بِخَيرِ بِقاعِ الأَرضِ خَيرَ رُفاتِ

تَبارَكتَ هَذا الدينُ دينُ مُحَمَّدٍ

أَيُترَكُ في الدُنيا بِغَيرِ حُماةِ

تَبارَكتَ هَذا عالِمُ الشَرقِ قَد قَضى

وَلانَت قَناةُ الدينِ لِلغَمَزاتِ

زَرَعتَ لَنا زَرعاً فَأَخرَجَ شَطأَهُ

وَبِنتُ وَلَمّا نَجتَنِ الثَمَراتِ

فَواهاً لَهُ أَلّا يُصيبَ مُوَفَّقاً

يُشارِفُهُ وَالأَرضُ غَيرُ مَواتِ

مَدَدنا إِلى الأَعلامِ بَعدَكَ راحَنا

فَرُدَّت إِلى أَعطافِنا صَفِراتِ

وَجالَت بِنا تَبغي سِواكَ عُيونُنا

فَعُدنَ وَآثَرنَ العَمى شَرِقاتِ

وَآذَوكَ في ذاتِ الإِلَهِ وَأَنكَروا

مَكانَكَ حَتّى سَوَّدوا الصَفَحاتِ

رَأَيتَ الأَذى في جانِبِ اللَهِ لَذَّةً

وَرُحتَ وَلَم تَهمُم لَهُ بِشَكاةِ

لَقَد كُنتَ فيهِم كَوكَباً في غَياهِبٍ

وَمَعرِفَةٍ في أَنفُسٍ نَكِراتِ

أَبَنتَ لَنا التَنزيلَ حُكماً وَحِكمَةً

وَفَرَّقتَ بَينَ النورِ وَالظُلُماتِ

وَوَفَّقتَ بَينَ الدينِ وَالعِلمِ وَالحِجا

فَأَطلَعتَ نوراً مِن ثَلاثِ جِهاتِ

وَقَفتَ لِهانوتو وَرينانَ وَقفَةً

أَمَدَّكَ فيها الروحُ بِالنَفَحاتِ

وَخِفتَ مَقامَ اللَهِ في كُلِّ مَوقِفٍ

فَخافَكَ أَهلُ الشَكِّ وَالنَزَغاتِ

وَكَم لَكَ في إِغفاءَةِ الفَجرِ يَقظَةٍ

نَفَضتَ عَلَيها لَذَّةَ الهَجَعاتِ

وَوَلَّيتَ شَطرَ البَيتِ وَجهَكَ خالِياً

تُناجي إِلَهُ البَيتِ في الخَلَواتِ

وَكَم لَيلَةٍ عانَدتَ في جَوفِها الكَرى

وَنَبَّهتَ فيها صادِقَ العَزَماتِ

وَأَرصَدتَ لِلباغي عَلى دينِ أَحمَدٍ

شَباةَ يَراعٍ ساحِرِ النَفَثاتِ

إِذا مَسَّ خَدَّ الطِرسِ فاضَ جَبينُهُ

بِأَسطارِ نورٍ باهِرِ اللَمَعاتِ

كَأَنَّ قَرارَ الكَهرَباءِ بِشِقِّهِ

يُريكَ سَناهُ أَيسَرُ اللَمَساتِ

فَيا سَنَةً مَرَّت بِأَعوادِ نَعشِهِ

لَأَنتِ عَلَينا أَشأَمُ السَنَواتِ

حَطَمتِ لَنا سَيفاً وَعَطَّلتِ مِنبَراً

وَأَذوَيتِ رَوضاً ناضِرَ الزَهَراتِ

وَأَطفَأتِ نِبراساً وَأَشعَلتِ أَنفُساً

عَلى جَمَراتِ الحُزنِ مُنطَوِياتِ

رَأى في لَياليكِ المُنَجِّمُ ما رَأى

فَأَنذَرَنا بِالوَيلِ وَالعَثَراتِ

وَنَبَّأَهُ عِلمُ النُجومِ بِحادِثٍ

تَبيتُ لَهُ الأَبراجُ مُضطَرِباتِ

رَمى السَرَطانُ اللَيثَ وَاللَيثُ خادِرٌ

وَرُبَّ ضَعيفٍ نافِذِ الرَمَياتِ

فَأَودى بِهِ خَتلاً فَمالَ إِلى الثَرى

وَمالَت لَهُ الأَجرامُ مُنحَرِفاتِ

وَشاعَت تَعازي الشُهبِ بِاللَمحِ بَينَها

عَنِ النَيِّرِ الهاوي إِلى الفَلَواتِ

مَشى نَعشُهُ يَختالُ عُجباً بِرَبِّهِ

وَيَخطِرُ بَينَ اللَمسِ وَالقُبُلاتِ

تَكادُ الدُموعُ الجارِياتُ تُقِلُّهُ

وَتَدفَعُهُ الأَنفاسُ مُستَعِراتِ

بَكى الشَرقُ فَاِرتَجَّت لَهُ الأَرضُ رَجَّةً

وَضاقَت عُيونُ الكَونِ بِالعَبَراتِ

فَفي الهِندِ مَحزونٌ وَفي الصينِ جازِعٌ

وَفي مِصرَ باكٍ دائِمُ الحَسَراتِ

وَفي الشَأمِ مَفجوعٌ وَفي الفُرسِ نادِبٌ

وَفي تونُسٍ ما شِئتَ مِن زَفَراتِ

بَكى عالَمُ الإِسلامِ عالِمَ عَصرِهِ

سِراجَ الدَياجي هادِمَ الشُبُهاتِ

مَلاذَ عَيايِلٍ ثِمالِ أَرامِلٍ

غِياثَ ذَوي عُدمٍ إِمامَ هُداةِ

فَلا تَنصِبوا لِلناسِ تِمثالَ عَبدِهِ

وَإِن كانَ ذِكرى حِكمَةٍ وَثَباتِ

فَإِنّي لَأَخشى أَن يَضِلّوا فَيُؤمِنوا

إِلى نورِ هَذا الوَجهِ بِالسَجَداتِ

فَيا وَيحَ لِلشورى إِذا جَدَّ جِدُّها

وَطاشَت بِها الآراءُ مُشتَجِراتِ

وَيا وَيحَ لِلفُتيا إِذا قيلَ مَن لَها

وَيا وَيحَ لِلخَيراتِ وَالصَدَقاتِ

بَكَينا عَلى فَردٍ وَإِنَّ بُكاءَنا

عَلى أَنفُسٍ لِلَّهِ مُنقَطِعاتِ

تَعَهَّدَها فَضلُ الإِمامِ وَحاطَها

بِإِحسانِهِ وَالدَهرُ غَيرُ مُواتي

فَيا مَنزِلاً في عَينِ شَمسٍ أَظَلَّني

وَأَرغَمَ حُسّادي وَغَمَّ عُداتي

دَعائِمُهُ التَقوى وَآساسُهُ الهُدى

وَفيهِ الأَيادي مَوضِعُ اللَبِناتِ

عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ ما لَكَ موحِشاً

عَبوسَ المَغاني مُقفِرَ العَرَصاتِ

لَقَد كُنتَ مَقصودَ الجَوانِبِ آهِلاً

تَطوفُ بِكَ الآمالُ مُبتَهِلاتِ

مَثابَةَ أَرزاقٍ وَمَهبِطَ حِكمَةٍ

وَمَطلَعَ أَنوارٍ وَكَنزَ عِظاتِ





عطر الزنبق 11-23-2019 01:58 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


أَيا قَبرُ هَذا الضَيفُ آمالُ أُمَّةٍ

فَكَبِّر وَهَلِّل وَاِلقَ ضَيفَكَ جاثِيا

عَزيزٌ عَلَينا أَن نَرى فيكَ مُصطَفى

شَهيدَ العُلا في زَهرَةِ العُمرِ ذاوِيا

أَيا قَبرُ لَو أَنّا فَقَدناهُ وَحدَهُ

لَكانَ التَأَسّي مِن جَوى الحُزنِ شافِيا

وَلَكِن فَقَدنا كُلَّ شَيءٍ بِفَقدِهِ

وَهَيهاتَ أَن يَأتي بِهِ الدَهرُ ثانِيا

فَيا سائِلي أَينَ المُروءَةُ وَالوَفا

وَأَينَ الحِجا وَالرَأيُ وَيحَكَ هاهِيا

هَنيئاً لَهُم فَليَأمَنوا كُلَّ صائِحٍ

فَقَد أُسكِتَ الصَوتُ الَّذي كانَ عالِيا

وَماتَ الَّذي أَحيا الشُعورَ وَساقَهُ

إِلى المَجدِ فَاِستَحيا النُفوسَ البَوالِيا

مَدَحتُكَ لَمّا كُنتَ حَيّاً فَلَم أَجِد

وَإِنّي أُجيدُ اليَومَ فيكَ المَراثِيا

عَلَيكَ وَإِلّا ما لِذا الحُزنِ شامِلاً

وَفيكَ وَإِلّا ما لِذا الشَعبِ باكِيا

يَموتُ المُداوي لِلنُفوسِ وَلا يَرى

لِما فيهِ مِن داءِ النُفوسِ مُداوِيا

وَكُنّا نِياماً حينَما كُنتَ ساهِداً

فَأَسهَدتَنا حُزناً وَأَمسَيتَ غافِيا

شَهيدَ العُلا لا زالَ صَوتُكَ بَينَنا

يَرِنُّ كَما قَد كانَ بِالأَمسِ داوِيا

يُهيبُ بِنا هَذا بِناءٌ أَقَمتُهُ

فَلا تَهدِموا بِاللَهِ ما كُنتُ بانِيا

يَصيحُ بِنا لا تُشعِروا الناسَ أَنَّني

قَضَيتُ وَأَنَّ الحَيَّ قَد باتَ خالِيا

يُناشِدُنا بِاللَهِ أَلّا تَفَرَّقوا

وَكونوا رِجالاً لا تَسُرّوا الأَعادِيا

فَروحِيَ مِن هَذا المَقامِ مُطِلَّةٌ

تُشارِفُكُم عَنّي وَإِن كُنتُ بالِيا

فَلا تُحزِنوها بِالخِلافِ فَإِنَّني

أَخافُ عَلَيكُم في الخِلافِ الدَواهِيا

أَجَل أَيُّها الداعي إِلى الخَيرِ إِنَّنا

عَلى العَهدِ ما دُمنا فَنَم أَنتَ هانِيا

بِناؤُكَ مَحفوظٌ وَطَيفُكَ ماثِلٌ

وَصَوتُكَ مَسموعٌ وَإِن كُنتَ نائِيا

عَهِدناكَ لا تَبكي وَتُنكِرُ أَن يُرى

أَخو البَأسِ في بَعضِ المَواطِنِ باكِيا

فَرَخِّص لَنا اليَومَ البُكاءَ وَفي غَدٍ

تَرانا كَما تَهوى جِبالاً رَواسِيا

فَيا نيلُ إِن لَم تَجرِ بَعدَ وَفاتِهِ

دَماً أَحمَراً لا كُنتَ يا نيلُ جارِيا

وَيا مِصرُ إِن لَم تَحفَظي ذِكرَ عَهدِهِ

إِلى الحَشرِ لا زالَ اِنحِلالُكِ باقِيا

وَيا أَهلَ مِصرٍ إِن جَهِلتُم مُصابَكُم

ثِقوا أَنَّ نَجمَ السَعدِ قَد غارَ هاوِيا

ثَلاثونَ عاماً بَل ثَلاثونَ دُرَّةً

بِجيدِ اللَيالي ساطِعاتٍ زَواهِيا

سَتَشهَدُ في التاريخِ أَنّكَ لَم تَكُن

فَتىً مُفرَداً بَل كُنتَ جَيشاً مُغازِيا





عطر الزنبق 11-23-2019 01:58 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


نَثَروا عَلَيكَ نَوادِيَ الأَزهارِ

وَأَتَيتُ أَنثُرُ بَينَهُم أَشعاري

زَينَ الشَبابِ وَزَينَ طُلّابِ العُلا

هَل أَنتَ بِالمُهَجِ الحَزينَةِ داري

غادَرتَنا وَالحادِثاتُ بِمَرصَدٍ

وَالعَيشُ عَيشُ مَذَلَّةٍ وَإِسارِ

ما كانَ أَحوَجَنا إِلَيكَ إِذا عَدا

عادٍ وَصاحَ الصائِحونَ بَدارِ

أَينَ الخَطيبُ وَأَينَ خَلّابُ النُهى

طالَ اِنتِظارُ السَمعِ وَالأَبصارِ

بِاللَهِ ما لَكَ لا تُجيبُ مُنادِياً

ماذا أَصابَكَ يا أَبا المِغوارِ

قُم وَاِمحُ ما خَطَّت يَمينُ كُرومَرٍ

جَهلاً بِدينِ الواحِدِ القَهّارِ

قَد كُنتَ تَغضَبُ لِلكِنانَةِ كُلَّما

هَمَّت وَهَمَّ رَجاؤُها بِعِثارِ

غَضَبَ التَقِيِّ لِرَبِّهِ وَكِتابِهِ

أَو غَضبَةَ الفاروقِ لِلمُختارِ

قَد ضاقَ جِسمُكَ عَن مَداكَ فَلَم يُطِق

صَبراً عَلَيكَ وَأَنتَ شُعلَةُ نارِ

أَودى بِهِ ذاكَ الجِهادُ وَهَدَّهُ

عَزمٌ يَهُدُّ جَلائِلَ الأَخطارِ

لَعِبَت يَمينُكَ بِاليَراعِ فَأَعجَزَت

لَعِبَ الفَوارِسِ بِالقَنا الخَطّارِ

وَجَرَيتَ لِلعَلياءِ تَبغي شَأوَها

فَجَرى القَضاءُ وَأَنتَ في المِضمارِ

أَوَ كُلَّما هَزَّ الرَجاءُ مُهَنَّداً

بَدَرَت إِلَيهِ غَوائِلُ الأَقدارِ

عَزَّ القَرارُ عَلَيَّ لَيلَةَ نَعيِهِ

وَشَهِدتُ مَوكِبَهُ فَقَرَّ قَراري

وَتَسابَقَت فيهِ النُعاةُ فَطائِرٌ

بِالكَهرَباءِ وَطائِرٌ بِبُخارِ

شاهَدتُ يَومَ الحَشرِ يَومَ وَفاتِهِ

وَعَلِمتُ مِنهُ مَراتِبَ الأَقدارِ

وَرَأَيتُ كَيفَ تَفي الشُعوبُ رِجالَها

حَقَّ الوَلاءِ وَواجِبَ الإِكبارِ

تِسعونَ أَلفاً حَولَ نَعشِكَ خُشَّعُ

يَمشونَ تَحتَ لِوائِكَ السَيّارِ

خَطّوا بِأَدمُعِهِم عَلى وَجهِ الثَرى

لِلحُزنِ أَسطاراً عَلى أَسطارِ

آناً يُوالونَ الضَجيجَ كَأَنَّهُم

رَكبُ الحَجيجِ بِكَعبَةِ الزُوّارِ

وَتَخالُهُم آناً لِفَرطِ خُشوعِهِم

عِندَ المُصَلّى يُنصِتونَ لِقاري

غَلَبَ الخُشوعُ عَلَيهِمُ فَدُموعُهُم

تَجري بِلا كَلَحٍ وَلا اِستِنثارِ

قَد كُنتَ تَحتَ دُموعِهِم وَزَفيرِهِم

ما بَينَ سَيلٍ دافِقٍ وَشَرارِ

أَسعى فَيَأخُذُني اللَهيبُ فَأَنثَني

فَيَصُدُّني مُتَدَفِّقُ التَيّارِ

لَو لَم أَلُذ بِالنَعشِ أَو بِظِلالِهِ

لَقَضَيتُ بَينَ مَراجِلٍ وَبِحارِ

كَم ذاتِ خِدرٍ يَومَ طافَ بِكَ الرَدى

هَتَكَت عَلَيكَ حَرائِرَ الأَستارِ

سَفَرَت تُوَدِّعُ أُمَّةً مَحمولَةً

في النَعشِ لا خَبَراً مِنَ الأَخبارِ

أَمِنَت عُيونَ الناظِرينَ فَمَزَّقَت

وَجهَ الخِمارِ فَلَم تَلُذ بِخِمارِ

قَد قامَ ما بَينَ العُيونِ وَبَينَها

سِترٌ مِنَ الأَحزانِ وَالأَكدارِ

أُدرِجتَ في العَلَمِ الَّذي أَصفَيتَهُ

مِنكَ الوِدادَ فَكانَ خَيرَ شِعارِ

عَلَمانِ مِن فَوقِ الرُؤوسِ كِلاهُما

في طَيِّهِ سِرٌّ مِنَ الأَسرارِ

ناداهُما داعي الفِراقِ فَأَمسَيا

يَتَعانَقانِ عَلى شَفيرٍ هاري

تَاللَهِ ما جَزِعَ المُحِبُّ وَلا بَكى

لِنَوىً مُرَوِّعَةٍ وَبُعدِ مَزارِ

جَزَعَ الهِلالِ عَلَيكَ يَومَ تَرَكتَهُ

ما بَينَ حَرِّ أَسىً وَحَرِّ أُوارِ

مُتَلَفِّتاً مُتَحَيِّراً مُتَخَيِّراً

رَجُلاً يُناضِلُ عَنهُ يَومَ فَخارِ

إِنَّ الثَلاثينَ الَّتي بِكَ فاخَرَت

باتَت تُقاسُ بِأَطوَلِ الأَعمارِ

ضَمَّت إِلى التاريخِ بِضعَ صَحائِفٍ

بَيضاءَ مِثلَ صَحائِفِ الأَبرارِ

شَبَّهتُهُنَّ بِنُقطَةٍ عِطرِيَّةٍ

وَسِعَت مُحَصَّلَ رَوضَةٍ مِعطارِ

خَلَّفتَها كَالمَشقِ يَحذو حَذوَها

راجى الوُصولِ وَمُقتَفي الآثارِ

ماذا عَلى الساري وَهُنَّ مَناثِرٌ

لَو سارَ بَينَ مَجاهِلٍ وَقِفارِ

ما زِلتَ تَختارُ المَواقِفَ وَعرَةً

حَتّى وَقَفتَ لِذَلِكَ الجَبّارِ

وَهَدَمتَ سوراً قَد أَجادَ بِناءَهُ

فِرعَونُ ذو الأَوتادِ وَالأَنهارِ

وَوَصَلتَ بَينَ شَكاتِنا وَمَشايِخٍ

في البَرلَمانِ أَعِزَّةٍ أَخيارِ

كَشَفوا الغِطاءَ عَنِ العُيونِ فَأَبصَروا

ما في الكِنانَةِ مِن أَذىً وَضِرارِ

نَبَذوا كَلامَ اللُردِ حينَ تَبَيَّنوا

حَنَقَ المَغيظِ وَلَهجَةَ الثَرثارِ

وَرَماهُمُ بِمُجَلَّدَينِ رَمَوهُما

في رُتبَةِ الأَصفارِ لا الأَسفارِ

واهاً عَلى تِلكَ المَواقِفِ إِنَّها

كانَت مَواقِفَ لَيثِ غابٍ ضاري

لَم يَلوِهِ عَنها الوَعيدُ وَلا ثَنى

مِن عَزمِهِ قَولُ المُريبِ حَذارِ

فَاِهنَأ بِمَنزِلِكَ الجَديدِ وَنَم بِهِ

في غِبطَةٍ وَاِنعَم بِخَيرِ جِوارِ

وَاِستَقبِلِ الأَجرَ الكَبيرَ جَزاءَ ما

ضَحَّيتَ لِلأَوطانِ مِن أَوطارِ

نِعمَ الجَزاءُ وَنِعمَ ما بُلِّغتَهُ

في مَنزِلَيكَ وَنِعمَ عُقبى الدارِ





عطر الزنبق 11-23-2019 01:58 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


لِلَّهِ دَرُّكَ كُنتَ مِن رَجُلِ

لَو أَمهَلَتكَ غَوائِلُ الأَجَلِ

خُلُقٌ كَأَنفاسِ الرِياضِ إِذا

أَسحَرنَ غِبَّ العارِضِ الهَطِلِ

وَشَمائِلٌ لَو أَنَّها مُزِجَت

بِطَبائِعِ الأَيّامِ لَم تَحُلِ

جَمُّ المَحامِدِ غَيرُ مُتَّهَمٍ

جَمُّ التَواضُعِ غَيرُ مُبتَذَلِ

يا دَولَةَ الأَخلاقِ رافِلَةً

مِن قاسِمٍ في أَبهَجِ الحُلَلِ

كَيفَ اِنطَوَيتِ بِهِ عَلى عَجَلٍ

أَكَذا تَكونُ مَصارِعُ الدُوَلِ

يا طالِعاً لِلشَرقِ لَجَّ بِهِ

نَحسُ النُحوسِ فَقَرَّ في زُحَلِ

هَلّا وَصَلتَ سُراكَ مُنتَقِلاً

عَلَّ السُعودِ تَكونُ في النُقَلِ

ما لي أَرى الأَجداثَ حالِيَةً

وَأَرى رُبوعَ النيلِ في عَطَلِ

فَإِذا الكِنانَةُ أَطلَعَت رَجُلاً

طاحَ القَضاءُ بِذَلِكَ الرَجُلِ

أَوَ كُلَّما أَرسَلتُ مَرثِيَةً

مِن أَدمُعي في إِثرِ مُرتَحِلِ

هاجَت بِيَ الأُخرى دَفينَ أَسىً

فَوَصَلتُ بَينَ مَدامِعِ المُقَلِ

إِن خانَني فيما فَجِعتُ بِهِ

شِعري فَهَذا الدَمعُ يَشفَعُ لي

وَلَقَد أَقولُ وَما يُطاوِلُني

عِندَ البَديهَةِ قَولُ مُرتَجِلِ

يا مُرسِلَ الأَمثالِ يَضرِبُها

قَد عَزَّ بَعدَكَ مُرسِلُ المَثَلِ

يا رائِشَ الآراءِ صائِبَةً

يَرمي بِهِنَّ مَقاتِلَ الخَطَلِ

لِلَّهِ آراءٌ شَأَوتَ بِها

في الخالِدينَ نَوابِغَ الأُوَلِ

قَد كُنتَ أَشقانا بِنا وَكَذا

يَشقى الأَبِيُّ بِصُحبَةِ الوَكَلِ

لَهفي عَلَيكَ قَضَيتَ مُرتَجِلاً

لَم تَشكُ لَم تَستَوصِ لَم تَقُلِ

غَلَّ القَضاءُ يَدَ القَضاءِ فَذا

يَبكي عَلَيكَ وَذاكَ في جَذَلِ

شَغَلَتكَ عَن دُنياكَ أَربَعَةٌ

وَالمَرءُ مِن دُنياهُ في شُغُلِ

حَقٌّ تُناصِرُهُ وَمَفخَرَةٌ

تَمشي إِلَيها غَيرَ مُنتَحِلِ

وَحَقائِقٌ لِلعِلمِ تَنشُدُها

ما لِلحَكيمِ بِهِنَّ مِن قِبَلِ

وَفَضيلَةٌ أَعيَت سِواكَ فَلَم

تَمدُد إِلَيهِ يَداً وَلَم يَصِلِ

إِن رَيتَ رَأياً في الحِجابِ وَلَم

تُعصَم فَتِلكَ مَراتِبُ الرُسُلِ

الحُكمُ لِلأَيّامِ مَرجِعُهُ

فيما رَأَيتَ فَنَم وَلا تَسَلِ

وَكَذا طُهاةُ الرَأيِ تَترُكُهُ

لِلدَهرِ يُنضِجُهُ عَلى مَهَلِ

فَإِذا أَصَبتَ فَأَنتَ خَيرُ فَتىً

وَضَعَ الدَواءَ مَواضِعَ العِلَلِ

أَولا فَحَسبُكَ ما شَرُفتَ بِهِ

وَتَرَكتَ في دُنياكَ مِن عَمَلِ

واهاً عَلى دارٍ مَرَرتُ بِها

قَفراً وَكانَت مُلتَقى السُبُلِ

أَرخَصتُ فيها كُلَّ غالِيَةٍ

وَذَكَرتُ فيها وَقفَةَ الطَلَلِ

ساءَلتُها عَن قاسِمٍ فَأَبَت

رَدَّ الجَوابِ فَرُحتُ في خَبَلِ

مُتَعَثِّراً يَنتابُني وَهَنٌ

مُتَرَنِّحاً كَالشارِبِ الثَمِلِ

مُتَذَكِّراً يَومَ الإِمامِ بِهِ

يَومَ اِنتَوَيتُ بِذَلِكَ البَطَلِ

يَومَ اِحتَسَبتُ وَكُنتُ ذا أَمَلٍ

تَحتَ التُرابِ بَقِيَّةَ الأَمَلِ

جاوِر أَحِبَّتَكَ الأُلى ذَهَبوا

بِالعَزمِ وَالإِقدامِ وَالعَمَلِ

وَاِذكُر لَهُم حاجَ البِلادِ إِلى

تِلكَ النُهى في الحادِثِ الجَلَلِ

قُل لِلإِمامِ إِذا اِلتَقَيتَ بِهِ

في الجَنَّتَينِ بِأَكرَمِ النُزُلِ

إِنَّ الحَقيقَةَ أَصبَحَت هَدَفاً

لِلراكِبينَ مَراكِبَ الزَلَلِ

لِلَّهِ آثارٌ لَكُم خَلَدَت

صاحَ الزَوالُ بِها فَلَم تَزُلِ

لِلَّهِ أَيّامٌ لَكَم دَرَجَت

طالَت عَوارِفُها وَلَم تَطُلِ

نِعمَ الظِلالِ لَوَ اِنَّها بَقِيَت

أَو أَنَّ ظِلّاً غَيرُ مُنتَقِلِ





عطر الزنبق 11-23-2019 01:59 AM



https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif


طوفوا بِأَركانِ هَذا القَبرِ وَاِستَلِموا

وَاِقضوا هُنالِكَ ما تَقضي بِهِ الذِمَمُ

هُنا جَنانٌ تَعالى اللَهُ بارِئُهُ

ضاقَت بِآمالِهِ الأَقدارُ وَالهِمَمُ

هُنا فَمٌ وَبَنانٌ لاحَ بَينَهُما

في الشَرقِ فَجرٌ تُحَيّي ضَوءَهُ الأُمَمُ

هُنا فَمٌ وَبَنانٌ طالَما نَثَرا

نَثراً تَسيرُ بِهِ الأَمثالُ وَالحِكَمُ

هُنا الكَمِيُّ الَّذي شادَت عَزائِمُهُ

لِطالِبِ الحَقِّ رُكناً لَيسَ يَنهَدِمُ

هُنا الشَهيدُ هُنا رَبُّ اللِواءِ هُنا

حامي الذِمارِ هُنا الشَهمُ الَّذي عَلِموا

يا أَيُّها النائِمُ الهاني بِمَضجَعِهِ

لِيَهنِكَ النَومُ لا هَمٌّ وَلا سَقَمُ

باتَت تُسائِلُنا في كُلِّ نازِلَةٍ

عَنكَ المَنابِرُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ

تَرَكتَ فينا فَراغاً لَيسَ يَشغَلُهُ

إِلّا أَبِيٌّ ذَكِيُّ القَلبِ مُضطَرِمُ

مُنَفَّرُ النَومِ سَبّاقٌ لِغايَتِهِ

آثارُهُ عَمَمٌ آمالُهُ أَمَمُ

إِنّي أَرى وَفُؤادي لَيسَ يَكذِبُني

روحاً يَحُفُّ بِها الإِكبارُ وَالعِظَمُ

أَرى جَلالاً أَرى نوراً أَرى مَلَكاً

أَرى مُحَيّاً يُحَيّينا وَيَبتَسِمُ

اللَهُ أَكبَرُ هَذا الوَجهُ أَعرِفُهُ

هَذا فَتى النيلِ هَذا المُفرَدُ العَلَمُ

غُضّوا العُيونَ وَحَيّوهُ تَحِيَّتَهُ

مِنَ القُلوبِ إِذا لَم تُسعِدِ الكَلِمُ

وَأَقسِموا أَن تَذودوا عَن مَبادِئِهِ

فَنَحنُ في مَوقِفٍ يَحلو بِهِ القَسَمُ

لَبَّيكَ نَحنُ الأُلى حَرَّكتَ أَنفُسَهُم

لَمّا سَكَنتَ وَلَمّا غالَكَ العَدَمُ

جِئنا نُؤَدّي حِساباً عَن مَواقِفِنا

وَنَستَمِدُّ وَنَستَعدي وَنَحتَكِمُ

قيلَ اِسكُتوا فَسَكَتنا ثُمَّ أَنطَقَنا

عَسفُ الجُفاةِ وَأَعلى صَوتَنا الأَلَمُ

قَدِ اِتُّهِمنا وَلَمّا نَطَّلِب جَلَلاً

إِنَّ الضَعيفَ عَلى الحالَينِ مُتَّهَمُ

قالوا لَقَد ظَلَموا بِالحَقِّ أَنفُسَهُم

وَاللَهُ يَعلَمُ أَنَّ الظالِمينَ هُمُ

إِذا سَكَتنا تَناجَوا تِلكَ عادَتُهُم

وَإِن نَطَقنا تَنادَوا فِتنَةٌ عَمَمُ

قَد مَرَّ عامٌ بِنا وَالأَمرُ يَحزُبُنا

آناً وَآوِنَةً تَنتابُنا النِقَمُ

فَالناسُ في شِدَّةٍ وَالدَهرُ في كَلَبٍ

وَالعَيشُ قَد حارَ فيهِ الحاذِقُ الفَهِمُ

وَلِلسِياسَةِ فينا كُلَّ آوِنَةٍ

لَونٌ جَديدٌ وَعَهدٌ لَيسَ يُحتَرَمُ

بَينا نَرى جَمرَها تُخشى مَلامِسُهُ

إِذا بِهِ عِندَ لَمسِ المُصطَلي فَحَمُ

تُصغي لِأَصواتِنا طَوراً لِتَخدَعَنا

وَتارَةً يَزدَهيها الكِبرُ وَالصَمَمُ

فَمِن مُلايَنَةٍ أَستارُها خُدَعٌ

إِلى مُصالَبَةٍ أَستارُها وَهَمُ

ماذا يُريدونَ لا قَرَّت عُيونُهُمُ

إِنَّ الكِنانَةَ لا يُطوى لَها عَلَمُ

كَم أُمَّةٍ رَغِبَت فيها فَما رَسَخَت

لَها عَلى حَولِها في أَرضِها قَدَمُ

ما كانَ رَبُّكَ رَبُّ البَيتِ تارِكَها

وَهيَ الَّتي بِحِبالٍ مِنهُ تَعتَصِمُ

لَبَّيكَ إِنّا عَلى ما كُنتَ تَعهَدُهُ

حَتّى نَسودَ وَحَتّى تَشهَدَ الأُمَمُ

فَيَعلَمَ النيلُ أَنّا خَيرُ مَن وَرَدوا

وَيَستَطيلَ اِختِيالاً ذَلِكَ الهَرَمُ

هَذا الغِراسُ الَّذي والَيتَ مَنبِتَهُ

بِخَيرِ ما والَتِ الأَضواءُ وَالنَسَمُ

أَمسى وَأَضحى وَعَينُ اللَهِ تَحرُسُهُ

حَتّى نَما وَحَلاهُ المَجدُ وَالشَمَمُ

فَاُنظُر إِلَيهِ وَقَد طالَت بَواسِقُهُ

تَهنَأ بِهِ وَلِأَنفِ الحاسِدِ الرَغَمُ

يا أَيُّها النَشءُ سيروا في طَريقَتِهِ

وَثابِروا رَضِيَ الأَعداءُ أَو نَقِموا

فَكُلُّكُم مُصطَفى لَو سارَ سيرَتَهُ

وَكُلُّكُم كامِلٌ لَو جازَهُ السَأَمُ

قَد كانَ لا وانِياً يَوماً وَلا وَكِلاً

يَستَقبِلُ الخَطبَ بَسّاماً وَيَقتَحِمُ

وَأَنتَ يا قَبرُ قَد جِئنا عَلى ظَمَإٍ

فَجُد لَنا بِجَوابٍ جادَكَ الدِيَمُ

أَينَ الشَبابُ الَّذي أودِعتَ نَضرَتَهُ

أَينَ الخِلالُ رَعاكَ اللَهُ وَالشِيَمُ

وَما صَنَعتَ بِآمالٍ لَنا طُوِيَت

يا قَبرُ فيكَ وَعَفّى رَسمَها القِدَمُ

أَلا جَوابٌ يُرَوّي مِن جَوانِحِنا

ما لِلقُبورِ إِذا ما نودِيَت تَجِمُ

نَم أَنتَ يَكفيكَ ما عانَيتَ مِن تَعَبٍ

فَنَحنُ في يَقظَةٍ وَالشَملُ مُلتَئِمُ

هَذا لِواؤُكَ خَفّاقٌ يُظَلِّلُنا

وَذاكَ شَخصُكَ في الأَكبادِ مُرتَسِمُ






الساعة الآن 11:16 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا