منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{ سكون لاعجاز وعلوم وتفسير القرآن الكريم}۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=125)
-   -   تفسير قوله تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال...}. (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=203304)

رهيبة 04-28-2023 09:36 PM

تفسير قوله تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال...}.
 
قوله تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155].
أمر عز وجل المؤمنين في الآيات السابقة بالاستعانة بالصبر والصلاة، ونهاهم أن يقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات
ثم أخبرنا أنه سيبتليهم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، ليتميز الصابر من غيره- مع البشارة للصابرين
كما قال تعالى: ﴿
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا
حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 214].
قوله: ﴿
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ ﴾ معطوف على قوله: ﴿ وَاسْتَعِينُوا ﴾، واللام للقسم، والنون للتوكيد، أي: والله لنبلونكم
فالجملة مؤكدة بالقسم، واللام، ونون التوكيد.
والخطاب للمؤمنين، أو للناس كلهم والابتلاء: الاختبار والامتحان، ويكون بالشر والخير، كما قال تعالى: ﴿
وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾ [الأنبياء: 35].
أي: والله لنختبرنكم؛ ليتبين من يصبر، ومن يسخط، كما قال تعالى:

﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾ [محمد: 31].
﴿
بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ﴾ التنكير في ﴿ بِشَيْءٍ ﴾ للتقليل؛ لتخفيف وقع ذلك عليهم
و"من" في قوله: ﴿ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ﴾: تبعيضية؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله أو الجوع كله لهلكوا، والمحن تمحص ولا تهلك.
وأخبرهم بهذا قبيل وقوعه ليوطنوا أنفسهم، ويزداد يقينهم عند حصوله، ليستعينوا بالصبر والصلاة.
وهذه المصائب الخمس من أعظم ما يبتلى ويمتحن به الناس في هذه الدنيا.
و﴿ الْخَوْفِ ﴾: الذعر، وهو ضد الأمن، ويقال: هو حالة تحدث للقلب عند توقع أمر مكروه بأمارة معلومة أو مظنونة.
والخوف يكون من العدو. وقد يكون عاماً، وقد يكون خاصاً.
﴿ وَالْجُوعِ ﴾ وهو المخمصة وخلو البطن من الطعام، وإذا خلا البطن من الطعام مات الإنسان؛ لأن الطعام له بمثابة الوقود
والجوع قد يحصل بسبب قلة الطعام أو عدم وجوده، أو عدم وجود المال الذي يشترى به وغير ذلك.
والخوف والجوع من أعظم أنواع الابتلاء؛ ولهذا امتن الله عز وجل على قريش بأنه أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف
فقال تعالى: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 3، 4]
وقال تعالى: ﴿
أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [القصص: 57].
وقد وقع للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الخوف والجوع ما لا يخفى، من ذلك ما حصل لهم أول الهجرة، ومن أشد ذلك
ما حصل لهم في غزوة الأحزاب، حيث اجتمع عليهم الخوف الشديد بسبب تحزب الأحزاب عليهم من كل حدب وصوب من المشركين
والأعراب وغيرهم، ومحاصرتهم المدينة، مع الجوع الشديد الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم يربط الحجر على بطنه من شدة الجوع
مع التعب الشديد بسبب العمل المتواصل في حفر الخندق، مع البرد الشديد الذي صاحب ذلك، وواحدة من هذه المصائب
الأربع كافية في إنهاك بدن الإنسان فكيف إذا اجتمعت؟
﴿ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ ﴾ معطوف على ﴿ الْخَوْفِ ﴾ أو على ﴿ بِشَيْءٍ ﴾.
والأموال جمع مال وهو: كل ما يتمول من نقود ومتاع وحيوان أي: ولنبلونكم بشيء من نقص الأموال بالخسارة فيها، وحصول الجدب والقحط
والآفات والجوائح السماوية، وأخذ الظلمة لها بأي وجه كان، غصباً أو سرقة أو استبداداً بها دونكم، كما قال تعالى: ﴿ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ ﴾ [آل عمران: 186].
﴿ وَالْأَنْفُسِ ﴾ جمع نفس، أي: ولنبلونكم بشيء من نقص الأنفس والأرواح، وذهاب الأحباب من الأولاد والأقارب والأصحاب بسبب القتال والأمراض وغير ذلك.
﴿ وَالثَّمَرَاتِ ﴾: جمع ثمرة، وهي ما ينتج من الثمرات من الحبوب، وثمار النخيل والأشجار. أي:
ولنبلونكم بشيءٍ من نقص الثمرات بسب ما يصيبها من الأمراض والكوارث والآفات من برد أو غرق أو جراد أو غير ذلك.
قال السعدي[1]: "فهذه الأمور لابد أن تقع؛ لأن العليم الخبير أخبر بها، فوقعت كما أخبر، فإذا وقعت انقسمت الناس قسمين:
جازعين وصابرين، فالجازع حصلت له المصيبتان فوات المحبوب، وهو وجود هذه المصيبة، وفوات ما هو أعظم منها، وهو الأجر بامتثال أمر الله
بالصبر ففاز بالخسارة والحرمان، ونقص ما معه من الإيمان وفاته الصبر والرضا والشكران، وحصل له السخط الدال على شدة النقصان".
﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ البشارة: الإخبار بما يسر، مأخوذة من البشرة؛ لأن الإنسان إذا أخبر بما يسره استنار وجهه واتسعت بشرته
أي: وبشر يا محمد، ويا أيها المبشر الصابرين؛ أي: أخبر الصابرين بما يسرهم ويبهج قلوبهم، ولم يذكر المبشر به؛ ليذهب الفكر فيه كل مذهب
وليشمل كل ما يمكن أن يبشر به، ومن ذلك محبة الله للصابرين، كما قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146]
وكونهم يوفون أجرهم بغير حساب، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].

المصدر: «عون الرحمن في تفسير القرآن»

[1] نفي "تيسير الكريم الرحمن" (1 /180-181).
_ الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم.

مستريح البال 04-28-2023 09:55 PM

جزاك الله خير الجزاء على هذا الطرح القيم
وجعل ذلك في موازين حسناتك
ونفع الله بك وبطرحك

رهيبة 04-28-2023 10:35 PM

اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستريح البال https://www.skoon-elqmar.com/vb/SKON...s/viewpost.gif
جزاك الله خير الجزاء على هذا الطرح القيم
وجعل ذلك في موازين حسناتك
ونفع الله بك وبطرحك


شكرا لمرروكم الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان متصفحي
بارك الله فيكم وجزاكم كل الخير
تحيتي وتقديري لكم

شايان 04-29-2023 01:16 AM

جزاكم الله خيرا
وجعلها في ميزان حسناتك

الاصيل 04-29-2023 02:37 AM

جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه
حَمآك آلرحمَن ,,~

جلال اليماني 04-29-2023 10:23 AM

سلمت يمناك ع طرحك القيم وكتب الله لك الاجر

نهيان 04-29-2023 09:44 PM

جزاكـ الله بخير الجزاء والجنه
باركـ الله فيك ونفع بكـ
وجعله في ميزان حسناتكـ

جولار 05-03-2023 03:33 AM

حقاً تستحق التقدير..
على هذا المجهود الرائع والكبير..
موضوع جميل جداً استمتعنا به..

ورعاك ..
نتمنى لك السعادة والتوفيق..

رهيبة 05-05-2023 09:48 PM

اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شايان https://www.skoon-elqmar.com/vb/SKON...s/viewpost.gif
جزاكم الله خيرا
وجعلها في ميزان حسناتك


شكرا لمرروكم الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان متصفحي
بارك الله فيكم وجزاكم كل الخير
تحيتي وتقديري لكم

رهيبة 05-05-2023 09:48 PM

اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاصيل https://www.skoon-elqmar.com/vb/SKON...s/viewpost.gif
جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه
حَمآك آلرحمَن ,,~


شكرا لمرروكم الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان متصفحي
بارك الله فيكم وجزاكم كل الخير
تحيتي وتقديري لكم


الساعة الآن 10:08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا