منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   موسوعة قصائد واشعار الاديب حافظ ابراهيم.... (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=183855)

عطر الزنبق 11-23-2019 12:48 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

لاهُمَّ إِنَّ الغَربَ أَصبَحَ شُعلَةً

مِن هَولِها أُمُّ الصَواعِقِ تَفرَقُ

العِلمُ يُذكي نارَها وَتُثيرُها

مَدَنِيَّةٌ خَرقاءُ لا تَتَرَفَّقُ

وَلَقَد حَسِبتُ العِلمَ فينا نِعمَةً

تَأسو الضَعيفَ وَرَحمَةً تَتَدَفَّقُ

فَإِذا بِنِعمَتِهِ بَلاءٌ مُرهِقٌ

وَإِذا بِرَحمَتِهِ قَضاءٌ مُطبِقُ

عَجِزَ الرُماةُ عَنِ الرُماةِ فَأَرسَلوا

كِسَفاً يَموجُ بِها دُخانٌ يَخنُقُ

تَتَعَوَّذُ الآفاقُ مِنهُ وَتَنثَني

عَنهُ الرِياحُ وَيَتَّقيهِ الفَيلَقُ

وَتَنابَلوا بِالكيمِياءِ فَأَسرَفوا

وَتَساجَلوا بِالكَهرُباءِ فَأَغرَقوا

وَتَنازَلوا في الجَوِّ حينَ بَدا لَهُم

أَنَّ البَسيطَةَ عَن مَداهُم أَضيَقُ

نَفِسوا عَلى الحيتانِ واسِعَ مُلكِها

فَتَفَنَّنوا في سَلبِهِ وَتَأَنَّفوا

مَلَكوا مَسابِحَها عَلَيها بَعدَ ما

غَلَبوا النُسورَ عَلى الجِواءِ وَحَلَّقوا

إِن كانَ عَهدُ العِلمِ هَذا شَأنُهُ

فينا فَعَهدُ الجاهِلِيَّةِ أَرفَقُ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:48 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
خَرَجَ الغَواني يَحتَجِجـ

ـنَ وَرُحتُ أَرقُبُ جَمعَهُنَّه

فَإِذا بِهِنَّ تَخِذنَ مِن

سودِ الثِيابِ شِعارَهُنَّه

فَطَلَعنَ مِثلَ كَواكِبٍ

يَسطَعنَ في وَسَطِ الدُجُنَّه

وَأَخَذنَ يَجتَزنَ الطَريـ

ـقَ وَدارُ سَعدٍ قَصدُهُنَّه

يَمشينَ في كَنَفِ الوَقا

رِ وَقَد أَبَنَّ شُعورَهُنَّه

وَإِذا بِجَيشٍ مُقبِلٍ

وَالخَيلُ مُطلَقَةُ الأَعِنَّه

وَإِذا الجُنودُ سُيوفُها

قَد صُوِّبَت لِنُحورِهِنَّه

وَإِذا المَدافِعُ وَالبَنا

دِقُ وَالصَوارِمُ وَالأَسِنَّه

وَالخَيلُ وَالفُرسانُ قَد

ضَرَبَت نِطاقاً حَولَهُنَّه

وَالوَردُ وَالرَيحانُ في

ذاكَ النَهارِ سِلاحُهُنَّه

فَتَطاحَنَ الجَيشانِ سا

عاتٍ تَشيبُ لَها الأَجِنَّه

فَتَضَعضَعَ النِسوانُ وَالـ

ـنِسوانُ لَيسَ لَهُنَّ مُنَّه

ثُمَّ اِنهَزَمنَ مُشَتَّتا

تِ الشَملِ نَحوَ قُصورِهِنَّه

فَليَهنَأَ الجَيشُ الفَخو

رُ بِنَصرِهِ وَبِكَسرِهِنَّه

فَكَأَنَّما الأَلمانُ قَد

لَبِسوا البَراقِعَ بَينَهُنَّه

وَأَتَوا بِهِندِنبُرجَ مُخـ

ـتَفِياً بِمِصرَ يَقودُهُنَّه

فَلِذاكَ خافوا بَأسَهُـ

ـنَ وَأَشفَقوا مِن كَيدِهِنَّه





عطر الزنبق 11-23-2019 12:48 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

أَيا صوفِيا حانَ التَفَرُّقُ فَاِذكُري

عُهودَ كِرامٍ فيكِ صَلّوا وَسَلَّموا

إِذا عُدتِ يَوماً لِلصَليبِ وَأَهلِهِ

وَحَلّى نَواحيكِ المَسيحُ وَمَريَمُ

وَدُقَّت نَواقيسٌ وَقامَ مُزَمِّرٌ

مِنَ الرومِ في مِحرابِهِ يَتَرَنَّمُ

فَلا تُنكِري عَهدَ المَآذِنِ إِنَّهُ

عَلى اللَهِ مِن عَهدِ النَواقيسِ أَكرَمُ

تَبارَكتَ بَيتُ القُدسِ جَذلانُ آمِنٌ

وَلا يَأمَنُ البَيتُ العَتيقُ المُحَرَّمُ

أَيُرضيكَ أَن تَغشى سَنابِكُ خَيلِهِم

حِماكَ وَأَن يُمنى الحَطيمُ وَزَمزَمُ

وَكَيفَ يَذِلُّ المُسلِمونَ وَبَينَهُم

كِتابُكَ يُتلى كُلَّ يَومٍ وَيُكرَمُ

نَبِيُّكَ مَحزونٌ وَبَيتُكَ مُطرِقٌ

حَياءً وَأَنصارُ الحَقيقَةِ نُوَّمُ

عَصَينا وَخالَفنا فَعاقَبتَ عادِلاً

وَحَكَّمتَ فينا اليَومَ مَن لَيسَ يَرحَمُ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:49 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
وَقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعاً

كَيفَ أَبني قَواعِدَ المَجدِ وَحدي

وَبُناةُ الأَهرامِ في سالِفِ الدَه

رِ كَفَوني الكَلامَ عِندَ التَحَدّي

أَنا تاجُ العَلاءِ في مَفرِقِ الشَر

قِ وَدُرّاتُهُ فَرائِدُ عِقدي

أَيُّ شَيءٍ في الغَربِ قَد بَهَرَ النا

سَ جَمالاً وَلَم يَكُن مِنهُ عِندي

فَتُرابي تِبرٌ وَنَهري فُراتٌ

وَسَمائي مَصقولَةٌ كَالفِرِندِ

أَينَما سِرتَ جَدوَلٌ عِندَ كَرمٍ

عِندَ زَهرٍ مُدَنَّرٍ عِندَ رَندِ

وَرِجالي لَو أَنصَفوهُم لَسادوا

مِن كُهولٍ مِلءِ العُيونِ وَمُردِ

لَو أَصابوا لَهُم مَجالاً لَأَبدَوا

مُعجِزاتِ الذَكاءِ في كُلِّ قَصدِ

إِنَّهُم كَالظُبا أَلَحَّ عَلَيها

صَدَأُ الدَهرِ مِن ثَواءِ وَغِمدِ

فَإِذا صَيقَلُ القَضاءِ جَلاها

كُنَّ كَالمَوتِ ما لَهُ مِن مَرَدِّ

أَنا إِن قَدَّرَ الإِلَهُ مَماتي

لا تَرى الشَرقَ يَرفَعُ الرَأسَ بَعدي

ما رَماني رامٍ وَراحَ سَليماً

مِن قَديمٍ عِنايَةُ اللَهُ جُندي

كَم بَغَت دَولَةٌ عَلَيَّ وَجارَت

ثُمَّ زالَت وَتِلكَ عُقبى التَعَدّي

إِنَّني حُرَّةٌ كَسَرتُ قُيودي

رَغمَ رُقبى العِدا وَقَطَّعتُ قِدّي

وَتَماثَلتُ لِلشِفاءِ وَقَد دا

نَيتُ حَيني وَهَيَّأَ القَومُ لَحدي

قُل لِمَن أَنكَروا مَفاخِرَ قَومي

مِثلَ ما أَنكَروا مَآثِرَ وُلدي

هَل وَقَفتُم بِقِمَّةِ الهَرَمِ الأَك

بَرِ يَوماً فَرَيتُمُ بَعضَ جُهدي

هَل رَأَيتُم تِلكَ النُقوشَ اللَواتي

أَعَجَزَت طَوقَ صَنعَةِ المُتَحَدّي

حالَ لَونُ النَهارِ مِن قِدَمِ العَه

دِ وَما مَسَّ لَونَها طولُ عَهدِ

هَل فَهِمتُم أَسرارَ ما كانَ عِندي

مِن عُلومٍ مَخبوءَةٍ طَيَّ بَردي

ذاكَ فَنُّ التَحنيطِ قَد غَلَبَ الدَه

رَ وَأَبلى البِلى وَأَعجَزَ نِدّي

قَد عَقَدتُ العُهودَ مِن عَهدِ فِرعَو

نَ فَفي مِصرَ كانَ أَوَّلُ عَقدِ

إِنَّ مَجدي في الأولَياتِ عَريقٌ

مَن لَهُ مِثلَ أولَياتي وَمَجدي

أَنا أُمُّ التَشريعِ قَد أَخَذَ الرو

مانُ عَنّي الأُصولَ في كُلِّ حَدِّ

وَرَصَدتُ النُجومَ مُنذُ أَضاءَت

في سَماءِ الدُجى فَأَحكَمتُ رَصدي

وَشَدا بَنتَئورَ فَوقَ رُبوعي

قَبلَ عَهدِ اليونانِ أَو عَهدِ نَجدِ

وَقَديماً بَنى الأَساطيلَ قَومي

فَفَرَقنَ البِحارَ يَحمِلنَ بَندي

قَبلَ أُسطولِ نِلسُنٍ كانَ أُسطو

لي سَرِيّاً وَطالِعي غَيرَ نَكدِ

فَسَلوا البَحرَ عَن بَلاءِ سَفيني

وَسَلوا البَرَّ عَن مَواقِعِ جُردي

أَتُراني وَقَد طَوَيتُ حَياتي

في مِراسٍ لَم أَبلُغِ اليَومَ رُشدي

أَيُّ شَعبٍ أَحَقُّ مِنّي بِعَيشٍ

وارِفِ الظِلِّ أَخضَرِ اللَونِ رَغدِ

أَمِنَ العَدلِ أَنَّهُم يَرِدونَ ال

ماءَ صَفواً وَأَن يُكَدَّرَ وِردي

أَمِنَ الحَقِّ أَنَّهُم يُطلِقونَ ال

أُسدَ مِنهُم وَأَن تُقَيَّدَ أُسدي

نِصفُ قَرنٍ إِلّا قَليلاً أُعاني

ما يُعاني هَوانَهُ كُلُّ عَبدِ

نَظَرَ اللَهُ لي فَأَرشَدَ أَبنا

ئي فَشَدّوا إِلى العُلا أَيَّ شَدِّ

إِنَّما الحَقُّ قُوَّةٌ مِن قُوى الدَي

يانِ أَمضى مِن كُلِّ أَبيَضَ هِندي

قَد وَعَدتُ العُلا بِكُلِّ أَبِيٍّ

مِن رِجالي فَأَنجِزوا اليَومَ وَعدي

أَمهِروها بِالروحِ فَهيَ عَروسٌ

تَسنَأُ المَهرَ مِن عُروضٍ وَنَقدِ

وَرِدوا بي مَناهِلَ العِزِّ حَتّى

يَخطُبَ النَجمُ في المَجَرَّةِ وُدّي

وَاِرفَعوا دَولَتي عَلى العِلمِ وَالأَخ

لاقِ فَالعِلمُ وَحدَهُ لَيسَ يُجدي

وَتَواصَوا بِالصَبرِ فَالصَبرُ إِن فا

رَقَ قَوماً فَما لَهُ مِن مَسَدِّ

خُلُقُ الصَبرِ وَحدَهُ نَصَرَ القَو

مَ وَأَغنى عَنِ اِختِراعٍ وَعَدِّ

شَهِدوا حَومَةَ الوَغى بِنُفوسٍ

صابِراتٍ وَأَوجُهٍ غَيرِ رُبدِ

فَمَحا الصَبرُ آيَةَ العِلمِ في الحَر

بِ وَأَنحى عَلى القَوِيِّ الأَشَدِّ

إِنَّ في الغَربِ أَعيُناً راصِداتٍ

كَحَلَتها الأَطماعُ فيكُم بِسُهدِ

فَوقَها مِجهَرٌ يُريها خَفايا

كَم وَيَطوي شُعاعُهُ كُلَّ بُعدِ

فَاِتَّقوها بِجُنَّةٍ مِن وِئامٍ

غَيرِ رَثِّ العُرا وَسَعيٍ وَكَدِّ

وَاِصفَحوا عَن هَناتِ مَن كانَ مِنكُم

رُبَّ هافٍ هَفا عَلى غَيرِ عَمدِ

نَحنُ نَجتازُ مَوقِفاً تَعثُرُ الآ

راءُ فيهِ وَعَثرَةُ الرَأيِ تُردي

وَنُعيرُ الأَهواءَ حَرباً عَواناً

مِن خِلافٍ وَالخُلفُ كَالسِلِّ يُعدي

وَنُثيرُ الفَوضى عَلى جانِبَيهِ

فَيُعيدُ الجَهولُ فيها وَيُبدي

وَيَظُنُّ الغَوِيُّ أَن لا نِظامٌ

وَيَقولُ القَوِيُّ قَد جَدَّ جِدّي

فَقِفوا فيهِ وَقفَةَ الحَزمِ وَاِرموا

جانِبَيهِ بِعَزمَةِ المُستَعِدِّ

إِنَّنا عِندَ فَجرِ لَيلٍ طَويلٍ

قَد قَطَعناهُ بَينَ سُهدٍ وَوَجدِ

غَمَرَتنا سودُ الأَهاويلِ فيهِ

وَالأَمانِيُّ بَينَ جَزرٍ وَمَدِّ

وَتَجَلّى ضِياؤُهُ بَعدَ لَأيٍ

وَهوَ رَمزٌ لِعَهدِيَ المُستَرَدِّ

فَاِستَبينوا قَصدَ السَبيلِ وَجِدّوا

فَالمَعالي مَخطوبَةٌ لِلمُجِدِّ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:49 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

ما لي أَرى الأَكمامَ لا تُفَتِّحُ

وَالرَوضَ لا يَذكو وَلا يُنَفِّحُ

وَالطَيرَ لا تَلهو بِتَدويمِها

في مُلكِها الواسِعِ أَو تَصدَحُ

وَالنيلَ لا تَرقُصُ أَمواهُهُ

فَرحى وَلا يَجري بِها الأَبطَحُ

وَالشَمسَ لا تُشرِقُ وَضّاءَةً

تَجلو هُمومَ الصَدرِ أَو تَنزِحُ

وَالبَدرَ لا يَبدو عَلى ثَغرِهِ

مِن بَسَماتِ اليُمنِ ما يَشرَحُ

وَالنَجمَ لا يَزهَرُ في أُفقِهِ

كَأَنَّهُ في غَمرَةٍ يَسبَحُ

أَلَم يَجِئها نَبَأٌ جاءَنا

بِأَنَّ مِصراً حُرَّةٌ تَمرَحُ

أَصبَحتُ لا أَدري عَلى خِبرَةٍ

أَجَدَّتِ الأَيّامُ أَم تَمزَحُ

أَمَوقِفٌ لِلجِدِّ نَجتازُهُ

أَم ذاكَ لِلّاهي بِنا مَسرَحُ

أَلمَحُ لِاِستِقلالِنا لَمعَةً

في حالِكِ الشَكِّ فَأَستَروِحُ

وَتَطمِسُ الظُلمَةُ آثارَها

فَأَنثَني أُنكِرُ ما أَلمَحُ

قَد حارَتِ الأَفهامُ في أَمرِهِم

إِن لَمَّحوا بِالقَصدِ أَو صَرَّحوا

فَقائِلٌ لا تَعجَلوا إِنَّكُم

مَكانَكُم بِالأَمسِ لَم تَبرَحوا

وَقائِلٌ أَوسِع بِها خُطوَةً

وَراءَها الغايَةُ وَالمَطمَحُ

وَقائِلٌ أَسرَفَ في قَولِهِ

هَذا هُوَ اِستِقلالُكُم فَاِفرَحوا

إِن تَسأَلوا العَقلَ يَقُل عاهِدوا

وَاِستَوثِقوا في عَهدِكُم تَربَحوا

وَأَسِّسوا داراً لِنُوّابِكُم

لِلرَأيِ فيها وَالحِجا أَفسِحوا

وَلتَذكُرِ الأُمَّةِ ميثاقَها

أَلّا تَرى عِزَّتَها تُجرَحُ

وَتَنتَخِب صَفوَةَ أَبنائِها

فَمِنهُمُ المُخلِصُ وَالمُصلِحُ

وَلِيَتَّقِ اللَهَ أُولو أَمرِها

أَن يُسكِتوا الأَصواتَ أَو يُرفِحوا

أَو تَسأَلوا القَلبَ يَقُل حاذِروا

وَصابِروا أَعداءَكُم تُفلِحوا

إِنّي أَرى قَيداً فَلا تُسلِموا

أَيدِيَكُم فَالقَيدُ لا يُسجِجُ

إِن هَيَّؤوهُ مِن حَريرٍ لَكُم

فَهوَ عَلى لينٍ بِهِ أَفدَحُ

حَتّامَ وَالصَبرُ لَهُ غايَةٌ

لِغَيرِنا مِن بِئرِنا نَمتَحُ

حَتّامَ وَالأَموالُ مَشفوهَةٌ

نَمنَحُ إِلّا مِصرَ ما نَمنَحُ

حَتّامَ يُمضي أَمرَنا غَيرُنا

وَذاكَ بِالأَحرارِ لا يَملُحُ

أَساءَ بَعضُ الناسِ في بَعضِهِم

ظَنّاً وَقَد أَمسَوا وَقَد أَصبَحوا

فَاِنتَهَزَت أَعداؤُنا نُهزَةً

فينا وَما كانَت لَهُم تَسنَحُ

فَالرَأيُ كُلُّ الرَأيِ أَن تُجمِعوا

فَإِنَّما إِجماعُكُم أَرجَحُ

وَكُلُّ مَن يَطمَعُ في صَدعِكُم

فَإِنَّهُ في صَخرَةٍ يَنطَحُ

أَخشى إِذا اِستَكثَرتُمُ بَينَكُم

مِن قادَةِ الآراءِ أَن تُفضَحوا

فَلتَقصِدوا ما اِسطَعتُمُ فيهُمُ

فَإِنَّما في القِلَّةِ المَنجَحُ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:50 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
أَشرِق فَدَتكَ مَشارِقُ الإِصباحِ

وَأَمِط لِثامَكَ عَن نَهارٍ ضاحي

بورِكتَ يا يَومَ الخَلاصِ وَلا وَنَت

عَنكَ السُعودُ بِغُدوَةٍ وَرَواحِ

بِاللَهِ كُن يُمناً وَكُن بُشرى لَنا

في رَدِّ مُغتَرِبٍ وَفَكِّ سَراحِ

أَقبَلتَ وَالأَيّامُ حَولَكَ مُثَّلٌ

صَفَّينِ تَخطِرُ خَطرَةَ المَيّاحِ

وَخَرَجتَ مِن حُجبِ الغُيوبِ مُحَجَّلاً

في كُلِّ لَحظٍ مِنكَ أَلفُ صَباحِ

لَو صَحَّ في هَذا الوُجودِ تَناسُخٌ

لَرَأَيتُ فيكَ تَناسُخَ الأَرواحِ

وَلَكُنتَ يَومَ اللابِرِنتَ بِعَينِهِ

في عِزَّةٍ وَجَلالَةٍ وَسَماحِ

يَومٌ يُريكَ جَلالُهُ وَرُواؤُهُ

في الحُسنِ قُدرَةَ فالِقِ الإِصباحِ

خَلَعَت عَلَيهِ الشَمسُ حُلَّةَ عَسجَدٍ

وَحَباهُ آذارٌ أَرَقَّ وِشاحِ

اللَهُ أَثبَتَهُ لَنا في لَوحِهِ

أَبَدَ الأَبيدِ فَما لَهُ مِن ماحي

حَيّيهِ عَنّا يا أَزاهِرُ وَاِملَئي

أَرجاءَهُ بِأَريجِكِ الفَوّاحِ

وَاِنفَحهُ عَنّا يا رَبيعُ بِكُلِّ ما

أَطلَعتَ مِن رَندٍ وَنَورِ أَقاحِ

تِه يا فُؤادُ فَحَولَ عَرشِكَ أُمَّةٌ

عَقَدَت خَناصِرَها عَلى الإِصلاحِ

أَبناؤُنا وَهُمُ أَحاديثُ النَدى

لَيسوا عَلى أَوطانِهِم بِشِحاحِ

صَبَروا عَلى مُرِّ الخُطوبِ فَأَدرَكوا

حُلوَ المُنى مَعسولَةَ الأَقداحِ

شاكي سِلاحِ الصَبرِ لَيسَ بِأَعزَلٍ

يَغزوهُ رَبُّ عَوامِلٍ وَصِفاحِ

الصَبرُ إِن فَكَّرتَ أَعظَمُ عُدَّةٍ

وَالحَقُّ لَو يَدرونَ خَيرُ سِلاحِ

قَد أَنكَروا حَقَّ الضَعيفِ فَهَل أَتى

إِنكارُ ذاكَ الحَقِّ في إِصحاحِ

كَم خَدَّرَت أَعصابَ مِصرَ نَوافِحٌ

لِوُعودِهِم كَنَوافِحِ التُفّاحِ

فَتَعَلَّلَ المِصرِيُّ مُغتَبِطاً بِها

أَرَأَيتَ طِفلاً عَلَّلوهُ بِداحِ

وَتَأَنَّقوا في الخُلفِ حَتّى أَصبَحَت

أَقوالُهُم تُذرى بِغَيرِ رِياحِ

لَمّا تَنَبَّهَ بِالكِنانَةَ نائِمٌ

وَأَصاتَ بِالشَكوى الأَليمَةِ صاحي

وَتَكَشَّفَت تِلكَ الغَياهِبُ وَاِنطَوَت

وَبَدَت شُموسُ الحَقِّ وَهيَ ضَواحي

عَلِموا بِحَمدِ اللَهِ أَنَّ قَرارَنا

في ظِلِّ غَيرِ اللَهِ غَيرُ مُتاحِ

فَاليَومَ قَرّي يا كِنانَةُ وَاِهدَئي

حَرَمُ الكِنانَةِ لَم يَكُن بِمُباحِ

مَن ذا يُغيرُ عَلى الأُسودِ بِغابِها

أَو مَن يَعومُ بِمَسبَحِ التِمساحِ

لِلنيلِ مَجدٌ في الزَمانِ مُؤَثَّلٌ

مِن عَهدِ آمونٍ وَعَهدِ فَتاحِ

فَسَلِ العُصورَ بِهِ وَسَل آثارَهُ

في مِصرَ كَم شَهِدَت مِنَ السُيّاحِ

يا صاحِبَ القُطرَينِ غَيرَ مُدافِعٍ

ما مِثلُ ساحِكَ في العُلا مِن ساحِ

لَم يَبدُ نورٌ فَوقَ نورٍ يُجتَلى

كَالتاجِ فَوقَ جَبينِكَ الوَضّاحِ

ذَكَرَت بِعَرشِكَ مِصرُ يَومَ وَليتَهُ

عَرشَ المُعِزِّ بِها وَعَرشَ صَلاحِ

في كُلِّ قُطرٍ مِن جَلالِكَ رَوعَةٌ

وَلِكُلِّ قُطرٍ مِنكَ ظِلُّ جَناحِ

لَكَ مِصرُ وَالسودانُ وَالنَهرُ الَّذي

يَختالُ بَينَ رُبىً وَبَينَ بِطاحِ

وَبَواسِقُ السودانِ تَشهَدُ أَنَّها

غُرِسَت بِعَهدِ جُدودِكَ الفُتّاحِ

لا غَروَ إِن غَنّى بِمَدحِكَ صائِحٌ

أَو مُسجِحٌ في حَلبَةِ المُدّاحِ

حُسنُ الغِناءِ مَعَ الصِياحِ كَحُسنِهِ

عِندَ الخَبيرِ بِهِ مَعَ الإِسجاحِ

أَوَ لَم يَكُن لَكَ مُلكُ مِصرَ وَنيلُها

يَنسابُ بَينَ مُروجِها الأَفياحِ

مَنضورَةَ الجَنّاتِ حالِيَةَ الرُبا

مَطلولَةَ السَرَحاتِ وَالأَرواحِ

قَد قالَ عَمرٌو في ثَراها آيَةً

مَأثورَةً نُقِشَت عَلى الأَلواحِ

بَينا تَراهُ لَآلِئاً وَكَأَنَّما

نُثِرَت بِتُربَتِهِ عُقودُ مِلاحِ

وَإِذا بِهِ لِلناظِرينَ زُمُرُّدٌ

يَشفيكَ أَخضَرُهُ مِنَ الأَتراحِ

وَإِذا بِهِ مِسكٌ تَشُقُّ سَوادَهُ

شَقَّ الأَديمِ مَحارِثُ الفَلّاحِ

البَرلَمانُ تَهَيَّأَت أَسبابُهُ

لَم يَبقَ مِن سَبَبٍ سِوى المِفتاحِ

هُوَ في يَدَيكَ وَديعَةٌ لِرَعِيَّةٍ

تُثني بِأَلسِنَةٍ عَلَيكَ فِصاحِ

رُدَّ الوَديعَةَ يا فُؤادُ فَإِنَّما

رَدُّ الوَديعَةِ شيمَةُ المِسماحِ

وَاِنهَض بِشَعبِكَ يا فُؤادُ إِلى العُلا

وَإِلى مَكانٍ في الوُجودِ بَراحِ

فَاللَهُ يَشهَدُ وَالخَلائِقُ أَنَّنا

طُلّابُ حَقٍّ في الحَياةِ صِراحِ

هَذا مَنارُ البَرلَمانِ أَمامَكُم

لِهُدى السَبيلِ كَإِبرَةِ المَلّاحِ

فَتَيَمَّموهُ مُخلِصينَ فَما لَكُم

مِن دونِهِ مِن غِبطَةٍ وَفَلاحِ

الفَصلُ لِلشورى وَتِلكَ هِيَ الَّتي

تَزَعُ الهَوى وَتَرُدُّ كُلَّ جِماحِ

هِيَ لا تَضِلُّ سَبيلَها فَكَأَنَّما

خُلِقَ السَبيلُ لَها بِغَيرِ نَواحي

هِيَ لا بَراحَ تَرُدُّ كَيدَ عَدُوِّكُم

وَتَفُلُّ غَربَ الغاصِبِ المُجتاحِ

فَتَكَنَّفوا الشورى عَلى اِستِقلالِكُم

في الرَأيِ لا توحيهِ نَزعَةُ واحي

وَيَدُ الإِلَهِ مَعَ الجَماعَةِ فَاِضرِبوا

بِعَصا الجَماعَةِ تَظفَروا بِنَجاحِ

كونوا رِجالاً عامِلينَ وَكَذِّبوا

وَالصُبحُ أَبلَجُ حامِلَ المِصباحِ

وَدَعوا التَخاذُلَ في الأُمورِ فَإِنَّما

شَبَحُ التَخاذُلِ أَنكَرُ الأَشباحِ

وَاللَهِ ما بَلَغَ الشَقاءُ بِنا المَدى

بِسِوى خِلافٍ بَينَنا وَتَلاحي

قُم يا اِبنَ مِصرَ فَأَنتَ حُرٌّ وَاِستَعِد

مَجدَ الجُدودِ وَلا تَعُد لِمَراحِ

شَمِّر وَكافِح في الحَياةِ فَهَذِهِ

دُنياكَ دارُ تَناحُرٍ وَكِفاحِ

وَاِنهَل مَعَ النُهّالِ مِن عَذبِ الحَيا

فَإِذا رَقا فَاِمتَح مَعَ المُتّاحِ

وَإِذا أَلَحَّ عَلَيكَ خَطبٌ لا تَهُن

وَاِضرِب عَلى الإِلحاحِ بِالإِلحاحِ

وَخُضِ الحَياةَ وَإِن تَلاطَمَ مَوجُها

خَوضُ البِحارِ رِياضَةُ السَبّاحِ

وَاِجعَل عِيانَكَ قَبلَ خَطوِكَ رائِداً

لا تَحسَبَنَّ الغَمرَ كَالضَحضاحِ

وَإِذا اِجتَوَتكَ مَحَلَّةٌ وَتَنَكَّرَت

لَكَ فَاِعدُها وَاِنزَح مَعَ النُزّاحِ

في البَحرِ لا تَثنيكَ نارُ بَوارِجٍ

في البَرِّ لا يَلويكَ غابُ رِماحِ

وَاُنظُر إِلى الغَربِيِّ كَيفَ سَمَت بِهِ

بَينَ الشُعوبِ طَبيعَةَ الكَدّاحِ

وَاللَهِ ما بَلَغَت بَنو الغَربِ المُنى

إِلّا بِنِيّاتٍ هُناكَ صِحاحِ

رَكِبوا البِحارَ وَقَد تَجَمَّدَ ماؤُها

وَالجَوَّ بَينَ تَناوُحِ الأَرواحِ

وَالبَرُّ مَصهورَ الحَصى مُتَأَجِّجاً

يَرمي بِنَزّاعِ الشَوى لَوّاحِ

يَلقى فَتِيُّهُمُ الزَمانَ بِهِمَّةٍ

عَجَبٍ وَوَجهٍ في الخُطوبِ وَقاحِ

وَيَشُقُّ أَجوازَ القِفارِ مُغامِراً

وَعرُ الطَريقِ لَدَيهِ كَالصَحصاحِ

وَاِبنُ الكِنانَةِ في الكِنانَةِ راكِدٌ

يَرنو بِعَينٍ غَيرِ ذاتِ طِماحِ

لا يَستَغِلُّ كَما عَلِمتَ ذَكاءَهُ

وَذَكاؤُهُ كَالخاطِفِ اللَمّاحِ

أَمسى كَماءِ النَهرِ ضاعَ فُراتُهُ

في البَحرِ بَينَ أُجاجِهِ المُنداحِ

فَاِنهَض وَدَع شَكوى الزَمانِ وَلا تَنُح

في فادِحِ البُؤسى مَعَ الأَنواحِ

وَاِربَح لِمِصرَ بِرَأسِ مالِكَ عِزَّةً

إِنَّ الذَكاءَ حُبالَةُ الأَرباحِ

وَإِذا رُزِقتَ رِآسَةً فَاِنسُج لَها

بُردَينِ مِن حَزمٍ وَمِن إِسجاحِ

وَاِشرَب مِنَ الماءِ القَراحِ مُنَعَّماً

فَلَكَم وَرَدتَ الماءَ غَيرَ قَراحِ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:50 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
قَد مَرَّ عامٌ يا سُعادُ وَعامُ

وَاِبنُ الكِنانَةِ في حِماهُ يُضامُ

صَبّوا البَلاءَ عَلى العِبادِ فَنِصفُهُم

يَجبي البِلادَ وَنِصفُهُم حُكّامُ

أَشكو إِلى قَصرِ الدُبارَةِ ما جَنى

صِدقي الوَزيرُ وَما جَبى عَلّامُ

قُل لِلمُحايِدِ هَل شَهِدتَ دِماءَنا

تَجري وَهَل بَعدَ الدِماءِ سَلامُ

سُفِكَت مَوَدَّتُنا لَكُم وَبَدا لَنا

أَنَّ الحِيادَ عَلى الخِصامِ لِثامُ

إِنَّ المَراجِلَ شَرُّها لا يُتَّقى

حَتّى يُنَفِّسَ كَربَهُنَّ صِمامُ

لَم يَبقَ فينا مَن يُمَنّي نَفسَهُ

بِوِدادِكُم فَوِدادُكُم أَحلامُ

أَمِنَ السِياسَةِ وَالمُروءَةِ أَنَّنا

نَشقى بِكُم في أَرضِنا وَنُضامُ

إِنّا جَمَعنا لِلجِهادِ صُفوفَنا

سَنَموتُ أَو نَحيا وَنَحنُ كِرامُ

وَدَعا عَلَيكَ اللَهَ في مِحرابِهِ

الشَيخُ وَالقِسّيسُ وَالحاخامُ

لاهُمَّ أَحيِ ضَميرَهُ لِيَذوقَها

غُصَصاً وَتَنسِفَ نَفسَهُ الآلامُ

عطر الزنبق 11-23-2019 12:51 AM

http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

بَنَيتُم عَلى الأَخلاقِ آساسَ مُلكِكُم

فَكانَ لَكُم بَينَ الشُعوبِ ذِمامُ

فَما لي أَرى الأَخلاقَ قَد شابَ قَرنُها

وَحَلَّ بِها ضَعفٌ وَدَبَّ سَقامُ

أَخافُ عَلَيكُم عَثرَةً بَعدَ نَهضَةٍ

فَلَيسَ لِمُلكِ الظالِمينَ دَوامُ

أَضَعتُم وِداداً لَو رَعَيتُم عُهودَهُ

لَما قامَ بَينَ الأُمَّتَينِ خِصامُ

أَبَعدَ حِيادٍ لا رَعى اللَهُ عَهدَهُ

وَبَعدَ الجُروحِ الناغِراتِ وِئامُ

إِذا كانَ في حُسنِ التَفاهُمِ مَوتُنا

فَلَيسَ عَلى باغي الحَياةِ مَلامُ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:51 AM



أَلَم تَرَ في الطَريقِ إِلى كِيادِ

تَصيدُ البَطَّ بُؤسَ العالَمينا

أَلَم تَلمَح دُموعَ الناسِ تَجري

مِنَ البَلوى أَلَم تَسمَع أَنينا

أَلَم تُخبِر بَني التاميزِ عَنّا

وَقَد بَعَثوكَ مَندوباً أَمينا

بِأَنّا قَد لَمَسنا الغَدرَ لَمساً

وَأَصبَحَ ظَنُّنا فيكُم يَقينا

كَشَفنا عَن نَواياكُم فَلَستُم

وَقَد بَرِحَ الخَفاءُ مُحايِدينا

سَنُجمِعُ أَمرَنا وَتَرَونَ مِنّا

لَدى الجُلّى كِراماً صابِرينا

وَنَأخُذُ حَقَّنا رَغمَ العَوادي

تُطيفُ بِنا وَرَغمَ القاسِطينا

ضَرَبتُم حَولَ قادَتِنا نِطاقاً

مِنَ النيرانِ يُعيي الدارِعينا

عَلى رَغمِ المُروءَةِ قَد ظَفِرتُم

وَلَكِن بِالأُسودِ مُصَفَّدينا

عطر الزنبق 11-23-2019 12:51 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

لا تَذكُروا الأَخلاقَ بَعدَ حِيادِكُم

فَمُصابُكُم وَمُصابُنا سِيّانِ

حارَبتُمُ أَخلاقَكُم لِتُحارِبوا

أَخلاقَنا فَتَأَلَّمَ الشَعبانِ










الساعة الآن 09:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا