منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=2)
-   -   فضل البكاء من خشية الله. (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=205475)

عطر الزنبق 11-23-2023 11:37 PM

فضل البكاء من خشية الله.
 
فضل البكاء من خشية الله.


باب فضل البكاء من خشية الله تعالى وشوقًا إليه:
قال الله تعالى:
﴿ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ [الإسراء:
109]، وقال تعالى: ﴿ أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ *
وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ ﴾ [النجم: 59، 60].
♦ وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى
الله عليه وسلم: ((اقرأ عليَّ القرآن))، قلت: يا رسول الله،
أقرأُ عليك، وعليك أُنزِل؟! قال: ((إني أحبُّ أن أسمعه من
غيري))، فقرأت عليه سورة النساء، حتى جئتُ إلى هذه
الآية: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ
عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41]، قال: ((حسْبُك الآن))، فالتفتُّ إليه، فإذا عيناه تذرفان. متفق عليه.قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلِّف رحمه الله تعالى: باب فضل البكاء من خشية
الله عز وجل، يعني خوفًا منه وشوقًا إليه تبارك وتعالى،
وذلك أن البكاء له أسباب: تارة يكون الخوف، وتارة يكون
الألم، وتارة يكون الشوق، وغير ذلك من الأسباب التي
يعرفها الناس.
ولكن البكاء من خشية الله إما خوفًا منه وإما شوقًا إليه
تبارك وتعالى، فإذا كان البكاء من معصية فعَلَها الإنسان،
فهذا البكاء سببُه الخوف من الله عز وجل، وإذا كان عن
طاعة فعلها، كان هذا البكاء شوقًا إلى الله سبحانه وتعالى.
وذكر المؤلِّف رحمه الله آيتين: آية فيها الثناء على الذين
يبكون من خشية الله، وهي قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا
الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ ﴾ [الإسراء: 107]؛ أي أوتوا العلم مِن قبلِ
القرآن، وهم أهل الكتاب، ﴿ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ
لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا
لَمَفْعُولًا ﴾ [الإسراء: 107، 108]، يعني إنَّ وعد ربنا
واقعٌ لا محالة، ف(إن) هنا للتوكيد.
﴿ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ﴾ [الإسراء:
109] ﴿ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ ﴾ يعني عليها، والمراد
المبالغة في السجود، حتى تكاد أذقانهم تضرب بالأرض
من شدة المبالغة في سجودهم، ﴿ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ﴾
خشوعًا في القلب يظهر أثرُه وعلامته على الجوارح.
والآية الثانية قوله تعالى: ﴿ أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ *
وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ ﴾ [النجم: 59، 60]، وهذا ذمٌّ
لهم أن يضحك الإنسان من القرآن ويعجب منه عجَبَ
استنكارٍ وسخرية ولا يبكي منه، والقرآن أعظمُ واعظ، يعظ
الله به القلوب، لكنه إذا ورد على قلوب كالحجارة والعياذ
بالله؛ فإنها لا تلين، ولكنها تزداد صلابة، نسأل الله
العافية.
ثم ذكر المؤلِّف حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم طلب منه أن يقرأ عليه القرآن، فقال:
يا رسول الله، كيف أقرؤه عليك وعليك أُنزِل؟ يعني: أنت
أعلم به مني، فكيف أقرؤه عليك؟ قال: ((إني أحبُّ أن
أسمعه من غيري)).
هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام، وفيه إشارة إلى أن
الإنسان قد يكون إنصاته لقراءة غيره أخشَعَ لقلبه مما لو
قرأ هو، وهو كذلك أحيانًا، فأحيانًا إذا سمعتَ القرآن من
غيرك خشعتَ وبكيت، لكن لو قرأتَه أنت ما خشعت على
هذه الهيئة.
فقرأ عليه سورة النساء، فلما بلغ هذه الآية العظيمة:
﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41]، يعني ماذا تكون حالك؟!
وماذا تكون حالهم؟!
(كيف) هنا للاستفهام، والاستفهام يشد النفس، وينبِّه
القلب، ﴿ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ ﴾ يوم القيامة.
والشهداء طائفتان من الناس:
الطائفة الأولى: الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام،
كما قال تعالى: ﴿ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا
[البقرة: 143].
والثانية: أهل العلم الذين وَرِثوا الأنبياء، فإنهم شهداء بعد
ميراث الأنبياء بعد أن يموت الأنبياء، فالشهداء على
الخلق هم العلماء بعد الرسل، يشهدون بأن الرسل بلَّغوا،
ويشهدون على الأمَّة بأن الرسالة قد بلَغتْهم، ويا لها من
ميزة عظيمة لأهل العلم، أن يكونوا هم شهداء الله في
أرضه.
يقول: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41]، وقد ذكر الله في
سورة الجاثية ﴿ وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً ﴾ على رُكَبِها ﴿ كُلُّ
أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا ﴾ كتاب الأعمال، أو إلى كتابها
الذي نزل عليها بالوحي ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

[الجاثية: 28].
يقول: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ ﴾

يعني يا محمد ﴿ عَلَى هَؤُلَاءِ ﴾ الأمم ﴿ شَهِيدًا ﴾ ماذا
تكون الحال؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((حسْبُك الآن))، قال
ابن مسعود: فالتفتُّ إليه فإذا عيناه تذرفان.
يبكي عليه الصلاة والسلام خوفًا من هذه الحالة الرهيبة
العظيمة. ففي هذا دليل على البكاء من قراءة القرآن، وأن
الإنسان يبكي من قراءة القرآن.
المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 342- 346).



مستريح البال 11-24-2023 02:08 AM

جزاك الله خير وأثابك حسن الدارين
ومتعك برؤية وجهه الكريم

ناطق العبيدي 11-24-2023 07:40 PM

. أسأل الله لي ولك هذا المساء
حسنات تتكاثر
وسيئات تتطاير
وهموم تتناثر

عطر الزنبق 11-24-2023 07:41 PM

اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستريح البال https://www.skoon-elqmar.com/vb/SKON...s/viewpost.gif
جزاك الله خير وأثابك حسن الدارين
ومتعك برؤية وجهه الكريم



https://statt.cc/wp-content/uploads/2018/07/2305-1.jpg

عطر الزنبق 11-24-2023 07:42 PM

اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناطق العبيدي https://www.skoon-elqmar.com/vb/SKON...s/viewpost.gif
. أسأل الله لي ولك هذا المساء
حسنات تتكاثر
وسيئات تتطاير
وهموم تتناثر


https://statt.cc/wp-content/uploads/2018/07/2305-1.jpg

انثى برائحة الورد 11-28-2023 12:41 PM

جزاك الله خيرا اختي الفاضلة
بارك الله فيك

عطر الزنبق 11-28-2023 05:34 PM

اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انثى برائحة الورد https://www.skoon-elqmar.com/vb/SKON...s/viewpost.gif
جزاك الله خيرا اختي الفاضلة
بارك الله فيك


https://statt.cc/wp-content/uploads/2018/07/2305-1.jpg

شغف 11-29-2023 09:04 PM

جزاك الله خير
وجعله بموازين حسناتك

عطر الزنبق 11-29-2023 09:33 PM

اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شغف https://www.skoon-elqmar.com/vb/SKON...s/viewpost.gif
جزاك الله خير


وجعله بموازين حسناتك


https://i.pinimg.com/originals/ff/1e...9977016690.gif

وردة 11-30-2023 06:21 PM

جزاك الله خير
وبارك الله فيك طرح رائع


الساعة الآن 12:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا