منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   موسوعة قصائد واشعار النابغة الذبياني.. (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=186001)

عطر الزنبق 04-07-2020 04:42 AM

موسوعة قصائد واشعار النابغة الذبياني..
 
https://www.oujdacity.net/data/Image...es/nabigha.jpg

النابغة الذبياني

زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري، أبو أمامة.
شاعر جاهلي، من الطبقة الأولى. من أهل الحجاز.
كانت تضرب له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ فتقصده الشعراء فتعرض عليه أشعارها.
وكان الأعشى وحسان والخنساء ممن يعرض شعره على النابغة.
وكان أبو عمرو بن العلاء يفضله على سائر الشعراء.
وهو أحد الأشراف في الجاهلية. وكان حظياً عند النعمان بن المنذر،
حتى شبب في قصيدة له بالمتجردة (زوجة النعمان) فغضب النعمان،
ففر النابغة ووفد على الغسانيين بالشام، وغاب زمناً.
ثم رضي عنه النعمان، فعاد إليه. شعره كثير، جمع بعضه في (ديوان - ط) صغير.
وكان أحسن شعراء العرب ديباجة، لا تكلف في شعره ولا حشو.
وعاش عمراً طويلاً. ومما كتب في سيرته (النابغة الذبياني - ط)
لجميل سلطان، ومثله لسليم الجندي، ولعمر الدسوقي،
ولحنا نمر؛ وكلها مطبوعة.


عطر الزنبق 04-07-2020 05:01 AM

http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


كِليني لِهَمٍّ يا أُمَيمَةَ ناصِبِ

وَلَيلٍ أُقاسيهِ بَطيءِ الكَواكِبِ

تَطاوَلَ حَتّى قُلتُ لَيسَ بِمُنقَضٍ

وَلَيسَ الَّذي يَرعى النُجومَ بِآئِبِ

وَصَدرٍ أَراحَ اللَيلُ عازِبُ هَمِّهِ

تَضاعَفَ فيهِ الحُزنُ مِن كُلِّ جانِبِ

عَلَيَّ لِعَمروٍ نِعمَةٌ بَعدَ نِعمَةٍ

لِوالِدِهِ لَيسَت بِذاتِ عَقارِبِ

حَلَفتُ يَميناً غَيرَ ذي مَثنَوِيَّةٍ

وَلا عِلمَ إِلّا حُسنُ ظَنٍّ بِصاحِبِ

لَئِن كانَ لِلقَبرَينِ قَبرٍ بِجِلَّقٍ

وَقَبرٍ بِصَيداءَ الَّذي عِندَ حارِبِ

وَلِلحارِثِ الجَفنِيَّ سَيِّدِ قَومِهِ

لَيَلتَمِسَن بِالجَيشِ دارَ المُحارِبِ

وَثِقتُ لَهُ بِالنَصرِ إِذ قيلَ قَد غَزَت

كَتائِبُ مِن غَسّانَ غَيرُ أَشائِبِ

بَنو عَمِّهِ دُنيا وَعَمروُ بنُ عامِرٍ

أولَئِكَ قَومٌ بَأسُهُم غَيرُ كاذِبِ

إِذا ماغَزوا بِالجَيشِ حَلَّقَ فَوقَهُم

عَصائِبُ طَيرٍ تَهتَدي بِعَصائِبِ

يُصاحِبنَهُم حَتّى يُغِرنَ مُغارَهُم

مِنَ الضارِياتِ بِالدِماءِ الدَوارِبِ

تَراهُنَّ خَلفَ القَومِ خُزراً عُيونُها

جُلوسَ الشُيوخِ في ثِيابِ المَرانِبِ

جَوانِحَ قَد أَيقَنَّ أَنَّ قَبيلَهُ

إِذا ما اِلتَقى الجَمعانِ أَوَّلُ غالِبِ

لَهُنَّ عَلَيهِم عادَةٌ قَد عَرَفنَها

إِذا عُرِّضَ الخَطِّيُّ فَوقَ الكَواثِبِ

عَلى عارِفاتٍ لِلطِعانِ عَوابِسٍ

بِهِنَّ كُلومٌ بَينَ دامٍ وَجالِبِ

إِذا اِستُنزِلوا عَنهُنَّ لِلطَعنِ أَرقَلوا

إِلى المَوتِ إِرقالَ الجِمالِ المَصاعِبِ

فَهُم يَتَساقَونَ المَنيَّةَ بَينَهُم

بِأَيديهِمُ بيضٌ رِقاقُ المَضارِبِ

يَطيرُ فُضاضاً بَينَها كُلُّ قَونَسٍ

وَيَتبَعَها مِنهُم فَراشُ الحَواجِبِ

وَلا عَيبَ فيهِم غَيرَ أَنَّ سُيوفَهُم

بِهِنَّ فُلولٌ مِن قِراعِ الكَتائِبِ

تُوُرَّثنَ مِن أَزمانِ يَومِ حَليمَةٍ

إِلى اليَومِ قَد جُرِّبنَ كُلَّ التَجارِبِ

تَقُدَّ السَلوقِيَّ المُضاعَفَ نَسجُهُ

وَتوقِدُ بِالصُفّاحِ نارَ الحُباحِبِ

بِضَربٍ يُزيلُ الهامَ عَن سَكِناتِهِ

وَطَعنٍ كَإيزاغِ المَخاضِ الضَوارِبِ

لَهُم شيمَةٌ لَم يُعطِها اللَهُ غَيرَهُم

مِنَ الجودِ وَالأَحلامُ غَيرُ عَوازِبِ

مَحَلَّتُهُم ذاتُ الإِلَهِ وَدينُهُم

قَويمٌ فَما يَرجونَ غَيرَ العَواقِبِ

رِقاقُ النِعالِ طَيِّبٌ حُجُزاتُهُم

يُحَيّونَ بِالريحانِ يَومَ السَباسِبِ

تُحَيّهِمُ بَيضُ الوَلائِدِ بَينَهُم

وَأَكسِيَةُ الإِضريجِ فَوقَ المَشاجِبِ

يَصونونَ أَجساداً قَديماً نَعيمُها

بِخالِصَةِ الأَردانِ خُضرِ المَناكِبِ

وَلا يَحسَبونَ الخَيرَ لا شَرَّ بَعدَهُ

وَلا يَحسِبونَ الشَرَّ ضَربَةَ لازِبِ

حَبَوتُ بِها غَسّانَ إِذ كُنتُ لاحِقاً

بِقَومي وَإِذ أَعيَت عَلَيَّ مَذاهِبي





عطر الزنبق 04-07-2020 05:02 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


إِنّي كَأَنّي لَدى النُعمانِ خَبَّرَهُ

بَعضُ الأُوُدَّ حَديثاً غَيرَ مَكذوبِ

بِأَنَّ حِصناً وَحَيّاً مِن بَني أَسَدٍ

قاموا فَقالوا حِمانا غَيرُ مَقروبِ

ضَلَّت حُلومُهُمُ عَنهُم وَغَرَّهُمُ

سَنُّ المُعَيدِيَّ في رَعيٍ وَتَعزيبِ

قادَ الجِيادَ مِنَ الجَولانِ قائِظَةً

مِن بَينِ مُنعَلَةٍ تُزجى وَمَجنوبِ

حَتّى اِستَغاثَت بِأَهلِ المِلحِ ما طَعِمَت

في مَنزِلٍ طَعمَ نَومٍ غَيرَ تَأويبِ

يَنضَحنَ نَضحَ المَزادِ الوُفرِ أَتأَقَها

شَدُّ الرُواةِ بِماءٍ غَيرِ مَشروبِ

قُبُّ الأَياطِلِ تَردي في أَعِنَّتِها

كَالخاضِباتِ مِنَ الزُعرِ الظَنابيبِ

شُعثٌ عَلَيها مَساعيرٌ لِحَربِهِمُ

شُمُّ العَرانينِ مِن مُردٍ وَمِن شيبِ

وَما بِحِصنٍ نُعاسٌ إِذ تُؤَرِّقُهُ

أَصواتُ حَيٍّ عَلى الأَمرارِ مَحروبِ

ظَلَّت أَقاطيعُ أَنعامٍ مُؤَبَّلَةٍ

لَدى صَليبٍ عَلى الزَوراءِ مَنصوبِ

فَإِذ وُقيتِ بِحَمدِ اللَهِ شِرَّتَها

فَاِنجي فَزارَ إِلى الأَطوادِ فَاللوبِ

وَلا تُلاقي كَما لَقَت بَنو أَسَدٍ

فَقَد أَصابَتهُمُ مِنها بِشُؤبوبِ

لَم يَبقَ غَيرُ طَريدٍ غَيرِ مُنفَلِتٍ

وَموثَقٍ في حِبالِ القِدِّ مَسلوبِ

أَو حُرَّةٍ كَمَهاةِ الرَملِ قَد كُبِلَت

فَوقَ المَعاصِمِ مِنها وَالعَراقيبِ

تَدعو قُعَيناً وَقَد عَضَّ الحَديدُ بِها

عَضَّ الثِقافِ عَلى صُمِّ الأَنابيبِ

مُستَشعِرينَ قَدَ الفَوا في دِيارِهِمُ

دُعاءَ سوعٍ وَدُعمِيٍّ وَأَيّوبِ






عطر الزنبق 04-07-2020 05:02 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


أَتاني أَبَيتَ اللَعنَ أَنَّكَ لِمتَني

وَتِلكَ الَّتي أُهتَمُّ مِنها وَأَنصَبُ

فَبِتُّ كَأَنَّ العائِداتِ فَرَشنَني

هَراساً بِهِ يُعلى فِراشي وَيُقشَبُ

حَلَفتُ فَلَم أَترُك لِنَفسِكَ رَيبَةً

وَلَيسَ وَراءَ اللَهِ لِلمَرءِ مَذهَبُ

لَئِن كُنتَ قَد بُلِّغتَ عَنّي خِيانَةً

لَمُبلِغُكَ الواشي أَغَشُّ وَأَكذَبُ

وَلَكِنَّني كُنتُ اِمرَأً لِيَ جانِبٌ

مِنَ الأَرضِ فيهِ مُستَرادٌ وَمَذهَبُ

مُلوكٌ وَإِخوانٌ إِذا ما أَتَيتُهُم

أُحَكَّمُ في أَموالِهِم وَأُقَرَّبُ

كَفِعلِكَ في قَومٍ أَراكَ اِصطَنَعتَهُم

فَلَم تَرَهُم في شُكرِ ذَلِكَ أَذنَبوا

فَلا تَترُكَنّي بِالوَعيدِ كَأَنَّني

إِلى الناسِ مَطلِيٌّ بِهِ القارُ أَجرَبُ

أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ أَعطاكَ سورَةً

تَرى كُلَّ مَلكٍ دونَها يَتَذَبذَبُ

فَإِنَّكَ شَمسٌ وَالمُلوكُ كَواكِبٌ

إِذا طَلَعَت لَم يَبدُ مِنهُنَّ كَوكَبُ

وَلَستَ بِمُستَبقٍ أَخاً لا تَلُمَّهُ

عَلى شَعَثٍ أَيُّ الرِجالِ المُهَذَّبُ

فَإِن أَكُ مَظلوماً فَعَبدٌ ظَلَمتَهُ

وَإِن تَكُ ذا عُتبى فَمِثلُكَ يُعتِبُ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:02 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


فَإِن يَكُ عامِرٌ قَد قالَ جَهلاً

فَإِنَّ مَظِنَّةَ الجَهلِ الشَبابُ

فَكُن كَأَبيكَ أَو كَأَبي بَراءٍ

تُوافِقكَ الحُكومَةُ وَالصَوابُ

وَلا تَذهَب بِحِلمِكَ طامِياتٌ

مِنَ الخُيَلاءِ لَيسَ لَهُنَّ بابُ

فَإِنَّكَ سَوفَ تَحلُمُ أَو تَناهى

إِذا ما شِبتَ أَو خابَ الغُرابُ

فَإِن تَكُنِ الفَوارِسُ يَومَ حِسيٍ

أَصابوا مِن لِقائِكَ ما أَصابوا

فَما إِن كانَ مِن نَسَبٍ بَعيدٍ

وَلَكِن أَدرَكوكَ وَهُم غِضابُ

فَوارِسُ مِن مَنولَةَ غَيرُ ميلٍ

وَمُرَّةَ فَوقَ جَمعِهِمُ العُقابُ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:03 AM

http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


مَن يَطلِبِ الدَهرُ تُدرِكهُ مَخالِبُهُ

وَالدَهرُ بِالوِترِ ناجٍ غَيرُ مَطلوبِ

ما مِن أُناسٍ ذَوي مَجدٍ وَمَكرُمةٍ

إِلّا يَشُدُّ عَلَيهِم شِدَّةَ الذيبِ

حَتّى يُبيدَ عَلى عَمدٍ سَراتَهُمُ

بِالنافِذاتِ مِنَ النَبلِ المَصايِيبِ

إِنّي وَجَدتُ سِهامَ المَوتِ مُعرِضَةً

بِكُلِّ حَتفٍ مِنَ الآجالِ مَكتوبِ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:03 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


أَرَسماً جَديداً مِن سُعادَ تَجَنَّبُ

عَفَت رَوضَةُ الأَجدادِ مِنها فَيَثقُبُ

عَفا آيَهُ ريحُ الجُنوبِ مَعَ الصَبا

وَأَسحَمُ دانٍ مُزنُهُ مُتَصَوَّبُ







http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


كَأَنَّ قُتودي وَالنُسوعُ جَرى بِها

مِصَكٌ يُباري الجَونَ جَأبٌ مُعَقرَبُ

رَعى الرَوضَ حَتّى نَشَّتِ الغُدرُ وَاِلتَوَت

بِرِجلاتِها قيعانُ شَرجٍ وَأَيهَبُ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:04 AM





http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


حَذّارُ مُدبِرَةٌ سَكّاءُ مُقبِلَةٌ

لِلماءِ في النَحرِ مِنها نَوطَةٌ عَجَبُ

تَدعو القَطا وَبِها تُدعى إِذا نُسِبَت

يا حُسنَها حينَ تَدعوها فَتَنتَسِبُ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:04 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


لَعَمري لَنِعمَ المَرءُ مِن آلِ ضَجعَمٍ

تَزورُ بِبُصرى أَو بِبُرقَةِ هارِبِ

فَتىً لَم تَلِدهُ بِنتُ أُمٍّ قَريبَةٍ

فَيَضوى وَقَد يَضوى رَديدُ الأَقارِبِ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:04 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


وَما حاوَلتُما بِقِيادِ خَيلٍ

يَصولُ الوَردُ فيها وَالكُمَيتُ

إِلى ذُبيانَ حَتّى صَبَّحَتهُم

وَدونَهُمُ الرَبائِعُ وَالخُبَيتُ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:04 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


كَأَنَّ الظُعنَ حينَ طَفَونَ ظُهراً

سَفينُ البَحرِ يَمَّمنَ القَراحا

قِفا فَتَبَيَّنا أَعُرَيتَناتٍ

يُوَخّي الحَيُّ أَم أَمّوا لُباحا

كَأَنَّ عَلى الحُدوجِ نِعاجَ رَملٍ

زَهاها الذُعرُ أَو سَمِعَت صِياحا





عطر الزنبق 04-07-2020 05:05 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif
وَاِستَبقِ وِدَّكَ لِلصَديقِ وَلا تَكُن

قَتَباً يَعَضُّ بِغارِبٍ مِلحاحا

فَالرُفقُ يُمنٌ وَالأَناةُ سَعادَةٌ

فَتَأَنَّ في رِفقٍ تَنالُ نَجاحا

وَاليَأسُ مِمّا فاتَ يُعقِبُ راحَةً

وَلِرُبَّ مَطعَمَةٍ تَعودُ ذُباحا

يَعِدُ اِبنَ جَفنَةَ وَاِبنَ هاتِكِ عَرشِهِ

وَالحارِثَينِ بِأَن يَزيدَ فَلاحا

وَلَقَد رَأى أَنَّ الَّذي هُوَ غالَهُم

قَد غالَ حِميَرَ قَيلَها الصَبّاحا

وَالتُبَّعَينِ وَذا نُؤاسٍ غُدوَةً

وَعلا أُذَينَةَ سالِبَ الأَرواحا





عطر الزنبق 04-07-2020 05:05 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


يَقولونَ حِصنٌ ثُمَّ تَأبى نُفوسُهُم

وَكَيفَ بِحِصنٍ وَالجِبالُ جُموحُ

وَلَم تَلفِظِ المَوتى القُبورُ وَلَم تَزَل

نُجومُ السَماءِ وَالأَديمُ صَحيحُ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:05 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


يا دارَ مَيَّةَ بِالعَلياءِ فَالسَنَدِ

أَقوَت وَطالَ عَلَيها سالِفُ الأَبَدِ

وَقَفتُ فيها أُصَيلاناً أُسائِلُها

عَيَّت جَواباً وَما بِالرَبعِ مِن أَحَدِ

إِلّا الأَوارِيَّ لَأياً ما أُبَيِّنُها

وَالنُؤيَ كَالحَوضِ بِالمَظلومَةِ الجَلَدِ

رَدَّت عَلَيهِ أَقاصيهِ وَلَبَّدَهُ

ضَربُ الوَليدَةِ بِالمِسحاةِ في الثَأَدِ

خَلَّت سَبيلَ أَتِيٍّ كانَ يَحبِسُهُ

وَرَفَّعَتهُ إِلى السَجفَينِ فَالنَضَدِ

أَمسَت خَلاءً وَأَمسى أَهلُها اِحتَمَلوا

أَخنى عَلَيها الَّذي أَخنى عَلى لُبَدِ

فَعَدِّ عَمّا تَرى إِذ لا اِرتِجاعَ لَهُ

وَاِنمِ القُتودَ عَلى عَيرانَةٍ أُجُدِ

مَقذوفَةٍ بِدَخيسِ النَحضِ بازِلُها

لَهُ صَريفٌ صَريفُ القَعوِ بِالمَسَدِ

كَأَنَّ رَحلي وَقَد زالَ النَهارُ بِنا

يَومَ الجَليلِ عَلى مُستَأنِسٍ وَحِدِ

مِن وَحشِ وَجرَةَ مَوشِيٍّ أَكارِعُهُ

طاوي المُصَيرِ كَسَيفِ الصَيقَلِ الفَرَدِ

سَرَت عَلَيهِ مِنَ الجَوزاءِ سارِيَةٌ

تُزجي الشَمالُ عَلَيهِ جامِدَ البَرَدِ

فَاِرتاعَ مِن صَوتِ كَلّابٍ فَباتَ لَهُ

طَوعَ الشَوامِتِ مِن خَوفٍ وَمِن صَرَدِ

فَبَثَّهُنَّ عَلَيهِ وَاِستَمَرَّ بِهِ

صُمعُ الكُعوبِ بَريئاتٌ مِنَ الحَرَدِ

وَكانَ ضُمرانُ مِنهُ حَيثُ يوزِعُهُ

طَعنَ المُعارِكِ عِندَ المُحجَرِ النَجُدِ

شَكَّ الفَريصَةَ بِالمِدرى فَأَنقَذَها

طَعنَ المُبَيطِرِ إِذ يَشفي مِنَ العَضَدِ

كَأَنَّهُ خارِجاً مِن جَنبِ صَفحَتِهِ

سَفّودُ شَربٍ نَسوهُ عِندَ مُفتَأَدِ

فَظَلَّ يَعجُمُ أَعلى الرَوقِ مُنقَبِضاً

في حالِكِ اللَونِ صَدقٍ غَيرِ ذي أَوَدِ

لَمّا رَأى واشِقٌ إِقعاصَ صاحِبِهِ

وَلا سَبيلَ إِلى عَقلٍ وَلا قَوَدِ

قالَت لَهُ النَفسُ إِنّي لا أَرى طَمَعاً

وَإِنَّ مَولاكَ لَم يَسلَم وَلَم يَصِدِ

فَتِلكَ تُبلِغُني النُعمانَ إِنَّ لَهُ

فَضلاً عَلى الناسِ في الأَدنى وَفي البَعَدِ

وَلا أَرى فاعِلاً في الناسِ يُشبِهُهُ

وَلا أُحاشي مِنَ الأَقوامِ مِن أَحَدِ

إِلّا سُلَيمانُ إِذ قالَ الإِلَهُ لَهُ

قُم في البَرِيَّةِ فَاِحدُدها عَنِ الفَنَدِ

وَشَيِّسِ الجِنَّ إِنّي قَد أَذِنتُ لَهُم

يَبنونَ تَدمُرَ بِالصُفّاحِ وَالعَمَدِ

فَمَن أَطاعَكَ فَاِنفَعهُ بِطاعَتِهِ

كَما أَطاعَكَ وَاِدلُلهُ عَلى الرَشَدِ

وَمَن عَصاكَ فَعاقِبهُ مُعاقَبَةً

تَنهى الظَلومَ وَلا تَقعُد عَلى ضَمَدِ

إِلّا لِمِثلِكَ أَو مَن أَنتَ سابِقُهُ

سَبقَ الجَوادَ إِذا اِستَولى عَلى الأَمَدِ

أَعطى لِفارِهَةٍ حُلوٍ تَوابِعُها

مِنَ المَواهِبِ لا تُعطى عَلى نَكَدِ

الواهِبُ المِئَةَ المَعكاءَ زَيَّنَها

سَعدانُ توضِحَ في أَوبارِها اللِبَدِ

وَالأُدمَ قَد خُيِّسَت فُتلاً مَرافِقُها

مَشدودَةً بِرِحالِ الحيرَةِ الجُدُدِ

وَالراكِضاتِ ذُيولَ الرَيطِ فانَقَها

بَردُ الهَواجِرِ كَالغِزلانِ بِالجَرَدِ

وَالخَيلَ تَمزَعُ غَرباً في أَعِنَّتِها

كَالطَيرِ تَنجو مِنَ الشُؤبوبِ ذي البَرَدِ

اِحكُم كَحُكمِ فَتاةِ الحَيِّ إِذ نَظَرَت

إِلى حَمامِ شِراعٍ وارِدِ الثَمَدِ

يَحُفُّهُ جانِبا نيقٍ وَتُتبِعُهُ

مِثلَ الزُجاجَةِ لَم تُكحَل مِنَ الرَمَدِ

قالَت أَلا لَيتَما هَذا الحَمامُ لَنا

إِلى حَمامَتِنا وَنِصفُهُ فَقَدِ

فَحَسَّبوهُ فَأَلفَوهُ كَما حَسَبَت

تِسعاً وَتِسعينَ لَم تَنقُص وَلَم تَزِدِ

فَكَمَّلَت مِئَةً فيها حَمامَتُها

وَأَسرَعَت حِسبَةً في ذَلِكَ العَدَدِ

فَلا لَعَمرُ الَّذي مَسَّحتُ كَعبَتَهُ

وَما هُريقَ عَلى الأَنصابِ مِن جَسَدِ

وَالمُؤمِنِ العائِذاتِ الطَيرِ تَمسَحُها

رُكبانُ مَكَّةَ بَينَ الغَيلِ وَالسَعَدِ

ما قُلتُ مِن سَيِّئٍ مِمّا أَتَيتَ بِهِ

إِذاً فَلا رَفَعَت سَوطي إِلَيَّ يَدي

إِلّا مَقالَةَ أَقوامٍ شَقيتُ بِها

كانَت مَقالَتُهُم قَرعاً عَلى الكَبِدِ

إِذاً فَعاقَبَني رَبّي مُعاقَبَةً

قَرَّت بِها عَينُ مَن يَأتيكَ بِالفَنَدِ

أُنبِئتُ أَنَّ أَبا قابوسَ أَوعَدَني

وَلا قَرارَ عَلى زَأرٍ مِنَ الأَسَدِ

مَهلاً فِداءٌ لَكَ الأَقوامُ كُلُّهُمُ

وَما أُثَمَّرُ مِن مالٍ وَمِن وَلَدِ

لا تَقذِفَنّي بِرُكنٍ لا كِفاءَ لَهُ

وَإِن تَأَثَّفَكَ الأَعداءُ بِالرِفَدِ

فَما الفُراتُ إِذا هَبَّ الرِياحُ لَهُ

تَرمي أَواذِيُّهُ العِبرَينِ بِالزَبَدِ

يَمُدُّهُ كُلُّ وادٍ مُترَعٍ لَجِبٍ

فيهِ رِكامٌ مِنَ اليَنبوتِ وَالخَضَدِ

يَظَلُ مِن خَوفِهِ المَلّاحُ مُعتَصِماً

بِالخَيزُرانَةِ بَعدَ الأَينِ وَالنَجَدِ

يَوماً بِأَجوَدَ مِنهُ سَيبَ نافِلَةٍ

وَلا يَحولُ عَطاءُ اليَومِ دونَ غَدِ

هَذا الثَناءُ فَإِن تَسمَع بِهِ حَسَناً

فَلَم أُعَرِّض أَبَيتَ اللَعنَ بِالصَفَدِ

ها إِنَّ ذي عِذرَةٌ إِلّا تَكُن نَفَعَت

فَإِنَّ صاحِبَها مُشارِكُ النَكَدِ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:06 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif
أَمِن آلِ مَيَّةَ رائِحٌ أَو مُغتَدِ

عَجلانَ ذا زادٍ وَغَيرَ مُزَوَّدِ

أَفِدَ التَرَجُّلُ غَيرَ أَنَّ رِكابَنا

لَمّا تَزُل بِرِحالِنا وَكَأَن قَدِ

زَعَمَ البَوارِحُ أَنَّ رِحلَتَنا غَداً

وَبِذاكَ خَبَّرَنا الغُدافُ الأَسوَدُ

لا مَرحَباً بِغَدٍ وَلا أَهلاً بِهِ

إِن كانَ تَفريقُ الأَحِبَّةِ في غَدِ

حانَ الرَحيلُ وَلَم تُوَدِّع مَهدَداً

وَالصُبحُ وَالإِمساءُ مِنها مَوعِدي

في إِثرِ غانِيَةٍ رَمَتكَ بِسَهمِها

فَأَصابَ قَلبَكَ غَيرَ أَن لَم تُقصِدِ

غَنيَت بِذَلِكَ إِذ هُمُ لَكَ جيرَةٌ

مِنها بِعَطفِ رِسالَةٍ وَتَوَدُّدِ

وَلَقَد أَصابَت قَلبَهُ مِن حُبِّها

عَن ظَهرِ مِرنانٍ بِسَهمٍ مُصرَدِ

نَظَرَت بِمُقلَةِ شادِنٍ مُتَرَبِّبٍ

أَحوى أَحَمِّ المُقلَتَينِ مُقَلَّدِ

وَالنَظمُ في سِلكٍ يُزَيَّنُ نَحرَها

ذَهَبٌ تَوَقَّدُ كَالشِهابِ الموقَدِ

صَفراءُ كَالسِيَراءِ أُكمِلَ خَلقُها

كَالغُصنِ في غُلَوائِهِ المُتَأَوِّدِ

وَالبَطنُ ذو عُكَنٍ لَطيفٌ طَيُّهُ

وَالإِتبُ تَنفُجُهُ بِثَديٍ مُقعَدِ

مَحطوطَةُ المَتنَينِ غَيرُ مُفاضَةٍ

رَيّا الرَوادِفِ بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ

قامَت تَراءى بَينَ سَجفَي كِلَّةٍ

كَالشَمسِ يَومَ طُلوعِها بِالأَسعُدِ

أَو دُرَّةٍ صَدَفِيَّةٍ غَوّاصُها

بَهِجٌ مَتى يَرَها يُهِلَّ وَيَسجُدِ

أَو دُميَةٍ مِن مَرمَرٍ مَرفوعَةٍ

بُنِيَت بِآجُرٍّ تُشادُ وَقَرمَدِ

سَقَطَ النَصيفُ وَلَم تُرِد إِسقاطَهُ

فَتَناوَلَتهُ وَاِتَّقَتنا بِاليَدِ

بِمُخَضَّبٍ رَخصٍ كَأَنَّ بَنانَهُ

عَنَمٌ يَكادُ مِنَ اللَطافَةِ يُعقَدِ

نَظَرَت إِلَيكَ بِحاجَةٍ لَم تَقضِها

نَظَرَ السَقيمِ إِلى وُجوهِ العُوَّدِ

تَجلو بِقادِمَتَي حَمامَةِ أَيكَةٍ

بَرَداً أُسِفَّ لِثاتُهُ بِالإِثمِدِ

كَالأُقحُوانِ غَداةَ غِبَّ سَمائِهِ

جَفَّت أَعاليهِ وَأَسفَلُهُ نَدي

زَعَمَ الهُمامُ بِأَنَّ فاها بارِدٌ

عَذبٌ مُقَبَّلُهُ شَهِيُّ المَورِدِ

زَعَمَ الهُمامُ وَلَم أَذُقهُ أَنَّهُ

عَذبٌ إِذا ما ذُقتَهُ قُلتَ اِزدُدِ

زَعَمَ الهُمامُ وَلَم أَذُقهُ أَنَّهُ

يُشفى بِرَيّا ريقِها العَطِشُ الصَدي

أَخَذَ العَذارى عِقدَها فَنَظَمنَهُ

مِن لُؤلُؤٍ مُتَتابِعٍ مُتَسَرِّدِ

لَو أَنَّها عَرَضَت لِأَشمَطَ راهِبٍ

عَبَدَ الإِلَهِ صَرورَةٍ مُتَعَبِّدِ

لَرَنا لِبَهجَتِها وَحُسنِ حَديثِها

وَلَخالَهُ رُشداً وَإِن لَم يَرشُدِ

بِتَكَلُّمٍ لَو تَستَطيعُ سَماعَهُ

لَدَنَت لَهُ أَروى الهِضابِ الصُخَّدِ

وَبِفاحِمٍ رَجلٍ أَثيثٍ نَبتُهُ

كَالكَرمِ مالَ عَلى الدِعامِ المُسنَدِ

فَإِذا لَمَستَ لَمَستَ أَجثَمَ جاثِماً

مُتَحَيِّزاً بِمَكانِهِ مِلءَ اليَدِ

وَإِذا طَعَنتَ طَعَنتَ في مُشَهدِفٍ

رابي المَجَسَّةِ بِالعَبيرِ مُقَرمَدِ

وَإِذا نَزَعتَ نَزَعتَ عَن مُستَحصِفٍ

نَزعَ الحَزَوَّرِ بِالرَشاءِ المُحصَدِ

وَإِذا يَعَضُّ تَشُدُّهُ أَعضائُهُ

عَضَّ الكَبيرِ مِنَ الرِجالِ الأَدرَدِ

وَيَكادُ يَنزِعُ جِلدَ مَن يُصلى بِهِ

بِلَوافِحٍ مِثلِ السَعيرِ الموقَدِ

لا وارِدٌ مِنها يَحورُ لِمَصدَرٍ

عَنها وَلا صَدِرٌ يَحورُ لِمَورِدِ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:06 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


أَهاجَكَ مِن سُعداكَ مَغنى المَعاهِدِ

بِرَوضَةِ نُعمِيٍّ فَذاتِ الأَساوِدِ

تَعاوَرَها الأَرواحُ يَنسِفنَ تُربَها

وَكُلُّ مُلِثٍّ ذي أَهاضيبَ راعِدِ

بِها كُلُّ ذَيّالٍ وَخَنساءَ تَرعَوي

إِلى كُلِّ رَجّافٍ مِنَ الرَملِ فارِدِ

عَهِدتُ بِها سُعدى وَسُعدى غَريرَةٌ

عَروبٌ تَهادى في جَوارٍ خَرائِدِ

لَعَمري لَنِعمَ الحَيِّ صَبَّحَ سِربَنا

وَأَبياتَنا يَوماً بِذاتِ المَراوِدِ

يَقودُهُمُ النُعمانُ مِنهُ بِمُحصَفٍ

وَكَيدٍ يَغُمُّ الخارِجِيَّ مُناجِدِ

وَشيمَةِ لا وانٍ وَلا واهِنِ القُوى

وَجَدٍّ إِذا خابَ المُفيدونَ صاعِدِ

فَآبَ بِأَبكارٍ وَعونٍ عَقائِلٍ

أَوانِسَ يَحميها اِمرُؤٌ غَيرُ زاهِدِ

يُخَطَّطنَ بِالعيدانِ في كُلِّ مَقعَدٍ

وَيَخبَأنَ رُمّانَ الثُدِيِّ النَواهِدِ

وَيَضرِبنَ بِالأَيدي وَراءَ بَراغِزٍ

حِسانِ الوُجوهِ كَالظِباءِ العَواقِدِ

غَرائِرُ لَم يَلقَينَ بَأساءَ قَبلَها

لَدى اِبنِ الجُلاحِ ما يَثِقنَ بِوافِدِ

أَصابَ بَني غَيظٍ فَأَضحَوا عِبادَهُ

وَجَلَّلَها نُعمى عَلى غَيرِ واحِدِ

فَلا بُدَّ مِن عَوجاءَ تَهوي بِراكِبٍ

إِلى اِبنِ الجُلاحِ سَيرُها اللَيلَ قاصِدِ

تَخُبُّ إِلى النُعمانِ حَتّى تَنالَهُ

فِدىً لَكَ مِن رَبٍّ طَريفي وَتالِدي

فَسَكَّنتَ نَفسي بَعدَما طارَ روحُها

وَأَلبَستَني نُعمى وَلَستُ بِشاهِدِ

وَكُنتُ اِمرَأً لا أَمدَحُ الدَهرَ سوقَةٍ

فَلَستُ عَلى خَيرٍ أَتاكَ بِحاسِدِ

سَبَقتَ الرِجالَ الباهِشينَ إِلى العُلى

كَسَبقِ الجَوادِ اِصطادَ قَبلَ الطَوارِدِ

عَلَوتَ مَعَدّاً نائِلاً وَنِكايَةً

فَأَنتَ لِغَيثِ الحَمدِ أَوَّلُ رائِدِ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:06 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


أَبقَيتَ لِلعَبسيِّ فَضلاً وَنِعمَةً

وَمَحمَدَةً مِن باقِياتِ المَحامِدِ

حِباءُ شَقيقٍ فَوقَ أَعظُمِ قَبرَهُ

وَما كانَ يُحبى قَبلَهُ قَبرُ وافِدِ

أَتى أَهلَهُ مِنهُ حِباءٌ وَنِعمَةٌ

وَرُبَّ اِمرِئٍ يَسعى لِآخَرَ قاعِدِ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:07 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


ياعامِ لَم أَعرِفكَ تَنكِرُ سُنَّةً

بَعدَ الَّذينَ تَتابَعوا بِالمَرصَدِ

لَو عايَنَتكَ كُماتُنا بِطُوالَةٍ

بِالحَزوَرِيَّةِ أَو بِلابَةِ ضَرغَدِ

لَثَوَيتَ في قِدٍّ هُنالِكَ موثَقاً

في القَومِ أَو لَثَوَيتَ غَيرَ مُوَسَّدِ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:07 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


عَوجوا فَحَيّوا لِنُعمٍ دُمنَةَ الدارِ

ماذا تُحَيّونَ مِن نُؤيٍ وَأَحجارِ

أَقوى وَأَقفَرَ مِن نُعمٍ وَغَيَّرَهُ

هوجُ الرِياحِ بِهابي التُربِ مَوّارِ

وَقَفتُ فيها سَراةَ اليَومِ أَسأَلُها

عَن آلِ نُعمٍ أَموناً عَبرَ أَسفارِ

فَاِستَعجَمَت دارُ نُعمٍ ما تُكَلِّمُنا

وَالدارُ لَو كَلَّمَتنا ذاتُ أَخبارِ

فَما وَجَدتُ بِها شَيئاً أَلوذُ بِهِ

إِلّا الثُمامَ وَإِلّا مَوقِدَ النارِ

وَقَد أَراني وَنُعماً لاهِيَينِ بِها

وَالدَهرُ وَالعَيشُ لَم يَهمُم بِإِمرارِ

أَيامَ تُخبِرُني نُعمٌ وَأُخبِرُها

ما أَكتُمُ الناسَ مِن حاجي وَأَسراري

لَولا حَبائِلُ مِن نُعمٍ عَلِقتُ بِها

لَأَقصَرَ القَلبُ عَنها أَيَّ إِقصارِ

فَإِن أَفاقَ لَقَد طالَت عَمايَتُهُ

وَالمَرءُ يُخلِقُ طَوراً بَعدَ أَطوارِ

نُبِّئتُ نُعماً عَلى الهِجرانِ عاتِبَةً

سَقياً وَرَعياً لِذاكَ العاتِبِ الزاري

رَأَيتُ نُعماً وَأَصحابي عَلى عَجَلٍ

وَالعيسُ لِلبَينِ قَد شُدَّت بِأَكوارِ

فَريعَ قَلبي وَكانَت نَظرَةٌ عَرَضَت

حَيناً وَتَوفيقَ أَقدارٍ لِأَقدارِ

بَيضاءُ كَالشَمسِ وافَت يَومَ أَسعَدِها

لَم تُؤذِ أَهلاً وَلَم تُفحِش عَلى جارِ

تَلوثُ بَعدَ اِفتِضالِ البُردِ مِئزَرَها

لَوثاً عَلى مِثلِ دِعصِ الرَملَةِ الهاري

وَالطيبُ يَزدادُ طيباً أَن يَكونَ بِها

في جيدِ واضِحَةِ الخَدَّينِ مِعطارِ

تَسقي الضَجيعَ إِذا اِستَسقى بِذي أَشَرٍ

عَذبِ المَذاقَةِ بَعدَ النَومِ مِخمارِ

كَأَنَّ مَشمولَةً صِرفاً بِريقَتِها

مِن بَعدِ رَقدَتِها أَو شَهدَ مُشتارِ

أَقولُ وَالنَجمُ قَد مالَت أَواخِرُهُ

إِلى المَغيبِ تَثَبَّت نَظرَةً حارِ

أَلَمحَةٌ مِن سَنا بَرقٍ رَأى بَصَري

أَم وَجهُ نُعمٍ بَدا لي أَم سَنا نارِ

بَل وَجهُ نُعمٍ بَدا وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ

فَلاحَ مِن بَينِ أَثوابٍ وَأَستارِ

إِنَّ الحُمولَ الَّتي راحَت مُهَجِّرَةً

يَتبَعنَ كُلَّ سَفيهِ الرَأيِ مِغيارِ

نَواعِمٌ مِثلُ بَيضاتٍ بِمَحنِيَةٍ

يَحفِزنَ مِنهُ ظَليماً في نَقاً هارِ

إِذا تَغَنّى الحَمامُ الوُرقُ هَيَّجَني

وَإِن تَغَرَّبتُ عَنها أُمِّ عَمّارِ

وَمَهمَهٍ نازِحٍ تَعوي الذِئابُ بِهِ

نائي المِياهِ عَنِ الوُرّادِ مِقفارِ

جاوَزتُهُ بِعَلَنداةٍ مُناقِلَةٍ

وَعرَ الطَريقِ عَلى الإِحزانِ مِضمارِ

تَجتابُ أَرضاً إِلى أَرضٍ بِذي زَجَلٍ

ماضٍ عَلى الهَولِ هادٍ غَيرِ مِحيارِ

إِذا الرِكابُ وَنَت عَنها رَكائِبُها

تَشَذَّرَت بِبَعيدِ الفَترِ خَطّارِ

كَأَنَّما الرَحلُ مِنها فَوقَ ذي جُدَدٍ

ذَبَّ الرِيادِ إِلى الأَشباحِ نَظّارِ

مُطَرَّدٌ أُفرِدَت عَنهُ حَلائِلُهُ

مِن وَحشِ وَجرَةَ أَو مِن وَحشِ ذي قارِ

مُجَرَّسٌ وَحَدٌ جَأبٌ أَطاعَ لَهُ

نَباتُ غَيثٍ مِنَ الوَسميِّ مِبكارِ

سَراتُهُ ما خَلا لَبانَهُ لَهِقٌ

وَفي القَوائِمِ مِثلُ الوَشمِ بِالقارِ

باتَت لَهُ لَيلَةٌ شَهباءُ تَسفَعُهُ

بِحاصِبٍ ذاتِ إِشعانٍ وَأَمطارِ

وَباتَ ضَيفاً لِأَرطاةٍ وَأَلجَأَهُ

مَعَ الظَلامِ إِلَيها وابِلٌ سارِ

حَتّى إِذا ما اِنجَلَت ظَلماءُ لَيلَتِهِ

وَأَسفَرَ الصُبحُ عَنهُ أَيَّ إِسفارِ

أَهوى لَهُ قانِصٌ يَسعى بِأَكلُبِهِ

عاري الأَشاجِعِ مِن قُنّاصِ أَنمارِ

مُحالِفُ الصَيدِ هَبّاشٌ لَهُ لَحمٌ

ما إِن عَلَيهِ ثِيابٌ غَيرُ أَطمارِ

يَسعى بِغُضفٍ بَراها فَهيَ طاوِيَةٌ

طولُ اِرتِحالٍ بِها مِنهُ وَتَسيارِ

حَتّى إِذا الثَورُ بَعدَ النَفرِ أَمكَنَهُ

أَشلى وَأَرسَلَ غُضفاً كُلَّها ضارِ

فَكَرَّ مَحمِيَّةً مِن أَن يَفِرَّ كَما

كَرَّ المُحامي حِفاظاً خَشيَةَ العارِ

فَشَكَّ بِالرَوقِ مِنهُ صَدرَ أَوَّلِها

شَكُّ المُشاعِبِ أَعشاراً بِأَعشارِ

ثُمَّ اِنثَنى بَعدُ لِلثاني فَأَقصَدَهُ

بِذاتِ ثَغرٍ بَعيدِ القَعرِ نَعّارِ

وَأَثبَتَ الثالِثَ الباقي بِنافِذَةٍ

مِن باسِلٍ عالِمٍ بِالطَعنِ كَرّارِ

وَظَلَّ في سَبعَةٍ مِنها لَحِقنَ بِهِ

يَكُرُّ بِالرَوقِ فيها كَرَّ إِسوارِ

حَتّى إِذا ما قَضى مِنها لُبانَتَهُ

وَعادَ فيها بِإِقبالٍ وَإِدبارِ

اِنقَضَّ كَالكَوكَبِ الدُرِّيِّ مُنصَلِتاً

يَهوي وَيَخلِطُ تَقريباً بِإِحضارِ

فَذاكَ شِبهُ قَلوصي إِذ أَضَرَّ بِها

طولُ السُرى وَالسُرى مِن بَعدِ أَسفارِ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:07 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


لَقَد نَهَيتُ بَني ذُبيانَ عَن أُقُرٍ

وَعَن تَرَبُّعِهِم في كُلِّ أَصفارِ

وَقُلتُ يا قَومُ إِنَّ اللَيثَ مُنقَبِضٌ

عَلى بَراثِنِهِ لِوَثبَةِ الضاري

لا أَعرِفَن رَبرَباً حوراً مَدامِعُها

كَأَنَّ أَبكارَها نِعاجُ دُوّارِ

يَنظُرنَ شَزراً إِلى مَن جاءَ عَن عُرُضٍ

بِأَوجُهٍ مُنكِراتِ الرِقِّ أَحرارِ

خَلفَ العَضاريطِ لا يوقَينَ فاحِشَةً

مُستَمسِكاتٍ بِأَقتابٍ وَأَكوارِ

يُذرينَ دَمعاً عَلى الأَشفارِ مُنحَدِراً

يَأمُلنَ رِحلَةَ حِصنٍ وَاِبنِ سَيّارِ

إِمّا عُصيتُ فَإِنّي غَيرُ مُنفَلِتٍ

مِني اللِصابُ فَجَنبا حَرَّةِ النارِ

أَو أَضَعُ البَيتَ في سَوداءِ مُظلِمَةٍ

تُقَيِّدُ العيرَ لا يَسري بِها الساري

تُدافِعُ الناسَ عَنّا حينَ نَركَبُها

مِنَ المَظالِمِ تُدعى أُمَّ صَبّارِ

ساقَ الرُفَيداتِ مِن جَوشٍ وَمِن عِظَمٍ

وَماشَ مِن رَهطِ رَبعِيٍّ وَحَجّارِ

قَرمَي قُضاعَةَ حَلّا حَولَ حُجرَتَهُ

مَدّا عَلَيهِ بِسُلّافٍ وَأَنفارِ

حَتّى اِستَقَلَّ بِجَمعٍ لا كِفاءَ لَهُ

يَنفي الوُحوشَ عَنِ الصَحراءِ جَرّارِ

لا يَخفِضُ الرِزَّ عَن أَرضٍ أَلَمَّ بِها

وَلا يَضِلُّ عَلى مِصباحِهِ الساري

وَعَيَّرَتني بَنو ذُبيانَ خَشيَتَهُ

وَهَل عَلَيَّ بِأَن أَخشاكَ مِن عارِ






عطر الزنبق 04-07-2020 05:08 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif
أَلا مَن مُبلِغٌ عَنّي خُزَيماً

وَزَبّانِ الَّذي لَم يَرعَ صِهري

فَإِيّاكُم وَعوراً دامِياتٍ

كَأَنَّ صِلائَهُنَّ صِلاءُ جَمرِ

فَإِنّي قَد أَتاني ما صَنَعتُم

وَما وَشَّحتُمُ مِن شِعرِ بَدرِ

فَلَم يَكُ نَولُكُم أَن تُشقِذوني

وَدوني عازِبٌ وَبِلادُ حَجرِ

فَإِنَّ جَوابَها في كُلِّ يَومٍ

أَلَمَّ بِأَنفُسٍ مِنكُم وَوَفرِ

وَمَن يَتَرَبَّصِ الحَدَثانِ تَنزِل

بِمَولاهُ عَوانٌ غَيرُ بِكرِ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:08 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif
نَبِئتُ زُرعَةَ وَالسَفاهَةُ كَاِسمِها

يُهدي إِلَيَّ غَرائِبَ الأَشعارِ

فَحَلَفتُ يا زُرعَ بنِ عَمروٍ أَنَّني

مِمّا يَشُقُّ عَلى العَدوِّ ضِراري

أَرَأَيتَ يَومَ عُكاظَ حينَ لَقيتَني

تَحتَ العَجاجِ فَما شَقَقتَ غُباري

إِنّا اِقتَسَمنا خُطَّتَينا بَينَنا

فَحَمَلتُ بَرَّةَ وَاِحتَمَلتَ فَجارِ

فَلَتَأتِيَنكَ قَصائِدٌ وَلَيَدفَعَن

جَيشٌ إِلَيكَ قَوادِمَ الأَكوارِ

رَهطُ اِبنِ كُوزٍ مُحقِبي أَدراعِهِم

فيهِم وَرَهطُ رَبيعَةَ بنِ حُذارِ

وَلِرَهطِ حَرّابٍ وَقَدٍّ سورَةٌ

في المَجدِ لَيسَ غُرابُهُم بِمُطارِ

وَبَنو قُعَينٍ لا مَحالَةَ أَنَّهُم

آتوكَ غَيرَ مُقَلَّمي الأَظفارِ

سَهِكينَ مِن صَدَءِ الحَديدِ كَأَنَّهُم

تَحتَ السَنَوَّرِ جِنَّةُ البَقّارِ

وَبَنو سُواءَةَ زائِروكَ بِوَفدِهِم

جَيشاً يَقودُهُمُ أَبو المِظفارِ

وَبَنو جَذيمَةَ حَيَّ صِدقٍ سادَةٌ

غَلَبوا عَلى خَبتٍ إِلى تِعشارِ

مُتَكَنِّفي جَنبَي عُكاظَ كِلَيهِما

يَدعو بِها وِلدانُهُم عَرعارِ

قَومٌ إِذا كَثُرَ الصِياحُ رَأَيتَهُم

وُفُراً غَداةَ الرَوعِ وَالإِنفارِ

وَالغاضِرِيّونَ الَّذينَ تَحَمَّلوا

بِلِوائِهِم سَيراً لِدارِ قَرارِ

تَمشي بِهِم أُدمٌ كَأَنَّ رِحالَها

عَلَقٌ هُريقَ عَلى مُتونِ صُوارِ

شُعَبُ العِلافِيّاتِ بَينَ فُروجِهِم

وَالمُحصَناتُ عَوازِبُ الأَطهارِ

بُرُزُ الأَكُفِّ مِنَ الخِدامِ خَوارِجٌ

مِن فَرجِ كُلِّ وَصيلَةٍ وَإِزارِ

شُمُسٌ مَوانِعُ كُلِّ لَيلَةِ حُرَّةٍ

يُخلِفنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغيارِ

جَمعاً يَظَلُّ بِهِ الفَضاءُ مُعَضِّلاً

يَدَعُ الإِكامَ كَأَنَّهُنَّ صَحاري

لَم يُحرَموا حُسنَ الغِذاءِ وَأُمُّهُم

طَفَحَت عَلَيكَ بِناتِقٍ مِذكارِ

حَولي بَنو دودانَ لا يَعصونَني

وَبَنو بَغيضٍ كُلُّهُم أَنصاري

زَيدُ بنُ زَيدٍ حاضِرٌ بِعُراعِرٍ

وَعَلى كُنَيبٍ مالِكُ بنُ حِمارِ

وَعَلى الرُمَيثَةِ مِن سُكَينٍ حاضِرٌ

وَعَلى الدُثَينَةِ مِن بَني سَيّارِ

فيهِم بَناتُ العَسجَدِيَّ وَلاحِقٍ

وُرقاً مَراكِلُها مِنَ المِضمارِ

يَتَحَلَّبُ اليَعضيدُ مِن أَشداقِها

صُفراً مَناخِرُها مِنَ الجِرجارِ

تُشلى تَوابِعُها إِلى أُلّافِها

خَبَبَ السِباعِ الوُلَّهِ الأَبكارِ

إِنَّ الرُمَيثَةَ مانِعٌ أَرماحُنا

ما كانَ مِن سَحَمٍ بِها وَصَفارِ

فَأَصَبنَ أَبكاراً وَهُنَّ بِإِمَّةٍ

أَعجَلنَهُنَّ مَظِنَّةَ الإِعذارِ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:08 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif
كَتَمتُكَ لَيلاً بِالجَمومَينِ ساهِرا

وَهَمَّينِ هَمّاً مُستَكِنّاً وَظاهِرا

أَحاديثَ نَفسٍ تَشتَكي ما يَريبُها

وَوِردَ هُمومٍ لَم يَجِدنَ مَصادِرا

تُكَلِّفُني أَن يَفعَلَ الدَهرُ هَمَّها

وَهَل وَجَدَت قَبلي عَلى الدَهرِ قادِرا

أَلَم تَرَ خَيرَ الناسِ أَصبَحَ نَعشُهُ

عَلى فِتيَةٍ قَد جاوَزَ الحَيَّ سائِرا

وَنَحنُ لَدَيهِ نَسأَلُ اللَهَ خُلدَهُ

يَرُدَّ لَنا مُلكاً وَلِلأَرضِ عامِرا

وَنَحنُ نُرَجّي الخُلدَ إِن فازَ قِدحُنا

وَنَرهَبُ قِدحَ المَوتِ إِن جاءَ قامِرا

لَكَ الخَيرُ إِن وارَت بِكَ الأَرضُ واحِداً

وَأَصبَحَ جَدُّ الناسِ يَظلَعُ عاثِرا

وَرُدَّت مَطايا الراغِبينَ وَعُرِّيَت

جِيادُكَ لا يُحفي لَها الدَهرُ حافِرا

رَأَيتُكَ تَرعاني بِعَينٍ بَصيرَةٍ

وَتَبعَثُ حُرّاساً عَلَيَّ وَناظِرا

وَذَلِكَ مِن قَولٍ أَتاكَ أَقولُهُ

وَمِن دَسِّ أَعدائي إِلَيكَ المَآبِرا

فَآلَيتُ لا آتيكَ إِن جِئتُ مُجرِماً

وَلا أَبتَغي جاراً سِواكَ مُجاوِرا

فَأَهلي فِداءٌ لِاِمرِئٍ إِن أَتَيتُهُ

تَقَبَّلَ مَعروفي وَسَدَّ المَفاقِرا

سَأَكعَمُ كَلبي أَن يَريبَكَ نَبحُهُ

وَإِن كُنتُ أَرعى مُسحَلانَ فَحامِرا

وَحَلَّت بُيوتي في يَفاعٍ مُمَنَّعٍ

تَخالُ بِهِ راعي الحَمولَةِ طائِرا

تَزِلَّ الوُعولُ العُصمُ عَن قُذُفاتِهِ

وَتُضحي ذُراهُ بِالسَحابِ كَوافِرا

حِذاراً عَلى أَن لا تُنالَ مَقادَتي

وَلا نِسوَتي حَتّى يَمُتنَ حَرائِرا

أَقولُ وَإِن شَطَّت بِيَ الدارُ عَنكُمُ

إِذا ما لَقَينا مِن مَعَدٍّ مُسافِرا

أَلِكني إِلى النُعمانِ حَيثُ لَقيتَهُ

فَأَهدى لَهُ اللَهُ الغُيوثَ البَواكِرا

وَصَبَّحَهُ فُلجٌ وَلا زالَ كَعبُهُ

عَلى كُلِّ مَن عادى مِنَ الناسِ ظاهِرا

وَرَبَّ عَلَيهِ اللَهُ أَحسَنَ صُنعِهِ

وَكانَ لَهُ عَلى البَرِيَّةِ ناصِرا

فَأَلفَيتُهُ يَوماً يُبيدُ عَدوَّهُ

وَبَحرَ عَطاءٍ يَستَخِفَّ المَعابِرا





عطر الزنبق 04-07-2020 05:09 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


لَقَد قُلتُ لِلنُعمانِ يَومَ لَقيتُهُ

يُريدُ بَني حُنَّ بِبُرقَةِ صادِرِ

تَجَنَّب بَني حُنَّ فَإِنَّ لِقائَهُم

كَريهٌ وَإِن لَم تَلقَ إِلّا بِصابِرِ

عِظامُ اللُهى أَولادُ عُذرَةَ إِنَّهُم

لَهاميمُ يَستَلهونَها بِالحَناجِرِ

وَهُم مَنَعوا وادي القُرى مِن عَدوِّهِم

بِجَمعٍ مُبيرٍ لِعَدوِّ المُكاثِرِ

مِنَ الوارِداتِ الماءِ بِالقاعِ تَستَقي

بِأَعجازِها قَبلَ اِستِقاءِ الخَناجِرِ

بُزاخِيَّةٍ أَلوَت بِليفٍ كَأَنَّهُ

عِفاءُ قِلاصٍ طارَ عَنها تَواجِرُ

صِغارِ النَوى مَكنوزَةٍ لَيسَ قِشرُها

إِذا طارَ قِشرُ التَمرِ عَنها بِطائِرِ

هُمُ طَرَدوا عَنها بَليّاً فَأَصبَحَت

بَليٌّ بِوادٍ مِن تِهامَةَ غائِرِ

وَهُم مَنَعوها مِن قُضاعَةَ كُلِّها

وَمِن مُضَرَ الحَمراءِ عِندَ التَغاوُرِ

وَهُم قَتَلوا الطائِيَّ بِالحَجرِ عَنوَةً

أَبا جابِرٍ وَاِستَنكَحوا أُمَّ جابِرِ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:09 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


أَلا أَبلِغا ذُبيانَ عَنّي رِسالَةٍ

فَقَد أَصبَحَت عَن مَنهَجِ الحَقِّ جائِرَه

أَجِدَّكُمُ لَن تَزجُروا عَن ظُلامَةٍ

سَفيهاً وَلَن تَرعوا لِذي الوُدِّ آصِرَه

فَلَو شَهِدَت سَهمٌ وَأَبناءُ مالِكٍ

فَتُعذِرُني مِن مُرَّةَ المُتَناصِرَه

لَجاؤوا بِجَمعٍ لَم يَرَ الناسُ مِثلَه

تَضاءَلُ مِنهُ بِالعَشِيِّ قَصائِرَه

لَيَهنَأ لَكُم أَن قَد نَفَيتُم بُيوتَنا

مُنَدّى عُبَيدانَ المُحَلِّإِ باقِرَه

وَإِنّي لَأَلقى مِن ذَوي الضِغنِ مِنهُمُ

وَما أَصبَحَت تَشكو مِنَ الوَجدِ ساهِرَه

كَما لَقِيَت ذاتُ الصَفا مِن حَليفِها

وَما اِنفَكَّتِ الأَمثالُ في الناسِ سائِرَه

فَقالَت لَهُ أَدعوكَ لِلعَقلِ وافِياً

وَلا تَغشَيَنّي مِنكَ بِالظُلمِ بادِرَه

فَواثَقَها بِاللَهِ حينَ تَراضَيا

فَكانَت تَديهِ المالَ غِبّاً وَظاهِرَه

فَلَمّا تَوَفّى العَقلَ إِلّا أَقَلَّهُ

وَجارَت بِهِ نَفسٌ عَنِ الحَقِّ جائِرَه

تَذَكَّرَ أَنّى يَجعَلُ اللَهُ جُنَّةً

فَيُصبِحَ ذا مالٍ وَيَقتُلَ واتِرَه

فَلَمّا رَأى أَن ثَمَّرَ اللَهُ مالَهُ

وَأَثَّلَ مَوجوداً وَسَدَّ مَفاقِرَه

أَكَبَّ عَلى فَأسٍ يُحِدَّ غُرابَها

مُذَكَّرَةٍ مِنَ المَعاوِلِ باتِرَه

فَقامَ لَها مِن فَوقِ جُحرٍ مُشَيَّدٍ

لِيَقتُلَها أَو تُخطِئَ الكَفُّ بادِرَه

فَلَمّا وَقاها اللَهُ ضَربَةَ فَأسِهِ

وَلِلبِرِّ عَينٌ لا تُغَمِّضُ ناظِرَه

فَقالَ تَعالي نَجعَلِ اللَهَ بَينَنا

عَلى ما لَنا أَو تُنجِزي لِيَ آخِرَه

فَقالَت يَمينُ اللَهِ أَفعَلُ إِنَّني

رَأَيتُكَ مَسحوراً يَمينُكَ فاجِرَه

أَبى لِيَ قَبرٌ لا يَزالُ مُقابِلي

وَضَربَةُ فَأسٍ فَوقَ رَأسِيَ فاقِرَه





عطر الزنبق 04-07-2020 05:09 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


وَدِّع أُمامَةَ وَالتَوديعُ تَعذيرُ

وَما وَداعُكَ مَن قَفَّت بِهِ العيرُ

وَما رَأَيتُكَ إِلّا نَظرَةً عَرَضَت

يَومَ النِمارَةِ وَالمَأمورُ مَأمورُ

إِنَّ القُفولَ إِلى حَيٍّ وَإِن بَعُدوا

أَمسَوا وَدونَهُمُ ثَهلانُ فَالنيرُ

هَل تُبَلِّغنيهِمُ حَرفٌ مُصَرَّمَةٌ

أُجدُ الفَقارِ وَإِدلاجٌ وَتَهجيرُ

قَد عُرِّيَت نِصفَ حَولٍ أَشهُراً جُدُداً

يَسفي عَلى رَحلِها بِالحيرَةِ المورُ

وَقارَفَت وَهيَ لَم تَجرَب وَباعَ لَها

مِنَ الفَصافِصِ بِالنُمِّيِّ سِفسيرُ

لَيسَت تَرى حَولَها إِلفاً وَراكِبُها

نَشوانُ في جَوَّةِ الباغوثِ مَخمورُ

تُلقي الإِوَزّينَ في أَكنافِ دارَتِها

بَيضاً وَبَينَ يَدَيها التِبنُ مَنشورُ

لَولا الهُمامُ الَّذي تُرجى نَوافِلُهُ

لَقالَ راكِبُها في عُصبَةٍ سيروا

كَأَنَّها خاضِبٌ أَظلافَهُ لَهِقٌ

قَهدُ الإِهابِ تَرَبَّتهُ الزَنانيرُ

أَصاخَ مِن نَبأَةٍ أَصغى لَها أُذُناً

صِماخُها بِدَخيسِ الرَوقِ مَستورُ

مِن حِسِّ أَطلَسَ تَسعى تَحتَهُ شِرَعٌ

كَأَنَّ أَحناكَها السُفلى مَآشيرُ

يَقولُ راكِبُها الجِنِّيُّ مُرتَفِقاً

هَذا لَكُنَّ وَلَحمُ الشاةِ مَحجورُ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:10 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


صِلُّ صَفاً لا تَنطَوي مِنَ القِصَر

طَويلَةُ الإِطراقِ مِن غَيرِ خَفَر

داهِيَةٌ قَد صَغُرَت مِنَ الكِبَر

كَأَنَّما قَد ذَهَبَت بِها الفِكَر

مَهروتَةُ الشَدقَينِ حَولاءُ النَظَر

تَفتَرُّ عَن عوجٍ حِدادٍ كَالإِبَر





عطر الزنبق 04-07-2020 05:10 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


يَوما حَليمَةَ كانا مِن قَديمِهِمُ

وَعَينُ باغٍ فَكانَ الأَمرُ ما اِئتَمَرا

يا قَومُ إِنَّ اِبنَ هِندٍ غَيرُ تارِكِكُم

فَلا تَكونوا لِأَدنى وَقعَةٍ جَزَرا





عطر الزنبق 04-07-2020 05:10 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


أَخلاقُ مَجدِكَ جَلَّت ما لَها خَطَرٌ

في البَأسِ وَالجودِ بَينَ العِلمِ وَالخَبَرِ

مُتَوَّجٌ بِالمَعالي فَوقَ مَفرِقِهِ

وَفي الوَغى ضَيغَمٌ في صورَةِ القَمَرِ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:10 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif
بِخالَةَ أَو ماءِ الذُنابَةِ أَو سِوى

مَظِنَّةِ كَلبٍ أَو مِياهِ المَواطِرِ

تَرى الراغِبينَ العاكِفينَ بِبابِهِ

عَلى كُلِّ شيزى أُترِعَت بِالعُراعِرِ

لَهُ بِفَناءِ البَيتِ سَوداءُ فَخمَةٌ

تُلَقَّمُ أَوصالَ الجَزورِ العَراعِرِ

بَقِيَّةُ قِدرٍ مِن قُدورٍ تُوُرِّثَت

لِآلِ الجُلاحِ كابِراً بَعدَ كابِرِ

تَظَلُّ الإِماءُ يَبتَدِرنَ قَديمَها

كَما اِبتَدَرَت سَعدٌ مِياهَ قُراقِرِ

وَهُم ضَرَبوا أَنفَ الفَزارِيِّ بَعدَما

أَتاهُم بِمَعقودٍ مِنَ الأَمرِ قاهِرِ

أَتَطمَعُ في وادي القُرى وَجِنابِهِ

وَقَد مَنَعوا مِنهُ جَميعَ المَعاشِرِ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:11 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


مَن مُبلِغٌ عَمروَ بنَ هِندٍ آيَةً

وَمِنَ النَصيحَةِ كَثرَةُ الإِنذارِ

لا أَعرِفَنَّكَ عارِضاً لِرِماحِنا

في جُفِّ تَغلِبِ وادِيَ الإِمرارِ

يا لَهفَ أُمّي بَعدَ أَسرَةِ جَعوَلٍ

أَلّا أُلاقِيَهُم وَرَهطَ عِرارِ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:11 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


فَإِن يَكُن قَد قَضى مِن خِلِّهِ وَطراً

فَإِنَّني مِنكَ لَمّا أَقضِ أَوطاري

يُدني عَلَيهِنَّ دَفّاً ريشُهُ هَدَمٌ

وَجُؤجُؤً عَظمُهُ مِن لَحمِهِ عارِ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:11 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


المَرءُ يَأمُلُ أَن يَعيشَ

وَطولُ عَيشٍ قَد يَضُرُّه

تَفنى بَشاشَتُهُ وَيَبقى

بَعدَ حُلوِ العَيشِ مُرُّه

وَتَخونُهُ الأَيّامُ حَتّى

لا يَرى شَيئاً يَسُرُّه

كَم شامِتٍ بي إِن هَلِكتُ

وَقائِلٍ لِلَّهِ دَرُّه





عطر الزنبق 04-07-2020 05:12 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


عَفا ذو حُساً مِن فَرتَنى فَالفَوارِعُ

فَجَنبا أَريكٍ فَالتِلاعُ الدَوافِعُ

فَمُجتَمَعُ الأَشراجِ غَيَّرَ رَسمَها

مَصايِفُ مَرَّت بَعدَنا وَمَرابِعُ

تَوَهَّمتُ آياتٍ لَها فَعَرَفتُها

لِسِتَّةِ أَعوامٍ وَذا العامُ سابِعُ

رَمادٌ كَكُحلِ العَينِ لَأياً أُبينُهُ

وَنُؤيٌ كَجَذمِ الحَوضِ أَثلَمُ خاشِعُ

كَأَنَّ مَجَرَّ الرامِساتِ ذُبولَها

عَلَيهِ حَصيرٌ نَمَّقَتهُ الصَوانِعُ

عَلى ظَهرِ مِبناةٍ جَديدٍ سُيورُها

يَطوفُ بِها وَسطَ اللَطيمَةِ بائِعُ

فَكَفكَفتُ مِني عَبرَةً فَرَدَدتُها

عَلى النَحرِ مِنها مُستَهِلٌّ وَدامِعُ

عَلى حينَ عاتَبتُ المَشيبَ عَلى الصِبا

وَقُلتُ أَلَمّا أَصحُ وَالشَيبُ وازِعُ

وَقَد حالَ هَمٌّ دونَ ذَلِكَ شاغِلٌ

مَكانَ الشِغافِ تَبتَغيهِ الأَصابِعُ

وَعيدُ أَبي قابوسَ في غَيرِ كُنهِهِ

أَتاني وَدوني راكِسٌ فَالضَواجِعُ

فَبِتُّ كَأَنّي ساوَرَتني ضَئيلَةٌ

مِنَ الرُقشِ في أَنيابِها السُمُّ ناقِعُ

يُسَهَّدُ مِن لَيلِ التَمامِ سَليمُها

لِحَليِ النِساءِ في يَدَيهِ قَعاقِعُ

تَناذَرَها الراقونَ مِن سوءِ سُمِّها

تُطَلِّقُهُ طَوراً وَطَوراً تُراجِعُ

أَتاني أَبَيتَ اللَعنَ أَنَّكَ لُمتَني

وَتِلكَ الَّتي تَستَكُّ مِنها المَسامِعُ

مَقالَةُ أَن قَد قُلتَ سَوفَ أَنالُهُ

وَذَلِكَ مِن تِلقاءِ مِثلِكَ رائِعُ

لَعَمري وَما عُمري عَلَيَّ بِهَيِّنٍ

لَقَد نَطَقَت بُطلاً عَلَيَّ الأَقارِعُ

أَقارِعُ عَوفٍ لا أُحاوِلُ غَيرَها

وُجوهُ قُرودٍ تَبتَغي مَن تُجادِعُ

أَتاكَ اِمرُؤٌ مُستَبطِنٌ لِيَ بِغضَةً

لَهُ مِن عَدوٍّ مِثلَ ذَلِكَ شافِعُ

أَتاكَ بِقَولٍ هَلهَلِ النَسجِ كاذِبٍ

وَلَم يَأتِ بِالحَقِّ الَّذي هُوَ ناصِعُ

أَتاكَ بِقَولٍ لَم أَكُن لِأَقولَهُ

وَلَو كُبِلَت في ساعِدَيَّ الجَوامِعُ

حَلَفتُ فَلَم أَترُك لِنَفسِكَ ريبَةً

وَهَل يَأثَمَن ذو أُمَّةٍ وَهوَ طائِعُ

بِمُصطَحِباتٍ مِن لَصافٍ وَثَبرَةٍ

يَزُرنَ إِلالاً سَيرُهُنَّ التَدافُعُ

سَماماً تُباري الريحَ خوصاً عُيونُها

لَهُنَّ رَذايا بِالطَريقِ وَدائِعُ

عَلَيهِنَّ شُعثٌ عامِدونَ لِحَجِّهِم

فَهُنَّ كَأَطرافِ الحَنيِّ خَواضِعُ

لَكَلَّفتَني ذَنبَ اِمرِئٍ وَتَرَكتَهُ

كَذي العُرِّ يُكوى غَيرُهُ وَهوَ راتِعُ

فَإِن كُنتُ لا ذو الضِغنِ عَنّي مُكَذَّبٌ

وَلا حَلفي عَلى البَراءَةِ نافِعُ

وَلا أَنا مَأمونٌ بِشَيءٍ أَقولُهُ

وَأَنتَ بِأَمرٍ لا مَحالَةَ واقِعُ

فَإِنَّكَ كَاللَيلِ الَّذي هُوَ مُدرِكي

وَإِن خِلتُ أَنَّ المُنتَأى عَنكَ واسِعُ

خَطاطيفُ جُحنٌ في حِبالٍ مَتينَةٍ

تَمُدُّ بِها أَيدٍ إِلَيكَ نَوازِعُ

أَتوعِدُ عَبداً لَم يَخُنكَ أَمانَةً

وَتَترُكُ عَبداً ظالِماً وَهوَ ظالِعُ

وَأَنتَ رَبيعٌ يُنعِشُ الناسَ سَيبُهُ

وَسَيفٌ أُعيرَتهُ المَنِيَّةُ قاطِعُ

أَبى اللَهُ إِلّا عَدلَهُ وَوَفائَهُ

فَلا النُكرُ مَعروفٌ وَلا العُرفُ ضائِعُ

وَتُسقى إِذا ما شِئتَ غَيرَ مُصَرَّدٍ

بِزَوراءَ في حافاتِها المِسكُ كانِعُ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:12 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


لِيَهنِئ بَني ذُبيانَ أَنَّ بِلادَهُم

خَلَت لَهُمُ مِن كُلِّ مَولى وَتابِعُ

سِوى أَسَدٍ يَحمونَها كُلَّ شارِقٍ

بِأَلفَي كَميٍّ ذي سِلاحٍ وَدارِعِ

قُعوداً عَلى آلِ الوَجيهِ وَلاحِقٍ

يُقيمونَ حَولِيّاتِها بِالمَقارِعِ

يَهُزّونَ أَرماحاً طِوالاً مُتونُها

بِأَيدٍ طِوالٍ عارِياتِ الأَشاجِعِ

فَدَع عَنكَ قَوماً لا عِتابَ عَلَيهِمُ

هُمُ أَلحَقوا عَبساً بِأَرضِ القَعاقِعِ

وَقَد عَسَرَت مِن دونِهِم بِأَكُفِّهِم

بَنو عامِرٍ عَسرَ المَخاضِ المَوانِعِ

فَما أَنا في سَهمٍ وَلا نَصرِ مالِكٍ

وَمَولاهُمُ عَبدِ اِبنِ سَعدٍ بِطامِعِ

إِذا نَزَلوا ذا ضَرغَدٍ فَعُتائِداً

يُغَنّيهِمُ فيها نَقيقُ الضَفادِعِ

قُعوداً لَدى أَبياتِهِم يَثمِدونَها

رَمى اللَهُ في تِلكَ الأُنوفِ الكَوانِعِ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:12 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


وَإِن يَرجِعِ النُعمانُ نَفرَح وَنَبتَهِج

وَيَأتِ مَعَدّاً مُلكُها وَرَبيعُها

وَيَرجِع إِلى غَسّانَ مُلكٌ وَسُؤدُدٌ

وَتِلكَ المُنى لَو أَنَّنا نَستَطيعُها

وَإِن يَهلِكِ النُعمانُ تُعرَ مَطِيَّهُ

وَيُلقَ إِلى جَنبِ الفِناءِ قُطوعُها

وَتَنحَط حَصانٌ آخِرَ اللَيلِ نَحطَةً

تَقَضقَضُ مِنها أَو تَكادُ ضُلوعُها

عَلى إِثرِ خَيرِ الناسِ إِن كانَ هالِكاً

وَإِن كانَ في جَنبِ الفَتاةِ ضَجيعُها







عطر الزنبق 04-07-2020 05:12 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif


تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ

هَذا لَعَمرُكَ في المَقالِ بَديعُ

لَو كُنتَ تَصدُقُ حُبَّهُ لَأَطَعتَهُ

إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:13 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif




دَعاكَ الهَوى وَاِستَجهَلَتكَ المَنازِلُ

وَكَيفَ تَصابي المَرءَ وَالشَيبُ شامِلُ

وَقَفتُ بِرَبعِ الدارِ قَد غَيَّرَ البِلى

مَعارِفَها وَالسارِياتُ الهَواطِلُ

أُسائِلُ عَن سُعدى وَقَد مَرَّ بَعدَنا

عَلى عَرَصاتِ الدارِ سَبعٌ كَوامِلُ

فَسَلَّيتُ ما عِندي بِرَوحَةِ عِرمِسٍ

تَخُبُّ بِرَحلي تارَةً وَتُناقِلُ

مُوَثَّقَةِ الأَنساءِ مَضبورَةِ القَرا

نَعوبٍ إِذا كَلَّ العِتاقُ المَراسِلُ

كَأَنّي شَدَدتُ الرَحلَ حينَ تَشَذَّرَت

عَلى قارِحٍ مِمّا تَضَمَّنَ عاقِلُ

أَقَبَّ كَعَقدِ الأَندَرِيِّ مُسَحَّجٍ

حُزابِيَّةٍ قَد كَدَّمَتهُ المَساحِلُ

أَضَرَّ بِجَرداءِ النُسالَةِ سَمحَجٍ

يُقَلِّبُها إِذ أَعوَزَتهُ الحَلائِلُ

إِذا جاهَدَتهُ الشَدَّ جَدَّ وَإِن وَنَت

تَساقَطَ لا وانٍ وَلا مُتَخاذِلُ

وَإِن هَبَطا سَهلاً أَثارا عَجاجَةً

وَإِن عَلَوا حَزناً تَشَظَّت جَنادِلُ

وَرَبِّ بَني البَرشاءِ ذُهلٍ وَقَيسِها

وَشَيبانَ حَيثُ اِستَبهَلَتها المَنازِلُ

لَقَد عالَني ما سَرَّها وَتَقَطَّعَت

لِرَوعاتِها مِني القُوى وَالوَسائِلُ

فَلا يَهنَئِ الأَعداءَ مَصرَعُ مَلكِهِم

وَما عَتَقَت مِنهُ تَميمٌ وَوائِلُ

وَكانَت لَهُم رِبعِيَّةٌ يَحذَرونَها

إِذا خَضخَضَت ماءَ السَماءِ القَبائِلُ

يَسيرُ بِها النُعمانُ تَغلي قُدورُهُ

تَجيشُ بِأَسبابِ المَنايا المَراجِلُ

يَحُثُّ الحُداةَ جالِزاً بِرِدائِهِ

يَقي حاجِبَيهِ ما تُثيرُ القَنابِلُ

يَقولُ رِجالٌ يُنكِرونَ خَليقَتي

لَعَلَّ زِياداً لا أَبا لَكَ غافِلُ

أَبى غَفلَتي أَنّي إِذا ما ذَكَرتُهُ

تَحَرَّكَ داءٌ في فُؤادِيَ داخِلُ

وَأَنَّ تِلادي إِن ذَكَرتُ وَشِكَّتي

وَمُهري وَما ضَمَّت لَدَيَّ الأَنامِلُ

حِباؤُكَ وَالعيسُ العِتاقُ كَأَنَّها

هِجانُ المَها تُحدى عَلَيها الرَحائِلُ

فَإِن تَكُ قَد وَدَّعتَ غَيرَ مُذَمَّمٍ

أَواسِيَ مُلكٍ ثَبَّتَتها الأَوائِلُ

فَلا تَبعَدَن إِنَّ المَنِيَّةَ مَوعِدٌ

وَكُلُّ اِمرِئٍ يَوماً بِهِ الحالُ زائِلُ

فَما كانَ بَينَ الخَيرِ لَو جاءَ سالِماً

أَبو حُجُرٍ إِلّا لَيالٍ قَلائِلُ

فَإِن تَحيَ لا أَملَل حَياتي وَإِن تَمُت

فَما في حَياتي بَعدَ مَوتِكَ طائِلُ

فَآبَ مُصَلّوهُ بِعَينٍ جَلِيَّةٍ

وَغودِرَ بِالجَولانِ حَزمٌ وَنائِلُ

سَقى الغَيثُ قَبراً بَينَ بُصرى وَجاسِمٍ

بِغَيثٍ مِنَ الوَسمِيِّ قَطرٌ وَوابِلُ

وَلا زالَ رَيحانٌ وَمِسكٌ وَعَنبَرٌ

عَلى مُنتَهاهُ ديمَةٌ ثُمَّ هاطِلُ

وَيُنبِتُ حَوذاناً وَعَوفاً مُنَوِّراً

سَأُتبِعُهُ مِن خَيرِ ما قالَ قائِلُ

بَكى حارِثُ الجَولانِ مِن فَقدِ رَبِّهِ

وَحَورانُ مِنهُ مُوحِشٌ مُتَضائِلُ

قُعوداً لَهُ غَسّانُ يَرجونَ أَوبَهُ

وَتُركٌ وَرَهطُ الأَعجَمينَ وَكابُلُ





عطر الزنبق 04-07-2020 05:20 AM



http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif



أَهاجَكَ مِن أَسماءَ رَسمُ المَنازِلِ

بِرَوضَةِ نُعمِيٍّ فَذاتِ الأَجاوِلِ

أَرَبَّت بِها الأَرواحُ حَتّى كَأَنَّما

تَهادَينَ أَعلى تُربِها بِالمَناخِلِ

وَكُلُّ مُلِثٍ مُكفَهِرٍ سَحابُهُ

كَميشِ التَوالي مُرثَعِنَّ الأَسافِلِ

إِذا رَجَفَت فيهِ رَحىً مُرجَحِنَّةٌ

تَبَعَّقَ ثَجّاجٌ غَزيرُ الحَوافِلِ

عَهِدتُ بِها حَيّاً كِراماً فَبُدِّلَت

خَناطيلَ آجالِ النِعامِ الجَوافِلِ

تَرى كُلَّ ذَيّالٍ يُعارِضُ رَبرَباً

عَلى كُلِّ رَجّافٍ مِنَ الرَملِ هائِلِ

يُثِرنَ الحَصى حَتّى يُباشِرنَ بَردَهُ

إِذا الشَمسُ مَجَّت ريقَها بِالكَلاكِلِ

وَناجِيَةٍ عَدَّيتُ في مَتنِ لاحِبٍ

كَسَحلِ اليَماني قاصِدٍ لِلمَناهِلِ

لَهُ خُلُجٌ تَهوي فُرادى وَتَرعَوي

إِلى كُلِّ ذي نيرَينِ بادي الشَواكِلِ

وَإِنّي عَداني عَن لِقائِكِ حادِثٌ

وَهَمٌّ أَتى مِن دونِ هَمَّكِ شاغِلُ

نَصَحتُ بَني عَوفٍ فَلَم يَتَقَبَّلوا

وَصاتي وَلَم تَنجَح لَدَيهِم وَسائِلي

فَقُلتُ لَهُم لا أَعرِفَنَّ عَقائِلاً

رَعابيبَ مِن جَنبَي أَريكٍ وَعاقِلِ

ضَوارِبَ بِالأَيدي وَراءَ بَراغِزٍ

حِسانٍ كَآرامِ الصَريمِ الخَواذِلِ

خِلالَ المَطايا يَتَّصِلنَ وَقَد أَتَت

قِنانُ أَبيرٍ دونَها وَالكَوائِلِ

وَخَلّوا لَهُ بَينَ الجِنابِ وَعالِجٍ

فِراقَ الخَليطِ ذي الأَذاةِ المُزايِلِ

وَلا أَعرِفَنّي بَعدَما قَد نَهَيتُكُم

أُجادِلُ يَوماً في شَوِيٍّ وَجامِلِ

وَبيضٍ غَريراتٍ تَفيضُ دُموعُها

بِمُستَكرَهٍ يُذرينَهُ بِالأَنامِلِ

وَقَد خِفتُ حَتّى ما تَزيدُ مَخافَتي

عَلى وَعِلٍ في ذي المَطارَةِ عاقِلِ

مَخافَةَ عَمروٍ أَن تَكونَ جِيادُهُ

يُقَدنَ إِلَينا بَينَ حافٍ وَناعِلِ

إِذا اِستَعجَلوها عَن سَجِيَّةِ مَشيها

تَتَلَّعُ في أَعناقِها بِالجَحافِلِ

شَوازِبَ كَالأَجلامِ قَد آلَ رِمُّها

سَماحيقَ صُفراً في تَليلٍ وَفائِلِ

وَيَقذِفنَ بِالأَولادِ في كُلِّ مَنزِلٍ

تَشَحَّطُ في أَسلائِها كَالوَصائِلِ

تَرى عافِياتِ الطَيرِ قَد وَثِقَت لَها

بِشَبعٍ مِنَ السَخلِ العِتاقِ الأَكائِلِ

يَرى وَقَعُ الصَوّانِ حَدَّ نُسورِها

فَهُنَّ لِطافٌ كَالصِعادِ الذَوابِلِ

مُقَرَّنَةً بِالعيسِ وَالأُدمِ كَالقَنا

عَلَيها الخُبورُ مُحقَباتُ المَراجِلِ

وَكُلُّ صَموتٍ نَثلَةٍ تُبَّعِيَّةٍ

وَنَسجُ سُلَيمٍ كُلَّ قَضّاءَ ذائِلِ

عُلينَ بِكِديَونٍ وَأُبطِنَّ كَرَّةً

فَهُنَّ وِضاءٌ صافِياتُ القَلائِلِ

عَتادُ اِمرُؤٍ لا يَنقُضُ البُعدُ هَمَّهُ

طَلوبُ الأَعادي واضِحٌ غَيرُ خامِلِ

تَحينُ بِكَفَّيهِ المَنايا وَتارَةً

تَسُحّانِ سَحّاً مِن عَطاءٍ وَنائِلِ

إِذا حَلَّ بِالأَرضِ البَريَّةِ أَصبَحَت

كَئيبَةَ وَجهٍ غِبُّها غَيرُ طائِلِ

يَؤُمَ بِرِبعِيٍّ كَأَنَّ زُهائَهُ

إِذا هَبَطَ الصَحراءَ حَرَّةُ راجِلِ






عطر الزنبق 04-07-2020 05:21 AM


http://ekladata.com/GX-wrG74NgqESueD...9M@500x265.gif

أَمِن ظَلّامَةَ الدِمَنُ البَوالي

بِمُرفَضِّ الحُبَيِّ إِلى وُعالِ

فَأَمواهِ الدَنا فَعُوَيرِضاتٍ

دَوارِسَ بَعدَ أَحياءٍ حِلالِ

تَأَبَّدَ لا تَرى إِلّا صُواراً

بِمَرقومٍ عَلَيهِ العَهدُ خالِ

تَعاوَرَها السَواري وَالغَوادي

وَما تُذري الرِياحُ مِنَ الرِمالِ

أَثيثٌ نَبتُهُ جَعدٌ ثَراهُ

بِهِ عوذُ المَطافِلِ وَالمَتالي

يُكَشِّفنَ الأَلاءَ مُزَيَّناتٍ

بِغابِ رُدَينَةَ السُحمِ الطِوالِ

كَأَنَّ كُشوحَهُنَّ مُبَطَّناتٍ

إِلى فَوقِ الكُعوبِ بُرودُ خالِ

فَلَمّا أَن رَأَيتُ الدارَ قَفراً

وَخالَفَ بالُ أَهلِ الدارِ بالي

نَهَضتُ إِلى عُذافِرَةٍ صَموتٍ

مُذَكَّرَةٍ تَجِلُّ عَنِ الكَلالِ

فِداءٌ لِاِمرِئٍ سارَت إِلَيهِ

بِعِذرَةِ رَبِّها عَمّي وَخالي

وَمَن يَغرِف مِنَ النُعمانِ سَجلاً

فَلَيسَ كَمَن يُتَيَّهُ في الضَلالِ

فَإِن كُنتَ اِمرَأً قَد سُؤتَ ظَنّاً

بِعَبدِكَ وَالخُطوبُ إِلى تَبالِ

فَأَرسِل في بَني ذُبيانَ فَاِسأَل

وَلا تَعجَل إِلَيَّ عَنِ السُؤالِ

فَلا عَمرُ الَّذي أُثني عَلَيهِ

وَما رَفَعَ الحَجيجُ إِلى إِلالِ

لَما أَغفَلتُ شُكرَكَ فَاِنتَصِحني

وَكَيفَ وَمِن عَطائِكَ جُلُّ مالي

وَلَو كَفّي اليَمينُ بَغَتكَ خَوناً

لَأَفرَدتُ اليَمينَ مِنَ الشِمالِ

وَلَكِن لا تُخانُ الدَهرَ عِندي

وَعِندَ اللَهِ تَجزِيَةُ الرِجالِ

لَهُ بَحرٌ يُقَمِّصُ بِالعَدَولي

وَبِالخُلُجِ المُحَمَّلَةِ الثِقالِ

مُضِرٌّ بِالقُصورِ يَذودُ عَنها

قَراقيرَ النَبيطِ إِلى التِلالِ

وَهوبٌ لِلمُخَيَّسَةِ النَواجي

عَلَيها القائِناتُ مِنَ الرِحالِ






الساعة الآن 08:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا