منتديات سكون القمر

منتديات سكون القمر (https://www.skoon-elqmar.com/vb//index.php)
-   ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ (https://www.skoon-elqmar.com/vb//forumdisplay.php?f=2)
-   -   تسلية المصاب فى فقد الأهل والأحباب (https://www.skoon-elqmar.com/vb//showthread.php?t=209726)

عطيه الدماطى 05-15-2025 01:08 PM

تسلية المصاب فى فقد الأهل والأحباب
 
تسلية المصاب فى فقد الأهل والأحباب
المصاب هو من حلت به المصيبة وهو :
البلاء الممثل فى موت أحد أقاربه أو أحد أحبابه من الذكور والإناث ومثله :
المصابة التى حلت بها مصيبة وفاة أحد اقاربها أو أحد أحبابها من الذكور والإناث
بالطبع المطلوب من المصاب أو المصابة بفقد أحدهم أيا كان ابن أو أب أو أم أو ابنة أو أخ أو اخت أو زوج أو زوجة أو غيرهم هو :
الصبر
وقد أخبرنا الله أننا يجب أن نتعود على أن البلاء أيا كان وليس وحده فقد أهل والأصحاب وإنما ضياع المال أو الجوع أو الخوف أو ولادة طفل معاق
وهذا التعود يكون بعدم الكفر بالله والاستمرار فى طاعة أحكامه مع القول :
إنا لله وإنا إليه راجعون
وفى المعنى قال سبحانه :
"لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ"
وبين الله أن جزاء الصابرين وهم المطيعين لله مهما أصابهم من أذى هو :
الصلوات وهى الرحمات
وقد أخبر الله البشر بالحقيقة التى تغيب أحيانا عن البال وهى :
أن الكل ميت
وفى المعنى قال سبحانه :
" كل نفس ذائقة الموت "
كما أخبرنا ألا نكبر حقيقة موت أحدهم أو قتله حتى ولو كان خاتم النبيين (ص) نفسه فالكل سوف يموت والمطلوب واحد وهو :
عدم الانقلاب على الأعقاب والمقصود :
عدم العودة إلى الكفر
وفى المعنى قال سبحانه :
"مَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ"
فى النفس الإنسانية المصيبة مرتبطة بموت قريب أو حبيب أكثر مما هى مرتبطة بالابتلاءات الأخرى
وعلى كل واحد منا وهو أمر صعب التنفيذ أن يعى الحقائق التالية :
أن هناك ألوف مؤلفة أو بلغة العد اليوم الانجليزية ملايين الملايين تموت من الكائنات ومع هذا نحن لا نلاحظ ذلك ولا نسمع أنينا أو بكاء أو صراخا من تلك الأنواع على فقد أقاربها وأحبابها
أن المسلم إذا مات دخل الجنة وهو يكون فرحا مطمئنا راضيا سعيدا كما قال سبحانه :
"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي"
وقال أيضا :
"الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"
الغريب فى أمرنا كبشر أننا نعرف أن ميتنا سعيد فرح ومع هذا نبكى ونصرخ ونأن مع أن المفترض أننا يجب أن نكون سعداء أن أحدنا رضى الله عنه فأدخله الجنة
هذه الطبيعة البشرية تتغلب حتى على الرسل (ص) أنفسهم فهم يحزنون على فراق أقاربهم حتى ولو كانوا كفارا فنجد نوح(ص) رغم علمه بكفر ابنه ودخوله النار إلا أنه يحاول أن يوهم نفسه أنه من أهله وهم المؤمنين فيطلب من الله رحمته ولكن الله ينهاه عن هذا مخبرا إياه أنه ليس من أهله وأنه سيدخل النار
ومصيبة نوح(ص) فى كفر ولده أكبر من مصيبته فى موت الولد وفى المعنى قال سبحانه :
"وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ"
حتى خاتم النبيين (ص) كان يحزن على بعض من احبابه وأقاربه بسبب أعمالهم الفاسدة وبسبب موتهم على الكفر فنصحه الله أكثر من مرة حيث قال :
" وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ "
وقال أيضا :
"لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ"
إذا يتغلب الهوى أحيانا فى أنفسنا على الحق مهما كانت مكانة أحدنا فنحن نتوهم عظم المصيبة وكبرها بأنها لا تطاق ولكن أى مصيبة فى الدنيا تهون إلا مصيبة الإنسان فى نفسه والمقصود :
كفره بدين الله فهذه أعظم المصائب
يجب على المصاب أو المصابة أن يتذكر من سبقوه من الناس فكلهم فقد أولاده وآبائه وأمهاته وأصحابه ولم يبق أحد إلا فقد ذلك
ويجب أن يسأل نفسه :
وماذا بعد عدم الصبر ؟
هل يعود المفقود ؟
أم ان الواجب يحتم على أن أهتم ببقية أهلى الذين على قيد الحياة؟
من مات قد مات ولن يعود مرة أخرى إلى الدنيا كما قال سبحانه :
"وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون "
بالطبع لا يخفى على الناس أن بعض ممن يبكون ويصرخون لا يفعلون ذلك من أجل أنفسهم وإنما ليظهر أمام الأخرين أنه حزين وهو حزن أى عمل لن يثاب عليه
ليس مطلوب أن يراءى بعضنا بعضا وقد اعتبر الله أن المراءة من صفات المنافقين حيث قال :
" الذين هم يراءون ويمنعون الماعون "
من أراد الحزن فليدخل بيته ويبكى فى حجرته أو يبكى هو وأسرته على مصابهم فى بيتهم دون أن يراهم أحد فهذا أفضل لهم حيث يخرج كل منهم ما بداخله وكلنا ذلك الرجل الباكى أو تلك المرأة الباكية كما حزن يعقوب(ص) على فقد يوسف(ص) داخل بيته فنهاه أولاده مع أنهم يقدرون على الاعتراف بالذنب واخباره أنه حى
وفى المعنى قال سبحانه :
"وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أسَفَا عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ"
بالطبع افراغ شحنة الحزن مطلوب حتى لا يؤثر بالسلب على الصحة ولكن ليس مطلوبا أن نجدد الحزن على شىء من تلك المصائب وإلا فلن نفعل خيرا بأنفسنا أو بمن تبقى من أهلنا
وعلى الأقارب والأصحاب أن يسلوا أهل الميت عن تذكر الفقيد أو الفقيدة بأنواع من الأعمال منها :
جلب الطعام لهم خاصة الطعام الذى ينعش النفوس فليس المطلوب لحوم وإنما مع اللحوم حلوى وغيرها من أصناف الطعام ذات الألوان المبهجة وإن علموا أن فلان يحب أو فلانة تحب طعام كذا أحضروه
ولا يجب أن نلتفت إلى أقوال أهل الميت من أن جلب هذا الطعام فرحة فيهم فعاداتنا تحرم ما أحله الله كالسمك فرحة والحلوى فرحة ... إلخ الهبل الذى توارثناه فهذا كلام يكون نتيجة تغلب مشاعر الحزن
كما يجب أن يشغلوهم بالكلام عن موضوعات أخرى بعيدة عن تذكر الفقيد وبألفاظ أخرى :
يجب السروح بهم فى دنيا أخرى
وبعض منا يجيد السروح بالناس من خلال حكايات لا أصل لها حتى ينسيهم أنفسهم وما هم فيه
والسروح ليس كذبا محرما لأن الهدف منه طيب وهو تسلية أهل المصاب فهو من باب البر بهم والإحسان لهم حتى ولو حلفنا بالله على ذلك كما قال سبحانه :
" وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ"


الساعة الآن 10:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا