![]() |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif رَثاكَ أَميرُ الشِعرِ في الشَرقِ وَاِنبَرى لِمَدحِكَ مِن كُتّابِ مِصرَ كَبيرُ وَلَستُ أُبالي حينَ أَرثيكَ بَعدَهُ إِذا قيلَ عَنّي قَد رَثاهُ صَغيرُ فَقَد كُنتَ عَوناً لِلضَعيفِ وَإِنَّني ضَعيفٌ وَما لي في الحَياةِ نَصيرُ وَلَستُ أُبالي حينَ أَبكيكَ لِلوَرى حَوَتكَ جِنانٌ أَم حَواكَ سَعيرُ فَإِنّي أُحِبُّ النابِغينَ لِعِلمِهِم وَأَعشَقُ رَوضَ الفِكرِ وَهوَ نَضيرُ دَعَوتَ إِلى عيسى فَضَجَّت كَنائِسٌ وَهُزَّ لَها عَرشٌ وَمادَ سَريرُ وَقالَ أُناسٌ إِنَّهُ قَولُ مُلحِدٍ وَقالَ أُناسٌ إِنَّهُ لَبَشيرُ وَلَولا حُطامٌ رَدَّ عَنكَ كِيادَهُم لَضِقتَ بِهِ ذَرعاً وَساءَ مَصيرُ وَلَكِن حَماكَ العِلمُ وَالرَأيُ وَالحِجا وَمالٌ إِذا جَدَّ النِزالُ وَفيرُ إِذا زُرتَ رَهنَ المَحبَسَينِ بِحُفرَةٍ بِها الزُهدُ ثاوٍ وَالذَكاءُ سَتيرُ وَأَبصَرتَ أُنسَ الزُهدِ في وَحشَةِ البِلى وَشاهَدتَ وَجهَ الشَيخِ وَهوَ مُنيرُ وَأَيقَنتَ أَنَّ الدينَ لِلَّهِ وَحدَهُ وَأَنَّ قُبورَ الزاهِدينَ قُصورُ فَقِف ثُمَّ سَلِّم وَاِحتَشِم إِنَّ شَيخَنا مَهيبٌ عَلى رَغمِ الفَناءِ وَقورُ وَسائِلهُ عَمّا غابَ عَنكَ فَإِنَّهُ عَليمٌ بِأَسرارِ الحَياةِ بَصيرُ يُخَبِّرُكَ الأَعمى وَإِن كُنتَ مُبصِراً بِما لَم تُخَبِّر أَحرُفٌ وَسُطورُ كَأَنّي بِسَمعِ الغَيبِ أَسمَعُ كُلَّ ما يُجيبُ بِهِ أُستاذُنا وَيُحيرُ يُناديكَ أَهلاً بِالَّذي عاشَ عَيشَنا وَماتَ وَلَم يَدرُج إِلَيهِ غُرورُ قَضَيتَ حَياةً مِلؤُها البِرُّ وَالتُقى فَأَنتَ بِأَجرِ المُتَّقينَ جَديرُ وَسَمَّوكَ فيهِم فَيلَسوفاً وَأَمسَكوا وَما أَنتَ إِلّا مُحسِنٌ وَمُجيرُ وَما أَنتَ إِلّا زاهِدٌ صاحَ صَيحَةً يَرِنُّ صَداها ساعَةً وَيَطيرُ سَلَوتَ عَنِ الدُنيا وَلَكِنَّهُم صَبَوا إِلَيها بِما تُعطيهِمُ وَتَميرُ حَياةُ الوَرى حَربٌ وَأَنتَ تُريدُها سَلاماً وَأَسبابُ الكِفاحِ كَثيرُ أَبَت سُنَّةُ العُمرانِ إِلّا تَناحُراً وَكَدحاً وَلَو أَنَّ البَقاءَ يَسيرُ تُحاوِلُ رَفعَ الشَرِّ وَالشَرُّ واقِعٌ وَتَطلُبُ مَحضَ الخَيرِ وَهوَ عَسيرُ وَلَولا اِمتِزاجُ الشَرِّ بِالخَيرِ لَم يَقُم دَليلٌ عَلى أَنَّ الإِلَهَ قَديرُ وَلَم يَبعَثِ اللَهُ النَبِيّينَ لِلهُدى وَلَم يَتَطَلَّع لِلسَريرِ أَميرُ وَلَم يَعشَقِ العَلياءَ حُرٌّ وَلَم يَسُد كَريمٌ وَلَم يَرجُ الثَراءَ فَقيرُ وَلَو كانَ فينا الخَيرُ مَحضاً لَما دَعا إِلى اللَهِ داعٍ أَو تَبَلَّجَ نورُ وَلا قيلَ هَذا فَيلَسوفٌ مُوَفَّقٌ وَلا قيلَ هَذا عالِمٌ وَخَبيرُ فَكَم في طَريقِ الشَرِّ خَيرٌ وَنِعمَةٌ وَكَم في طَريقِ الطَيِّباتِ شُرورُ أَلَم تَرَ أَنّي قُمتُ قَبلَكَ داعِياً إِلى الزُهدِ لا يَأوي إِلَيَّ ظَهيرُ أَطاعوا أَبيقوراً وَسُقراطَ قَبلَهُ وَخولِفتُ فيما أَرتَئي وَأُشيرُ وَمِتُّ وَما ماتَت مَطامِعُ طامِعٍ عَلَيها وَلا أَلقى القِيادَ ضَميرُ إِذا هُدِمَت لِلظُلمِ دورٌ تَشَيَّدَت لَهُ فَوقَ أَكتافِ الكَواكِبِ دورُ أَفاضَ كِلانا في النَصيحَةِ جاهِداً وَماتَ كِلانا وَالقُلوبُ صُخورُ فَكَم قيلَ عَن كَهفِ المَساكينِ باطِلٌ وَكَم قيلَ عَن شَيخِ المَعَرَّةِ زورُ وَما صَدَّ عَن فِعلِ الأَذى قَولُ مُرسَلٍ وَما راعَ مَفتونَ الحَياةِ نَذيرُ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif رِياضُ أَفِق مِن غَمرَةِ المَوتِ وَاِستَمِع حَديثَ الوَرى عَن طيبِ ما كُنتَ تَصنَعُ أَفِق وَاِستَمِع مِنّي رِثاءً جَمَعتُهُ تُشارِكُني فيهِ البَرِيَّةُ أَجمَعُ لِتَعلَمَ ما تَطوي الصُدورُ مِنَ الأَسى وَتَنظُرَ مَقروحَ الحَشا كَيفَ يَجزَعُ لَئِن تَكُ قَد عُمِّرتَ دَهراً لَقَد بَكى عَلَيكَ مَعَ الباكي خَلائِقُ أَربَعُ مَضاءٌ وَإِقدامٌ وَحَزمٌ وَعَزمَةٌ مِنَ الصارِمِ المَصقولِ أَمضى وَأَقطَعُ رُحِمتَ فَما جاهٌ يُنَوِّهُ في العُلا بِصاحِبِهِ إِلّا وَجاهُكَ أَوسَعُ وَلا قامَ في أَيّامِكَ البيضِ ماجِدٌ يُنازِعُكَ البابَ الَّذي كُنتَ تَقرَعُ إِذا قيلَ مَن لِلرَأيِ في الشَرقِ أَومَأَت إِلى رَأيِكَ الأَعلى مِنَ الغَربِ إِصبَعُ وَإِن طَلَعَت في مِصرَ شَمسُ نَباهَةٍ فَمِن بَيتِكَ المَعمورِ تَبدو وَتَطلُعُ حَكَمتَ فَما حَكَّمتَ في قَصدِكَ الهَوى طَريقُكَ في الإِنصافِ وَالعَدلِ مَهيَعُ وَقَد كُنتَ ذا بَطشٍ وَلَكِنَّ تَحتَهُ نَزاهَةَ نَفسٍ في سَبيلِكَ تَشفَعُ وَقَفتَ لِإِسماعيلَ وَالأَمرُ أَمرُهُ وَفي كَفِّهِ سَيفٌ مِنَ البَطشِ يَلمَعُ إِذا صاحَ لَبّاهُ القَضاءُ وَأَسرَعَت إِلى بابِهِ الأَيّامُ وَالناسُ خُشَّعُ يُذِلُّ إِذا شاءَ العَزيزَ وَتَرتَئي إِرادَتُهُ رَفعَ الذَليلِ فَيُرفَعُ فَفي كَرَّةٍ مِن لَحظِهِ وَهوَ عابِسٌ تُدَكُّ جِبالٌ لَم تَكُن تَتَزَعزَعُ وَفي كَرَّةٍ مِن لَحظِهِ وَهوَ باسِمٌ تَسيلُ بِحارٌ بِالعَطاءِ فَتُمرِعُ فَما أَغلَبٌ شاكي العَزيمَةِ أَروَعٌ يُصارِعُهُ في الغابِ أَغلَبُ أَروَعُ بِأَجرَأَ مِن ذاكَ الوَزيرِ مُصادِماً إِرادَةَ إِسماعيلَ وَالمَوتُ يَسمَعُ وَفي الثَورَةِ الكُبرى وَقَد أَحدَقَت بِنا صُروفُ اللَيالي وَالمَنِيَّةُ مَشرَعُ نَظَرتَ إِلى مِصرٍ فَساءَكَ أَن تَرى حُلاها بِأَيدي المُستَطيلينَ تُنزَعُ وَلَم تَستَطِع صَبراً عَلى هَتكِ خِدرِها فَفارَقتَها أَسوانَ وَالقَلبُ موجَعُ وَعُدتَ إِلَيها حينَ ناداكَ نيلُها أَقِل عَثرَتي فَالقَومُ في الظُلمِ أَبدَعوا فَكُنتَ أَبا مَحمودَ غَوثاً وَعِصمَةً إِلَيكَ دُعاةُ الحَقِّ تَأوي وَتَفزَعُ وَكَم نابِغٍ في أَرضِ مِصرَ حَمَيتَهُ وَمِثلُكَ مَن يَحمي الكَريمَ وَيَمنَعُ رَعَيتَ جَمالَ الدينِ ثُمَّ اِصطَفَيتَهُ فَأَصبَحَ في أَفياءِ جاهِكَ يَرتَعُ وَقَد كانَ في دارِ الخِلافَةِ ثاوِياً وَفي صَدرِهِ كَنزٌ مِنَ العِلمِ مودَعُ فَجِئتَ بِهِ وَالناسُ قَد طالَ شَوقُهُمُ إِلى أَلمَعِيٍّ بِالبَراهينِ يَصدَعُ فَحَرَّكَ مِن أَفهامِهِم وَعُقولِهِم وَعاوَدَهُم ذاكَ الذَكاءُ المُضَيَّعُ وَوَلَّيتَ تَحريرَ الوَقائِعِ عَبدَهُ فَجاءَ بِما يَشفي الغَليلَ وَيَنقَعُ وَكانَت لِرَبِّ الناسِ فيهِ مَشيئَةٌ فَأَمسَت إِلَيهِ الناسُ في الحَقِّ تَرجِعُ وَجاؤوا بِإِبراهيمَ في القَيدِ راسِفاً عَلَيهِ مِنَ الإِملاقِ ثَوبٌ مُرَقَّعُ فَأَلفَيتَ مِلءَ الثَوبِ نَفساً طَموحَةً إِلى المَجدِ مِن أَطمارِها تَتَطَلَّعُ فَأَطلَقتَهُ مِن قَيدِهِ وَأَقَلتَهُ وَما كانَ في تِلكَ السَعادَةِ يَطمَعُ وَكَم لَكَ في مِصرٍ وَفي الشَأمِ مِن يَدٍ لَها أَينَ حَلَّت نَفحَةٌ تَتَضَوَّعُ رَفَعتَ عَنِ الفَلّاحِ عِبءَ ضَريبَةٍ يَنوءُ بِها أَيّامَ لا غَوثَ يَنفَعُ وَأَرهَبتَ حُكّامَ الأَقاليمِ فَاِرعَوَوا وَكانوا أُناساً في الجَهالَةِ أَوضَعوا فَخافوكَ حَتّى لَو تَناجَوا بِنَجوَةٍ لَخالوا رِياضاً فَوقَهُم يَتَسَمَّعُ أَقَمتَ عَلَيهِم زاجِراً مِن نُفوسِهِم إِذا سَوَّلَت أَمراً لَهُم قامَ يَردَعُ سَلِ الناسَ أَيّامَ الرُشا مُستَفيضَةٌ وَأَيّامَ لا تَجني الَّذي أَنتَ تَزرَعُ أَكانَ رِياضٌ عَنهُمُ غَيرَ غافِلٍ يَرُدُّ الأَذى عَن أَهلِ مِصرَ وَيَدفَعُ أَمُؤتَمَرَ الإِصلاحِ وَالعُرفِ قَد مَضى رِياضٌ وَأَودى الوازِعُ المُتَوَرِّعُ وَكانَ عَلى كُرسِيِّهِ خَيرَ جالِسٍ لِهَيبَتِهِ تَعنو الوُجوهُ وَتَخشَعُ فَيا وَيلَنا إِن لَم تَسُدّوا مَكانَهُ بِذي مِرَّةٍ في الخَطبِ لا يَتَضَعضَعُ بَعيدِ مَرامِ الفِكرِ أَمّا جَنانُهُ فَرَحبٌ وَأَمّا عِزُّهُ فَمُمَنَّعُ فَيا ناصِرَ المُستَضعَفينَ إِذا عَدا عَلَيهِم زَمانٌ بِالعَداوَةِ مولَعُ عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ ما قامَ بَينَنا وَزيرٌ عَلى دَستِ العُلا يَتَرَبَّعُ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif صونوا يَراعَ عَلِيٍّ في مَتاحِفِكُم وَشاوِروهُ لَدى الأَرزاءِ وَالنُوَبِ وَاِستَلهِموهُ إِذا ما الرَأيُ أَخطَأَكُم يَومَ النِضالِ عَنِ الأَوطانِ وَالنَشَبِ قَد كانَ سَلوَةَ مِصرٍ في مَكارِهِها وَكانَ جَمرَةَ مِصرٍ ساعَةَ الغَضَبِ في شِقِّهِ وَمَراميهِ وَريقَتِهِ ما في الأَساطيلِ مِن بَطشٍ وَمِن عَطَبِ كَم رَدَّ عَنّا وَعَينُ الغَربِ طامِحَةٌ مِنَ الرَزايا وَكَم جَلّى مِنَ الكُرَبِ لَهُ صَريرٌ إِذا جَدَّ النِزالُ بِهِ يُنسي الكُماةِ صَليلَ البيضِ وَالقُضُبِ ما ضَرَّ مَن كانَ هَذا في أَنامِلِهِ أَن يَشهَدَ الحَربَ لَم يَسكُن إِلى يَلَبِ فَلَو رَآهُ اِبنُ أَوسٍ ما قَرَأتَ لَهُ السَيفُ أَصدَقُ أَنباءٍ مِنَ الكُتُبِ أَلا فَتىً عَرَبِيٌّ تَستَقِلُّ بِهِ بَعدَ الفَقيدِ وَيَحمي حَوزَةَ الأَدَبِ وَيَمنَعُ الحَقَّ أَن يُغشي تَبَلُّجَهُ ما في السِياسَةِ مِن زورٍ وَمِن كَذِبِ أَودى فَتى الشَرقِ بَل شَيخُ الصَحافَةِ بَل شَيخُ الوَفائِيَّةِ الوَضّاحَةِ الحَسَبِ أَقامَ فينا عِصامِيّاً فَعَلَّمَنا مَعنى الثَباتِ وَمَعنى الجِدِّ وَالدَأَبِ وَراحَ عَنّا وَلَم تَبلُغ عَزائِمُنا مَدى مُناها وَلَم تَقرُب مِنَ الأَرَبِ قالوا عَجِبنا لِمِصرٍ يَومَ مَصرَعِهِ وَقَد عَجِبتُ لَهُم مِن ذَلِكَ العَجَبِ إِنَّ الأُلى حَسِبوها غَيرَ جازِعَةٍ لا يَنظُرونَ إِلى الأَشياءِ مِن كَثَبِ تَاللَهِ ما جَهِلَت فيهِ مُصيبَتَها وَلا الَّذي فَقَدَت مِن كاتِبِ العَرَبِ لَكِنَّها أَلِفَت وَالأَمرُ يَحزُبُها فَقدَ الرِجالِ وَمَوتَ السادَةِ النُجُبِ وَعَلَّمَتها اللَيالي أَن تُصابِرَها في الحادِثاتِ وَإِن أَمعَنَّ في الحَرَبِ كَم أَرجَفوا بَعدَ مَوتِ الشَيخِ وَاِرتَقَبوا مَوتَ المُؤَيَّدِ فينا شَرَّ مُرتَقَبِ وَإِن يَمُت تَمُتِ الآمالُ في بَلَدٍ لَولا المُؤَيَّدُ لَم يَنشَط إِلى طَلَبِ صُبابَةٌ مِن رَجاءٍ بَينَ أَضلُعِنا قَد باتَ يَرشُفُ مِنها كُلُّ مُغتَصِبِ أَلَم يَكُن لِبَني مِصرٍ وَقَد دُهِموا مِن ساسَةِ الغَربِ مِثلَ المَعقِلِ الأَشِبِ كَمِ اِنبَرَت فيهِ أَقلامٌ وَكَم رُفِعَت فيهِ مَنائِرُ مِن نَظمٍ وَمِن خُطَبِ وَكانَ مَيدانَ سَبقٍ لِلأُلى غَضِبوا لِلدينِ وَالحَقِّ مِن داعٍ وَمُحتَسِبِ فَكَم يَراعِ حَكيمٍ في مَشارِعِهِ قَدِ اِلتَقى بِيَراعِ الكاتِبِ الأَرِبِ أَيُّ الصَحائِفِ في القُطرَينِ قَد وَسِعَت رَدَّ الإِمامِ مُزيلِ الشَكِّ وَالرِيَبِ أَيّامَ يَحصِبُ هانوتو بِفِريَتِهِ وَجهَ الحَقيقَةِ وَالإِسلامِ في نَحَبِ ما لي أُعَدِّدُ آثارَ الفَقيدِ لَكُم وَالشَرقُ يَعرِفُ رَبَّ السَبقِ وَالغَلَبِ لَولا المُؤَيَّدُ ظَلَّ المُسلِمونَ عَلى تَناكُرٍ بَينَهُم في ظُلمَةِ الحُجُبِ تَعارَفوا فيهِ أَرواحاً وَضَمَّهُمُ رَغمَ التَنائي زِمامٌ غَيرُ مُنقَضِبِ في مِصرَ في تونِسٍ في الهِندِ في عَدَنٍ في الروسِ في الفُرسِ في البَحرَينِ في حَلَبِ هَذا يَحِنُّ إِلى هَذا وَقَد عُقِدَت مَوَدَّةٌ بَينَهُم مَوصولَةُ السَبَبِ أَبا بُثَينَةَ نَم يَكفيكَ ما تَرَكَت فينا يَداكَ وَما عانَيتَ مِن تَعَبِ جاهَدتَ في اللَهِ وَالأَوطانِ مُحتَسِبا فَاِرجِع إِلى اللَهِ مَأجوراً وَفُز وَطِبِ وَاِحمِل بِيُمناكَ يَومَ النَشرِ ما نَشَرَت تِلكَ الصَحيفَةُ في دُنياكَ وَاِنتَسِبِ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif جَلَّ الأَسى فَتَجَمَّلي وَإِذا أَبَيتِ فَأَجمِلي يا مِصرُ قَد أَودى فَتا كِ وَلا فَتىً إِلّا عَلي قَد ماتَ نابِغَةُ القَضا ءِ وَغابَ بَدرُ المَحفِلِ وَعَدا القَضاءُ عَلى القَضا ءِ فَصابَهُ في المَقتَلِ حَلّالُ عَقدِ المُعضِلا تِ قَضى بِداءٍ مُعضِلِ وَيحَ الكِنانَةِ ما لَها في غَمرَةٍ لا تَنجَلي باتَت وَكارِثَةٌ تَمُر رُ بِها وَكارِثَةٌ تَلي يا زَهرَةَ الماضي وَيا رَيحانَةَ المُستَقبَلِ كُنّا نُعِدُّكِ لِلشَدا ئِدِ في الزَمانِ المُقبِلِ يا لابِسَ الخُلُقِ الكَري مِ المُطمَئِنِّ الأَمثَلِ فارَقتَنا في حينِ حا جَتِنا وَلَم تَتَمَهَّلِ يا رامِياً صَدرَ الصِعا بِ رَماكَ رامي الأَجدَلِ يا حافِظاً غَيبَ الصَدي قِ وَيا كَريمَ المِقوَلِ أَيُّ المَحامِدِ غَضَّةً بِحُلاكَ لَم تَتَجَمَّلِ تَلهو لِداتُكَ بِالصِبا لَهواً وَأَنتَ بِمَعزِلِ تَسعى وَراءَ الباقِيا تِ الصالِحاتِ وَتَعتَلي بَينَ المَحابِرِ وَالدَفا تِرِ دائِباً لا تَأتَلي أَدرَكتَ عِلمَ الآخِري نَ وَحُزتَ فَضلَ الأَوَّلِ أَدنى مَرامِكَ هِمَّةٌ فَوقَ السِماكِ الأَعزَلِ وَأَجَلُّ قَصدِكَ أَن تَرى مِصراً تَسودُ وَتَعتَلي دَرَجَ الأَحِبَّةُ بَعدَ ما تَرَكوا الأَسى وَالحُزنَ لي لَم يَحلُ لي مِن بَعدِهِم عَيشٌ وَلَم أَتَعَلَّلِ لي كُلَّ عامٍ وَقفَةٌ حَرّى عَلى مُتَرَحِّلِ أَبكي بُكاءَ الثاكِلا تِ وَأَصطَلي ما أَصطَلي لَم يُبقِ لي يَومُ الفَقي دِ عَزيمَةً لَم تُفلَلِ يَومٌ عَبوسٌ قَد مَضى بِفَتىً أَغَرَّ مُحَجَّلِ مَن لَم يُشاهِد هَولَهُ عِندَ القَضاءِ المُنزَلِ لَم يَدرِ ما قَصمُ الظُهو رِ وَلا اِنخِزالُ المَفصِلِ يا قَبرُ وَيحَكَ ما صَنَع تَ بِوَجهِهِ المُتَهَلِّلِ عَبَّستَ مِنهُ نَضرَةً كانَت رِياضَ المُجتَلي وَعَبَثتَ مِنهُ بِطُرَّةٍ سَوداءَ لَمّا تَنصُلِ يا قَبرُ هَل لَعِبَ البِلى بِلِطافِ تِلكَ الأَنمُلِ لَهفي عَلَيها في الطُرو سِ تَسيلُ سَيلَ الجَدوَلِ لَهفي عَلَيها في الجِدا لِ تَحُلُّ عَقدَ المُشكِلِ لَهفي عَلَيها لِلرَجا ءِ وَلِلعُفاةِ السُؤَّلِ يا قَبرُ ضَيفُكَ بَينَنا قَد كانَ خَيرَ مُؤَمَّلِ لَم يَنقَبِض كِبراً بِنا ديهِ وَلَم يَتَبَذَّلِ إِنّي حَلَلتُ رِحابَهُ فَنَزَلتُ أَكرَمَ مَنزِلِ وَنَهِلتُ مِن أَخلاقِهِ فَوَرَدتُ أَعذَبَ مَنهَلِ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif أُختَ الكَواكِبِ ما رَما كِ وَأَنتِ رامِيَةُ النُسورِ ماذا دَهاكَ وَفَوقَ ظَهـ ـرِكِ مَربِضُ الأَسَدِ الهَصورِ خَضَعَت لِإِمرَتِهِ الرِيا حُ مِنَ الصَبا وَمِنَ الدَبورِ فَغَدا يُصَرِّفُ مِن أَعِن نَتِها تَصاريفَ القَديرِ فَتحي وَهَل لي إِن سَأَلـ ـتُ عَنِ المُصيبَةِ مِن مُحيرِ وَيلاهُ هَل جُزتَ الحُدو دَ وَأَنتَ مُختَرِقُ السُتورِ فَرَماكَ حُرّاسُ السَما ءِ وَتِلكَ قاصِمَةُ الظُهورِ أَم غارَ مِنكَ السابِحا تُ وَأَنتَ تَسبَحُ في الأَثيرِ حَسَدَتكَ حينَ رَأَتكَ وَحـ ـدَكَ ثُمَّ كَالفَلَكِ المُنيرِ وَالعَينُ مِثلُ السَهمِ تَنـ ـفُذُ في التَرائِبِ وَالنُحورِ حاوَلتَ أَن تَرِدَ المَجَر رَةَ وَالوُرودَ مِنَ العَسيرِ فَوَرَدتَ يا فَتحي الحِما مَ وَأَنتَ مُنقَطِعُ النَظيرِ وَهَوَيتَ مِن كَبِدِ السَما ءِ وَهَكَذا مَهوى البُدورِ إِن كانَ أَعياكَ الصُعو دُ بِذَلِكَ الجَسَدِ الطَهورِ فَاِسبَح بِروحِكَ وَحدَها وَاِصعَد إِلى المَلِكِ الكَبيرِ إِن راعَنا صَوتُ النَعِـ ـيِ وَفاتَنا نَبَأُ البَشيرِ فَلَعَلَّ مَن ضَنَّت يَدا هُ عَلى الكِنانَةِ بِالسُرورِ أَن يَستَجيبَ دُعاءَها في حِفظِ صاحِبِكَ الأَخيرِ باتَت تُراقِبُ في المَشا رِقِ وَالمَغارِبِ وَجهَ نوري |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif سَكَنَ الفَيلَسوفُ بَعدَ اِضطِرابِ إِنَّ ذاكَ السُكونَ فَصلُ الخِطابِ لَقِيَ اللَهَ رَبَّهُ فَاِترُكوا المَر ءَ لِدَيّانِهِ فَسيحِ الرِحابِ حَزِنَ العِلمُ يَومَ مِتَّ وَلَكِن أَمِنَ الدينُ صَيحَةَ المُرتابِ كُنتَ تَبغي بَردَ اليَقينِ عَلى الأَر ضِ وَتَسعى وَراءَ لُبِّ اللُبابِ فَاِستَرِح أَيُّها المُجاهِدُ وَاِهدَأ قَد بَلَغتَ المُرادَ تَحتَ التُرابِ وَعَرَفتَ اليَقينَ وَاِنبَلَجَ الحَـ ـقُ لِعَينَيكَ ساطِعاً كَالشِهابِ لَيتَ شِعري وَقَد قَضَيتَ حَياةً بَينَ شَكٍّ وَحَيرَةٍ وَاِرتِيابِ هَل أَتاكَ اليَقينُ مِن طُرُقِ الشَـ ـكِ فَشَكُّ الحَكيمِ بَدءُ الصَوابِ كَم سَمِعنا مُسائِلاً قَبلَ شِبلي عاشَ في البَحثِ طارِقاً كُلَّ بابِ أَطلَقَ الفِكرَ في العَوالِمِ حُرّاً مُستَطيراً يُريغُ هَتكَ الحِجابِ يَقرَعُ النَجمَ سائِلاً ثُمَّ يَرتَد دُ إِلى الأَرضِ باحِثاً عَن جَوابِ أَعجَزَتهُ مِن قُدرَةِ اللَهِ أَسبا بٌ طَواها مُسَبِّبُ الأَسبابِ وَقَفَت دونَها العُقولُ حَيارى وَاِنثَنى هِبرِزِيُّها وَهوَ كابي لَم يَكُن مُلحِداً وَلَكِن تَصَدّى لِشُؤونِ المُهَيمِنِ الوَهّابِ رامَ إِدراكَ كُنهِ ما أَعجَزَ النا سَ قَديماً فَلَم يَفُز بِالطِلابِ إيهِ شِبلي قَد أَكثَرَ الناسُ فيكَ ال قَولَ حَتّى تَفَنَّنوا في عِتابي قيلَ تَرثي ذاكَ الَّذي يُنكِرُ النو رَ وَلا يَهتَدي بِهَديِ الكِتابِ قُلتُ كُفّوا فَإِنَّما قُمتُ أَرثي مِنهُ خِلّاً أَمسى طَويلَ الغِيابِ أَنا وَاللَهِ لا أُحابيهِ في القَو لِ فَقَد كانَ صاحِبي لا يُحابي أَنا أَرثى شَمائِلاً مِنهُ عِندي كُنَّ أَحلى مِنَ الشِهادِ المُذابِ كانَ حُرَّ الآراءِ لا يَعرِفُ الخَتـ ـلَ وَلا يَستَبيحُ غَيبَ الصِحابِ مُفضِلاً مُحسِناً عَلى العُسرِ وَاليُسـ ـرِ جَميعَ الفُؤادِ رَحبَ الجَنابِ عاشَ ما عاشَ لا يُليقُ عَلى الأَيـ ـامِ لا وَلَم يَلِن لِلصِعابِ كانَ في الوُدِّ مَوضِعَ الثِقَةِ الكُب رى وَفي العِلمِ مَوضِعَ الإِعجابِ نُكِبَ الطِبُّ فيهِ يَومَ تَوَلّى وَأُصيبَت رَوائِعُ الآدابِ وَخَلا ذَلِكَ النَدِيُّ مِنَ الأُنـ ـسِ وَقَد كانَ مَرتَعَ الكُتّابِ وَبَكَت فَقدَهُ الشَآمُ وَناءَت فَوقَ ما نابَها بِهَذا المُصابِ كُلَّ يَومٍ يُهَدُّ رُكنٌ مِنَ الشَأ مِ لَقَد آذَنَت إِذاً بِالخَرابِ فَهيَ بِاليازِجي وَجُرجي وَشِبلي فُجِعَت بِالثَلاثَةِ الأَقطابِ فَعَلى الراحِلِ الكَريمِ سَلامٌ كُلَّما غَيَّبَ الثَرى لَيثَ غابِ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif دَعاني رِفاقي وَالقَوافي مَريضَةٌ وَقَد عَقَدَت هوجُ الخُطوبِ لِساني فَجِئتُ وَبي ما يَعلَمُ اللَهُ مِن أَسىً وَمِن كَمَدٍ قَد شَفَّني وَبَراني مَلِلتُ وُقوفي بَينَكُم مُتَلَهِّفاً عَلى راحِلٍ فارَقتُهُ فَشَجاني أَفي كُلَّ يَومٍ يَبضَعُ الحُزنُ بَضعَةً مِنَ القَلبِ إِنّي قَد فَقَدتُ جَناني كَفانِيَ ما لُقّيتُ مِن لَوعَةِ الأَسى وَما نابَني يَومَ الإِمامِ كَفاني تَفَرَّقَ أَحبابي وَأَهلي وَأَخَّرَت يَدُ اللَهِ يَومي فَاِنتَظَرتُ أَواني وَما لي صَديقٌ إِن عَثَرتُ أَقالَني وَما لي قَريبٌ إِن قَضَيتُ بَكاني أَرانِيَ قَد قَصَّرتُ في حَقِّ صُحبَتي وَتَقصيرُ أَمثالي جِنايَةُ جاني فَلا تَعذِروني يَومَ فَتحي فَإِنَّني لَأَعلَمُ ما لا يَجهَلُ الثَقَلانِ فَقَد غابَ عَنّا يَومَ غابَ وَلَم يَكُن لَهُ بَينَ هالاتِ النَوابِغِ ثاني وَفي ذِمَّتي لِليازِجِيِّ وَديعَةٌ وَأُخرى لِزَيدانٍ وَقَد سَبَقاني فَيا لَيتَ شِعري ما يَقولانِ في الثَرى إِذا اِلتَقَيا يَوماً وَقَد ذَكَراني وَقَد رَمَيا بِالطَرفِ بَينَ جُموعِكُم وَلَم يَشهَدا في المَشهَدَينِ مَكاني أَيَجمُلُ بي هَذا العُقوقُ وَإِنَّما عَلى غَيرِ هَذا العَهدِ قَد عَرَفاني دَعاني وَفائي يَومَ ذاكَ فَلَم أَكُن ضَنيناً وَلَكِنَّ القَريضَ عَصاني وَقَد تُخرِسُ الأَحزانُ كُلَّ مُفَوَّهٍ يُصَرِّفُ في الإِنشادِ كُلَّ عِنانِ أَأَنساهُما وَالعِلمُ فَوقَ ثَراهُما تَنَكَّسَ مِن أَعلامِهِ عَلَمانِ وَكَم فُزتُ مِن رَبِّ الهِلالِ بِحِكمَةٍ وَكَم زِنتُ مِن رَبِّ الضِياءِ بَياني أَزَيدانُ لا تَبعُد وَتِلكَ عُلالَةٌ يُنادي بِها الناعونَ كُلَّ حُسانِ لَكَ الأَثَرُ الباقي وَإِن كُنتَ نائِياً فَأَنتَ عَلى رَغمِ المَنِيَّةِ داني وَيا قَبرَ زَيدانٍ طَوَيتَ مُؤَرِّخاً تَجَلّى لَهُ ما أَضمَرَ الفَتَيانِ وَعَقلاً وَلوعاً بِالكُنوزِ فَإِنَّهُ عَلى الدُرِّ غَوّاصٌ بِبَحرِ عُمانِ وَعَزماً شَآمِيّاً لَهُ أَينَما مَضى شَبا هِندُوانِيٍّ وَحَدُّ يَماني وَكَفّاً إِذا جالَت عَلى الطِرسِ جَولَةً تَمايَلَ إِعجاباً بِها البَلَدانِ أَشادَت بِذِكرِ الراشِدينَ كَأَنَّما فَتى القُدسِ مِمّا يُنبِتُ الحَرَمانِ سَأَلتُ حُماةَ النَثرِ عَدَّ خِلالِهِ فَما لي بِما أَعيا القَريضَ يَدانِ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif لا مَرحَباً بِكَ أَيُّهَذا العامُ لَم يُرعَ عِندَكَ لِلأُساةِ ذِمامُ في مُستَهَلِّكَ رُعتَنا بِمَآتِمٍ لِلنافِعينَ مِنَ الرِجالِ تُقامُ عَلَمانِ مِن أَعلامِ مِصرَ طَواهُما فيكَ الرَدى فَبَكَتهُما الأَهرامُ غَيَّبتَ شُكري وَهوَ نابِهُ عَصرِهِ وَأَصَبتَ إِبراهيمَ وَهوَ إِمامُ خَدَما رُبوعَ النيلِ في عَهدَيهِما وَالطِبُّ نَبتٌ لَم يَجُدهُ غَمامُ وَالناسُ بِالغَربِيِّ في تَطبيبِهِ وَلِعوا عَلى بُعدِ المَزارِ وَهاموا حَتّى اِنبَرى شُكري فَأَثبَتَ سَبقُهُ أَنَّ اِبنَ مِصرَ مُجَرِّبٌ مِقدامُ وَأَقامَ إِبراهيمُ أَبلَغَ حُجَّةٍ أَنَّ العَرينَ يَحُلُّهُ ضِرغامُ وَتَرَسَّمَ المُتَعَلِّمونَ خُطاهُما فَاِنشَقَّ مِن عَلَمَيهِما أَعلامُ قَد أَقسَموا لِلطِبِّ أَن يَسموا بِهِ فَوقَ السِماكِ فَبَرَّتِ الأَقسامُ وَغَدَت رُبوعُ الطِبِّ تَحكي جَنَّةً فيها لِبُقراطَ الحَكيمِ مَقامُ وَرَأى عَليلُ النيلِ أَنَّ أُساتَهُ بَذّوا الأُساةَ فَلَم يَرُعهُ سَقامُ يا مِصرُ حَسبُكِ ما بَلَغتِ مِنَ المُنى صَدَقَ الرَجاءُ وَصَحَّتِ الأَحلامُ وَمَشى بَنوكِ كَما اِشتَهَيتِ إِلى العُلا وَعَلى الوَلاءِ كَما عَلِمتِ أَقاموا وَمَدَدتِ صَوتَكِ بَعدَ طولِ خُفوتِهِ فَدَعا بِعافِيَةٍ لَكِ الإِسلامُ وَرَفَعتِ رَأسَكِ عِندَ مُفتَخَرِ النُهى بَينَ المَمالِكِ حَيثُ تُحنى الهامُ كَم فيكِ جَرّاحٌ كَأَنَّ يَمينَهُ عِندَ الجِراحَةِ بَلسَمٌ وَسَلامُ قَد صيغَ مِبضَعُهُ وَإِن أَجرى دَماً مِن رَحمَةٍ فَجَريحُهُ بَسّامُ وَمُوَفَّقٍ جَمِّ الصَوابِ إِذا اِلتَوى داءُ العَليلِ وَحارَتِ الأَفهامُ يُلقي بِسَمعٍ لا يَخونُ إِذا هَفَت أُذُنٌ وَخانَ المِسمَعَينِ صِمامُ وَإِذا عُضالُ الداءِ أَبهَمَ أَمرُهُ عَرَفَت خَفِيَّ دَبيبِهِ الإِبهامُ يَستَنطِقُ الآلامَ وَهيَ دَفينَةٌ خَرساءُ حَتّى تَنطِقَ الآلامُ كَم سَلَّ مِن أَيدي المَنايا أَنفُساً وَثَنى عِنانَ المَوتِ وَهوَ زُؤامُ وَمُطَبِّبٍ لِلعَينِ يَحمِلُ ميلُهُ نوراً إِذا غَشّى العُيونَ قَتامُ وَكَأَنَّ إِثمِدَهُ ضِياءٌ ذَرَّهُ عيسى بنُ مَريَمَ فَاِنجَلى الإِظلامُ وَمُطَبِّبٍ لِلطِفلِ لَم تَنبُت لَهُ سِنٌّ وَلَم يَدرُج إِلَيهِ فِطامُ يَشكو السَقامَ بِناظِرَيهِ وَما لَهُ غَيرُ التَفَزُّزِ وَالأَنينِ كَلامُ فَكَمِ اِستَشَفَّ وَكَم أَصابَ كَأَنَّما في نَظرَتَيهِ الوَحيُ وَالإِلهامُ وَمُوَلِّدٍ عَرَفَ الأَجِنَّةُ فَضلَهُ إِن أَعسَرَت بِوِلادِها الأَرحامُ كَم قَد أَنارَ لَها بِحالِكَةِ الحَشا سُبُلاً تَضِلُّ سُلوكَها الأَوهامُ لَولا يَداهُ سَطا عَلى أَبدانِها كَربُ المَخاضِ وَشَفَّها الإيلامُ فَبِهَؤُلاءِ الغُرِّ يا مِصرَ اِهنَئي فَبِمِثلِهِم تَتَفاخَرُ الأَيّامُ وَعَلى طَبيبَيكِ اللَذَينِ رَماهُما رامي المَنونِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif أَيَدري المُسلِمونَ بِمَن أُصيبوا وَقَد وارَوا سَليماً في التُرابِ هَوى رُكنُ الحَديثِ فَأَيُّ قُطبٍ لِطُلّابِ الحَقيقَةِ وَالصَوابِ مُوَطَّأَ مالِكٍ عَزِّ البُخاري وَدَع لِلَّهِ تَعزِيَةَ الكِتابِ فَما في الناطِقينِ فَمٌ يُوَفّي عَزاءَ الدينِ في هَذا المُصابِ قَضى الشَيخُ المُحَدِّثُ وَهوَ يُملي عَلى طُلّابِهِ فَصلَ الخِطابِ وَلَم تَنقُص لَهُ التِسعونَ عَزماً وَلا صَدَّتهُ عَن دَركِ الطِلابِ وَما غالَت قَريحَتَهُ اللَيالي وَلا خانَتهُ ذاكِرَةُ الشَبابِ أَشَيخَ المُسلِمينَ نَأَيتَ عَنّا عَظيمَ الأَجرِ مَوفورَ الثَوابِ لَقَد سَبَقَت لَكَ الحُسنى فَطوبى لِمَوقِفِ شَيخِنا يَومَ الحِسابِ إِذا أَلقى السُؤالَ عَلَيكَ مُلقٍ تَصَدّى عَنكَ بِرُّكِ لِلجَوابِ وَنادى العَدلُ وَالإِحسانُ إِنّا نُزَكّي ما يَقولُ وَلا نُحابي قِفوا يا أَيُّها العُلَماءُ وَاِبكوا وَرَوّوا لَحدَهُ قَبلَ الحِسابِ فَهَذا يَومُنا وَلَنَحنُ أَولى بِبَذلِ الدَمعِ مِن ذاتِ الخِضابِ عَلَيكَ تَحِيَّةُ الإِسلامِ وَقفاً وَأَهليهِ إِلى يَومِ المَآبِ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif دُكَّ ما بَينَ ضَحوَةٍ وَعَشِيِّ شامِخٌ مِن صُروحِ آلِ عَلِيِّ وَهَوى عَن سَماوَةِ العَرشِ مَلكٌ لَم نُمَتَّع بِعَهدِهِ الذَهَبِيِّ قَد تَساءَلتُ يَومَ ماتَ حُسَينٌ أَفَقَدنا بِفَقدِهِ كُلَّ شَيِّ أَم تَرى يُسعِدُ الكِنانَةَ باريـ ـها وَيَقضي لَها بِلُطفٍ خَفِيِّ لَم تَكَد تُدرِكُ النُفوسُ مُراداً في زَمانِ المُتَوَّجِ العَلَوِيِّ لَم تَكَد تَبلُغُ البِلادَ مُناها تَحتَ أَفياءِ عَدلِهِ الكِسرَوِيِّ لَم يَكَد يَنعَمُ الفَقيرُ بِعَيشٍ مِن نَداهُ وَفَيضِهِ الحاتِمِيِّ حَجَبَ المَوتُ مَطلَعَ الجودِ يا مِصـ ـرُ فَجودي لَهُ بِدَمعٍ سَخِيِّ وَمَضى واهِبُ الأُلوفِ فَوَلَّت يَومَ وَلّى بَشاشَةُ الأَريَحِيِّ وَقَضى كافِلُ اليَتامى فَوَيلٌ لِليَتامى مِنَ الزَمانِ العَتِيِّ كَم تَمَنّى لَو عاشَ حَتّى يَرانا أُمَّةً ذاتَ مَنعَةٍ وَرُقِيِّ غالَهُ الضَعفُ حينَ شَمَّرَ لِلإِصـ ـلاحِ في مُلكِهِ بِعَزمٍ فَتِيِّ حَبَسَ الخَطبُ فيكَ أَلسِنَةَ القَو لِ وَأَعيا قَريحَةَ العَبقَرِيِّ وَإِذا جَلَّتِ الخُطوبُ وَطَمَّت أَعجَزَت في القَريضِ طَوقَ الرَوِيِّ إِنَّ شَرَّ المُصابِ ما أَطلَقَ الدَمـ ـعَ وَراعَ المُفَوَّهينَ بِعِيِّ لَهفَ نَفسي عَلى اِنبِساطِكَ لِلضَيـ ـفِ وَذَيّالِكَ الحَديثِ الشَهِيِّ يَحسَبُ الدارَ دارَهُ وَهوَ يَمشي فَوقَ زاهي بِساطِكَ الأَحمَدِيِّ خُلُقٌ مِثلَما نَشَقتَ أَريجَ الـ ـزَهرِ جادَتهُ زَورَةُ الوَسمِيِّ وَاِهتِزازٌ لِلعُرفِ مِثلُ اِهتِزازِ الـ ـسَيفِ في قَبضَةِ الشُجاعِ الكَمِيِّ وَحَياءٌ عِندَ العَطِيَّةِ يَنفي خَجَلَ السائِلِ الكَريمِ الأَبِيِّ وَاِختِبارٌ يَثني عِنانَ العَوادي وَوَقارٌ يَزينُ صَدرَ النَدِيِّ رَحِمَ اللَهُ يا حُسَينُ خِلالاً فيكَ لَم يَجتَمِعنَ في نَفسِ حَيِّ يا كَريماً حَلَلتَ ساحَ كَريمٍ وَضَعيفاً حَلَلتَ ساحَ القَوِيِّ قَد كَفاكَ السُهادُ في العَيشِ فَاِهنَأ يا أَليفَ الضَنى بِنَومٍ هَنِيِّ وَيحَ مِصرٍ فَأَيُّ خَيطِ رَجاءٍ قَطَعَتهُ رَنّاتُ صَوتِ النَعِيِّ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif مَلَكَ النُهى لا تَبعُدي فَالخَلقُ في الدُنيا سِيَر إِنّي أَرى لَكِ سيرَةً كَالرَوضِ أَرَّجَهُ الزَهَر رَبّى أَبوكِ الناشِئي نَ فَعاشَ مَحمودَ الأَثَر وَسَلَكتِ أَنتِ سَبيلَهُ في الناشِئاتِ مِنَ الصِغَر رَبَّيتِهِنَّ عَلى الفَضي لَةِ وَالطَهارَةِ وَالخَفَر وَعَلى اِتِّباعِ شَريعَةٍ نَزَلَت بِها آيُ السُوَر فَلِبَيتِكُم فَضلٌ عَلى ال أَحياءِ أُنثى أَو ذَكَر لِلَّهِ دَرُّكِ إِن نَثَر تِ وَدَرُّ حِفني إِن نَثَر قَد كُنتِ زَوجاً طَبَّةً في البَدوِ عاشَت وَالحَضَر سادَت عَلى أَهلِ القُصو رِ وَسَوَّدَت أَهلَ الوَبَر غَربِيَّةٌ في عِلمِها مَرموقَةٌ بَينَ الأُسَر شَرقِيَّةٌ في طَبعِها مَخدورَةٌ بَينَ الحُجَر بَينا تَراها في الطُرو سِ تَخُطُّ آياتِ العِبَر وَتُريكَ حِكمَةَ نابِهٍ عَرَكَ الحَوادِثَ وَاِختَبَر فَإِذا بِها في مَطبَخٍ تَطهو الطَعامَ عَلى قَدَر وَإِذا بِها قَعَدَت تَخي طُ وَتَرتَضي وَخزَ الإِبَر فَخَرَت بِوالِدِها وَوا لِدُها بِحِليَتِها اِفتَخَر بِالعِلمِ حَلَّت صَدرَها لا بِاللَآلِئِ وَالدُرَر فَاُنظُر شَمائِلَ فِكرِها بِاللَهِ يَومَ المُؤتَمَر وَاِقرَأ مُحاضَرَةَ الجَري دَةِ وَالمَقالاتِ الغُرَر وَاِرجِع إِلى ما أَودَعَت عِندَ المَجَلّاتِ الكُبَر تَعلَم بِأَنّا قَد فَقَد نا خَيرَ رَبّاتِ الفِكَر ذَنبُ المَنِيَّةِ في اِغتِيا لِ شَبابِها لا يُغتَفَر يا لَيتَها عاشَت لِمِص رَ وَلَم تُغَيِّبها الحُفَر كانَت مِثالاً صالِحاً يُرجى وَكَنزاً يُدَّخَر إِنّي رَأَيتُ الجاهِلا تِ السافِراتِ عَلى خَطَر وَرَأَيتُ فيهِنَّ الصِيا نَةَ وَالعَفافَ عَلى سَفَر لا وازِعٌ وَقَدِ اِنطَوَت مَلَكٌ يَقيهِنَّ الضَرَر لا كانَ يَومُكِ يَومَ لا حَ الحُزنُ مُختَلِفَ الصُوَر عَلَّمتِ هاتِفَةَ القُصو رِ نُواحَ هاتِفِهِ الشَجَر وَتَرَكتِ أَترابَ الصِبا حُزنا يُقَطِّعنَ الشَعَر يَبكينَ عَهدَكِ في الصَبا حِ وَفي المَساءِ وَفي السَحَر وَتَرَكتِ شَيخَكِ لا يَعي هَل غابَ زَيدٌ أَو حَضَر ثَمِلاً تُرَنِّحُهُ الهُمو مُ إِذا تَحامَلَ أَو خَطَر كَالفَرعِ هَزَّتهُ العَوا صِفُ فَاِلتَوى ثُمَّ اِنكَسَر أَو كَالبِناءِ يُريدُ أَن يَنقَضَّ مِن وَقعِ الخَوَر قَد زَعزَعَتهُ يَدُ القَضا ءِ وَزَلزَلَتهُ يَدُ القَدَر أَنا لَم أَذُق فَقدَ البَني نَ وَلا البَناتِ عَلى الكِبَر لَكِنَّني لَمّا رَأَي تُ فُؤادَهُ وَقَدِ اِنفَطَر وَرَأَيتُهُ قَد كادَ يُح رِقُ زائِريهِ إِذا زَفَر وَشَهِدتُهُ أَنّى خَطا خَطواً تَخَبَّلَ أَو عَثَر أَدرَكتُ مَعنى الحُزنِ حُز نِ الوالِدَينِ فَما أَمَرّ وَشَهِدتُ زَوجَكِ مُطرِقاً مُستَوحِشاً بَينَ السَمَر كَالمُدلِجِ الحَيرانِ في ال بَيداءِ أَخطَأَهُ القَمَر فَعَلِمتُ أَنَّكِ كُنتِ عِق دَ هَنائِهِ وَقَدِ اِنتَثَر صَبراً أَبا مَلَكٍ فَإِن نَ الباقِياتِ لِمَن صَبَر وَبِقَدرِ صَبرِ المُبتَلى طولُ المُصيبَةِ وَالقِصَر كُن أَنتَ أَنتَ إِذا تُسا ءُ كَأَنتَ أَنتَ إِذا تُسَرّ يا بَرَّةً بِالوالِدَي نِ أَبوكِ بَعدَكِ لا يَقِرّ فَسَلي إِلَهَكِ سُلوَةً لِأَبيكِ فَهوَ بِهِ أَبَرّ وَليَهنِكِ الخِدرُ الجَدي دُ فَذاكَ دارُ المُستَقَرّ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif مَن لِيَومٍ نَحنُ فيهِ مَن لِغَد ماتَ ذو العَزمَةِ وَالرَأيِ الأَسَد حَلَّ بِالجُمعَةِ حُزنٌ وَأَسىً وَمَشى الوَجدُ إِلى يَومِ الأَحَد وَبَدا شِعري عَلى قِرطاسِهِ لَوعَةً سالَت عَلى دَمعٍ جَمَد أَيُّها النيلُ لَقَد جَلَّ الأَسى كُن مِداداً لي إِذا الدَمعُ نَفِد وَاِذبُلي يا زَهرَةَ الرَوضِ وَلا تَبسِمي لِلطَلِّ فَالعَيشُ نَكِد وَاِلزَمِ النَوحَ أَيا طَيرُ وَلا تَبتَهِج بِالشَدوِ فَالشَدوُ حَدَد فَلَقَد وَلّى فَريدٌ وَاِنطَوى رُكنُ مِصرٍ وَفَتاها وَالسَنَد خالِدَ الآثارِ لا تَخشَ البِلى لَيسَ يَبلى مَن لَهُ ذِكرٌ خَلَد زُرتَ بَرلينَ فَنادى سَمتُها نَزَلَت شَمسُ الضُحى بُرجَ الأَسَد وَاِختَفَت شَمسُكَ فيها وَكَذا تَختَفي في الغَربِ أَقمارُ الأَبَد يا غَريبَ الدارِ وَالقَبرِ وَيا سَلوَةَ النيلِ إِذا ما الخَطبُ جَد وَحُساماً فَلَّ حَدَّيهِ الرَدى وَشِهاباً ضاءَ وَهناً وَخَمَد قُل لِصَبِّ النيلِ إِن لاقَيتَهُ في جِوارِ الدائِمِ الفَردِ الصَمَد إِنَّ مِصراً لا تَني عَن قَصدِها رَغمَ ما تَلقى وَإِن طالَ الأَمَد جِئتُ عَنها أَحمِلُ البُشرى إِلى أَوَّلِ البانينَ في هَذا البَلَد فَاِستَرِح وَاِهنَأ وَنَم في غِبطَةٍ قَد بَذَرتَ الحَبَّ وَالشَعبُ حَصَد آثَرَ النيلَ عَلى أَموالِهِ وَقُواهُ وَهَواهُ وَالوَلَد يَطلُبُ الخَيرَ لِمِصرٍ وَهوَ في شِقوَةٍ أَحلى مِنَ العَيشِ الرَغَد ضارِبٌ في الأَرضِ يَبغي مَأرَباً كُلَّما قارَبَهُ عَنهُ اِبتَعَد لَم يَعبَه أَن تَجَنّى دَهرُهُ رُبَّ جِدٍّ حادَ عَن مَجراهُ جَد يَستَجِمُّ العَزمَ حَتّى إِن بَدَت فُرصَةٌ شَدَّ إِلَيها وَصَمَد فَهوَ لا يَثني عِناناً عَن مُنىً وَهوَ هِجّيراهُ مَن جَدَّ وَجَد فَأَياديهِ إِذا ما أُنكِرَت إِنَّما تُنكِرُها عَينُ الحَسَد فَقَدَت مِصرُ فَريداً وَهيَ في مَوطِنٍ يُعوِزُها فيهِ المَدَد فَقَدَت مِصرُ فَريداً وَهيَ في لَهوَةِ المَيدانِ وَالمَوتُ رَصَد فَقَدَت مِنهُ خَبيراً حُوَّلاً وَهيَ وَالأَيّامُ في أَخذٍ وَرَد لَم يَكَد يُمتِعُها الدَهرُ بِهِ في رُبوعِ النيلِ حَيّاً لَم يَكَد لَيتَهُ عاشَ قَليلاً فَتَرى شَعبَ مِصرٍ عَينُهُ كَيفَ اِتَّحَد وَيحَ مِصرٍ بَل فَوَيحاً لِلثَرى إِنَّهُ أَبلَغُ حُزناً وَأَشَد كَم تَمَنّى وَتَمَنّى أَهلُهُ لَو يُوارى فيهِ ذَيّاكَ الجَسَد لَهفَ نَفسي هَل بِبَرلينَ اِمرُؤٌ فَوقَ ذاكَ القَبرِ صَلّى وَسَجَد بَل بَكَت عَينٌ فَرَوَّت تُربَهُ هَل عَلى أَحجارِهِ خَطَّ أَحَد ها هُنا قَبرُ شَهيدٍ في هَوى أُمَّةٍ أَيقَظَها ثُمَّ رَقَد |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif يا عابِدَ اللَهِ نَم في هَذا القَبرِ مُغتَبِطاً ماكُنتَ عَن ذِكرِ رَبِّ العَرشِ بِاللاهي يا رَحمَةَ اللَهِ هَذا قَبرُهُ فَقِفي وَآنِسي روحَهُ يا رَحمَةَ اللَهِ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif وَلَدي قَد طالَ سُهدي وَنَحيبي جِئتُ أَدعوكَ فَهَل أَنتَ مُجيبي جِئتُ أَروي بِدُموعي مَضجَعاً فيهِ أَودَعتُ مِنَ الدُنيا نَصيبي لا تَخَف مِن وَحشَةِ القَبرِ وَلا تَبتَئِس إِنّي مُوافٍ عَن قَريبِ أَنا لا أَترُكُ شِبلي وَحدَهُ في جَديبٍ موحِشٍ غَيرِ رَحيبِ أَوَ حينَ اِبتَزَّ دَهري قُوَّتي وَذَوى عودي وَوافاني مَشيبي وَاِكتَسى غُصنُكَ مِن أَوراقِهِ تَحتَ شَمسِ العِزِّ وَالجاهِ الخَصيبِ وَرَجَونا فيكَ ما لَم يَرجُهُ مُنجِبُ الأَشبالِ في الشِبلِ النَجيبِ يَنتَويكَ المَوتُ في شَرخِ الصِبا وَالشَبابُ الغَضُّ في البُردِ القَشيبِ لَم يَدَع آسيكَ جُهداً إِنَّما غابَ عِلمُ اللَهِ عَن عِلمِ الطَبيبِ إيهِ يا عَبدَ الحَميدِ اُنظُر إِلى والِدٍ جَمِّ الأَسى بادي الشُحوبِ ذاهِلٍ مِن فَرطِ ما حَلَّ بِهِ بَينَ أَترابِكَ يَمشي كَالغَريبِ كُلَّما أَبصَرَ مِنهُم واحِداً هَزَّهُ الشَوقُ إِلى وَجهِ الحَبيبِ يَسأَلُ الأَغصانَ في أَزهارِها عَن أَخيها ذَلِكَ الغُصنِ الرَطيبِ يَسأَلُ الأَقمارَ في إِشراقِها عَن مُحَيّا غابَ مِن قَبلِ المَغيبِ غَمَرَ الحُزنُ نَواحي نَفسِهُ وَأَذابَت لُبَّهُ سودُ الخُطوبِ فَهوَ لا يَنفَعُهُ العَيشُ وَهَل تَصلُحُ الأَبدانُ مِن غَيرِ قُلوبِ طالِعي يا شَمسُ قَبراً ضَمَّهُ بِالتَحايا في شُروقٍ وَغُروبِ وَاِسكُني يا رَحمَةَ اللَهِ بِهِ وَاِجعَلي فَيضَكِ مُنهَلَّ السُكوبِ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif لَكَ اللَهُ قَد أَسرَعتَ في السَيرِ قَبلَنا وَآثَرتَ يا مِصرِيُّ سُكنى المَقابِرِ وَقَد كُنتَ فينا يا فَتى الشِعرِ زَهرَةً تَفَتَّحُ لِلأَذهانِ قَبلَ النَواظِرِ فَلَهفي عَلى تِلكَ الأَنامِلِ في البِلى فَكَم نَسَجَت قَبلَ البِلى مِن مَفاخِرِ وَيا وَيحَ لِلأَشعارِ بَعدَ نَجِيِّها وَوَيحَ القَوافي ساقَها غَيرُ شاعِرِ تَزَوَّدتَ مِن دُنياكَ ذِكراً مُخَلَّداً وَذاكَ لَعَمري نِعمَ زادُ المُسافِرِ وَأَورَثتَنا حُزناً عَلَيكَ وَحَسرَةً عَلى فَقدِ سَبّاقٍ كَريمِ المَحاضِرِ فَلَم تَثوِيا عَبدَ الحَليمِ بِحُفرَةٍ وَلَكِن بِرَوضٍ مِن قَريضِكَ ناضِرِ فَديوانُكَ الرَيّانُ يُغنيكَ طيبُهُ عَنِ الزَهرِ مَطلولاً بِجودِ المَواطِرِ فَسامِر أَبا بَكرٍ هُناكَ فَإِنَّهُ سَيَظفَرُ في عَدنَ بِخَيرِ مُسامِرِ هَنيئاً لَكَ الدارُ الَّتي قَد حَلَلتَها وَأَعظِم بِمَن جاوَرتَهُ مِن مُجاوِرِ عَلَيكَ سَلامٌ ما تَرَنَّمَ مُنشِدٌ وَقامَ خَطيبٌ فَوقَ هامِ المَنابِرِ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif آذَنَت شَمسُ حَياتي بِمَغيبِ وَدَنا المَنهَلُ يا نَفسُ فَطيبي إِنَّ مَن سارَ إِلَيهِ سَيرَنا وَرَدَ الراحَةَ مِن بَعدِ اللُغوبِ قَد مَضى حِفني وَهَذا يَومُنا يَتَدانى فَاِستَثيبي وَأَنيبي وَاِرقُبيهِ كُلَّ يَومٍ إِنَّما نَحنُ في قَبضَةِ عَلّامِ الغُيوبِ اُذكُري المَوتَ لَدى النَومِ وَلا تُغفِلي ذِكرَتَهُ عِندَ الهُبوبِ وَاُذكُري الوَحشَةَ في القَبرِ فَلا مُؤنِسٌ فيهِ سِوى تَقوى القُلوبِ قَدِّمي الخَيرَ اِحتِساباً فَكَفى بَعضُ ما قَدَّمتِ مِن تِلكَ الذُنوبِ راعَني فَقدُ شَبابي وَأَنا لا أُراعُ اليَومَ مِن فَقدِ مَشيبي حَنَّ جَنبايَ إِلى بَردِ الثَرى حَيثُ أُنسى مِن عَدُوٍّ وَحَبيبِ مَضجَعٌ لا يَشتَكي صاحِبُهُ شِدَّةَ الدَهرِ وَلا شَدَّ الخُطوبِ لا وَلا يُسئِمُهُ ذاكَ الَّذي يُسئِمُ الأَحياءَ مِن عَيشٍ رَتيبِ قَد وَقَفنا سِتَّةً نَبكي عَلى عالِمِ المَشرِقِ في يَومٍ عَصيبِ وَقَفَ الخَمسَةُ قَبلي فَمَضَوا هَكَذا قَبلي وَإِنّي عَن قَريبِ وَرَدوا الحَوضَ تِباعاً فَقَضَوا بِاِتِّفاقٍ في مَناياهُم عَجيبِ أَنا مُذ بانوا وَوَلّى عَهدُهُم حاضِرُ اللَوعَةِ مَوصولُ النَحيبِ هَدَأَت نيرانُ حُزني هَدأَةً وَاِنطَوى حِفني فَعادَت لِلشُبوبِ فَتَذَكَّرتُ بِهِ يَومَ اِنطَوى صادِقُ العَزمَةِ كَشّافُ الكُروبِ يَومَ كَفَّنّاهُ في آمالِنا وَذَكَرنا عِندَهُ قَولَ حَبيبِ عَرَفوا مَن غَيَّبوهُ وَكَذا تُعرَفُ الأَقمارُ مِن بَعدِ المَغيبِ وَفُجِعنا بِإِمامٍ مُصلِحٍ عامِرِ القَلبِ وَأَوّابٍ مُنيبِ كَم لَهُ مِن باقِياتٍ في الهُدى وَالنَدى بَينَ شُروقٍ وَغُروبِ يَبذُلُ المَعروفَ في السِرِّ كَما يَرقُبُ العاشِقُ إِغفاءَ الرَقيبِ يُحسِنُ الظَنَّ بِهِ أَعداؤُهُ حينَ لا يَحسُنُ ظَنٌّ بِقَريبِ تَنزِلُ الأَضيافُ مِنهُ وَالمُنى وَالخِلالُ الغُرُّ في مَرعىً خَصيبِ قَد مَضَت عَشرٌ وَسَبعٌ وَالنُهى في ذُبولٍ وَالأَماني في نُضوبِ نَرقُبُ الأُفقَ فَلا يَبدو بِهِ لامِعٌ مِن نورِ هادٍ مُستَثيبِ وَنُنادي كُلَّ مَأمولٍ وَما غَيرُ أَصداءِ المُنادي مِن مُجيبِ دَوِيَ الجُرحُ وَلَم يُقدَر لَهُ بَعدَ ثاوي عَينِ شَمسٍ مِن طَبيبِ أَجدَبَ العِلمُ وَأَمسى بَعدَهُ رائِدُ العِرفانِ في وادٍ جَديبِ رَحمَةُ الدينِ عَلَيهِ كُلَّما خَرَجَ التَفسيرُ عَن طَوقِ الأَريبِ رَحمَةُ الرَأيِ عَلَيهِ كُلَّما طاشَ سَهمُ الرَأيِ في كَفِّ المُصيبِ رَحمَةُ الفَهمِ عَلَيهِ كُلَّما دَقَّتِ الأَشياءُ عَن ذِهنِ اللَبيبِ رَحمَةُ الحِلمِ عَلَيهِ كُلَّما ضاقَ بِالحِدثانِ ذو الصَدرِ الرَحيبِ لَيسَ في مَيدانِ مِصرٍ فارِسٌ يَركَبُ الأَخطارَ في يَومِ الرُكوبِ كُلَّما شارَفَهُ مِنّا فَتىً غالَهُ المِقدارُ مِن قَبلِ الوُثوبِ ما تَرى كَيفَ تَوَلّى قاسِمٌ وَهوَ في المَيعَةِ وَالبُردِ القَشيبِ أُنسِيَ الأَحياءُ ذِكرى عَبدِهِ وَهيَ لِلمُستافِ مِن مِسكٍ وَطيبِ إِنَّهُم لَو أَنصَفوها لَبَنَوا مَعهَداً تَعتادُهُ كَفُّ الوَهوبِ مَعهَداً لِلدينِ يُسقى غَرسُهُ مِن نَميرٍ فاضَ مِن ذاكَ القَليبِ وَنَسينا ذِكرَ حِفني بَعدَهُ وَدَفَنّا فَضلَهُ دَفنَ الغَريبِ لَم تَسِل مِنّا عَلَيهِ دَمعَةٌ وَهُوَ أَولى الناسِ بِالدَمعِ الصَبيبِ سَكَنَت أَنفاسُ حِفني بَعدَ ما طَيَّبَت في الشَرقِ أَنفاسَ الأَديبِ عاشَ خِصبَ العُمرِ مَوفورَ الحِجا صادِقَ العِشرَةِ مَأمونَ المَغيبِ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif عَلَمانِ مِن أَعلامِ مِصـ ـرَ عَدا الرَدى فَطَواهُما حَسَنٌ وَزُهدي لَم يُمَتـ ـتَع بِالشَبابِ كِلاهُما سَلَكا سَبيلَ الحَقِّ ما عاشا وَما أَولاهُما داسَ الأَثيمُ حِماهُما تَحتَ الدُجى وَدَهاهُما فَرَمى النُهى وَالفَضلَ مُجـ ـتَمِعينَ حينَ رَماهُما إِن تَذكُروا هِمَمَ الرِجا لِ فَقَدِّموا ذِكراهُما أَو تَسأَلوني عَن شَهيـ ـدَي مَبدَإٍ فَهُما هُما |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif أَكثَرتُمُ التَصفيقَ في مَوطِنٍ كانَ البُكا فيهِ بِنا أَليَقا فَأَكرِموا صَبري بِإِنصاتِكُم وَليُعذَرِ الدَمعُ إِذا صَفَّقا |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif نَعاكَ النُعاةُ وَحُمَّ القَدَر وَلَم يُغنِ عَنّا وَعَنكَ الحَذَر طَوَت ذَبحَةُ الصَدرِ صَدرَ النَدِيِّ فَلَم تَطوِ إِلّا سِجِلَّ العِبَر فَأَمسَيتَ تُذكَرُ في الغابِرينَ وَإِن قَلَّ مِثلُكَ فيمَن غَبَر إِذا ذُكِرَت سِيَرُ النابِهينَ فَسيرَةُ صَبري تَجُبُّ السِيَر لَقَد كُنتَ بَرّاً بِظِلِّ الشَبابِ فَلَمّا تَقَلَّصَ كُنتَ الأَبَرّ فَلَم تَستَبِق نَزوَةً في الصِبا وَلَم تَستَبِح هَفوَةً في الكِبَر أُهَنّي الثَرى أَم أُعَزّي الوَرى لَقَد فازَ هَذا وَهَذا خَسِر أَأَوَّلَ يَومٍ لِعَهدِ الرَبيعِ تَجِفُّ الرِياضُ وَيَذوي الزَهَر وَيَذبُلُ زَهرُ القَريضِ الثَرِيِّ وَيُقفِرُ رَوضَ القَوافي الغُرَر لِيَهدَأ عُمانُ فَغَوّاصُهُ أُصيبَ وَأَمسى رَهينَ الحُفَر فَقَد كانَ يَعتادُهُ دائِباً بَكوراً رَؤوحاً لِنَهبِ الدُرَر يَقولُ فَيُرخِصُ دُرَّ النُحورِ وَيُغلي جُمانَ بَناتِ الفِكَرِ يَسوقُ القِصارَ فَيَأبى العِثارِ وَكَم مِن مُطيلٍ مُمِلٍّ عَثَر قِصارٌ وَحَسبُ النُهى أَنَّها لَها مُعجِزاتٌ قِصارِ السُوَر رُحِمتَ فَقَد كُنتَ حُلوَ اللِسانِ جَلِيَّ البَيانِ صَدوقَ الخَبَر قَليلَ التَعَجُّبِ جَمَّ الأَناةِ حَكيمَ الوُرودِ حَكيمَ الصَدَر شَمائِلُكَ الغُرُّ هُنَّ الرِياضُ رَوى عَن شَذاها نَسيمُ السَحَر لَها مِثلُ رَوحِ الدُعاءِ اِستُجيبَ فَعافى وَآوى وَأَغنى وَسَرّ إِذا ما وَرَدتَ لَها مَنهَلاً وَرَدتَ نَميراً لَذيذَ الخَصَر وَفِكرُكَ في خِصبِهِ ثَروَةٌ لِفِكرِ الأَديبِ إِذا ما اِفتَقَر وَشِعرُكَ كَالماءِ في صَفوِهِ عَلى صَفحَتَيهِ تَراءى الصُوَر عُيونُ القَصائِدِ مِثلُ العُيونِ وَشِعرُكَ فيهِنَّ مِثلُ الحَوَر وَكَم لَكَ شَكوى هَوىً أَو أَسىً لَها نَفَثاتٌ تُذيبُ الحَجَر هَتَفتَ بِها مَرَّةً في الهَجيرِ فَكادَ يَدِبُّ إِلَيكَ الشَجَر وَكَم كُنتَ تُشعِلُ فَحمَ الدُجى بِأَنفاسِ صَبٍّ طَويلِ السَهَر فَيا وَيحَ قَلبِكَ ماذا أَلَح حَ عَلَيهِ مِنَ الداءِ حَتّى اِنفَطَر أَيَخفِقُ تَحتَ الدُجى وَحدَهُ لِذِكرى أَليفٍ سَلا أَو هَجَر إِذا قيلَ صَبري ذَكَرتُ الوَليدَ وَمَرَّت بِنَفسِيَ ذِكرى عُمَر يَزينُ تَواضُعُهُ نَفسَهُ كَما زانَ حُسنَ المِلاحِ الخَفَر زَكِيُّ المَشاعِرِ عَفُّ الهَوى شَهِيُّ الأَحاديثِ حُلوُ السَمَر لَقَد كُنتُ أَغشاهُ في دارِهِ وَناديهِ فيها زَها وَاِزدَهَر وَأَعرِضُ شِعري عَلى مَسمَعٍ لَطيفٍ يُحِسُّ نُبُوَّ الوَتَر عَلى سَمعِ باقِعَةٍ حاضِرٍ يَميزُ القَديمَ مِنَ المُبتَكَر فَيَصقُلُ لَفظِيَ صَقلَ الجُمانِ وَيَكسوهُ رِقَّةَ أَهلِ الحَضَر يُرَقرِقُ فيهِ عَبيرَ الجِنانِ فَتَستافُ مِنهُ النُهى وَالفِكَر كَذَلِكَ كانَ عَلَيهِ السَلامُ إِماماً لِكُلِّ أَديبٍ شَعَر فَكُنّا الجَداوِلَ نُروي الظِماءَ ظِماءَ العُقولِ وَكانَ النَهَر زَهِدتَ عَلى شُهرَةٍ طَبَّقَت وَجاهٍ أَظَلَّ وَفَضلٍ بَهَر خَلَعتَ الشَبابَ فَلَم تَبكِهِ وَساءَكَ أَنَّكَ لَم تُختَضَر وَقَد ذُقتَ طَعمَ الرَدى عِندَما أُصيبَ قِطارُكَ يَومَ السَفَر فَأَقسَمتَ أَنَّكَ أَلفَيتَهُ لَذيذَ المَذاقَةِ إِذ تُحتَضَر تَمَنَّيتَ أَن لَم تَعُد لِلحَياةِ وَلَكِن أَباها عَلَيكَ القَدَر وَكَم ساعَةٍ بَينَ ساعِ الحَياةِ سَقَتكَ المُرارَ بِكَأسِ الضَجَر فَرُحتَ إِلى أُختِها شاكِياً أَذاتَكَ مِنها فَكانَت أَمَر فَفَتَّشتَ أَثناءَها جاهِداً بِعَينَي بَصيرٍ بَعيدِ النَظَر فَلَم تَرَ فيها عَلى طولِها هُنَيهَةَ صَفوٍ خَلَت مِن كَدَر وَما زِلتَ تَشكو إِلى أَن أَتَت كَما تَشتَهي ساعَةٌ لَم تَذَر فَلا صَدَّ تَخشاهُ بَعدَ الوِصالِ وَلا ضَعفَ تَشكوهُ بَعدَ الأَشَر أُريحَ فُؤادُكَ مِمّا ضَناهُ وَصَدرُكَ مِمّا عَلَيهِ اِنكَدَر تَمَنَّيتَها خُطوَةً لِلمَماتِ تُفَرِّجُ عَنكَ كُروبَ الغِيَر وَها قَد خَطاها وَنِلتَ المُنى فَهَل في المَماتِ بُلوغُ الوَطَر صَدَقتَ فَفي المَوتِ نَصرُ الأَبِيِّ عَلى الدَهرِ إِن هُوَ يَوماً غَدَر مَلِلتَ الثَواءَ بِدارِ الزَوالِ فَماذا رَأَيتَ بِدارِ المَقَرّ أَتَحتَ التُرابِ يُضامُ الكَريمُ وَيَشقى الحَليمُ وَيَخفى القَمَر وَيُهضَمُ حَقُّ الأَديبِ الأَريبِ وَيُطمَسُ فَضلُ النَبيهِ الأَغَرّ أَتَحتَ التُرابِ تُساقُ الشُعوبُ بِسَوطِ العُبودَةِ سَوقَ البَقَر وَيُعقَدُ مُؤتَمَرٌ لِلسَلامِ فَنَخرُجُ مِنهُ إِلى مُؤتَمَر فَإِن كانَ ما عِندَنا عِندَكُم فَلَيسَ لَنا مِن شَقاءٍ مَفَرّ خِضَمُّ الحَياةِ بَعيدُ النَجاةِ فَطوبى لِراكِبِهِ إِن عَبَر فَعُد سالِماً غانِماً لِلتُرابِ كَرَأيِكَ في المَوتِ وَاِهنَأ وَقَرّ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif ما أَنتَ أَوَّلُ كَوكَبٍ في الغَربِ أَدرَكَهُ المَغيب فَهُناكَ أَقمارُ المَشا رِقِ قَد أُتيحَ لَها الغُروب داسَ الحِمامُ عَرينَ خا لِكَ وَهوَ مَرهوبٌ مَهيب لَم يَثنِهِ عَنكَ الرَئيـ ـسُ وَلا رَمى عَنكَ الخُطوب يا سَعدُ كَيفَ قَضى سَعيـ ـدٌ وَهوَ مِن سَعدٍ قَريب عَجَباً أَتَحمي أُمَّةً وَتَخافُ جانِبَكَ الخُطوب وَيُغالُ ضَيفُكَ وَاِبنُ أُخـ ـتِكَ وَهوَ عَن مِصرٍ غَريب نُبِّئتُ أَنَّكَ قَد بَكَيـ ـتَ وَهالَكَ اليَومُ العَصيب وَإِذا بَكى سَعدٌ بَكَت لِبُكائِهِ مِنّا القُلوب يا آلَ زَغلولٍ ذَوى مِن رَوضِكُم غُصنٌ رَطيب فَقَدَت بِهِ مِصرٌ فَتىً أَخلاقُهُ مِسكٌ وَطيب يا آلَ زَغلولٍ وُعو دُكُمُ عَلى الجُلّى صَليب إِنّي لَأَخجَلُ أَن أُعَز زِيَكُم وَكُلُّكُمُ أَريب شاكي سِلاحِ الصَبرِ مُمـ ـتَحِنٌ لِدُنياهُ لَبيب خَطبُ الكِنانَةِ في فَقيـ ـدِكُمُ لِخَطبِكُمُ يُشيب لَم يَبقَ مِنّا واحِدٌ إِلّا لَهُ مِنهُ نَصيب |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif مَن لَم يَذُق فَقدَ أَليفِ الصِبا لَم يَدرِ ما أُبدي وَما أُضمِرُ أَفقَدَني المَوتُ بِهِ وافِياً لا يَعرِفُ الخَتلَ وَلا يَغدِر تَقرَأُ في عَينَيهِ كُلَّ الَّذي في نَفسِهِ عَن نَفسِهِ يَستُرُ ثَلاثَةٌ لَم تَعرُ عَن عِفَّةٍ لِسانُهُ وَالذَيلُ وَالمِئزَرُ قَد كانَ مِتلافاً لِأَموالِهِ وَكانَ نَهّاضاً بِمَن يَعثُرُ أَوشَكَ أَن يُفقِرَهُ جودُهُ وَمِن صُنوفِ الجودِ ما يُفقِرُ أُصيبَ فيهِ المَجدُ يَومَ اِنطَوى وَالعُرفُ وَالسائِلُ وَالمُعسِرُ كُنّا عَلى عَهدِ الصِبا سَبعَةً بِمُستَطابِ اللَهوِ نَستَأثِرُ البابِلي صَفوَةُ فِتيانِنا وَاِبنُ المولِحي الكاتِبُ الأَشهَرُ وَصادِقٌ خَيرُ بَني سَيِّدٍ وَبَيرَمٌ إِذ عودُهُ أَخضَرُ وَكانَ عَبدُ اللَهِ أُنساً لَنا وَأُنسُ عَبدِ اللَهِ لا يُنكَرُ لَهوٌ كَريمٌ لَم يَشُب صَفوَهُ رِجسٌ وَلَم يَشهَدهُ مُستَهتِرُ فَكَم لَنا مِن مَجلِسٍ طَيِّبٍ يَشتاقُهُ هارونُ أَو جَعفَرُ نَلعَبُ بِاللَفظِ كَما نَشتَهي وَنُضمِرُ المَعنى فَما يَظهَرُ وَنُرسِلُ النُكتَةَ مَحبوكَةً عَن غَيرِنا في الحُسنِ لا تَصدُرُ ثُمَّ اِنطَوى هَذا وَهَذا وَما يُطوى مِنَ الأَيّامِ لا يُنشَرُ كَم دَوحَةٍ أَودى بِها عاصِفٌ وَالنَجمُ مِن مَأمَنِهِ يَنظُرُ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif عَجِبتُ أَن جَعَلوا يَوماً لِذِكراكا كَأَنَّنا قَد نَسينا يَومَ مَنعاكا إِذا سَلَت يا أَبا شادي مُطَوَّقَةٌ ذِكرَ الهَديلِ فَثِق أَنّا سَلَوناكا في مُهجَةِ النيلِ وَالوادي وَساكِنِهِ رَجعٌ لِصَوتِكَ مَوصولٌ بِذِكراكا قَد عِشتَ فينا نَميراً طابَ مَورِدُهُ أَسمى سَجايا الفَتى أَدنى سَجاياكا فَما كَأولاكَ في بِرٍّ وَفي كَرَمٍ أولى كَريمٍ وَلا عُقبى كَعُقباكا قَضِيَّةُ الوَطَنِ المَغبونِ قَد مَلَأَت أَنحاءَ نَفسِكَ شُغلاً عَن قَضاياكا أَبلَيتَ فيها بَلاءَ المُخلِصينَ لَها وَكانَ سَهمُكَ أَنّى رِشتَ فَتّاكا أَجمَلتَ ما فَصَّلوهُ في قَصائِدِهِم حَتّى لَقَد نَضَّروا بِالحَمدِ مَثواكا لَم يُبقِ لي قَيدَ شِبرٍ صاحِبايَ وَلَم يَفسَح لِيَ القَولَ لا هَذا وَلا ذاكا يا مُدمِنَ الذِكرِ وَالتَسبيحِ مُحتَسِباً ها أَنتَ في الخُلدِ قَد جاوَرتَ مَولاكا لَو لَم يَكُن لَكَ في دُنياكَ مَفخَرَةٌ سِوى زَكِيٍّ لَقَد جَمَّلتَ دُنياكا |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif إيهِ يا لَيلُ هَل شَهِدتَ المُصابا كَيفَ يَنصَبُّ في النُفوسِ اِنصِبابا بَلِّغِ المَشرِقَينِ قَبلَ اِنبِلاجِ الـ ـصُبحِ أَنَّ الرَئيسَ وَلّى وَغابا وَاِنعَ لِلنَيِّراتِ سَعداً فَسَعدٌ كانَ أَمضى في الأَرضِ مِنها شِهابا قُدَّ يا لَيلُ مِن سَوادِكَ ثَوباً لِلدَراري وَلِلضُحى جِلبابا اُنسُجِ الحالِكاتِ مِنكَ نِقاباً وَاِحبُ شَمسَ النَهارِ ذاكَ النِقابا قُل لَها غابَ كَوكَبُ الأَرضِ في الأَر ضِ فَغيبي عَنِ السَماءِ اِحتِجابا وَاِلبَسيني عَلَيهِ ثَوبَ حِدادٍ وَاِجلِسي لِلعَزاءِ فَالحُزنُ طابا أَينَ سَعدٌ فَذاكَ أَوَّلُ حَفلٍ غابَ عَن صَدرِهِ وَعافَ الخِطابا لَم يُعَوِّد جُنودَهُ يَومَ خَطبٍ أَن يُنادى فَلا يَرُدُّ الجَوابا عَلَّ أَمراً قَد عاقَهُ عَلَّ سُقماً قَد عَراهُ لَقَد أَطالَ الغِيابا أَي جُنودَ الرَئيسِ نادوا جِهاراً فَإِذا لَم يُجِب فَشُقّوا الثِيابا إِنَّها النَكبَةُ الَّتي كُنتُ أَخشى إِنَّها الساعَةُ الَّتي كُنتُ آبى إِنَّها اللَفظَةُ الَّتي تَنسِفُ الأَنـ ـفُسَ نَسفاً وَتَفقُرُ الأَصلابا ماتَ سَعدٌ لا كُنتِ يا ماتَ سَعدٌ أَسِهاماً مَسمومَةً أَم حِرابا كَيفَ أَقصَدتِ كُلَّ حَيٍّ عَلى الأَر ضِ وَأَحدَثتِ في الوُجودِ اِنقِلابا حَسرَةٌ عِندَ أَنَّةٍ عِندَ آهٍ تَحتَها زَفرَةٌ تُذيبُ الصِلابا قُل لِمَن باتَ في فِلِسطينَ يَبكي إِنَّ زِلزالَنا أَجَلُّ مُصابا قَد دُهيتُم في دورِكُم وَدُهينا في نُفوسٍ أَبَينَ إِلّا اِحتِسابا فَفَقَدتُم عَلى الحَوادِثِ جَفناً وَفَقَدنا المُهَنَّدَ القِرضابا سَلَّهُ رَبُّهُ زَماناً فَأَبلى ثُمَّ ناداهُ رَبُّهُ فَأَجابا قَدَرٌ شاءَ أَن يُزَلزِلَ مِصراً فَتَغالى فَزَلزَلَ الأَلبابا طاحَ بِالرَأسِ مِن رِجالاتِ مِصرٍ وَتَخَطّى التُحوتَ وَالأَوشابا وَالمَقاديرُ إِن رَمَت لا تُبالي أَرُؤوساً تُصيبُ أَم أَذنابا خَرَجَت أُمَّةٌ تُشَيِّعُ نَعشاً قَد حَوى أُمَّةً وَبَحراً عُبابا حَمَلوهُ عَلى المَدافِعِ لَمّا أَعجَزَ الهامَ حَملُهُ وَالرِقابا حالَ لَونُ الأَصيلِ وَالدَمعُ يَجري شَفَقاً سائِلاً وَصُبحاً مُذابا وَسَها النيلُ عَن سُراهُ ذُهولاً حينَ أَلفى الجُموعَ تَبكي اِنتِحابا ظَنَّ يا سَعدُ أَن يَرى مِهرَجاناً فَرَأى مَأتَماً وَحَشداً عُجابا لَم تَسُق مِثلَهُ فَراعينُ مِصرٍ يَومَ كانوا لِأَهلِها أَربابا خَضَبَ الشيبُ شَيبَهُم بِسَوادٍ وَمَحا البيضُ يَومَ مِتَّ الخِضابا وَاِستَهَلَّت سُحبُ البُكاءِ عَلى الوا دي فَغَطَّت خَضراءَهُ وَاليَبابا ساقَت التَيمِسُ العَزاءَ إِلَينا وَتَوَخَّت في مَدحِكَ الإِسهابا لَم يَنُح جازِعٌ عَلَيكَ كَما نا حَت وَلا أَطنَبَ المُحِبُّ وَحابى وَاِعتِرافُ التاميزِ يا سَعدُ مِقيا سٌ لِما نالَ نيلَنا وَأَصابا يا كَبيرَ الفُؤادِ وَالنَفسِ وَالآ مالِ أَينَ اِعتَزَمتَ عَنّا الذَهابا كَيفَ نَنسى مَواقِفاً لَكَ فينا كُنتَ فيها المَهيبَ لا الهَيّابا كُنتَ في مَيعَةِ الشَبابِ حُساماً زادَ صَقلاً فِرِندُهُ حينَ شابا لَم يُنازِلكَ قارِحُ القَومِ إِلّا كُنتَ أَقوى يَداً وَأَعلى جَنابا عِظَمٌ لَو حَواهُ كِسرى أَنوشَر وانَ يَوماً لَضاقَ عَنهُ إِهابا وَمَضاءٌ يُريكَ حَدَّ قَضاءِ اللَ هِ يَفري مَتناً وَيَحطِمُ نابا قَد تَحَدَّيتَ قُوَّةً تَملَأُ المَعـ ـمورَ مِن هَولِ بَطشِها إِرهابا تَملِكُ البَرَّ وَالبِحارَ وَتَمشي فَوقَ هامِ الوَرى وَتَجبي السَحابا لَم يُنَهنِه مِن عَزمِكَ السِجنُ وَالنَفـ ـسُ وَساجَلتَها بِمِصرَ الضِرابا سائِلوا سيشِلاً أَأَوجَسَ خَوفاً وَسَلوا طارِقاً أَرامَ اِنسِحابا عَزمَةٌ لا يَصُدُّها عَن مَداها ما يَصُدُّ السُيولَ تَغشى الهِضابا لَيتَ سَعداً أَقامَ حَتّى يَرانا كَيفَ نُعلي عَلى الأَساسِ القِبابا قَد كَشَفنا بِهَديِهِ كُلَّ خافٍ وَحَسِبنا لِكُلِّ شَيءٍ حِسابا حُجَجُ المُبطِلينَ تَمضي سِراعاً مِثلَما تُطلِعُ الكُؤوسُ الحَبابا حينَ قالَ اِنتَهَيتُ قُلنا بَدَأنا نَحمِلُ العِبءَ وَحدَنا وَالصِعابا فَاِحجُبوا الشَمسَ وَاِحبِسوا الرَوحَ عَنّا وَاِمنَعونا طَعامَنا وَالشَرابا وَاِستَشِفّوا يَقينَنا رَغمَ ما نَلـ ـقى فَهَل تَلمَحونَ فيهِ اِرتِيابا قَد مَلَكتُم فَمَ السَبيلِ عَلَينا وَفَتَحتُم لِكُلِّ شَعواءَ بابا وَأَتَيتُم بِالحائِماتِ تَرامى تَحمِلُ المَوتَ جاثِماً وَالخَرابا وَمَلَأتُم جَوانِبَ النيلِ وَعداً وَوَعيداً وَرَحمَةً وَعَذابا هَل ظَفِرتُم مِنّا بِقَلبٍ أَبِيٍّ أَو رَأَيتُم مِنّا إِلَيكُم مَثابا لا تَقولوا خَلا العَرينُ فَفيهِ أَلفُ لَيثٍ إِذا العَرينُ أَهابا فَاِجمَعوا كَيدَكُم وَروعوا حِماها إِنَّ عِندَ العَرينِ أُسداً غِضابا جَزِعَ الشَرقُ كُلُّهُ لِعَظيمٍ مَلَأَ الشَرقَ كُلَّهُ إِعجابا عَلَّمَ الشامَ وَالعِراقَ وَنَجداً كَيفَ يُحمى الحِمى إِذا الخَطبُ نابا جَمَعَ الحَقَّ كُلَّهُ في كِتابٍ وَاِستَثارَ الأُسودَ غاباً فَغابا وَمَشى يَحمِلُ اللِواءَ إِلى الحَـ ـقِ وَيَتلو في الناسِ ذاكَ الكِتابا كُلَّما أَسدَلوا عَلَيهِ حِجاباً مِن ظَلامٍ أَزالَ ذاكَ الحِجابا واقِفٌ في سَبيلِهِم أَينَ ساروا عالِمٌ بِاِحتِيالِهِم أَينَ جابا أَيُّ مَكرٍ يَدِقُّ عَن ذِهنِ سَعدٍ أَيُّ خَتلٍ يُريغُ مِنهُ اِضطِرابا شاعَ في نَفسِهِ اليَقينُ فَوَقّا هُ بِهِ اللَهُ عَثرَةً أَو تَبابا عَجَزَت حيلَةُ الشِباكِ وَكانَ الـ ـشَرقُ لِلصَيدِ مَغنَماً مُستَطابا كُلَّما أَحكَموا بِأَرضِكَ فَخّاً مِن فِخاخِ الدَهاءِ خابوا وَخابا أَو أَطاروا الحَمامَ يَوماً لِزَجلٍ قابَلوا مِنكَ في السَماءِ عُقابا تَقتُلُ الدَسَّ بِالصَراحَةِ قَتلاً وَتُسَقّي مُنافِقَ القَومِ صابا وَتَرى الصِدقَ وَالصَراحَةَ ديناً لا يَراهُ المُخالِفونَ صَوابا تَعشَقُ الجَوَّ صافي اللَونِ صَحواً وَالمُضِلّونَ يَعشَقونَ الضَبابا أَنتَ أَورَدتَنا مِنَ الماءِ عَذباً وَأَراهُم قَد أَورَدونا السَرابا قَد جَمَعتَ الأَحزابَ حَولَكَ صَفّاً وَنَظَمتَ الشُيوخَ وَالنُوّابا وَمَلَكتَ الزِمامَ وَاِحتَطتَ لِلغَيـ ـبِ وَأَدرَكتَ بِالأَناةِ الطِلابا ثُمَّ خَلَّفتَ بِالكِنانَةِ أَبطا لاً كُهولاً أَعِزَّةً وَشَبابا قَد مَشى جَمعُهُم إِلى المَقصِدِ الأَس مى يُغِذّونَ لِلوُصولِ الرِكابا يَبتَنونَ العُلا يَشيدونَ مَجداً يُسعِدونَ البَنينَ وَالأَعقابا قَد بَلَوناكَ قاضِياً وَوَزيراً وَرَئيساً وَمِدرَهاً خَلّابا فَوَجَدناكَ مِن جَميعِ نَواحيـ ـكَ عَظيماً مُوَفَّقاً غَلّابا لَم يَنَل حاسِدوكَ مِنكَ مُناهُم لا وَلَم يُلصِقوا بِعَلياكَ عابا نَم هَنيئاً فَقَد سَهِدتَ طَويلاً وَسَئِمتَ السَقامَ وَالأَوصابا كَم شَكَوتَ السُهادَ لي يَومَ كُنّا بِالبَساتينِ نَستَعيدُ الشَبابا نَنهَبُ اللَهوَ غافِلَينَ وَكُنّا نَحسَبُ الدَهرَ قَد أَنابَ وَتابا فَإِذا الرُزءُ كانَ مِنّا بِمَرمىً وَإِذا حائِمُ الرَدى كانَ قابا حَرَمَتنا المَنونُ ذَيّالِكَ الوَجـ ـهَ وَذاكَ الحِمى وَتِلكَ الرِحابا وَسَجايا لَهُنَّ في النَفسِ رَوحٌ يَعدِلُ الفَوزَ وَالدُعاءَ المُجابا كَم وَرَدنا مَوارِدَ الأُنسِ مِنها وَرَشَفنا سُلافَها وَالرُضابا وَمَرَحنا في ساحِها فَنَسينا الـ ـأَهلَ وَالأَصدِقاءَ وَالأَحبابا ثُمَّ وَلَّت بَشاشَةُ العَيشِ عَنّا حينَ ساروا فَوَسَّدوكَ التُرابا خِفتَ فينا مَقامَ رَبِّكَ حَيّاً فَتَنَظَّر بِجَنَّتَيهِ الثَوابا |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif أَمّا أَمينُ فَقَد ذُقنا لِمَصرَعِهِ وَخَطبِهِ مِن صُنوفِ الحُزنِ أَلوانا لَم تُنسِنا ذِكرَهُ الدُنيا وَإِن نَسَجَت لِلراحِلينَ مِنَ النِسيانِ أَكفانا مَضى نَقِيّاً عَفيفَ النَفسِ مُحتَسِبا فَهَدَّ مِن دَولَةِ الأَخلاقِ أَركانا جَرَت عَلى سَنَنِ التَوحيدِ نَشأَتُهُ في اللَهِ وَالرَأيِ إِخلاصاً وَإيمانا لَم يَلوِهِ المالُ عَن رَأيٍ يَدينُ بِهِ وَلَو حَمَلتَ إِلَيهِ الدَهرَ مَلآنا وَلَم يَلِن عودُهُ لِلخَطبِ يُرهِقُهُ قَسا عَلَيهِ شَديدُ العَيشِ أَم لانا ظُلمٌ مِنَ القَبرِ أَن تَبلى أَنامِلُهُ فَكَم رَمَت في سَبيلِ اللَهِ مَن خانا كانَت مَطِيَّةَ سَبّاقٍ جَوانِبُهُ يُرويكَ فَيّاضُها صِدقاً وَعِرفانا عِشرونَ عاماً عَلى الطِرسِ الطَهورِ جَرى ما خَطَّ فاحِشَةً أَو خَطَّ بُهتانا يَجولُ بَينَ رِياضِ الفِكرِ مُقتَطِفاً مِن طيبِ مَغرِسِها وَرداً وَرَيحانا فَيَنشَقُّ الذِهنُ مِن أَسطارِهِ أَرَجاً وَتُبصِرُ العَينُ فَوقَ الطِرسِ بُستانا أَمينَ فارَقتَنا في حينِ حاجَتِنا إِلى فَتىً لا يَرى لِلمالِ سُلطانا إِلى أَمينٍ عَلى أَوطانِهِ يَقِظٍ ذي مِرَّةٍ يَتَلَقّى الخَطبَ جَذلانا أَيَلبَسُ الخَزَّ مَن لانَت مَهَزَّتَهُ وَأَنتَ تَخرُجُ مِن دُنياكَ عُريانا إِنَّ القَناعَةَ كَنزٌ كُنتَ حارِسَهُ تَرى بِهِ القوتَ ياقوتاً وَمُرجانا فَما سَعَيتَ لِغَيرِ الحَمدِ تَكسِبُهُ وَلا رَضيتَ لِغَيرِ الحَقِّ إِذعانا أَودى بِكَ السُكَّرُ المُضني وَلا عَجَبٌ أَن يورِثَ الحُلوُ مُرَّ العَيشِ أَحيانا ما هانَ خَطبُكَ وَالأَخلاقُ والِهَةٌ تَبكي عَلَيكَ إِذا خَطبُ اِمرِئٍ هانا أَمينُ حَسبُكَ ما قَدَّمتَ مِن عَمَلٍ فَأَنتَ أَرجَحُنا في الحَشرِ ميزانا أَبشِر فَإِنَّكَ في أُخراكَ أَسعَدُنا حَظّاً وَإِن كُنتَ في دُنياكَ أَشقانا بَلِّغ ثَلاثَتَكُم عَنّا تَحِيَّتَنا وَاِذكُر لَهُم ما يُعاني قَومُنا الآنا وَاِضرَع إِلى اللَهِ في الفِردَوسِ مُبتَهِلاً أَن يَحرُسَ النيلَ مِمَّن رامَ طُغيانا |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif أَبكي وَعَينُ الشَرقِ تَبكي مَعي عَلى الأَريبِ الكاتِبِ الأَلمَعي جَرى عَصِيُّ الدَمعِ مِن أَجلِهِ فَزادَ في الجودِ عَلى الطَيِّعِ نَقصٌ مِنَ الشَرقِ وَمِن زَهوِهِ فَقدُ اليَراعِ المُعجِزِ المُبدِعِ لَيسَ لِمِصرٍ في رِجالاتِها حَظٌّ وَلا لِلشامِ في أَروَعِ مُصابُ صَرّوفٍ مُصابُ النُهى فَليَبكِهِ كُلَّ فُؤادٍ يَعي كُرِّمَ بِالأَمسِ وَأَكفانُهُ تَنسِجُها الأَقدارُ لِلمَصرَعِ يا صائِغَ الدُرِّ لِتَكريمِهِ صُغهُ لِمَنعاهُ مِنَ الأَدمُعِ قَد زَيَّنَ العِلمَ بِأَخلاقِهِ فَعاشَ مِلءَ العَينِ وَالمَسمَعِ تَواضُعٌ وَالكِبرُ دَأبُ الفَتى خَلا مِنَ الفَضلِ فَلَم يَنفَعِ تَواضُعُ العِلمِ لَهُ رَوعَةٌ يَنهارُ مِنها صَلَفُ المُدَّعي وَحُلَّةُ الفَضلِ لَها شارَةٌ أَزهى مِنَ السَيفَينِ وَالمِدفَعِ يُشبِعُ مَن حَصَّلَ مِن عِلمِهِ وَهوَ مِنَ التَحصيلِ لَم يَشبَعِ مُبَكِّرٌ تَحسَبُهُ طالِباً يُسابِقُ الفَجرَ إِلى المَطلَعِ قَد غالَتِ الأَسقامُ أَضلاعَهُ وَالرَأسُ في شُغلٍ عَنِ الأَضلُعِ ماتَ وَفي أَنمُلِهِ صارِمٌ لَم يَنبُ في الضَربِ عَنِ المَقطَعِ صاحَبَهُ خَمسينَ عاماً فَلَم يَخُن لَهُ عَهداً وَلَم يَخدَعِ مُوَفَّقاً أَنّى جَرى مُلهَماً ما ضَلَّ في الوِردِ عَنِ المَشرَعِ لَم يَبرِهِ بارٍ سِوى رَبِّهِ وَلَم يَحُزهُ جاهِلٌ أَو دَعي في النَقلِ وَالتَصنيفِ أَربى عَلى مَدى اِبنِ بَحرٍ وَمَدى الأَصمَعي أَيَّ سَبيلٍ لِلهُدى لَم يَرِد وَأَيُّ بابٍ مِنهُ لَم يَقرَعِ يَقتَطِفُ الزَهرَ وَيَختارُهُ كَالنَحلِ لا يَعفو عَنِ الأَينَعِ فَتَحسَبُ القُرّاءَ في جَنَّةٍ عُقولُهُم في رَوضِها تَرتَعي صَرّوفُ لا تَبعُد فَلَستَ الَّذي يَطويهِ طاوي ذَلِكَ المَضجَعِ أَسكَتَكَ المَوتُ وَلَكِنَّهُ لَم يُسكِتِ الآثارَ في المَجمَعِ ذِكراكَ لا تَنفَكُّ مَوصولَةً في مَعهَدِ العِلمِ وَفي المَصنَعِ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif لَعِبَ البِلى بِمُلاعِبِ الأَلبابِ وَمَحا بَشاشَةَ فَمِّكَ الخَلّابِ وَطَوى الرَدى عَمرَو الكِنانَةِ غافِلاً وَرَمى شِهابَ دَهائِهِ بِشِهابِ مَن كانَ يَدري يَومَ سافَرَ أَنَّهُ سَفَرٌ مِنَ الدُنيا بِغَيرِ إِيابِ حَزِنَت عَلَيهِ عُقولُنا وَقُلوبُنا وَبَكَت وَحُزنُ العَقلِ شَرُّ مُصابِ القَلبُ يُنسيهِ الغِيابُ أَليفَهُ وَالعَقلُ لا يُنسيهِ طولُ غِيابِ بِالأَمسِ ماتَ أَجَلُّنا وَأَعَزُّنا جاهاً وَأَبقانا عَلى الأَحقابِ وَاليَومَ قَد غالَ الحِمامُ أَسَدَّنا رَأياً فَطاحَ بِحِكمَةٍ وَصَوابِ رَأسٌ يُدَبِّرُ في الخَفاءِ كَأَنَّهُ قَدَرٌ يُدَبِّرُ مِن وَراءِ حِجابِ حَتّى إِذا أَرضى النُهى وَتَناسَقَت آياتُهُ راعَ الوَرى بِعُجابِ يَمشي عَلى سَنَنِ الحِجا مُتَمَهِّلاً بَينَ العُداةِ الكُثرِ وَالأَحبابِ تَتَناثَرُ الأَقوالُ عَن جَنَباتِهِ مِن شانِئٍ وَمُناصِرٍ وَمُحابي لا المَدحُ يُغريهِ وَلا يُلوي بِهِ عَن نَجدِهِ المَرسومِ وَقعُ سِبابِ حُلوُ التَواضُعِ لَم يُخالِط نَفسَهُ زَهوُ المُدِلِّ يُحاطُ بِالإِعجابِ حُلوُ الأَناةِ إِذا يَسوسُ وَعِندَهُ أَنَّ التَعَجُّلَ آفَةُ الأَقطابِ حُلوُ السُكوتِ كَكَوكَبٍ مُتَأَلِّقٍ وَاللَيلُ ساجٍ أَسوَدُ الجِلبابِ يَهدي السَبيلَ لِسالِكيهِ وَلَم يُرِد شُكراً وَلَم يَعمَل لِنَيلِ ثَوابِ مُتَمَكِّنٌ مِن نَفسِهِ لَم يَعرُهُ قَلَقُ الضَعيفِ وَحَيرَةُ المُرتابِ يَزِنُ الأُمورَ كَأَنَّما هُوَ صَيرَفٌ يَزِنُ النُضارَ بِدِقَّةٍ وَحِسابِ وَيَحُلُّ غامِضَها بِثاقِبِ ذِهنِهِ حَلَّ الطَبيبِ عَناصِرَ الأَعشابِ وَيَقيسُ شُقَّتَها بِمِقياسِ النُهى فَتَرى صَحيحَ قِياسِ الاِصطِرلابِ مُتَبَسِّمٌ وَعَلى مَعارِفِ وَجهِهِ آياتُ ما يَلقى مِنَ الأَوصابِ شِيَمٌ تَرُدُّ الناقِمينَ لِوُدِّهِ وَشَمائِلٌ تَستَلُّ حِقدَ النابي يُرضي المُرَتِّلَ في الكَنيسَةِ صُنعُهُ كَيساً وَيُرضي ساكِنَ المِحرابِ يَرتاحُ لِلمَعروفِ لا مُتَرَبِّحاً فيهِ وَلا هُوَ في الجَميلِ مُرابي يُروي الصَديقَ مِنَ الوَفاءِ وَلَم يَكُن بِالحاسِدِ النُعمى وَلا المُغتابِ لَم يَبدُ فينا جازِعاً أَو غاضِباً لاهُمَّ إِلّا غَضبَةَ النُوّابِ وَبُكاؤُهُ في يَومِ سَعدٍ زادَني عِلماً بِأَنَّ اليَومَ يَومُ تَباتِ قامَت صِعابٌ في مَسالِكِ سَعيِهِ مِن بَعدِ سَعدٍ دُعِّمَت بِصِعابِ فَظَهيرُهُ عِندَ النِضالِ وَرُكنُهُ أَمسى حَديثَ جَنادِلٍ وَتُرابِ لِلَّهِ سِرٌّ في بِنايَةِ ثَروَتٍ سُبحانَ باني هَذِهِ الأَعصابِ إِنّي سَأَلتُ العارِفينَ فَلَم أَفُز مِنهُم عَلى عِرفانِهِم بِجَوابِ هُوَ مُستَقيمٌ مُلتَوٍ هُوَ لَيِّنٌ صُلبٌ هُوَ الواعي هُوَ المُتَغابي هُوَ حُوَّلٌ هُوَ قُلَّبٌ هُوَ واضِحٌ هُوَ غامِضٌ هُوَ قاطِعٌ هُوَ نابي هُوَ ذَلِكَ الطِلَّسمُ مَن أَعيا الحِجا حَلّاً وَماتَ وَلَم يَفُز بِطِلابِ هُوَ ما تَراهُ مُفاوِضاً كَيفَ اِنبَرى لِكَبيرِهِم بِذَكائِهِ الوَثّابِ لَم يَأتِ مِن بابِ لِصَيدِ دَهائِهِ إِلّا نَجا بِدَهائِهِ مِن بابِ وَيَظَلُّ يَرقُبُهُ وَيَغزو كِبرَهُ بِلُيونَةٍ وَلَباقَةٍ وَخِلابِ وَيَروضُهُ حَتّى يَرى أُسطولَهُ خَشَباً تَناثَرَ فَوقَ ظَهرِ عُبابِ وَيَرى صُنوفاً مِن ذَكاءٍ صُفِّفَت دونَ الحِمى تُعيي أُسودَ الغابِ وَأَتى بِأَقصى ما يَنالُ مُفاوِضٌ يَسعى بِغَيرِ كَتائِبٍ وَحِرابِ وَاِستَلَّ مِن أَشداقِ آسادِ الشَرى عَلَماً عَضَضنَ عَلَيهِ بِالأَنيابِ خَلَقاً خَبا ضَوءُ الهِلالِ لِطَيِّهِ جَمَّ التَوَجُّعِ دامِيَ الأَهدابِ فَاِخضَرَّ فَوقَ رُبوعِ مِصرٍ عودُهُ في مَنبِتٍ خِصبٍ وَرَحبِ جَنابِ إِن فاتَهُ بَعضُ الأَماني فَاِذكُروا أَنّا أَمامَ مُحَنَّكينَ صِلابِ قَد جازَ تَيهاءَ الأُمورِ وَلَم يَكُن في وَعرِها وَكُؤودِها بِالكابي رَجُلٌ يُفاوِضُ وَحدَهُ عَن أُمَّةٍ إِن لَم يَفُز فَوزاً فَلَيسَ بِعابِ رَفَعَ الحِمايَةَ بَعدَما بُسِطَت عَلى أَبناءِ مِصرَ وَأُيِّدَت بِكِتابِ وَأَتى لِمِصرَ وَأَهلِها بِسِيادَةٍ مَرفوعَةِ الأَعلامِ وَالأَطنابِ غَفراً فَلَستُ بِبالِغٍ فيكَ المَدى إِنّي غَذَذتُ إِلى مَداكَ رِكابي كَم مَوقِفٍ لَكَ في الجِهادِ مُسَجَّلٍ بِشَهادَةِ الأَعداءِ وَالأَصحابِ في خَطبِ مِصرَ لِبُطرُسٍ أَخمَدتَها مَشبوبَةً كانَت عَلى الأَبوابِ أَلَّفتَ بَينَ العُنصُرَينِ فَأَصبَحا رَتقاً وَكُنتَ مُوَفِّقَ الأَسبابِ خالَفتُ فيكَ الجازِعينِ فَلَم أَنُح حُزناً عَلَيكَ وَأَنتَ مِن أَترابي النَوحُ في الجُلّى اِجتِهادُ مُقَصِّرٍ أَلفى دُعاءَ الصَبرِ غَيرَ مُجابِ فَأَنا الَّذي يَبكي بِشِعرٍ خالِدٍ يَبقى عَلى الأَجيالِ لِلأَعقابِ قَد كُنتَ تُحسِنُ بي وَتَرقُبُ جَولَتي في حَلبَةِ الشُعَراءِ وَالكُتّابِ وَتَهَشُّ إِن لاقَيتَني وَتَخُصُّني بِالبِشرِ في ناديكَ وَالتِرحابِ فَاِذهَب كَما ذَهَبَ الرَبيعُ بِنَورِهِ تَأسى الرِياضُ عَلَيهِ غِبَّ ذَهابِ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif مُسدي الجَميلِ بِلا مَنٍّ يُكَدِّرُهُ وَمُكرِمُ الضَيفِ أَمسى ضَيفَ رِضوانِ تَجتازُنا عَبقَةٌ مِن رَوضَةٍ أُنُفٍ إِذا أَلَمَّت بِنا ذِكرى سُلَيمانِ فَقُل لِآلِ سُلَيمانٍ إِذا جَزِعوا رُدوا النُفوسَ إِلى صَبرٍ وَسُلوانِ ما إِن رَأَيتُ دَفيناً قَبلَ شَيخِكُمُ تَحتَ التُرابِ وَفَوقَ النَجمِ في آنِ قَضَيتَها مِئَةً في كُلِّ واحِدَةٍ تُعِدُّ زادَكَ مِن بِرٍّ وَإِحسانِ فَكَم صَفَحتَ عَنِ الجاني وَلَم تَرَهُ وَكَم غَرَستَ وَكانَ المُعوِزُ الجاني وَكَم أَقَلتَ كَريماً عِندَ عَثرَتَهُ وَكَم مَشَيتَ بِصُلحٍ بَينَ إِخوانِ إِنّي رَأَيتُكَ قَبلَ المَوتِ في فَلَكٍ مِنَ الجَلالِ عَلى جَنبَيهِ نورانِ نورُ اليَقينِ وَنورُ الشَيبِ بَينَهُما سَكينَةٌ حَرَّكَت نَفسي وَوِجداني عَلى جَبينِكَ آياتُ الرِضا اِرتَسَمَت وَبَينَ جَنَبَيكَ قَلبٌ غَيرُ وَسنانِ قَسَمتَ ما جَمَعَت كَفّاكَ مِن نَشَبٍ عَلى بَنيكَ فَكُنتَ الوالِدَ الحاني مالٌ حَلالٌ مُزَكّى ما خَلَطتَ بِهِ مِلّيمَ سُحتٍ وَلا حَقّاً لِإِنسانِ زَهِدتَ فيها وَهامَ العابِدونَ لَها بِجَمعٍ فانٍ يُعاني جَمعَهُ فاني بِكِسرَةٍ وَكِساءٍ عِشتَ مُغتَبِطاً تُسَبِّحُ اللَهَ في سِرٍّ وَإِعلانِ أَقَرَّ عَينَيكَ في دُنياكَ أَن رَأَتا مُحَمَّداً يَتَراءى فَوقَ كيوانِ قَضَيتَ في الأَوجِ مِن عِزَّيكُما وَكَذا يَقضي سُلَيمانُ في عِزٍّ وَسُلطانِ أَنجَبتَ أَربَعَةً سادوا بِأَربَعَةٍ فَضلٍ وَنُبلٍ وَإِحسانٍ وَعِرفانِ أَورَثتَهُم شَمَماً هَشَّ الإِباءُ لَهُ وَأَورَقَت في ذُراهُ عِزَّةُ الشانِ يَذكُرنَ بَرّاً رَحيماً قَد أَقامَ لَهُم صَرحاً مِنَ المَجدِ أَعلى رُكنَهُ الباني كَم نِعمَةٍ لَكَ يا مَحمودُ عِندَ أَبي بِشُكرِها لَكَ عِندَ المَوتِ أَوصاني |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif غابَ الأَديبُ أَديبُ مِصرٍ وَاِختَفى فَلتَبكِهِ الأَقلامُ أَو تَتَقَصَّفا لَهفي عَلى تِلكَ الأَنامِلِ في البِلى كَم سَطَّرَت حِكَماً وَهَزَّت مُرهَفا ماتَ المُوِلحِيُّ الحُسانُ وَلَم يَمُت حَتّى غَزا عيسى العُقولَ وَثَقَّفا |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif دَمعَةٌ مِن دُموعِ عَهدِ الشَبابِ كُنتُ خَبَّأتُها لِيَومِ المُصابِ لَبَّتِ اليَومَ يا مُحَمَّدُ لَمّا راعَني نَعيُ أَكتَبِ الكُتّابِ هَدَّأَت لَوعَتي وَسَرَّت قَليلاً عَن فُؤادي وَلَطَّفَت بَعضَ ما بي مَوكِبُ الدَفنِ خَلفَ نَعشِكَ يَمشي في اِحتِسابٍ وَحَسرَةٍ وَاِنتِحابِ لَم يُجاوِز مَنازِلَ البَدرِ عَدّاً مِن بَقايا الصَديقِ وَالأَحبابِ لَم يَسِر فيهِ مَن يُحاوِلُ أَجراً عِندَ حَيٍّ مُؤَمَّلٍ أَو يُحابي مَوكِبٌ ماجَ جانِباهُ بِحَفلٍ مِن وُفودِ الأَخلاقِ وَالأَحسابِ شاعَ فيهِ الوَفاءُ وَالحُزنُ حَتّى ضاقَ عَن حَشدِهِ فَسيحُ الرِحابِ فَكَأَنَّ السَماءَ وَالأَرضَ تَمشي فيهِ مِن هَيبَةٍ وَعِزِّ جَنابِ تَتَمَنّى قَياصِرُ الأَرضِ لَو فا زَت لَدى مَوتِها بِهَذا الرِكابِ رُبَّ نَعشٍ قَد شَيَّعَتهُ أُلوفٌ مِن سَوادٍ تَعلوهُ سودُ الثِيابِ لَيسَ فيهِم مِن جازِعٍ أَو حَزينٍ صادِقِ السَعيِ أَو أَليفٍ مُصابِ كُنتَ لا تَرتَضي النُجومَ مَحَلّاً فَلِماذا رَضيتَ سُكنى التُرابِ كُنتَ راحَ النُفوسِ في مَجلِسِ الأُن سِ وَراحَ العُقولِ عِندَ الخِطابِ كُنتَ لا تُرهِقُ الصَديقَ بِلَومٍ لا وَلا تَستَبيحُ غَيبَ الصِحابِ وَلَئِن بِتَّ عاتِباً أَو غَضوباً لِقَريبُ الرِضا كَريمُ العِتابِ جُزتَ سَبعينَ حِجَّةً لا تُبالي بِشِهادٍ تَعاقَبَت أَم بِصابِ وَسَواءٌ لَدَيكَ وَالرَأيُ حُرٌّ رَوحُ نَيسانَ أَو لَوافِحُ آبِ يا شُجاعاً وَما الشَجاعَةُ إِلّا الـ ـصَبرُ لا الخَوضُ في صُدورِ الصِعابِ كُنتَ نِعمَ الصَبورُ إِن حَزَبَ الأَمـ ـرُ وَسُدَّت مَسارِحُ الأَسبابِ كَم تَجَمَّلتَ وَالأَمانِيُّ صَرعى وَتَماسَكتَ وَالحُظوظُ كَوابي عِشتَ ما عِشتَ كَالجِبالِ الرَواسي فَوقَ نارٍ تُذيبُ صُمَّ الصِلابِ مُؤثِرَ البُؤسِ وَالشَقاءِ عَلى الشَكـ ـوى وَإِن عَضَّكَ الزَمانُ بِنابِ كُنتَ تَخلو بِالنَفسِ وَالنَفسُ تُشوى مِن كُؤوسِ الهُمومِ وَالأَوصابِ فَتُسَرّي بِالذِكرِ عَنها وَتَنفي ما عَراها مِن غُضَّةٍ وَاِكتِئابِ وَتَرى وَحشَةَ اِنفِرادِكَ أُنساً بِحَديثِ النُفوسِ وَالأَلبابِ بِنتَ عَنها وَما جَنَيتَ وَقَد كا بَدتَ بَأساءَها عَلى الأَحقابِ وَنَبَذتَ الثَراءَ تَبذُلُ فيهِ مِن إِباءٍ في بَذلِهِ شَرُّ عابِ لَو شَهِدتُم مُحَمَّداً وَهوَ يُملي آيَ عيسى وَمُعجِزاتِ الكِتابِ وَقَفَت حَولَهُ صُفوفُ المَعاني وَصُفوفُ الأَلفاظِ مِن كُلِّ بابِ لَعَلِمتُم بِأَنَّ عَهدَ اِبنِ بَحرٍ عاوَدَ الشَرقَ بَعدَ طولِ اِحتِجابِ أَدَبٌ مُستَوٍ وَقَلبٌ جَميعٌ وَذَكاءٌ يُريكَ ضَوءَ الشِهابِ عِندَ رَأيٍ مُوَفَّقٍ عِندَ حَزمٍ عِندَ عِلمٍ يَفيضُ فَيضَ السَحابِ جَلَّ أُسلوبُهُ النَقِيُّ المُصَفّى عَن غُموضٍ وَنَفرَةٍ وَاِضطِرابِ وَسَما نَقدُهُ النَزيهُ عَنِ الهُجـ ـرِ فَما شيبَ مَرَّةً بِالسِبابِ ذُقتَ في غُربَةِ الحَياةِ عَناءً فَذُقِ اليَومَ راحَةً في الإِيابِ بَلِّغِ البابِلِيَّ عَنّي سَلاماً كَعَبيرِ الرِياضِ أَو كَالمَلابِ كانَ تِربي وَكانَ مِن نِعَمِ المُبـ ـدِعِ سُبحانَهُ عَلى الأَترابِ فارِسٌ في النَدى إِذا قَصَّرَ الفُر سانُ عَنهُ وَفارِسٌ في الجَوابِ يُرسِلُ النُكتَةَ الطَريفَةَ تَمشي في رَقيقِ الشُعورِ مَشيَ الشَرابِ قَد أَثارَ المُحَمَّدانِ دَفيناً في فُؤادي وَقَد أَطارا صَوابي خَلَّفاني بَينَ الرِفاقِ وَحيداً مُستَكيناً وَأَمعَنا في الغِيابِ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif يا اِبنَ عَبدِ السَلامِ لا كانَ يَومٌ غِبتَ فيهِ عَن هالَةِ الأَحرارِ كُنتَ فيهِم كَالرُمحِ بَأساً وَليناً كُنتَ فيهِم كَالكَوكَبِ السَيّارِ يا عَريقَ الأُصولِ وَالحَسَبِ الوَ ضاحِ وَالنُبلِ يا كَريمَ الجِوارِ كُنتَ فَرعاً بِدَوحَةِ العِزِّ تَأوي تَحتَ أَفنانِهِ عُفاةُ الدِيارِ قَصَفَتهُ المَنونُ وَهوَ نَضيرٌ مورِقٌ عودُهُ جَنِيُّ الثِمارِ كُنتَ تَأسو جِراحَهُم وَتَقيهِم وَتُقيلُ العِثارَ عِندَ العِثارِ خانَ نُطقي وَلَم تَخُنّي دُموعي لَهفَ نَفسي فَقَصَّرَت أَشعاري غَيرُ بِدعٍ إِذا نَظَمتُ رِثائي في صَديقي مِنَ الدُموعِ الجَواري فَمِنَ الحُزنِ ما يَدُكُّ الرَواسي وَمِنَ الحُزنِ ما يَهُدُّ الضَواري |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif مَضَيتَ وَنَحنُ أَحوَجُ ما نَكونُ إِلَيكَ وَمِثلُ خَطبِكَ لا يَهونُ بِرَغمِ النيلِ أَن عَدَتِ العَوادي عَلَيكَ وَأَنتَ خادِمُهُ الأَمينُ بِرَغمِ الثَغرِ أَن غُيِّبتَ عَنهُ وَأَن نَزَلَت بِساحَتِكَ المَنونُ أَجَلُّ مُناهُ لَو يَحويكَ مَيتاً لِيَجبُرَ كَسرَهُ ذاكَ الدَفينُ أَسالَ مِنَ الدُموعِ عَلَيكَ بَحراً تَكادُ بِلُجِّهِ تَجري السَفينُ وَقامَ النادِباتُ بِكُلِّ دارٍ وَكَبَّرَ في مَآذِنِهِ الأَذينُ أُصيبَ بِذي مَضاءٍ أَريَحِيٍّ بِهِ عِندَ الشَدائِدِ يَستَعينُ فَتى الفِتيانِ غالَتكَ المَنايا وَغُصنُكَ لا تُطاوِلُهُ غُصونُ صَحِبتُكَ حِقبَةً فَصَحِبتُ حُرّاً أَبِيّاً لا يُهانُ وَلا يُهينُ نَبيلَ الطَبعِ لا يَغتابُ خِلّاً وَلا يُؤذي العَشيرَ وَلا يَمينُ تَطَوَّعَ في الجِهادِ لِوَجهِ مِصرٍ فَما حامَت حَوالَيهِ الظُنونُ وَلَم يَثنِ الوَعيدُ لَهُ عِناناً وَلَم تَحنَث لَهُ أَبَداً يَمينُ وَلَم تَنزِل بِعِزَّتِهِ الدَنايا وَلَم يَعلَق بِهِ ذُلٌّ وَهونُ مَضى لِسَبيلِهِ لَم يَحنِ رَأساً وَلَم يَبرَح سَريرَتَهُ اليَقينُ تَرَكتَ أَليفَةً تَرجو مُعيناً وَلَيسَ سِوى الدُموعِ لَها مُعينُ تَنوحُ عَلى القَرينِ وَأَينَ مِنها وَقَد غالَ الرَدى ذاكَ القَرينُ سَمِعتُ أَنينَها وَاللَيلُ ساجٍ فَمَزَّقَ مُهجَتي ذاكَ الأَنينُ فَقَد عانَيتُ قِدماً ما يُعاني عَلى عِلّاتِهِ القَلبُ الحَزينُ مِنَ الخَفِراتِ قَد نَعِمَت بِزَوجٍ سَما بِجَلالِهِ أَدَبٌ وَدينُ أَقامَت في النَعيمِ وَلَم تُرَوَّع فَكُلُّ حَياتِها رَغَدٌ وَلينُ لَقَد نَسَجَ العَفافُ لَها رِداءً وَزانَ رِداءَها الخِدرُ المَصونُ دَهاها المَوتُ في الإِلفِ المُفَدّى وَكَدَّرَ صَفوَها الدَهرُ الخَؤونُ فَكادَ مُصابُها يَأتي عَلَيها لِساعَتِها وَتَقتُلُها الشُجونُ رَبيبَةُ نِعمَةٍ لَم تَبلُ حُزناً وَلَم تَشرَق بِأَدمُعِها الجُفونُ وَفَت لِأَليفِها حَيّاً وَمَيتاً كَذاكَ كَريمَةُ اللَوزِي تَكونُ سَتَكفيها العِنايَةُ كُلَّ شَرٍّ وَيَحرُسُ خِدرَها الروحُ الأَمينُ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif شَوَّفتُماني أَيُّها الفَرقَدانِ لِبَدرٍ تَمٍّ غابَ قَبلَ الأَوانِ وَكُلَّما أَشرَقتُما مَرَّةً عَلَّمتُما عَينَيَّ نَظمَ الجُمانِ عَلى عَزيزٍ قَد تَوَلّى وَلَن يَؤوبَ حَتّى يَرجِعَ القارِظانِ عَجَّلتَ يا مَحمودُ في رِحلَةٍ قَرَّت بِها أَعيُنُ حورِ الجِنانِ كَأَنَّما آخِرُ عَهدِ الهَنا قَد كانَ مِنّا لَيلَةَ المِهرَجانِ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif أُعَزّي فيكَ أَهلَكَ أَم أُعَزّي عُفاةَ الناسِ أَم هِمَمَ الكِرامِ وَما أَدري أَرُكنُ الجاهِ أَودى وَقَد أَودَيتَ أَم رُكنُ الشَآمِ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif بَدَأَ المَماتُ يَدِبُّ في أَترابي وَبَدَأتُ أَعرِفُ وَحشَةَ الأَحبابِ يا بابِلِيُّ فِداكَ إِلفُكَ في الصِبا وَفِدا شَبابِكَ في التُرابِ شَبابي قَد كُنتَ خُلصاني وَمَوضِعَ حاجَتي وَمَقَرَّ آمالي وَخَيرَ صِحابي فَاِذهَب كَما ذَهَبَ الكِرامُ مُشَيَّعاً بِالمَجدِ مَبكِيّاً مِنَ الأَحبابِ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif وَديعَةٌ رُدَّت إِلى رَبِّها وَمالِكُ الأَرواحِ أَولى بِها أَلَم يَكُن صَبرُكَ في بُعدِها يَربو عَلى شُكرِكَ في قُربِها |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif بَينَ السَرائِرِ ضِنَّةً دَفَنوكِ أَم في المَحاجِرِ خُلسَةً خَبَئوكِ ما أَنتِ مِمَّن يَرتَضي هَذا الثَرى نُزُلاً فَهَل أَرضَوكِ أَم غَبَنوكِ يا بِنتَ مَحمودٍ يَعِزُّ عَلى الوَرى لَمسُ التُرابِ لِجِسمِكِ المَنهوكِ تَرَكوا شَبابَكِ فيهِ نَهباً لِلبِلى واهاً لِغَضِّ شَبابِكَ المَتروكِ وَحَثَوهُ فَوقَ سَناكِ يا شَمسَ الضُحى فَبَكى لَهُ بَدرُ السَماءِ أَخوكِ داسَ الحِمامُ عَرينَ آسادِ الشَرى يا لَيتَ شِعري أَينَ كانَ أَبوكِ عَهدي بِهِ يَلقى الرَدى بِمُهَنَّدٍ يَعلوهُ غِمدٌ مِن دَمٍ مَسفوكِ يا نَفسَ مَحمودٍ وَأَنتِ عَليمَةٌ بِطَريقِ هَذا العالَمِ المَسلوكِ عَهِدوكِ لا تَتَصَدَّعينَ لِحادِثٍ أَوَ أَنتِ باقِيَةٌ كَما عَهِدوكِ هَذا التُرابُ وَأَنتِ أَعلَمُ مُلتَقى هَذا الوَرى مِن سوقَةٍ وَمُلوكِ هَل أَنتِ إِلّا بَينَ جَنبَي ماجِدٍ صَعبِ الشَكيمَةِ لِلخُطوبِ ضَحوكِ يُغضي بِحَضرَتِهِ الزَمانُ فَيَلتَقي عِزُّ المَليكِ وَذِلَّةُ المَملوكِ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif إِنَّ الَّذي كانَتِ الدُنيا بِقَبضَتِهِ أَمسى مِنَ الأَرضِ يَحويهِ ذِراعانِ وَغابَ عَن مُلكِهِ مَن لَم تَغِب أَبَداً عَن مُلكِهِ الشَمسُ مِن عِزٍّ وَسُلطانِ https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif
وَلَّت بَشاشَةُ دُنيانا وَدُنياكِ وَفارَقَ الأُنسُ مَغنانا وَمَغناكِ حَماكِ دوني أُسودٌ لا يُطاوِلُها شاكي السِلاحَ فَكَيفَ الأَعزَلُ الشاكي وَجَشَّموني عَلى ضَعفي وَقُوَّتِهِم أَن أُمسِكَ القَولَ حَتّى عَن تَحاياكِ وَأَرصَدوا لي رَقيباً لَيسَ يُخطِئُهُ هَجسُ الفُؤادِ إِذا حاوَلتُ ذِكراكِ يُحصي تَرَدُّدَ أَنفاسي وَيَمنَعُني نَفحَ الشَمائِلِ إِن جازَت بِرَيّاكِ مُنِعتُ حَتّى مِنَ النَجوى وَسَلوَتِها وَكَم تَعَلَّلتُ في البَلوى بِنَجواكِ ما كادَ يَأتي عَلى نَفسي وَيورِدُني مَوارِدَ الحَتفِ إِلّا حُبُّكِ الزاكي تَناوَلَت ما وَراءَ النَفسِ غايَتُهُ وَقَرَّ في خَلَجاتِ القَلبِ مَثواكِ وَظَنَّ أَهلُكِ بي سوءاً وَأَرمَضَني قَولُ الوُشاةِ وَدَعوى كُلِّ أَفّاكِ قالوا سَلا عَنكِ غَدراً وَاِبتَغى بَدَلاً وَكانَ بِالأَمسِ مِن أَوفى رَعاياكِ كَم لي أَحاديثُ شَوقٍ لا تُنافِحُها زَهرُ الرِياضِ وَلا يَسمو بِها الحاكي إِن تُنكِريها فَكَم طارَ الرُواةُ بِها إِلى حِماكِ وَكَم قَد عَطَّرَت فاكِ سَتَعلَمينَ إِذا ما الغَمرَةُ اِنحَسَرَت مَن صَدَّ عَنكِ وَمَن بِالنَفسِ فَدّاكِ رَمَيتُ عَنكِ إِلى أَن خانَني وَتَري وَلَم أَخُن في إِساري عَهدَ نُعماكِ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif عيدٌ هُنا وَهُناكَ قامَ المَأتَمُ مَلِكٌ يَنوحُ وَتابِعٌ يَتَرَنَّمُ عَجَباً أَرى تِلكَ الدِماءَ فَهاهُنا دَمُ فَرحَةٍ وَهُناكَ لِلقَتلى دَمُ |
https://2.bp.blogspot.com/-MmBd44ezo...9w/s320/A2.gif قَصرَ الدوبارَةِ ما لِلَيثِكَ رابِضاً وَالذِئبُ في قَصرِ الإِمارَةِ يَحجِلُ إِنّي سَمِعتُ بِعابِدينَ عُواءَهُ فَعَجِبتُ كَيفَ يَسودُ مَن لا يَعقِلُ |
الساعة الآن 04:44 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.