![]() |
موسوعة قصائد وأشعار أبو العتاهية...
https://adabworld.com/file/2018/06/20.jpg ابو العتاهية إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني ,العنزي (من قبيلة عنزة) بالولاء، أبو إسحاق الشهير بأبي العتاهية.(130هـ-211هـ/747م-826مم) شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع. كان ينظم المئة والمئة والخمسين بيتاً في اليوم، حتى لم يكن للإحاطة بجميع شعره من سبيل. وهو يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. جمع الإمام يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي ما وجد من (زهدياته) وشعره في الحكمة والعظة. وماجرى مجرى الأمثال، في مجلد، منه مخطوطة حديثة في دار الكتب بمصر، اطلع عليها أحد الآباء اليسوعيين فنسخها ورتبها على الحروف بعض مفرداتها، وسماها (الأنوار الزاهية في ديوان أبي العتاهية - ط) وكان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد في (عين التمر) بقرب الكوفة، ونشأ في الكوفة، وسكن بغداد. وكان في بدء أمره يبيع الجرار فقيل له (الجرَار) ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك المهدي العباسي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل أو يقول الشعر ! فعاد إلى نظمه، فأطلقه. وأخباره كثيرة. توفي في بغداد. ولابن عماد الثقفي أحمد بن عبيد الله (المتوفى سنة 319) كتاب (أخبار أبي العتاهية) ولمعاصرنا محمد أحمد برانق (أبو العتاهية - ط) في شعره وأخباره. |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif رَضيتَ لِنَفسِكَ سَوءاتِها وَلَم تَألُ حُبّاً لِمَرضاتِها وَحَسَّنتَ أَقبَحَ أَعمالِها وَصَغَّرتَ أَكبَرَ زَلّاتِها وَكَم مِن سَبيلِ لِأَهلِ الصِبا سَلَكتَ بِهِم في بُنَيّاتِها وَأَيُّ الدَواعي دَواعي الهَوى تَطَلَّعتَ عَنها لِآفاتِها وَأَيُّ المَحارِمِ لَم تَنتَهِك وَأَيُّ الفَضائِحِ لَم تاتِها كَأَنّي بِنَفسِكَ قَد عوجِلَت عَلى ذاكَ في بَعضِ غِرّاتِها وَقامَت نَوادِبُها حُسَّراً تَداعى بِرَنَّةِ أَصواتِها أَلَم تَرَ أَنَّ دَبيبَ اللَيالي يُسارِقُ نَفسَكَ ساعاتِها وَهَذي القِيامَةُ قَد أَشرَفَت عَلى العالَمينَ لِميقاتِها وَقَد أَقبَلَت بِمَوازينِها وَأَهوالِها وَبِرَوعاتِها وَإِنّا لَفي بَعضِ أَشراطِها وَأَيّامِها وَعَلاماتِها رَكَنّا إِلى الدارِ دارِ الغُرو رِ إِذ سَحَرَتنا بِلَذّاتِها فَما نَرعَوي لَأَعاجيبِها وَلا لِتَصَرُّفِ حالاتِها نُنافِسُ فيها وَأَيّامُنا تَرَدَّدُ فينا بِآفاتِها وَما يَتَفَكَّرُ أَحياؤُها فَيَعتَبِرونَ بِأَمواتِها |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif كَم مِن حَكيمٍ يَبغي بِحِكمَتِهِ تَسَلُّفَ الحَمدِ قَبلَ نِعمَتِهِ وَلَيسَ هَذا الَّذي بِهِ حَكَمَ الـ ـرَحمَنُ في عَدلِهِ وَرَحمَتِهِ نَعوذُ بِاللَهِ ذي الجَلالِ وَذي الـ ـإِكرامِ مِن سُخطِهِ وَنِقمَتِهِ ما المَرءُ إِلّا بِهَديِهِ الحَسَنِ الـ ـظاهِرِ مِنهُ وَطيبِ طُعمَتِهِ ما المَرءُ إِلّا بِحُسنِ مَذهَبِهِ سِرّاً وَجَهراً وَعَدلِ قِسمَتِهِ |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif اِقطَعِ الدُنيا بِما اِنقَطَعَت وَاِدفَعِ الدُنيا بِما اِندَفَعَت وَاِقبَلِ الدُنيا إِذا سَلِسَت وَاِترُكِ الدُنيا إِذا اِمتَنَعَت يَطلُبُ العَيشَ الفَتى عَبَثاً وَالغِنى في النَفسِ إِن قَنِعَت |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif آمَنتُ بِاللَهِ وَأَيقَنتُ وَاللَهُ حَسبي حَيثُما كُنتُ كَم مِن أَخٍ لي خانَني وُدُّهُ وَلا تَبَدَّلتُ وَلا خُنتُ الحَمدُ لِلَّهِ عَلى صُنعِهِ إِنّي إِذا عَزَّ أَخي هُنتُ ما أَعجَبَ الدُنيا وَتَصريفَها كَم لَوَّنَتني فَتَلَوَّنتُ لِلبَينِ يَومٌ أَنا رَهنٌ بِهِ لَو قَد دَنا يَومي لَقَد بِنتُ ما أَنا إِلّا خائِضٌ في مُنىً قَبَّحتُها طَوراً وَحَسَّنتُ يا عَجَباً مِنّي وَما اِختَرتُ مِن شَكّي عَلى ما قَد تَيَقَّنتُ يا رَبَّ أَمرٍ زَلَّ عَنّي إِذا ما قُلتُ إِنّي قَد تَمَكَّنتُ وَالدَهرُ لا تَفنى أَعاجيبُهُ إِن أَنا لِلدَهرِ تَفَطَّنتُ |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif إِسمَع فَقَد آذَنَكَ الصَوتُ إِن لَم تُبادِر فَهُوَ الفَوتُ نَل كُلَّ ما شِئتَ وَعِش آمِناً آخِرُ هَذا كُلِّهِ المَوتُ |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif كَم غافِلٍ أَودى بِهِ المَوتُ لَم يَأخُذِ الءُهبَةَ لِلفَوتِ مَن لَم تَزُل نِعمَتُهُ قَبلَهُ زالَ عَنِ النِعمَةِ بِالمَوتِ |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif وَعَظتَكَ أَجداثٌ خُفُت فيهِنَّ أَجسادٌ سُبُت وَتَكَلَّمَت لَك بِالبِلى مِنهُنَّ أَلسِنَةُ صُمُت وَأَرَتكَ قَبرَكَ في القُبو رِ وَأَنتَ حَيٌّ لَم تَمُت وَكَأَنَّني بِكَ عَن قَريـ ـبٍ رَهنَ حَتفٍ لَم يَفُت |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif أَيا عَجَبَ الدُنيا لِعَينٍ تَعَجَّبَت وَيا زَهرَةَ الأَيّامِ كَيفَ تَقَلَّبَت تُقَلِّبُني الأَيّامُ عَوداً وَبَدأَةً تَصَعَّدَتِ الأَيّامُ لي وَتَصَوَّبَت وَعاتَبتُ أَيّامي عَلى ما تَروعُني فَلَم أَرَ أَيّامي مِنَ الرَوعِ أَعتَبَت سَأَنعي إِلى الناسِ الشَبابَ الَّذي مَضى تَخَرَّمَتِ الدُنيا الشَبابَ وَشَيَّبَت وَلي غايَةٌ يَجري إِلَيها تَنَفُّسي إِذا ما انقَضَت تَنفيسَةٌ لي تَقَرَّبَت وَتُضرَبُ لي الأَمثالُ في كُلِّ نَظرَةٍ وَقَد حَنَّكَتني الحادِثاتُ وَجَرَّبَت تَطَرَّبُ نَفسي نَحوَ دُنيا دَنِيَّةٍ إِلى أَيِّ دارٍ وَيحَ نَفسي تَطَرَّبَت وَأُحضِرَتِ الشُحَّ النُفوسُ فَكُلُّها إِذا هِيَ هَمَّت بِالسَماحِ تَجَنَّبَت لَقَد غَرَّتِ الدُنيا قُروناً كَثيرَةً وَأَتعَبَتِ الدُنيا قُروناً وَأَنصَبَت هِيَ الدارُ حادي المَوتِ يَحدو بِأَهلِها إِذا شَرَّقَت شَمسُ النَهارِ وَغَرَّبَت بُليتُ مِنَ الدُنيا بِغولٍ تَلَوَّنَت لَها فِتَنٌ قَد فَضَّضَتها وَذَهَّبَت وَما أَعجَبَ الآجالَ في خُدَعاتِها وَما أَعجَبَ الأَرزاقَ كَيفَ تَسَبَّبَت رَأَيتُ بَغيضَ الناسِ مَن لا يُحِبُّهُم يَفوزُ بِحُبِّ الناسِ نَفسٌ تَحَبَّبَت |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif أَلا إِنَّ لي يَوماً أُدانُ كَما دِنتُ سَيُحصي كِتابي ما أَسَأتُ وَأَحسَنتُ أَما وَالَّذي أَرجوهُ لِلعَفوِ إِنَّهُ لَيَعلَمُ ما أَسرَرتُ مِنّي وَأَعلَنتُ كَفى حَزَناً أَنّي أُحَسِّنُ وَالبِلى يُقَبِّحُ ما زَيَّنتُ مِنّي وَحَسَّنتُ وَأَعجَبُ مِن هَذا هَناتٌ تَغُرُّني تَيَقَّنتُ مِنهُنَّ الَّذي قَد تَيَقَّنتُ تَصَعَّدتُ مُغتَرّاً وَصَوَّبتُ في المُنى وَحَرَّكتُ مِن نَفسي إِلَيها وَسَكَّنتُ وَكَم قَد دَعَتني هِمَّتي فَأَجَبتُها وَكَم لَوَّثَتني هِمَّتي فَتَلَوَّثتُ مُعاشَرَةُ الإِنسانِ عِندي أَمانَةٌ فَإِن خُنتُ إِنساناً فَنَفسي الَّذي خُنتُ وَلي ساعَةٌ لا شَكَّ فيها وَشيكَةٌ كَأَنِّيَ قَد حُنِّطتُ فيها وَكُفِّنتُ أَلَم تَرَ أَنَّ الأَرضَ مَنزِلُ قُلعَةٍ وَإِن طالَ تَعميري عَلَيها وَأَزمَنتُ وَإِنّي لَرَهنٌ بِالخُطوبِ مُصَرَّفٌ وَمُنتَظِرٌ كَأسَ الرَدى حَيثُما كُنتُ |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif قَد رَأَيتَ القُرونَ قَبلُ تَفانَت دَرَسَت وَاِنقَضَت سَريعاً وَبانَت كَم أُناسٍ رَأَيتَ أَكرَمَتِ الدُنـ ـيا بِبَعضِ العُروضِ ثُمَّ أَهانَت كَم أُمورٍ قَد كُنتَ شَدَدتَ فيها ثُمَّ حَوَّنتَها عَلَيكَ فَهانَت هِيَ دُنيا كَحَيَّةٍ تَنفُثُ السُمـ ـمَ وَإِن كانَتِ المَجَسَّةُ لانَت |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif أَنساكَ مَحياكَ المَماتا فَطَلَبتَ في الدُنيا الثَباتا أَوَثِقتَ بِالدُنيا وَأَنـ ـتَ تَرى جَماعَتَها شَتاتا وَعَزَمتَ مِنكَ عَلى الحَيا ةِ وَطولِها عَزماً بَتاتا يا مَن رَأى أَبَوَيهِ في ما قَد رَأى كانا فَماتا هَل فيهِما لَكَ عِبرَةٌ أَم خِلتَ أَنَّ لَكَ انفِلاتا وَمَنِ الَّذي طَلَبَ التَفَلـ ـلُتَ مِن مَنِيَّتِهِ فَفاتا كُلٌّ تُصَبِّحُهُ المَنِيـ ـيَةُ أَو تُبَيِّتُهُ بَياتا |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif
تَخَفَّف مِنَ الدُنيا لَعَلَّكَ تُفلِتُ وَإِلّا فَإِنّي لا أَظُنَّكَ تَثبُتُ أَلَم تَرَ أَنَّ الحِلمَ لِلجَهلِ قاطِعٌ وَأَنَّ لِسانَ الرُشدِ لِلغَيِّ مُسِكتُ لِكُلِّ امرِئٍ مِن سَكرَةِ المَوتِ سَكرَةٌ وَأَيُّ امرِئٍ مِن سَكرَةِ المَوتِ يُفلِتُ عَجِبتُ لِمَن قَرَّت مَعَ المَوتِ عَينُهُ لِحَصدِ الرَدى ما ظَلَّتِ الأَرضُ تُنبِتُ |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif مِنَ الناسِ مَيتٌ وَهوَ حَيٌّ بِذِكرِهِ وَحَيٌّ سَليمٌ وَهوَ في الناسِ مَيِّتُ فَأَمّا الَّذي قَد ماتَ وَالذِكرُ ناشِرٌ فَمَيتٌ لَهُ دينٌ بِهِ الفَضلُ يُنعَتُ وَأَمّا الَّذي يَمشي وَقَد ماتَ ذِكرُهُ فَأَحمَقُ أَفنى دينَهُ وَهوَ أَموَتُ سَأَضرِبُ أَمثالاً لِمَن كانَ عاقِلاً يَسيرُ بِها مِنّي رَوِيٌّ مُبَيَّتُ وَما زالَ مِن قَومي خَطيبٌ وَشاعِرٌ وَحاكِمُ عَدلٍ فاصِلٌ مُتَثَبِّتُ وَحَيَّةُ أَرضٍ لَيسَ يُرجى سَليمُها تَراها إِلى أَعدائِها تَتَفَلَّتُ |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif لِلَّهِ دَرُّ ذَوي العُقولِ المُشعِباتِ أَخَذوا جَميعاً في حَديثِ التُرُّهاتِ وَأَما وَرَبِّ المَسجِدَينِ كِلَيهِما وَأَما وَرَبِّ مِنىً وَرَبِّ الراقِصاتِ وَأَما وَرَبِّ البَيتِ ذي الأَستارِ وَالـ ـمَسعى وَزَمزَمَ وَالهَدايا المُشعَراتِ إِنَّ الَّذي خُلِقَت لَهُ الدُنيا وَما فيها لَنازِلَةٌ تَجِلُّ عَنِ الصِفاتِ فَليَنظُرِ الرَجُلُ اللَبيبُ لِنَفسِهِ فَجَميعُ ما هُوَ كائِنٌ لا بُدَّ آتِ عِش ما بَدا لَكَ أَن تَعيشَ بِغَبطَةٍ ما أَقرَبَ المَحيا الطَويلِ مِنَ المَماتِ فَتَجافَ عَن دارِ الغُرورِ وَعَن دَوا عيها وَكُن مُتَوَقِّعاً لِلحادِثاتِ أَينَ المُلوكُ ذَوُو المَنابِرِ وَالدَسا كِرِ وَالعَساكِرِ وَالقُصورِ المُشرِفاتِ وَالمُلهِياتُ فَمَن لَها وَالغادِيا تُ الرائِحاتُ مِنَ الجِيادِ الصافِناتِ هُم بَينَ أَطباقِ التُرابِ فَنادِهِم أَهلَ الدِيارِ الخالِياتِ الخاوِياتِ هَل فيكُمُ مِن مُخبِرٍ حَيثُ اِستَقَر رَ قَرارُ أَرواحِ العِظامِ البالِياتِ فَلَقَلَّ ما لَبِثَ العَوائِدُ بَعدَكُم وَلَقَلَّ ما ذَرَفَت عُيونُ الباكِياتِ وَالدَهرُ لا يُبقي عَلى نَكَباتِهِ صُمَّ الجِبالِ الراسِياتِ الشامِخاتِ مَن كانَ يَخشى اللَهَ أَصبَحَ رَحمَةً لِلمُؤمِنينَ وَرَحمَةً لِلمُؤمِناتِ وَإِذا أَرَدتَ ذَخيرَةً تَبقى فَنا فِس في اِدِّخارِ الباقِياتِ الصالِحاتِ وَخَفِ القِيامَةَ ما اِستَطَعتَ فَإِنَّما يَومُ القِيامَةَ يَومُ كَشفِ المُخبَآتِ |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif أَلا مَن لِنَفسٍ في الهَوى قَد تَمادَتِ إِذا قُلتُ قَد مالَت عَنِ الجَهلِ عادَتِ وَحَسبُ امرِئٍ شَرّاً بِإِهمالِ نَفسِهِ وَإِمكانِها مِن كُلِّ شَيءٍ أَرادَتِ تَزاهَدتُ في الدُنيا وَإِنّي لَراغِبٌ أَرى رَغبَتي مَمزوجَةً بِزَهادَتي وَعَوَّدتُ نَفسي عادَةً فَلَزِمتُها أَراهُ عَظيماً أَن أُفارِقَ عادَتي إِرادَةُ مَدخولٍ وَعَقلُ مُقَصِّرٍ وَلَو صَحَّ لي عَقلي لَصَحَّت إِرادَتي وَلَو طابَ لي غَرسي لَطابَت ثِمارُهُ وَلَو صَحَّ لي غَيبي لَسَحَّت شَهادَتي أَيا نَفسُ ما الدُنيا بِأَهلٍ لِحَيِّها دَعيها لِأَقوامٍ عَلَيها تَعادَتِ أَلا قَلَّما تَبقى نُفوسٌ لِأَهلِها إِذا راوَحَتهُنَّ المَنايا وَغادَتِ أَلا كُلُّ نَفسٍ طالَ في الغَيِّ عُمرُها تَموتُ وَإِن كانَت عَنِ المَوتِ حادَتِ أَلا أَينَ مَن وَلّى بِهِ اللَهوُ وَالصِبا وَأَينَ قُرونٌ قَبلُ كانَت فَبادَتِ كَأَن لَم أَكُن شَيئاً إِذا صِرتُ في الثَرى وَصارَ مِهادي رَضرَضاً وَوِسادَتي وَما مَلجَأٌ لي غَيرَ مَن أَنا عَبدُهُ إِلى اللَهِ رَبّي شِقوَتي وَسَعادَتي |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif نَعَت نَفسَها الدُنيا إِلَينا فَأَسمَعَت وَنادَت أَلا جَدَّ الرَحيلُ وَوَدَّعَت عَلى الناسِ بِالتَسليمِ وَالبِرِّ وَالرِضا فَما ضاقَتِ الحالاتُ حَتّى تَوَسَّعَت وَكَم مِن مُنىً لِلنَفسِ قَد ظَفِرَت بِها فَحَنَّت إِلى ما فَوقَها وَتَطَلَّعَت سَلامٌ عَلى أَهلِ القُبورِ أَحِبَّتي وَإِن خَلُقَت أَسبابُهُم وَتَقَطَّعَت فَما مُوِّتَ الأَحياءُ إِلّا لِيُبعَثوا وَإِلّا لِتُجزى كُلُّ نَفسٍ بِما سَعَت |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif يا عَلِيَّ بنَ ثابِتٍ أَينَ أَنتا أَنتَ بينَ القُبورِ حَيثُ دُفِنتا يا عَلِيَّ بنَ ثابِتٍ بانَ مِنّي صاحِبٌ جَلَّ فَقدُهُ يَومَ بِنتا يا شَريكي في الخَيرِ يَرحَمُكَ اللا هُ فَنِعمَ الشَريكُ في الخَيرِ كُنتا قَد لَعَمري حَكيتَ لي غُصَصَ المَو تِ وَحَرَّكَتني لَها وَسَكَنتا |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif أَما وَالَّذي يُحيى بِهِ وَيُماتُ لَقَلَّ فَتىً إِلّا لَهُ هَفَواتُ وَما مِن فَتاً إِلّا سَيَبلى جَديدُهُ وَتُفني الفَتى الرَوحاتُ وَالدَلَجاتُ يَغُرُّ الفَتى تَحريكُهُ وَسُكونُهُ وَلا بُدَّ يَوماً تَسكُنُ الحَرَكاتُ وَمَن يَتَتَبَّع شَهوَةً بَعدَ شَهوَةٍ مُلِحّاً تَقَسَّم عَقلَهُ الشَهَواتُ وَمَن يَأمَنُ الدُنيا وَلَيسَ لِحُلوِها وَلا مُرِّها فيما رَأَيتَ ثَباتُ أَجابَت نُفوسٌ داعِيَ اللَهِ فَانقَضَت وَأُخرى لِداعي المَوتِ مُنتَظِراتُ وَما زالَتِ الإِيامُ بِالسُخطِ وَالرِضا لَهُنَّ وَعيدٌ مَرَّةٌ وَعِداتُ إِذا اِزدَدتَ مالاً قُلتَ مالي وَثَروَتي وَمالَكَ إِلّا اللَهُ وَالحَسَناتُ |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif إِذا أَنتَ لايَنتَ الَّتي خَشُنَت لانَت وَإِن أَنتَ هَوَّنتَ الَّتي صَعُبَت هانَت تَزينُ أُمورٌ أَو تَشينُ كَثيرَةٌ أَلا رُبَّما شانَت أُمورٌ وَمازانَت وَتَأتي وَتَمضي الحادِثاتُ سَريعَةً وَكَم غَدَرَتني الحادِثاتُ وَكَم خانَت وَلِلدينِ دَيّانٌ غَداً يَومَ فَصلِهِ تُدانُ نُفوسُ الناسِ فيهِ بِما دانَت |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif كَأَنَّ المَنايا قَد قَرَعنَ صَفاتي وَقَوَّسنَني حَتّى قَصَفنَ قَناتي وَباشَرتُ أَطباقَ الثَرى وَتَوَجَّهَت بِنَعيِي إِلى مَن غِبتُ عَنهُ نُعاتي فَيا عَجَباً مِن طولِ سَهوي وَغَفلَتي وَما هُوَ آتٍ لا مَحالَةَ آتِ حُتوفُ المَنايا قاصِداتٌ لِمَن تَرى مُوافينَ بِالرَوحاتِ وَالغَدَواتِ وَكَم مِن عَظيمٍ شَأنُهُ لَم تَكُن لَهُ بِمُهجَتِهِ الأَيامُ مُنتَظِراتِ رَأَيتُ ذَوي قُرباهُ تَحثي أَكُفُّهُم عَلَيهِ تُرابَ الأَرضِ مُبتَدِراتِ وَقامَت عَلَيهِ حُسَّرٌ مِن نِسائِهِ يُنادينَ بِالوَيلاتِ مُحتَجِراتِ |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif تَمَسَّك بِالتُقى حَتّى تَموتا وَلا تَدَعِ الكَلامَ أَوِ السُكوتا وَقُل حَسَناً وَأَمسِك عَن قَبيحِ وَلا تَنفَكَّ عَن سوءٍ صَموتا لَكَ الدُنيا بِأَجمَعِها كَمالاً إِذا عوفيتَ ثُمَّ أَصَبتَ قوتا إِذا لَم تَحتَفِظ بِالشَيءِ يَوماً فَلا تَأمَن عَلَيهِ أَن يَفوتا يُعَلِّلُني الطَبيبُ إِلى قَضاءٍ فَإِمّا أَن أُعافى أَو أَموتا سَقى اللَهُ القُبورَ وَساكِنيها مَحَلّاً أَصبَحوا فيها خُفوتا |
جَمَعتَ مِنَ الدُنيا وَحُزتَ وَمُنّيتا
وَما لَكَ إِلّا ما وَهَبتَ وَأَمضَيتا وَما لَكَ مِمّا يَأكُلُ الناسُ غَيرُ ما أَكَلتَ مِنَ المالِ الحَلالِ فَأَفنَيتا وَما لَكَ إِلّا كُلُّ شَيءٍ جَعَلتَهُ أَمامَكَ لا شَيءٌ لِغَيرِكَ بَقَّيتا وَما لَكَ مِمّا يَلبَسُ الناسُ غَيرَ ما كَسَوتَ وَإِلّا ما لَبِستَ فَأَبلَيتا وَما أَنتَ إِلّا في مَتاعٍ وَبُلغَةٍ كَأَنَّكَ قَد فارَقتَها وَتَخَلَّيتا فَلا تَغبِطَنَّ الحَيَّ في طولِ عُمرِهِ بِشَيءٍ تَرى إِلّا بِما تَغبِطُ المَيتا أَلا أَيُّهَذا المُستَهينُ بِنَفسِهِ أَراكَ وَقَد ضَيَّعتَها وَتَناسَيتا إِذا ما غُبِنتَ الفَضلَ في الدينِ لَم تُبَل وَإِن كانَ في الدُنيا قَطَبتَ وَبالَيتا وَإِن كانَ شَيءٌ تَشتَهِهِ رَأَيتَهُ وَإِن كانَ ما لا تَشتَهِهِ تَعامَيتا لَهِجتَ بِأَنواعِ الأَباطيلِ غِرَّةً وَأَدنَيتَ أَقواماً عَلَيها وَأَقصَيتا وَجَمَّعتَ ما لا يَنبَغي لَكَ جَمعُهُ وَقَصَّرتَ عَمّا يَنبَغي وَتَوانَيتا وَصَغَّرتَ في الدُنيا مَساكِنَ أَهلِها فَباهَيتَ فيها بِالبِناءِ وَعالَيتا وَأَلقَيتَ جِلبابَ الحَيا عَنكَ ضِلَّةً فَأَصبَحتَ مُختالاً فَخوراً وَأَمسَيتا وَجاهَرتَ حَتّى لَم تَرِع عَن مُحَرَّمٍ وَلَم تَقتَصِد فيما أَخَذتَ وَأَعطَيتا وَنافَستَ في الأَموالِ مِن غَيرِ حِلِّها وَأَسرَفتَ في إِنفاقِها وَتَعَدَّيتا وَأَجلَيتَ عَنكَ الغُمضَ في كُلِّ حيلَةٍ تَلَطَّفتَ في الدُنيا بِها وَتَأَنَّيتا تَمَنّى المُنى حَتّى إِذاما بَلَغتَها سَمَوتَ إِلى ما فَوقَها فَتَمَنَّيتا أَيا صاحِبَ الأَبياتِ قَد نُجِّدَت لَهُ سَتُبدَلُ مِنها عاجِلاً غَيرَها بَيتا لَكَ الحَمدُ يا ذا المَنِّ شُكراً خَلَقتَنا فَسَوَّيتَنا فيمَن خَلَقتَ وَسَوَّيتا وَكَم مِن بَلايا نازِلاتٍ بِغَيرِنا فَسَلَّمتَنا يا رَبِّ مِنها وَعافَيتا أَيا رَبِّ مِنّا الضَعفُ إِن لَم تُقَوِّنا عَلى شُكرِ ما أَبلَيتَ مِنكَ وَأَولَيتا أَيا رَبِّ نَحنُ الفائِزونَ غَداً لَئِن تَوَلَّيتَنا يا رَبِّ فيمَن تَوَلَّيتا أَيا مَن هُوَ المَعروفُ مِن غَيرِ رُؤيَةٍ تَبارَكتَ يا مَن لا يُرى وَتَعالَيتا |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif أَلَيسَ قَريباً كُلُّ ما هُوَ آتِ فَما لي وَما لِلشَكِّ وَالشُبُهاتِ أُنافِسُ في طيبِ الطَعامِ وَكُلُّهُ سَواءٌ إِذا ما جاوَزَ اللَهَواتِ وَأَسعى لِما فَوقَ الكَفافِ وَكُلَّما تَرَفَّعتُ فيهِ ازدَدتُ في الحَسَراتِ وَأَطمَعُ في المَحيا وَعَيشِيَ إِنَّما مَسالِكُهُ مَوصولَةٌ بِمَماتِ وَلِلمَوتِ داعٍ مُسمِعٌ غَيرَ أَنَّني أَرى الناسَ عَن داعيهِ في غَفَلاتِ فَلِلَّهِ عَقلي إِنَّ عَقلي لَناقِصٌ وَلَو تَمَّ عَقلي لَاغتَنَمتُ حَياتي وَلِلَّهِ نَفسي إِنَّها لَبَخيلَةٌ عَلَيَّ بِما جادَت بِهِ لَأُلاتِ |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif إيتِ القُبورَ فَنادِها أَصواتاً فَإِذا أَجَبنَ فَسائِلِ الأَمواتا أَينَ المُلوكُ بَنو المُلوكِ فَكُلُّهُم أَمسى وَأَصبَحَ في التُرابِ رُفاتا كَم مِن أَبٍ وَأَبي أَبٍ لَكَ بَينَ أَط باقِ الثَرى قَد قيلَ كانَ فَماتا وَالدَهرُ يَومٌ أَنتَ فيهِ وَأَخَرٌ تَرجوهُ أَو يَومٌ مَضى لَكَ فاتا هَيهاتَ إِنَّكَ لِلخُلودِ لَمُرتَجٍ هَيهاتَ مِمّا تَرتَجي هَيهاتا ما أَسرَعَ الأَمرَ الَّذي هُوَ كائِنٌ لا بُدَّ مِنهُ وَأَقرَبَ الميقات |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif إِلى كَم إِذا ما غِبتُ تُرجى سَلامَتي وَقَد قَعَدَت بي الحادِثاتُ وَقامَتِ وَعُمِّمتُ مِن نَسجِ القَتيرِ عِمامَةً رُقومُ البِلى مَرقومَةٌ في عِمامَتي وَكُنتُ أَرى لي في الشَبابِ عَلامَةً فَصِرتُ وَإِنّي مُنكِرٌ لِعَلامَتي وَما هِيَ إِلّا أَوبَةٌ بَعدَ غَيبَةٍ إِلى الغَيبَةِ القُصوى فَثَمَّ قِيامَتي كَأَنّي بِنَفسي حَسرَةً وَنَدامَةً تَقَطَّعُ إِذ لَم تُغنِ عَنّي نَدامَتي مُنى النَفسِ مِمّا يوطِئُ المَرءَ عَشوَةً إِذا النَفسُ جالَت حَولَهُنَّ وَحامَتِ وَمَن أَوطَأَتهُ نَفسُهُ حاجَةً فَقَد أَساءَت إِلَيهِ نَفسُهُ وَأَلامَتِ أَما وَالَّذي نَفسي لَهُ لَو صَدَقتُها لَرَدَّدتُ تَوبيخي لَها وَمَلامَتي فَلِلَّهِ نَفسٌ أَوطَأَتني مِنَ العَشا حُزوناً وَلَو قَوَّمتُها لَاستَقامَتِ وَلِلَّهِ يَومٌ أَيُّ يَومِ فَظاعَةٍ وَأَفظَعُ مِنهُ بَعدُ يَومُ قِيامَتي وَلِلَّهِ أَهلي إِذ حَبَوني بِحُفرَةٍ وَهُم بِهَواني يَطلُبونَ كَرامَتي وَلِلَّهِ دُنيا لا تَزالُ تَرُدُّني أَباطيلُها في الجَهلِ بَعدَ استِقامَتي وَلِلَّهِ أَصحابُ المَلاعِبِ لَو صَفَت لَهُم لَذَّةُ الدُنيا بِهِنَّ وَدامَتِ وَلِلَّهِ عَينٌ أَيقَنَت أَنَّ جَنَّةً وَناراً يَقينٌ صادِقٌ ثُمَّ نامَتِ |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif الخَيرُ أَفضَلُ ما لَزِمتا وَالشَرُّ أَخبَثُ ما طَمِعتا وَالناسُ ما سَلِموا عَلى الـ ـأَيّامِ مِنكَ وَقَد سَلِمتا أَمّا الزَمانُ فَواعِظٌ وَمُبَيَّنٌ لَكَ إِن فَهِمتا وَكَفى بِعِلمِكَ بِالأُمو رِ إِنِ انتَفَعتَ بِما عَلِمتا أَنتَ المُهَذَّبُ إِن رَضيـ ـتَ بِما رُزِقتَ وَما حُرِمتا إِنَّ الأُلى طَلَبوا التُقى يَتَيَقَّظونَ وَأَنتَ نِمتا أَحسِن وَإِلّا لَم تُصِب إِن أَنتَ لَم تُحسِن نَدِمتا وَإِذا نَقِمتَ عَلى امرِئٍ خُلُقاً فَجانِب ما نَقِمتا وَارحَم لِرَبِّكَ خَلقَهُ فَلَيَرحَمَنَّكَ إِن رَحِمتا لا تَظلِمَنَّ تَكُن مِنَ الـ ـأَحزارِ وَاعفُ إِذا ظُلِمتا وَإِنِ اتَّقَيتَ اللَهَ في كُلِّ الأُمورِ فَقَد غَنِمتا |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif كَأَنَّكَ في أُهَيلِكَ قَد أُتيتا وَفي الجيرانِ وَيحَكَ قَد نُعيتا كَأَنَّكَ كُنتَ بَينَهُم غَريباً بِكَأسِ المَوتِ صِرفاً قَد سَقيتا أَصبَحتِ المَساكِنُ مِنكَ قَفراً كَأَنَّكَ لَم تَكُن فيها غَنيتا كَأَنَّكَ وَالحُتوفُ لَها سِهامٌ مُفَوَّقَةٌ بِسَهمِكَ قَد رُميتا وَإِنَّكَ إِذ خُلِقتَ خُلِقتَ فَرداً إِلى أَجَلٍ تُجيبُ إِذا دُعيتا إِلى أَجَلٍ تُعَدُّ لَكَ اللَيالي إِذا وَفَّيتَ عِدَّتَها فَنيتا وَكُلُّ فَتىً تُغافِصُهُ المَنايا وَيُبليهِ الزَمانُ كَما بَليتا فَكَم مِن موجَعٍ يَبكيكَ شَجواً وَمَسرورِ الفُؤادِ بِما لَقيتا |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif أَشرِب فُؤادَكَ بِغضَةَ اللَذّاتِ وَاِذكُر حُلولَ مَنازِلِ الأَمواتِ لا تُلهِيَنَّكَ عَن مَعادِكَ لَذَّةٌ تَفنى وَتورِثُ دائِمَ الحَسَراتِ إِنَّ السَعيدَ غَداً زَهيدٌ قانِعٌ عَبدَ الإِلَهِ بِأَحسَنِ الإِخباتِ أَقِمِ الصَلاةَ لِوَقتِها بِطُهورِها وَمِنَ الضَلالِ تَفاوُتُ الميقاتِ وَإِذا اِتَّسَعتَ بِرِزقِ رَبِّكَ فَاِجعَلَن مِنهُ الأَجَلَّ لِأَوجُهِ الصَدَقاتِ في الأَقرَبينَ وَفي الأَباعِدِ تارَةً إِنَّ الزَكاةَ قَرينَةُ الصَلَواتِ وَاِرعَ الجِوارَ لِأَهلِهِ مُتَبَرِّعاً بِقَضاءِ ما طَلَبوا مِنَ الحاجاتِ وَاِخفِض جَناحَكَ إِن رُزِقتَ تَسَلُّطاً وَاِرغَب بِنَفسِكَ عَن هَنٍ وَهَناتِ |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif أُحِبُّ مِنَ الإِخوانِ كُلَّ مُؤاتِ وَفِيٍّ يَغُضُّ الطَرفَ عَن عَثَراتي يُوافِقُني في كُلِّ خَيرٍ أُريدُهُ وَيَحفَظُني حَيّاً وَبَعدَ وَفاتي وَمَن لي بِهَذا لَيتَ أَنّي أَصَبتُهُ فَقاسَمتُهُ مالي مِنَ الحَسَناتِ تَصَفَّحتُ إِخواني فَكانَ أَقَلُّهُم عَلى كَثرَةِ الإِخوانِ أَهلَ ثِقاتِ |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif أَلَحَّت مُقيماتٌ عَلَينا مُلِحّاتُ لَيالٍ وَأَيّامٌ بِنا مُستَحَثّاتُ نَحِنُّ مِنَ الدُنيا إِلى كُلِّ لَذَّةٍ وَلَكِنَّ آفاتِ الزَمانِ كَثيراتُ وَكَم مِن مُلوكٍ شَيَّدوا وَتَحَصَّنوا فَما سَبَقوا الأَيّامَ شَيئاً وَلا فاتوا وَكَم مِن أُناسٍ قَد رَأَينا بِغِبطَةٍ وَلَكِنَّهُم مِن بَعدِ غِبطَتِهِم ماتوا لَقَد أَغفَلَ الأَحياءُ حَتّى كَأَنَّهُم بِما أَغفَلوا مِن طاعَةِ اللَهِ أَمواتُ أَلا رُبَّما غَرَّ ابنَ آدَمَ أَنَّهُ لَهُ مُدَّةٌ تَخفى عَلَيهِ وَميقاتُ وَكُلُّ بَني الدُنيا يُعَلِّلُ نَفسَهُ بِمَرِّ شُهورٍ وَهيَ لِلعُمرِ آفاتُ أَخي أَنَّ أَملاكاً تَوافَوا إِلى البِلى وَكانَت لَهُم في مُدَّةِ العَيشِ آياتُ أَلَم تَرَ إِذ رُصَّت عَلَيهِم جَنادِلٌ لَهُم تَحتَها لُبثٌ طَويلٌ مُقيماتُ دَعِ الشَرَ وَاِبغِ الخَيرَ في مُستَقَرِّهِ فَلِلخَيرِ عاداتٌ وَلِلشَرِ عاداتُ وَما لَكَ مِن دُنياكَ مالٌ تَعُدُّهُ عَلى غَيرِ ما تُعيهِ مِنها وَتَقتاتُ |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif إِن كُنتَ تَطمَعُ في الحَياةِ فَهاتِ كَم مِن أَبٍ لَكَ صارَ في الأَمواتِ ما أَقرَبَ الشَيءِ الجَديدَ مِنَ البِلى يَوماً وَأَسرَعَ كُلَّ ما هُوَ آتِ اللَيلُ يَعمَلُ وَالنَهارُ وَنَحنُ عَم ما يَعمَلانِ بِأَغفَلِ الغَفلاتِ يا ذا الَّذي اِتَّخَذَ الزَمانَ مَطِيَّةً وَخُطا الزَمانِ كَثيرَةُ العَثَراتِ ماذا تَقولُ وَلَيسَ عِندَكَ حُجَّةٌ لَو قَد أَتاكَ مُنَغِّصُ اللَذّاتِ أَو ما تَقولُ إِذا حَلَلتَ مَحَلَّةً لَيسَ الثِقاتُ لَأَهلِها بِثِقاتِ أَو ما تَقولُ إِذا حَلَلتَ مَحَلَّةً لَيسَ الثِقاتُ لِأَهلِها بِثِقاتِ أَو ما تَقولُ وَلَيسَ حُكمُكَ نافِذاً فيما تُخَلِّفُهُ مِنَ التَرِكاتِ ما مَن أَحَبَّ رِضاكَ عَنكَ بِخارِجٍ حَتّى تَقَطَّعَ نَفسُهُ حَسَراتِ زُرتَ القُبورَ قُبورَ أَهلَ المُلكِ في الـ ـدُنيا وَأَهلِ الرَتعِ في الشَهَواتِ كانوا مُلوكَ مَآكِلٍ وَمَشارِبٍ وَمَلابِسٍ وَرَوائِحٍ عَطِراتِ فَإِذا بِأَجسادٍ عَرينَ مِنَ الكِسا وَبِأَوجِهٍ في التُربِ مُنعَفِراتِ لَم تُبقِ مِنها الأَرضُ غَيرَ جَماجِمٍ بيضٍ تَلوحُ وَأَعظُمٍ نَخِراتِ إِنَّ المَقابِرَ ما عَلِمتُ لِمَنظَرٌ يُهدي الشَجا وَيُهَيِّجُ العَبَراتِ سُبحانَ مَن قَهرَ العِبادَ بِقُدرَةٍ باري السُكونِ وَناشِرِ الحَركاتِ |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif مَن يَعِش يَكبَر وَمَن يَكبَر يَمُت وَالمَنايا لا تُبالي ما أَتَت كَم وَكَم قَد دَرَجَت مِن قَبلِنا مِن قُرونٍ وَقُرونٍ قَد مَضَت أَيُّها المَغرورُ ما هَذا الصِبا لَو نَهَيتَ النَفسَ عَنهُ لَاِنتَهَت أَنَسيتَ المَوتَ جَهلاً وَالبِلى فَسَلَت نَفسُكَ عَنهُ وَلَهَت نَحنُ في دارِ بَلاءٍ وَأَذىً وَشَقاءٍ وَعَناءٍ وَعَنَت مَنزِلٌ ما يَثبُتُ المَرءُ بِهِ سالِماً إِلّا قَليلاً إِن ثَبَت بَينَما الإِنسانُ في الدُنيا لَهُ حَرَكاتٌ مُسرِعاتٌ إِذ خَفَت أَبَتِ الدُنيا عَلى سُكّانِها في البِلى وَالنَقصِ إِلّا ما أَتَت إِنَّما الدُنيا مَتاعُ بُلغَةٍ كَيفَما زَجَّيتَ في الدُنيا زَجَت رَحِمَ اللَهُ امرَأً أَنصَفَ مِن نَفسِهِ إِذ قالَ خَيراً أَو صَمَت |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif كَأَنَّني بِالدِيارِ قَد خَرِبَت وَبِالدُموعِ الغِزارِ قَد سُكِبَت فَضَحتِ لا بَل جَرَحتِ وَاِجتَحتِ يا دُنيا رِجالاً عَلَيكِ قَد كَلِبَت المَوتُ حَقٌّ وَالدارُ فانِيَةٌ وَكُلُّ نَفسٍ تُجزى بِما كَسَبَت يا لَكَ مِن جيفَةٍ مُعَفَّنَةٍ أَيُّ اِمتِناعٍ لَها إِذا طُلِبَت ظَلَّت عَلَيها الغُواةُ عاكِفَةً وَما تُبالي الغُواةُ ما رَكِبَت هِيَ الَّتي لَم تَزَل مُنَغَّصَةً لا دَرَّ دَرُّ الدُنيا إِذا اِحتُلِبَت وَالناسُ في غَفلَةٍ وَقَد حَلَّتِ الـ ـآجالُ في وَقتِها وَقَد قَرُبَت ما كُلُّ ذي حاجَةٍ بِمُدرِكِها كَم مِن يَدٍ لا تَنالُ ما طَلَبَت في اناسِ مَن تَسهُلُ المَطالِبُ أَحـ ـياناً عَلَيهِ وَرُبَّما صَعُبَت وَشِرَّةُ النَفسِ رُبَّما جَمَحَت وَشَهوَةُ النَفسِ رُبَّما غَلَبَت مَن لَم يَسَعهُ الكَفافُ مُقتَنِعاً ضاقَت عَلَيهِ الدُنيا بِما رَحُبَت وَبَينَما المَرءُ تَستَقيمُ لَهُ الـ ـدُنيا عَلى ما اِشتَهى إِذِ اِنقَلَبَت ما كَذَّبَتني عَينٌ رَأَيتُ بِها الـ ـأَمواتَ وَالعَينُ رُبَّما كَذَبَت وَأَيُّ عَيشٍ وَالعَيشُ مُنقَطِعٌ وَأَيُّ طَعمٍ لِلَذَّةٍ ذَهَبَت وَيحَ عُقولِ المُستَعصِمينَ بِدا رِ الذُلِّ في أَيِّ مَنشَبٍ نَشِبَت مَن يَبرِمُ الإِنتِقاضَ مِنها وَمَن يُخمِدُ نيرانَها إِذا اِلتَهَبَت وَمَن يُعَزّيهِ مِن مَصائِبِها وَمَن يُقيلُ الدُنيا إِذا نَكَبَت يا رُبَّ عَينٍ لِلشَرِّ جالِبَةٍ فَتِلكَ عَينٌ تَشقى بِما جَلَبَت |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif لِمَ لا نُبادِرُ ما نَراهُ يَفوتُ إِذ نَحنُ نَعلَمُ أَنَّنا سَنَموتُ مَن لَم يُوالِ اللَهَ وَالرُسُلَ الَّتي نَصَحَت لَهُ فَوَلِيُّهُ الطاغوتُ عُلَماؤُنا مِنّا يَرونَ عَجائِباً وَهُمُ عَلى ما يُبصِرونَ سُكوتُ تَفنيهُمُ الدُنيا بِوَشكِ زَوالِها فَجَميعُهُم بِغُرورِها مَبهوتُ وَبِحَسبِ مَن يَسمو إِلى الشَهَواتِ ما يَكفيهِ مِن شَهَواتِهِ وَيَقوتُ يا بَرزَخَ المَوتى الَّذي نَزَلوا بِهِ فَهُمُ رُقودٌ في ثَراهُ خُفوتُ كَم فيكَ مِمَّن كانَ يوصَلُ حَبلُهُ قَد صارَ بَعدُ وَحَبلُهُ مَبتوتُ |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif إِيّاكَ وَالبَغيَ وَالبُهتانَ وَالغيبَة وَالشَكَّ وَالشِركَ وَالطُغيانَ وَالريبَه ما زادَكَ السِنُّ مِن مِثقالِ خَردَلَةٍ إِلّا تَقَرَّبَ مِنكَ المَوتُ تَقريبَه فَما بَقاؤكَ وَالأَيّامُ مُسرِعَةٌ تَصعيدَةً فيكَ أَحياناً وَتَصويبَه وَإِنَّ لِلدَهرِ لَو يُحصى تَقَلُّبُهُ في كُلِّ طَرفَةِ عَينٍ مِنكَ تَقليبَه |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif دارٌ بُليتُ بِحُبِّها خَوّانَةٌ لِمُحِبِّها كُلٌّ مُعَنّى مُبتَلىً بِعَطائِها وَبِسَلبِها وَبِخَلبِها وَغُرورِها وَبِبُعدِها وَبِقُربِها وَبِحَمدِها وَبِذَمِّها وَبِحُبِّها وَبِسَبِّها إِن لَم تُعَن بِقَناعَةٍ ضاقَت عَلَيكَ بِرُحبِها ما تَنقَضي لَكَ لَذَّةٌ إِلّا بِرَوعَةِ خَطبِها إِن أَقبَلَت بِغَضارَةٍ سَحَّ النَعِيُّ بِجَنبِها |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif عَجِبتُ لِلنارِ نامَ راهِبُها وَجَنَّةِ الخُلدِ نامَ راغِبُها عَجِبتُ لِلجَنَّةِ الَّتي شَوَّقَ الـ ـلاهُ إِلَيها إِذ نامَ طالِبُها إِنّا لَفي ظُلمَةٍ مِنَ الحُبِّ لِلـ ـدُنيا وَأَهلُ التُقى كَواكِبُها مَن لَم تَسَعهُ الدُنيا لِبُلغَتِهِ ضاقَت عَلى نَفسِهِ مَذاهِبُها مَن سامَحَ الحادِثاتِ ذَلَّت لَهُ الـ ـأَرضُ وَلانَت لَهُ مَناكِبُها وَالمَرءُ ما دامَ في الحَياةِ فَلا يَنفَكُّ مِن حاجَةٍ يُطالِبُها يا عَجَباً لِلدُنيا كَذا خُلِقَت مادِحُها صادِقٌ وَعائِبُها |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif كُلٌّ إِلى الرَحمَنِ مُنقَلَبُه وَالخَلقُ ما لا يَنقَضي عَجَبُه سُبحانَ مَن جَلَّ اِسمُهُ وَعَلا وَدَنا وَوارَت عَينَهُ حُجُبُه وَلَرُبَّ غادِيَةٍ وَرائِحَةٍ لَم يُنجِ مِنها هارِباً هَرَبُه وَلَرُبَّ ذي نَشَبٍ تَكَنَّفَهُ حُبُّ الحَياةِ وَغَرَّهُ نَشَبُه قَد صارَ مِمّا كانَ يَملِكُهُ صِفراً وَصارَ لِغَيرِهِ سَلَبُه يا صاحِبَ الدُنيا المُحِبَ لَها أَنتَ الَّذي لا يَنقَضي تَعَبُه أَصلَحتَ داراً هَمُّها أَشِبٌّ جَمُّ الفُروعِ كَثيرَةٌ شَعَبُه إِنَّ اِستَهانَتَها بِمَن صَرَعَت لَبِقَدرِ مَن تَسمو بِهِ رُتَبُه وَإِنِ اِستَوَت لِلنَملِ أَجنِحَةٌ حَتّى يَطيرَ فَقَد دَنا عَطَبُه إِنّي حَلَبتُ الدَهرَ أَشطُرَهُ فَرَأَيتُهُ لَم يَصفُ لي حَلَبُه فَتَوَقَّ دَهرَكَ ما اِستَطَعتَ وَلا تَغرُركَ فِضَّتُهُ وَلا ذَهَبُه كَرَمُ الفَتى التَقوى وَقُرَّتُهُ مَحضُ اليَقينِ وَدينُهُ حَسَبُه حِلمُ الفَتى مِمّا يُزَيِّنُهُ وَتَمامُ حِليَةِ فَضلِهِ أَدَبُه وَالأَرضُ طَيِّبَةٌ وَكُلُّ بَني حَوّاءَ فيها واحِدٌ نَسَبُه إيتِ الأُمورَ وَأَنتَ تُبصِرُها لا تَأتِ ما لَم تَدرِ ما سَبَبُه |
https://1.bp.blogspot.com/-P_Of4D2Tg...4027004643.gif نُنافِسُ في الدُنيا وَنَحنُ نَعيبُها لَقَد حَذَّرَتناها لَعَمري خُطوبُها وَما نَحسَبُ الصاعاتِ تُقطَعُ مُدَّةً عَلى أَنَّها فينا سَريعٌ دَبيبُها وَإِنّي لَمِمَّن يَكرَهُ المَوتَ وَالبِلى وَيُعجِبُني رَوحُ الحَياةِ وَطيبُها فَحَتّى مَتى حَتّى مَتى وَإِلى مَتى يَدومُ طُلوعُ الشَمسِ ثُمَّ غُروبُها أَيا هادِمَ اللَذاتِ ما مِنكَ مَهرَبٌ تُحاذِرُ نَفسي مِنكَ ما سَيُصيبُها كَأَنّي بِرَهطي يَحمِلونَ جَنازَتي إِلى حُفرَةٍ يُحثى عَلَيَّ كَثيبُها فَكَم ثَمَّ مِن مُستَرجِعٍ مُتَوَجِّعٍ وَباكِيَةٍ يَعلو عَلَيَّ نَحيبُها وَداعِيَةٍ حَرّى تُنادي وَإِنَّني لَفي غَفلَةٍ عَن صَوتِها ما أُجيبُها رَأَيتُ المَنايا قُسِّمَت بَينَ أَنفُسٍ وَنَفسي سَيَأتي بَعدَهُنَّ نَصيبُها |
الساعة الآن 05:37 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.