منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   موسوعة قصائد واشعار الاديب حافظ ابراهيم.... (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=183855)

عطر الزنبق 11-22-2019 11:13 PM

موسوعة قصائد واشعار الاديب حافظ ابراهيم....
 
https://www.aldiwan.net/images/profi...ez-ibrahim.png



حافظ ابراهيم

حافظ إبراهيم شاعر مصري من الرواد الأعلام ، و أحد قادة مدرسة الإحياء في نهاية القرن العشرين ، ولد في ديروط بأسيوط عام 1871 أو 1872م ، فقد أباه طفلاً ، فكفله خاله ، التحق بالشرطة ، و ظل فيها لفترة و سافر إلى السودان ثم أحيل إلى الإستيداع ، في هذه الفترة كان قد ذاع صيته كشاعر شاب مبتدئ ، و مع مطلع القرن صار من أشهر أعلام الشعر ، و مع حادثة دنشواي 1906م صار حافظ المتحدث الرسمي بإسم شعب مصر الحامل لألامه و أماله ، عين حافظ في دار الكتب حتى صار مديراً لها ، و نال البكوية عام 1912 ، صار حافظ من أعلام العروبة ، و يُعد أحد أشهر أعلام الشعر في تاريخه ، رحل حافظ في 22 يولية 1932م ، و جمع شعره بعد رحيله في (ديوان حافظ) من جزئين .

*/*/*/*

خليكم معي يا كرام
لكم جميعا مني أعذب التحايا والود







عطر الزنبق 11-22-2019 11:23 PM

http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png


حَسبُ القَوافي وحَسبي حين أُلْقيها

أَنِّي إلى ساحَةِ الفاروقِ أُهْدِيها

لا هُمَّ، هَبْ لي بياناً أستَعينُ به

على قضاءِ حُقوقٍ نامَ قاضِيها

قد نازَعَتني نَفسي أن أوَفِّيَها

وليس في طَوقِ مِثلي أنْ يُوَفِّيها

فمُرْ سَرِيَّ المَعاني أنْ يُواتيَني

فيها فإنِّي ضَعيفُ الحالِ واهيها

مَولَى المُغيرَةِ، لا جادَتكَ غاديَة

من رَحمَةِ اللـهِ ما جادَتْ غَواديها

مزَّقتَ منه أديماً حَشُوه هِمَمٌ

في ذِمّةِ اللـهِ عاليها وماضِيها

طَعَنْتَ خاصِرَةَ الفاروقِ مُنتَقِماً

من الحَنيفَةِ في أعلى مَجاليها

فأصبَحَتْ دولةُ الإسلامِ حائرةً

تَشكُو الوَجيعةَ لمّا ماتَ آسيها

مَضى وخَلَّفَها كالطَّودِ راسِخَةً

وزانَ بالعَدلِ والتَّقوَى مَغانيها

تَنبُْو المَعاوِلُ عنها وهيَ قائِمَةٌ

والـهادِمُون كثيرٌ في نواحيها

حتى إذا ما تَوَلاّها مُهَدِّمُها

صاحَ الزَّوَالُ بها فاندَكَّ عاليها

واهاً على دَولةٍ بالأمسِ قد مَلأَت

جَوانِبَ الشَّرقِ رَغداً من أياديها

كم ظَلَّلَتْها وحاطَتْها بأجنحةٍ

عن أعينِ الدَّهرِ قد كانت تُواريها

مِنَ العِنايةِ قد رِيشَتْ قَوادِمُها

ومن صَميم التُّقى رِيشَتْ خَوافيها

واللـهِ ما غالَها قِدْماً وكادَ لـها

واجتَثَّ دَوْحَتَها إِلاّ مَوالِيها

لو أنّها في صَميم العُرب قد بَقِيَتْ

لمّا نَعاها على الأيّام ناعِيها

يا ليتَهُم سَمعُوا ما قالـه عُمَرٌ

والرُّوحُ قد بَلَغَتْ منه تَراقِيها

لا تُكْثِرُوا من مَواليكُم فإنّ لـهم

مَطامِعاً بَسَماتُ الضَّعفِ تُخفيها

رأيتَ في الدِّين آراءً مُوَفَّقَةً

فأنزَلَ اللـهُ قرآناً يُزَكِّيها

وكنتَ أوّلَ من قَرَّت بصُحبتِه

عينُ الحَنيفةِ واجتازَت أمانِيها

قد كنتَ أعدى أعاديها فصِرتَ لـها

بنعمةِ اللـهِ حِصناً من أعاديها

خَرَجتَ تَبغي أذاها في محمَّدها

وللحَنيفةِ جَبّارٌ يُواليها

فلم تَكَدْ تَسمَعُ الآياتِ بالِغةً

حتى انكَفَأْتَ تُناوي من يُناويها

سَمِعْتَ سُورَةَ طّه من مُرَتِّلِها

فزلزلت نِيَّةً قد كنتَ تَنويها

وقُلتَ فيها مَقالاً لا يُطاولُه

قَولُ المُحِبِّ الذي قد بات يُطرِيها

ويومَ أسلَمتَ عَزَّ الحَقُّ وارتَفَعتْ

عن كاهِلِ الدِّينِ أثقالٌ يُعانيها

وصاحَ فيه بِلالٌ صَيحَةً خَشَعَتْ

لـها القُلوبُ ولَبَّتْ أمرَ بارِيها

فأنتَ في زَمَن المُختارِ مُنجِدُها

وأنتَ في زَمَنِ الصِّدِّيقِ مُنْجِيها

كم استَراكَ رَسُولُ اللـهِ مُغتَبِطاً

بحِكمَةٍ لكَ عند الرَأْيِ يُلْفيها

ومَوقِفٍ لكَ بعد المصطفى افَتَرقَت

فيه الصَّحابةُ لمّا غابَ هاديها

بايَعتَ فيه أبا بَكرٍ فبايَعَه

على الخِلافَةِ قاصِيها ودانِيها

وأُطفِئَت فِتَنةٌ لولاكَ لاستَعَرَت

بين القَبائِل وانسابَت أفاعيها

باتَ النبيُّ مُسَجّىً في حَظيرَتِه

وأنتَ مُستَعِرُ الأحشاءِ دامِيها

تَهيمُ بين عَجيج الناس في دَهَشٍ

مِن نَبْأَةٍ قد سَرَى في الأرضِ ساريها

تَصيحُ: من قال نَفسُ المصطفى قُبِضَتْ

عَلَوتُ هامَتَه بالسَّيفِ أَبْريها

أنْساكَ ، حُبُّكَ طه أنّه بَشَرٌ

يُجري عليه شُؤُونَ الكَونِ مُجريها

وأنّه وارِدٌ لا بدّ مَوْرِدَه

مِنَ المَنِيَّةِ لا يُعفيه ساقيها

نَسِيتَ في حَقِّ طه آيةً نَزَلَتْ

وقد يُذَكَّرُ بالآياتِ ناسيها

ذَهِلْتَ يوماً فكانت فِتنَةٌ عَمَمٌ

وَثابَ رُشدُكَ فانجابَتْ دَياجِيها

فللسَّقِيفَةِ يومٌ أنتَ صاحِبُه

فيه الخِلافةُ قد شِيدَتْ أواسيها

مَدَّتْ لـها الأَوْسُ كَفّاً كي تَناوَلَها

فمَدَّتْ الخَزْرَجُ الأيدي تُباريها

وظَنَّ كلُّ فَريقٍ أنّ صاحِبَهُم

أوْلى بها وأتى الشّحْنَاءَ آتيها

حتى انَبَريتَ لـهم فارتدّ طامِعُهُم

عنها وأخَّى أبو بَكرٍ أواخيها

وقَولَةٍ لعَليٍّ قالَها عُمَرٌ

أكرِم بسامِعِها أعظِم بمُلقيها!

حَرَقتُ دارَكَ لا أبقي عليكَ بها

إنْ لم تُبايعْ وبنتُ المصطفى فيها

ما كان غيرُ أبي حَفصٍ يَفُوهُ بها

أمامَ فارِسِ عَدْنانٍ وحامِيها

كلاهُما في سَبيلِ الحَقِّ عَزْمَتُه

لا تَنْثَني أو يكونَ الحَقُّ ثانيها

فاذْكُرْهُمَا وتَرَحَّمْ كُلَّما ذَكَرُوا

أعاظِماً أَلِّهُوا في الكونِ تأليها

كم خِفتَ في اللـه مَضعُوفاً دَعاكَ بهِ

وكم أخَفتَ قويّاً يَنثَني تِيها

وفي حَديثِ فتَى غَسّانَ موعظةٌ

لكلِّ ذي نَغرَةٍ يأبى تَناسيها

فما القَوِيُّ قَوِيّاً رغم عِزَّته

عند الخُصومَةِ والفارُوقُ قاضيها

وما الضَّعيفُ ضعيفاً بعد حُجَّتِه

وإنْ تَخاصَمَ واليها وراعيها

وما أقَلْتَ أبا سُفيانَ حين طَوى

عَنكَ الـهديةَ مُعَتّزاً بمُهديها

لم يُغنِ عنه وقد حاسَبْتَه حَسَبٌ

ولا مُعاويةٌ بالشامِ يَجبيها

قَيَّدْتَ منه جَليلاً شاب مَفرِقُه

في عِزِّةٍ ليس من عِزٍّ يُدانيها

قد نوَّهُوا باسمِه في جاهِلّيتِه

وزادَه سَيِّدُ الكَونَينِ تنويها

في فَتحِ مَكّةَ كانت دارُه حَرَماً

قد أمَّنَ اللـهُ بعدَ البيتِ غاشِيها

وكلُّ ذلك لم يَشفعَ لدى عُمَرٍ

في هفوةٍ لأبي سُفيانَ يأْتيها

تاللـهِ لو فَعَلَ الخَطّابُ فَعلَتَه

لمَا تَرَخَّصَ فيها أو يُجازيها

فلا الحَسابَةُ في حَقٍّ يُجامِلُها

ولا القَرابةُ في بُطلٍ يُحابيها

وتلكَ قُوّةُ نفسٍ لو أراد بها

شُمَّ الجِبالِ لمَا قَرّت رَواسيها

سَلْ قاهِرَ الفُرسِ والرُّومانِ هل شَفَعَتْ

لـه الفُتوحُ وهل أغنَى تَواليها

غَزَى فأبْلى وخَيْلُ اللـهِ قد عُقِدت

باليُمنِ والنَّصْرِ والبُشْرَى نَواصِيها

يَرمي الأعادي بآراءٍ مُسَدَّدَةٍ

وبالفَوارسِ قد سالَتْ مَذاكيها

ما واقَعَ الرُّومَ إلاّ فَرَّ قارِحُها

ولا رَمَى الفُرسَ إلاّ طاشَ راميها

ولم يَجُزْ بَلدَةً إلا سَمِعْتَ بها

اللـهُ أكبرُ تَدوي في نَواحيها

عِشرُونَ مَوقِعَةً مَرّتْ مُحَجَّلةً

من بعد عَشرٍ بَنانُ الفَتحِ تُحْصيها

وخالدٌ في سَبيلِ اللـهِ مُوقِدُها

وخالدٌ في سَبيلِ اللـه صاليها

أتاهُ أمْرُ أبي حَفصِ فقبَّلَه

كما يُقَبِّلُ آيَ اللـهِ تالِيها

واستَقْبَلَ العَزْلَ في إبّانِ سَطْوَته

ومَجْدِه مُسْتَريحَ النَّفسِ هاديها

فاعجَب لسَيِّدِ مَخُزومٍ وفارِسِها

يومَ النِّزالِ إذا نادَى مُناديها

يَقُودُه حَبَشيٌّ في عِمامَتِه

ولا تُحرَّكُ مَخزُومٌ عَواليها

ألْقَى القِيادَ إلى الجَرّاحِ مُمْتَثِلاً

وعِزّةُ النَّفْسِ لم تُجْرَحْ حَواشيها

وانضَمَّ للجُند يَمشي تحتَ رايَتِه

وبالحياةِ إذا مالَتْ يُفَدِّيها

وما عَرَتْه شَكوكٌ في خَليفَتِه

ولا ارتَضَى إمَرةَ الجَرّاحِ تَمويها

فخالِدٌ كان يَدري أنّ صاحِبَه

قد وَجَه النَّفسَ نحوَ اللـهِ تَوجيها

فما يُعالِجُ من قَولٍ ولا عَمَلٍ

إلاّ أرادَ به للنّاسِ تَرفيها

لذاكَ أوْصَى بأولادٍ لـه عُمَراً

لمّا دَعاهُ إلى الفِرْدَوسِ داعيها

وما نَهَى عُمَرٌ في يومِ مَصرعِه

نِساءَ مَخزومَ أن تَبكي بَواكيها

وقيل : خالَفتَ يا فاروقُ صاحِبَنا

فيه وقد كان أعطى القَوسَ باريها

فقال: خِفتُ افتِتانِ المُسلمين به

وفِتنةُ النَّفسِ أعيَت مَن يُداويها

هَبوه أخطَأَ في تَأْويلِ مَقصِدِه

وأنّها سَقطَةٌ في عينِ ناعيها

فلن تَعيبَ حَصيفَ الرأيِ زَلّتُه

حتى يَعيبَ سُيوفَ الـهِندِ يَطويها

تاللـهِ لم يَتَّبعْ في ابنِ الوَليد هَوىً

ولا شَفَى غُلَّةً في الصَّدْرِ يَطويها

لكنّه قد رأى رَأياً فأتبعَه

عَزيمَةً منه لم تُثْلَمْ مَواضيها

لم يَرعَ في طاعَةِ المولى خُؤُولَتَه

ولا رَعى غيرَها فيما يُنافيها

وما أصابَ ابنُه والسَّوْطُ يأخُذُهُ

لَدَيه من رَأْفَةٍ في الحَدِّ يُبديها

إنّ الذي بَرَأَ الفاروقَ نَزَّهَه

عن النَّقائِصِ والأغراضِ تَنْزيها

فذاكَ خُلقٌ مِنَ الفِردَوسِ طينَتُه

اللـهُ أوْدَعَ فيها ما ينَقِّيها

لا الكِبْرُ يَسْكُنُها، لا الظُّلمُ يَصحَبُها،

لا الحِقدُ يَعرِفُها، لا الحِرصُ يُغويها

شاطَرتَ داهَيةَ السُّوَاس ثَرَوتَه

ولم تَخَفه بمِصرٍ وهو والِيها

وأنتَ تَعِرفُ عَمراً في حَواضِرِها

ولستَ تَجهَلُ عَمراً في بَواديها

لم تُنبِت الأرضُ كابن العاصِ داهيةً

يَرمي الخُطوبَ بَرأيٍ ليسَ يُخطِيها

فلم يُرِغ حِيلَةً فيما أمَرتَ به

وقامَ عَمروٌ إلى الأجمالِ يُزجِيها

ولم تُقِلْ عامِلاً منها وقد كَثُرَتْ

أموالُه وفَشا في الأرضِ فاشيها

وما وَفى ابنُكَ عبدُ اللـهِ أَيْنُقَه

لمّا اطَّلَعْتَ عليها في مَراعيها

يَنها في حِماهُ وهي سارِحَةٌ

مِثلَ القُصور قد اهتَزَّت أعاليها

فقلتَ: ما كان عبدُ اللـه يُشبِعُها

لو لم يكن وَلَدي أو كان يُرويها

قد استعانَ بجاهي في تِجارَتِه

وباتَ باسمِ أبي حَفصٍ يُنَميِّها

رُدّوا النِّياقَ لبيتِ المالِ إنّ لـه

حَقَّ الزِّيادَةِ فيها قَبل شاريها

وهذه خُطّةٌ للـهِ واضِعُها

رَدَّتْ حُقوقاً فأغنَت مُستَميحيها

ما الإشتراكيَّةُ المُنشودُ جانِبُها

بين الورى غيرَ مَبنىً من مَبانيها

فإنْ نكن نحن أهليها ومنبِتَها

فإنّهم عَرَفُوها قبل أهليها

جَنَى الجَمالُ على نَصرٍ فغَرَّبَه

عَنِ المَدينةِ تَبكِيه ويَبكيها

وكم رَمَت قَسماتُ الحُسنِ صاحِبَها

وأتعَبَتْ قَصَبَاتُ السَّبقِ حاويها

وزهرةُ الرَّوضِ لولا حُسنُ رونقِها

لمَا استَطالَتْ عليها كفُّ جانيها

كانت لـه لِمَّةٌ فَينانَةٌ عَجَبٌ

على جَبينٍ خَليق أنْ يُحَلّيها

وكان أنَّى مَشَى مالَتْ عَقَائِلُها

شَوقاً إليه وكادَ الحُسنُ يَسبيها

هَتَفَنَ تحتَ اللّيالي باسمِه شَغَفاً

وللحِسانِ تَمّنٍّ في لَياليها

جَزَزتَ لِمَّتَه لمّا أُتِيتَ به

ففاقَ عاطِلُها في الحُسنِ حاليها

فَصِحْتَ فيه تَحَوَّلْ عن مَدينَتِهِم

فإنّها فِتنَةٌ أخشى تَماديها

وفِتنةُ الحُسنِ إنْ هَبَّتْ نَوافِحُها

كفِتنَةِ الحَربِ إنْ هَبَّتْ سَوافيها

وراعَ صاحبُ كسرى أنْ رأى عُمَراً

بين الرَّعيّةِ عُطلاً وهو راعيها

وعَهدُه بمُلوكِ الفُرسِ أنّ لـها

سُوراً من الجُندِ والأحراسِ يَحميها

رآه مُستَغرقاً في نَومِه فَرأى

فيه الجَلالَة في أسمَى مَعانيها

فوقَ الثَّرَى تحتَ ظِلِّ الدَّوحِ مُشتَمِلاً

بُبردَةٍ كادَ طُولُ العَهدِ يُبليها

فهانَ في عَيِنه ما كان يُكبِرُه

مِنَ الأكاسِرِ والدّنيا بأيديها

وقال قَوَلَةَ حَقٍّ أصبَحَتْ مَثَلاً

وأصَبَحَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يَرويها:

أمِنتَ لمّا أقَمتَ العَدلَ بينهُمُ

فنِمتَ نَومَ قَريرِ العَينِ هانيها

يا رافِعاً رايةَ الشُّورَى وحارِسَها

جَزاكَ رَبُّكَ خَيراً عن مُحِبِّيها

لم يُلـهِكَ النَّزْعُ عن تأييدِ دَولَتها

وللمَنِيَّةِ آلامٌ تُعانيها

لم أنسَ أمركَ للمِقدادِ يَحمِلُه

إلى الجَماعةِ إنذاراً وتَنبيها

إِنْ ظَلَّ بعد ثَلاثٍ رأْيُها شُعَباً

فجَرِّدِ السَّيفَ واضرِبْ في هَواديها

فاعجَبْ لقوّةِ نَفسٍ ليسَ يَصرِفُها

طَعمُ المَنِّيةِ مُرّاً عن مَراميها

دَرَى عميدُ بني الشُّورَى بمَوضِعِها

فعاشَ ما عاشَ يَبنيها ويُعليها

وما استَبَدَّ برأْيٍ في حُكومَتِه

إنّ الحُكومَةَ تُغري مُستَبِدِّيها

رأيُ الجّماعةِ لا تَشقَى البِلادُ به

رغم الخِلافِ ورَأْيُ الفَردِ يُشقيها

يا مَن صَدَفتَ عن الدُّنيا وزِينَتها

فلم يَغُرَّكَ من دُنياكَ مُغريها

ماذا رأيتَ بباب الشامِ حين رَأوْا

أنْ يُلبِسُوكَ مِن الأثوابِ زاهيها

ويُرْكِبُوكَ على البِرذَونِ تَقدمُهُ

خَيلٌ مُطَهَّمَةٌ تَحلُو مَرائيها

مَشى فهَملَجَ مُختالاً براكبِه

وفي البَراذِينِ ما تُزهى بعاليها

فصِحتَ: يا قوم، كادَ الزَّهوُ يَقتُلُني

وداخَلَتنِيَ حالٌ لستُ أدْريها

وكادَ يَصبُو إلى دُنياكُمُ عُمَرٌ

ويَرتَضي بَيعَ باقيهِ بفانيها

رُدُّوا رِكابي فلا أبغي به بَدَلا

رُدُّوا ثيابي فحَسبي اليومَ باليها

ومَن رآهُ أمامَ القِدْرِ مُنبَطِحاً

والنارُ تَأْخُذُ منه وهو يُذْكيها

وقد تَخَلَّلَ في أثناءِ لِحَيتِهِ

منها الدُّخانُ وَفُوهُ غابَ في فيها

رأى هُناكَ أميرَ المُؤمنين على

حالٍ تَرُوعُ ـ لَعَمرُ اللـهِ ـ رائيها

يَستَقبِلُ النارَ خَوفَ النارِ في غدِهِ

والعَينُ من خَشيَةٍ سالَتْ مَآقيها

إنْ جاعَ في شِدّةٍ قَومٌ شَرِكتَهُم

في الجوعِ أو تَنجلَي عنهم غَواشيها

جُوعُ الخَليفَةِ ـ والدُّنيا بقَبضَتِه ـ

في الزُّهدِ مَنزِلَةٌ سبحانَ مُوَليها

فمَن يُباري أبا حَفصٍ وسيرَتَه

أو مَن يُحاولُ للفاروقَ تَشْبيها

يومَ اشتَهَتْ زَوجُه الحَلوى فقال لـها

من أينَ لي ثَمَنُ الحلوى فأشريها

لا تَمتَطي شَهَواتِ النَّفسِ جامِحَةً

فكِسرَةُ الخُبز عن حَلواكِ تَجزيها

وهل يَفي بيتُ مالِ المُسلمينَ بما

تُوحي إليك إذا طاوَعتِ مُوحيها

قالت: لكَ اللـهُ إنِّي لستُ أَرزَؤُه

مَالاً لحاجَةِ نفسٍ كنتُ أبغيها

لِكنْ أُجنِّبُ شيْئاً مِن وَظِيفَتناَ

وفي كُلِّ يْومٍ عَلَى حَالٍ أُسَوِّيهاً

حتى إذا ما مَلَكنا ما يُكافِئُها

شَرَيتُها ثُمّ إنِّي لا أُثَنِّيها

قال: اذهبي واعلَمي إنْ كنتِ جاهِلَةً

أنَّ القَناعةَ تُغني نفسَ كاسيها

وأقبلَت بعدَ خَمسٍ وهي حامِلَةٌ

دُرَيهِماتٍ لتقضي من تَشَهِّيها

فقال: نَبَّهتِ منِّي غافلاً فدَعي

هذي الدَّراهِمَ إذْ لا حَقَّ لي فيها

وَيلي على عُمَرٍ يَرضى بمُوفِيَةٍ

على الكفافِ ويَنهَى مُستَزيديها

ما زادَ عن قُوتنا فالمُسلمونَ به

أوْلى فقُومي لبيتِ المالِ رُدِّيها

كذاكَ أخلاقُه كانت وما عُهِدَتْ

بعد النُّبُوّةِ أخلاقٌ تُحاكيها

في الجاهليّةِ والإِسلامِ هَيبَتُه

تَثْني الخُطوبَ فلا تَعدُو عَواديها

في طَيِّ شِدَّته أسرارٌ مَرحَمَةٍ

للعالَمينَ ولكن ليس يُفْشيها

وبين جَنَبيه في أوفى صَرامتِه

فُؤادُ والدةٍ تَرعى ذَراريها

أغنَتْ عن الصَّارِمِ المصقولِ دِرّتُه

فكم أخافَت غَويِّ النَّفسِ عاتيها

كانت لـه كعصا مُوسى لصاحِبها

لا يَنزِلُ البُطلُ مُجتازاً بِوادِيها

أخافَ حتى الذَّراري في ملاعِبِها

وراعَ حتى الغواني في مَلاهيها

أرَيتَ تلكَ التي للـه قد نَذَرَتْ

أنشودَةً لرسولِ اللـه تُهديها

قالت: نَذَرْتُ لئن عادَ النَّبيُ لنا

من غزوةٍ لَعَلى دُفِّي أُغَنِّيها

ويَمَّمَتْ حَضَرَةَ الـهادي وقد مَلأَتْ

أنوارُ طَلعتِه أرجاءَ ناديها

واستأذَنَت ومَشَت بالدُّفِّ واندَفَعَت

تُشجي بألحانِها ما شاءَ مُشجيها

والمصطفى وأبو بَكرٍ بجانِبه

لا يُنكِرانِ عليها من أغانيها

حتى إذا لاحَ من بُعدٍ لـها عُمَرٌ

خارَت قُواها وكادَ الخَوفُ يُرديها

وخَبَأَتْ دُفَّها في ثَوبِها فَرَقاً

منه ووَدَّتْ لو أنّ الأرضَ تَطويها

قد كانَ حِلمُ رسولِ اللـهِ يُؤْنِسُها

فجاءَ بَطشُ أبي حَفصٍ يُخَشِّيها

فقالَ مَهِبطُ وَحيِ اللـهِ مُبتَسِماً

وفي ابتِسامَتِهِ مَعنىً يُواسيها

قد فَرَّ شيطانُها، لمّا رأى عُمَراً

إنّ الشياطينَ تَخشى بأسَ مُخزيها

وفِتيَةٍ وَلِعُوا بالرَّاحِ فانَتَبَذُوا

الـهم مَكاناً وجَدُّوا في تَعاطِيها

ظَهَرتَ حائِطَهُم لمّا عَلِمتَ بهم

والليلُ مُعتَكِرُ الأرجاءِ ساجيها

حتى تَبَيَّنْتَهُم والخَمرُ قد أخَذَت

تَعلو ذُؤابَةَ ساقيها وحاسيها

سَفَّهتَ آراءَهُم فيها فما لَبِثوا

أن أوسَعُوكَ على ماجِئتَ تَسفيها

ورُمتَ تَفقيهَهُم في دينِيهِم فإذا

بالشَّربِ قد بَرَعُوا الفاروقَ تَفقيها

قالوا: مَكانَكَ قد جِئنا بواحِدَةٍ

وجِئتَنا بثَلاثٍ لا تُباليها

فأْتِ البيوتَ من الأبوابِ يا عُمَرٌ

فقد يُزَنُّ من الحِيطانِ آتيها

واستأْذِن الناسَ أنْ تَغشى بُيوتَهُمُ

ولا تُلِمّ بدارٍ أو تَحَيِّيها

ولا تَجَسَّس فهذي الآيُ قد نَزَلَتْ

بالنَّهْي عنه فلم تَذكر نَواهيها

فعُدتَ عنهم وقد أكبَرتَ حُجَّتَهُم

لمّا رَأيتَ كِتابَ اللـهِ يُمليها

وما أنِفتَ وإنْ كانوا على حَرَجٍ

من أن يَحُجَّكَ بالآياتِ عاصيها

وسَرحَةٍ في سماءِ السَّرحِ قد رَفَعَت

ببيعَةِ المُصطَفى من رأسِها تيها

أزَلتَها حين غَالوْا في الطَّوافِ بها

وكان تَطوافُهُم للدِّينِ تَشويها

هذي مناقِبُه في عهدِ دولتِهِ

للشّاهِدِينَ وللأعقابِ أحكيها

في كلِّ واحدةٍ منهنّ نابِلَةٌ

من الطبائعِ تَغذو نفسَ واعيها

لَعَلَّ في أمّةِ الإسلامِ نابتَةً

تَجلُو لحاضِرِها مِرآةَ ماضيها

حتى تَرَى بعضَ ما شادَت أوائِلُها

من الصُّروحِ وما عاناهُ بانيها

وحَسبُها أن ترى ماكانَ من عُمَرٍ

حتى يُنَبِّهَ منها عينَ غافيها





عطر الزنبق 11-22-2019 11:24 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png
نَبِّئاني إِن كُنتُما تَعلَمانِ

ما دَهى الكَونَ أَيُّها الفَرقَدانِ

غَضِبَ اللَهُ أَم تَمَرَّدَتِ الأَر

ضُ فَأَنحَت عَلى بَني الإِنسانِ

لَيسَ هَذا سُبحانَ رَبّي وَلا ذا

كَ وَلَكِن طَبيعَةُ الأَكوانِ

غَلَيانٌ في الأَرضِ نَفَّسَ عَنهُ

ثَوَرانٌ في البَحرِ وَالبُركانِ

رَبِّ أَينَ المَفَرُّ وَالبَحرُ وَالبَر

رُ عَلى الكَيدِ لِلوَرى عامِلانِ

كُنتُ أَخشى البِحارَ وَالمَوتُ فيها

راصِدٌ غَفلَةً مِنَ الرُبّانِ

سابِحٌ تَحتَنا مُطِلٌّ عَلَينا

حائِمٌ حَولَنا مُناءٍ مُداني

فَإِذا الأَرضُ وَالبِحارُ سَواءٌ

في خَلاقٍ كِلاهُما غادِرانِ

ما لِمَسّينَ عوجِلَت في صِباها

وَدَعاها مِنَ الرَدى داعِيانِ

وَمَحَت تِلكُمُ المَحاسِنَ مِنها

حينَ تَمَّت آياتُها آيَتانِ

خُسِفَت ثُمَّ أُغرِقَت ثُمَّ بادَت

قُضِيَ الأَمرُ كُلُّهُ في ثَواني

وَأَتى أَمرُها فَأَضحَت كَأَن لَم

تَكُ بِالأَمسِ زينَةَ البُلدانِ

لَيتَها أُمهِلَت فَتَقضي حُقوقاً

مِن وَداعِ اللِداتِ وَالجيرانِ

لَمحَةً يَسعَدُ الصَديقانِ فيها

بِاِجتِماعٍ وَيَلتَقي العاشِقانِ

بَغَتِ الأَرضُ وَالجِبالُ عَلَيها

وَطَغى البَحرُ أَيَّما طُغيانِ

تِلكَ تَغلي حِقداً عَلَيها فَتَنشَق

قُ اِنشِقاقاً مِن كَثرَةِ الغَلَيانِ

فَتُجيبُ الجِبالُ رَجماً وَقَذفاً

بِشُواظٍ مِن مارِجٍ وَدُخانِ

وَتَسوقُ البِحارُ رَدّاً عَلَيها

جَيشَ مَوجٍ نائي الجَناحَينِ داني

فَهُنا المَوتُ أَسوَدُ اللَونِ جَونٌ

وَهُنا المَوتُ أَحمَرُ اللَونِ قاني

جَنَّدَ الماءَ وَالثَرى لِهَلاكِ ال

خَلقِ ثُمَّ اِستَعانَ بِالنيرانِ

وَدَعا السُحبَ عاتِياً فَأَمَدَّت

هُ بِجَيشٍ مِنَ الصَواعِقِ ثاني

فَاِستَحالَ النَجاءُ وَاِستَحكَمَ اليَأ

سُ وَخارَت عَزائِمُ الشُجعانِ

وَشَفى المَوتُ غِلَّهُ مِن نُفوسٍ

لا تُباليهِ في مَجالِ الطِعانِ

أَينَ رِدجو وَأَينَ ما كانَ فيها

مِن مَغانٍ مَأهولَةٍ وَغَواني

عوجِلَت مِثلَ أُختِها وَدَهاها

ما دَهاها مِن ذَلِكَ الثَوَرانِ

رُبَّ طِفلٍ قَد ساخَ في باطِنِ الأَر

ضِ يُنادي أُمّي أَبي أَدرِكاني

وَفَتاةٍ هَيفاءَ تُشوى عَلى الجَم

رِ تُعاني مِن حَرِّهِ ما تُعاني

وَأَبٍ ذاهِلٍ إِلى النارِ يَمشي

مُستَميتاً تَمتَدُّ مِنهُ اليَدانِ

باحِثاً عَن بَناتِهِ وَبَنيهِ

مُسرِعَ الخَطوِ مُستَطيرَ الجَنانِ

تَأكُلُ النارُ مِنهُ لا هُوَ ناجٍ

مِن لَظاها وَلا اللَظى عَنهُ واني

غَصَّتِ الأَرضُ أُتخِمَ البَحرُ مِمّا

طَوَياهُ مِن هَذِهِ الأَبدانِ

وَشَكا الحوتُ لِلنُسورِ شَكاةً

رَدَّدَتها النُسورُ لِلحيتانِ

أَسرَفا في الجُسومِ نَقراً وَنَهشاً

ثُمَّ باتا مِن كِظَّةٍ يَشكُوانِ

لا رَعى اللَهُ ساكِنَ القِمَمِ الشُم

مِ وَلا حاطَ ساكِنَ القيعانِ

قَد أَغارا عَلى أَكُفٍّ بَراها

بارِئُ الكائِناتِ لِلإِتقانِ

كَيفَ لَم يَرحَما أَنامِلَها الغُ

رَّ وَلَم يَرفُقا بِتِلكَ البَنانِ

لَهفَ نَفسي وَأَلفَ لَهفٍ عَلَيها

مِن أَكُفٍّ كانَت صَناعَ الزَمانِ

مولَعاتٍ بِصَيدِ كُلِّ جَميلٍ

ناصِباتٍ حَبائِلَ الأَلوانِ

حافِراتٍ في الصَخرِ أَو ناقِشاتٍ

شائِداتٍ رَوائِعَ البُنيانِ

مُنطِقاتٍ لِسانَ كُلِّ جَمادٍ

مُفحِماتٍ سَواجِعَ الأَفنانِ

مُلهَماتٍ مِن دِقَّةِ الصُنعِ مالا

يُلهَمُ الشِعرُ مِن دَقيقِ المَعاني

مِن تَماثيلَ كَالنُجومِ الدَراري

يَهرَمُ الدَهرُ وَهيَ في عُنفُوانِ

عَجَبٌ صُنعُها وَأَعجَبُ مِنهُ

صُنعُهُ تِلكَ قُدرَةُ الرَحمَنِ

إيهِ مِسّينَ آنِسي اليَومَ بُمبِي

يَ فَقَد أَوحَشَت بِذاكَ المَكانِ

آنِسي الدُرَّةَ الَّتي كانَتِ الحِل

يَةَ في تاجِ دَولَةِ الرومانِ

غالَها قَبلَكِ الزَمانُ اِغتِيالاً

وَهيَ تَلهو في غِبطَةٍ وَأَمانِ

جاءَها الأَمرُ وَالسَراةُ عُكوفٌ

في المَلاهي عَلى غِناءِ القِيانِ

بَينَ صَبٍّ مُدَلَّهٍ وَطَروبٍ

وَخَليعٍ في اللَهوِ مُرخى العِنانِ

فَاِنطَوَوا كَاِنطِواءِ أَهلِكِ بِالأَم

سِ وَزالَت بَشاشَةُ العُمرانِ

أَنتِ مِسّينَ لَن تَزولي كَما زا

لَت وَلَكِن أَمسَيتِ رَهنَ الأَوانِ

إِنَّ إيطاليا بَنوها بُناةٌ

فَاِطمَئِنّي ما دامَ في الحَيِّ باني

فَسَلامٌ عَلَيكِ يَومَ تَوَلَّي

تِ بِما فيكِ مِن مَغانٍ حِسانِ

وَسَلامٌ عَلَيكَ يَومَ تَعودي

نَ كَما كُنتِ جَنَّةَ الطُليانِ

وَسَلامٌ مِن كُلِّ حَيٍّ عَلى الأَر

ضِ عَلى كُلِّ هالِكٍ فيكِ فاني

وَسَلامٌ عَلى الأُلى أَكَلَ الذِئ

بُ وَناشَت جَوارِحُ العِقبانِ

وَسَلامٌ عَلى اِمرِئٍ جادَ بِالدَم

عِ وَثَنّى بِالأَصفَرِ الرَنّانِ

ذاكَ حَقُّ الإِنسانِ عِندَ بَني الإِن

سانِ لَم أَدعُكُم إِلى إِحسانِ

فَاِكتُبوا في سَماءِ رُدجو وَمِسّي

نا وَكالَبرِيا بِكُلِّ لِسانِ

هاهُنا مَصرَعُ الصِناعَةِ وَالتَص

ويرِ وَالحِذقِ وَالحِجا وَالأَغاني








عطر الزنبق 11-22-2019 11:25 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png
اِرحَمونا بَني اليَهودِ كَفاكُم

ما جَمَعتُم بِحِذقِكُم مِن نُقودِ

وَأَصفَحوا عَن عُقولِنا وَدَعوا الخَلـ

ـقَ بِسِرِّ التَوراةِ وَالتُلمودِ

لا تَزيدوا عَلى الصُكوكِ فِخاخاً

مِن غِناءٍ ما بَينَ دُفٍّ وَعودِ

وَيحَكُم إِنَّ جاكَ أَسرَفَ حَتّى

زادَ في قَومِهِ عَلى داوودِ

أَسكِتوهُ لا أَسكَتَ اللَهُ ذاكَ الـ

ـصَوتَ صَوتَ المُتَيَّمِ الغِرّيدِ

أَو دَعوهُ فِداؤُهُ إِن تَغَنّى

كُلُّ نَفسٍ وَكُلُّ ما في الوُجودِ







عطر الزنبق 11-22-2019 11:25 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png
يا جاكُ إِنَّكَ في زَمانِكَ واحِدٌ

وَلِكُلِّ عَصرٍ واحِدٌ لا يُلحَقُ

إِنَّ الأُلى قَد عاصَروكَ وَفاتَهُم

أَن يَسمَعوكَ كَأَنَّهُم لَم يُخلَقوا

قَد جاءَ موسى بِالعَصا وَأَتَيتَنا

بِالعودِ يَشدو في يَدَيكَ وَيَنطِقُ

فَإِذا اِرتَجَلتَ لَنا الغِناءَ فَكُلُّنا

مُهَجٌ تَسيلُ وَأَنفُسٌ تَتَحَرَّقُ

فَمُطالِبٌ بِإِعادَةٍ وَمَطالِبٌ

بِزِيادَةٍ وَمُهَلِّلٌ وَمُصَفِّقُ

تَتَسابَقُ الأَسماعُ صَوبَكَ كُلَّما

غَنَّيتَها شَوقاً إِلَيكَ وَتُعنِقُ

وَتَوَدُّ أَفئِدَةٌ هَتَكتَ شَغافَها

لَو أَنَّها بِذُيولِها تَتَعَلَّقُ

خُلُقٌ كَما شاءَ الجَليسُ وَشيمَةٌ

يَذكو بِها صَدرُ النَدِيِّ وَيَعبَقُ

وَمُروءَةٌ لَو أَنَّها قَد قُسِّمَت

بَينَ اليَهودِ لَأَحسَنوا وَتَصَدَّقوا





عطر الزنبق 11-22-2019 11:26 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png
بِنادي الجَزيرَةِ قِف ساعَةً

وَشاهِد بِرَبِّكَ ما قَد حَوى

تَرى جَنَّةً مِن جِنانِ الرَبيعِ

تَبَدَّت مَعَ الخُلدِ في مُستَوى

جَمالُ الطَبيعَةِ في أُفقِها

تَجَلّى عَلى عَرشِهِ وَاِستَوى

فَقُل لِلحَزينِ وَقُل لِلعَليلِ

وَقُل لِلمَولي هُناكَ الدَوا

وَقُل لِلأَديبِ اِبتَدِر ساحَها

إِذا ما البَيانُ عَلَيكَ اِلتَوى

وَقُل لِلمُكِبِّ عَلى دَرسِهِ

إِذا نَهَكَ الدَرسُ مِنهُ القُوى

تَنَسَّم صَباها تُجَدِّد قُواكَ

فَأَرضُ الجَزيرَةِ لا تُجتَوى

فَفيها شِفاءٌ لِمَرضى الهُمومِ

وَمَلهىً كَريمٌ لِمَرضى الهَوى

وَفيها وَفي نيلِها سَلوَةٌ

لِكُلِّ غَريبٍ رَمَتهُ النَوى

وَفيها غِذاءٌ لِأَهلِ العُقول

إِذا الرَأسُ إِثرَ كَلالٍ خَوى

وَيا رُبَّ يَومٍ شَديدِ اللَظى

رَوى عَن جَهَنَّمَ ما قَد رَوى

بِهِ الريحُ لَفّاحَةٌ لِلوُجوهِ

بِهِ الشَمسُ نَزّاعَةٌ لِلشَوى

قَصَدتُ الجَزيرَةَ أَبغي النَجاةَ

وَجِسمي شَواهُ اللَظى فَاِشتَوى

فَأَلفَيتُ نادِيَها زاهِراً

وَأَلفَيتُ ثَمَّ نَعيماً ثَوى

فَأَنزَلَني مُنزَلاً طَيِّباً

وَرَوّى فُؤادِيَ حَتّى اِرتَوى

وَأَطفَأَ وارِفُ تِلكَ الظِلالِ

سَعيرَ الهَجيرِ وَحَرَّ الجَوى

وَحَلَّ الأَصيلُ عِقالَ الشَمالِ

فَهَبَّت بِنَشرٍ إِلَيها اِنضَوى

فَأَحيَت بِنَفسِيَ ذِكرى الشَبابِ

وَما كانَ مِنها وَمِنهُ اِنطَوى

وَعاوَدَ قَلبِيَ ذاكَ الخُفوقِ

وَقَد كانَ بَعدَ المَشيبِ اِرعَوى

فَما بالُ قَومِيَ لا يَأخُذونَ

لِتِلكَ الجِنانِ طَريقاً سَوا

وَما بالُ قَومِيَ لا يَنزِلونَ

بِغَيرِ جُرُبّي وَبارِ اللِوا

تَراهُم عَلى نَردِهِم عُكَّفاً

يُبادِرُ كُلٌّ إِلى ما غَوى

وَلَو أَنصَفوا الجِسمَ لَاِستَظهَروا

لَهُ بِالمِرانِ وَطيبِ الهَوا

فَيا نادِياً ضَمَّ أُنسَ النَديمِ

وَلَهوَ الكَريمِ وُقيتَ البِلى

لَياليكَ أُنسٌ جَلاها الصَفا

فَأَسَرَت إِلَيكَ وُفودُ المَلا

فَكَم لَيلَةٍ طابَ فيكَ الحَديثُ

فَكانَ الكُؤوسَ وَكانَ الطِلا

فَمِن مُشجِياتٍ إِلى مُطرِباتٍ

إِلى مُضحِكاتٍ تُسَلّى إِلى

وَقَد زانَ لَهوَكَ ثَوبُ الوَقارِ

فَلَهوُكَ في كُلِّ ذَوقٍ حَلا

تَخِفُّ إِلَيهِ رِزانُ الحِجا

وَتَمشي إِلَيهِ السَراةُ الأُلى

فَقُل لِلَّذي باتَ تَحتَ العُقودِ

بِحَربٍ عَلى نَفسِهِ مُبتَلى

أَتِلكَ الأَماكِنُ لا تُستَرادُ

أَتِلكَ المَناظِرُ لا تُجتَلى

أَتَحتَ السَماءِ وَبَدرِ السَماءِ

وَبَينَ الرِياضِ وَبَينَ الخَلا

يُمَلُّ الجُلوسُ وَيَفنى الحَديثُ

فَهَذا النَعيمُ وَإِلّا فَلا

سَأَلتُ الأُلى يَقدِرونَ الحَياةَ

أَلَم تَفتَتِنكُم فَقالوا بَلى

مَكانٌ لَعَمرُكَ ما حَلَّ في

نَواحيهِ ذو الحُزنِ إِلّا سَلا

فَما أَنتَ في مِصرَ إِن لَم تَطِر

إِلَيهِ فَتَشهَدَ تِلكَ الحُلى

لَهُ مَلعَبٌ فيهِ ما يَشتَهي

مُحِبُّ الرِياضَةَ مَهما غَلا

لِكُلِّ فَريقٍ بِهِ لُعبَةٌ

تُلائِمُ مِن سِنِّهِ ما خَلا

وَلِعبٌ هُوَ الجِدُّ لَو أَنَّنا

نَظَرنا إِلَيهِ بِعَينِ النُهى

لَدى غَيرِ مِصرَ لَهُ حُظوَةٌ

فَكَم راحَ يَلهو بِهِ مَن لَها

وَفي أَرضِ يونانَ شاهَدتُهُ

فَأَيُّ جَمالٍ إِلَيهِ اِنتَهى

وَشاهَدتُ مَوسِمَهُ قَد حَوَت

نَواحيهِ غايَةَ ما يُشتَهى

وَماجَ بِزُوّارِهِ المولَعينَ

وَأَضحى بِعَرشِ المُلوكِ اِزدَهى

وَقَد زادَ أَلعابَهُ بَهجَةً

مَكانٌ فَسيحٌ مُعَدٌّ لَها

صِراعٌ وَعَدوٌ بَعيدُ المَدى

وَوَثبٌ يَكادُ يَنالُ السُها

وَشاهَدتُ عَدّاءَهُم قَد عَدا

ثَلاثينَ ميلاً وَما إِن وَهى

وَقامَت مُلاكَمَةُ اللاعِبينَ

فَأَنسَت تَناطُحَ وَحشِ المَها

بِأَوحى مِنَ اللَمحِ كانَ النِزالُ

فَيا وَيلَ مَن مِنهُما قَد سَها

وَلَو رُحتُ أَنعَتُ تِلكَ الضُروبَ

لَضاقَ القَريضُ وَأَعيا بِها

عَلى أَنَّ في أُفقِنا نَهضَةً

سَتَبلُغُ رَغمَ القُعودِ المَدى

وَإِن لَم تَكُن بَلَغَت أَوجَها

كَذا كُلُّ شَيءٍ إِذا ما اِبتَدا

وَنادي الرِياضَةِ أَولى بِأَن

يَكونَ عَلَيها مَنارَ الهُدى

أَظَلَّت جَلائِلَ أَعمالِهِ

ظِلالُ حُسَينٍ حَليفِ النَدى

مَليكٌ رَعاهُ بِإِقبالِهِ

وَحُسنِ عِنايَتِهِ وَالجَدا

فَفي عَهدِهِ فَليَجِدَّ المُجِدُّ

فَإِنَّ السُعودَ بِهِ قَد بَدا







عطر الزنبق 11-22-2019 11:26 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png
عَجِبَ الناسُ مِنكَ يا اِبنَ سُلَيما

نَ وَقَد أَبصَروا لَدَيكَ عَجيبا

أَبصَروا في حِماكَ غَيثاً وَناراً

ذاكَ يَهمي وَتِلكَ تَذكو لَهيبا

وَنَسوا أَنَّ جودَ كَفِّكَ غَيثٌ

ظَلَّ لِلمُرتَجى الوُرودَ قَريبا

وَهيَ ضَيفٌ أَصابَهُ عَنَتُ الدَهـ

ـرِ وَأَلفى هَذا الفَناءِ رَحيبا

فَأَتى يُبرِدُ الغَليلَ بِقَطرٍ

مِن نَدى سَيِّدٍ يُواسي الغَريبا





عطر الزنبق 11-22-2019 11:27 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png
كَأَنّي أَرى في اللَيلِ نَصلاً مُجَرَّدا

يَطيرُ بِكِلتا صَفحَتَيهِ شَرارُ

تُقَلِّبُهُ لِلعَينِ كَفٌّ خَفِيَّةٌ

فَفيهِ خُفوقٌ تارَةً وَقَرارُ

يُماثِلُ نَصلي في صَفاءِ فِرِندِهِ

وَيَحكيهِ مِنهُ رَونَقٌ وَغِرارُ

أَراهُ فَتُدنيني إِلَيهِ شَراسَتي

فَيَنأى وَفي نَفسي إِلَيهِ أُوارُ

وَأَهوي بِزَندي طامِعاً في اِلتِقاطِهِ

فَيُدرِكُهُ عِندَ الدُنُوِّ نِفارُ

تَخَبَّطَني مَسٌّ مِنَ الجِنِّ أَم سَرَت

بِأَجزاءِ نَفسي نَشوَةٌ وَخُمارُ

أَرانِيَ في لَيلٍ مِنَ الشَكِّ مُظلِمٍ

فَيالَيتَ شِعري هَل يَليهِ نَهارُ

سَأَقتُلُ ضَيفي وَاِبنَ عَمّي وَمالِكي

وَلَو أَنَّ عُقبى القاتِلينَ خَسارُ

وَأُرضي هَوى نَفسي وَإِن صَحَّ قَولُهُم

هَوى النَفسِ ذُلٌّ وَالخِيانَةُ عارُ

فَيا أَيُّها النَصلُ الَّذي لاحَ في الدُجى

وَفي طَيِّ نَفسي لِلشُرورِ مَثارُ

تُرى خَدَعَتني العَينُ أَم كُنتُ مُبصِراً

وَهَذا دَمٌ أَم في شَباتِكَ نارُ

وَهَل أَنتَ تِمثالٌ لِكَيدٍ نَوَيتُهُ

وَذاكَ الدَمُ الجاري عَلَيكَ شِعارُ

فَإِن لَم تَكُن وَهماً فَكُن خَيرَ مُسعِدٍ

فَإِنّي وَحيدٌ وَالخُطوبُ كُثارُ

وَكُن لي دَليلاً في الظَلامِ وَهادِياً

فَلَيلي بَهيمٌ وَالطَريقُ عِثارُ

عَلى الفَتكِ يا دُنكانُ صَحَّت عَزيمَتي

وَإِن لَم يَكُن بَيني وَبَينَكَ ثارُ

فَإِن يَكُ حُبُّ التاجِ أَعمى بَصيرَتي

فَما لي عَلى هَذا القَضاءِ خِيارُ

أَعِرني فُؤاداً مِنكَ يا دَهرُ قاسِياً

لَو أَنَّ القُلوبَ القاسِياتِ تُعارُ

وَيا حِلمُ قاطِعني وَيا رُشدُ لا تَثُب

وَيا شَرُّ ما لي مِن يَدَيكَ فِرارُ

وَيا لَيلُ أَنزِلني بِجَوفِكَ مَنزِلاً

يَضِلُّ بِهِ سِربُ القَطا وَيَحارُ

وَإِن كُنتَ لَيلَ المانَوِيَّةِ فَليَكُن

عَلى سِرِّ أَهلِ الشَرِّ مِنكَ سِتارُ

وَيا قَدَمي سيري حِذاراً وَخافِتي

مِنَ المَشيِ لَو يُنجي الأَثيمَ حِذارُ

وَقَفتُ بِجَوفِ اللَيلِ وَقفَةَ ساحِرٍ

لَهُ الجِنُّ أَهلٌ وَالمَكايِدُ دارُ

إِذا اِشتَمَلَ اللَيلُ البَهيمُ عَلى الوَرى

تَجَرَّدَ لِلإيذاءِ حَيثُ يُثارُ

فَمالي كَأَنّي فاتِكٌ ذو عَشيرَةٍ

خِيارُهُمُ تَحتَ الظَلامِ شِرارُ

إِذا ما عَوى ذِئبُ الفَلا هَبَّ جَمعُهُم

إِلى الشَرِّ وَاِستُلَّت ظُباً وَشِفارُ







عطر الزنبق 11-22-2019 11:27 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png
يا ساهِدَ النَجمِ هَل لِلصُبحِ مِن خَبَرِ

إِنّي أَراكَ عَلى شَيءٍ مِنَ الضَجَرِ

أَظُنُّ لَيلَكَ مُذ طالَ المُقامُ بِهِ

كَالقَومِ في مِصرَ لا يَنوي عَلى سَفَرِ







عطر الزنبق 11-22-2019 11:27 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png
أُقَضّيهِ في الأَشواقِ إِلّا أَقَلَّهُ

بَطيءَ سُرىً إِلى اللُبثِ مَيلَهُ

وَلَيسَ اِشتِياقي عَن غَرامٍ بِشادِنٍ

وَلَكِنَّهُ شَوقُ اِمرِئٍ فاتَ أَهلَهُ

فَيالَكَ مِن لَيلٍ أَعَرتُ نُجومَهُ

تَوَقُّدَ أَنفاسي وَعانَيتُ مِثلَهُ

وَمَلَّ كِلانا مِن أَخيهِ وَهَكَذا

إِذا طالَ عَهدُ المَرءِ بِالشَيءِ مَلَّهُ







عطر الزنبق 11-22-2019 11:28 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png


ضِعتَ بَينَ النُهى وَبَينَ الخَيالِ

يا حَكيمَ النُفوسِ يا اِبنَ المَعالي

ضِعتَ في الشَرقِ بَينَ قَومٍ هُجودٍ

لَم يُفيقوا وَأُمَّةٍ مِكسالِ

قَد أَذالوكَ بَينَ أُنسٍ وَكَأسٍ

وَغَرامٍ بِظَبيَةٍ أَو غَزالِ

وَنَسيبٍ وَمِدحَةٍ وَهِجاءٍ

وَرِثاءٍ وَفِتنَةٍ وَضَلالِ

وَحَماسٍ أَراهُ في غَيرِ شَيءٍ

وَصَغارٍ يَجُرُّ ذَيلَ اِختِيالِ

عِشتَ ما بَينَهُم مُذالاً مُضاعاً

وَكَذا كُنتَ في العُصورِ الخَوالي

حَمَّلوكَ العَناءَ مِن حُبِّ لَيلى

وَسُلَيمى وَوَقفَةِ الأَطلالِ

وَبُكاءٍ عَلى عَزيزٍ تَوَلّى

وَرُسومٍ راحَت بِهِنَّ اللَيالي

وَإِذا ما سَمَوا بِقَدرِكَ يَوماً

أَسكَنوكَ الرِحالَ فَوقَ الجِمالِ

آنَ يا شِعرُ أَن نَفُكَّ قُيوداً

قَيَّدَتنا بِها دُعاةُ المُحالِ

فَاِرفَعوا هَذِهِ الكَمائِمِ عَنّا

وَدَعونا نَشُمُّ ريحَ الشَمالِ







عطر الزنبق 11-22-2019 11:28 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png


أَنكَرَ النيلُ مَوقِفَ الخَزّانِ

فَاِنثَنى قافِلاً إِلى السودانِ

راعَهُ أَن يَرى عَلى جانِبَيهِ

رَصَداً مِن مَكايِدِ الإِنسانِ





عطر الزنبق 11-22-2019 11:29 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png
يا مَن خَلَقتَ الدَمعَ لُطـ

ـفاً مِنكَ بِالباكي الحَزين

بارِك لِعَبدِكَ في الدُمو

عِ فَإِنَّها نِعمَ المُعين





عطر الزنبق 11-22-2019 11:29 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png
هَذا الظَلامُ أَثارَ كامِنَ دائي

يا ساقِيَيَّ عَلَيَّ بِالصَهباءِ

بِالكاسِ أَو بِالطاسِ أَو بِاِثنَيهِما

أَو بِالدِنانِ فَإِنَّ فيهِ شِفائي

مَشمولَةٌ لَولا التُقى لَعَجِبتُ مِن

تَحريمِها وَالذَنبُ لِلقُدَماءِ

قَرِبوا الصَلاةَ وَهُم سُكارى بَعدَما

نَزَلَ الكِتابُ بِحِكمَةٍ وَجَلاءِ

يا زَوجَةَ اِبنِ المُزنِ يا أُختَ الهَنا

يا ضَرَّةَ الأَحزانِ في الأَحشاءِ

يا طِبَّ جالينوسَ في أَنواعِهِ

ما لي أَراكِ كَثيرَةِ الأَعداءِ

عَصَروكِ مِن خَدَّي سُهَيلٍ خُلسَةً

ثُمَّ اِختَبَأتِ بِمُهجَةِ الظَلماءِ

فَلَبِثتِ فيها قَبلَ نوحٍ حِقبَةً

وَتَداوَلَتكِ أَنامِلُ الآناءِ

حَتّى أَتاحَ اللَهُ أَن تَتَجَمَّلي

بِيَدِ الكَريمِ وَراحَةِ الأُدَباءِ

يا صاحِبي كَيفَ النُزوعُ عَنِ الطِلا

وَلَقَد بُليتُ مِنَ الهُمومِ بِداءِ

وَاللَيلُ أَرشَدَهُ أَبوهُ لِشِقوَتي

وَكَذا البَنونُ عَلى هَوى الآباءِ

أَلَّفتُ بَينَ اِبنِ السَحابِ وَبَينَها

فَرَأَيتُ صِحَّةَ ما حَكاهُ الطائي

صَعُبَت وَراضَ المَزجُ سَيِّئَ خُلقِها

فَتَعَلَّمَت مِن حُسنِ خُلقِ الماءِ







عطر الزنبق 11-22-2019 11:30 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png
هَذا الظَلامُ أَثارَ كامِنَ دائي

يا ساقِيَيَّ عَلَيَّ بِالصَهباءِ

بِالكاسِ أَو بِالطاسِ أَو بِاِثنَيهِما

أَو بِالدِنانِ فَإِنَّ فيهِ شِفائي

مَشمولَةٌ لَولا التُقى لَعَجِبتُ مِن

تَحريمِها وَالذَنبُ لِلقُدَماءِ

قَرِبوا الصَلاةَ وَهُم سُكارى بَعدَما

نَزَلَ الكِتابُ بِحِكمَةٍ وَجَلاءِ

يا زَوجَةَ اِبنِ المُزنِ يا أُختَ الهَنا

يا ضَرَّةَ الأَحزانِ في الأَحشاءِ

يا طِبَّ جالينوسَ في أَنواعِهِ

ما لي أَراكِ كَثيرَةِ الأَعداءِ

عَصَروكِ مِن خَدَّي سُهَيلٍ خُلسَةً

ثُمَّ اِختَبَأتِ بِمُهجَةِ الظَلماءِ

فَلَبِثتِ فيها قَبلَ نوحٍ حِقبَةً

وَتَداوَلَتكِ أَنامِلُ الآناءِ

حَتّى أَتاحَ اللَهُ أَن تَتَجَمَّلي

بِيَدِ الكَريمِ وَراحَةِ الأُدَباءِ

يا صاحِبي كَيفَ النُزوعُ عَنِ الطِلا

وَلَقَد بُليتُ مِنَ الهُمومِ بِداءِ

وَاللَيلُ أَرشَدَهُ أَبوهُ لِشِقوَتي

وَكَذا البَنونُ عَلى هَوى الآباءِ

أَلَّفتُ بَينَ اِبنِ السَحابِ وَبَينَها

فَرَأَيتُ صِحَّةَ ما حَكاهُ الطائي

صَعُبَت وَراضَ المَزجُ سَيِّئَ خُلقِها

فَتَعَلَّمَت مِن حُسنِ خُلقِ الماءِ





عطر الزنبق 11-22-2019 11:30 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png
أَوشَكَ الديكُ أَن يَصيحَ وَنَفسي

بَينَ هَمٍّ وَبَينَ ظَنٍّ وَحَدسِ

يا غُلامُ المُدامَ وَالكاسَ وَالطا

سَ وَهَيِّئ لَنا مَكاناً كَأَمسِ

أَطلِقِ الشَمسَ مِن غَياهِبِ هَذا الدَن

نِ وَاِملَإ مِن ذَلِكَ النورِ كَأسي

وَأَذَنِ الصُبحَ أَن يَلوحَ لِعَيني

مِن سَناها فَذاكَ وَقتُ التَحَسّي

وَاِدعُ نَدمانَ خَلوَتي وَاِئتِناسي

وَتَعَجَّل وَأَسبِل سُتورَ الدِمَقسِ

وَاِسقِنا يا غُلامُ حَتّى تَرانا

لا نُطيقُ الكَلامَ إِلّا بِهَمسِ

خَمرَةً قيلَ إِنَّهُم عَصَروها

مِن خُدودِ المِلاحِ في يَومِ عُرسِ

مُذ رَآها فَتى العَزيزِ مَناماً

وَهوَ في السِجنِ بَينَ هَمٍّ وَيَأسِ

أَعقَبَتهُ الخَلاصَ مِن بَعدِ ضيقٍ

وَحَبَتهُ السُعودَ مِن بَعدِ نَحسِ

يا نَديمي بِاللَهِ قُل لي لِماذا

هَذِهِ الخَندَريسُ تُدعى بِرِجسِ

هِيَ نَفسٌ زَكِيَّةٌ وَأَبوها

غَرسُهُ في الجِنانِ أَكرَمُ غَرسِ

هِيَ نَفسٌ تَعَلَّمَت حُسنَ أَخلا

قِ المولِحِيِّ في صَفاءٍ وَأُنسِ

خَصَّهُ اللَهُ حَيثُ يُصبِحُ بِالإِق

بالِ وَالعِزِّ وَالعُلا حَيثُ يُمسي





عطر الزنبق 11-22-2019 11:30 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png
وَفِتيانِ أُنسٍ أَقسَموا أَن يُبَدِّدوا

جُيوشَ الدُجى ما بَينَ أُنسٍ وَأَفراحِ

فَهُبّوا إِلى خَمّارَةٍ قيلَ إِنَّها

قَعيدَةُ خَمرٍ تَمزُجُ الروحَ بِالراحِ

وَقالوا لَها إِنّا أَتَينا عَلى ظَماً

نُحاوِلُ وِردَ الراحِ رَغماً عَنِ اللاحي

فَقامَت وَفي أَجفانِها كَسَلُ الكَرى

وَفي رِدفِها وَاِستَعرَضَت جَيشَ أَقداحِ





عطر الزنبق 11-22-2019 11:31 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png


مَرَّت كَعُمرِ الوَردِ بَينا أَجتَلي

اِصباحَها إِذ آذَنَت بِرَواحِ

لَم أَقضِ مِن حَقِّ المُدامِ وَلَم أَقُم

في الشارِبينَ بِواجِبِ الأَقداحِ

وَالزَهرُ يَحتَثُّ الكُؤوسَ بِلَحظِهِ

وَيَشوبُها بِأَريجِهِ الفَيّاحِ

أَخشى عَواقِبَها وَأَغبِطُ شَربَها

وَأُجيدُ مِدحَتَها مَعَ المُدّاحِ

وَأَميلُ مِن طَرَبٍ إِذا مالَت بِهِم

فَاِعجَب لِنَشوانِ الجَوانِحِ صاحي

أَستَغفِرُ اللَهَ العَظيمَ فَإِنَّني

أَفسَدتُ في ذاكَ النَهارِ صَلاحي







عطر الزنبق 11-22-2019 11:31 PM

http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png
خَمرَةٌ في بابِلٍ قَد صُهرِجَت

هَكَذا أَخبَرَ حاخامُ اليَهود

أَودَعوها جَوفَ دَنٍّ مُظلِمٍ

وَلَدَيهِ بَشَّروها بِالخُلود

سَأَلوا الكُهّانَ عَن شارِبِها

وَعَنِ الساقي وَفي أَيِّ العُهود

فَأَجابوهُم فَتىً ذو مِرَّةٍ

مِن بَني مِصرٍ لَهُ فَضلٌ وَجود

مُغرَمٌ بِالعودِ وَالنايِ مَعاً

مولَعٌ بِالشُربِ وَالناسُ هُجود

هَمُّهُ فَصدُ دِنانٍ وَنَدىً

وَأَبوهُ هَمُّهُ جَمعُ النُقود





عطر الزنبق 11-22-2019 11:31 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png
فِتيَةَ الصَهباءِ خَيرَ الشارِبين

جَدِّدوا بِاللَهِ عَهدَ الغائِبين

وَاِذكُروني عِندَ كاساتِ الطِلا

إِنَّني كُنتُ إِمامَ المُدمِنين

وَإِذا ما اِستَنهَضَتكُم لَيلَةً

دَعوَةُ الخَمرِ فَثوروا أَجمَعين

رُبَّ لَيلٍ قَد تَعاهَدنا عَلى

ما تَعاهَدنا وَكُنّا فاعِلين

فَقَضَيناهُ وَلَم نَحفِل بِما

سَطَّرَت أَيدي الكِرامِ الكاتِبين

بَينَ أَقداحٍ وَراحٍ عُتِّقَت

وَرَياحينٍ وَوِلدانٍ وَعين

وسُقاةٍ صَفَّقَت أَكوابَها

بَعضُها البَلّورُ وَالبَعضُ لُجَين

آنَسَت مِنّا عِطاشاً كَالقَطا

صادَفَت وِرداً بِهِ ماءٌ مَعين

فَمَشَت بِالكاسِ وَالطاسِ لَنا

مِشيَةَ الأَفراحِ لِلقَلبِ الحَزين

وَتَواثَبنا إِلى مَشمولَةٍ

ذاتِ أَلوانٍ تَسُرُّ الناظِرين

عَمَدَ الساقي لِأَن يَقتُلَها

وَهيَ بِكرٌ أَحصَنَت مُنذُ سِنين

ثُمَّ لَمّا أَن رَأى عِفَّتَها

خافَ فيها اللَهَ رَبِّ العالَمين

وَأَجَلنا الكاسَ فيما بَينَنا

وَعَلى الصَهباءِ بِتنا عاكِفين

وَشَفَينا النَفسَ مِن كُلِّ رَشاً

نَطَقَت عَيناهُ بِالسِحرِ المُبين

وَطَوى مَجلِسَنا بَعدَ الهَنا

وَاِنشِراحِ الصَدرِ تَكبيرُ الأَذين

هَكَذا كُنّا بِأَيّامِ الصَفا

تَنهَبُ اللَذّاتِ في الوَقتِ الثَمين

لَيتَ شِعري هَل لَنا بَعدَ النَوى

مِن سَبيلٍ لِلِقا أَم لاتَ حين





عطر الزنبق 11-22-2019 11:31 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png
يَأَيُّها الحُبُّ اِمتَزِج بِالحَشى

فَإِنَّ في الحُبِّ حَياةَ النُفوس

وَاِسلُل حَياةً مِن يَمينِ الرَدى

أَوشَكَ يَدعوها ظَلامُ الرُموس





عطر الزنبق 11-22-2019 11:32 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210142_105.png


تَمَثَّلي إِن شِئتِ في مَنظَرٍ

يا جولِيا أُنكِرُ فيهِ الغَرام

أَو فَاِبعَثي قَلباً إِلى أَضلُعٍ

راحَ بِهِ الوَجدُ وَأَودى السَقام









عطر الزنبق 11-22-2019 11:39 PM

http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
غُضّي جُفونَ السِحرِ أَو فَاِرحَمي

مُتَيَّماً يَخشى نِزالَ الجُفون

وَلا تَصولي بِالقَوامِ الَّذي

تَميسُ فيهِ يا مُنايَ المَنون

إِنّي لَأَدري مِنكِ مَعنى الهَوى

يا جولِيا وَالناسُ لا يَعرِفون







عطر الزنبق 11-22-2019 11:39 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
وَمِن عَجَبٍ قَد قَلَّدوكَ مُهَنَّداً

وَفي كُلِّ لَحظٍ مِنكَ سَيفٌ مُهَنَّدُ

إِذا أَنتَ قَد جَرَّدتَهُ أَو غَمَدتَهُ

قَتَلتَ بِهِ وَاللَحظُ لا يَتَعَمَّدُ






عطر الزنبق 11-22-2019 11:39 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
أَنا العاشِقُ العاني وَإِن كُنتَ لا تَدري

أُعيذُكَ مِن وَجدٍ تَغَلغَلَ في صَدري

خَليلَيَ هَذا اللَيلُ في زَيِّهِ أَتى

فَقُم نَلتَمِس لِلسُهدِ دِرعاً مِنَ الصَبرِ

وَهَذا السُرى نَحوَ الحِمى يَستَفِزُّنا

فَهَيّا وَإِن كُنّا عَلى مَركَبٍ وَعرِ

خَليلَيَ هَذا اللَيلُ قَد طالَ عُمرُهُ

وَلَيسَ لَهُ غَيرُ الأَحاديثِ وَالذِكرِ

فَهاتِ لَنا أَذكى حَديثٍ وَعَيتَهُ

أَلَذُّ بِهِ إِنَّ الأَحاديثَ كَالخَمرِ





عطر الزنبق 11-22-2019 11:40 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
قالَتِ الجَوزاءُ حينَ رَأَت

جَفنَهُ قَد واصَلَ السَهَرا

ما لِهَذا الصَبِّ في وَلَهٍ

أَتُراهُ يَعشَقُ القَمَرا





عطر الزنبق 11-22-2019 11:40 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
ظَبيَ الحِمى بِاللَهِ ما ضَرَّكا

إِذا رَأَينا في الكَرى طَيفَكا

وَما الَّذي تَخشاهُ لَو أَنَّهُم

قالوا فُلانٌ قَد غَدا عَبدَكا

قَد حَرَّموا الرِقَّ وَلَكِنَّهُم

ما حَرَّموا رِقَّ الهَوى عِندَكا

وَأَصبَحَت مِصرُ مُراحاً لَهُم

وَأَنتَ في الأَحشا مُراحٌ لَكا

ما كانَ سَهلاً أَن يَرَوا نيلَها

لَو أَنَّ في أَسيافِنا لَحظَكا





عطر الزنبق 11-22-2019 11:40 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
أَذِنتُكِ تَرتابينَ في الشَمسِ وَالضُحى

وَفي النورِ وَالظَلماءِ وَالأَرضِ وَالسَما

وَلا تَسمَحي لِلشَكِّ يَخطِرُ خَطرَةً

بِنَفسِكِ يَوماً أَنَّني لَستُ مُغرَما





عطر الزنبق 11-22-2019 11:40 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif


سَأَلتُهُ ما لِهَذا الخالِ مُنفَرِداً

وَاِختارَ غُرَّتَكَ الغَرّا لَهُ سَكَنا

أَجابَني خافَ مِن سَهمِ الجُفونِ وَمِن

نارِ الخُدودِ لِهَذا هاجَرَ الوَطَنا





عطر الزنبق 11-22-2019 11:41 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
سُوَرٌ عِندي لَهُ مَكتوبَةٌ

وَدَّ لَو يَسري بِها الروحُ الأَمين

إِنَّني لا آمَنُ الرُسلَ وَلا

آمَنُ الكُتبَ عَلى ما تَحتَوين

مُستَهينٌ بِالَّذي كابَدتُهُ

وَهوَ لا يَدري بِماذا يَستَهين

أَنا في هَمٍّ وَيَأسٍ وَأَسىً

حاضِرُ اللَوعَةِ مَوصولُ الأَنين





عطر الزنبق 11-22-2019 11:41 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
سائِلوا اللَيلَ عَنهُمُ وَالنَهارا

كَيفَ باتَت نِسائُهُم وَالعَذارى

كَيفَ أَمسى رَضيعُهُم فَقَدَ الأُم

مَ وَكَيفَ اِصطَلى مَعَ القَومِ نارا

كَيفَ طاحَ العَجوزُ تَحتَ جِدارٍ

يَتَداعى وَأَسقُفٍ تَتَجارى

رَبِّ إِنَّ القَضاءَ أَنحى عَلَيهِم

فَاِكشِفِ الكَربَ وَاِحجُبِ الأَقدارا

وَمُرِ النارَ أَن تَكُفَّ أَذاها

وَمُرِ الغَيثَ أَن يَسيلَ اِنهِمارا

أَينَ طوفانُ صاحِبِ الفُلكِ يَروي

هَذِهِ النارَ فَهيَ تَشكو الأُوارا

أَشعَلتَ فَحمَةَ الدَياجي فَباتَت

تَملَأُ الأَرضَ وَالسَماءَ شَرارا

غَشِيَتهُم وَالنَحسُ يَجري يَميناً

وَرَمَتهُم وَالبُؤسُ يَجري يَسارا

فَأَغارَت وَأَوجُهُ القَومِ بيضٌ

ثُمَّ غارَت وَقَد كَسَتهُنَّ قارا

أَكَلَت دورَهُم فَلَمّا اِستَقَلَّت

لَم تُغادِر صِغارَهُم وَالكِبارا

أَخرَجَتهُم مِنَ الدِيارِ عُراةً

حَذَرَ المَوتِ يَطلُبونَ الفِرارا

يَلبَسونَ الظَلامَ حَتّى إِذا ما

أَقبَلَ الصُبحُ يَلبَسونَ النَهارا

حُلَّةً لا تَقيهِمُ البَردَ وَالحَر

رَ وَلا عَنهُمُ تَرُدُّ الغُبارا

أَيُّها الرافِلونَ في حُلَلِ الوَش

يِ يَجُرّونَ لِلذُيولِ اِفتِخارا

إِنَّ فَوقَ العَراءِ قَوماً جِياعاً

يَتَوارَونَ ذِلَّةً وَاِنكِسارا

أَيُّهَذا السَجينُ لا يَمنَعُ السِج

نُ كَريماً مِن أَن يُقيلَ العِثارا

مُر بِأَلفٍ لَهُم وَإِن شِئتَ زِدها

وَأَجِرهُم كَما أَجَرتَ النَصارى

قَد شَهِدنا بِالأَمسِ في مِصرَ عُرساً

مَلَأَ العَينَ وَالفُؤادَ اِبتِهارا

سالَ فيهِ النُضارُ حَتّى حَسِبنا

أَنَّ ذاكَ الفِناءَ يَجري نُضارا

باتَ فيهِ المُنَعَّمونَ بِلَيلٍ

أَخجَلَ الصُبحَ حُسنُهُ فَتَوارى

يَكتَسونَ السُرورَ طَوراً وَطَوراً

في يَدِ الكَأسِ يَخلَعونَ الوَقارا

وَسَمِعنا في مَيتِ غَمرٍ صِياحاً

مَلَأَ البَرَّ ضَجَّةً وَالبِحارا

جَلَّ مَن قَسَّمَ الحُظوظَ فَهَذا

يَتَغَنّى وَذاكَ يَبكي الدِيارا

رُبَّ لَيلٍ في الدَهرِ قَد ضَمَّ نَحساً

وَسُعوداً وَعُسرَةً وَيَسارا





عطر الزنبق 11-22-2019 11:41 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
أَلبَسوكِ الدِماءَ فَوقَ الدِماءِ

وَأَرَوكِ العِداءَ بَعدَ العِداءِ

فَلَبِستِ النَجيعَ مِن عَهدِ قابي

لَ وَشاهَدتِ مَصرَعَ الأَبرِياءِ

فَلَكِ العُذرُ إِن قَسَوتِ وَإِن خُن

تِ وَإِن كُنتِ مَصدَراً لِلشَقاءِ

غَلِطَ الناسُ ما طَغى جَبَلُ النا

رِ بِإِرسالِ نَفثَةٍ في الهَواءِ

أَحرَجوا صَدرَ أُمِّهِ فَأَراهُم

بَعضَ ما أَضمَرَت مِنَ البُرَحاءِ

أَسخَطوها فَصابَرَتهُم زَماناً

ثُمَّ أَنحَت عَلَيهِمُ بِالجَزاءِ

أَيُّها الناسُ إِن يَكُن ذاكَ سُخطُ ال

أَرضِ ماذا يَكونُ سُخطُ السَماءِ

إِنَّ في عُلوِ مَسرَحاً لِلمَقادي

رِ وَفي الأَرضِ مَكمَناً لِلقَضاءِ

فَاِتَّقوا الأَرضَ وَالسَماءَ سَواءً

وَاِتَّقوا النارَ في الثَرى وَالفَضاءِ





عطر الزنبق 11-22-2019 11:42 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif


رَجَعتُ لِنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي

وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي

رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني

عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي

وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي

رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي

وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً

وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ

فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ

وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ

أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ

فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي

فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني

وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي

فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني

أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي

أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً

وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ

أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً

فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ

أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ

يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي

وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُمُ

بِما تَحتَهُ مِن عَثرَةٍ وَشَتاتِ

سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُماً

يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتي

حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ

لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَراتِ

وَفاخَرتُ أَهلَ الغَربِ وَالشَرقُ مُطرِقٌ

حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ

أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً

مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ

وَأَسمَعُ لِلكُتّابِ في مِصرَ ضَجَّةً

فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتي

أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ

إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ

سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى

لُعابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ

فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً

مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ

إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ

بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي

فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيتَ في البِلى

وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي

وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ

مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ





عطر الزنبق 11-22-2019 11:42 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
حَطَمتُ اليَراعَ فَلا تَعجَبي

وَعِفتُ البَيانَ فَلا تَعتَبي

فَما أَنتِ يا مِصرُ دارُ الأَديبِ

وَلا أَنتِ بِالبَلَدِ الطَيِّبِ

وَكَم فيكِ يا مِصرُ مِن كاتِبٍ

أَقالَ اليَراعَ وَلَم يَكتُبِ

فَلا تَعذِليني لِهَذا السُكوتِ

فَقَد ضاقَ بي مِنكِ ما ضاقَ بي

أَيُعجِبُني مِنكِ يَومَ الوِفاقِ

سُكوتُ الجَمادِ وَلِعبُ الصَبي

وَكَم غَضِبَ الناسُ مِن قَبلِنا

لِسَلبِ الحُقوقِ وَلَم نَغضَبِ

أَنابِتَةَ العَصرِ إِنَّ الغَريبَ

مُجِدٌّ بِمِصرَ فَلا تَلعَبي

يَقولونَ في النَشءِ خَيرٌ لَنا

وَلِلنَشءِ شَرٌّ مِنَ الأَجنَبي

أَفي الأَزبَكِيَّةِ مَثوى البَنينِ

وَبَينَ المَساجِدِ مَثوى الأَبِ

وَكَم ذا بِمِصرَ مِنَ المُضحِكاتِ

كَما قالَ فيها أَبو الطَيِّبِ

أُمورٌ تَمُرُّ وَعَيشٌ يُمِرُّ

وَنَحنُ مِنَ اللَهوِ في مَلعَبِ

وَشَعبٌ يَفِرُّ مِنَ الصالِحاتِ

فِرارَ السَليمِ مِنَ الأَجرَبِ

وَصُحفٌ تَطِنُّ طَنينَ الذُبابِ

وَأُخرى تَشُنُّ عَلى الأَقرَبِ

وَهَذا يَلوذُ بِقَصرِ الأَميرِ

وَيَدعو إِلى ظِلِّهِ الأَرحَبِ

وَهَذا يَلوذُ بِقَصرِ السَفيرِ

وَيُطنِبُ في وِردِهِ الأَعذَبِ

وَهَذا يَصيحُ مَعَ الصائِحينَ

عَلى غَيرِ قَصدٍ وَلا مَأرَبِ

وَقالوا دَخيلٌ عَلَيهِ العَفاءُ

وَنِعمَ الدَخيلُ عَلى مَذهَبي

رَآنا نِياماً وَلَمّا نُفِق

فَشَمَّرَ لِلسَعيِ وَالمَكسَبِ

وَماذا عَلَيهِ إِذا فاتَنا

وَنَحنُ عَلى العَيشِ لَم نَدأَبِ

أَلِفنا الخُمولَ وَيا لَيتَنا

أَلِفنا الخُمولَ وَلَم نَكذِبِ

وَقالوا المُؤَيَّدُ في غَمرَةٍ

رَماهُ بِها الطَمَعُ الأَشعَبي

دَعاهُ الغَرامُ بِسِنِّ الكُهولِ

فَجُنَّ جُنوناً بِبِنتِ النَبي

فَضَجَّ لَها العَرشُ وَالحامِلوهُ

وَضَجَّ لَها القَبرُ في يَثرِبِ

وَنادى رِجالٌ بِإِسقاطِهِ

وَقالوا تَلَوَّنَ في المَشرَبِ

وَعَدّوا عَلَيهِ مِنَ السَيِّئاتِ

أُلوفاً تَدورُ مَعَ الأَحقُبِ

وَقالوا لَصيقٌ بِبَيتِ الرَسولِ

أَغارَ عَلى النَسَبِ الأَنجَبِ

وَزَكّى أَبو خَطوَةٍ قَولَهُم

بِحُكمٍ أَحَدَّ مِنَ المَضرِبِ

فَما لِلتَهاني عَلى دارِهِ

تَساقَطُ كَالمَطَرِ الصَيِّبِ

وَما لِلوُفودِ عَلى بابِهِ

تَزُفُّ البَشائِرَ في مَوكِبِ

وَما لِلخَليفَةِ أَسدى إِلَيهِ

وِساماً يَليقُ بِصَدرِ الأَبي

فَيا أُمَّةً ضاقَ عَن وَصفِها

جَنانُ المُفَوَّهِ وَالأَخطَبِ

تَضيعُ الحَقيقَةُ ما بَينَنا

وَيَصلى البَريءُ مَعَ المُذنِبِ

وَيُهضِمُ فينا الإِمامُ الحَكيم

وَيُكرِمُ فينا الجَهولُ الغَبي

عَلى الشَرقِ مِنّي سَلامُ الوَدودِ

وَإِن طَأطَأَ الشَرقُ لِلمَغرِبِ

لَقَد كانَ خِصباً بِجَدبِ الزَمانِ

فَأَجدَبَ في الزَمَنِ المُخصِبِ





عطر الزنبق 11-22-2019 11:42 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
أَي رِجالَ الدُنيا الجَديدَةِ مُدّوا

لِرِجالِ الدُنيا القَديمَةِ باعا

وَأَفيضوا عَلَيهِمُ مِن أَيادي

كُم عُلوماً وَحِكمَةً وَاِختِراعا

كُلَّ يَومٍ لَكُم رَوائِعُ آثا

رٍ تُوالونَ بَينَهُنَّ تِباعا

كَم خَلَبتُم عُقولَنا بِعَجيبٍ

وَأَمَرتُم زَمانَكُم فَأَطاعا

وَبَذَرتُم في أَرضِنا وَزَرَعتُم

فَرَأَينا ما يُعجِبُ الزُرّاعا

وَلَمَحنا مِن نورِكُم في نَواصي

حَفلَةِ اليَومِ لَمعَةً وَشُعاعا

وَشَهِدنا مِن فَضلِكُم أَثَراً في

ها يَروقُ العُيونَ وَالأَسماعا

لَيتَنا نَقتَدي بِكُم أَو نُجاري

كُم عَسى نَستَرِدُّ ما كانَ ضاعا

إِنَّ فينا لَولا التَخاذُلُ أَبطا

لاً إِذا ما هُمُ اِستَقَلّوا اليَراعا

وَعُقولاً لَولا الخُمولُ تَوَلّا

ها لَفاضَت غَرابَةً وَاِبتِداعا

وَدُعاةً لِلخَيرِ لَو أَنصَفوهُم

مَلَأوا الشَرقَ عِزَّةً وَاِمتِناعا

كاشِفَ الكَهرَباءِ لَيتَكَ تُعنى

بِاِختِراعٍ يَروضُ مِنّا الطِباعا

آلَةٍ تَسحَقُ التَواكُلَ في الشَر

قِ وَتُلقي عَنِ الرِياءِ القِناعا

قَد مَلِلنا وُقوفَنا فيهِ نَبكي

حَسَباً زائِلاً وَمَجداً مُضاعا

وَسَئِمنا مَقالَهُم كانَ زَيدٌ

عَبقَرِيّاً وَكانَ عَمرٌ شُجاعا

لَيتَ شِعري مَتى تُنازِعُ مِصرٌ

غَيرَها المَجدَ في الحَياةِ نِزاعا

وَنَراها تُفاخِرُ الناسَ بِالأَح

ياءِ فَخراً في الخافِقينَ مُذاعا

أَرضُ كولُمبَ أَيُّ نَبتَيكِ أَغلى

قيمَةً في المَلا وَأَبقى مَتاعا

أَرِجالٌ بِهِم مَلَكتِ المَعالي

أَم نُضارٌ بِهِ مَلَكتِ البِقاعا

لا عَداكِ السَماءُ وَالخِصبُ وَالأَم

نُ وَلا زِلتِ لِلسَلامِ رِباعا

طالِعي الكَونَ وَاُنظُري ما دَهاهُ

إِنَّ رُكنَ السَلامِ فيهِ تَداعى







عطر الزنبق 11-22-2019 11:43 PM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif
سَمِعنا حَديثاً كَقَطرِ النَدى

فَجَدَّدَ في النَفسِ ما جَدَّدا

فَأَضحى لِآمالِنا مُنعِشاً

وَأَمسى لِآلامِنا مُرقِدا

فَدَيناكَ يا شَرقُ لا تَجزَعَن

إِذا اليَومُ وَلّى فَراقِب غَدا

فَكَم مِحنَةٍ أَعقَبَت مِحنَةً

وَوَلَّت سِراعاً كَرَجعِ الصَدى

فَلا يُيئِسَنَّكَ قيلُ العُداةُ

وَإِن كانَ قيلاً كَحَزِّ المُدى

أَتودَعُ فيكَ كُنوزُ العُلومِ

وَيَمشي لَكَ الغَربُ مُستَرفِدا

وَتُبعَثُ في أَرضِكَ الأَنبِياءُ

وَيَأتي لَكَ الغَربُ مُستَرشِدا

وَتَقضي عَلَيكَ قُضاةُ الضَلالِ

طِوالَ اللَيالي بِأَن تَرقُدا

أَتَشقى بِعَهدٍ سَما بِالعُلومِ

فَأَضحى الضَعيفُ بِها أَيِّدا

إِذا شاءَ بَزَّ السُها سِرَّهُ

وَأَدرَكَ مِن جَريِهِ المَقصِدا

وَإِن شاءَ أَدنى إِلَيهِ النُجومَ

فَناجى المَجَرَّةَ وَالفَرقَدا

وَإِن شاءَ زَعزَعَ شُمَّ الجِبالِ

فَخَرَّت لِأَقدامِهِ سُجَّدا

وَإِن شاءَ شاهَدَ في ذَرَّةٍ

عَوالِمَ لَم تَحيَ فيها سُدى

زَمانٌ تُسَخَّرُ فيهِ الرِياحُ

وَيَغدو الجَمادُ بِهِ مُنشِدا

وَتَعنو الطَبيعَةُ لِلعارِفينَ

بِمَعنى الوُجودِ وَسِرِّ الهُدى

إِذا ما أَهابوا أَجابَ الحَديدُ

وَقامَ البُخارُ لَهُ مُسعِدا

وَطارَت إِلَيهِم مِنَ الكَهرَبا

بُروقٌ عَلى السِلكِ تَطوي المَدى

أَيَجمُلُ مِن بَعدِ هَذا وَذاكَ

بِأَن نَستَكينَ وَأَن نَجمُدا

وَها أُمَّةُ الصُفرِ قَد مَهَّدَت

لَنا النَهجَ فَاِستَبَقوا المَورِدا

فَيا أَيُّها الناشِئونَ اِعمَلوا

عَلى خَيرِ مِصرٍ وَكونوا يَدا

سَتُظهِرُ فيكُم ذَواتُ الغُيوبِ

رِجالاً تَكونُ لِمِصرَ الفِدا

فَيالَيتَ شِعرِيَ مَن مِنكُمُ

إِذا هِيَ نادَت يُلَبّي النِدا

لَكَ اللَهُ يا مُصطَفى مِن فَتىً

كَثيرِ الأَيادي كَثيرِ العِدا

إِذا ما حَمِدتُكَ بَينَ الرِجالِ

فَأَنتَ الخَليقُ بِأَن تُحمَدا

سَيُحصي عَلَيكَ سِجِلُّ الزَمانِ

ثَناءً يُخَلِّدُ ما خُلِّدا

وَيَهتِفُ بِاِسمِكَ أَبناؤُنا

إِذا آنَ لِلزَرعِ أَن يُحصَدا







عطر الزنبق 11-23-2019 12:13 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

ما لي أَرى بَحرَ السِيا

سَةِ لا يَني جَزراً وَمَدّا

وَأَرى الصَحائِفَ أَيبَسَت

ما بَينَنا أَخذاً وَرَدّا

هَذا يَرى رَأيَ العَمي

دِ وَذا يَعُدُّ عَلَيهِ عَدّا

وَأَرى الوِزارَةَ تَجتَني

مِن مُرِّ هَذا العَيشِ شُهدا

نامَت بِمِصرَ وَأَيقَظَت

لِحَوادِثِ الأَيّامِ سَعدا

فَطَرَحتُها وَسَأَلتُ عَن

هُ فَقيلَ لي لَم يَألُ جُهدا

يا سَعدُ أَنتَ مَسيحُها

فَاِجعَل لِهَذا المَوتِ حَدّا

يا سَعدُ إِنَّ بِمِصرَ أَي

تاماً تُؤَمِّلُ فيكَ سَعدا

قَد قامَ بَينَهُمُ وَبَي

نَ العِلمِ ضيقُ الحالِ سَدّا

ما زِلتُ أَرجو أَن أَرا

كَ أَباً وَأَن أَلقاكَ جَدّا

حَتّى غَدَوتَ أَباً لَهُ

أَضحَت عِيالُ القُطرِ وُلدا

فَاِردُد لَنا عَهدَ الإِما

مِ وَكُن بِنا الرَجُلَ المُفَدّى

أَنا لا أَلومُ المُستَشا

رَ إِذا تَعَلَّلَ أَو تَصَدّى

فَسَبيلُهُ أَن يَستَبِد

دَ وَشَأنُنا أَن نَستَعِدّا

هِيَ سُنَّةُ المُحتَلِّ في

كُلِّ العُصورِ وَما تَعَدّى






عطر الزنبق 11-23-2019 12:14 AM



http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif

إِن كُنتُمُ تَبذُلونَ المالَ عَن رَهَبٍ

فَنَحنُ نَدعوكُمُ لِلبَذلِ عَن رَغَبِ

ذَرَّ الكَتاتيبَ مُنشيها بِلا عَدَدٍ

ذَرَّ الرَمادِ بِعَينِ الحاذِقِ الأَرِبِ

فَأَنشَأوا أَلفَ كُتّابٍ وَقَد عَلِموا

أَنَّ المَصابيحَ لا تُغني عَنِ الشُهُبِ

هَبوا الأَجيرَ أَوِ الحَرّاثَ قَد بَلَغا

حَدَّ القِراءَةِ في صُحفٍ وَفي كُتُبِ

مَنِ المُداوي إِذا ما عِلَّةٌ عَرَضَت

مَنِ المُدافِعُ عَن عِرضٍ وَعَن نَشَبِ

وَمَن يَروضُ مِياهَ النيلِ إِن جَمَحَت

وَأَنذَرَت مِصرَ بِالوَيلاتِ وَالحَرَبِ

وَمَن يُوَكَّلُ بِالقِسطاسِ بَينَكُمُ

حَتّى يُرى الحَقُّ ذا حَولٍ وَذا غَلَبِ

وَمَن يُطِلُّ عَلى الأَفلاكِ يَرصُدُها

بَينَ المَناطِقِ عَن بُعدٍ وَعَن كَثَبِ

يَبيتُ يُنبِئُنا عَمّا تَنُمُّ بِهِ

سَرائِرُ الغَيبِ عَن شَفّافَةِ الحُجُبِ

وَمَن يَبُزُّ أَديمَ الأَرضِ ما رَكَزَت

فيها الطَبيعَةُ مِن بِدعٍ وَمِن عَجَبِ

يَظَلُّ يَنشُدُ مِن ذَرّاتِها نَبَأً

ضَنَّت بِهِ الأَرضُ في ماضٍ مِنَ الحُقُبِ

وَمَن يُميطُ سِتارَ الجَهلِ إِن طُمِسَت

مَعالِمُ القَصدِ بَينَ الشَكِّ وَالرِيَبِ

فَما لَكُم أَيُّها الأَقوامُ جامِعَةٌ

إِلّا بِجامِعَةٍ مَوصولَةِ السَبَبِ

قَد قامَ سَعدٌ بِها حيناً وَأَسلَمَها

إِلى أَمينٍ فَلَم يُحجِم وَلَم يَهَبِ

فَعاوِنوهُ يُعاوِنكُم عَلى عَمَلٍ

فيهِ الفَخارُ وَما تَرجونَ مِن أَرَبِ

وَبَيِّنوا لِرِجالِ الغَربِ أَنَّكُمُ

إِذا طَلَبتُم بَلَغتُم غايَةَ الطَلَبِ

لا تَلجَئوا في العُلا إِلّا إِلى هِمَمٍ

وَثّابَةٍ لا تُبالي هِمَّةَ النُوَبِ

فَإِنَّ تَأميلَكُم في غَيرِكُم وَهَنٌ

في النَفسِ يُرخي عِنانَ السَعيِ وَالدَأَبِ

إِن قامَ مِنّا مُنادٍ قالَ قائِلُهُم

لا تَصخَبوا فَهَلاكُ الشَعبِ في الصَخَبِ

أَو نابَنا حادِثٌ نَرجو إِزالَتَهُ

قالَ اِستَكينوا وَخَلّوا سَورَةَ الغَضَبِ

فَما سَمَونا إِلى نَجدٍ نُحاوِلُهُ

إِلّا هَبَطنا إِلى غَورٍ مِنَ العَطَبِ

يا مِصرُ هَل بَعدَ هَذا اليَأسِ مُتَّسَعٌ

يَجري الرَجاءُ بِهِ في كُلِّ مُضطَرَبِ

لا نَحنُ مَوتى وَلا الأَحياءُ تُشبِهُنا

كَأَنَّنا فيكِ لَم نَشهَد وَلَم نَغِبِ

نَبكي عَلى بَلَدٍ سالَ النُضارُ بِهِ

لِلوافِدينَ وَأَهلوهُ عَلى سَغَبِ

مَتى نَراهُ وَقَد باتَت خَزائِنُهُ

كَنزاً مِنَ العِلمِ لا كَنزاً مِنَ الذَهَبِ

هَذا هُوَ العَمَلُ المَبرورُ فَاِكتَتِبوا

بِالمالِ إِنّا اِكتَتَبنا فيهِ بِالأَدَبِ





عطر الزنبق 11-23-2019 12:15 AM



لِمِصرَ أَم لِرُبوعِ الشامِ تَنتَسِبُ هُنا العُلا وَهُناكَ المَجدُ وَالحَسَبُ

رُكنانِ لِلشَرقِ لا زالَت رُبوعُهُما

قَلبُ الهِلالِ عَلَيها خافِقٌ يَجِبُ

خِدرانِ لِلضادِ لَم تُهتَك سُتورُهُما

وَلا تَحَوَّلَ عَن مَغناهُما الأَدَبُ

أُمُّ اللُغاتِ غَداةَ الفَخرِ أُمُّهُما

وَإِن سَأَلتَ عَنِ الآباءِ فَالعَرَبُ

أَيَرغَبانِ عَنِ الحُسنى وَبَينَهُما

في رائِعاتِ المَعالي ذَلِكَ النَسَبُ

وَلا يَمُتّانِ بِالقُربى وَبَينَهُما

تِلكَ القَرابَةُ لَم يُقطَع لَها سَبَبُ

إِذا أَلَمَّت بِوادي النيلِ نازِلَةٌ

باتَت لَها راسِياتُ الشامِ تَضطَرِبُ

وَإِن دَعا في ثَرى الأَهرامِ ذو أَلَمٍ

أَجابَهُ في ذُرا لُبنانَ مُنتَحِبُ

لَو أَخلَصَ النيلُ وَالأُردُنُّ وُدَّهُما

تَصافَحَت مِنهُما الأَمواهُ وَالعُشُبُ

بِالوادِيَينِ تَمَشّى الفَخرُ مِشيَتَهُ

يَحُفُّ ناحِيَتَيهِ الجودُ وَالدَأَبُ

فَسالَ هَذا سَخاءً دونَهُ دِيَمٌ

وَسالَ هَذا مَضاءً دونَهُ القُضُبُ

نَسيمَ لُبنانَ كَم جادَتكَ عاطِرَةٌ

مِنَ الرِياضِ وَكَم حَيّاكَ مُنسَكِبُ

في الشَرقِ وَالغَربِ أَنفاسٌ مُسَعَّرَةٌ

تَهفو إِلَيكَ وَأَكبادٌ بِها لَهَبُ

لَولا طِلابُ العُلا لَم يَبتَغوا بَدَلاً

مِن طيبِ رَيّاكَ لَكِنَّ العُلا تَعَبُ

كَم غادَةٍ بِرُبوعِ الشَأمِ باكِيَةٍ

عَلى أَليفٍ لَها يَرمي بِهِ الطَلَبُ

يَمضي وَلا حيلَةٌ إِلّا عَزيمَتُهُ

وَيَنثَني وَحُلاهُ المَجدُ وَالذَهَبُ

يَكُرُّ صَرفُ اللَيالي عَنهُ مُنقَلِباً

وَعَزمُهُ لَيسَ يَدري كَيفَ يَنقَلِبُ

بِأَرضِ كولُمبَ أَبطالٌ غَطارِفَةٌ

أُسدٌ جِياعٌ إِذا ما ووثِبوا وَثَبوا

لَم يَحمِهِم عَلَمٌ فيها وَلا عَدَدٌ

سِوى مَضاءٍ تَحامى وِردَهُ النُوَبُ

أُسطولُهُم أَمَلٌ في البَحرِ مُرتَحِلٌ

وَجَيشُهُم عَمَلٌ في البَرِّ مُغتَرِبُ

لَهُم بِكُلِّ خِضَمٍّ مَسرَبٌ نَهَجٌ

وَفي ذُرا كُلِّ طَودٍ مَسلَكٌ عَجَبُ

لَم تَبدُ بارِقَةٌ في أُفقِ مُنتَجَعٍ

إِلّا وَكانَ لَها بِالشامِ مُرتَقِبُ

ما عابَهُم أَنَّهُم في الأَرضِ قَد نُثِروا

فَالشُهبُ مَنثورَةٌ مُذ كانَتِ الشُهُبُ

وَلَم يَضِرهُم سُراءٌ في مَناكِبِها

فَكُلِّ حَيٍّ لَهُ في الكَونِ مُضطَرَبُ

رادوا المَناهِلَ في الدُنيا وَلَو وَجَدوا

إِلى المَجَرَّةِ رَكباً صاعِداً رَكِبوا

أَو قيلَ في الشَمسِ لِلراجينَ مُنتَجَعٌ

مَدّوا لَها سَبَباً في الجَوِّ وَاِنتَدَبوا

سَعَوا إِلى الكَسبِ مَحموداً وَما فَتِئَت

أُمُّ اللُغاتِ بِذاكَ السَعيِ تَكتَسِبُ

فَأَينَ كانَ الشَآمِيّونَ كانَ لَها

عَيشٌ جَديدٌ وَفَضلٌ لَيسَ يَحتَجِبُ

هَذي يَدي عَن بَني مِصرٍ تُصافِحُكُم

فَصافِحوها تُصافِح نَفسَها العَرَبُ

فَما الكِنانَةُ إِلّا الشامُ عاجَ عَلى

رُبوعِها مِن بَنيها سادَةٌ نُجُبُ

لَولا رِجالٌ تَغالَوا في سِياسَتِهِم

مِنّا وَمِنهُم لَما لُمنا وَلا عَتَبوا

إِن يَكتُبوا لِيَ ذَنباً في مَوَدَّتِهِم

فَإِنَّما الفَخرُ في الذَنبِ الَّذي كَتَبوا

عطر الزنبق 11-23-2019 12:15 AM


http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.c...210375_208.gif



حَيّاكُمُ اللَهُ أَحيوا العِلمَ وَالأَدَبا

إِن تَنشُروا العِلمَ يَنشُر فيكُمُ العَرَبا

وَلا حَياةَ لَكُم إِلّا بِجامِعَةٍ

تَكونُ أُمّاً لِطُلّابِ العُلا وَأَبا

تَبني الرِجالَ وَتَبني كُلَّ شاهِقَةٍ

مِنَ المَعالي وَتَبني العِزَّ وَالغَلَبا

ضَعوا القُلوبَ أَساساً لا أَقولُ لَكُم

ضَعوا النُضارَ فَإِنّي أُصغِرُ الذَهَبا

وَاِبنوا بِأَكبادِكُم سوراً لَها وَدَعوا

قيلَ العَدُوِّ فَإِنّي أَعرِفُ السَبَبا

لا تَقنَطوا إِن قَرَأتُم ما يُزَوِّقُهُ

ذاكَ العَميدُ وَيَرميكُم بِهِ غَضَبا

وَراقِبوا يَومَ لا تُغني حَصائِدُهُ

فَكُلُّ حَيٍّ سَيُجزى بِالَّذي اِكتَسَبا

بَنى عَلى الإِفكِ أَبراجاً مُشَيَّدَةً

فَاِبنوا عَلى الحَقِّ بُرجاً يَنطَحُ الشُهُبا

وَجاوِبوهُ بِفِعلٍ لا يُقَوِّضُهُ

قَولُ المُفَنِّدِ أَنّى قالَ أَو خَطَبا

لا تَهجَعوا إِنَّهُم لَن يَهجَعوا أَبَداً

وَطالِبوهُم وَلَكِن أَجمِلوا الطَلَبا

هَل جاءَكُم نَبَأُ القَومِ الأُلى دَرَجوا

وَخَلَّفوا لِلوَرى مِن ذِكرِهِم عَجَبا

عَزَّت بِقُرطاجَةَ الأَمراسُ فَاِرتُهِنَت

فيها السَفينُ وَأَمسى حَبلُها اِضطِرَبا

وَالحَربُ في لَهَبٍ وَالقَومُ في حَرَبٍ

قَد مَدَّ نَقعُ المَنايا فَوقَهُم طُنُبا

وَدّوا بِها وَجَواريهِم مُعَطَّلَةٌ

لَو أَنَّ أَهدابَهُم كانَت لَها سَبَبا

هُنالِكَ الغيدُ جادَت بِالَّذي بَخِلَت

بِهِ دَلالاً فَقامَت بِالَّذي وَجَبا

جَزَّت غَدائِرَ شِعرٍ سَرَّحَت سُفُناً

وَاِستَنقَذَت وَطَناً وَاِستَرجَعَت نَشَبا

رَأَت حُلاها عَلى الأَوطانِ فَاِبتَهَجَت

وَلَم تَحَسَّر عَلى الحَليِ الَّذي ذَهَبا

وَزادَها ذاكَ حُسناً وَهيَ عاطِلَةٌ

تُزهى عَلى مَن مَشى لِلحَربِ أَو رَكِبا

وَبَرثَرانِ الَّذي حاكَ الإِباءُ لَهُ

ثَوباً مِنَ الفَخرِ أَبلى الدَهرَ وَالحِقَبا

أَقامَ في الأَسرِ حيناً ثُمَّ قيلَ لَهُ

أَلَم يَئِن أَن تُفَدّي المَجدَ وَالحَسَبا

قُل وَاِحتَكُم أَنتَ مُختارٌ فَقالَ لَهُم

إِنّا رِجالٌ نُهينُ المالَ وَالنَشَبا

خُذوا القَناطيرَ مِن تِبرٍ مُقَنطَرَةً

يَخورُ خازِنُكُم في عَدِّها تَعَبا

قالوا حَكَمتَ بِما لا تَستَطيعُ لَهُ

حَملاً نَكادُ نَرى ما قُلتَهُ لَعِبا

فَقالَ وَاللَهِ ما في الحَيِّ غازِلَةٌ

مِنَ الحِسانِ تَرى في فِديَتي نَصَبا

لَو أَنَّهُم كَلَّفوها بَيعَ مِغزَلِها

لَآثَرَتني وَصَحَّت قوتَها رَغَبا

هَذا هُوَ الأَثَرُ الباقي فَلا تَقِفوا

عِندَ الكَلامِ إِذا حاوَلتُمُ أَرَبا

وَدونَكُم مَثَلاً أَوشَكتُ أَضرِبُهُ

فيكُم وَفي مِصرَ إِن صِدقاً وَإِن كَذِبا

سَمِعتُ أَنَّ اِمرِأً قَد كانَ يَألَفُهُ

كَلبٌ فَعاشا عَلى الإِخلاصِ وَاِصطَحَبا

فَمَرَّ يَوماً بِهِ وَالجوعُ يَنهَبُهُ

نَهباً فَلَم يُبقِ إِلّا الجِلدَ وَالعَصَبا

فَظَلَّ يَبكي عَلَيهِ حينَ أَبصَرَهُ

يَزولُ ضَعفاً وَيَقضي نَحبَهُ سَغَبا

يَبكي عَلَيهِ وَفي يُمناهُ أَرغِفَةٌ

لَو شامَها جائِعٌ مِن فَرسَخٍ وَثَبا

فَقالَ قَومٌ وَقَد رَقّوا لِذي أَلَمٍ

يَبكي وَذي أَلَمٍ يَستَقبِلُ العَطَبا

ما خَطبُ ذا الكَلبِ قالَ الجوعُ يَخطِفُهُ

مِنّي وَيُنشِبُ فيهِ النابَ مُغتَصِبا

قالوا وَقَد أَبصَروا الرُغفانَ زاهِيَةً

هَذا الدَواءُ فَهَل عالَجتَهُ فَأَبى

أَجابَهُم وَدَواعي الشُحِّ قَد ضَرَبَت

بَينَ الصَديقَينِ مِن فَرطِ القِلى حُجُبا

لِذَلِكَ الحَدِّ لَم تَبلُغ مَوَدَّتُنا

أَما كَفى أَن يَراني اليَومَ مُنتَحِبا

هَذي دُموعي عَلى الخَدَّينِ جارِيَةٍ

حُزناً وَهَذا فُؤادي يَرتَعي لَهَبا

أَقسَمتُ بِاللَهِ إِن كانَت مَوَدَّتُنا

كَصاحِبِ الكَلبِ ساءَ الأَمرُ مُنقَلَبا

أُعيذُكُم أَن تَكونوا مِثلَهُ فَنَرى

مِنكُم بُكاءً وَلا نُلفي لَكُم دَأَبا

إِن تُقرِضوا اللَهَ في أَوطانِكُم فَلَكُم

أَجرُ المُجاهِدِ طوبى لِلَّذي اِكتَتَبا








الساعة الآن 09:33 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا