![]() |
تفسير آية: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ... }
قال تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ
وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [النور: 36 - 38]. الغَرَض الذي سِيقَتْ له الآيات: بيان بعض آثار نور الله الذي اهتدى به المؤمنون. ومناسبتها لما قبلها: لَمَّا ضرب مثلًا لنوره ذكر بعض آثار هذا النور. وقوله تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ ﴾ متعلق بقوله: ﴿ يُسَبِّحُ ﴾، والتنوين فيها للتعظيم، وتقديمها للاهتمام بها، والمراد بهذه البيوت: المساجد. وقيل: المراد المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، ومسجد قباء. وقيل: المراد دُور المسلمين، والأول الأقرب. ومعنى ﴿ أَذِنَ ﴾ أمر ووصَّى. ومعنى ﴿ تُرْفَعَ ﴾ تُبنى وتُطهر وتُعظم. ومعنى ﴿وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ﴾؛ أي: يُعظم اسمه، فيوصف بكل كمال، وينزَّه عن كل نقص؛ وذلك بالصلاة فيها، وقراءة القرآن ومدارسته وتسبيح الله وتحميده وتمجيده، وإعلان تفرُّده بالألوهية والرُّبوبية؛ ولذلك قال: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ﴾. ومعنى: يسبِّح له؛ أي: ينزهه ويقدسه. والغدو: أول النهار. والآصال: آخر النهار. وقد قرئ ﴿ يُسَبِّحُ ﴾ بالبناء للمعلوم، وفاعله رجال، ولا يوقف قبله. وقرئ بالبناء للمفعول، فالوقف على الآصال، ونائب الفاعل الجار والمجرور في قوله ﴿ لَهُ ﴾، ورجال على هذه القراءة فاعل لفِعل مقدَّر، وهذا الفعل مستأنف استئنافًا بيانيًّا كأن سائلًا سأل: مَن يسبحه؟ فقال: يسبحه رجال... إلخ. وقوله: ﴿ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ في محل رفع صفة لرجال، وجمهور أهل العلم على أن المراد بهذا الوصف: الثناء عليهم بأنهم أصحاب أموال ولم تشغلهم أموالهم عن عبادة الله تعالى وعمارة مساجده. وقيل: بل المراد أنهم لا تجارة لهم ولا بيع، على حد قوله تعالى: ﴿ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18] والمراد بالتجارة هنا عموم الأموال؛ ولذلك عطف عليها البيع، فهو من عطف الخاص على العام، وإنما خص البيع لكثرة الاشتغال به. والمراد بـ(إقام الصلاة): الإتيان بها مقومة مجوَّدة تامة، مع المحافظة على مواقيتها. والجمهور على أن المراد بـ(إيتاء الزكاة) هنا: الزكاة المفروضة. وقال ابن عباس: الزكاة هنا: طاعة الله تعالى والإخلاص؛ إذ ليس لكل مؤمن مال. وقوله تعالى: ﴿ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ تعليل لما قبله؛ أي: يخشون عقوبة الله يوم القيامة الذي تتحوَّل فيه قلوب الكفار فتبلغ الحناجر، وتتحول فيه أبصار أعداء الله فتعمى أو تتحير. واللام في قوله: ﴿ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ للعاقبة؛ أي: فكأن لهم في هذا اليوم الحسنى وزيادة. وقوله: ﴿وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ تذييل لتقرير ما قبله، وإشارة إلى أن عطاءه كثير جدًّا. الأحكام: 1 - الحض على بناء المساجد. 2 - يجب تطهيرها وصيانتها من النجاسات. 3 - وجوب صلاة الجماعة. 4 - الرد على مَن زعم أنه لا ينبغي أن يكونَ سبب العبادة الخوف من النار. 5 - لا تجب الجماعة على النساء. - الشيخ عبد القادر شيبة الحمد. |
بارك الله فيك على الاختيار القيّم و ربي يجعل طرحك في ميزان حسناتك ننتظر جديدك الله يحفظك نبراس القلم |
بارك الله فيك وجزاك الله كل خيرعلى هذا الموضوع القييم سلم لنا طرحك المفيد وسلم لنا ذوقــــك وجعل ماقدمت بموازين حسناتك |
بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الأعلى من الجنــان لروعة طرحك القيم والمفيد |
جزاك الله بخير الجزاء والجنه
بارك الله فيك ونفع بك وجعله في ميزان حسناتك |
جزاك الله خيرا
على الطرح الرائع اثابك الله الاجروالثواب |
الساعة الآن 04:52 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.