منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{ سكون لاعجاز وعلوم وتفسير القرآن الكريم}۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=125)
-   -   بنيانُ الآمن والباب المتين (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=199280)

انثى برائحة الورد 05-04-2022 02:09 PM

بنيانُ الآمن والباب المتين
 
﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59].
بعدَ أن ذَكَرَ الله كوكبةَ النبوة، ومن سارَ على طريقتهم وهدْيهم، ذَكرَ الله مَن أتى بعدهم، وبيَّنَ بعضَ صفاتهم، وخصَّ (إضاعةَ الصلاة) بوصفها صفةً أُولى، (واتِّباعِ الشهواتِ) بوصفها صفةً ثانية، وقد جاءتْ
نتيجةً لإضاعةِ الصلاةِ والتفريطِ فيها.
وإنَّ المتأملَ في هذه الآية القرآنية يتضحُ له أنَّ الخَلْفَ الذي جاءَ بعد مسيرةِ النبوة أضاعَ الصلاة؛ أي: فرَّطَ فيها وأهمَلها، ولم يُقمها على وجهها، وهي البنيانُ الآمِنُ الذي يلوذُ به الإنسان من أعاصيرِ الفتنِ والشهواتِ والانحرافات، ولهذا جاءَ اتباعُ الشهواتِ مباشرة بعدَ إضاعةِ الصلاة؛ لأنَّ البابَ كُسِر، ووجدَ الإنسانُ نفسَه بلا موعدٍ معَ السماء، انقطعَ حبلُ الرشدِ والهداية، الحبلُ الناظمُ لحياةِ الإنسان، ميزانُ الاتزانِ بينَ رغائبِ الدنيا ومتطلباتِ الرُّوح، فإذا ما ضاعَ كلُّ ذلك، طاشَ وتاه وغَرِقَ، واتَّبعَ الشهوات، وكفى بهذا الاتباعِ انحدارًا وسُفولًا،
أوداه إلى (الغي) يومَ القيامةِ والحساب!
ومما يؤكدُ أنَّ الصلاةَ (بابٌ متين)، يمنعُ دخولَ الظلامِ والتيه على قلبِ الإنسان، كما أنها الحامي لقلعةِ القيم، وهي علامةُ الاستقرارِ والثبات، فقد ذَكَرَ الله ذلكَ بوضوح في قوله جل في علاه: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45]، تَمنعُ صاحبها من الوقوعِ في الانحرافات، والانجرارِ وراءَ الشهواتِ والملذات؛ لِما تُحدثه من مناعةٍ في القلبِ والعقل، تدفعُ نحو العُلو، وتُنفِّرُ من الهبوطِ والانحداراتِ والتلبُّسِ بالذنوبِ والمعاصي!
وفي نفسِ سياقِ الآية: ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ [العنكبوت: 45]، وذكرُ الله لفظٌ شامل، تدخلُ الصلاة فيه ضمْنًا، فهي أكبرُ من كلِّ شيء، ومن أيِّ شيء، وأعلى من كلِّ شيء، وهذا المفهومُ الذي يستقرُّ في نفسِ القائمِ بصلاته والمحافظِ عليها، يساعده على الترفعِ عن الشهواتِ والولوغِ فيها!
إذًا فمجيءُ اتباعِ الشهوات بعدَ إضاعةِ الصلاة، لَحكمةٌ ظاهرة، ونتيجةٌ مُشَاهَدَة، وواقعٌ لا مفرَّ للإنسان منه،
وهو أشبه بمقدمةٍ ونتيجة، مَن أضاعَ الصلاة = اتَّبعَ الشهواتِ وغرِقَ فيها، وكفى بذلكَ ضياعًا وخِذلانًا.
ومن أجَلِّ الحواجز المنيعة التي تُحدثها الصلاة في نفسِ الإنسان، أنوار الأوقاتِ في اليومِ والليلة، كونها جاءت بأمرٍ إلهي، فهي ممتلئة بالحكمةِ المدهشة، إنها أنوارٌ تزيحُ الظلام الذي يتلبَّسُ به الإنسان في أوقاتِ الفراغ، إنها النهر الذي يمسحُ الأدرانَ والأوساخ، فإذا ما وقعَ الإنسانُ في شهوةٍ وضيعة، وانساقَ وراءَ زلةٍ مظلمة، جاءَ وقتُ الصلاةِ مُعلنًا أنوارَ الفلاحِ والصفاء، فاتحًا بابَ التوبةِ العظيم، مُذكِّرًا بحقيقةِ الحَبْلِ الموصول بينَ السماءِ والأرض، وقد عبَّرَ النص القرآني عن حقيقةِ هذا الأمر بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114]، تُذهبُ أنوارُ الصلاة ظلامَ الشهوةِ والمعصية، ذلكَ ذكرى لكلِّ إنسانٍ؛ كيلا يكونَ من الخَلْف الذينَ أضاعوا الصلاة؛
لأنهم سيقعونَ في هُوَّةِ الشهواتِ الموصلةِ إلى الغَي والجحيم.

مستريح البال 05-04-2022 11:58 PM

جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك
وانارالله دربك بالايمان
ماننحرم من جديدك المميز
دمـت بحفظ الله ورعايته

نهيان 05-10-2022 10:36 PM

جزاك الله بخير الجزاء والجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في ميزان حسناتك

شغف 05-11-2022 06:10 PM








جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك


انثى برائحة الورد 05-12-2022 01:40 PM


شايان 05-14-2022 04:18 PM

ابدعت باختيارك
اثابك الله خير الثواب
وجعلها في ميزان حسناتك

ترانيم الشجن 05-19-2022 03:03 PM

https://i.servimg.com/u/f20/19/88/23/43/tm/19631410.gif

لجين 05-26-2022 02:47 PM

https://pa1.narvii.com/6632/cac0351c...3c87694_hq.gif


الساعة الآن 01:22 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا