منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=166)
-   -   قصائد واشعار كثير عزة الشعر الاموي (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=194324)

عطر الزنبق 10-02-2021 03:20 PM

قصائد واشعار كثير عزة الشعر الاموي
 
كثير عزة

كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر الخزاعي، أبو صخر. شاعر، متيم مشهور. من أهل المدينة. أكثر إقامته بمصر. وفد على عبد الملك بن مروان، فازدرى منظره، ولما عرف أدبه رفع مجلسه، فاختص به وببني مروان، يعظمونه ويكرمونه. وكان مفرط القصر دميماً، في نفسه شمم وترفع. يقال له (ابن أبي جمعة) و (كثير عزة) و (الملحي) نسبة إلى بني مليح، وهم قبيلته. قال المرزباني: كان شاعر أهل الحجاز في الإسلام، لا يقدمون عليه أحداً. وفي المؤرخين من يذكر أنه من غلاة الشيعة، وينسبون إليه القول بالتناسخ، قيل: كان يرى أنه (يونس ابن متى). أخباره مع عزة بنت حميل الضمرية كثيرة. وكان عفيفاً في حبه، قيل له: هل نلت من عزة شيئاً طول مدتك؟ فقال: لا والله، إنما كنت إذا أشتد بي الأمر أخذت يدها فإذا وضعتها على جبيني وجدت لذلك راحة. توفي بالمدينة. له (ديوان شعر - ط) وللزبير بن بكار (أخبار كثير).

همسات الروح 10-02-2021 03:25 PM

يسلمو على روعة طرحك
لك الشكر والتقدير

عطر الزنبق 10-02-2021 03:35 PM




https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
دَعينا اِبنةَ الكَعبِيِّ وَالمَجدَ والعُلى

وَرَاعي صِواراً بِالمَدينَةِ أَحسَبا

أَبوكَ الذِي لَمّا أَتى مَرجَ راهِطٍ

وَقَد أَلَّبوا لِلشَّرِّ فيمَن تَأَلَّبا

تَشَنَّأَ للأَعدَاءِ حَتّى إِذا اِنتَهوا

إِلى أَمرِهِ طَوعًا وَكَرهًا تَحَبَّبا







عطر الزنبق 10-02-2021 03:36 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
دَعينا اِبنةَ الكَعبِيِّ وَالمَجدَ والعُلى

وَرَاعي صِواراً بِالمَدينَةِ أَحسَبا

أَبوكَ الذِي لَمّا أَتى مَرجَ راهِطٍ

وَقَد أَلَّبوا لِلشَّرِّ فيمَن تَأَلَّبا

تَشَنَّأَ للأَعدَاءِ حَتّى إِذا اِنتَهوا

إِلى أَمرِهِ طَوعًا وَكَرهًا تَحَبَّبا




عطر الزنبق 10-02-2021 03:36 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
رَأَيتُ أَبا الوَليدِ غَداةَ جَمعٍ

بِهِ شَيبٌ وَمَا فَقَدَ الشَبابا

فَقُلتُ لَهُ ولا أعيا جوابًا

إِذا شَابَت لِداتُ المَرءِ شَابَا

وَلكِن تَحتَ ذَاكَ الشَيبِ حَزمٌ

إِذا ما ظَنَّ أَمرَضَ أَو أَصَابَا



عطر الزنبق 10-02-2021 03:37 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
فَكَم مِن يَتَامى بُوَّسٍ قَد جَبَرتَها

وَأَلبَستَهَا مِن بَعدِ عُريٍ ثِيابَها

وَأَرمَلَةٍ هَلكى ضعافٍ وَصَلتَها

وَأَسرى عُناةٍ قَد فَكَكتَ رِقَابَها

فَتىً سَادَ بِالمَعروفِ غَيرَمُدافَعٍ

كُهُولَ قُرَيشٍ كُلِّها وَشَبابَها

أَراهُم مَنارَاتِ الهُدى مُستَنيرَةً

وَوافَقَ مِنها رُشدَها وَصَوابَها

وَراضَ بِرِفقٍ ما أَرادَ وَلَم تَزَل

رِيَاضَتُهُ حَتّى أَذَلَّ صِعابَها



عطر الزنبق 10-02-2021 03:37 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
أَشاقَكَ بَرقٌ آخِرَ اللَيل وَاصِبُ

تَضمَّنهُ فَرشُ الجَبَا فَالمَسارِبُ

يَجُرُّ وَيَستَأني نَشاصًا كَأَنَّهُ

بِغيقَة حادٍ جَلجَلَ الصَوتَ جالِبُ

تَأَلَّقَ واِحمَومى وَخَيَّمَ بِالرُبى

أَحَمُّ الذُّرى ذو هَيدَبٍ مُتَراكِبُ

إِذا حَرَّكَتهُ الريحُ أَرزَم جَانِبٌ

بِلا هَزَقٍ مِنهُ وَأومَضَ جانِبُ

كَما أومَضَت بالعَينِ ثُمَّ تَبَسَّمَت

خَريعٌ بَدا مِنها جَبينٌ وَحاجِبُ

يَمُجُّ النَدى لا يَذكُرُ السَيرَ أهلُهُ

وَلا يَرجِعُ المَاشِيُ بِهِ وَهوَ جَادِبُ

وَهَبتُ لِسُعدى ماءهُ وَنَباتَهُ

كَما كُلُّ ذي وُدٍّ لِمَن وَدَّ وَاهِبُ

لِتَروى بِهِ سُعدى وَيَروي مَحَلُّها

وَتُغدِقَ أَعدادٌ بِهِ وَمَشارِبُ

تَذَكَّرتُ سُعدَى وَالمُطيُّ كأَنَّهُ

بِآكامِ ذِي رَيطٍ غَطاطٌ قَوارِبُ

فَقَد فُتنَ مُلتَجًّا كَأَنَّ نَئيجَهُ

سُعالُ جَوٍ أَعيَت عَلَيه الطَبائِبُ

فَقُلتُ وَلَم أَملِكُ سَوابِقَ عَبرَةٍ

سَقى أَهلَ بَيسانَ الدُجونُ الهَواضِبُ

وإِنِّي وَلوصَاحَ الوُشاةُ وَطَرَّبوا

لَمُتَّخِذٌ سُعدى شَبابًا فَناسِبُ

يَقولونَ أَجمِع مِن غُزَيزَةَ سَلوَةً

وَكَيفَ وَهَل يَسلُو اللَجُوجُ المُطَالِبُ

أَعَزُّ أَجَدَّ الرَكبُ أَن يَتَزَحزَحوا

وَلَم يَعتَبِ الزَاري عَلَيكِ المَعاتِبُ

فَأُحَيي هَداكِ اللهُ مَن قَد قَتَلتِهِ

وَعاصِي كَما يُعصى لَدَيهِ الأَقارِبُ

وَإِنَّ طِلابي عانِسًا أُمَّ وَلدةٍ

لَممّا تُمَنِّيني النُفوسُ الكَواذِبُ

أَلا لَيتَ شِعري هَل تَغَيَّرَ بَعدَنا

أَراكٌ فَصُرما قَادِمٍ فَتُناضِبُ

فَبُرقُ الجَبا أَم لا فَهُنَّ كَعَهدِنا

تنزَّى على آرامِهِنَّ الثَّعالِبُ

تَقي الله فيه أُمَّ عمروٍ ونَوّلي

مَوَدَّتَهُ لا يَطلُبَنَّكِ طَالِبُ

وَمَن لا يُغَمِّض عَينَه عَن صَديقِهِ

وَعَن بَعضِ ما فيهِ يَمُت وَهوَ عَاتِبُ

وَمَن يَتَتَبَّع جاهِداً كُلَّ عَثرَةٍ

يَجِدها وَلا يَسلَم له الَّهرَ صَاحِبُ

فَلا تَأَمَنِيهِ أَن يُسِرَّ شَماتَةً

فَيُظهِرَها إِن أَعقَبَتهُ العَواقِبُ

كَأَن لَم أَقُل وَاللَيلُ ناجٍ بَريدُهُ

وَقَد غالَ أَميالَ الفِجاجِ الرَكائِبُ

خَليلَيَّ حُثّا العَيسَ نُصبِح وَقَد بَدَت

لَنا مِن جِبَالِ الرَامَتينِ مَناكِب

فَوَالله ما أَدري أآتٍ عَلى قِلىً

وَبادي هَوانٍ مِنكُمُ وَمُغَاضِبُ

سَأَملكُ نَفسي عَنكُم إِن مَلَكتُها

وَهَل أَغلِبَن إِلا الذي أَنا غالِبُ

حَلِيلَةُ قَذّافِ الدِيارِ كَأنَّهُ

إِذا ما تَدانَينا مِن الجَيشِ هارِبُ

إِذا ما رآني بارِزاً حَالَ دُونَهَا

بِمَخبَطَةٍ يا حُسنَ مَن هُوَ ضارِبُ

وَلَو تُنقَبُ الأَضلاعُ أُلفِيَ تَحتَهَا

لِسُعدى بِأَوساطِ الفُؤادِ مَضارِبُ

بِها نَعَمٌ مِن مائِلِ الحُبِّ واضِحٌ

بِمُجتَمَعِ الأَشرَاجِ ناءٍ وَقَارِبٌ

تَضَمّنَ داءً مُنذُ عِشرينَ حِجَةً

لَكُم ما تُسَلِّيهِ السُنونَ الكَواذِبُ





عطر الزنبق 10-02-2021 03:38 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
ألا طَرَقَت بَعدَ العِشاءِ جَنوبُ

وَذَلكَ مِنها إِن عَجِبتَ عَجِيبُ

تَسَدَّت وَمَرٌّ دونَنا وَأَراكُهُ

وَدُونانُ أَمسَى دُونَها وَنَقيبُ

وَنَحنُ بِبَطحَاءِ الحَجُونِ كأننا

مِراضٌ لَهُم وَسطَ الرِحالِ نَحيبُ

فَحَيَّت نِياماً لم يَرُدُّوا تَحِيَّةً

إِليها وَفي بَعضِ اللَمامِ شُغوبُ

لَقَد طَرَقَتنَا في التَنائي وَإِنَها

على القُربِ عِلمي للسُّرى لَهَيُوبُ

أُحِبكِ ما حَنَّت بِغَورِ تُهامَةٍ

إِلى البو مِقلاتُ النِتاجِ سَلُوبُ

وَما سَجَعَت مِن بَطنِ وادٍ حَمامَةٌ

يُجاوِبُها صاتُ العَشِيِّ طَرُوبُ

وَإِني لَيَثنِيني الحَياءُ فَأَنثَني

وَأَقعُدُ والمَمشى إليكِ قَريبُ

وَآتي بُيوتاً حَولَكُم لا أُحِبُّها

وَأُكثِرُ هَجرَ البَيتِ وَهوَ جَنِيبُ

وَأُغضي على أَشياءَ مِنكِ تَريبُني

وَأُدعَي اِلى ما نَابَكُم فَأُجيبُ

وَما زِلتُ مِن ذِكراكِ حَتّى كَأَنَّني

أَميمٌ بِأَكنافِ الدِيارِ سَليبُ

وَحَّتى كَأنّي مِن جَوَى الحُبِّ مِنكُمُ

سَليبُ بِصَحراءِ البُرَيحِ غَريبُ

أَبُثُّكِ ما أَلقى وَفي النَفسِ حاجَةٌ

لَها بَينَ جِلدي وَالعِظامِ دَبِيبُ

أَراكُم إِذا ما زُرتُكُم وَزِيارَتي

قَليلٌ يُرَى فِيكُم إِلَيَّ قُطوبُ

أَبِيني أَتعويلٌ عَلَينا بِما أَرَى

مِنَ الحُبِّ أَم عِندي إِلَيكِ ذُنوبُ

أَبِيني فَإِما مُستَحيرٌ بِعِلَّةِ

عَلَيَّ وَإِمّا مُذنِبٌ فَأَتوبُ

حَلَفتُ وَما بِالصِدقِ عَيبٌ عَلى اِمرِىءٍ

يَرَاهُ وَبَعضُ الحالِفينتَ كَذوبُ

بِرَبِّ المَطايا السَابِحاتِ وَما بَنَت

قُرَيشٌ وَأَهدَت غَافِقٌ وَتُجِيبُ

وَمُلقَى الوَلايا مِن مِنىً حَيثُ حَلَّقَت

إيادٌ وَحَلَّت غامِدٌ وَعَتيبُ

يَمينَ اِمرِىءٍ لَم يَغشَ فيها أَثيمَةً

صَدوقٍ وَفَوقَ الحالِفَينَ رَقيبُ

لَنِعمَ أَبو الأَضيافِ يَغشَونَ نارَهُ

وَمُلقى رِحالِ العيسِ وَهيَ لَغُوبُ

وَمُختَبَطُ الجادي إذا ما تَتابَعَت

عَلى النَاسِ مَثنى قَرَّةٍ وَجُدوبُ

وَحامي ذِمارِ القومِ في ما يَنوبُهُم

إذا ما اِعتَرَت بَعدَالخَطوبِ خُطوبُ

عَلى كُلِّ حالٍ إِن أَلَمَّت مُلِمَّةٌ

بِنا عُمَرٌ وَالنَّائِباتُ تَنوبُ

فَتىً صَمتُهُ حِلمٌ وَفَصلٌ مَقالهُ

وَفي البَأسِ مَحمودُ الثَناءِ صَليبُ

خَطيبٌ إِذا ما قالَ يوماً بِحِكمَةٍ

مِنَ القولِ مغشيُ الرَواقِ مَهيبُ

كَثيرُ النَدى يَأتي النَدى حَيثُما أَتى

وَإِن غابَ غابَ العُرفُ حَيثُ يَغِيبُ

كَريمُ كِرَامٍ لا يُرى في ذوي النَدى

له في النَدى وَالمَأثُراتِ ضَريبُ

أَبيٌّ أبى أَن يَعرِف الضيمَ غالِبٌ

لأَعدَائه شَهمُ الفؤادِ أَريبُ

يقلِّبُ عَينَي أزرَقٍ فوقَ مَرقَبٍ

يَفاعٍ لَهُ دونَ السَماءِ لُصوبُ

غَدا في غَداةٍ قَرَّةٍ فاِنتَحَت لَهُ

عَلى إِثرِ وُرادِ الحَمَام جَنوبُ

جَنى لأَبي حَفصٍ ذُرَى المَجدِ والدٌ

بَنى دونَهُ لِلبانِيَينِ صُعوبُ

فَهذا على بنيانِ هَذاك يَبتَني

بُناهُ وَكُلٌّ مُنجِبٌ وَنَجيبُ

وَجَدٌّ أَبيهُ قَد يُنافي على البُنا

بُناهُ وَكُلٌّ شَبَّ وَهُوَ أَديبُ

فَأَنتَ عَلى مِنهاجِهم تَقتَتَدي بِهم

أَمامَكَ ما سَدّوا وَأَنتَ عَقيبُ

فَأَصبَحتَ تَحذو مِن أَبيكَ كَما حَذا

أَبوكَ أَباهُ فِعلَهُ فَتُصيبُ

وَأَمسَيتَ قَلباً نابِتاً في أَرومَةٍ

كَما في الأَرُومِ النابِتاتِ قُلوبُ

أَبوكَ أَبو العاصي فَمَن أَنتَ جاعِلٌ

إِلَيهِ وَبَعضُ الوَالِدَينِ نَجيبُ

وَأَنتَ المُنقّى مِن هُنا ثُمَّ مِن هُنا

وَمِن هاهُنا وَالسَّعدكُ حينَ تؤوبُ

أَقَمتَ بِهَلكى مالكٍ حينَ عَضَّهُم

زَمَانٌ يَعُرُّ الواجِدينَ عَصيبُ

وَأنتَ المُرَجَّى والمُفَدّى لِهالِك

وَأَنتَ حَليمٌ نافِعٌ وَمُصيبُ

وَلِيتَ فَلَم تُغفِل صَديقاً وَلَم تَدَع

رَفيقاً وَلَم يُحرَم لَدَيكَ غَريبُ

وَأَحييتَ مَن قَد كانَ مَوَّتَ مالَهُ

فِإِن مُت مَن يُدعى لَهُ فَيُجِيبُ

قَضَيتَ لِسَوراتِ العُلا فَاِحتَويتَها

وَأَنتَ لِسَوراتِ العَلاءِ كَسُوبُ

وَمَا النَاس أَعطَوكَ الخِلافَةَ والتُقى

وَلا أَنتَ فاِشكُرهُ يُثِبكَ مُثيبُ

وَلَكنَما أَعطاكَ ذلِكَ عالمٌ

بِما فيكَ مُعطٍ لِلجَزيلِ وَهوبُ





عطر الزنبق 10-02-2021 03:38 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
هُوَ التَيسُ لُؤماً وَهوَ إِن رَاءَ غَفلَةً

مِنَ الجارِ أَو بَعضِ الصَحابَةِ ذيبُ

إِذا مَدَحَ البَكريُّ عِندَكَ نَفسَهُ

فَقُل كَذَب البَكرِيُّ وَهوَ كَذُوبُ

لا بَأسَ بِالبَزوَاءِ أَرضاً لَو اِنَّها

تُطَهَّرُ مِن آثارِهِم فَتُطيبُ






عطر الزنبق 10-02-2021 03:38 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
عَفا السَفحُ مِن أُم الوَليدِ فكَبكَبُ

فَنُعمانُ وَحشٌ فَالرَكيُّ المثقَّبُ

خَلاءٌ إلى الأَحواضِ عافٍ وَقَد يُرى

سَوامٌ يُعَافيهِ مُراحٌ وَمُعزَبُ

عَلى أَنَّ بِاِالأَقوازِ أَطلالَ دِمنَةٍ

تُجِدُّ بِها هُوجُ الرِياحِ وَتَلعَبُ

لِعَزَّةَ إِذ حَبلُ المَوَدَّةِ دائِمٌ

وَإِذ أَنتَ مَتبُولٌ بِعَزَّةَ مُعجَبُ

وَاِذا لا تَرَى في النَاسِ شَيئًا يَفوقُها

وَفِيهِنَّ حُسنٌ لَو تَأَمَّلتَ مَجنَبُ

هِيَ الحُرَةُ الدَلُّ الحَصانُ وَرَهطُها

إِذاذُكِرَ الحَيُّ الصَريحُ المُهَذَبُ

هَضيمُ الحَشا رُودُ المَطا بَختَرِية

جَمِيلٌ عَلَيها الأتحَميُّ الممُنَشَّبُ

رَأيتُ وَأَصحابِي بِأَيلَةَ موهِنًا

وَقَد لاحَ نَجمُ الفَرقَدِ المُتَصَوِّبُ

لِعَزَّةَ نارًا ما تَبوخُ كأَنَّها

إِذا ما رَمَقناها مِنَ البُعدِ كَوكَبُ

تَعَجَّبَ أَصحابِي لَها حِينَ أُوقِدَت

وَلَلمُصطَلوها آخِرَ اللَيلِ أَعجَبُ

إِذا ما خَبَت مِن آخِرِ اللَيلِ خَبوَةً

أُعِيدَ لها بِالمَندَلِّي فَتُثقَبُ

وَقَفنَا فَشُبَّت شَبَّةً فَبَدا لنا

بِأَهضامِ وَاديها أَراكٌ وَتَنضُبُ

وَمِن دون حَيثُ اِستُوقِدَت مِن مُجالِخٍ

مَراحٌ وَمُغدًى للمَطِيِّ وَسَبسَبُ

أَتَتنا بِرَيَّاها وَلَلعيسِ تَحتَنا

وَجِيفٌ بِصَحرَاءِ الرُسَيسِ مُهَذِّبُ

جنوبٌ تُسامي أَوجُهَ الرَكبِ مسُّها

لَذيذٌ وَمَسراها مِنَ الأَرضِ طَيِّبُ

فَيا طولَ ما شَوقي إِذا حالَ دُونَها

بُصاقٌ وَمَن أَعلامِ صِندِدَ مَنكِبُ

كَأَن لَم يُوافِقُ حِجَّ عزَّةَ حَجُّنا

وَلَم يَلقَ رَكبًا بِالمحصَّبِ أَركَبُ

حَلَفتُ لها بالرَاقِصاتِ إلى مِنَىً

تُغِذُّ السُرى كَلبٌ بِهِنَّ وَتَغلِبُ

وَرَبِّ الجِيادِ السابِحاتِ عَشِيةً

مَعَ العَصرِ إِذ مَرَّت عَلى الحَبلِ تَلحَبُ

لَعَزَّةُ هَمُّ النَفسِ مِنهُنَّ لَو تَرى

إليها سَبيلاً أَو تُلِمُّ فَتُصقِبُ

أُلامُ عَلى أُمِّ الوَلِيدِ وَحُبُّها

جَوىً داخِلٌ تحت الشّراسيفِ مُلهَبُ

وَلوَ بَذَلَت أُمُّ الوَليدِ حَديثَها

لِعُصمٍ بِرَضوى أَصبَحَت تَتَقَرَّبُ

تَهَبَّطنَ مِن أَكنافِ ضَأسٍ وَأيلَةٍ

إِلَيها وَلَو أَغرى بهِنَّ المُكَلِّبُ

تَلَعَّبُ بالعِزهاةِ لَم يَدرِ ما الصِّبا

وَيَيأَس مِن أُمِّ الوَليدِ المُجَرِّبُ

ألا لَيتَنا يا عَزّ كُنّا لِذي غِنىً

بِعَيرينِي نَرعى في الخَلاءِ وَنَعزُبُ

كِلانا به عرٌ فَمَن يَرَنا يَقُلُ

عَلى حُسنِها جَرباء تُعدي وَأَجرَبُ

إِذا ما وَرَدنا مَنهَلاً صَاح أَهلُهُ

عَلينا فما نَنفَكُّ نُرمَى وَنُضرَبُ

نَكونُ بَعيري ذِي غِنىً فَيُضِيعُنا

فَلا هُوَ يَرعانا وَلا نَحنُ نُطلَبُ

يُطرِدُنا الرُعيانُ عَن كُلِّ تِلعَةٍ

وَيَمنَعُ مِنا أَن نَرى فِيهِ نَشرَبُ

وَدَدتُ وَبَيتِ الله أَنَّكِ بَكرَةٌ

هِجانٌ وَأَني مُصعَبٌ ثُمَّ نَهرُبُ




عطر الزنبق 10-02-2021 03:39 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
رَمَتني عَلى عَميدٍ بُثَينَة بَعدَما

تَوَلَّى شَبابي واِرجَحَنَّ شَبابُها

بِعَينينِ نَجلاوَينِ لَو رَقرَقَتهُمَا

لِنَوءِ الثُريا لاستَهَلَّ سَحَابُها

وَلكِنَّما تَرمِينَ نَفسًا مَريضَةً

لِعَزَّة مِنها صَفوُها وَلُبابُها






عطر الزنبق 10-02-2021 03:39 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
عَفَت غَيقَةٌ مِن أَهلِها فَجُنُوبُها

فَرَوضَةُ حَسنا قاعُها فَكَثَيبُها

مَنَازِلُ مِن أَسماءَ لَم تُعفِ رَسمَها

رِياحُ ا لثُرَيّا خِلفَةً فَضَريبُها

تَلُوحُ بِأَطرافِ البُضيَعِ كَأَنَّها

كِتابُ زُبورٍ خُطَّ لَدنًا عَسِيبُها

إذا لَم تَكُونوا نَاصِري أهل حَقِّها

وَمُلفينَ عِندَ النَصرِ مِمَّن يُجيبُها

فَسيروا بُراءَ في تَفَرُّقِ مالِكٍ

بِنُصحٍ وَأَرحامٍ يَئِطُّ قَريبُها

وَهَل مالِكٌ إِلاّ أُسودُ خَفيَّةٍ

إذا لَم تُعاطَ الحَقَّ بادٍ نُيُوبُها





عطر الزنبق 10-02-2021 03:39 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
تَشَوَّفُ مِن صَوتِ الصَدى كُلَّما دَعا

تَشَوُّفَ جَيداءِ المُقَلَّدِ مُغيِبِ

تُبارِي حَراجيجًا عِتاقًا كَأَنَّها

شَرَائِجُ مَعطُوفٍ مِن القُضبِ مُصحَبِ

إذا ما بَلَغنا الجُهدَ مِنها تَوَعَّبَت

وَضيعُ زِمامٍ كَالُبابِ المُسيَّبِ

أَضَرَّ بِها عَلقُ السُّرَى كُلَّ لَيلَةٍ

إِليكَ فإِسآدي ضُحىً كُلَّ صَيهَبِ

حَلِيمٌ إَذا ما نالَ عاقَبَ مُجمِلاً

أَشَدَّ العقابِ أَو عَفا لَم يُثرِّبِ

فَعَفوًا أَميرَ المُؤمِنينَ وَحِسبَةً

فَما تَتَسِب مِن صالِحٍ لَكَ يُكتَبِ

أَساؤُوا فإن تغفر فِإِنَّكَ أَهلُهُ

وَأَفضَلُ حِلمٍ حِسبَةً حِلمُ مُغضَبِ

نَفَتهُم قُرَيشٌ عَن أباطِحِ مَكَّةٍ

وَذِي يَمَنٍ بِالمَشرِفِّي المُشَطَّبِ




عطر الزنبق 10-02-2021 03:40 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
جَزَتكَ الجَوازِي عَن صَدِيقُكَ نَضرَةً

وَأَدناكَ رَبِّي في الرَّفيقِ المُقَرَّبِ

فَإِنَّكَ لا يُعطي عَلَيكَ ظُلامَةً

عَدُوٌّ وَلا تَنأى عَنِ المُتَقَرِّبِ

وَإِنًّكَ ما تَمنَع فإِنَّكَ مانِعٌ

بِحَقٍّ وَما أَعطَيتَ لَم تَتَعَقَّبِ

مَتى تَأتِهِم يَومًا مِنَ الدَهرِ كُلِّهِ

تَجِدهُم إِلى فَضلٍ على النَاسِ تُرتَبِ

كَأنَّهُمُ مِن وَحشِ جِنٍّ صَريمَةٌ

بِعَبقَرَ لَمّا وُجِّهَت لَم تَغَيَّبِ

إِذا حُللُ الَصبِ اليَمانيِ أَجادَها

أَكُفُّ أَساتيذٍ عَلى النَّسجِ دُرَّبِ

أَتاهُم بِها الجاني فَراحُوا عَلَيهم

تَوَائِمُ مِن فَضفاضِهِنَّ المُكَعَّبِ

لَها طُرَرٌ تَحتَ البَنائِقِ أُذنِبَت

إلىمُرهَفاتِ الحَضرَمي المُقَرَبِ





عطر الزنبق 10-02-2021 03:40 PM


https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
رَأَيتُ اِبنَةَ الضَمريِّ عَزّةَ أَصبَحَت

كَمُحتَطبٍ ما يَلقَ بِالَيلِ يَحطِبِ

وَكانَت تُمَنّينا وَتزعُمُ أَنّها

كَبَيضِ الأَنوقِ في الصَفا المُتَنَصِّبِ

رَجَعتُ بِها عَني عَشِيّةَ بِرمَةٍ

شَمَاتَةَ أَعداءٍ ضُهُودٍ وَغُيَّب




عطر الزنبق 10-02-2021 03:40 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
تَيَمَّمتُ لَهبًا أَبتَغي العِلم عِندَهُم

وَقَد رُدَّ عِلمُ العَائِفينَ إلى لَهبِ

تَيَمَّمتُ شَيخًا مِنهُمُ ذا بَجَالةٍ

بَصيرًا بِزَجرِ الطَيرِ مُنحنيَ الصُلبِ

فَقُلتُ لَهُ مَاذا تَرى في سَوَانِحٍ

وَصَوتِ غُرابٍ يَفحَصُ الوَجهَ بالتُربِ

فَقَالَ جَرَى الظَبيُ السَنيحُ بِبَينِها

وقال غُرابٌ جَدَّ مُنهَمِرُ السَّكبِ

فإِلّا تَكُن ماتَت فَقَد حَالَ دُونَها

سِواكَ خَليلٌ باطنٌ مِن بَني كَعبِ




عطر الزنبق 10-02-2021 03:41 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
لِتَبكِ البَواكِي المُبكَياتُ أَبا وَهبِ

عَلَى كُلِّ حَالٍ مِن رَخاءٍ وَمِن كَربِ

أَخا السَلمِ لا يَعيا إِذا هِيَ أَقبَلَت

عَلَيهِ وَلى يَجوي مُعانَقَةَ الحربِ

فَإِن تَكُ قَد وَدَّعتَنا بَعدَ خُلَّةٍ

فَنِعمَ الفَتى في الحَيِّ كُنتَ وَفي الرَكبِ

سَقَى الله وَجهًا غادَرَ القَومُ رَسمَهُ

مُقيمًا ومرّوا غافِلِينَ عَلَى شَغبِ

عطر الزنبق 10-02-2021 03:41 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
إِنَّ اِمرَءًا كانت مَساوِئُهُ

حُبَّ النَبيِّ لَغَيرُ ذي عَتبِ

وَبَني أَبي حَسَنٍ وَوَالدِهِم

مَن طابَ في الأَرحامِ وَالصُلبِ

أَتَرَونَ ذَنبًا أَن نُحِبَّهُمُ

بَل حُبُّهُم كَفّارَةُ الذَنبِ






عطر الزنبق 10-02-2021 03:41 PM


https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
فَلَولا اللهُ ثُمَّ نَدى اِبنِ لَيلى

وَأَني في نَوَالِكَ ذو اِرتِغابِ

وَباقي الوُدِّ ما قَطَعَت قَلوصي

مَهامِه بَينَ مِصرَ إِلى غُرابِ

وَنازَعَني إِلى مَدحِ اِبنِ لَيلى

قَوافيها مُنازَعَةَ الطَرابِ

فَلَيسَ النَيلُ حِينَ عَلَت قراهُ

غَوالِبُهُ بِأَغلَبَ ذي عُبابِ

بِأَفضَلَ نائِلًا مِنهُ إِذا ما

تَسامى الماءُ فانغَمَسَ الرَوابي

وَيَغمُرُنا إِذا نَحنُ اِلتَقَينا

بِطامي الموجِ مُضطَرِبِ الحَبابِ

وَأَنتَ دَعامَةٌ مِن عَبدِ شَمسٍ

إِذا اِنتُجِبوا مِن السِرِّ اللُبابِ

مِن اللائي يَعُودُ الحِلمُ فيهُم

وَيُعطَونَ الجَزيلَ بِلاحِسابِ

وَهُم حُكّامُ مُعضِلَةٍ عَقامٍ

فَكَم بَعَثوا بِها فَصلَ الخِطابِ

إِذا قَرَعوا المَنابِرَ ثُمَ خَطّوا

بِأَطرافِ المَخاصِرِ كَالغِضَابِ

قَضَوا فيها وَلَم يَتَوَهَّموها

بِفاصِلَةٍ مُبَيَّنَةِ الصَوابِ

وَهُم أَحلى إِذا ما لَم تُثِرهُم

عَلى الأَحناكِ مِن غَذَقِ اِبنِ طابِ

أَبوكَ حَمى أُمَيَّةَ حِينَ زالَت

دَعائِمُها وَأَصحَرَ لِلضِّرابِ

وَكانَ المُلكُ قَد وهنت قِواهُ

فَرَدَّ المُلكَ مِنها في النِصابِ




عطر الزنبق 10-02-2021 03:42 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif




خَليلَيَّ هَذا رُبعُ عَزَّةَ فَاِعقِلا

قلوصَيكُما ثُمَّ اِبكِيا حَيثُ حَلَّتِ

وَمُسّا تُرابًا كَانَ قَد مَسَّ جِلدَها

وَبيتا وَظِلاَ حَيثُ باتَت وَظَلَّتِ

وَلا تَيأَسا أَن يَمحُوَ اللهُ عَنكُما

ذُنوبًا إِذا صَلَّيتُما حَيثُ صَلَّتِ

وما كنت أَدري قَبلَ عَزَّةَ ما البُكا

وَلا مُوجِعاتِ القَلبِ حَتَّى تَوَلَّتِ

وَما أَنصَفَت أَما النِساءُ فَبَغَّضَت

إِلينا وَأَمَّا بِالنَوالِ فَضَنَّتِ

فَقَد حَلَفَت جَهدًا بِما نَحَرَت لَهُ

قُرَيشٌ غَداةَ المَأزَمينِ وَصَلّتِ

أُناديكَ ما حَجَّ الحَجِيجُ وَكَبَّرَت

بِفَيفاء آل رُفقَةٌ وَأَهَلَّتِ

وَما كَبَّرَت مِن فَوقِ رُكبةَ رُفقةٌ

وَمِن ذي غَزال أَشعَرَت وَاِستَهَلَّتِ

وَكانَت لِقَطعِ الحَبلِ بَيني وَبَينَها

كَناذِرَةٍ نَذرًا وَفَت فَأَحَلَّتِ

فَقُلتُ لَها يا عَزَّ كُلُّ مُصيبَةٍ

إِذا وُطِّنَت يَومًا لَها النَفسُ ذلَّتِ

وَلَم يَلقَ إِنسانٌ مِنَ الحُبَّ مَيعَةً

تَعُمُّ وَلا عَمياءَ إِلّا تَجَلَّتِ

فَإِنَ سَأَلَ الواشُونَ فِيمَ صَرَمتُها

فَقُل نَفس حُر ّسُلِّيَت فَتَسَلَّتِ

كَأَنّي أُنادِي صَخرَةً حِينَ أَعرَضَت

مِن الصُمِّ لو تَمشي بِها العُصمُ زَلَّتِ

صَفوحٌ فَما تَلقاكَ إِلَّا بخيلَةً

فَمَن مَلَّ مِنها ذَلِكِ الوَصلَ مَلَّتِ

أَباحَت حِمًى لَم يَرعَهُ الناسُ قَبلَها

وَحَلَّت تِلاعًا لَم تَكُن قَبلُ حُلَّتِ

فَلَيتَ قَلوصي عِندَ عَزَّةَ قُيِّدَت

بِحَبلٍ ضَعيفٍ غُرَّ مِنها فَضَلَّتِ

وَغودِرَ في الحَيِّ المُقيمينَ رَحلُها

وَكانَ لَها باغٍ سِوايَ فَبَلَّتِ

وَكُنت كَذي رِجلَينِ رِجلٍ صَحيحَةٍ

وَرِجلٍ رَمى فيها الزَمانُ فَشلَّتِ

وَكُنتُ كَذاتِ الظَلعِ لَمّا تَحامَلَت

عَلى ظَلعِها بَعدَ العِثارِ اِستَقَلَّتِ

أُريدُ الثَوَاءَ عِندَها وَأَظُنُّها

إِذا ما أَطَلنا عِندَها المُكثَ مَلَّتِ

يُكَلِّفُها الخَنزيرُ شَتمي وَما بِها

هَواني وَلَكِن لِلمَلِيكِ اِستَذَلَّتِ

هَنيئًا مَرِيئًا غَيرَ داءٍ مُخامِرٍ

لِعَزَّةَ مِن أَعراضِنا ما اِستَحَلَّتِ

وَوَالله ما قارَبت إِلا تَباعَدَت

بِصَرمٍ وَلا أَكثَرتُ إِلّا أقلّت

وَلي زَفراتٌ لَو يَدُمنَ قَتَلنَنَي

تَوالي الَّتي تَأتي المُنى قَد تَوَلَّتِ

وَكُنّا سَلَكنا في صَعودٍ مِنَ الهوى

فَلَمّا تَوَافَينا ثَبَت وَزَلَّتِ

وَكُنّا عَقَدنا عُقدَةَ الوَصلِ بَينَنا

فَلمّا تَواثَقنا شَدَدتُ وَحَلَّتِ

فَإِن تَكُنِ العُتبى فَأَهلًا وَمَرحَبًا

وَحُقَّت لَها العُتبَى لَدينا وَقَلَتِ

وَإِن تَكُنِ الأُخرى فَإِنَ وَراءَنا

بِلادًا إِذا كَلَّفتُها العيسَ كَلَّتِ

خَليلَيَّ إِن الحاجِبِيَّةَ طَلَّحَت

قَلوصَيكُما وَناقَتي قَد أَكَلَّتِ

فَلا يَبعُدَن وَصلٌ لِعَزَّةَ أَصبَحَت

بِعَاقِبَةٍ أَسبابُهُ قَد تَوَلَّتِ

أَسِيئي بِنا أَو أَحسِني لا مَلومَةً

لَدِينا وَلا مَقلِيةً إِن تَقَلَّت

وَلَكِن أَنيلي وَاِذكُري مِن مَودَةٍ

لَنا خُلَّةً كَانَت لَدَيكُم فَضَلَّتِ

وَإِنّي وَإِن صَدَّت لَمُثنٍ وَصادِقٌ

عَلَيها بِما كانَت إِلَينا أَزَلَّتِ

فَما أَنا بِالدَاعي لَعَزَّةَ بِالرَدى

وَلا شامِتٍ إِن نَعلُ عَزَّةَ زَلَّتِ

فَلا يَحسَبِ الواشُونَ أَنَّ صَبابَتي

بِعَزَّةَ كَانَت غَمرَةً فَتَجَلَّتِ

فاَصبَحتُ قَد أَبلَلتُ مِن دَنَفٍ بها

كَما أُدنِفَت هَيماءُ ثُمَّ اِستَبَلَّتِ

فَوَالله ثُمَّ الله لا حَلَّ بَعدها

وَلاقَبلَها مِن خُلَّةٍ حَيثُ حَلَّتِ

وَما مَرَّ مِن يَومٍ عَلَيَّ كيومِها

وَإِن عَظُمَت أَيامُ أُخرى وَجَلَّتِ

وَحَلَّت بِأَعلى شاهِقٍ مِن قُؤادِهِ

فَلا القَلبُ يَسلاها وَلا النَّفسُ مَلَّتِ

فَوا عَجَبًا لِلقَلبِ كَيفَ اِعتِرافُهُ

وَلِلنَفسِ لَمّا وُطِّنَت فَاِطمَأَنَّتِ

وَإِنّي وَتَهيامي بِعَزَّةَ بَعدَما

تَخّلَّيتُ مِمّا بَينَنا وَتَخَلَّتِ

لَكَ المُرتَجي ظِلَّ الغَمامَةِ كُلَّما

تَبَوَّأَ مِنها لِلمَقيلِ اِضمَحَلَّتِ

كَأَنّي وَإِيّاها سَحابَةُ مُمحِلٍ

رَجاها فَلَمّا جاوزَتهُ اِستَهَلَّتِ

عطر الزنبق 10-02-2021 03:49 PM

https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
أَأَطلالَ دارٍ بالنِياعِ فَحُمَّتِ

سَأَلتُ فَلَمّا اِستَعجَمَت ثُمَّ صُمتِ

عَجِبتُ لِأَنّ النَائِحاتِ وَقَد عَلَت

مُصِيبَتُهُ قَهرًا فَعَمَّت وَأَصمَتِ

نَعَينَ وَلَو أَسمَعنَ أَعلامَ صِندِدٍ

وَأَعلامَ رَضوى ما يَقُلنَ اِدرَهَمَّتِ

وَلِلأَرضِ أَمّا سُودُها فَتَجَلَّلَت

بَياضًا وَأَمّا بِيضُها فاِدهَأَمَّتِ

نَمَت لِأَبي بَكرٍ لِسانٌ تَتابَعَت

بِعارِفَةٍ مِنهُ فَخَصَّت وَعَمَّتِ

كَأَنَّ اِبنَ لَيلى حِينَ يَبدو فَتَنجَلي

سُجُوفُ الخِباءِ عَن مَهِيبٍ مُشَمَّتِ

إِذا ما لَوَى صِنعٌ بِهِ عَرَبِيَّةً

كَلَونِ الدِهانِ وَردَة لَم تَكَمَّتِ

مُقارِبُ خَطوٍ لا يُغَيِّرُ نَعلهُ

رَهيفُ الشَراكِ سَهلَةُ المُتَسَمَّتِ

إِذا طُرِحَت لَم تَطَّبِ الكَلبَ رِيحُها

وَإِن وُضِعَت في مَجلِسِ القَومِ شُمَّتِ

هُوَ المَرءُ لا يُبدي أَسى عَن مُصيبَةٍ

وَلا فَرَحًا يَومًا إَذا النَفسُ سُرَّتِ

قَلِيلُ الأَلايا حَافِظٌ لِيَمِينِهِ

فَإِن سَبَقَت مِنهُ الأَليَّةُ برَّتِ

حَلِيمٌ كَريمٌ ذُو أَناةٍ وَأُربَةٍ

بَصِيرٌ إِذا ما كَفَّةُ الحَبلِ جُرَّتِ

وَشَعثاء أَمرٍ قَد نَزَت بَينَ غالِبٍ

تَلافَيتَها قَبلَ التَنائي فَلُمَّتِ

وَأَبرَأَتَها لَم يَجرَحِ الكَلمُ عَظمَها

وَلَو غِبتَ عَنها رُبِّعَت ثُمَّ أُمَّتِ

غَمُومٌ لِطَيرِ الزَاجِرِيها أُرِيبَةٌ

إِذا حَاوَلَت ضُرًّا لِذِي الضِغنِ ضَرَّتِ

يَؤُوبُ أُولُو الحاجاتِ مِنهُ إِذا بَدا

إلى طَيبِ الأَثوابِ غَيرِ مُؤمَّتِ

تَأَرَّضُ أَخفافُ المُناخَةِ مِنهُمُ

مَكانَ التي قَد بُعِّدَت فإِزلأَمتِ

فَلَستُ طِوالَ الدَّهرِ ما عِشتُ ناسيًا

عظامًا وَلا هَامًا لَهُ قَد أَرَمتِ

جَرى بَينَ بابِليونَ والهَضبِ دونَهُ

رِياحٌ أَسَفَّت بالنَقا وَأَشَمَّتِ

سَقَتها الغَوادِي وَالرَّوائِحُ خِلفَةً

تَدَلِّينَ عُلوًا والضَريحَةَ لَمَّتِ





عطر الزنبق 10-02-2021 03:50 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
حِبالُ سُجَيفَةَ أمسَت رِثاثا

فَسَقيًا لَها جُدُدًا أَو رِماثا

إِذا حَلَّ أَهلِيَ بِالأَبرَقَينِ

أُبَيرقِ ذي جُدَدٍ أَو دَءاثا

وَحَلَّت سُجَيفَةُ مِن أَرضِها

رَوَابِيَ يُنبِتنَ حِفرى دِماثا

تُتارِبُ بِيضًا إِذا اِستَلعَبَت

كَأُدمِ الظِباءِ تَرُفُّ الكَباثا

كأَنَّ حَدائِجَ أَظعانِها

بِغَيقَةِ لَمّا هَبَطنَ البِراثا

نَواعِمُ عُمٌّ عَلى مِثَبٍ

عِظامُ الجُذُوعِ أُحِلَّت بُعاثا

كَدُهمِ الرِّكابِ بأثقالِها

غَدَت مِن سَماهِيجَ أَو مِن جُواثا

وَخُوصٍ خَوامِسٍ أَورَدتُها

قُبَيلَ الكَوَاكِبِ وِردًا مُلاثا

مِن الرَوضَتَينِ فَجَنبَي رُكَيحٍ

كَلَقطِ المُضِلَّتِ حَليًا مُباثا

تُوالي الزِمامَ إِذا ما دَنَت

رَكائِبُها واِختَنَثنَ اِختِناثا

وَذِفرى كَكَاهِلِ ذِيخِ الخَلِيفِ

أَصابَ فَرِقَةَ لَيلِ فَعاثا

تَلَقَّطَها تَحتَ نَوءِ السِمّاكِ

وَقَد سَمِنَت سَورَةً وَاِنتَجاثا

لَوى ظِمئَها تَحتَ حَرِّ النُّجوم

يَحبِسُها كَسَلاً أَو عَباثا

فَلَمّا عَصاهُنَّ خابَثنَهُ

بِرَوضَةِ آلِيتَ قَصراً خِباثا

فَأَورَدَهُنَّ مِنَ الدَونَكَينِ

حَشَارِجَ يَحفِرنَ مِنها إِراثا

لَواصِبَ قَد أَصبَحَت وَاِنطَوَت

وَقَد أَطوَلَ الحَيُّ عَنها لِباثا

مُدِلٌّ يَعَضُّ إِذا نَالَهُنّ

مِراراً وَيُدنينَ فاهُ لِكاثا

وَصَفراءَ تَلمعُ بالنابِلين

كَلَمعِ الخَريعِ تَحَلَّت رِعاثا

هَتوفاً إِذا ذاقَها النازِعونَ

سَمِعتَ لَها بَعدَ حَبضٍ عِثاثا

تَئِنُّ إِلى العَجمِ وَالأَبهَرينِ

أَنينَ المَريضِ تَشَكّى المُغاثا





عطر الزنبق 10-02-2021 03:50 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif


أَلَم يَحزُنكَ يومَ غَدَت حُدوجُ

لِعَزَّةَ إِذ أَجَدَّ بِها الخُروجُ

بِضاحي النَقبِ حينَ خَرَجنَ مِنهُ

وَخَلفَ مُتونِ ساقَتِها الخَليجُ

رَأَيتُ جِمالَها تَعلو الثَنايا

كَأَنَّ ذُرى هَوادِجِها البُروجُ

وَقَد مَرَّت عَلى تُرَبانَ تُحدى

لها بالنَعفِ مِن مَللٍ وَسيجُ

رَأَيتُ حُدوجَها فَظَلَلتُ صَبّا

تُهَيِّجُني مَعَ الحَزَنِ الحُدوجُ

إِذا بَصُرَت بِها العَينانِ لَجَّت

بِدَمعِهِما مَعَ النَظَرِ اللَجوجُ

وَبالسَرحاتِ مِن وَدّانَ راحَت

عَليها الرَقمُ كالبَلَقِ البَهيجُ

وَهاجَتني بَحَزمِ عُفارِيياتٍ

وَقَد يَهتاجُ ذو الطَرَبِ المُهيجُ

عَلى فُضُلِ الرَواعِ تَضَمَّنَتها

خَصِيباتُ المَعالِفِ وَالمُروجُ

يَشُجُّ بِها ذُؤابَةَ كُلِّ حَزنٍ

سَبوتٌ أَو مواكِبَةٌ دَروجُ

وَفي الأَحداجِ حينَ دَنونَ قَصراً

بِحزنِ سُوَيقَةٍ بَقَرٌ دُموجُ

حِسانُ السَيرِ لا مَتَوَاتِراتٌ

وَلا ميلٌ هَوادِجُها تَموجُ

فَكِدتُ وَقَد تَغَيَبَتِ التوالي

وَهُنَّ خواضِعُ الحَكَماتِ عوجُ

بِذي جَدَدٍ مِنَ الجَوزاء موفٍ

كَأَنَّ ضَبابَهُ القُطُنُ النَسيجُ

وَقَد جَاوَزنَ هَضبَ قُتائداتٍ

وَعَنَّ لَهُنَّ مِن رَكَكٍ شُروجُ

أَموتُ ضَمانَةً وَتَجَلَّلَتني

وَقَد أتهَمن مُردِمَةً ثَلوجُ

كَأَنَّ دُموعَ عَيني يَومَ بانَت

دَلاةٌ بَلَّها فَرَطٌ مَهيجُ

يُريعُ بِها غَداةَ الوِردِ ساقٍ

سَريحُ المَتحِ بكرَتُهُ مَريجُ

فَلَو أَبديتِ وُدَّكِ أُمَّ عَمروٍ

لَدى الإِخوانِ ساءَهُمُ الوَليجُ

لَكانَ لِحُبِّكِ المَكتومِ شَأنٌ

عَلى زَمَنٍ وَنَحنُ بِهِ نَعيجُ

تُؤَمّلُ أَن تُلاقيَ أُمَ عَمروٍ

بِمَكَّةَ حَيثُ يَجتَمِعُ الحَجيجُ



عطر الزنبق 10-02-2021 03:50 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif


لِعَزَّةَ هاجَ الشَوقَ فالدَمعُ سافِحُ

مَغانٍ وَرَسمٌ قد تَقادَمَ ماصِحُ

بِذي المَرخِ وَالمَسروحِ غَيّرَ رَسمَها

ضَروبُ النَدى قَد أَعتَقَتها البَوارِحُ

لِعَينيكَ مِنها يومَ حَزمِ مَبَرَّةٍ

شَريجانِ مِن دَمعٍ نَزيعٌ وَسافِحُ

أَتيٌّ وَمَفعومٌ حَثيثٌ كَأَنَّهُ

غُروبُ السَواني أَترَعَتها النَواضِحُ

إِذا ما هَرَقنَ الماء ثُمَّ اِستَقينَهُ

سَقاهُنَّ جَمٌّ مِن سُميحَةَ طافِحُ

لَيالي مِنها الوادِيانِ مَظِنَّةٌ

فَبُرَقُ العُنابِ دارُها فَالأَباطِحُ

لَيالِيَ لا أَسماءُ قالٍ مُوَدِّع

وَلا مُرهِنٌ يومًا لَكَ البَذلَ جارِحُ

صَديقٌ إِذا لاقَيتَهُ عَن جَنابَةٍ

أَلَدُّ إِذا ناشَدتَهُ العَهدَ بائِحُ

وَإِذ يُبرِىءُ القَرحى المِراضَ حَديثُها

وَتَسمو بِأَسماءَ القُلوبُ الصَحائِحُ

فَأُقسِمُ لا أَنسى وَلو حالَ دونَها

مَعَ الصَرمِ عَرضُ السَبسَبِ المُتَنازِحُ

أَمنيّ صَرَمتِ الحَبلَ لَمّا رَأَيتني

طَريدَ حُروبٍ طَرَّحَتهُ الطَوارِحُ

فَأَسحَقَ بُرداهُ وَمَحَّ قَميصَه

فَأَثوابُهُ لَيسَت لَهُنَّ مَضَارِحُ

فَأَعرَضتِ إِنَّ الغَدرَ مِنكُنَّ شيمَةٌ

وَفَجعَ الأَمينِ بَغتَةً وَهوَ ناصِحُ

فَلا تَجبَهيهِ وَيبَ غيرِكِ إِنَّهُ

فَتىً عَن دَنِيّاتِ الخَلائِقِ نازِحُ

هُوَ العَسَلُ الصافي مِرارًا وَتارَةً

هُوَ السُمُّ تَستَدمي عَلَيهِ الذَرارِحُ

لَعَلَّكِ يوماً أَن تَريهِ بِغِبطَةٍ

تَوَدِّينَ لَو يَأتيكُمُ وَهو صافِحُ

يَروقُ العُيونَ الناظِراتِ كَأَنَّهُ

هِرَقلِيُّ وَزنٍ أَحمَرُ التَّبرِ راجِعُ

وَآخِرُ عَهدٍ مِنكِ يا عِزُّ إِنَّهُ

بِذي الرَمثِ قولٌ قُلتِهِ وَهوَ صالِحُ

مُلاحُكِ بالبَردِ اليَماني وَقَد بَدا

مِن الصَرمِ أَشراطٌ لَهُ وَهوَ رائِحُ

وَلَم أَدرِ أَنَّ الوَصلَ مِنك خلابَةٌ

كَجاري سَرابٍ رَقرَقَتهُ الصَحاصِحُ

أَغَرَّكِ مِنّا أَنَّ دَلَّكِ عِندَنا

وَإِسجادَ عَينيكِ الصَيودَينِ رابِحُ

وَأَن قَد أَصَبتِ القَلبَ مِنّي بِغُلَّةٍ

وَحُبٍّ لَهُ في أُسوَدِ القَلبِ قادِحُ

وَلَو أَنَّ حُبّي أُمَّ ذي الوَدعِ كُلَّهُ

لِأَهلِكِ مالٌ لَم تَسَعهُ المَسارِحُ

يَهيمُ إِلى أَسماءَ شوقًا وَقَد أَتى

لَهُ دونَ أَسماءَ الشَغولُ السَوانِحُ

وَأَقصَرَ عَن غَربِ الشَبابِ لِداتُهُ

بِعاقِبَةٍ وَاِبيَضَّ مِنهُ المَسائِحُ

وَلكِّنَهُ مِن حُبِّ عَزَّةَ مُضمِرٌ

حَباءَ بِهِ قَد بُطِّنَتهُ الجَوانِحُ

تُصَرِّدُنا أَسماءُ دامَ جَمالُها

وَيَمنَحُها مِنّي المَوَدَّةَ مانِحُ

خَليليَّ هَل أَبصَرتُما يَومَ غَيقَةٍ

لِعَزَّةَ أَظعانًا لَهُنَّ تَمايِحُ

ظَعائِنُ كَالسَلوى الَّتي لا يَحُزنَها

أَو المَنَّ إِذ فاحَت بِهِنَّ الفَوائِحُ

كَأَنَّ قَنا المِرّانِ تَحتَ خُدورِها

ظِباءُ المُلا نِيطَت عَليها الوَشائِحُ

تَحَمَّلُ في نَحرِ الظَهيرَةِ بَعدَما

تَوَقَّدَ مِن صَحنِ السُريرِ الصَّرادِحُ

عَلى كُلِّ عَيهامٍ يَبُلُّ جَديلَهُ

يُجيلُ بِذِفراهُ وَباللِّيتِ قامِحُ

خَليليَّ روحا وَاِنظُرا ذا لُبانَةٍ

بِهِ باطِنٌ مِن حُبِّ عَزَّةَ فادِحُ

سَبَتني بِعَينَي ظِبيَةٍ يَستَنيمُها

أَغَنُّ البُغامِ أَعيَسُ اللَّونِ راشِحُ

إِلى أُرُكٍ بالجَزعِ مِن بَطنِ بيشَةٍ

عَليهنَّ صَيّفنَ الحَمامُ النَوائِحُ

كَأَنَّ القَماريّ الهَواتِفَ بِالضُّحى

إِذا أَظهَرَت قيناتُ شربٍ صَوادِحُ

وَذي أُشُرٍ عَذبِ الرُضابِ كَأَنَّهُ

إِذا غارَ أَردافُ الثُريّا السَوابِحُ

مُجاجَةُ نَحلٍ في أَباريقَ صُفّقَت

بِصَفقِ الغَوادي شَعشَعتهُ المَجادِحُ

تَرُوقُ عُيونَ اللائي لايَطمَعونَها

وَيروى بِرَيّاها الَجيعُ المُكافِحُ

وَغُرٍّ يُغادي ظَلمَهُ بِبَنانِها

مَعَ الفَجرِ مِن نَعمانَ أَخضَرُ مَائِحُ

قَضى كُلَّ ذي دَينٍ وَعَزَّةُ خُلَّةٌ

لَهُ لَم تُنِلهُ فَهوَ عَطشانُ قامِحُ

وَإِني لأَكمي الناسَ ما تَعِدينَني

مَنَ البُخلِ أَن يَثري بِذَلكَ كاشِحُ

وَأَرضى بِغَيرِ البَذلِ مِنها لَعَلَّها

تُفارِقُنا أَسماءُ وَالوِدُّ صالِحُ

وَأَصبَحتُ وَدَّعتُ الصِبا غَيرَ أَنَّني

لِعَزَّةَ مُصفٍ بالمناسِبِ مادِحُ

أَبائنةٌ يا عَزُّ غَدواً نَواكُمُ

سَقَتكِ الغَوادي خِلفَةً وَالرَوائِحُ

مِن الشُمِّ مِشرافٌ يُنيفُ بِقُرطِها

أَسيلٌ إِذا ما قُلِّدَ الحَليَ واضِحُ



عطر الزنبق 10-02-2021 03:51 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif




سِراجُ الدُجى صِفرُ الحَشا مُنتَهى المُنى

كَشَمسِ الضُحى نَوّامَةٌحينَ تُصبِحُ

إِذا ما مَشَت بينَ البُيوتِ تَخَزَّلَت

وَمالَت كَما مالَ النَزيفُ المُرَنَّحُ

تَعَلَّقتُ عَزًّا وَهيَ رُؤدٌ شَبابُها

عَلاقَةَ حُبٍّ كادَ بالقَلبِ يَرجَحُ

أَقولُ وَنِضوي وَاقِفٌ عِندَ رَمسِها

عَلَيكِ سَلامُ الله وَالعَينُ تُسفَحُ

فَهذا فِراقُ الحَقِّ لا أَن تُزيرَني

بِلادَكِ فَتلاءُ الذِراعينِ صَيدَحُ

وَقَد كُنتُ أَبكي مِن فِراقِكِ حَيَّةً

وَأَنتِ لَعمري اليومَ أَنأى وَأَنزَحُ

فَيا عَزَّ أَنتِ البَدرُ قَد حالَ دونَهُ

رَجيعُ تُرابٍ وَالصَفيحُ المضرَّحُ

فَهَلا فَداكِ الموت مَن أَنتِ زينُهُ

وَمَن هُوَ أَسوا مِنكِ دَلّاً وَأَقبَحُ

عَلى أُمِّ بَكرٍ رَحمَةٌ وَتَحِيَّةٌ

لَها مِنكَ والنائي يَوَدُّ وَيَنصَحُ

مُنعَّمةٌ لو يَدرُجُ الذَرُّ بَينَها

وَبَينَ حَواشِي بُردِها كَادَ يَجرَحُ

وَما نَظَرَت عيني إِلى ذي بَشاشَةٍ

مِن الناسِ إِلّا أَنتِ في العَينِ أَملَحُ

أَلا لا أَرى بَعدَ اِبنةِ النَضرِ لَذَّةً

لِشيءٍ ولا مِلحًا لِمَن يَتَمَلَّحُ

فَلا زَالَ رَمسٌ ضَمَّ عَزَّةَ سائِلاً

بِهِ نِعمَةٌ مِن رَحمَةِ الله تَسفَحُ

فَإِنَ الَّتي أَحبَبتُ قَد حالَ دونَها

طِوَالُ الليالي وَالضَريحُ المُصفَّحُ

أَرَبَّ بِعينِيَّ البُكا كُلَّ لَيلَةٍ

فَقَد كادَ مَجرى الدَمعِ عينَيَّ يَقرَحُ

إِذا لَم يَكُن ما تَسفَحُ العينُ لي دَمًا

وَشرُّ البُكاءِ المُستَعارُ المُسَيَّحُ







عطر الزنبق 10-02-2021 03:51 PM

https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif







وَإِنَّكِ عَمري هَل تَرى ضوءَ بارِقٍ

عَريضِ السَنا ذي هَيدَبٍ مُتَزَحزِحِ

قَعَدتُ لَهُ ذاتَ العِشاءِ أَشيمُهُ

بِمَرٍّ وَأَصحابي بِجُبَّةِ أَذرُحِ

وَمِنهُ بِذي دَورانَ لَمعٌ كَأَنَّهُ

بُعيدَ الكَرى كَفّا مُفيضٍ بِأَقداحِ

فَقُلتُ لَهُم لَمّا رَأَيتُ وَمِيضَهُ

لِيُروَوا بِهِ أَهلَ الهِجانِ المُكشَّحِ

قَبائِلَ مِن كَعبِ بنِ عَمروٍ كَأَنَّهُم

إِذا اِجتَمَعوا يومًا هِضابُ المُضَيَّحِ

تَحُلُّ أَدانِيهِم بِوَدَّانَ فالشَبا

وَمَسكِنُ أَقصاهُم بِشُهدٍ فَمِنصَحِ



عطر الزنبق 10-02-2021 03:51 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
عَجِبتُ لِبُرئي مِنكِ يا عَزَّ بَعدَما

عَمِرتُ زَمانًا منك غَيرَ صَحيحِ

فَإِن كانَ بُرءُ النَفسِ لي مِنكِ راحَةً

فَقَد بَرِئَت إِن كانَ ذاكَ مُريحي

تَجَلّى غِطاءُ الَرأسِ عنّي وَلَم يَكَد

غِطاءُ فُؤادي يَنجَلي لِسَريحِ

سَلا القَلبُ عَن كِبراهُما بَعدَ حِقبَةٍ

وَلُقّيتُ مِن صُغراهُما اِبنَ بَريحِ

فَلا تَذاكُرا عِندي عُقَيبةَ إِنني

تَبينُ إِذا بَانَت عُقَيبَةُ روحي






عطر الزنبق 10-02-2021 03:52 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
أَبَت إِيلي مَاءَ الرَداهِ وَشَفَّها

بَنو العَمَّ يَحمونَ النَضيحَ المُبَرَّدا

وَما يَمنَعونَ الماءَ إِلّا ضَنانَةً

بِأَصلابِ عُسرى شَوكُها قَد تَخَدَّدا

فَعادَت فَلَم تَجهَد عَلى فَضلِ مائِهِ

رياحًا وَلا سَقيا اِبنَ طَلقِ بنِ أَسعدا

إِذا وَرَدَت رَغباءَ في يَومِ وِردِها

قَلوصي دَعا إِعطاشَهُ وَتَبَلَّدا

فَإِنّي لأَستَحييكُمُ أَن أَذِمَّكُم

وَأُكرِمُ نَفسي أَن تُسيئوا وَأحمَدا





عطر الزنبق 10-02-2021 03:52 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif


وَلَقَد لَقيتَ عَلى الدُريجَةِ لَيلَةً

كانَت عَليكَ أَيامِنًا وَسُعودا

لا تَغدرَنَّ بِوَصلِ عَزَّةَ بَعدَما

أَخَذَت عَلَيكَ مواثِقًا وَعُهودا

إِنَّ المُحِبَّ إِذا أَحَبَّ حَبيبَهُ

صَدَقَ الصَفاءَ وَأَنجَزَ الموعودا

الله يَعلَمُ لو أَرَدتُ زِيادَةً

في حُبِّ عَزَّةَ ما وَجَدتُ مَزيدا

رُهبانُ مَديَنَ وَالَّذينَ عَهِدتُهُم

يَبكونَ مِن حَذَرِ العَذابِ قُعودا

لو يَسمَعونَ كَما سَمِعتُ كَلامَها

خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعًا وَسُجودا

وَالمَيتُ يُنشَرُ أَن تَمَسَّ عِظامَهُ

مَسًّا وَيَخلُدُ أَن يِرَاكِ خُلودا

عطر الزنبق 10-02-2021 03:52 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif


أَتاني وَدوني بَطنُ غولٍ وَدُونَهُ

عِمادُ الشَبا مِن عينِ شَمسٍ فعابِدُ

نَعيُّ اِبنِ ليلى فاِتَّبَعتُ مُصيبَةً

وَقَد ضِقتُ ذَرعاً والتَجَلُّدُ آيدُ

وَكِدتُ وَقَد سالَت مِنَ العينِ عَبرَةٌ

سَها عانِدٌ مِنها وَأَسبَلَ عانِدُ

قَذيتُ بِها وَالعينُ سهوٌ دمُوعُها

وَعُوّارُها في باطِنِ الجَفنِ زائدُ

فَإِن تُرِكَت لِلكُحلِ لَم يَترُكِ البُكا

وَتَشرى إِذا ما حَثَحَثَتها المَراوِدُ

أَموتُ أَسىً يَومَ الرِجامِ وَإِنَّني

يَقينًا لرَهنٌ بالَّذي أَنا كائِدُ

ذَكَرتُ لَيلى والسَماحَةَ بَعدَما

جَرى بينَنا مورُ النَقا المُتَطارِدُ

وَحالَ السَفا بَيني وَبينَكَ وَالعِدى

وَرَهنُ السَفا غَمرُ النَقِيَةِ ماجِدُ

حَلَفتُ يَمينًا بالَّذي وَجَبَت لَهُ

جُنوبُ الهدايا وَالجِباهُ السَّواجِدُ

لَنِعمَ ذوو الأَضيافِ يَغشونَ بابَهُ

إِذا هَبَّ أَرياحُ الشِّتاءِ الصَوارِدُ

إِذا اِستَغشَتِ الأَجوافُ أَجلادُ شَتوَةٍ

وَأَصبَحَ يَحمومٌ بِهِ الثَلجُ جامِدُ

عطر الزنبق 10-02-2021 03:52 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif


أَأَطلالُ سَلمى بِاللَوى تَتَعَهَّدُ



وَلَمّا وَقَفنا والقُلوبُ عَلى الغَضا

وَلِلدَّمعِ سَحٌّ وَالفَرائِصُ تُرعَدُ

وَبَينَ التَراقي وَاللَهاةِ حَرارَةٌ

مَكانَ الشَجا ما إِن تَبوحُ فَتُبرَدُ

أَقولُ لِماءِ العينِ أَمعِن لَعَلَّه

بِما لا يُرى مِن غائِبِ الوَجدِ يَشهَدُ

فَلَم أَدرِ أَنَّ العَين قَبلَ فِراقِها

غَداةَ الشَبا مِن لاعِجِ الوَجدِ تَجمدُ

وَلَم أَرَ مِثلَ العَينِ ضَنَّت بِمائِها

عَليَّ وَلا مِثلي عَلى الدَمعِ يَحسُدُ

وَساوى عَليَّ البَينُ أَن لَم يَرينَني

بَكيتُ وَلَم يُترَك لِذي الشَجوِ مَقعَدُ

وَلَمَا تَدانى الصُبحُ نادوا بِرحلَةٍ

فَقُمنَ كَسالى مَشيُهُنَّ تأَوُّدُ

إِلى جِلَّةٍ كَالهُضبِ لَم تَعدُ أَنَّها

بِوازِلُ عامٍ وَالسَديسُ المعبَّدُ

إلى كُلِّ هَجهاجِ الرَواحِ كَأَنَّهُ

شَكجٍ بِلَهاةِ الحَلقِ أَو مُتَكَيِّدُ

تَمُجُّ ذَقاريهُنَّ ماءَ كَأَنَّهُ

عَصيمٌ عَلى جارِ السَوَالِفِ مُعقَدُ

وَهُنَّ مُناخاتٌ يُجَلَّلنَ زينَةً

كَما اِقتانَ بِالنَّبتِ العَهادُ المُجَوَّدُ

تَأطّرنَ حَتّى قُلتُ لَسنَ بَوارِحًا

وَذُبنَ كَما ذابَ السَديفُ المَسَرهَدُ

عَبيرًا وَمِسكًا مانَه الرَشحُ رادِعًا

بِهِ مِحجَرٌ أَو عارِضٌ يَتَفَصَّدُ

وَأَجمَعنَ بَينًا عاجِلاً وَتَرَكنَني

بِفيفا خُرَيمٍ قائِمًا أَتَلَدَّدُ

كَما هاجَ إِلفٌ صابِحاتٍ عَشيةً

لَهُ وَهوَ مَصفودُ اليَدَينِ مُقَيَّدُ

فَقَد فُتنَني لَمّا وَرَدن خَفينَنا

وَهُنَّ عَلى ماءٍ حراضة أبعد

فو الله ما أَدري أَطيَخًا تَواعدوا

لِتِمِّ ظَمٍ أَم ماءَ حَدَةَ أَورَدوا

وَبِالأَمسِ ما رَدُّوا لِبينٍ جِمالَهُم

لَعَمري فَعيلَ الصَّبَ مَن يَتَجَلَّدُ

وَقَد عَلِمَت تِلكَ المَطِيَّةُ أَنَّكُم

مَتى تَسلُكوا فَيفا رَشادٍ تَخوَّدوا

عطر الزنبق 10-02-2021 03:53 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif


أَلا أَن نَأَت سَلمى فَأَنتَ عَميدُ

وَلَمّا يُفِد مِنها الغَداةَ مُفيدُ

وَلَستَ بِمُمسٍ ليلَةً ما بَقيتَهات

وَلا مُصبِحٌ إِلا صِباكَ جَديدُ

دِيارٌ بِأَعناءِ السُريرِ كأَنَّما

عَليهِنَّ في أَكنافِ غَيقَةَ شيدُ

تَمُرُّ السُنونَ الخالِياتُ وَلا أَرى

بِصَحنِ الشَبا أَطلالَهُنَّ تَبيدُ

فَغَيقُهُ فاَلأَكفالُ أَكفالُ ظَبيَةٍ

تَظَلُّ بِها أُدمُ الظِباءِ تَرودُ

وَخَطباءُ تَبكي شَجوَها فَكَأَنَّها

لَها بالتِلاعِ القاوِياتِ فَقيدُ

كَما اِستَلعَبَت رَأدَ الضُحى حِميَريَّةٌ

ضَروبٌ بِكَفَّيها الشِّراعَ سَمودُ

لَياليَ سُعدى في الَشبابِ الذي مَضى

وَنِسوَتُها بِيضُ السَوالِفِ غيدُ

يُباشِرنَ فَأرَ المِسكِ في كُلِّ مَهيجٍ

وَيُشرِقُ جاديٌّ بِهِنَّ مَفيدُ

فَدَع عَنكَ سَلمى إِذ أَتى النأَيُ دونَها

وَأَنتَ اِمرؤٌ ماضٍ زَعَمتَ جَليدُ

وَسَلِّ هُمومَ النَفسِ إِنَّ عِلاجها

إِذا المرءُ لَم يَنبَل بِهِنَّ شَديدُ

بِعيساءَ في دَأياتِها وَدُفوفِها

وَحارِكَها تَحتَ الولي نُهودُ

وَفي صَدرِها صَبٌّ إِذا ما تَدافَعَت

وَفي شَعبِ بَينَ المِنكَبَينِ سُنودُ

وَتَحتَ قُتودِ الرَحلِ عَنسٌ حَريزَةٌ

عَلاةٌ يُباريها سَواهِمُ قُودُ

تَراها إِذا ما الرَكبُ أَصبَحَ ناهِلاً

وَرُجّي وِردُ الماءِ وَهوَ بَعيدُ

تَزيفُ كَما زافَت إِلى سَلِفاتِها

مُباهِيَةٌ طَيَّ الوِشاحِ مَيودُ

إِليكَ أَبا بَكرٍ تَخُبّ بِراكِبٍ

عَلى الأينِ فَتلاءُ اليَدينِ وَخودُ

تَجوزُ رُبى ألأصرامِ أَصرامِ غالِبٍ

أَقولُ إِذا ما قيلَ أَينَ تريدُ

أُريدُ أَبا بَكرٍ وَلو حالَ دونَهُ

أَماعِزُ تَغتالُ المَطيَّ وَبيدُ

لِتَعلَمَ أَني لِلمَوَدَّةِ حافَظٌ

وَما لِليَدِ الحُسنى لَديَّ كُنودُ

وَإِنكَ عِندي في النَّوالِ وَغيرُه

وَفي كُلِّ حالٍ ما بَقيتَ حَميدُ

فآلاءُ كَفٍّ مِنكَ طَلقٍ بَنانُها

بِبَذلِكَ إِذ في بَعضِهِنَّ جُمودُ

وآلاءُ من قد حال بَينِي وَبَينَه

عِدىً وَنَقًا للسافياتِ طَريدُ

فلا تَبعُدن تَحتَ الضَريحَةِ أَعظُمُ

رَميمٌ وَأَثوابٌ هُناكَ جُرودُ

بِما قَد أَرى عَبدَ العَزيزِ وَنَجمُهُ

إذا نَلتَقي طَلق الطُلوعِ سُعودُ

لَهُ مِن بنيهِ مَجلِسٌ وَبَنيهِمُ

كِرامٌ كأَطرافِ السُيوفِ قُعودُ

فما لا مرىءٍ حيٍّ وَإِن طالَ عُمرُهُ

وَلا لِلجِبال الراسياتِ خُلودُ

وَأَنتَ اِمرُؤ أُلهِمتَ صِدقًا وَنائِلاً

وَأَورَثَكَ المَجدَ التليدَ جُدودُ

جُدُودٌ مِن الكَعبينِ بيضٌ وُجوهُها

لَهُم مَأَثوراتٌ مَجدُهنَّ تَليدُ

عطر الزنبق 10-02-2021 04:11 PM

https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
لَقَد هَجَرَت سُعدى وَطالَ صُدودُها

وَعاوَدَ عَيني دَمعُها وَسُهودُها

وَقَد أُصفيَت سُعدى طَريفَ موَدَّتي

وَدامَ عَلى العَهدِ الكَريمِ تَليدُها

نَظَرتُ إِليها نَظرَةً وَهيَ عاتقٍ

على حين أن شبّت وبان نهودها

وقد درّعوها وهيَ ذات مؤصد

مَجوبٍ وَلَما يَلبَسِ الدِرعَ ريدُها

نَظَرتُ إِليها نَظرةً ما يَسُرُّني

بِها حُمرُ أَنعامِ البِلادِ وَسودُها

وَكُنتُ إِذا ما زُرتُ سُعدى بِأَرضِها

أَرى الأَرضَ تُطوى لي وَيَدنو بَعيدُها

مِنَ الخَفراتِ البيضِ وَدَّ جَليسُها

إِذا ما اِنقَضَت أُحدوثَةٌ لَو تُعيدُها

مُنَعَّمَةٌ لم تَلقَ بُؤسَ مَعيشَةٍ

هي الخُلدُ في الدُنيا لِمَن يَستفيدُها

هيَ الخُلدُ ما دامَت لِأهلِكَ جارَةً

وَهل دامَ في الدُنيا لِنَفسٍ خُلودها

فَتِلكَ الَّتي أَصفيتُهابِمَوَدَّتي

وَليدًا وَلمّا يَستَبِن لي نُهودُها

وَقَد قَتَلَت نَفسًا بِغيرِ جَريرَةٍ

وَليسَ لها عَقلٌ وَلا مَن يُقيدُها

تُحَلِّلُ أَحقادي إِذا ما لَقِيتُها

وَتَبقى بِلا ذَنبٍ عَليَّ حُقودُها

وَيَعذُبُ لي مِن غَيرِها فَأَعافُها

مَشارِبُ فيها مَقنَعٌ لو أُريدُها

وَأَمنَحُها أَقصى هَوَايَ وَإِنَّني

عَلى ثِقَةٍ مِن أَنَّ حَظّي صُدودُها

أَلا لَيتَ شِعري بَعدَنا هَل تَغَيَّرَت

عَنِ العَهدِ أَم أَمسَت كَعَهدي عُهودُها

إِذا ذَكَرَتها النَفسُ جُنَّت بِذِكرِها

وَريعَت وَحَنَّت وَاِستَخَفَّ جَليدُها

فَلو كانَ ما بي بِالجِبالِ لَهَدَّها

وَإِن كانَ في الدُّنيا شَديداً هُدودُها

وَلَستُ وَإِن أُوعِدتُ فيها بِمُنتَهٍ

وَإِن أُقِدَت نارٌ فَشُبَّ وَقودُها

أَبيتُ نَجِيًّا لِلهُمومِ مُسَهَّداً

إِذا أُوقِدَت نَحوي بِليلٍ وُقودُها

فَأَصبَحتُ ذا نفسينِ نَفسٍ مَريضَةٍ

مِن اليأسِ ما يَنفَكُّ هَمٌّ يَعودُها

وَنَفسٍ تُرجّى وَصلَها بَعدَ صَرمِها

تَجَمَّلُ كي يَزدادَ غَيظًا حَسودُها

وَنَفسي إِذا ما كُنتُ وَحدي تَقَطَّعِت

كَما اِنسَلَّ مِن ذاتِ النِظامِ فَريدُها

فَلَم تُبدِ لي يأساً فَفي اليَأسِ راحَةٌ

وَلَم تُبدِ لي جوداً فَينفَعَ جودُها

كَذاكَ أُذوذُ النَفسَ يا عَزَّ عَنكُمُ

وَقَد أعوَرَت أَسرارُ مَن لا يَذودُها




عطر الزنبق 10-02-2021 04:11 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
وَكُنتُ اِمرءًا بِالغورِ مِنّي ضَمانَةٌ

وَأُخرى بِنَجدٍ ما تُعيدُ وَما تُبدي

فُطورًا أَكُرُّ الطَرفَ نَحوَ تِهامَةٍ

وَطورًا أَكُرُّ الطَّرفَ كرًّا إِلى نَجدِ

وَأَبكي إِذا فارَقتُ هِندًا صبابَةً

وَأَبكي إِذا فارَقتُ دَعدا عَلى دَعدِ

وَكانَ الصِبا خِدنَ الشَبابِ فَأَصبَحا

وَقَد تَرَكاني في مَغانيمِها وَحدي

فوالله ما أدري أَطائِفُ جِنَّةٍ

تَأوَّبَني أَم لَم يَجِد أَحدٌ وَجدي

فلا تَلحَياني إِن جَزَعتُ فَما أَرى

عَلى زَفَراتِ الحُبِّ مِن أَحَدٍ جَلدِ

عطر الزنبق 10-02-2021 04:12 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
تَظَلُّ اِبنَةُ الضَمري في ظِلِّ نِعمَة

إِذا ما مَشَت مِن فوقِ صَرحٍ مُمَرَّدِ

يِجيءُ بِرَيّاها الصَبّا كُلَّ لَيلَةٍ

وَتَجمَعُنا الأَحلامُ في كَلِّ مَرقَدِ

ونُضحي وَأثباجُ المضيّ مَقِيلُنا

بِجَذبٍ بنا في الصَيهَدِ المُتَوَقِّدِ

أَقيدي دَمًا يا أُمَّ عمروٍ هرَقتِهِ

فَيَكفيك فِعلُ القاتِلِ المُتَعَمِّدِ

وَلن يَتَعَدّى ما بَلَغتُم بِراكبٍ

زِوَرَّةَ أَسفارٍ تَروحُ وَتَغتَدي

فَظَلَّت بِأَكنافِ الغُراباتِ تَبتَغي

مِظَنَّتها وَاِستَمَرَأت كُلَّ مُرتَدِ

وَذا خُشُبٍ مِن آخِرِ الليلِ قَلَّبَت

وَتَبغي بِه لَيلاً عَلى غَيرِ مَوعِدِ

مُناقِلَةً عُرضَ الفَيافي شِمِلَّةً

مَطِيَّةَ قَذافٍ عَلى الهَولِ مَبعَدِ

فَمَرَّت بِليلٍ وَهيَ شَدفاءُ عاصِف

بِمُنخَرَقِ الدَوداءِ مَرَّ الخَفَيدَدِ

وَقالَ خَليلَي قَد وَقعتَ بِما تَرى

وَأَبلَغتَ عُذرًا في البغايَةِ فَاِقصِدِ

فَحَتَّامَ جوبُ البيدِ بِالعيسِ تَرتَمي

تَنائِفَ ما بَينَ البُحَيرِ فَصَرخَدِ

فَقُلتُ لَهُ لَم تَقضِ ما عَمَدَت لَهُ

وَلَم تَأتِ أَصرامًا بِبُرقَةِ مُنشَدِ

فَأَصبَحَ يِرتَدُ الجَميمَ بِرابِغٍ

إلى بُرقَةِ الخَرجاءَ مِن ضَحوَةِ الغد

لَعَمري لَقد بانَت وَشَطَّ مَزارُها

عُزيزَةَ لا تَفقِد وَلا تَتَبَعَّدِ

إِذا أَصبَحَت في الجِلسِ في أَهلِ قَريَةٍ

وَأَصبَحَ أَهلي بَينَ شَطبٍ فَبَدبَدِ

وَإِنّي لآتيكُم وَإِنّي لَراجِعٌ

بِغَيرِ الجَوى مِن عِندِكُم لَم أُزَوَّدِ

إِذا دَبَرانٌ مِنكِ يوماً لَقِتُهُ

أُؤَمِّلُ أَن أَلقاكِ بَعدُ بِأَسعُدِ

فَإِن تَسلُ النَفسُ أَو تَدَعِ الهَوى

فَبِاليأسِ تَسلو عَنكِ لا بِالتَجَلُّدِ

وَكُلُّ خَليلٍ راءَني فَهوَ قائِلٌ

مِن اجلِكِ هَذا هامَةُ اليومِ أَو غَدِ





https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
وَلَمّا رَأَت وَجدي بِها وَتَبَيَّنَت

صَبَابَةَ حَرّانِ الصَبابَةِ صادِ

أَدَلَّت بصَبرٍ عِندَها وَجَلادَةٍ

وَتَحسَبُ أَنَّ النَاسَ غَيرُ جِلادِ

فَيا عَزَّ صادي القَلبَ حتى يَوَدَّني

فُؤادُكِ أَو رُدّي عَليَّ فُؤادي

وَما زِلتُ مِن لَيلى لَدُن أَن عَرَفتُها

لَكالَهائِمِ المُقصى بِكُلِّ مَذادِ

وَإِنَّ الَّذي يَنوي مِنَ المَالِ أَهلُها

أَوارِكُ لَمّا تَأتَلِف وَعَوا

عطر الزنبق 10-02-2021 04:12 PM

https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif


شَجا أَظعانُ غاضِرَةَ الغوادي

بِغَيرِ مَشورَةٍ عَرَضًا فُؤادي

أَغاضِرَ لَو شَهِدتِ غَداةَ بِنتُم

جنُوءَ العائِداتِ عَلى وِسادي

أُوَيتِ لِعاشِقٍ لَم تَشكُميهِ

نَوَافِذُهُ تَلَذَّعُ بِالزَنَادِ

وَيومَ الخَيلِ قَد سَفَرَت وَكَفَّت

رداءَ العَصبِ عَن رَتَلٍ بُرادِ

وَعَن نَجلاءَ تَدمَعُ في بَيَاضٍ

إِذا دَمَعَت وَتَنظُرُ في سَوادِ

وَعَن مُتَكغاوِسٍ في العَقصِ جَثلٍ

أَثيثِ النَّبتِ ذي عُذَرٍ جَعادِ

وَغاضِرَةُ الغَداةَ وَإِن نَأَتنا

وأَصبَحَ دونَها قُطرُ البِلادِ

أَحَبُّ ظَعينَةٍ وَبَناتُ نَفسي

إِليها لَو بَلِلنَ بِها صَوادي

وَمِن دُونِ الَّذي أَمَّلتُ وُدًّا

ولَو طالبتُها خَرطُ القَتادِ

وَقالَ الناصِحونَ تَحَلَّ مِنها

بِبَذلٍ قَبلَ شِيمَتِها الجَمادِ

فَإِنكَ موشِكٌ أَلّا تَراها

وَتَعدُوَ دونَ غاضِرَةَ العوادي

فَقَد وَعَدتك لَو أَقَبلتَ وُدًّا

فَلَجَّ بِكَ التَّدَلُّلُ في تعادِ

فَأَسرَرتُ النَدامَةَ يَومَ نادى

بِرَدِّ جِمالِ غاضِرَةَ المُنادي

تَمادى البُعدُ دونَهُمُ فَأَمسَت

دُموعُ العَينِ لَجَّ بِها التَمادي

لَقَد مُنِعَ الرُقادُ فَبِتُّ لَيلي

تُجافيني الهُمومُ عَنِ الوِسادِ

عَداني أَن أَزورَكَ غَيرَ بُغضٍ

مُقامُك بَينَ مُصفَحَةٍ شِدادِ

وَإِنّي قائِلٌ إِن لَم أَزُرهُ

سَقَت دِيَمُ السَواري والغَوادي

مَحَلَّ أَخي بَني أَسَدٍ قَنَونا

إِلى يَبَةٍ إِلى بَركِ الغِمادِ

مُقِيمٌ بِالمَجازَةِ مِن قَنَونا

وَأَهلُكَ بِالأُجيفِرِ وَالثِمادِ

فَلا تَبعَدن فَكُلُّ فَتى سَيَأتي

عَليهِ الموتُ يَطرُقُ أَو يُغادي

وَكُلُّ ذَخيرَةٍ لا بُدَّ يَومًا

وَلَو بَقيت تَصيرُ إِلى النَفادِ

يَعِزُّ عَلَيَّ أَن نَغدو جَميعًا

وَتُصبِحَ ثاوِيًا رَهناً بِوادِ

فَلو فودِيتَ مِن حَدَثِ المَنايا

وَقَيتُكَ بِالطَّريفِ وَبِالتِلادِ

لَقَد أَسمَعتَ لَو نادَيتَ حيًّا

وَلكِن لا حَياةَ لِمَن تُنادي

عطر الزنبق 10-02-2021 04:12 PM

https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif


أَنتَ إِمامُ الحَقِّ لَسنا نَمتَري

أَنتَ الَّذي نَرضى بِهِ وَنرتَجي

أَنتَ اِبنُ خيرِ الناسِ مِن بَعد النبي

يا اِبنَ عَليَّ سِر وَمَن مِثلُ عَلي

حَتى تَحلَّ أَرضَ كَلَبٍ وَبلي

ما مِتُ يا مَهديُّ يا اِبنَ المُهتَدي

أَنتَ الَّذي نَرضى بِهِ وَنرتَجي

أَنتَ اِبنُ خيرِ الناسِ مِن بَعد النبي

أَنتَ إِمامُ الحَقِّ لَسنا نَمتَري

يا اِبنَ عَليَّ سِر وَمَن مِثلُ عَلي

سِر بنا مُصاحِباً لا تَنثَني

حَتى نُحاذي أَرضَ كَلَبٍ وَبلى

ثَمتَ أَقبل جارُكَ الله العلي

بين لَنا وَاِنصَح لَنا يا اِبن الوصي

بَيِّن لَنا مِن دينِنا ما نَبتَغي

عطر الزنبق 10-02-2021 04:13 PM

https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif



أَلَيسَ أَبي بِالصَلتِ والد أُسرَتي

لِكُلِّ هِجانٍ مِن بَني النَضرِ أَزهَرا

لَبِسنا ثِيابَ العَصبِ فَاِختَلَطَ السَدى

بِنا وَبِهِم وَالحَضرَميَّ المُخَصَّرا

إِذا ما قَطَعنا مِن قُرَيشٍ قَرابَةً

بِأَي نِجادٍ تَحمِلُ السَيفَ مَيسرا

أَبَيتُ الَّتي قَد سُمتَني وَنَكَرتُها

وَلَو سُمتَها قَبلي قَبيصَةَ أَنكرا

فَإِن لَم تَكونُوا مِن بَني النَضرِ فَاِترُكُوا

أَراكًا بِأَذنابِ الفَوائِجِ أَخضرا

عطر الزنبق 10-02-2021 04:13 PM



https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
غَشِيتُ لِلَيلى بِالبَرودِ مَساكِنًا

تَقادَمنَ فَاِستَنَّت عَليها الأَعاصِرُ

وَأَوحَشنَ بَعدَ الحَيَّ إِلا مَساكِنًا

يُرَينَ حَديثاتٍ وَهُنَّ دَوَاثِرُ

وَكانَت إِذا أَخلَت وَأَمرَعَ رُبعها

يَكونُ عليها مِن صَديقِكَ حاضِرُ

فَقد خَفَّ مِنا الحيُّ بَعدَ إِقامَة

فَما إن بِها إِلا الرِياحُ العوائِرُ

كَأَن لَم يُدَمِّنها أَنيسٌ وَلَم يَكُن

لَها بَعدَ أَيّامِ الهِدَملَةِ عامِرُ

وَلَم يَعتَلِج في حاضِرٍ مُتَجاورٍ

قَفا الغَضيِ مِن وادي العُشيرَةِ سامِرُ

سَقى أُمَّ كُلثومٍ عَلى نَأى دارِها

وَنِسوَتَها جونُ الحَيا ثُمَّ باكِرُ

أَحَمُّ رَجوفٌ مُستَهِلٌّ رَبابُهُ

لَهُ فِرَقٌ مُسحَنفَراتٌ صَوادِرُ

تَصَعَّدَ في الأَحناءِ ذو عَجرَفيَةٍ

أَحَمُّ حَبَركي مُرجِفٌ مُتَماطِرُ

وَأَعرَضَ مِن ذَهبان مُعرورِفَ الذُرى

تَرَيَّعُ مِنهُ بِالنِطافِ الحَواجِرُ

أَقامَ عَلى جُمدانَ يَومًا وَليَلَةً

فَجُمدانُ مِنهُ مائِلٌ مُتَقاصِرُ

وَعَرَّسَ بِالسَكرانِ يَومَينِ وَارتَكى

يَجُرُّ كَما جَرَّ المَكيثُ المُسافِرُ

بِذي هَيدَبٍ جونٍ تُنَجِزُهُ الصِبا

وَتَدفَعُهُ دَفعَ الطِلا وَهوَ حاسِرُ

وَسُيِّلَ أَكنافُ المَرابِدِ غُدوَةً

وَسُيِّلَ مِنهُ ضاحِكٌ وَالعَواقِرُ

وَمِنهُ بِصَخرِ المَحوِ وَدقُ غَمامَةٍ

لَهُ سَبَلٌ واِقوَرَّ مِنهُ الغَفائِرُ

وَطَبَّقَ مِن نَحوِ النَجيلِ كَأَنَّهُ

بِأَليَلَ لَمّا خَلَّفَ النَخلَ ذامِرُ

وَمَرَّ فَأَروى يَنبُعًا فَجُنوبَهُ

وَقَد جيدَ مِنهُ جَيدَةٌ فَعَبَاثِرُ

لَهُ شُعَبٌ مِنها يَمانٍ وَرَيِّقٌِ

شآمٍ وَنَجدِيٌ وَآخَرُ غائِرُ

فَلَما دنا لِلاّبَتَينِ تَقودُهُ

جَوافِلُ دُهمٌ بِالرَّبابِ عَواجِرُ

رَسا بَينَ سَلعٍ وَالعَقيقِ وَفارِعٍ

إِلى أُحُدٍ لِلمُزنِ فيهِ غَشامِرُ

بِأَسحَمَ زَحّافٍ كَأَنَّ اِرتِجازُهُ

تَوَعُّدُ أَجمالٍ لَهُنَّ قَراقِرُ

فَأَمسى يَسُحُّ الماءَ فَوقَ وُعَيرَةٍ

لَهُ بِاللوى وَالواديَينِ حَوائِرُ

فَأَقلَعَ عَن عُش وَأَصبحَ مُزنُهُ

أَفاءً وَآفاقُ السَماءِ حَواسِرُ

بَكُلُّ مَسيلٍ مِن تِهامَةَ تطَيَّبٍ

تَسيلُ بِهِ مُسلَنطَحاتٌ دَعاثِرُ

تُقَلِّعُ عَمريَّ العِضاةِ كَأَنَّها

بِأَجوازِهِ أُسدٌ لَهُنَّ تَزاؤُرُ

يُغادِرُ صَرعى مِن أَراكٍ وَتَنضُبٍ

وَزُرقاً بِأَثباجِ البِحارِ يُغادِرُ

وَكُلُّ مَسيلٍ غارَتِ الشَمسُ فوقَهُ

سَقِيُّ الثُرَيّا بَينَهُ مُتَجاوِرُ

وَما أُمُّ خِشفٍ بِالعَلايَةِ شادِنٍ

أَطاعَ لها بَانٌ مِنَ المَردِ ناضِرُ

تَرَعّى بِهِ البَردَينِ ثُمَّ مَقِلُها

ذُرى تَأَوي إِليها الجآذِرُ

بِأَحسَنَ مِن أَمّ الحُوَيرثِ سُنَّةً

عَشِيَّةَ دَمعي مُسبِلٌ مُتَبادِرُ

عطر الزنبق 10-02-2021 04:13 PM

https://lh5.googleusercontent.com/-S...ys/s500/12.gif
عَفا رابِغٌ مِن أَهلِهِ فالظَواهِرُ

فَأَكنافُ هَرشى قَد عَفَت فَالأَصافِرُ

مَغانٍ يُهَيِّجنَ الحَليمَ إِلى الصِبا

وَهُنَّ قَديماتُ العُهودِ دَواثِرُ

لِلَيلى وَجاراتٍ لِلَيلى كَأَنَّها

نِعاجُ المَلا تُحدى بِهنَّ الأَباعِرُ

بِما قَد أَرى تِلكَ الدِيارَ وَأَهلَها

وَهُنَّ جَمِيعاتُ الأَنيسِ عَوامِرُ

أَجَدَّك أَن دارُ الرّبابِ تَباعَدَت

أَو اِنبَتَّ حَبلٌ أَنَّ قَلبَكَ طائِرُ

أَفِق قَد أَفاقَ العاشِقونَ وَفارَقوا ال

هَوى وَاِستَمَرَّت بِالرجالِ المَرائِرُ

وَهبها كَشَيءٍ لَم يَكُن أَو كَنازِحٍ

بِهِ الدَارُ أَو مَن غَيّبَتهُ المَقابِرُ

أَمُنقَطِعٌ يا عَزَّ ما كانَ بَينَنا

وَشاجَرَني يا عَزَّ فيكِ الشَواجِرُ

إِذا قيلَ هَذي دارُ عَزَّةَ قادَني

إِليها الهَوى وَاِستَعجَلَتني البَوادِرُ

أَصُدُّ وَبي الجُنونِ لِكَي يَرى

رُواةُ الخَنا أَنِّي لِبَيتِكِ هاجِرُ

فَيا عَزُّ لَيتَ النأَيَ إِذ حالَ بَينَنا

وَبينَكِ باعَ الوِدَّ لي مِنكِ تاجِرُ

وَأَنتِ الَّتي حَبَّبتِ كُلَّ قَصيرَةٍ

إِليَّ وَما يَدري بِذاكَ القَصائِرُ

عَنَيتُ قَصيراتِ الحِجالِ وَلَم أُرِد

قِصارَ الخُطا شَرُّ النِساءِ البَحاتِرُ


الساعة الآن 12:09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا