منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{ أرصفة عامة}۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=3)
-   -   انحراف سلوك الكبار (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=187740)

اثير حلم 06-10-2020 09:18 AM

انحراف سلوك الكبار
 
https://ar.tunisia-press.net/wp-cont...01_article.jpg

/
06/2020 10 قلم : عبد الله البنين

يَصفُ كَثيرُ مِن النّاسِ انحِرافِ السّلوكِ في سِنِ مَرحلةِ الشَبابِ وَما بَعدها بالمُراهقةِ المتأخرةِ، ويرون أنه من العقل أنْ يكونَ الشّخصُ في هذه المَرحلةِ العُمرية متصفٌ بالرُشدِ والنّضجِ واكتمال الشخصيةِ والسلوكِ، بحيث لا يرتكبْ الفرد فيْ سلوكهِ وأفعاله ما يكون فيها عُرْضَةً للانتقادِ. لكن لماذا يقوم بعضُ كبارِ السّن بسلوك لا يناسبْ فئة مرحلتهم العُمرية تشبه الى حد ما تصرفات أطفالِ سِن المُراهقةِ ؟ على سبيل المثال لا حصر، القيام بفعلِ سلوك خادش للحَياء، كظاهرةِ التّحرش و مضايقة وملاحقة الأطفال والنّساء، في تّعامل مُباشر في مقار أماكن العمل، أو في الأماكنِ العامةِ، وإما عبر قنوات ووسائل الاتصال أو مواقع التواصل الاجتماعي. وقد وصل الأمر لدرجةِ أن بعض كبار السن يرغبُ في الزواج ليس بغرض الزواج، من فتيات في عمر بناتهم.
تُعد ظاهرةِ ما يسمى بالمراهقةِ المتأخرةِ مُلاحظة بشكل أكبر في سلوكِ الرّجالِ، وتشتكي النّساءَ من كثرةِ تعرضهن للمضايقةِ في كل مكانٍ يتوجهن إليه. وبالمناسبة، من المحتملِ أيضا أن يظهر سُلوكَ المراهقةِ المتأخرةِ علىَ بعض النّساءِ في مرحلةٍ عمرية متأخرة، ولكنّ هذا قد لا يكونَ مُلاحظاً أكثر بشكل مُلفت، نظراً لأنّ خصائصَ وطبيعةِ المَرأة بصفةٍ عامة بالفطرة، تستوجبُ التوخي واليقظة والحَذر الشديد والقدرة على التحكم فيْ السَلوكِ والتصرفاتِ في تعاملها مَع الآخرين، حتى في التحدثِ مع الغير، إلا مَعَ مَنْ تثق بهم، بحيث لا تتعرضْ هِيَ وسمعتها للأذىَ أو النقدِ الجَارحِ و المُضايقةِ. وخاصَةُ المَرأة في الدَول الناميةِ. وَجوابا لسؤالٍ سبقَ ذكرهُ.
لا يخلو الأمرَ بالفعل على مستوى دول العالم دون استثناء، من ارتكابِ كِبار السَن من الجنسين في المجتمعاتِ لأخطاءٍ سلوكية وتصرفاتِ قد تكونْ أكثر من تصرفاتِ الأطفالِ في سن المراهقةِ.من أجل ذلك وضعت أكثر الدول المتحضرة حَدا لتلك الممارساتِ الخاطئةِ، من خلال َوضع وتقديم برامج ثقافية وتوعويةٍ، لتوعية كافةِ أفراد الفئات العمرية في المجتمع، للحد والتقليل من أثار وآفات وأضرار التصرفات الخاطئة التي تلحق بقيم ومبادي وسلوكِ المجتمعِ، خاصة أبدان الفئة العُمريّة لصغار السّن من الجنسين على حدٍ سواءَ. هذا من ناحية، لكن من ناحيةٍ أخرىَ، تركتِ البابَ مفتوحاً على مصراعيه من خلالِ فرضِ قانون حُريةِ الفرد الشخصيةِ، لممارسةِ كل طيوف حرية الحياة بلا قيود، فارتدت أثارها السلبية العكسية على المبادي والقيم الايجابية وأضرت كثيراً بالمجتمع.
ما يحدث من سلوكيات خاطئة في تصرفاتِ كبار السنْ في عامةِ المجتمعاتِ لا يحدث صدفة بالنسبة للمراهقة المتأخرة، بل بأسباب وأعراضَ كثيرة، من ضمنها الابتزاز المادي وصولا الى أخر محطات الابتزاز المعنوي وانتهاك خصوصية الجسدِ، ناهيكَ علىَ أنّ أجواءَ وطقوسَ بعض المَجتمعاتِ مهيأة لذلك، مما جَعل أغلبَ حًكومات العالم تهيئ أمام الجميعَ باسم فضاء الحريةِ الشخصية للفرد، كل السُبلِ والإمكانات لممارسة كل أشكال وتصرفاتِ السَلوكِاتِ الشاذة، بعدة وسائل وأساليب وطرقٍ ومحاولاتٍ متقدمةٍ بدءاً منَ سلوكِ الإثارة، والإيماءات، والإغِواء الى إقامة وتخصيصِ الأمَاكن التّجمّعيّةِ، ونوادي اللهو الليليةِ، والتنظِيمَاتِ الرّبحِيةِّ التّسويقية الُمُنسقةِ للمتاجرةِ بالعِرضِ والجَسدِ.
ولنكونَ أكثر واقعية ومنطقية. نعمِلُ العقل بتأنٍ فلا نذهب بعيدا، فنكون قريبون ملتصقون بالواقع وفي حالة وعي وإدراك مستمر لما يحدث في المجتمع ــ سواء كبارا أو صغارا ولن استهدف جنس عن آخر بعينه وبشكل عام ــ من سلوكات شاذة أو خاطئة بدون إضافة أي ألوان ونكهات و محسناتٍ تجميلية وتكميلية لبعض ما يحدث بكل صراحةً وأمانةٍ لا يوجد في تصنيف المراحل العمرية حسب تقسيم العلماء قاطبة في كل العلوم والمعارف والتخصصات، ما يسمى بالمراهقة المتأخرة تخصيصاً كبار السّن، أبداً. إنما وضعت تلك التسميات وتصنيفاتِ الفئة العمرية وفصلت، لهدف علمي، فأول ما استخدمت هذه التسميات في مجال تخصصات علم النفس والاجتماع، والطب والصيدلة من أجل هدف أسمى لدراسة خصائص وسلوكيات وأخلاقيات المجتمعات، كل ما من شأنه آن يفيد المتخصصين في جميع تخصصات وفروع العلوم الأخرى وتهتم هذه التصنيفات والتسميات العمرية التفصيلية المحددة، لإعطاء كافة إفراد المجتمع معلومات اثرائية قيمة بخصائص كل فئة عمرية. ولتدوين المعلومات الشخصية لكل فرد في سجلاتِ ووثائق وشهاداتِ رًسمية خاصةٍ ،يمكنْ الرجوعِ إليها في أي وقتِ .
ما يخص لفظ وتسمية المراهقة المتأخرة، أنا أرى أنها عبارة تلطيفية وتهذيبية، إما لتبرير أو لتقليل فعل ما يقوم به أفراد من مخالفاتٍ وأخطاء سلوكية في حق آخرين، وهذا في الحقيقة، سلوك مخالف منافي للقيم المعنوية " بمعنى انحراف حقيقي للسلوك " ولانحراف السلوك درجاتٍ متباينةٍ معقدةٍ ونتائج وخيمة من المحتملِ أن تتركَ أثارا نفسية وصحية وأخلاقية على شخصيةِ الفرد، الذي يقع عليه ضرراً متعمداً . والسؤال : لماذا يتم تلطيف سلوك الانحراف؟
أكثر أجناس المجتمعات انحرافا مجتمعاتِ دول الغرب، وبعض مجتمعات دول الشرق، وتلحق بالرّكب مجتمعات الدّول النّامية، وبالتالي فطبقة الأسر الثرية وأصحاب النفوذِ والطبقةِ البرجوازيةِ، أكثر الأشخاص ارتكابا لسلوك الانحراف الأخلاقي في المجتمع، وأكثر المتضررين منهم، فئة الطبقةِ الفقيرة، وذلك عن طريق الاستغلال المادي والظروف المَادية والاقتصادية، للتأثير على النّواحي المعنوية، إضافة الى قلة الوعي والانفلات الأخلاقي المجتمعي وتسييل العادات والتقاليد وتذويب الهوية القيمية في المجتمع الى درجات الانحطاط. وهذا ما كتب فيه السيد فريدريك نيتشه، في كتابه انحطاط الأخلاق. طبعا أنا لا اوجد مبرراً أو تقليلاً لما يحدثْ من انحرافاتِ سلوكية في سن مبكرة لأن لذلك ضرر وأثر، لكن الطامة الكبرى عندما يصبح أشخاص في مرحلة النضج والشيخوخة منحرفين،مستغلين، لغيرهم ومستبدينَ، بكل أسف هذه حالة فقد للتوازن العقلي والاستقرار النفسيْ والسلوك ، والرّجوع بشكل عكسيْ بالسن، منَ مَرحلةِ النضجِ والرشدِ في سِنٍّ متأخرةٍ الى سِن مبكرةٍ فيْ مَرحلةِ الطفولة والمراهقةِ. وفي النّهاية بالعّامية نحنّ في دولنا العربية ندعو أو نسمي من يسلك سلوكاً خاطئاً وشاذاَ، من شخص يفترض أن يكون عاقلاً ( قليل أو قلة أدب ). وهذا أيضا نعتا مهذبا بكلِ أدب ..
إنّ أيّ سلوك خاطئ يحدثُ من شخصٍ في سنّ الرّشدِ، مخالف لطبيعةِ فطرةِ الإنسان، منافياَ للأخلاق مثير للشبهة، مَثَيرُ للنقدٍ، يجعل الآخرين يضعونَ عَلاماتِ تعجبٍ واستفهاماتٍ كثيرة حولَ شخصية ذلك الفرد، مما يضر بسمعته، ويقلل حظوظ تواصله بأفرادِ المجتمع، ويحط من درجة تقدير واحترام الآخرين له وشكرا لكم.

شايان 06-10-2020 11:50 AM

موضوع مميز وراقي
وشرح وافي ورائع
كلام في محله اشكر لك
رقي جهودك استاذي
وروعة الموضوع واهميته

منصور 06-11-2020 12:16 AM

سلمت يداك
على جميل طرحك وروعته
يعطيك آلف العآفية
بانتظار جديدك القادم

الحلم المستحيل 06-14-2020 11:32 AM

موضوع فتح الكثير من الفوائد والقى الضوء
على الكثير من السلوكيات الأنسانية
وإن كانت نقاطه ليست كلها محل اتفاق
فقطعا هناك فروقات بين المجتمعات
بشأن السلوك الخاطئ
فما اراه في مجتمعي خاطئ قد يراه
مجتمع أخر سلوك عادي
والعكس صحيح
وهناك مقولة قيلت في المقارنة
بين واقعنا الحالي وواقع اسلافنا
اجزم انها تنطق بالحقيقة التي لا تنكر
المقولة تقول :
اسلافنا سهلوا الحلال وصعبوا الحرام
فكان مجتمعهم للحلال اقرب وأشمل
وعصرنا صعبوا الحلال وسهلوا الحرام
فكان مجتمعنا للمحرمات اقرب

فلا نستغرب من مراهق صغير او
مراهق في سن متقدمة إن سلك سلوكا
يتنافى مع القيم والأخلاق
فالحرام سهل والحلال صعب

أخي أثير حلم لقلمك وما ينثره من
لألئ الكلم رونقا يستهوي الباحثين
عن غذاء العقول وسند الأرواح
دمت في سعادة
الحلم المستحيل كان هنا

طلال 06-14-2020 11:07 PM

اشكرك على موضوعك الاكثر من رائع
في انتظار جديدك

انثى برائحة الورد 06-16-2020 09:39 PM

ذائقة مميزة
و موضوع راقي
سلمت الايادي
و بانتظار جديدكِ
تحياتي


الساعة الآن 02:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا