منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=2)
-   -   مِن المحَن تأتي المنَح (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=187907)

انثى برائحة الورد 06-23-2020 11:53 AM

مِن المحَن تأتي المنَح
 


قد يَنظر الإنسانُ إلى الظواهر ويَترك البواطن، فينظر إلى آلام المخاض ويَنسى
فرحة الميلاد، إن الذهب حينما يُستخرَج خاماً لا بد أن يُوضع في النار حتى يُنقَّى
مِن الشوائب ويَصير ذا قيمة؛ كذلك تَفعل المحَنُ بالمسلم، قال تبارك وتعالى:
﴿ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴾ (آل عمران: 141).
وفوائد المحَن كثيرة؛ منها:
أنها تُظهِر الصديقَ مِن العدوِّ، وتُعرِّف الإنسانَ محبِّيه مِن مبغِضيه؛ فيَظهَرون وقت الشدَّة، أما المحبُّ

فيقف بجانبك منصفًا، وأما المبغِض فيقف وراءك شامتًا، والشماتة ليست مِن خُلق المسلمِ
وفي الأثر: "لا تُظْهر الشماتة لأخيك، فيرحمه اللهُ ويبتليك"، وقد قال الشاعر:
جَزى اللهُ الشدائدَ كلَّ خيرٍ عرَفتُ بها عدوِّى مِن صدِيقي
وفي المحَن يبحث لك المحبُّون عن عُذر، والمبغِضون يبحثون لك عن عثرة
والمنصِفون يُوازنِون الأمورَ حتى يحكُموا بالعدل... وفي النهاية مِن المحَن تأتي المنَح.
ومِن فوائد المحَن:
أنها تؤدِّي إلى مراجعة النفس، ومعرفة مسارها، ومِن أين أُتيت، فيصحِّح الإنسانُ مسارَه، ويُقاوِم

عيوبَه؛ فيصبح شخصًا آخر يقرُّ بالحق، ولا يُعاند بالباطل، فيقرُّ بخطئه، ويَعترف بذنبه، ويتوب
إلى ربه، وإن هذا المثل كمثَل رجلٍ عنده ولدٌ، فهو يحبُّه لكنه يجده يخطئ ويتنكَّب الطريق، ومازال
يتنكَّب حتى يخشى عليه مِن العثرات؛ فهو مِن فرط حبِّه له، وإشفاقه عليه، يقسُو عليه
ويُلزمه بأمور شديدة حتى يصنع منه رجلًا، قال الشاعر:
قسَا لِيزدجِروا ومَن يكُ حازمًا .. فلْيَقْسُ أحياناً على مَن يَرْحَم
ومن فوائد المحَن:
أنها تعرِّف الإنسانَ قدْرَ النعمة التي هو فيها فيَشكُر اللهَ عليها، ويحافظ عليها

إذِ النِّعَم منسيَّة فإذا فُقِدَت عُرِفَت، فيجتهد بالحفاظ على النعم بطاعة الله، وإتقانِ
العمل، وسدِّ الثغراتِ، وإصلاح النيَّة.
ومن فوائد المحَن:
أنها تُخرج الطاقاتِ الكامنةَ؛ فتظهر قدرة الإنسانِ الحقيقية، وتُعَوِّده الجدَّ بعد أن تَعوَّد الكسل

والنشاطَ بعدَ الخمولِ، والعملَ لِدِين الله بعد أن أَخَذَت الدنيا مَجامِع قلبِه... فمِن المحَن تأتي المنَح.
ومن فوائد المحَن:
أنها تُعرِّف الإنسانَ حقيقةَ الدنيا، وأنها بين لحظة وأخرى تنقلب على صاحبها، ألا

فليعملْ للهِ؛ فهو ضمانُ الفوز، ولا يشغل نفسَه بالرزق والدنيا فهي آتيةٌ لا محالة.
ومن فوائد المحَن:
أنها تكفِّر الذنوبَ، وتُقرِّب مِن رب العباد، وفي الحديث:

((لا يزال البلاءُ بالمؤمن حتى يمشي على الأرض ولا خطيئة له)).
ومن فوائد المحَن:
أنها تَكْسِر القلبَ لله، وتُزيل الكِبْرَ مِن النفسِ فيعُود العبدُ ذليلًا بين يديِ اللهِ تعالى، وحينئذٍ

يعُود القلبُ قريبًا مِن الله، بعيدًا عن الشيطان. روى الإمام أحمد في كتاب (الزهد)؛ أنَّ موسى
عليه السلام سألَ اللهَ تعالى يومًا فقال: يا رب، أين أجدُكَ؟ قال عز وجل: "عند المنكسِرةِ
قلوبُهم؛ فإنى أدنو منهم كل يومٍ قيراطًا، ولولا ذلك لانصَدَعُوا".
ومن فوائد المحَن:
أنها تجعل بين الإنسان وبين الخطأ والزلل حاجزًا نفسيًّا عميقًا، فلا يقع فيه مرة

أخرى، وتجعله يتَّخذ بَعده سبيلًا يرفعه ولا يخفضه، يُعزُّه ولا يُذلُّه.
ومن فوائد المحَن:
أن الإنسان يحبُّ مَن كان سببًا في تنبيهه مِن غفلته، فلولا أن الله سخَّره لَبَقِيَ الترابُ

على السطح، ولظلَّ المعدنُ مدفونًا في الشوائب. دخَلَ النبىُّ صلى الله عليه وسلم
على أمِّ السائب، فوجدها تزفزف؛ (يعني: تضطرب وترتعش مِن الحُمَّى)، فقال لها
صلى الله عليه وسلم: ((مالك تزفزفين؟))، قالت: إنها الحُمَّى؛ لا بارك الله فيها، فقال
صلى الله عليه وسلم: ((لا تسبِّي الحمَّى؛ فإنها تنفي ذنوب ابن آدم)).
وختامًا يُعجبنى دعاءٌ للشيخ الشعراوى، فيه مَعانٍ طيبة؛ حيث يقول رحمه الله:

أحمدك ربي على كلِّ قضائك، وجميع قَدَرِكَ، حمد الرضا لحُكْمِك لليقين بِحِكْمَتِك".


والحمد لله أولًا وآخرًا، وهو حسْبُنا، ونعْم الوكيل.

Tweet




شايان 06-24-2020 01:53 AM

لك التقدير والثناء بما جلبه لنا رقي اختيارك
وجعله الله اجرا وثوابا لك

انثى برائحة الورد 06-24-2020 03:54 PM

أمام حضور قلمكم
أسكب الشكر لكم بـود

عاشقة الكروان 06-24-2020 05:14 PM




جزاك الله خيرا وبارك فيكم
على الموضوع القيم المضمون

أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم
ورضى يغمر قلوبكم

وعملاً يرضي ربكم
وسعادة تعلوا وجوهكم

ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم
وعفواً يغسل ذنوبكم
و فرجاً يمحوا همومكم

ودمتم على طاعة الرحمن
وعلى طريق الخير نلتقي دوما .

انثى برائحة الورد 06-24-2020 07:53 PM

أمام حضور قلمكم
أسكب الشكر لكم بـود

عطر الزنبق 06-26-2020 02:20 AM


جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري

انثى برائحة الورد 06-26-2020 08:00 PM


تنثرون عبير الورد أينما حللتم ...
فلاحرمني الله من عبيركم وعطر حرفكم
\\
تقديري ومودتي

منصور 06-27-2020 11:56 PM

جزاك الله خيـر
وبارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائماً
وأن يجمعنا الله وأياكم
على الود والإخاء والمحبة
تحياتي لك

انثى برائحة الورد 06-28-2020 02:29 PM

شكراً .. لفيض احساسكم
وكرم ردكم
شكراً لحضورٍكم الرائع
الذي زين صفحاتي

نهيان 06-30-2020 10:19 PM



الساعة الآن 02:19 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا