منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{عالم القصة والرواية }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=138)
-   -   المريض والاعمى... (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=179540)

عطر الزنبق 05-30-2018 04:46 AM

المريض والاعمى...
 

http://up.movizland.com/uploads/13372994334.gif



في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة. كلاهما معه مرض
عضال. أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر.
ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة. أما الآخر فكان
عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت كان المريضان يقضيان وقتهما في
الكلام، دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره
ناظراً إلى السقف. تحدثا عن أهليهما، وعن بيتيهما، وعن حياتهما، وعن كل شيء

وفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب، وينظر في
النافذة، ويصف لصاحبه العالم الخارجي. وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما
ينتظرها الأول، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة
في الخارج: ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط. والأولاد صنعوا
زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء. وهناك رجل يؤجِّر
المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة. والنساء قد أدخلت كل منهن
ذراعها في ذراع زوجها، والجميع يتمشى حول حافة البحيرة. وهناك آخرون جلسوا في
ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة. ومنظر السماء كان بديعاً
يسر الناظرين فيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا
الوصف الدقيق الرائع. ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة
خارج المستشفى.

وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً. ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية
إلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها.
ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه. وفي أحد الأيام جاءت الممرضة
صباحاً لخدمتهما كعادتها، فوجدت
المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال
الليل. ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي تطلب
المساعدة لإخراجه من الغرفة. فحزن على صاحبه أشد الحزن.


وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة.
ولما لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه. ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر
الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده. ولكنه قرر أن يحاول
الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة. وتحامل على نفسه وهو يتألم، ورفع رأسه
رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه، ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار ! وجهه ببطء
شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي. وهنا كانت المفاجأة!!. لم ير أمامه
إلا جداراً أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية.
نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها،
فأجابت إنها هي!! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة. ثم سألته عن سبب تعجبه،
فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له.
كان تعجب الممرضة أكبر، إذ قالت له: ولكن المتوفى كان أعمى، ولم يكن يرى حتى
هذا الجدار الأصم، ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس
فتتمنى الموت.

فطوووم 06-01-2018 03:37 PM

قصه جميله
تسلمين ع اختيارك الرائع
يعطيك العافيه
لك ودي

عطر الزنبق 06-01-2018 04:44 PM


منصور 06-02-2018 01:15 AM

الله يعطيك العافيه
على الطرح الرائع والمتميز
لا عدمنا عطائك المشع بالجمال دوماً
شكراً جزيلاً لك

عطر الزنبق 06-02-2018 05:40 AM


أميرة بكلمتي 06-02-2018 07:12 AM

عندما قرأت القصة

دمعت عيني هل هناك من يتمنى السعادة للاخرين بهذا الحد
انه شيء رائع

عندما تسعد الاخرين حتى لو كنت حزيناً
وتدخل الفرحة في قلوب الناس تشعر بالسعادة والرضى
رااااقت لي كثيراً
اشكرك على هذا العطا
طبتِ وطاب مسعاك

نهيان 06-02-2018 02:58 PM

قصه مؤلمه ولكن بها عبره


وتـــــــــــــر

كل الشكر لك على ماسطرتي
يعطيك العافيه ياغاليه
دمتي في رعاية الله
وبسعاده لاتفارقك


اعجابي+نجووم

عطر الزنبق 06-05-2018 06:47 PM


سجين الصمت 07-26-2018 05:35 PM

أشكرك على رائع انتقائكِ
تقبلي جميل شكري وعظيم امتناني


الساعة الآن 07:32 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا